سم بالله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالديه ولمشايخه ولولاة امورنا ولجميع المسلمين. امين قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى في كتابه اصول العقائد الدينية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على محمد واله وصحبه واتباعه الى يوم الدين. اما بعد فهذا مختصر جدا في العقائد الدينية والاصول الكبيرة المهمة اقتصرنا فيها على مجرد الاشارة والتنبيه من غير بسط للكلام ولا ذكر ادلتها اقرب ما يكون لها انها من نوع الفهرس الفهرست للمسائل. لتعرف اصولها ومقامها ومحلها من الدين ثم من له رغبة في العلم يتطلب بسطها وبراهينها من اماكنها. وان يسر الله وفسح في الاجل قصدت هذه المطالب ووضحتها بادلتها الاصل الاول التوحيد. حد التوحيد الجامع لانواعه هو اعتقاد العبد وايمانه بتفرد الله بصفات الكمال. وافراده بان انواع العبادة فدخل في هذا توحيد الربوبية الذي هو اعتقاد انفراد الرب بالخلق والرزق وانواع التدبير وتوحيد الاسماء والصفات. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد قال رحمه الله في رسالته اصول العقائد الدينية اه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد واله وصحبه واتباعه الى يوم الدين بدأ المؤلف رحمه الله هذه الرسالة بالبسملة وسبق الكلام على ذلك وان ابتداء الكتب والرسائل بالبسملة اقتداء بكتاب الله عز وجل ان فيه اقتداء بكتاب الله واتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وعملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم كل امر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو ابتر وقول الحمد لله الحمد ووصف المحمود بالكمال حبا وتعظيما والله عز وجل يوصف بالحمد في امرين بكمال صفاته ولجزيل هباته وقوله لله العلام هنا للاختصاص في الحمد للاستغراق اي الحمد الكامل مستحق لله عز وجل وقوله رب العالمين الرب هو الخالق الرازق المالك المدبر وقول العالمين العالم من سوى الله عز وجل افتح المراوح عشان ثم قال وصلى الله وسلم على محمد صلى الله صلاة الله تعالى على عبده ثناؤه عليه في الملأ الاعلى وقوله وسلم دعاء للرسول صلى الله عليه وسلم بالسلامة في حياته وبعد مماته اما في حياته فان يسلم شخصه الكريم واما بعد مماته ان يسلم شرعه القويم من البدع والخرافات قال على محمد واله وصحبه واتباعه جمع المؤلف رحمه الله بين الال والصحب والاتباع واذا جمع بينها فالمراد الان المراد بالال المؤمنون من قرابته والصحب هم الصحابة والاتباع من تبعه على على دينه قال الى يوم الدين اما بعد فهذا مختصر جدا مختصر المختصر هو ما قل لفظه وكثر معناه وقالوا جدا اي اجد ذلك جدا في اصول العقائد الدينية وصول جمع اصل وسبق لنا ان الاصل يطلق على خمسة معان عند اهل العلم وقوله رحمه الله العقائد جمع عقيدة والعقيدة من العقد وهو الشد والربط بقوة واحكام العقيدة باللغة من العقد وهو الشد والربط بقوة واحكام يقال عقد الحبل اذا ربطه وعقد اليمين اذا حلف جازما وانعقد البيع اذا توثق وتأكد العقيدة لغة هي الجزم واليقين الذي ينعقد بالقلب واما اصطلاحا العقيدة هي الايمان الجازم الذي لا يتطرق اليه شك لدى معتقده الايمان الجازم الذي لا يتطرق اليه شك لدى معتقلي لدى معتقده فالمراد بالعقيدة هنا الايمان والتسليم بما جاء في كتاب الله او صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا فتشمل اركان الايمان واصول الاسلام العلمية والعملية هذا هو تعريف العقيدة واما التوحيد تعريفه فالتوحيد لغة مصدر وحد يوحد توحيدا اذا جعل الشيء واحدا واما شرعا فالتوحيد هو افراد الله تعالى بما يختص به من الربوبية والالوهية والاسماء والصفات هذا هو تعريف التوحيد وركناه اثنان اثبات ونفي الاثبات ان تثبت ما يجب لله تعالى والنفي ان تنفي ان تنفي مش ان تنفي مشاركة غيره فيه والفرق بين العقيدة والتوحيد ان التوحيد خاص بالله عز وجل فهو اعني التوحيد اعتقاد تفرد الله تعالى بالالوهية والربوبية والاسماء والصفات فهو اخص من العقيدة واما العقيدة فهي فيما يختص ببقية اركان الايمان من الايمان بالملائكة والكتب والرسل والايمان باليوم الاخر والقدر خيره وشره فالعقيدة اعم من التوحيد التوحيد يختص بالله تعالى واما العقيدة فهي بقية اركان الايمان وقد تطلق العقيدة على التوحيد ويطلق التوحيد على العقيدة. وعلى هذا فكل توحيد فهو عقيدة وليس كل كل عقيدة توحيدا والعقيدة او التوحيد شأنها عظيم ولذلك ينبغي لطالب العلم بل يجب على كل مؤمن ان يعتني بها ان يعتني بالعقيدة والتوحيد لاسباب اولا ان تحقيق التوحيد والغاية التي خلق الله تعالى الخلق من اجلها كما قال عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون تبين سبحانه وتعالى ان الغاية من خلق الخلق هو تحقيق التوحيد والعبادة ثانيا مما يدل على اهميتها ان تحقيق التوحيد هو الغاية التي من اجلها ارسل الله تعالى الرسل قال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقال عز وجل ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ثالثا مما يدل على اهمية التوحيد والعقيدة ان تحقيق التوحيد هو اساس قبول الاعمال فجميع الاعمال تتوقف صحتها وقبولها على صحة المعتقد والتوحيد قال الله تعالى لئن اشركت ليحبطن عملك. وقال تعالى ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون فنقص التوحيد قد يحبط العمل او ينقصه عن كماله الواجب او عن كمال المستحب مما يدل على اهمية التوحيد ان التوحيد هو اول امر يسأل عنه الانسان في قبره كما ثبت في الصحيحين من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام اخبر ان الانسان اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه اتاه ملكان فيقعدانه ويسألانه عن ربه ودينه ونبيه مما يدل على اهمية التوحيد ان التوحيد هو اول امر يدعى اليه فاول امر يدعى اليه هو التوحيد كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان الرسول صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا الى اليمن قال له انك ستأتي قوما اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله مما يدل على اهمية التوحيد ان التوحيد هو اول الواجبات على العباد فاول واجب على على العباد هو توحيد الله تعالى قال الله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وقال عز وجل واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا مما يدل ايضا على اهميته ان التوحيد اعظم حقوق الله تعالى على عباده اعظم حق لله على عباده هو توحيده سبحانه وتعالى كما في الصحيحين من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سأله فقال اتدري ما حق الله على العباد ثم قال فان حق الله على العباد ان يعبدوه ها ولا يشركوا به شيئا شيئا مما يدل على اهمية التوحيد ان التوحيد هو وصية الانبياء لابنائهم قال الله تعالى ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون بل سأل الانبياء ابناءهم عند احتضارهم عن التوحيد قال الله تعالى ان كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي؟ قالوا نعبد الهك الاية مما يدل على اهميته ان القرآن من اوله الى اخره كله دعوة الى التوحيد فاعبد الله مخلصا له الدين. فادعوا الله مخلصين له الدين ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. الى غير ذلك من الايات مما يدل على اهمية التوحيد ان النجاة والفلاح يوم القيامة ابتداء ومآلا تتوقف على صحة العقيدة والتوحيد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله مما يدل ايضا على اهمية التوحيد ان العقيدة الصحيحة هي التي تعصم المسلم من من العقائد الفاسدة والمناهج المنحرفة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي امر الله يقول المؤلف رحمه الله والاصول الكبيرة المهمة اختصرنا فيها على مجرد الاشارة والتنبيه من غير بسط للكلام ولا ذكر ادلته اقرب ما يكون لها انها من نوع الفهرست للمسائل لتعرف اصولها ومقامها ومحلها من الدين ثم من له رغبة في العلم يتطلب بسطها. بسطها وبراهينها من اماكنها. يعني من اراد الاستزادة يطلب هذه المسائل التي اشار اليها من موانئها. وان يسر الله وفسح في الاجل قصدت هذه المطالب. ووضحت بادلتها ولكن الله عز وجل اقول توفاه قبل ان يتحقق ذلك. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله الاصل الاول التوحيد التوحيد الجامع لانواعه هو اعتقاد العبد وايمانه بتفرد الله بصفات الكمال وافراده بانواع العبادة. فدخل حد التوحيد سبق انه مصدر وحد يوحد توحيدا اذا جعل الشيء واحدا واما شرعا التوحيد هو افراد الله تعالى بما يختص به من الربوبية والالوهية والاسماء والصفات والتوحيد ينقسم باعتبارين باعتبار تعلقه بالمخلوق وباعتبار تعلقه بالخالق فباعتبار تعلقه بالمخلوق ينقسم الى قسمين خبري وطلبي الخبري هو ما اخبر الله تعالى به عن نفسه لنعلمه ولنعتقده الذي تضمنته سورة الاخلاص من اثبات حقيقة ذات الرب عز وجل واسمائه وصفاته وافعاله والطلبي ما امرنا الله تعالى به من حقوقه ونهانا عن ظده وهذا ما تضمنته سورة الكافرون من الامر بعبادته سبحانه وتعالى لا شريك له وان نترك ما يعبد من دون الله عز وجل اذا التوحيد باعتبار تعلقه بالمخلوق ينقسم الى خبري وطلبي الخبر يسمى التوحيد العلمي الخبري والثاني يسمى التوحيد الارادي الطلبي واما التوحيد باعتبار تعلقه بالله عز وجل فهو ثلاثة اقسام توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات نعم. ولهذا قال المؤلف حد التوحيد الجامع لانواعه. يعني الثلاثة هو اعتقاد العبد وايمانه بتفرد الله بصفات الكمال وافراده بانواع العبادة فدخل في ذلك توحيد الربوبية الذي هو اعتقاد انفراد الرب بالخلق والرزق وانواع التدبير هذا هو النوع الاول من التوحيد. توحيد الربوبية وهو افراد الله تعالى بالخلق والملك والرزق والتدبير. فافراده سبحانه وتعالى بالخلق ان تعتقد انه لا خالق الا الله كما قال عز وجل الا له الخلق والامر هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض افراده سبحانه وتعالى في الرزق ان تعتقد انه لا رازق الا الله عز وجل قل من يرزقكم من السماء والارض التدبير ان تعتقد ان الله تعالى هو المنفرد في التدبير فهو منفرد بتدبير كل شيء فلا مدبر معه يدبر الامر من السماء الى الارض. وقال عز وجل الا له الخلق والامر. هذي كندتك انقلوها الاخير وهذا النوع من انواع التوحيد قد اقر به المشركون الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولون الله وقال عز وجل ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض لا يقول ان الله ولن يكن احد من هؤلاء المشركين ولا من غيرهم ممن يقر بالخالق يعتقد ان احدا من الخلق شارك الله تعالى في خلق السماوات والارض فلم يجحد توحيد الربوبية احد لم يجحدوا احد من الخلق واما قول الله تعالى عن فرعون انا ربكم الاعلى وقال يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري فهذا لم يصدر عن عقيدة وانما كان مكابرة منه وهو السميع البصير. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله ومن ظن ان في بعض العقليات ما يوجب تأويل بعض الصفات على غير معناها المعروف فقد ضل ضلالا مبينا طيب من ظن ان في بعظ العقليات لانه كان يعتقد في قرارة نفسه ان الله تعالى هو الرب المستحق انه سبحانه وتعالى هو رب السماوات والارض كما قال تعالى وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما. نعم. وعلوا ودليل ذلك انه لم يكذب موسى حينما قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر واني لاظنك يا فرعون مثبورا احسن الله اليك قال رحمه الله وتوحيد الاسماء والصفات وهو اثبات ما اثبته لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل وتوحيد هذا التوحيد توحيد الاسماء والصفات اثبات ما اثبته الله تعالى لنفسه. اثبات ما اثبته الله تعالى لنفسه من الاسماء والصفات او اثبته له رسوله صلى الله الله عليه وسلم من الاسماء والصفات من غير تحريف يقول مالك رحمه الله من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل فمن غير تشبيه ولا تمثيل ولفظ التمثيل كما سيأتينا اولى التعبير بلفظ التمثيل اولى من التعريف بلفظ التشبيه فكان يغني المؤلف ان يقول من غير تنفيذ وهو الاولى وذلك اعني ان التعبير ايها الاخوة التعبير التمثيل اولى من التعبير بنفي التشبيه بوجوب اولا ان نافية التمثيل هو هو اللفظ الذي ورد في القرآن. كما قال عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ومعلوم ان استعمال ما ورد في القرآن اولى ثانيا ان لفظ التشبيه صار عند بعض الناس وعند بعض الطوائف يعني اثبات الصفات فاذا قلت من غير تشبيه صار المعنى من غير اثبات صفات ولهذا يصفون اهل السنة والجماعة بانهم ايش؟ مشبهة لانهم يثبتون الصفات فاذا قلت من غير تشبيه صار المعنى من غير اثبات صفات الوجه الثالث ان نفي التشبيه على الاطلاق لا يصح لانه ما من شيئين الا وبينهما قدر مشترك يشتركان فيه صفة العلم الرب عز وجل يوصف بالعلم. والمخلوق يوصف بالعلم فيشتركان في اصل الصفة ولكن يختلفان في ماذا؟ في مدلولاتها واثارها وما يترتب عليها. اذا التمثيل نقول اولى من التعبير بنفي التشبيه. لهذه الوجوه الثلاثة قال ومن غير تحريف والتحريف في اللغة هو التغيير التحريف لغة هو التغيير وعما اصطلاحا فالتحريف هو تغيير النص لفظا او معنى نوعان تغيير اللفظي وتغيير معنوي فالتحريف اللفظي ان يغير اللفظ كقوله عز وجل وكلم الله موسى يقول وكلم الله موسى تكريما. هذا تحريف لفظي. لاجل ان يكون لاجل ان يكون التكريم من موسى عليه الصلاة والسلام السلام الى الله عز وجل الثاني تحريف معنوي وهو صرف اللفظ عن ظاهره بغير دليل بان يصف اللفظ عن ظاهره ويفسره بغير ظاهره من غير دليل كقوله عز وجل بل يداه مبسوطتان. قال المراد باليدين النعمة او القوة الرحمن على العرش استوى المراد باستوى اي استولى. وجاء ربك اي جاء امره. او جاء ملكه. هذا من التحريف هل معنوي يقول ولا ولا تعطيل والتعطيل في اللغة بمعنى الاخلاء والتفريق كما قال عز وجل وبئر معطلة اي مخلات لا اي مخلاة لا يردها احد واما اصطلاحا التعطيل هو انكار ما يجب لله تعالى من الاسماء والصفات او انكار بعضه انكار ما يجب لله عز وجل من الاسماء والصفات او انكار بعضه والتعطيل نوعان النوع الاول تعطيل كلي كتعطيل الجهمية الذين ينكرون الصفات بل غلاتهم ينكرون الاسماء والصفات والنوع الثاني تعطيل جزئي ستعطي لي الاشاعرة الذين يثبتون بعض الصفات وينكرون بقيتها وهو اكثرها واول من عرف بالتعطيل من هذه الامة هو الجعد ابن ابن درهم فانه قال ان الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكريما واعلم ان اهل القبلة او المنتسبين الى القبلة انقسموا في اسماء الله عز وجل وصفاته الى اربعة اقسام القسم الاول من اثبت الاسماء والصفات على الوجه اللائق بالله عز وجل وهم اهل السنة والجماعة والقسم الثاني من عطل الله تعالى من الاسماء والصفات وقال ليس له اسماء ولا صفات وهؤلاء غلاة الجهمية والقسم الثالث من عطل الصفات دون الاسماء بحيث اثبت لله تعالى اسماء مجردة وهؤلاء هم المعتزلة سيقولون سميع بلا سمع بصير بلا بصر عليم بلا علم ونحو ذلك القسم الرابع من اثبت الاسماء لله وبعض الصفات ونفى بعضها وهو اكثرها وهؤلاء هم الاشاعرة فلم يثبتوا لله عز وجل الا سبع صفات فقط الصفات التي يثبتها الاشاعرة سبع جمعت في قول الناظم له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلم واقتدر وقال الاخر حي عليم قدير والكلام له ارادة وكذلك السمع والبصر هذه صفات سبع هي التي اثبتها الاشاعرة. نعم احسن الله الي قال رحمه الله وتوحيد الالوهية والعبادة. وهو افراده وحده باجناس العبادة وانواعها. وافراده وافرادها من غير اشراك به في منها مع اعتقاد كمال الوهيته. نعم قال وتوحيد الالوهية والعبادة هذا الثالث من انواع التوحيد يسمى توحيد الالوهية ويسمى توحيد العبادة. باعتبارين فباعتبار اضافته الى الله تعالى يسمى توحيد الالوهية وباعتبار اضافته الى الخلق تسمى توحيد العبادة وهو افراده سبحانه وتعالى بالعبادة بان يعبد الله وحده دون ما سواه من ملك مقرب او نبي مرسل او ولي او غير ذلك قال الله تعالى واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وقال عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقال تعالى والهكم اله واحد. لا اله الا هو الرحمن الرحيم وهذا القسم من التوحيد قد انكره المشركون الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا ايش؟ لشاعر مجنون وقال عز وجل وعجبوا ان جاءهم منذر منذر منهم. وقال الكافرون هذا ساحر كذاب اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب ومن اجل انكارهم قاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم واستباح دماءهم واموالهم لانهم انكروا هذا التوحيد الذي من اجله ارسل الله تعالى الرسل وانزل الكتب. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله فدخل في توحيد الربوبية اثبات القضاء والقدر. وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وانه على كل لشيء قدير واثبات القضاء والقدر والايمان بالقضاء والقدر احد اركان الايمان الستة والقضاء ما قضاه الله تعالى والقدر ما قدره كما تقدم ان الايمان بقضاء الله تعالى وقدره هو احد اركان الايمان الستة ومعنى الايمان بالقضاء والقدر ان يعتقد الانسان اعتقادا جازما ان الله تعالى ان الله تعالى هو نعم ان الله تعالى قد قدر قد قدر مقادير كل شيء قبل خلق السماوات والارض فكل معدوم فالله قادر على ايجاده وكل معدوم افكل معدوم فالله قادر على ايجاده. وكل موجود فالله قادر على ايجاده. فما شاء الله كان وما لم لم يكن وانه سبحانه وتعالى كتب مقادير كل شيء قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فانه سبحانه وتعالى لما خلق القلم قال له اكتب قال ربي وما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فجرا القلم بما هو كائن الى يوم القيامة والايمان بالقضاء والايمان بالقدر لا يتم الا بامور اربعة العلم والكتابة والخلق والمشيئة العلم ان تعلم ان ان تعتقد يقينا ان الله تعالى عالم بكل شيء جملة وتفصيلا فهو سبحانه وتعالى عالم بما يكون وما بما كان وما يكون لو كان كيف يكون. لا تخفى عليه خافية وثانيا الايمان بالكتابة. وان الله عز وجل كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء والثالث الخلق انه سبحانه وتعالى خالق كل شيء والرابع المشيئة انه سبحانه وتعالى شاء كل شيء فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وهذه الامور الاربعة او الاركان الاربعة للايمان بالقدر جمعت في قول الناظم علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين يقول المولد رحمه الله وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. فما شاء الله تعالى وقدره لا بد ان يقع وما لم يشأ لن يقع وانه على كل شيء قدير كل شيء وقدرته سبحانه وتعالى متعلقة بكل شيء فكل معدوم فالله قادر على ايجاده. وكل موجود فالله قادر على اعدامه. وانه الغني الغني عن كل احد العباد كلهم فقراء يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد وقول الحميد فعيل بمعنى فاعل وفعيل بمعنى مفعول استعينوا بمعنى فاعل اي انه حامد بمن يستحق الحمد من عباده وفعيل بمعنى مفعول اي محمود وان عباده يحمدونه على احسانه لهم سبحانه وتعالى. قال وما سواه فقير اليه من كل وجه. نعم احسن الله اليك قال رحمه الله ودخل في توحيد الاسماء والصفات اثبات جميع معاني الاسماء الحسنى لله تعالى الواردة في الكتاب والسنة والايمان بها ثلاث درجات. ايمان بالاسماء وايمان بالصفات وايمان باحكام صفاته العلم بانه عليم ذو علم ويعلم كل شيء. قدير ذو قدرة ويقدر على كل شيء. الى اخر ما له من الاسماء المقدسة ودخل في ذلك اثبات علوه على خلقه والايمان بها يعني الاسماء والصفات ثلاث درجات اولا ايمان بالاسم بالاسماء والثاني ايمان بالصفات والثالث ايمان باحكام صفاته يعني باثارها وهذا فيما اذا كان الاسم متعديا اذا كان اسمه متعديا فالايمان به لا يتم الا بهذه الامور الثلاثة. ان تؤمن بالاسم ثانيا ان تؤمن بالصفة. ثالثا ان تؤمن بالاثر فمثلا الغفور تثبته اسما لله وتثبت صفة المغفرة لله وتثبت الاثر وهو انه يغفر فهمتم الرازق نثبت تثبته اسما لله وتثبته صفة وتثبته ايش؟ حكما واثرا وصفة وهو انه يرزق من يشاء من عباده قال رحمه الله كالعلم بانه عليم ذو علم يعلم كل شيء قدير ذو قدرة ويقدر على كل شيء الى اخر ما له من الاسماء المقدسة نعم. اذا الايمان باسماء الله عز وجل الايمان باسماء الله اذا كان الاسم متعديا الايمان به يتضمن كم ثلاثة امور اثبات الاسم اثبات الصفة اثبات الاثر اما اذا كان الاسم غير متعد كالحياة الحياة حياة الله عز وجل فنثبت الاسم ونثبت الصفة قال ويعلم كل شيء سبحانه وتعالى قدير ذو قدرة والقدرة هي وصف يتمكن به الفاعل من الفعل بلا عجز والفرق بين القوة والقدرة من وجهين الوجه الاول ان القدرة يقابلها العجز والقوة يقابلها الضعف قال الله تعالى وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما ها قديرا وقد يعجزه ثم قال قديرا والقوة يقابلها الظعف. الله الذي خلقكم من ظعف ثم جعل من بعد ظعف قوة الفرق الثاني ان القوة يوصف بها من كان له شعور واحساس ومن لم يكن له شعور واحساس بخلاف القدرة فلا يوصف بها الا ما كان له شعور واحساس فتقول جدار قوي ولا تقول جدار قادر وتقول انسان قادر وانسان قوي واضح سيارة قوية ولا تقول سيارة قادرة ليس لها شعوب واحساس. فالقدرة نعم القدرة اعم لانه يوصف بها من كان له شعور القوة. نعم. يوصف بها من كان له شعور ومن لم يكن له شعور واما القدرة فلا يوصف بها الا ما كان له شعور. فتقول مثلا جدار قوي ولا تقول جدار لانه ليس له شعور واحساس. نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله ودخل في ذلك اثبات علوه على خلقه واستوائه على عرشه ونزوله كل ليلة الى سماء الدنيا على الوجه اللائق بجلاله وعظمته ودخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية التي لا ينفك عنها كالسمع والبصر والعلم والعلو ودخل في ذلك يعني في اثبات اثبات علوه على خلقه فهو سبحانه وتعالى عار بذاته وهو عار بصفاته فعلوه علو ذات وعلو قدر وعلو صفة. كلها ثابتة لله عز وجل والادلة في ذلك كثيرة واستوائه على عرشه. يعني اثبات استوائه على عرشه قال الله تعالى الرحمن على العرش استوى الرحمن على العرش استوى اي على واستقر والسلف رحمهم الله اختلفوا في تفسير استواء الله على عرشه اختلافا لفظيا لا اختلافا معنويا فقيل استوى بمعنى علا وقيل بمعنى اه استقر وقيل بمعنى قصد قال ابن القيم رحمه الله مبينا ذلك في النونية فلهم فلهم عبارات عليها اربع قد حصلت للفارس الطعان وهي استقر وقد علا وكذلك ارتفع الذي ما فيه من نقصان وكذلك قد صعد الذي هو رابع وابو عبيدة صاحب الشيباني يختار هذا القول في تفسيره ادرى من الجهمي بالقرآن. نعم. قال ونزول اي اثبات نزوله كل ليلة الى سماء الدنيا على لوجه اللائق بجلاله وعظمته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه من يستغفرني فاغفر له احسن الله اليك قال رحمه الله ودخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية التي لا ينفك عنها كالسمع والبصر والعلم والعلو ونحوها والصفات الفعلية وهي الصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته الكلام والخلق والرزق والرحمة والاستواء على العرش النزول الى السماء الدنيا كما يشاء وان جميعها طيب ودخل في ذلك اثبات الصفات الذاتية التي لا ينفك عنها كالسمع والبصر والعلم والعلو ونحوها اه والصفات الفعلية المتعلقة بمشيئتها صفات الله عز وجل تنقسم باعتبارات متعددة اولا الصفات الذاتية منها ما هو صفات ذاتية خبرية وضابطها ما مسماها بالنسبة لنا ابعاد واجزاء الوجه واليدين والعينين ونحو ذلك والثاني ما ليس كذلك كالسمع والبصر والعلم والعلو. والثاني صفات فعلية. وهي المتعلقة بمشيئته والفرق بينها ان الصفات الذاتية لا ان الصفات الذاتية ملازمة لله عز وجل لا يزال لم يزل ولا يزال ها؟ متصفا بها واما الصفات الفعلية فهي تتعلق بمشيئته وقدرته فهي باعتبار اصلها ذاتي وباعتبار احادها وافرادها فعلي وصفة الخلق صفة الخلق هل هي ذاتية او فعلية؟ نقول باعتبار اصلها ذاتية وباعتبار افرادها هي صفة ايش لانه سبحانه وتعالى يخلق ما يشاء. نعم الا وهي الصفات المتعلقة بمشيئته وقدرته كالكلام والخلق والرزق والرحمة والاستواء على العرش. والنزول الى السماء الدنيا كما يشاء احسن الله اليك قال رحمه الله وان جميعها تثبت لله من غير تمثيل ولا تعطيل. وانها كلها قائمة بذاته وهو موصوف بها وانه تعالى لم يزل ولا يزال يقول ويفعل. وانه فعال لما يريد. يتكلم بما شاء اذا شاء. كيف شاء لم يزل بالكلام وبالرحمة والاحسان معروفا نعم. وعنا جميعات اثبت لله من غير تنفير ولا تعطيل. فتثبت الا من غير تمثيل من غير تمثيل فلا يقال مثلا استواؤه كاستواء المخلوق او علمه كعلم المخلوق او كلامه ككلام المخلوق ومن غير تعطيل يعني انكار من غير انكار والانكار تارة ينكر الصفة الثابتة لله عز وجل وقل ليس لله كذا. وهذا انكاره كفر وتارة يقوم الانكار بالتأويل بمعنى ان ينكر حقيقتها الواجبة لله عز وجل فيقول مثلا استواء الله على عرشه نزول الله تعالى لا لا ينزل ينزل ربنا نعم ينزل ربنا لكن المراد ينزل امره ينزل ملكه ونحو ذلك فهو انكر المعنى الواجب لله تعالى وفسر هذه الصفة ايش على غير ما يليق بالله. وهذا في الواقع تحريف وهم وان كانوا يسمونه تأويلا لكنه تأويل لا دليل عليه فيكون تحريفا نعم احسن الله الي قال رحمه الله ودخل في ذلك الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود وانه المتكلم به حقا وان كلامه لا ينفد وان كلامه لا ينفد ولا يبيد. نعم. دخل بذلك الامام بان القرآن كلام الله وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. منزل نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من اه منزل غير مخلوق منه بدأ يعني القرآن تكلم بابتداء واليه يعود في اخر الزمان وانه المتكلم به حقا وان كلامه لا ينفذ ولا يبيد. قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا نعم احسن الله اليك. قال رحمه الله ودخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب. وانه مع ذلك علي اعلى. وانه لا منافاة بين كمال علوه وكمال قربه انه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وصفاته. نعم. ودخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب قريب مع علوه فهو سبحانه وتعالى قريب من من عباده مجيب لمن دعاه وقربه لا ينافي علوه قربه سبحانه وتعالى من عباده لا ينافي لا ينافي ما يجب له من العلوم. ولهذا قال وانه مع ذلك يعني مع قربه واجابته علي اعلى. فهو علي بذاته وعلي بصفاته. وعلي بقهره وغلبته وانه لا منافاة بين كمال علوه وكمال قربه لانه سبحانه وتعالى لا يقاس بخلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. نعم. احسن الله اليك. قال رحمه الله ولا يتم توحيد الاسماء والصفات حتى يؤمن بكل ما جاء به الكتاب والسنة. من الاسماء والصفات والافعال واحكامها واحكامها على وجه يليق بعظمة الباري. ويعلم انه كما ويعلم انه كما انه لا يماثله احد في ذاته فلا يماثله احد في صفاته. نعم هذي قاعدة اي ان الكلام في الذات ان اي ان الكلام في الصفات كالكلام فكما انك تثبت لله تعالى ذاتا لا تماثل ذوات المخلوقين. يلزم من ذلك ان تثبت له صفات لا تماثل صفات المخلوقين وصفة كل تليق به كل تليق به ولهذا يقول المولد رحمه الله كما انه لا يماثله احد في ذاته فلا يماثله احد في صفاته. فله المثل الاعلى وليس كمثله شيء ما يوجب تأويل بعض الصفات وهذا مسلكه يسلكه اهل التعطيل ويقولون هذا هذه الصفة وان ثبتت في القرآن او ثبتت في السنة فان العقل يمنعها عن الله فهي لا تليق بالله عز وجل فجعلوا عقولهم هي التي تحكم على الله تعالى بما يجب له وما يمتنع عليه تحكموا العقل لما حكموا العقل اوجبهم ذلك الى ان يتأولوا الصفات. والحقيقة ان هذا التأويل تحريف وقوله رحمه الله ما يوجب تأويل بعض الصفات التأويل يرد في النصوص الشرعية على ثلاثة معان التعويل يرد في النصوص الشرعية على ثلاثة معان. المعنى الاول التأويل بمعنى التفسير تأويل بمعنى التفسير ومنه قول الله عز وجل نبئنا بتأويله ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لابن عباس اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ومنه قول ابن جليل الطبري التأويل في قوله تعالى اي التفسير هذا المعنى الاول من معاني التأويل وهو التفسير المعنى الثاني من معاني التأويل بيان عاقبة الشيء ومآله بيان عاقبة الشيء ومآله فان كان خبرا فتأويله وقوعه وان كان امرا وطلبا فتأويله امتثاله المعنى الثاني من معاني التأويل بيان عاقبة الشيء ومآله فان كان خبرا فتأويله وقوعه. قال الله عز وجل هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل اي ما ينتظر هؤلاء المكذبون الا وقوع حقيقة ما اخبر الله تعالى به ومنه قول الله عز وجل هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وان كان امرا او طلبا فتأويله امتثاله ومنه حديث عائشة رضي الله عنها لما انزل الله تعالى اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا سبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده. سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن. ما معنى يتأول يعني يمتثل وتقول فلان لا يتعامل بالربا يتأول قوله تعالى واحل الله البيع وحرم الربا. معناها يتأول يعني يمتثل المعنى الثالث من معاني التأويل صرف اللفظ عن ظاهره صرف اللف عن ظاهره فان دل عليه دليل صحيح فهو مقبول وهو صحيح مقبول والا فهو فاسد مردود اللفظ عن ظاهره ان دل عليه دليل صحيح فهو صحيح مقبول والا فهو فاسد مردود مثال ما دل عليه الدليل الصحيح قول الله عز وجل فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله. من الشيطان الرجيم سمعنا اذا قرأت المراد اذا فرغت لا اي اردت ان تقرأ وقال عز وجل اتى امر الله فلا تستعجلوه. اتى فعل ماضي ومع ذلك نقول اتى اي سيأتي بدليل قوله فلا تستعجلوه لان الماظي مظى ولا يستعجل فهذا قد دل عليه الدليل وان لم يدل عليه الدليل فهو فاسد مردود كتأويل المعطلة الاستواء بالاستيلاء والمجيء بمجيء امره او ملكه او نحو ذلك فهذا من التأويل الفاسد. نعم احسن الله الي قال رحمه الله ولا يتم توحيد الربوبية حتى يعتقد العبد ان افعال العباد مخلوقة لله وان مشيئتهم تابعة لمشيئة الله. ان افعال العباد مخلوقة لله لان الله تعالى هو خالق العباد وخالق افعالهم فافعال العباد مخلوقة لانه هو لانه سبحانه وتعالى هو الذي خلقهم وخلق افعالهم ولكن ليس معنى هذا ان العباد مجبرون على اعمالهم الله عز وجل قد خلقهم وخلق وخلق افعالهم ولكن جعل لهم ارادة ومشيئة ولكن هذه الارادة وهذه المشيئة تابعة لمشيئة الله عز وجل لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. فالعبد له ارادة لان الله عز وجل اثبت ذلك منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. وكما في الاية لمن شاء منكم ان يستقيم. لكن ارادة العبد ليست مستقلة لا يمكن ان يريد ارادة مستقلة عن ارادة الله وكذلك ايضا مشيئته لا يمكن ان يشاء امرا لم يشأه الله عز وجل بل كما قال المؤلف ان مشيئتهم تابعة لمشيئة الله وان لهم افعالا وارادة تقع بها افعالهم وهي متعلقة وهي متعلق الامر والنهي وهذه الارادة تابعة لارادة الله عز وجل لانه سبحانه وتعالى كما سبق هو خالق العباد وخالق افعالهم واراداتهم ثم ان ما اراده الله عز وجل نوعان او ارادته سبحانه وتعالى على نوعين ارادة كونية وارادة شرعية فالارادة الكونية لابد فيها من وقوع المراد لابد وتكون فيما يحبه الله وما لا يحبه واما الارادة الشرعية فلا يلزم منها وقوع ما اراده الله ولا تكون الا فيما يحبه فيما يحبه الله فمثلا الكفر اراده الله عز وجل لحكمة يقع ولا ما وقع؟ وقع. مع انه مبغض مقروء الايمان كون الناس جميعا يؤمنون هذا محبوب لله عز وجل. مراد له شرعا ولكن هل هل دعوة الرسل او ما جاءت به الرسل من الدعوة؟ هل استجاب لهم جميع من ارسل اليهم؟ لا هذه الله تعالى شرعا لكنها لم لكنه سبحانه وتعالى لم يرد ذلك كونا نعم وانه احسن الله اليك قال رحمه الله وانه لا يتنافى الامران اثبات مشيئة الله تعالى العامة الشاملة للذوات والافعال والصفات واثبات قدرة العبد على افعاله واقواله كما لا تنافي بين اثبات مشيئته وارادته وبين اثبات قدرة العبد ومشيئته لان قدرته ومشيئته تابعة ها بمشيئة الله عز وجل والله تبارك وتعالى خلق العباد وخلق افعالهم واراداتهم وركب لهم عقولا يعرفون بها الخير والشر. وما يضرهم وما ينفعهم كما قال عز وجل وهديناه النجدين طريق الخيل وبينه طريق الشر. فكون العبد يسلك طريق الشر ليس مجبرا عليه وكونه يسلك طريق الخير ليس مجبرا عليه. هو الذي اراد ذلك واختار ذلك في محظ ارادته ولذلك الانسان في امور الدنيا في امور الدنيا تجد انه يتقي الظرر ويختار ما فيه المنفعة اذا وجد نارا اجتنبها واذا وجد بستانا دخل هل اجبر على ترك هذا او فعل هذا؟ لا ويأتي ان شاء الله تعالى