قال رحمه الله الرجاء ممدوح شرعا وعقلا واليأس مذموم شرعا وعقلا قال لا ريب ان الشارع مدح الرجاء الذي هو الرجاء. وامر به وبكل وسيلة توصل اليه. وذم اليأس ونهى عنه واخبر انه من موبقات الذنوب وكذلك لما يترتب على الرجاء من المصالح والثمرات النافعة. وما ينشأ عنه من الاسباب الموصلة للمقاصد الجليلة وما يترتب على اليأس من ضد ذلك مثال ذلك ان الراجي لرحمة الله ومغفرته بحسب قوة رجاءه يسعى بكل طريق يوصل الى الرحمة والمغفرة اللتين تعلق بهما رجاؤه بل لا يكون الرجاء حقيقيا حتى يقوم بالاعمال الموصلة الى الرحمة والمغفرة. قال تعالى ان الذين امنوا والذي هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله. فخص هؤلاء برجاء رحمة الله لما حصل منهم ليفر لما حصل منهم من السبب الاقوم الذي تنال به الرحمة. يعني لو قال ما هو الرجاء الذي هو الرجاء حقيقة يقول الرجاء حقيقة هو ان الانسان لا يقطع امله بالله مع العمل مع حسن العمل مع اتقان العمل اما الرجاء البطالين وهو تمني الخير بدون عمل. هذا رجاء البطالين. او كما يقول عنهم ابن القيم رحمه الله جاءوا المرجين اما رجاء الصادقين فكما قال الله امنوا وهاجروا وجاهدوا ومع هذا كله يرجون رحمته هذا هو الرجاء الحقيقي نعم قال رحمه الله قال تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين والكاظمين الغيظ الى اخر الاية التي فيها ذكر الاسباب الموصلة الى ذلك المحققة له فقوة الرجاء تحمل العبد على كل عمل صالح. فاذا عمله على الوجه المرضي قوي رجاؤه فلم يزل في ازدياد من الاعمال ورغبة فيما يقرب الى الله تعالى ورضوانه وثوابه. وكلما ضعف رجاؤه مسؤولة عن الخيرات وتجرأ على السيئات ودعته نفسه الامارة بالسوء الى كل سوء فانقاد لها لانه ليس عندهم من رجاء رحمة الله مغفرته ما يكسر سورتها ويقمع شرها ثم لا يزال الرجاء يضعف من قلبه واليأس يقوى يضعف ايمانه وتضعف دواعيه الى الخير. كما تقوى دواعيه الى الشر. فيقع في اليأس المحض من روح الله. فلا يزال على الذنوب مصرا على المعاصي. لا يحدث نفسه بتوبة ولا يرجع الى ربه لاستيلاء اليأس عليه. وضعف الرجاء وهذا هو الهلاك المبين. الاصل ان يقول العلماء ان اصل هلاك ابليس بسبب يأسه. فان لو طلب من الله المغفرة لاعطاه كما اعطاه الارجاء طلب الارجاء الى يوم الدين فارجعه الله عز وجل فينبغي على المسلم ان يكون عظيم الرجاء فاذا كان عظيم الرجاء فانه يرجو في مقابل كل شيء خيرا من الله عز وجل. فيسمع القول السيء لا يبالي. يرجو من الله الثواب يرى الفعال السيئة لا يبالي. يرجو من الله الثواب وهنا امر اخر وان لم يذكره الشيخ اذكره وهو ان من اعظم من اعظم ما يعين على حسن الخلق ان تعلم ان الناس لا يقولون قولا ولا يسكنون ولا يتحركون ولا يقدمون ولا يؤخرون ولا يفعلون الا وهذا الشيء مكتوب وما دام انه مكتوب مقدر فانت لا يجب عليك ان تنظر الى هذا الذي وقع منهم نظرة يجب عليك ان تتعامل مع الله عز وجل. اما هم يعاملهم الله سبحانه وتعالى باختيارهم ما ارادوا نعم