الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله. يقدم المسألة الاولى لقد اخطأ بعض القوم في فهم كلام الامام الطحاوي في حصره التكفير بالجحود كما هو مذهب المرجئة وهي من جملة المقاطع في الطحاوية التي جعلها بعض الشراح عيبا فيها وظنوا ان الامام الطحاوي قد سلك في هذه القطعة مسلك المرجئة الذين لا يرون الكفر الا بالجحود فقط واستدلوا على ذلك بان اسلوب الامام الطحاوي في هذه القطعة هو اسلوب حصر فقالوا لا فقال لا يخرج العبد عن الايمان الا فهذا اسلوب حصري. فكأنه يبقى في دائرة الايمان الا اذا جحد. فظنوا ان الامام الطحاوي رحمه الله يحصر المكفرات وخروج والاشياء التي تخرج العبد عن الايمان في الجحود فقط وهذا من اعظم الخطأ في فهم كلام الامام الطحاوي. هذا ليس بصحيح. وانما لابد ان ينظر في مناسبة هذا الكلام. ومقصود الامام الطحاوي فيه ولذلك فاقول اعلم ان الامام الطحاوي يريد بهذه القطعة الرد على الوعيدية. الذين يخرجون العبد عن دائرة الايمان مجرد ارتكابه للكبيرة فقط فاراد بهذه القطعة ان يرد عليهم ولم يقصد في صدر ولا ورد ان يحصر المكفرات في الجحود فقط فان قلت وما الدليل على هذا المحمل؟ الجواب الدليل على هذا المحمل اننا قبل دروس شرحنا كلام الامام الطحاوي في قوله ولا يكفر احد بذنب ولا يكفر احد من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله فاذا اشترط للتكفير الاستحلال والاستحلال غير الجحود فهناك كفر بالاستحلال وهناك كفر بالجحود. فهذا دليل على انه لا يريد بهذا الحصر حصر المكفرات او الاشياء التي تخرج العبد عن دائرة الايمان الجحود فقط فلا بد ان يجمع كلام العالم المنتثر في المسألة الواحدة في موضع واحد حتى نخرج من كلامه المجموع بتصور بتصور كامل فان من الاخطاء العظيمة على العلماء ان نحكم عليهم وننسب الاقوال لهم بالنظر الى موضع واحد من كلامهم فقط مع ان كلامهم في هذه المسألة منتشر في مؤلفاتهم او في اشرطتهم ومحاضراتهم فمن حين ما نسمع مقطعا من المقاطع او نقرأ صفحة من كتبه المنتشرة فنبادر بنسبة القول اليه ونقول هو يقول كذا وهذا خطأ وهذا والله هو عين الخطأ. فاذا اردنا ان ننسب قولا لرجل له كلام كثير في عين هذه المسألة فيا يجب علينا وجوب عينا ان نجمع كل كلامه. حتى ننظر الى مجمله فنبينه بمبينه. وننظر الى عمومه كيف نخصصه بمخصصه وننظر الى مطلقه في مكان وما قيده في مكان اخر حتى نخرج بتصور كامل هذا لمن اراد ان ينسب الاقوال للاشخاص. فلا تنسب قولا لشخص بالنظر الى موضع واحد من كلامه بل لابد ان تنظر في مواضعك كلامه التي تتكلم عن هذه المسألة من باب الابرأ للذمة وحتى لا يطالبك هذا الشخص لانك تقولت عليه يوم القيامة شيئا لم يقله هو فالامام الطحاوي في هذه المسألة جرى على منهج اهل السنة والجماعة. ولكنه فقط يريد ان يرد على الوعيدية الذين العبد عن دائرة الايمان بمجرد فعل الكبيرة. فرد عليهم بقوله ولا يخرج العبد عن الايمان الا بالجحود. الا بالجحود. واما افعل الكبيرة؟ ها فانه لا يعتبر مخرجا للعبد عن دائرة الايمان. وهناك قرينة اخرى انه لا يريد حصر التكفير في الجحود فقط وهي انه لم يطلق هذا الجحود. لم يقل لا يخرج العبد عن دائرة الايمان الا بالجحود. وانما قيد هذا الجحود بقوله ما ادخله فيه وهي كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله لان العبد انما دخل في الايمان بها. فاذا جحدها او جحد شيئا من مقتضياتها او اركانها فانه يعتبر كافرا. واما المرجئة فانهم يطلقون الجحود. ولا يقيدونه بجحود لما ادخله فيه فهذا دليل وقرينة على ان الامام الطحاوي في هذه القطعة لا يقصد احياء منهج المرجئة ابدا ولا يقصد موافقتهم في شيء من ذلك فوجب التنبيه عليه والله اعلم