الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم المسألة ان قلت اننا نعلم ان ان ان الارض على شكل كرة. وان وانها تدور حول الشمس وان ثلث الليل الاخر ان ارتفع عن بلد فانه يحل في بلد اخر. فهذا يقتضي ان يكون الله عز وجل نازلا في هذه البلد في هذا الوقت واذا انتقل ثلث الليل الاخر الى الجهة الاخرى من الارض فان الله ينزل فيها. فهذا يقتضي ان يكون نازلا دائما وابدا اذ ان ثلث الليل الاخر لا يرتفع عن الارض كلها جملة واحدة. وانما اذا ارتفع عن بقعة من الارض حل في بقعة اخرى. فكيف ذلك الجواب هذا من التنطع الفكري الذي يمليه الشيطان والنفس الامارة بالسوء. لا يجوز لك ان تفرض هذا السؤال على نفسك ولا على عقلك ولا على قلبك مطلقا ولا يجوز لك ان تفتح ثغرة من ثغرات قلبك لقبول هذا السؤال جملة ولا تفصيلا لا يحل لك ان تقحم عقلك العاجز الظعيف في التفكير في كيفية هذه الصفة. فان اهل السنة مجمعون على حرمة التفكير في كيفية شيء من صفات الله عز وجل. وانما يسعك ان تسلم للدليل وان تدعن لما اثبتته آآ اثبته الوحي. والله عز وجل اعلم بنفسه واعلم بصفاته. ونبيه صلى الله عليه وسلم اشد تعظيما منك لربه. فالذي قال ان الله ينزل هو النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يمكن ابدا ان يثبت النبي صلى الله عليه وسلم لربه شيئا بلا وحي ولا يمكن ان يكون في اثباته شيء مما يوجب النقص لربه الذي امرنا بعبادته. فاياك ان تفتح قلبك لمثل هذه الواردات الابليسية على شيء من صفات الله فانه من تقحم العقل العاجز الضعيف في هذا العالم الكبير المسمى بعالم الغيب وانما عليك ان تؤمن بان الله ينزل اذا كان ثلث الليل الاخر في هذه البقعة ولا شأن لك بما زاد على ذلك فالله ليس كمثله شيء وهو السميع البسيط ثم بالله عليك ما السماوات وعظمتها والارض وعظمتها عند الكرسي الذي هو محط قدمي الرب حتى يتكلف الله عز وجل ان يكون نازلا في ثلث الليل الاخر حيثما انتقل في اي بقعة من بقاع الارض. فان القلب لو عظم الله حق تعظيمه وعرف كبير لما ورد عليه هذا السؤال لابليس ولما تشرب هذه النفخة الشيطانية الملعونة. فلذلك لا يجوز لك ان تفرض هذا السؤال على لانه من جملة التفكير في شيء من كيفيات صفات الله واهل السنة يفوضون كيفية الصفة لله عز وجل ويعصمون عقولهم وقلوبهم من التفكير في شيء من ذلك والله اعلم