على تحريفات اهل البدع فيقولون ان الثابت عن اهل السنة في تفسير المعية في قول الله عز وجل وهو معكم اينما كنتم اي معكم بعلمه. فكيف لا تنكرون على اهل احسن الله اليكم شيخنا. آآ هناك بعض اهل البدع يستدلون على اهل السنة والجماعة في قولهم في تفسير قول الله سبحانه وتعالى آآ وهو معكم اينما كنتم بان هذا تأويل للصفة. آآ فكيف نجمع او كيف يرد عليهم؟ الحمد لله رب العالمين وبعد. قبل ان نفصل في الجواب لابد ان نفهم قاعدة سنية سلفية عظيمة تجيب عن هذا الاشكال ولعلي اطيل في شرحها قليلا حتى يتضح للسامع ابعدها لانه اذا فهمها فانه سيكون ذا قوة في الرد على اهل البدع ممن يستدلون ببعض تأويلات اهل السنة السنة وتنكرون علينا اذا قلنا بان المراد باليد في قوله عز وجل بل يداه مبسوطتان انك النعمة والقدرة. فلما لم تنكروا على اهل السنة لما قالوا ان معناها العلم وانكرتم علينا لما قلنا بان اليد معناها النعمة والقدرة. واقول في جواب ذلك اننا لابد ان نفهم قاعدة سنية سلفية. ساعيد ساقولها واعيدها ثلاث مرات حتى تحفظ قال اهل السنة رحمهم الله تعالى تفسير الشيء ببعض لوازمه ومقتضياته مع الاقرار والايمان باصله تفسير وبيان وتفسير الشيء لبعض مقتضياته ولوازمه مع جحود اصله وتعطيله تحريف محرم اعيدها مرة اخرى تفسير الشيء ببعض مقتضياته ولوازمه مع الاقرار والايمان باصله هو تفسير وبيان واما تفسير الشيء ببعض لوازمه ومقتضياته مع جحود اصله وتعطيله هو التحريف المحرم واعيدها مرة ثالثة حتى تستوعب. تفسير الشيء بلازمه ومقتضاه مع الاقرار باصله تفسير وبيان. وتفسير الشيء ببعض مقتضياته ولوازمه مع جحود اصله تحريف وتعطيل فلما قال اهل السنة والجماعة بان معية الله العامة معناها علمه. هل انكروا اصل اثبات صفة المعية لله؟ ام انهم فسروا المعية ببعض لوازمها ومقتضياتها؟ الجواب لا شك انه الثاني. فهم يثبتون اصل المعية لله عز وجل وعلى الوجه اللائق به ولكن يجعلون من جملة لوازمها علمه ويجعلون من جملة لوازمها احاطته ويجعلون من جملة لوازمها آآ هيمنته. وان انه لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء. ولكنهم يؤمنون باصل اثبات المعية لله عز وجل. فهم يفسرون الصفة ببعض مقتضياتها ولوازمها مع الايمان باصلها والاقرار به. واما اهل البدع فانهم يأتون الى صفة اليد الواردة في قول الله عز وجل بل يداه مبسوطتان فيقولون المراد بها النعمة والقدرة ثم يزيدون على ذلك قولهم ولا نثبت صفة اليد لله. فيقولون ليس الا هي يد وانما المراد بها النعمة والقدرة. فهم يفسرون الشيء ببعض مقتضياته ولوازمه مع جحود اصله وتعطيله وانكاره فشتان بين تأويل اهل السنة وتفسيرهم وبين تحريفات اهل البدع. فاهل السنة وان فسروا بعض الصفات ببعض مقتضياتها ولوازمها منها الا انهم يؤمنون ان الله متصف باصلها. لكن يفسرون الشيء ببعض مقتضياته ولوازمه فقط. واما اهل البدع فانهم يفسرون بلوازمه ومقتضياته مع جحود اصله. وتعطيل اصله. وانكار اصله ونفي اتصاف الله عز وجل باصله. فهم هنا مثلا الى صفة الرحمة الواردة في قول الله عز وجل ورحمتي وسعت كل شيء. فيقولون الله لا يوصف بالرحمة وانما معناها ارادة ويأتون الى قول الله عز وجل وغضب الله عليه فيقولون لا غضب لله فيعطلون اصل اثبات الصفة عن الله عز وجل وانما المراد بغضبه ارادة الانتقام. فهل هذا بالله يماثل ما فعله اهل السنة؟ الجواب لا. ولكن للجمع بين الامرين المختلفين حصل الشبهة فاياكم ان يخدعكم اهل البدع فتأويلهم فتحريفهم اليد للنعمة ليس كتأويل اهل السنة وتفسيرهم المعية بالعلم فشتان بين هذا وهذا. فمن فسر الصفة بشيء من مقتضياتها ولوازمها مع الايمان باصلها فهو سني ولا بأس عليه في هذا التفسير. واما من فسر الصفة ببعض مقتضياتها ولوازمها مع جحود وتعطيل. وانكار اصلها فهو من اهل البدع ولعلكم فهمتم الفرقان بين هذا وهذا والله اعلم