احسن الله اليكم شيخنا سائل يقول نجد عند الخوارج آآ مقالة وهي ان تكفير المشركين هو من اصل الدين فماذا يقصدون بهذه المقولة؟ وهل هي صحيحة؟ الحمد لله. المتقرر في قواعد اهل السنة بالاجماع ان من اصول الدين تكفير المشركين فيجب علينا ان نعتقد ان من اشرك بالله عز وجل او كفر به تبارك وتعالى انه مشرك وكافر فمن اصول الدين تكفير المشركين ومن لم يكفر المشركين او شك في كفرهم او صحح مذهبهم فانه يعتبر كافرا. هذا كبار الاصالة نحن نقره ولا شك في ذلك وقد دلت عليه الادلة. فلو جاءنا رجل وقال ليس على الارض مشرك ابدا فنقول انت مشرك انت كافر. لماذا؟ لانه انكر معلوما من الدين بالظرورة فمن عقيدتنا تكفير الوثنيين ومن عقيدتنا تكفير المجوس. ومن عقيدتنا تكفير اليهود ومن عقيدتنا تكفير النصارى وجميع طوائف الشرك وملله لابد ان نكفرهم هذا اصل من اصول الدين لا يمكن ان نتنازل عنها ابدا وليس تكفيرهم فقط بل تكفيرهم والبراءة منهم ومن شركهم. كما قال الله عز وجل عن ابراهيم واهل الايمان قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم ان برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده. فاذا البراءة من المشركين اصل من اصول الدين معاداة المشركين اصل من اصول الدين. تكفيرهم واعتقاد كفرهم. ايضا اصل من اصول الدين. لا شك في ذلك ولا ننازع فيه. وليس لان الخوارج رفعوا رايته نتنازل عنها نحن. بل هذه راية لا بد ان ترفع. لكن انتبه لابد ان تنتبه ان وراء الاكمة عند الخوارج ما ورائها فلابد ان نقسم الامر الى ثلاثة اقسام من ثبت كفره بالنص فاعتقاد كفره من الدين فلو جاءنا انسان وقال انا لا اعتقد ان فرعون كان كافرا. فنقول انت كافر مثله. لانك انك انك انكرت كفر من ثبت كفره بالنصر عينا لو جاءنا انسان وقال هامان او الشيطان او امرأة نوح ولوط ليسوا من الكفار فنقول انت كافر اذا. لانك شككت او انكرت من ثبت كفره عينا بالنص ولو جاءنا انسان وقال اليهود ليسوا بكفار. النصارى ليسوا بمشركين. والله يقول لقد كفر الذين قالوا ان الله كذا وكذا وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله. والادلة في كفرهم كثيرة ومتواترة فمن شكك في كفر من ثبت كفره عينا بالنص فهو كافر. هذه النقطة مفهومة؟ هل الخوارج يقصدون هؤلاء؟ لا يقصد الخوارج هؤلاء. لان نزاع بيننا وبين الخوارج في مسائل التكفير ليست في من ثبت كفره عينا بالنص. لاننا نحن نكفر من ثبت كفره عينا بالنص طيب ننتقل للنقطة الاخرى وهي من ثبت كفره بالاجماع. فكل من اجمع العلماء على كفره فلا حق لاحد ان يشكك في كفره فكل من شكك في كفر من ثبت كفره بالاجماع فانه يعتبر كافرا مثله ككفر القادة يا نية فان العلماء مجمعون على كفرهم وكفر الدرزية فان العلماء مجمعون على كفرهم وككفر الاسماعيلية النصيرية القرامطة. فان العلماء مجمعون على كفرهم. ولذلك تجدون ابا العباس يقول وما من شك في كفر هؤلاء فهو كافر. لماذا؟ لان كفرهم ثبت بالاجماع هل هذا ما يقصده الخوارج؟ الجواب لا لو كان الخوارج يقصدون كفر من ثبت كفره بالنص وكفر من ثبت كفره بالاجماع لما كان بيننا وبينهم خلاف لكنهم يقصدون النقطة الثالثة وهي من حكموا عليه هم باجتهادهم انه مشرك او كافر فاذا خالفهم غيرهم في هذا الحكم قالوا انه لم يكفر المشركين قالوا انه لم يكفر المشركين. اي مشركين يعنون؟ المشركين الذين كفروهم هم باجتهادهم. وحكموا عليهم هم باجتهادهم انهم كفار. كتكفيرهم لكثير من العلماء او تكفيرهم لكثير من الحكام. او تكفيرهم لكثير كثير من شعوب العالم فاذا خالفهم احد في كفر هذا الحاكم قالوا قد اخل باصل من اصول الدين الذي هو اعتقاد كفر المشركين فهم يأتون بهذه الراية الكبيرة ليطبقوها على من خالفهم في كفرهم في تكفيرهم الاجتهاد نعم نحن نطبق هذه الراية في من خالفنا في كفر من ثبت كفره بالنص. ونطبق هذه الراية في في من خالفنا فيمن كفره بالاجماع لكن لا يجوز لنا ان نكفر من لم يوافقنا في تكفيرنا الاجتهادي لغيرنا. فاذا كفرت حاكما ولم يوافقني غيري في تكفيره فلا يجوز لي ان انصب عليه بالتكفير. ولا حق لي ان ادخله تحت راية من لم يكفر فكر المشركين او شك في كفرهم او صحح مذهبهم. لابد من التفريق بين هذه النقاط الثلاث حتى نعرف ما يدخل تحت هذه الراية. وما ليس بداخله فيدخل تحتها من شك او انكر كفر من ثبت كفره بالنص ويدخل فيها من شك او لم يكفر من ثبت كفره بالاجماع. لكن لا يدخل فيها باجماع اهل السنة من كفرته ان منك فاجتهادك انما يلزمك انت فاذا خالفك غيرك في هذا الاجتهاد فلا حق لك ان تنصب على هذا الغيب بشيء من التكفير او التبديع او الحكم بالشرك او ان تصفه بانه خالف هذه الراية الكبيرة انه اي راية من لم يكفر المشركين افهمتم هذا؟ اذا الخوارج لا يقصدون الاولى بقولهم تكفير المشركين من اصول الدين لا يقصدون النقطة الاولى. ولا يقصدون بما قالت لهم هذه النقطة الثانية ولكن يقصدون النقطة الثالثة التي ليست بداخلة تحت هذه الراية اجماعا ولذلك من خالفك في في تكفير الاجتهاد من خالفك في تكفير اجتهادي اياك ثم اياك ان تظن فيه انه لم يكفر المشركين. لا ولا حق لك ان تلزمه بنتائج اجتهادك فلك اجتهاد وله اجتهاد ولك نظر وله نظر ولا يزال العلماء او يختلفون في مسائل التكفير عن اجتهادية فيما بينهم ولا يفسد خلافهم فيما بينهم اي قضية فالخلاف في مسائل الاعتقاد كالخلاف في مسائل عفوا الخلاف في مسائل الاعتقاد الاجتهادية كالخلاف في المسائل الفقهية الاجتهادية. كل منا يعبد ربه بما اداه اليه اجتهاده مع سلامة الطرف الاخر من حقد قلبك وسوء منطق لفظك. افهمت قولهم فلذلك لا يجوز ان يخدعوكم بقولهم من لم يكفر المشركين فهو مشرك فهم لا يقصدون به من ثبت كفره بالنص ولا يقصدون من ثبت كفره بالاجماع وانما يقصدون من واجتهادا والله اعلم