الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يقول احسن الله اليكم ما رأيكم في من يقول ان الدعوة باستخدام وسائل التقنية الحديثة لا فائدة منها وانها دعوة لانتشار هذه الوسائل. وانها ليس فيها اثر ولا اجر ولو كان فيها خير لاختارها الله لانبيائه ان الطريقة الصحيحة لانتشار هذا الدين هو ملازمة العلماء وتطبيق الدين الكامل والنفرة في سبيل الله. وهذا هو الذي عمله الصحابة رضي الله عنهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله رب العالمين وبعد المتقرر عند العلماء ان وسائل الدعوي ان وسائل الدعوة توقيفية فيما خالف النص واجتهادية فيما لم يخالف وهذا القول في حكم الوسائل الدعوية تراه قولا وسطا بين من فتح الباب على مصراعيه واجاز ان نستخدم في الدعوة كل وسيلة عصرية متاحة بغض النظر عن حلها من حرمتها او مخالفتها للشرع وموافقتها له وبين قول من قال بسد هذا الباب مطلقا فلم يجز استعمال شيء من الوسائل العصرية الحديثة في الدعوة الى الله عز وجل. سواء ان ثبت الدليل بالنهي عنه سواء اثبت الدليل بالنهي عنها او كانت من جملة المسكوت عنه فترى ان هذا القول قول وسط بين هذين الاتجاهين وهو ينص على ان وسائل الدعوة توقيفية فيما خالف النص. فلا يجوز لاحد ان يحدث في الدعوة الى الله عز وجل وسيلة ثبتت مخالفتها لشيء من النصوص لان الدعوة عبادة يتعبد بها الداعية الى الله عز وجل مقصودا ووسيلة فنحن في مقاصدنا الدعوية نتعبد لله وفي وسائلنا الدعوية التي نتخذها للوصول الى هذه المقاصد نتعبد لله عز وجل ايضا ومن شرط العبادة الا تكون مخالفة لامر الشارع فاذا كانت الوسيلة فاذا كانت الوسيلة مباحة شرعا. وليس ثمة دليل يحرمها. فلا حكر على داعية ان يدعو الله عز وجل من خلالها. كوسائل التواصل الاجتماعي اليوم. وافتتاح وافتتاح بعض الواقع على شبكة العنكبوتية او العالمية فهذه من من الوسائل الطيبة التي توصل كلمة الحق الى اقصى اطراف العالم. والعالم صار بسببها كالقرية الصغيرة التي يستطيع الداعية اذا اذا احسن استعمالها واستغلالها ان يتنقل بين جنبات العالم بضغطة زر فمثل هذه الوسائل لا ينبغي ان تترك للبطالين والكفار والمشركين واهل البدع يستغلونها في اظلال الناس وينكفئ اهل الحق في زاوية من زوايا هذا العالم لا تصل كلمتهم الى اطراف الدنيا مع توفر هذه الوسائل ولا ينبغي ان يعمل بهذا القول ولا ان يستمع لصاحبه مطلقا. لان في حقيقته انه يريد اخماد كلمة واضعاف كلمة الحق. فان العالم كله الان يشتغل على هذه الوسائل. فاهل البدع قد وصلت كلمتهم الى اطراف الدنيا واهل الكفر قد وصلت الى كلمتهم الى اطراف الدنيا وقد نقلوا عقائدهم وعاداتهم وثقافاتهم الى اطراف ارض وهم في بيوتهم وهم في محال اقامتهم فينبغي لاهل الحق ان يأسلموا هذه الوسائل وان يستغلوها في الدعوة الى الله عز وجل وفي ايصال كلمة الحق وليتنا اذ نترك هذه الوسائل نصل الى المدعوين بانفسنا لكننا كسالى فيجد الواحد ومنا ثقلا عظيما اذا طلب منه ان يذهب الى القرية الفلانية او ان يسافر الى البلاد الفلانية ليدعو الى الله عز وجل. ويريدون منا مع هذا الفتور والكسل والثقل في التنقل باجسادنا الا نتنقل باصواتنا. عبر خلال هذه الوسائل الدعوية فارى والله اعلم ان من قال للدعاة اتركوا الدعوة الى الله عز وجل عبر هذه الوسائل انه رجل في عقله نظر وفي استقامة تفكيره توقف. كيف يريد من الدعاة والعلماء وطلبة العلم ان يتركوها حتى تكون مرتعا خصبا لاهل الباطل يضلون بها الناس. ولو اننا نظرنا الى حال الوسائل الدعوية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لوجدنا انه ما كان يترك وسيلة متاحة في ابلاغ الدعوة الا وسلكها والوسائل تختلف بين عصر وعصر. فليس بالظرورة اذا استحدث شيء من الوسائل في العصور المتأخرة ليس عليها عمل العصور المتقدمة لعدم وجودها عندهم. ليس بالضرورة ان نقول انها امر محدث. وانها لا يجوز ان ان تستعمل في الدعوة وهذا جهل لا يقول هذا الا انسان لا يعرف حقيقة الحكم على هذه الوسائل. ولا ولا ينظر في قضية المصالح مفاسد ولا مقارنة عنده اصلا بين اصلاح الصلاحين ولا افسد الفسادين. فصارت نتائج عدم النظر في مثل هذه الاصول الشرعية مثل هذه الاجتهادات الباردة السامجة التي يقطع اصغر طالب علم بانها اجتهادات باطلة فقد فقد استغل النبي صلى الله عليه وسلم الشعر كوسيلة دعوية لانها متاحة في عصره. واستغل التنقل بين القرى فقال فكان يذهب الى الطائف ويذهب الى الاسواق بل استغل بل استغل المجيء الى الاسواق. التي يدار فيها الشرك والقصائد الشركية حتى يدعو الى الله عز وجل بل استغل النبي صلى الله عليه وسلم بعض المؤتمرات المسماة سابقا بالحلف كحلف الفضول وغيره في اعلاء كلمة الله عز وجل ونصرة المظلوم والدعوة الى الله تبارك وتعالى. واستغل وسيلة الجهاد واستغل وسائل وسيلة الهدية الى المدعو لكن هذه الوسائل ليست موجودة في عهده. فلم يعمل بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا السلف الصالح لانها وسائل عصرية حديثة فالسنة ان يستغل الدعاة كل وسيلة متاحة في عصرهم اذا لم تخالف شريعة. هذه هي السنة. فلا ننظر الى اعيان الوسائل الموجودة في العصر النبوي بل ننظر الى استغلال كل الوسائل الموجودة في العصر النبوي. فلم يترك النبي صلى الله عليه وسلم وسيلة يمكن ان ارسل بها كلمة الله الا وطرق بابها وسلك سبيلها. فوسائل التواصل الاجتماعي واستغلال الشبكات العنكبوتية واي وسيلة ستأتي فيما يستقبل على الدعاة في هذا العصر وفي العصور القادمة ان لا يتركوا اي وسيلة يستطيعون بها ايصال كلمة الله عز وجل. ولم تكن اذا الا ويستغلونها في الدعوة الى الله عز وجل. لا اتركوا ايها الدعاة اي وسيلة من الوسائل. الا وتطرقون ابوابها الا تلك الوسائل التي ثبتت مخالفتها للشريعة فالوسيلة الدعوية اذا كانت مباحة فالاصل فيها الاجتهاد. ولا حكر على الدعاة في وسيلة معينة. واما اذا كانت الوسيلة محرمة فالاصل فيها التوقيف. لا يجوز احداث وسائل على غير وفق الشرع. واما احداث وسائل متاحة لا تخالف شيئا من الادلة فان الباب في ذلك مفتوح. فان الباب في ذلك مفتوح. والمتقرر عند العلماء ان الوسائل لها احكام مقاصد والدعوة بين وجوب وفرض وفرضية او بين استحباب وندبي. فاذا وسيلتها التي لا تخالف شريعة يحكم عليها بانها واجبة اذا كانت الدعوة واجبة. ويحكم عليها بانها سنة مندوب اليها. اذا كانت الدعوة السنة فلا حق لاحد ان يعطل الدعاة عن استغلال هذه الوسائل. الا ترى ان الداعية في بيته يستطيع ان يوصل كلمة الحق لاطراف الدنيا بضغطة زر وهو جالس في بيته. فهذه الوسائل خففت عن الدعاة كثيرا ما يسمى سابقا بالرحلة او بالتنقل في الدعوة الى الله عز وجل. فالله الله ايها الدعاة باستغلال هذه الوسائل. وصيتي لكم في حياتي وبعد مماتي ان تستغلوا هذه الوسائل والا تستمعوا لمثل هذه الاطروحات الباردة السامجة التي يراد منها اطفاء كلمة الحق واضعاف كلمة والدعوة الى الله عز وجل لكن المهم ان لا تكون تلك الوسيلة مخالفة لشيء من الشرع فما خالف الشرع من من الوسائل فلا يجوز اتخاذه وسيلة دعوية. واما ما لم يخالف الشرع. فدونكم الباب فهو مفتوح. استغلوه وادعوا الى الله عز وجل عن طريقه واوصلوا كلمة الحق من خلاله. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والله اعلم