السلام عليكم اجتمع في البسملة اسمان من اسماء الله تعالى مشتقان من الرحمة هما الرحمن والرحيم وفيهما مسائل اهمها مسألتان المسألة الاولى الاطلاق. الرحمن اسم لله تعالى اجتمعت فيه العلمية والوصفية. ولا يجوز ان يطلق على احد سواه لا علما ولا صفة. اما الرحيم فهو اسم لله تعالى اجتمعت فيه العلمية والوصفية الا انه يجوز ان يطلق صفة على غيره جل وعلا. ومن ذلك قوله تعالى عن رسوله الكريم حريص عليكم المؤمنين رؤوف رحيم. المسألة الثانية الدلالة وللعلماء فيها مذهبان. المذهب الاول انهما متساويان وانما جمع بينهما لتأكيد اتصافه جل وعلا بكمال الرحمة وهذا المذهب مرجوح. المذهب الثاني ان بينهما فرقا ولاصحاب هذا المذهب ثلاثة اقوال. القول الاول هو ان الرحمة في الرحمن عامة لجميع ناس اما الرحمة في الرحيم فهي خاصة بالمؤمنين وهذا القول مرجوح لان الله تعالى يقول ان الله بالناس لرؤوف رحيم. القول الثاني هو ان الرحمة في الرحمن شاملة للدنيا والاخرة. اما الرحمة في الرحيم فهي مقصورة على الاخرة لا غير وهذا القول ايضا مشكل. لان القرآن عبر بالرحيم عن رحمته جل وعلا في الدنيا ومن ذلك قول نوح عليه السلام بسم الله مجريها ومرساها ان ربي لغفور رحيم. القول الثالث هو ان تدل على رحمته جل وعلا في ذاته والرحمة في الرحيم تدل على رحمته جل وعلا في فعله فهو الرحمن في ذاته الرحيم بغيره جل وعلا. وهذا القول هو الراجح وهو قول ابن القيم. وقد قال عند ذكره وهذه نكتة لا تكاد تجدها في كتاب والله تعالى اعلى واعلم