وتأملوا الان الاية الثالثة وهي اية النساء. قال الله جل وعلا ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيره. هنا يسأل سائل ما وجه ما وجه مقارنة مشاقة سبيل المؤمنين بمشاقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. اذا في هناك مشاقة للرسول وهناك مشاقة سبيل المؤمنين لان غير يتبع غير سبيل المؤمنين يشققهم يخالفهم. ما وجه المقارنة؟ لان مشاقة الرسول صلى الله عليه وسلم مشاق لله عز وجل. يعني ان الانسان لن يفهم الدين المنزل الا على حسب هواه وهنا نرجع الى الاية التي قال الله فيها اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولى اولياء جمع ايش؟ ولي. والولي في لغة العرب المحبوب المتبع المتبع. اذا او لا تتبعوا من دونه اولياء يعني محبوبات تتبعونها لرغبات وشهوات في انفسكم يجب على الانسان يربي نفسه على التزام واستقامة المنزل وهنا قال ومن يشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى. الهدى في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم. الهدى في اتباع القرآن والسنة كما قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الحاكم في مستدركه واني تارك في واني تركت فيكم مانع اتسمتم به لن تضلوا ابدا كتاب الله وسنتي. وفي صحيح الامام مسلم من حديث زيد في قصة غدير خم قال فقام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا ثم قال الا اوصيكم بكتاب الله قال فما زال يوصي بكتاب الله ثم قال واوصيكم بال بيتي خيرا. او قال وعترتي. اذا نحن لابد ان نتمسك بالكتاب والسنة لكن هنا مشاقة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا شيء واتباع غير سبيل المؤمنين هذا ايضا مشاقة لله وللرسول ويتبع غيره سبيل المؤمنين. ويتبع غير سبيل المؤمنين. والمؤمنين اول ما يدخل في كلمة المؤمنين واول ما تسمع يا ايها الذين امنوا لابد مباشرة ان لا يخطر ببالك الا الذين نزل عليهم القرآن وخاطبهم الرحمة في وقت نزول القرآن في ذلكم الازمان. يا ايها الذين امنوا من كان الموجود حينما ينزل الله القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لهم يا ايها الذين امنوا ليس ثم الا الصحابة رضوان الله عليهم. اذا غير سبيل المؤمنين الالف واللام هنا للعهد وهم الصحابة رضوان الله تعالى عليهم. ولهذا ايها الاخوة لما نتأمل في هذه الايات الثلاث نجد ان اتباع سبيل قيل المؤمنين امر واجب في آآ الايمان العلمي والايمان العملي والايمان الكلي وكذلك فيه عصمة من مشاقة الرسول صلى الله عليه وسلم