الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم المسألة الثالثة قاعدة الدعوة على منهج النبوة تقتضي الجمع بين مبدأي الترغيب والترهيب. الدعوة على منهاج النبوة تقتضي الجمع بين مبدأي الترغيب والترهيب. وهذه من اعظم القواعد التي يستفيد منها اخواننا من الدعاة والخطباء والوعاظ والعلما والمفتون فلا يجوز للداعية ان يخص وعظه بمبدأ ترغيب فقط لانه سوف يؤمن الناس من مكر الله بكثرة ما يذكره لهم من الرجاء والمغفرة والرحمة ولا تعرضوا في حديثه الى عقوبة وسخط ونار ابدا هذا قصور في الدعوة. لان من دعا الناس بالرجاء فقط فانه سيجعلهم في الامن من مكر الله عز وجل وسيجرأهم هذا على كثرة الوقوع في المعاصي اعتمادا على الرجاء وهذا قصور. وكذلك بعض الدعاة ايضا لا نسمع عنه الا التقنيط والتيئيس. وكأن وكأن الله عز وجل الا يغفر لعباده ابدا ولا يرحمهم مطلقا فلا تسمعوا الا عبارات السخط وعبارات الغضب ووصف النار. ولم نسمع منه يوما من الايام كلمة تبعث الفأل في قلوب المدعوين وهذا خطأ. هذا قصور عظيم. فمنهاج الدعوة النبوي ليس مبناه وعلى الترهيب الدائم لانه يوجب القنوط من رحمة الله. وليس على مبدأ الترغيب الدائم انه سيوجب الامن من مكر الله بل مبدأ الدعوة مبني على الجمع بين مبدأي الترغيب تارة والترهيب تارة اخرى ولذلك قال الله عز وجل نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وهذا ترغيب. وان عذابي هو العذاب الاليم وهذا هو مبدأ ترهيب. وقال الله عز وجل في ايات كثيرة اذا وصف الجنة فمباشرة يصف بعدها النار. او اذا جاء بايات من ايات الوعيد فانه يعقبها باية من ايات الوعد حتى يتوازن سير القلب الى الله عز وجل فلا ينقطع في امن ولا فان القلوب تنقطع. كما تنقطع الرواحل في سيرها في طريق سفرها خير القلب الى الله له لصوص وفيه قواطع من قواطعها الامن من مكر الله وهذا يوجبه مبدأ الترغيب وحده. ومن قواطعها عن الله عز وجل الخوف الشديد الموجب للقنوط من رحمة الله. وهذا يوجبه مبدأ الترهيب الدائم. لكن من جمع بين هذين المبدئين فسيكون عنده توازن في الدعوة فخطبة عن صفة الجنة. والخطبة الثانية عن صفة النار. وهذه الكلمة او الموعظة ترهيبية والموعظة الاخرى ترغيبية حتى يعيش الناس بين الخوف والرجاء. فان قلت وما الذي اتى هذه القاعدة من كلام الامام الطحاوي. فاقول قوله رحمه الله نرجو للمحسنين من المؤمنين وهذا مبدأ غيب ثم قال ولا نقنطهم اي لا نبعث في قلوبهم الخوف العظيم والوجل الكبير الذي يوجب لهم القنوط فاذا هذه القطعة تفيد هذه القاعدة انما ان الدعوة على منهاج النبوة شاملة او تتضمن الجمع بين مبدأي الترغيب والترهيب