سبحانه فهي ايضا كما بينت قبل قليل نسبة الى الرب بالمعنى المصدر لا بالمعنى الاسم كما بينتو من رب يرب ربا اي تربية الرباني صاحب منهاج الاصلاح. وهذا المقصود قادر على اصلاح نفسه باذن الله مؤهل لاصلاح الناس بما علمه الله من علم وبما لديه من طريقة منهاجية يضعها للناس ويهيئهم للتدرج عبرها رتبة رتبة درجة درجة الى منزلة رباني ولهذا او وعلى هذا نبه ابن عباس رضي الله عنهما في الحديث الموقوف عليه مما ذكرت قبل قليل الرباني من يربي بصغار العلم قبل كباره التربية على صغار العلم اذا قبل كباره اذا عرفنا القصد والهدف من انه انما هو الوصول الى الاخلاص التام والصفاء الكامل في قصد وجه الله دون سواه بكل ما نعلمه ونتعلم فان الوسيلة كما ذكرت انما هي هذه طريق المعراج التربوي او مدارج الربانيين التي تصل العبد الى المبتغى كيف نتربى بصغار العلم في انفسنا قبل كباره اي اننا يجب ان نصل الى كباره. ولكن بدءا او ابتداء بصغار العلم. كيف نصنع هذا صغار العلم لا يقصد بها دائما الاشياء البسيطة يعني كما نمثل لذلك مثلا في المنهج المدرسي اننا نعلم الطفل الصغير الاحرف الالف بائية اولا نتعلم الألف والباء قبل ان يتعلم الكلمات نبدأ له عادة بالاحرف ثم نثني بالكلمات ثم نأتي على الجمل هذا معنى من معاني الربانية بهاد المعنى لكن ليس هو المقصود اساسا ليس هو المقصود اساسا لأنه ممكن ان نبدأ بالجمل في بعض الأحيان وان نبدأ بالكلمات في بعض الاحيان قبل الاحرف وبعض المناهج الدراسية التعليمية الحديثة ترى هذا وتطبقه ايضا قد يبتدأ في تعليم الانسان بالكلمة مباشرة ثم يتفرع عن من الكلي الى الجزئي هذا مفيد وذاك مفيد والعبرة بالنتائج لكن القصد من تعلم وتعليم صغار العلم قبل كباره الاشياء التي تطيقها النفس ابتداء من التكاليف لأن السياق التربوي ليس سياقا هنا يعني بمعنى تعليم المعلومات لأ وتعليم المفاهيم بالدرجة الاولى المفاهيم لما هي حقائق تكليفية هنا نربي بصغار العلم قبل كباره والمنهج الذي يدلنا على هذا انما هو القرآن الكريم ثم سيرة سيدنا محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام ما قضية النسخ وما قضية الرخصة والعزيمة ما كل ذلك جميعا وما في معناه الا تربية بصغار العلم قبل كباره هذا المقصود الاساس حينما سكت القرآن الكريم عن شرب الخمر في المرحلة المكية وما اباح على عكس ما يفهم بعض الجهل ابدا لا يجوز ان يقال ان القرآن او ان الله اباح الخمر في مكة وحرمها في المدينة. هذا غلط لان الحلال لا يقابل الحرام دائما او بالاحرى الحرام لا قابلوا الحلال دائما ماشي دايما يعني لما نقولو الحرام فضده ومقابله الحلال لا ليس بالضرورة الحلال معنى من المعاني التي تقابل الحرام يعني الحرام كاين وضدو الحلال نعم ولكن الحلال في الضدية هنا جزء المعنى ايضا وقد يكون المعنى المقابل للحرام ما يسمى عند اهل اصول الفقه بالمسكوت عنه وهذا هو الاصطلاح الحقيقي الذي وجب ان نصف به حكم شرب شرب الخمر قبل نزول التحريم. ما كان مباحا كان مسكوتا عنه والمسكوت عنه قد ينطق الشارع بحكمه في مرحلة من مراحل التشريع. وقد يبقى مسكوتا عنه الى يوم القيامة ولا يسمى مباحا ولا حلالا في في دقيق الإصطلاح ولذلك امثلة كثيرة ليس هذا محل بيانها وقد يأتي وقتها باذن الله عز وجل وقد تحدثنا السنة الماضية عن بعض هذا المعنى هذا المجلس المبارك. ولكن نبين الآن هذا المثال الذي ضربناه لنخلص الى الغاية والنتيجة مما نريده من التربية الربانية سكت اذن الشارع عن تحريم الخمر ما معنى سكت اي محرمهاش ولكن ماشي معنتو اباحها لا ارجأ تحريمها هاد الضرب من السكوت هو ضرب من ارجاء التحريم الى وقته وابانه. وهذا السر الربانية هادي الحكمة عجيب من رحمة الله وفضله سبحانه وتعالى ان سكت عن تحريم الخمر على المسلمين في وقت ما كانوا يطيقون تحريمها الخمر كانت عند العرب عادة تجري في دمائهم فلو حرمها الشارع في الابتداء التشريع لما استطاع كثير من المسلمين ان يستجيب للتحريم ولن يضر الله ذلك ابدا نسأل الله العافية كما ان الجنة واسعة جهنم والعياذ بالله واسعة تسع العالمين جميعا نسأل الله العافية والنجاة فلو شرب الناس الخمر وما استجابوا لن يضر ذلك الله شيئا ولكن الله رحمن رحيم ما يريد سبحانه وتعالى ان يضعف الناس ما يريد سبحانه وتعالى ان يستجيب اكثر الناس لابليس بل يريد ان اجعلهم اكثر قوة على تحمل تكاليف الشريعة بمده ومدده ورحمته ولذلك سكت عن تحريم الخمر اكثر من ثلاث عشرة سنة كتر من تلطاشر سنة. يعني المدة كلها تلطاشر سنة في مكة. وبعض الوقت او بعض الزمن في المدينة حتى نزل تحريمها في الاية التي تعلمون. انما الخمر بالميسر والانصاب والزلام الاية اذا ما معنى هذا السكوت معناه انه تهييء لقبول الحكم الشرعي كيهيئ الناس ويوجدهم ويقويهم باش يقدرو يمتنعو عن الخمر حينما ينزل تحريمها. ما هذا التربية؟ هي هادي فلو عندك طفل صغير لا يحسن المشية لكنه قد يخطو الخطوة