ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فنرحب بكم جميعا ايها الاخوة في هذه الدورة الصيفية الثانية وهذه السنة خصصت بقراءة وتعليق والتعليق على رسائل سماحتي الامام مفتي الانام شيخنا وشيخ مشايخنا الشيخ عبد العزيز ابن عبد الله ابن باز رحمه الله تبارك وتعالى وآآ قبل ان نبدأ بين يدي هذه الدورة الصيفية في قراءة رسائل الشيخ رحمه الله احب ان انبه آآ على عدة امور. الامر الاول اهمية القراءة واهمية المرور على كتب ورسائل الائمة والعلماء المعروفين بصحة العلم وسلامة المنهج فان الله جل وعلا امرنا بالقراءة بايات فقال جل وعلا اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم والله سبحانه وتعالى انما امرنا بالقراءة لانه سبيل العلم فسبيل العلم القراءة والحفظ والفهم والاستنباط وآآ لا يمكن ان يصل الانسان الى مرتبة الفهم والاستنباط الا بكثرة القراءة وبكثرة التلقي فلا بد من التلقي لاجل الترقي وآآ لذلك النبي صلى الله عليه واله وسلم كان من الاوامر التي جاءته قال فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك وهذا السؤال ليس من باب التشكيك كما يظنه البعض وانما هو من باب بيان ان ما يذكره النبي صلى الله عليه واله وسلم من توحيد الله جل وعلا ومن الجنة والنار ومن الايمان بالله والملائكة والكتب والنبيين واليوم الاخر كله حق موجود في الكتب السابقة المنبغى على المسلمين ان يكثروا من القراءة واذا كان طالب العلم لا يقرأ في اليوم ثلاث ساعات فلا يكون طالب علم كما ذكر ذلك بعض مشايخنا رحمهم الله تعالى الامر الثاني الذي ينبه عليه ان رسائل العلماء وكلماتهم وفتاواهم ما يفهم من منطوق كلامهم ينبغي ان يفهم على ظربين الاول ما يكون عاما فيبقى على عمومه هذا اظهروا فيما يتعلق القواعد الكلية والاستدلالات العامة فان تخصيص العموم لابد ان يكون له مجال اخر وهذا الكلام الذي خرج من العلماء في كتبهم وفتاوي وفتاويهم على سبيل العموم ينبغي ان يفهم على سبيل العموم حتى لا يؤدي الى معنى خاطئ حتى لا يؤدي الى معنى باطل والامر الثاني ان ما خرج من فتاويهم ومن مؤلفاتهم على وجه الخصوص فينبغي مراعاة هذا الوجه الخاص وان يبقى الكلام على ذلكم الوجه المخصوص حتى لا يبقى الكلام مستغربا او مستشنعا او مستفظة فان بعض الفتاوى اذا جردت عن واقعها اصبح في نظر كثير من الناس بعد ذلك امرا غريبا او مستشنعا وهذان الظربان هما اللذان تعلمناهما من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان القرآن والسنة النصوص فيهما فان نصوص القرآن والسنة على ضربين نص عام وحينئذ العبرة بعمومها وعموم كل في كل ينبغي ان يبقى على تلكم الكليات وعلى تلكم العمومات فقوله جل وعلا يا بني ادم عام قوله جل وعلا يا ايها الناس عام قوله جل وعلا يا اهل الكتاب عام لجميع اهل الكتاب اليهود والنصارى والمؤمنون منهم الذين كانوا على الايمان وآآ المنحرفون منهم قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا يدخل فيه جميع اهل الايمان بجميع مراتبهم والنوع الثاني النصوص الخاصة التي لها وجه خاص فينبغي ان تبقى هذه النصوص على وجوهها الخاصة حتى لا يفهم منها معنى باطلة. فلو جاء انسان وقال ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها ويريد ان يستدل بهذه الاية على تخليد اصحاب الكبائر في النار نقول هذا غلط كما فعله الخوارج والمعتزلة فانهم اخذوا هذا العموم ومن يقتل مؤمنا متعمدا اخذوا هذا العموم وتركوا الوجه الذي ورد فيه وهو ان الاية نزلت بقوم من الكفار قتلوا المؤمنين فبين الله جل وعلا ان من اسباب خلودهم في النار من اسباب استحقاقهم العذاب كونهم يقتلون المؤمنين لايمانهم كونهم يقتلون المؤمنين لايمانه. ولهذا اتفق علماء الاسلام ان من استحل دماء المسلمين فانه يكفر من استحل دماء المسلمين فانه يكفر بل من استحل اي شيء من المحرمات يكفر فالاستحلال مسألة اخرى الامر الثالث الذي اريد ان انبه عليه هو ان كلام ورسائل وفتاوى شيخنا الامام مفتي الانام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته كلام بسيط كلام يسير وليس ببسيط كلام يسير قليل لكن معانيها كثيرة ورحم الله الشيخ وما رأيت رجلا قليل الكلام مثله واول لقائي معه كان سنة تسع وثمانين من الميلاد بعد التسعمائة والالف وانا يومئذ في العشرين من عمري وهو الموافق لعام الف واربع مئة و عشرة من الهجرة النبوية ثم بعد ذلك يسر الله عز وجل لي الذهاب الى الشيخ الى الطايف و الى دروسه في المسجد الذي كان يدرس فيه بعد صلاة الفجر لكن كان شيئا يسيرا وانما اخذنا اكثر العلم علمه رحمه الله من تلامذته الكبار من امثال شيخنا عبدالمحسن العباد البدر نفع الله عز وجل به العباد والبلاد وشيخنا الشيخ صالح ابن سعد السحيمي وشيخنا الشيخ عبيد بن عبد الله الجابري وامثالهم نفع الله تبارك وتعالى بالاحياء منهم ورحم الله الاموات منهم هذا ما احببت التنبيه عليه ونبدأ اليوم ان شاء الله في ما هو مرتب بترتيب الاخوة القائمين على الدروس جزاهم الله خيرا على هذا الجهد المبارك والترتيب الطيب نبدأ في يومنا الاول بكتاب الشريعة الاسلامية ومحاسنها وضرورة البشر اليها فنبدأ على بركة الله تعالى والقراءة مع اخينا الشيخ غلام ابي عمر الطاهري نفع الله به. نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد. اللهم احفظ لنا شيخنا واغفر له وللوالدين. امين. ولنا ولوالدينا وللمسلمين الصوت منخفض يعقوب ارفع الصوت شوي دقيقة بس الصوت الصوت من هنا من من عند الجهاز من تحته ما ادري وين نعم ابو عمر تكلم قال شيخ الاسلام مفتي الغنام عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على على من لا نبي بعده وعلى اله وصحبه. اما بعد فقد اخترت هذا الموضوع لاهميته العظيمة كما لا يصنع. فان البحث في الشريعة الاسلامية ما يتعلق بمحاسنها او مصالحها وعنايتها بالعباد. وما يتعلق بالضرورة اليها امر عظيم. والحاجة اليه شديدة. والتفقه فيه والعناية به من اهم الاشياء ولاهمية هذا الموضوع وعظم شأنه وبسيس الحاجة الى المزيد من الفقه فيه والبصيرة رأيت ان يكون هذا مدار حديثنا وبهذا يتفق اخواني المسلمين ان هذا الموضوع لدى شقين احدهما اسلامية ومحاسنها ثاني ضرورة البشر اليها. وساتكلم ان شاء الله هذا الشربين جميعا. اما الشرك الاول وهو ما يتعلق بالشريعة الاسلامية ومحاسنها. فمن المعلوم لدى المسلمين ولدى كل من له اجر الى علم الواقع في الازمان الماضية ان الله جل وعلا بعث الرسل جميعا عليهم الصلاة والسلام بدين الاسلام اولهم نوح الى اخرهم محمد عليهم الصلاة والسلام بل ابونا ادم عليه السلام كان على الاسلام القرون التي كانت بعده الى ان حدث الشرك في قوم نوح كلهم كانوا اهل الاسلام كما قال ابن عباس رضي الله عنهما. ثم حدث الشرك في قوم نوح بعبادة الصالحين والدين وسواهم ويموت ويعوق ونسخ فارسل الله نوحا عليه الصلاة والسلام الى قومه لما وقع فيهم الشرك كان اول رسولنا اهل الارض وكان اول رسول الى اهل الارض كما جاءت به الاحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ارسلوا عليهم الصلاة والسلام جميعا بعثهم الله من اولهم الى اخرهم بدين الاسلام كما قال الله عز وجل ان الدين عند الله الاسلام. واوضح سبحانه ان الدين عنده هو الاسلام لا دين سواه عنده سبحانه وتعالى. ثم اكد ذلك سبحانه بآية اخرى فقال جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. فبين عز وجل ان جميع الطرق مسدودة الا هذا الطريق. وهو للاسلام. والله سبحانه وتعالى ان الاسلام هو الدين الذي يقبل من جاء من طريقه. ومن جاء من بين طريقه لا يقبل. هذا يدلنا ايها الاخوة ان دين الانبياء واحد ومن هنا نقول ان العقيدة ومسائل الايمان لا يختلف من زمان الى زمان ولا من نبي الى نبي فمسائل الاعتقاد في جميع عند جميع الانبياء واحد. مثال ذلك ان الانبياء السابقين كان يجب عليهم الايمان باركان الايمان الست وهذا هو الواجب علينا ايضا نعتقد ان الانبياء السابقين كانوا يؤمنون بان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء ونحن يجب علينا ان نؤمن بان الله ليس كمثله شيء نعتقد وهم كانوا يعتقدون ان اهل الكبائر من اهل الاسلام لا يخلدون في النار هذا الاسلام بمعنى العقيدة بمعنى الايمان يسمى بالاسلام العام. يسمى بالاسلام العام واما الاسلام الخاص وهو الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم فهو ذلكم الايمان وذلكم الاعتقاد الذي سبق ذكره ويضاف اليه مسائل الفقه ومسائل الاخلاق التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم اضافة وكمالا او تحليلا وتحريما. اذا الاسلام بالمعنى العام هو الاعتقاد والايمان والاسلام بمعنى بالمعنى الخاص يشمل الايمان والاعتقاد ويشمل ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من الفقه والاحكام والمعاملات. نعم قال رحمه الله وقال عز وجل اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فخاطب هذه الامة على رسوله محمد عليه الصلاة والسلام. عليه الصلاة. لانه اكمل لها الدين واتم عليها النعمة ورضي لها الاسلام دينا دل ذلك على ان دين الاسلام هو دين محمد عليه الصلاة والسلام. وهو دين هذه الامة. كما انه دين الانبياء الماضيين او الرسل اجمعين الصلاة والسلام. ثم ايد ذلك بقوله سبحانه شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليه وما اوصينا به وموسى وعيسى اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. كبر على المشركين ما تدعوهم اليه. الله يجتبي اليه من يشاء تؤدي اليه من ينيب تخاطب هذه الامة بانه شرى لهم من الدين ما وصف به نوحا والذي اوحينا اليك يعني يا محمد عليه الصلاة والسلام والله جل وعلا شرع لهذه الامة ما وصى به نوحا من اقامة امر الاسلام والاستقامة عليه والاستماع عليه. وما اوحى به الى محمد عليه الصلاة والسلام الى الاستقامة في الدين. والاجتماع عليه كما في قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وبقوله جل وعلا ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا بعد ما جاءهم البينات فعلم بهذا انه شرع لنا سبحانه ما شرع للأنبياء الماضيين ورسل الأقدمين. شرع لكم من الدين ما والصابئين نوحا والذي اوحي وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. وقال عز وجل ومن يرغب وعن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه. ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين. اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين. فبين سبحانه ان ابراهيم وصى ذريته بالاسلام. وهكذا يعقوب اوصى بنيه بذلك وذكر عن نوح عليه الصلاة والسلام ايضا ما يدل على ذلك. فقال جل وعلا في سورة يونس قصة نوح انه قال لقومه نلت ان اكون من المسلمين قال عن موسى انه قال يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين. وقال عن ابن القيس قالت الصحيح في نطق بلقيس ليس بفتح القاف وان ذكره بعضا صوابا انه بالكسر نعم مقارعا بلقيس. نعم قالت ربي اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين ان الله سبحانه وتعالى ما شرع هذه الصلوات في هذه الاوقات الا لحكم الا لحكم راجعة الى الايمان راجعة الى تزكية النفوس راجعة الى الصحة والبدن راجعة الى امور كثيرة فعلم بهذه الايات ثم اكتب معناها ان الاستسلام هو دين الانبياء جميعا. هو دين الرسل جميعا عليهم الصلاح والسلام دين الله حقا لا دين له سواه. ولا يقبل من احد دينا سواه. وهو الدين الذي امر الرسل باطالته. وحقيقته توحيد الله عز وجل في ملكه وتدبيره وافعاله وفي عبادته سبحانه وفي اسمائه وصفاته والانقياد في عدل امره وقبول شريعته والدعوة بلا سبيله والاستقامة على ذاته وعدم التفرق فيه وهذا هو الدين الذي امرنا باقامته. وامر الله رسله ومن بعدهم باقامته كما قال تعالى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. فاقامة الدين معناها قبوله والتزامه واظهاره. الدعوة والسير عليه والثبات عليه واجتماع على ذلك قولا وعملا وعقيدة. وعدم التفرقة في ذلك وبهذا تجتمع كلمة المسلمين ويتحد الصفهم ويقوى جانبهم ويتآبهم عدوهم. يعني خلاصة هذا الكلام ان دين الانبياء عليهم السلام مبني على ثلاثة امور الامر الاول الدعوة الى التوحيد الامر الثاني الاستقامة على الدين وفق هدي المرسلين الاستقامة على الدين وفق هدي المرسلين الامر الثالث الاجتماع على المنزل وترك التفرق عليه الاجتماع على المنزل وترك التفرق وهذه المقاصد العظيمة والغايات النبيلة من ارسال الرسل وانزال الكتب هي نستطيع ان نسميها الغاية الاولى والمقصد الاول والاساس الاول من ارسال الرسل وانزال الكتب وقد جمع الله جل وعلا هذه الامور الثلاث في قوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون واعتصموا بحبل الله فقوله اتقوا الله حق تقاته يعني الاستقامة وقوله ولا تموتن الا وانتم مسلمون يعني التوحيد وقوله واعتصموا بحبل الله عن الاجتماع ثم صرح بنبذ التفرق فقال واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. نعم قال رحمه الله هكذا كان الغسل عليهم الصلاة والسلام. وهنا يأتي سؤال آآ قبل ان ندخل في قراءة الكتاب لو قال لنا قائل انتم تقولون دين الانبياء والمرسلين الاسلام فكيف باليهود والنصارى؟ الجواب اليهود والنصارى ينتسبون الى موسى وعيسى زورا وبهتانا كانتساب القاضيانية الى محمد صلى الله عليه وسلم وانتساب البهائية الى محمد صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الفرق الضالة المنحرفة التي تدعي الانتساب الى النبي صلى الله الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ومن عقيدتهم براء. نعم قال رحمه الله هكذا كان الرسل عليهم الصلاة والسلام كلهم امروا بان يقيموا الدين ولا يتفرقوا فيه ولا يخفى على لب على بما في اقامة الدين والاجتماع عليه وعدم التفرق من قوة المسلمين. وتمكنهم من اصل حقوقهم من اعدائهم وانتصافهم منه وهم تلاعب اي لهم في نفس الوقت بما يشاهدونه من اتحادهم واجتماعهم لاقامتهم دينهم وتعاملهم في ذلك وتواصيهم به الاستماع والاتحاد والتعاون الصادق على الحق في كل امة لا شك انه سر النجاح. وطريق الفوز والكرامة في الدنيا والاخرة فعلم بهذا ان جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام كلهم ارسلوا بالإسلام كلهم دعوا الى الاسلام وكلهم دينهم دينهم الاسلام وكلهم امروا باقامة الاسلام واقامته كما تقدم اظهاره للناس ودعوته اليه. والاستقامة عليه علما وعملا وعقيدة. والاجتماع على ذلك. وذكرك بالايمان بالله وبملائكته وكتبه عنصره واليوم الآخر بالقدر خيره وشره تربي ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم قبول العمل. والاجتماع على ذلك والحذر من الخلاف والتفرق. وبهذا يزداد الداخرون في الدين ويعظمون امر الدين ويعظمون الدعاة اليه ويعرفون صلاحه لكل عصر وانه دين حق من تمسك به افلح ونجح وفاز بالعزة والكرامة والاتحاد والقوة والاجتماع مع اخوانه نوح وهود وصالح ومن بعده من الانبياء هو الاسلام وعقيدة وشريعة. فالعقيدة التي هي الايمان بالله ورسوله. المبعوث كل وقت بالنسبة للقوم المبعوث اليهم هي الاسلام الى الاسلام بالنسبة اليهم وهم ايمانهم بما جاء به رسولهم وتوحيدهم لربهم وانقيادهم للشرع واجتماع بالاقوال والاعمال والعقيدة لكن كل نبي شريعة ولكل رسول شريعة كما قال الله جل وعلا لكل جعلنا منكم شرعة وقضاك الا لان ظروف الناس واحوالهم وتحملهم للتكاليف وادراكهم للمقصود يتفاوتوا كثيرا فليست عقول الناس في جميع الازمنة على حد سواء وليست ظروفهم واحوالهم وقدرهم على حد سواء. والله جل وعلا هو العليم باحوال العبادات وهو الخبير بمدى استطاعتهم وهو العليم بمدى تقبلهم الحق وبحقيقة العقول التي يحملونها وهو سبحانه يرسل الرسل في كل بما يليق بذلك الوقت بتلك الامة. لان ذلك هو اللائق بحكمته وعلمه ورحمته واحسانه سبحانه وتعالى. فليس قوم في العقول والتحمل والتقبل لما يجيء به القصور كامة موسى مثلا. فبين فبين فبين الناس فروق كبيرة بعقولهم ولغاتهم وعوائلهم وغير ذلك. فكان من حكمة الله عز وجل ان كانت الشرائع وهي الاحكام متنوعة اما الاصل فممتحد اما الاصل فمتحد الذي هو فمتحد الذي هو عبادة الله وتوحيده والايمان والايمان برسله والايمان بملائكته والايمان واليوم الاخر والكتب والايمان القدر والايمان باقامة الدين والاجتماع عليه واقامة الشريعة وطاعة الرسول فيما جاء به هذا امر متفق عليه بين الرسل عليهم الصلاة والسلام. وهذه اصول اجتمعوا عليها ودعوا اليها قوله جل وعلا لكل جعلنا منكم شرعة ومنها جا من هذه الاية ندرك ان الاختلاف بين الانبياء انما ليس في التوحيد وانما هي فقط في الشرعة والمنهاج ومعنى الشرعة يعني طريقة التعبد ومعنى الشرعة يعني طريقة التعبد ومعنى المنهاج يعني طريقة التزكية ربما ان الله جل وعلا قد شرع لمن قبلنا طريقة معينة في كيفية الصلاة وجعل لنا كيفية معينة في الصلاة وجعل الاديان السابقة منهجا معينا في تزكية النفوس وجعل لنا في الاسلام بدين محمد صلى الله عليه وسلم طريقة معينة في تزكية النفوس فالدين من حيث الاعتقاد واحد ومن حيث العبادات وكيفياتها ومن حيث تزكية النفس وسلوك والسلوك هذه هي التي تختلف. نعم واما الاصول اجتمعوا عليها وهذه اصول نعم رحمه الله وهذه اصول اجتمعوا عليها ودعوا اليها كما قال الله جل وعلا وقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتهدوا الطاغوت هذه دعوتهم جميعا يدعون الناس الى عبادة الله وتوحيده في العبادة دون كل ما سواه في كل شيء من صلاة وصوم وغير ذلك. وقال عز وجل وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون عز وجل واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنون به تنصرن قال اقررتم اخذتم على ذلكم يسري قالوا اقرونا. قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين. فمن تألى بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون. وقال عز وجل قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباب وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا يفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون وعلم بذلك ان هذا وان علينا ان نؤمن بذلك وان لا نفرق والا نفرق بين الرسل في هذه الاشياء امن الرازقون بما انزل اليه من ربه ليش ما خليتوه الصوت في الشاشة؟ من امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير. فلما كانت الشرائع مختلفة متنوعة على حق بحكمة الله وعلمه باحوال العباد على حسب الظروف في الامم المرسلة اليهم اخواني وعقولهم ومدى تحملهم للشرائع والتكاليف كانت الشرائع مختلفة قد يجب في هذه الشريعة ما لا يجب في هذه الشريعة. وقد يحرم في هذه الشريعة ما لا يحكم في هذه الشريعة لحكمة بالغة واسرار فيما افترضتها حكمة الله وعلمه وقدرته. وكمال احسانه وجوده جل وعلا. من ذلك مثلا ان الله جل وعلا الا جعل لليهود يوم السبت هو يوم التعظيم في الاسبوع وجعلا للنصارى يوم الاحد وجعل للمسلمين يوم الجمعة وهذا من حكمة الله جل وعلا وعدله وفضله فاهل الشرائع السابقة الذين كانوا على الاسلام واهل شريعتنا وهي اللاحقة الذين هم على دين محمد صلى الله عليه وسلم كلهم يتقلبون بين عدل الله وفضله في شرعته حكمه وحكمته سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله قد يكون باب التشديد في بعض الشرائع وبعض الاثار والاغلال لحكم واسرار اقتضت ذلك وقد يكون من اسباب ذلك عصيان الامة التي ارسل اليها رسول وجرأته على الله وعدم مبالاتها باوامره ونواهيه ويشدد عليهم فيشدد عليهم بالتشريع لاسباب ذلك كما قال عز وجل فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا واخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل. واعتدنا للكافرين منهم عذابا اليما. سبحانه انه من اليهود طيبات ليحلت لهم باسباب اعمالهم وخبيثة. ولما كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو والرسل جميعا كانت شريعته اكملت الشرائع واتمها لكونها شفيعة فاطمة للشرائع ولكونها تشريعية عامة لجميع الامة الى يوم القيامة. فلما كان عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين كان رسولا عاما الى جميع السقايم ابتغت حكمة الله سبحانه واكملها واتمها انتظاما لمصالح العباد في المعاصي والمعاصي هو عليه الصلاة والسلام خاتم الانبياء والمرسلين كما قال تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولا اكثروا رسول الله وخاتم النبيين وتواترت الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه خاتم النبيين وهذا امر من عند الله. الدين معلوم بالضرورة ومعلوم بالضرورة من دين الاسلام. وقد اجمع المسلمون على ان من ادعى النبوة بعده فهو كافر كاذب يستتاب فان تاب والا قتل كافرا. والله سبحانه وتعالى قد ارسله الى الناس كافة باجماع المسلمين ايضا وقد دلت الايات القرآنية والاحاديث النبوية روي انه عليه الصلاة والسلام رسول الله الى الجميع من العرب والعجم والاحمر والاسود والجن والاشكال والانس. هو رسول الله الى الجميع بعثته عليه الصلاة والسلام الى ان تقوم الساعة. كما يدل على ذلك قوله جل وعلا قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميع الذي له ملك السماوات والارض لا اله الا هو يحييني فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون تعلق الله جل وعلا الهداية على على اتباعه والايمان به. فعلم ان لا هداية ولا ايمان الا من طريق اتباع محمد عليه الصلاة والسلام والسير على منهاجه بعدما بعثه الله قال عز وجل قل ان كنتم تحبون فالتابعون يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول للناس قل ان كنتم تحبون الله التنويه يذكركم الله ويغفر لكم ذنوبكم. فعلم انه لا طريق الى محبة الله للمغفرة الا باتباعه عليه الصلاة والسلام سلام. عليه. قال جل وعلا وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا. يعني الى الناس كافة. وقال جل وعلى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. فاخبر جل وعلا انه نذير للعالمين. والعالمون والعالم هم جميع الناس. وقيل آآ والعالمون والعالمون هم جميع لا فقيل الا والقرآن. وقيل انه الرسول كلاهما حق. فهو نذير للعالمين والقرآن نذير للعالمين هو نذير كتابه نذير للعالمين. بالمخلوقات كلها العقلاء المكلفين والجن والجن وما ارسلناك الا كافة للناس لو قال لنا قائل ان اللغة العربية الفصيحة ان كلمة كافة تأتي بعد تمام الجملة فانت تقول جاء الرجال كلهم او جاء الناس كافة فلماذا قدم كافة على متعلقه وهو الناس فالجواب للدلالة ان رسالة محمد صلى الله عليه وسلم رسالة عامة للناس فيكون جملة الا كافة متعلقة بالرسالة اي كأنه كأن المعنى ما ارسل الا للعموم ومعنى هذا لو كانت الرسالة خاصة لما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم وانما يبعث غيره فكل نبي غير نبينا عليه الصلاة والسلام ارسله الله وبعثه انما كان بعثه ورسالته خاصة الا محمدا صلى الله عليه وسلم فجعل الله رسالته عامة ولهذا قال وما ارسلناك الا كافة للناس. فقدمت كلمة كافة على متعلقها للناس حتى يكون المعنى ان كافة متعلقة بالارسال نعم قال رحمه الله في الصحيحين عن جابر رضي الله عنه انه قال قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام كان النبي يبعث الى قومه خاصة بعثت الى الناس عامة. وفي صحيح مسلم عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهوديا ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بما ارسلت به الا كان من اهل النار. يعني اية الفرقان اشكي ربما تشكل على بعض الناس تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا يقول الشيخ العالمون اه العالمون هم جميع الناس وقيل انه القرآن وقيل انه الرسول ثم قال وكلاهما حق. كيف يكون كلا المعنيين حق الجواب تأمل يا طالب العلم انا اذا قلنا اذا قلنا ان المقصود نزل الفرقان ليكون للعالمين نذيرا. فالمقصود هنا بالفرقان القرآن. اذا القرآن انزله الله للعالمين وهذا لا اشكال فيه اذا قلنا ان للعالمين نذير المقصود به محمد صلى الله عليه وسلم فيرجع كلمة ليكون على متعلق بالعبد فيكون المعنى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده لماذا نزل الفرقان على عبده؟ ليكون للعالمين نذيرا اي ليكون عبده محمد صلى الله عليه وسلم للعالمين نذيرا كلمة العالمين فلم يختلف احد من المفسرين بان المقصود به هم جميع الناس اما قوله وقيل هذا راجع الى ماذا ها الى متعلقه يعني العالمين متعلق قيل القرآن وقيل للعالمين متعلقه انه الرسول وكلا المعنيين صحيح باعتبار ان متعلق للعالمين نذيرا يعني الفرقان في الاول ومتعلق للعالمين نذيرا يعني عبده في الثاني. نعم احسن عليكم. قال رحمه الله وهذا امر معلوم من دين الاسلام بالضرورة انه انه رسول الله للجميع. والا اليهود والنصارى والعجم وجميع اجناس بني ادم وجميع الجن. من اجاب جعلته وصار في سبيله فله النجاة والسعادة والعقيدة الحميدة. الله اكبر. ومن عن سبيله فلو خرجت من الندامة والنار كما قال جل وعلا تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات من تحتها الانهار وخارجين فيها. وذلك الفوز العظيم. ومن يعص الله ورسوله يتحدى حدوده يدخله نارا فيها وله عذاب مهين. وقال عز وجل وما اتاكم الرسول فخذوه. وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب. وقال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى. قيل يا رسول الله ومن يأبى؟ قال من اطاعني دخل الجنة من عصاني فقد ابى. فما ذلك ايها لان رسالته عامة وهو خاتم النبيين. لهذا كله كانت شريعته اكمل الشرائع وكانت امته خير الامم. كما قال جل وعلا كنتم خير امة اخرجت للناس. وقال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم اتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. فاخبر سبحانه انه اكمل لهذه الامة دينها. والاديان السابقة كل واحد الى الرسول الى الرسول الذي احسن الله اليكم. والاديان السابقة كل واحد مكمل بالنسبة للرسول الذي ارسل به لذلك هو لا يسمعني الا متأخر اقول بارك الله فيكم هذه مسألة مهمة ان بعض الناس اذا قرأ هذه الاية اليوم اكملت لكم دينكم يظن ان دين الانبياء السابقين لم يكن مكملا وهذا غلط والصواب ان دين كل نبي كامل بالنسبة لزمانهم ومكانهم واما الكمال الذي وصف الله به دين الاسلام الخاص دين محمد صلى الله عليه وسلم فالمقصود به كمال يشمل كل مكان وكل زمان بمعنى انه كامل يصلح ها لكل زمان وصالح لكل مكان. نعم مرة ثانية والاديان السابقة كل واحد مكمل مكمل باسم مفعول ايوه احسن والاجيال السابقة كل واحد مكمل بالنسبة الى الرسول الذي ارسل به والقوم الذي ارسل اليهم اكمالا يناسبهم ويليق بظروفهم واحوالهم. اما بالنسبة لهذه الامة فقد اكمل لها الدين في جميع المعاني. نعم. وجعله دينا صالحا لجميع ظروفهم واحوالهم. وغناهم وفقرهم. على حربهم وسنهم وشدتهم ورخائهم وفي جميع اصقاع الدنيا وفي جميع الزمان الى يوم القيامة. قد اردت وقد اردت ان اذكر شيئا يسيرا من محاسن هذه الشريعة واسرارها العظيمة اما الاستقصاء فلا يخفى على من له ادى علم انه لابد ان يستقصي احد محاسن هذه الشريعة كيف يستطيع احد ان يحصي فضائلها هي شريعة من حكيم عليم. قد علم كل شيء فيما مضى وفيما يأتي الى يوم القيامة. وهو العالم باحوال عباده واثقال تشريعه سبحانه وتعالى. ولكن اسم طالب العلم ان يذكر شيئا من محاسن هذه الشريعة. انظروا الله جل وعلا طلبة العلم الى تواضع شيخنا الشيخ ابن باز يقول ولكن حسب طالب العلم ان يذكر شيئا من محاسن هذه الشريعة ما قال حسب العالم هو يقصد نفسه الان فسبحان من رزقه التواضع والله هذا امر عظيم يا طلاب العلم تواضعوا للعلم اياكم والترفع اياكم والرفعة من رزقه الله علما لابد ان يرى ذلك عليه بالتواضع لا يرى لنفسه فظلا على احد نعم فالله جل وعلا احسن الله اليك والله جل وعلا قال ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها ولا تتبعها الذين لا يعلمون. انهم لن عنك من الله شيئا وان الظالمين بعضهم اولياء بعض. والله ولي المتقين. اخبر الله سبحانه وتعالى انه جعل نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام على شريعة الامر. والمعنى على طريقة بينة واضحة ظاهرة من الامر. اي من الدين القويم وهو دين الاسلام ثم قال فاتبعها اي الزمها وتمسك بها. وهو امر له عليه الصلاة والسلام. وامر لجميع الامة الف امر له ان الا ما دل الدليل على التوفيق به عليه الصلاة والسلام. وهذه الذين لا يعلمون هذه قاعدة من قواعد الاستدلال ان الامر للنبي صلى الله عليه وسلم هو امر لنا ما لم يدل الدليل على التخصيص فان قال قائل فان كان الامر له امر لنا فما وجه خطابه؟ الجواب لان الامر عظيم فجاء الخطاب اليه حتى نلتفت الى عظمة هذا الامر. والى عظمة هذا المأمور به. نعم قال رحمه الله ثم قال ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون. سبحانه من اتباع اهواء الناس وكل من خالف شريعته الذين لا يعلمون ثم بين جل وعلا ان الناس لن يغنوا عنه من الله شيئا. يعني لو مال اليهم واتبع اهوائهم والله اشبه من ذلك فلن يغنوا عنه من الله شيئا. فالامر بيد الله والقادر على كل شيء جل وعلا. فلا يمنع احد رسوله عليه الصلاة والسلام مما اراده الله به من عزة ونصر. فالمقصود من هذا بيان ان النصر والتأييد بيده سبحانه وتعالى. وانه كفيل تأييده وتبليغ رسالته. وان الناس مهما كانوا من قوة وكثرة قد يغني عنهم الى الله شيئا. ولا وجه اتباع اهوائهم. في النسخة المطبوعة مرت معنا في عدة مواضع كلمة الاتباع وهي مطبوعة خطأ بالهمزة مكتوب من اتباع اهواء الناس وهذا خطأ لا بد من اصلاحه والصواب كما قرأه الشيخ غلام من اتباع اهواء الناس لان الاتباع بمعنى السير ورائهم اما الاتباع الشيء يلي الشيء فرق بينهما وهنا المقصود به من اتباع اهواء الناس. مر معنا في ثلاثة مواضع بهمزة قطع وهو خطأ والصواب بهمزة وصل نعم احسن اليكم قال رحمه الله وهذا من باب التحذير والا فالرسول صلى الله عليه وسلم معصوم من اتباع اهوائهم. والله قد عاصمه وصانه وحماه وايده ولكن المقصود تعليمنا وارشادنا ان السعادة والنجاة والقوة والعزة والسلامة باتباع الشريعة والتمسك بها فالدعوة هي للحفاظ عليها والشريعة في اللغة العربية الطريقة الظاهرة البينة الموصلة الى النجاة. وتطلق الشريعة في اللغة العربية ايضا على الطريق الموصل وذلك الا لانه كما قال جل وعلا وجعلنا من الماء كل شيء حي الصلاة والسلام بطرق ظاهرة من استطال عليها وللطيبة الكريمة في الدنيا والاخرة. فشريعة نبينا عليه الصلاة والسلام افضلها واكملها وليس فيها كانوا ولا اغلال. وقد وضع الله عن هذا النبي وعلى الامة اثار والاغلال. فلله الحمد والمنة شريعة سمحة. كما قال في الحديث طريق بعثت بالحنيفية السمحة. وقال عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين يسر ولن يشاد الدين ولن يشاد هذا الدين احد يا غلبة وقال لما لما بعث معاذ بن ابا موسى رضي الله عنهما الى اليمن يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا اه وتطاوعا ولا تختلفا. فهذه الشريعة شريعة التيسير وشريعة المسامحة. وشريعة الرحمة والاحسان. وشريعة المصلحة الراجحة والشريعة العناية بكل ما فيه نجاة العباد. وسعادتهم وحياتهم الطيبة في الدنيا والاخرة. فالله جل وعلا بعث نبينا امامنا محمدا عليه الصلاة والسلام بشريعة كاملة منتظرة بالمصالح العاجلة والآجلة فيها الدعوة الى كل خير وفيها التحذير من كل شر وفيها توجيه العباد الى اسباب السعادة والنجاة في الدنيا والاخرة. وفيها تنظيم العلاقات بين عبادي وبين ربهم وبين انفسهم تنظيما عظيما حكيما. واهم ذلك واعظمه ما جاءت به الشريعة العظيمة الكاملة من اصلاح الباطل وتوجيه لعبادنا ما فيه صلاح قلوبهم واستقامتهم على دينهم وايجاد وازع قلبي الايماني يزعهم الى الخير تجاوز دورهم عن اسباب الهلاك والرداء. فالله عز وجل امر الناس في كتابه الكريم بما فيه صلاح القلوب. واصلاح الباطن الشريعة الشريعة بهذا اعظم عناية. وفي الاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم طواب بفتح العين وعنيت الشريعة وعنيت بكذا يعني اهتممت به اما عنيت يعني احد جعلني اهتم وهنا صوابا نقول وعنيت الشريعة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وعنيت الشريعة بهذا اعظم عناية. وفي الاحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يشفي عيوني وما ذلك الا لان صلاح البواطن واستقامة القلوب وطهارتها هو الاصل الاصيل والركيزة العظيمة لاصلاح العبد في جميع الوجوه وتأهيله لتحمله الشريعة واداء الامانة وانصافه من نفسه. ولادائه الحق الذي عليه لاخوانه وكل عبد لا يكون عنده وازع قلبي للايمان نزعه الى الخير ويزجره عن الشر لا تستقيم حاله مع الله ولا مع العباد. ولهذا جاءت القرآنية الكريمة بالحث على خشية الله وخوفهم ومراقبة ورجائه ومحبته والتوكل عليه سبحانه والاخلاص له والايمان به من محاسن هذا الدين العظيم شعاراته العظيمة التي تجمع وتوحد كقولنا الله اكبر وقولنا لا اله الا الله ولهذا قال جل وعلا قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء سبحانه على ذلك المغفرة والجنة والرضا والكرامة. لماذا؟ لان العبد اذا استقام قلبه على الاخلاص لله ومحبته به ومحبته والايمان به وخشيته والتوكل عليه ومراقبته في جميع الاحوال اذا استقام قلب العبد على هذا تراينا ومنا. فتقبل توجيه ربه وتوجيه رسوله عليه الصلاة والسلام بكل انشراح وبكل رضا وبكل كل الطمأنينة من دون قلق ولا ضعف فليستقبلوا ذلك بقوة وارتياح وانبساط. كما قال جل وعلا ان الذين يخشون الظن بالغيب لهم مغفرة واجر كبير. يحثهم سبحانه في هذا على ان يخشوه جل وعلا ويعظموه يراقبوه. وقال عز وجل ولمن خاف مقام ربه جنتان. وقال عز وجل فاعبد الله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص قال عز وجل فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. وقال عز وجل فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا اشرك بعبادة ربي احدا. وكل هذه ايات مكية يوجه الله بها العباد الى الاخلاص له والايمان به وخشيته ورجائه سبحانه وتعالى يقول عز وجل وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين. يقول جل وعلا فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. ويقول سبحانه ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. ففي هذه الايات حث الناس على محبة الله واستحضار عظمته والتوكل عليه والتفويض اليه. فالعبد اذا عرف الله حق المعرفة باسمائه وصفاته وعظيم وتوكل عليه فوض اليه امره واعتمد عليه مع مسارعته للاخذ بالاسباب والعمل بها فالمتوكل قد فوض امره انه اعتمد على ربه عز وجل وسارع الى فعل اوامر وترك النواهي. والاخذ بالاسباب والعناية بها حتى يؤدي الواجب على من الوجه عن اخلاص لله وعن محبة الله واعتماد عليه وعن ثقة به عز وجل. وقال سبحانه ذلك ومن يعظمه من حرمات الله فهو خير له عند ربه. وقال عز وجل ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب. هذا كله ويولز القلوب وازعا عظيما من تعظيم شعائر الله. من تعظيم حرمات الله حتى يكون حتى يكون عند العبد وازع من قلبه وتافه من خشيته وحافز من ايمانه الى اداء الواجبات والى ترك السيئات والى الانصاف من نفسه وهي اداء الامانة اداء اداء الحق الذي عليه لاخيه ثم انه سبحانه وتعالى ومع ذلك كله شرع للناس عبادات تصلهم بالله وتقربهم يديه وتزكيهم وتقوي في قلوبهم محبة والتوكل عليه والانس بمراجعته. وذكره والتلذذ بطاعته سبحانه وتعالى. شرع لهم الطهارة من الحدث الاصغر والاكبر بما في ذلك ذلك بالاستشعار تعظيم الذي شرع هذه العبادة التي بها تطهيرهم من الذنوب. وتطهيرهم من احداث وتنظيفهم وتنشيطهم عن العمل وجعل هذه الطهارة مفتاحا للصلاة التي هي اعظم عبادة واكبر عبادة بعد الشهادتين وشارع لهم الصلاة في اوقات اي خمسة في اوقات معينة خمسة. وكانت في الاصل خمسين. والله جل وعلا قد لطف بعباده ويسر ورحم. فجعلها خمسا بدل خمسين وكتب لهم سبحانه اجر الخمسين. وجعلها في اوقات متعددة حتى لا يغفل العبد عن ذكر وحتى لا ينسى ربه جعل الصلوات باوقات معينة لها حكم كثيرة لا يمكن حصرها وانما ذكر الشيخ رحمه الله بعضا من هذه الحكم والا فيجب على المسلم يقينا ان يعلم وما ذكره الشيخ انما هي بعض الحكم. نعم قال رحمه الله جعلها في اوقات متعددة حتى لا يغفل العبد عن ذكر ربه وحتى لا ينسى ربه. الفجر في اول النهار بعد قيامه من من النوم وعند فراغ قلبه يقبل على ايات الله وسماعها ويجتمع للامام في صلاة الفجر وهو يقرأ جاهه وينتفع بذلك ويبدأ نهاره بذكر الله وطاعته سبحانه وتعالى. فيكون فيها هذا عون له على ملاحظة حق الله وعلى تعظيم حرمات الله. في صحوته وفي في اعماله في بيعه وشرائه وغير ذلك ثم يجيء وقت الظهر فيعود الى الصلاة والى الذكر والى العبادة وان كان هناك غفلة زالت عبادة ثم كذلك العصر بينما فهو قد اشتغل قد اشتغل باعمال داخلية او خارجية. فاذا الوقت قد حضر فينتبه ويرجع الى ذكر الله وطاعته عز وجل ثم يأتي المغرب ثم يأتي العشاء فلا يزال في عبادة وذكر فيما بين وقت واخر. يذكر فيها ربه ويحاسب فيها نفسه شاهدوها لله ويتقرب اليه بالاعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالى. وشرع له مع ذلك عبادات اخرى بين هذه الاوقات كصلاة الضحى ورواتبة الظهر والمغرب والعشاء والتهجد بالليل الى انواع من العبادات والصلاة والاذكار والاستغفار والدعاء. تذكره بالله تعينه على طاعته وذكره سبحانه وتعالى. هذا كله من فضله جل وعلا واحسانه. ثم جعل تعالى لهذه الصلاة كن عظيما على رؤوس الاشهاد. يتضمن تعظيم الله سبحانه بالتكبير وبالشهادة او بالوحدانية. ولنبيه صلى الله عليه وسلم رسالة وفيه الدعوة الى الله الى وفيه الدعوة الى هذه الصلاة بقوله حي على الصلاة حي على الفلاح ثم التكبير لله ثم شهادته بوحدها سبحانه وتعالى. فجعل عصر الدين الذي هو اقراره بالشهادتين دعوتين للصلاة ونداء لها. فالعباد بهذا الذكر وبهذا النداء في بيوتهم وفي مضاجعهم وفي مراكبهم وفي كل مكان آآ ينبهون لهذه العبوة ولحق الله وعظمته بهذا النداء العظيم الذي لا يصنعه شجر ولا مدد شيء الا سند لصاحبه يوم القيامة. كما جاء بذلك الحديث الشريف عن رسول صلى الله عليه وسلم مشايخنا وقد سمعته من شيخنا ابي محمد الشيخ غلام الله رحمتي رحمه الله جل وعلا مناسبة لطيفة بين الفاظ الاذان فقال عندما يقول المؤذن الله اكبر الله اكبر ينتبه الانسان ويسمع ثم يأتي التكرار الله اكبر الله اكبر فيقع في القلب عظمة الله جل وعلا ويأتي السؤال ماذا افعل لهذا الرب الكبير ويأتي الخبر اشهد ان لا اله الا الله فاذا تقرر هذا يكرره بالقول في الثاني اشهد ان لا اله الا الله فيأتي سؤال كيف اعبده؟ لان معنى لا اله الا الله لا معبود حق الا الله فتأتي شهادة الرسالة اشهد ان محمدا رسول الله اي باتباع والاقرار له فاذا سمعه يكرر في الثاني اشهد ان محمدا رسول الله ثم يأتي اه النداء وتأتي الدعوة الى العبادة حي على الصلاة على وجه الخصوص فاذا سمع تكرر له هذه الدعوة حي على الصلاة يعني اقبل واذا اقبل يأتي في نفسه السؤال ماذا لي ان صليت؟ يأتي الخبر حي على الفلاح يعني هذا الذي انت مقبل عليه فيه الفلاح ثم يكرر له ذلك حي على الفلاح لان في ذهابه الى بيت الله عز وجل فلاح بعد فلاح لان في ذهابه اجر وفي ايابه اجر وفي صلاته اجر ثم يأتي بعد ذلك بيان ان هذا الاجر ممن ممن له العظمة الله اكبر الله اكبر. لكن هذا الاجر وهذه اه اه الصلاة وهذا الفلاح لا يمكن لاحد ان يحصل ثوابها الا اذا تقرر عنده التوحيد وكان مخلصا في ذلك فجا نداء الاخير لا اله اشهد ان لا اله الا الله فهذه مناسبة لطيفة سمعتها مرة من شيخنا على نحو من هذا نسأل الله الكريم ان يرزقنا حفظ والفهم والعلم والعمل. نعم احسن اليكم قال رحمه الله ثم شرع الله للناس ايضا زكاة وجعلها حقا في امواله ان يربطوا الاغنياء بالفقراء ويصلهم بهم وفي ذلك فوائد كثيرة منها مؤسسات الفقراء والاحسان اليهم ومنها ممارسات ابناء السبيل ومنها مواساة المؤلفة في قلوبهم وتقوية بايمانهم ودعوتهم الى الخير ومنها مساعدة ما لك الرقابة على العتق اسارا. هم الاشارة ومنها ايضا مساعدة الغانمين قضاء ديونهم ومنها مساعدة الهزاع على الجهاد في سبيل الله. فهي حق عظيم في المال يزكي صاحبه وينمي ثروته ويرضي ربه قل الله مع هذا يخلفه عليه سبحانه وتعالى باحسن خلق. مع ومع هذه الفوائد العظيمة قال الله عز وجل باحسن خلف اما الخلف معناه نعم اخلف شيء يخلفه ها خلفا نعم والله مع هذا يخيفه عليه سبحانه وتعالى باحسن خلف. هم. مع هذه الفوائد العظيمة قال عز وجل انما الصدقات الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم. وذرقابها الغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله. والله عليم حكيم. فبهذه الفريضة وفي هذا الحق شكر لله عز وجل على نعمه وقربه لقربه اليه سبحانه وتعالى باداء هذا الحق والانصاف منه طاعة لله طاعة لله واخلاصا له وتقرب اليه سبحانه جل وعلا ومع ذلك في نفس الوقت فيه احسان للعباد ومواساة لهم ومساعدة على كل خير اما الصوم والكل يعلم ما فيه من الخير العظيم والمصالح الكبيرة التي منها تطهير النفس من من اثرها وبطرها وشحها وبفرها وكبرها ومن ذلك ان الصائم يعرف بالصيام حاجة وضعفه وشدة ضرورته الى ما اباح الله له من الطعام والشراب وبغيرهما ومنها تذكر العبد باخوانه الفقراء والمحاويج حتى يواسيهم ويحسن اليهم. ومنها تمرير العبد على مخالفة الهوى تعويده الصبر على ما يشق على النفس اذا كان في ذلك طاعة اذا كان في ذلك طاعة ربه ورضاه. والصائم في الصيام يخالف هواه نفسه يعودها الصبر عما يوافق هواها من مأكل ومشرب ومنكحل في طاعة ربها ومولاها عز وجل وفي الصوم من الفوائد والحكم والاسرار ما لا يحصيه الا الله عز وجل. وقد صح رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال كل عمل ابن ادم له الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف. يقول الله عز وجل الا الصيام فانه لي وانا اجزي به انه ترك وطعامه وشرابه من اجله للصائر فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه. فالخريف فم الصائم اقرب عند الله مريح والاحاديث في فضله وعظم شأنه كثيرة اما الحج فهي من الفوائد العظيمة من الصلة بالله والتقرب اليه ومفارقة الاوطان والاهل والعشيرة لاداء هذه الفريضة العظيمة البيت العتيق ما لا تريد به العبارة فانه في هذه العبارة يرتب الاخطاء ويقطع ويقطع ويشق الاجواء ويرد يده رحمة ربي ويخاف عقابه سبحانه وتعالى. فما احراه بالثواب الجزيل والاجر العظيم من المولى الكريم عز وجل. اما ما شرع الله سبحانه بهذه العبادة من الاحرام والتلبية واجتناد كثير من العوائل وكشف الرجل رأسه وخير الثياب المعتادة المعتادة والطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفات ورمي الجدار والتقرب الى الله سبحانه بذبح بذبح الهدايا الى غير ذلك مما شرعه الله في الحج فمما شهدت العقول الصحيحة والفطر المستقيمة بحسنه وانه لا حكمة فوق حكمة شرعه امر به عباده يضاف الى ذلك ما في الحج من اتصال المسلمين بعضهم ببعض وتشاورهم في كثير من امورهم وتعاونهم في مصالحهم العاجلة والعاجلة والاستفادة من بعد الى غير ذلك من الفوائد فكل ذلك شاهد للذي شرعه بانه سبحانه ارحم الراحمين واحكم الحاكمين وكل ذلك من جملة مناسك الحج التي اشار اليها سبحانه بقوله يشهدوا منافع لهم. فالحج مؤتمر اسلامي عظيم وفرصة للمسلمين ينبغي ان يستغلوها في شتى مصالحهم ويستفيدوا منها بامر دنياهم واخراهم. فنسأل الله ان يوفقهم لذلك وان يجمع كلمتهم على هدى انه خير مشكور واكرم مجيب. يعني الى اركان الاسلام الخمس فانه لا بد ان يدرك محاسن الاسلام ان يدرك حسن هذا الدين وعظيمة ترتيبه كيف ان الشهادة لا بد منها في كل وقت والصلوات خمس والزكاة مرة واحدة والصوم اه والزكاة مرة واحدة في السنة والصوم مرة واحدة في السنة والحج مرة واحدة في العمر وقد ذكرت المناسبة بترتيب اركان الاسلام في شرحي الاربعين النووية وكذلك في اول كتابي تفسير ايات الصيام فيرجع الى ذلك. نعم قال رحمه الله وقد سبق لنا ان ذكرنا ان الله عز وجل امر الرسل باقامة الدين فالرسل اقامة الدين ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم. واكمله في ذلك وامامهم وسيدهم وخاتمهم بعث لاقامة الدين ايضا. فهذه العبادات وهذه التوجيهات من الله عز وجل كلها لاقامة الدين وان يكون عند توازن ايماني يحملك على اداء الواجبات ومعاملة اخوانك باحسن المعاملات. وعلى قادم واداء حقوقهم وعلى اداء الامانة في كل شيء والرجوع الى الله في كل شيء حتى تكون عبدا منتشرا سائرا على وجه الذي شرعه الله او لا تتبعوا هوى لا تتبعوا هواك ولا تقفوا عند حظك. يعني قائل ما الحكمة من تشريع هذه العبادات القولية والعملية فنقول كلاما جامعا كما قال الشيخ رحمه الله ان الحكمة في ذلك راجع الى امرين. الامر الاول لامكانية القيام بعبودية الله جل وعلا بذلك والثاني ان هذه العبادات القولية والعملية معينة على اداء حقوق العباد. اذا الشريعة كلها اقوالها واعمالها التي نعملها معينة على اداء العبودية لله عز وجل وعلى اداء حقوق العباد نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله مما يتعلق بما تقدم قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الا وان في الجسد مظاهرة صلح صالح الجسدي كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. فاخبر عليه الصلاة والسلام ان صلاح العبد بصلاح قلبه. فمتى صلح فقلبه استقام العبد مع الله عز وجل ومع العباد. ومتى خبث القلب فسوا فسد وفسد خبث العبد وفسد حاله وهذا يبين لنا ما تقدموا من ان هذه الشريعة عنيت ولاية عظيمة باسباب اصلاح القلوب. وقال عليه الصلاة والسلام ان الله لا ينظر الى صوركم ولا الى اموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم واعاليكم. فبين عليه الصلاة والسلام ان موضع النظر من ربنا عز وجل القلب والعقل. اما ما لك وبدنك فلا قيمة لهما وليس محل النظر الا اذا استيقظ استعملت ما لك وبدنك في طاعة ربك. وانما محل النظر قلبك وعملك. اذا استقام قلبك على محبة الله وخشيته مراقبة والاخلاص له واستقامت اعمالك واستقام امرك. وان كانت الاخرى فسدت حالك وفسد ولا حول ولا قوة الا بالله ثمان هذه الشريعة العظيمة ايضا نظت العلاقات بين الاسرة في نفسها. الانسان قراباته بما شرع الله صلة الرحم والمواريث والتعاون فيما بين الاسرة حتى تكون مرتبطة متعاونة على ما يرضي ربنا عز وجل. متحابة فيما بينها. انا رحمته واحسانه جل وعلا ان جعل بين ذوي القرابات صلة خاصة تصل بعضهم ببعض وتجمع بعضهم الى بعض وتربط بعضهم ببعض فشرع صلة الرحم وحث على ذلك فقال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح لا يدخل الجنة قاطع يعني قاطع رحم وقال جل وعلا في كتابه العظيم فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم. وفي الحديث ايضا من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اجله فليصل رحمه. وهكذا شرع العلاقات الطيبة بين المسلمين في جميع المعاملات. فجعلهم اخوة يتحابون في الله ويتعاونون الخير في جميع المجالات وهذه اعظم صلة واعظم رابطة بين المسلمين. الرابطة الاسلامية والاخوة الايمانية وهي مرابطة وهي فوق رابطة القرابة والصداقات كل رابطة بين الناس. فالرابطة الاسلامي فالرابطة الاسلامية والاخوة بين المسلمين فوقها الله سبحانه وتعالى جعل المسلمين فيما بينهم اخوة واوجب عليهم ان يحب بعضهم لبعض الخير ان يحب بعضهم لبعض الخير. ويكره له الشر. ان يكونوا فيما بينهم متحابين متناسقين متعاونين حتى يكونوا كفة واحدة وجماعة واحدة وصفا واحدا وامة واحدة. ان هذه امتكم امة واحدة ربكم فاعبدون. ويقول جل وعلا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة يطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم. قل عز وجل اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. فيمر بالاجتماع والاعتصام بحبل الله ودينه سبحانه. ويقول عز وجل وتعاونوا على البر تقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. واتقوا الله ان الله شديد العقاب. فبين سبحانه وتعالى ان لا يواجب على الجميع ان يتعاونوا على البر التقوى وان يكون اولياء لا ظل بينهم ولا حقد ولا حسد ولا تباعد. ولا تقاطع ولكن اولياء يتناصحون ويتعاونون على الخير وهذا هو التضامن الإسلامي الذي يدعو اليه كل مسلم وكل مخلصا لدينه وكل مؤمن وكل محب للإسلام التمر الإسلامي هو التعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والتناصح في الله والتكافل والتكاتف على قيمة فيه صلاح المسلمين ونجاحهم وحفظ حقوقهم. واقامة كيانهم وصيانة من شر اعدائهم. هذا هو التضامن وهذا هو التعاون ان يكون المسلمون حكومات وشعوبا متعاونين على البر والتقوى. متناصحين في الله متحابين فيه. متكاتفين على كل ما يقيموا جيلهم ويحفظوا كيانهم. ويوحدوا صفوفهم ويجمعوا كلمتهم وينصفهم وينصفهم من عدوهم ويورثهم العزة والكرامة. وبهذا هذا الاجتماع وهذا التعاون يحميهم الله من شر اعدائهم ومكائدهم ويجعل لهم الهيبة في قلوب الاعداء لاجتماعهم على الحق وتكاتفهم وتناصرهم على دين الله مخلصين لله قاصدين وجه كريم لا لغرض اخر. كما قال عز وجل ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. وقال عز وجل ولينصرن الله من ينصره الا الله لقوي العزيز الذين ان مكناهم قد اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور. فهو قال تعالى علق نارهم وحفظهم وحمايتهم بنصرهم دينه واجتماعهم على دينه وتعاونهم واعتصامهم بحبل الله عز وجل فبالتضامن الاسلامي والتعاون الاسلامي كل خير وكل عزة في الدنيا والاخرة للمسلمين اذا صدقوا في ذلك وتعاونوا عليه محاسن هذه الشريعة ايضا ان جعلت المؤمن اخي ينصح له ويحب له الخير بالمعروف ينهى عن المنكر ويعينه على الخير الشرط كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه وقال جل وعلا انما المؤمنون اخوته فاصلحوا بين اخايكم. فالمؤمن اخو المؤمن دينه على الخير والدعوة اليه وينهاه عن الشد ويأخذ على يديه. كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام انصر اخاك ظالما او مظلوما. قالوا يا رسول الله نصرته مظلوما فكف انصره ظالما. قال تمنعه من الظلم فذلك نصره فنصر الظالمين العهو الاخذ بها على يديه. المسلمون اذا قاموا بهذا وتعاونوا عليه حصل لهم الخير العظيم. والعزة والكرامة وجمع الكلمة وهل في الاعداء والعافية من مكائدهم؟ ومن محاسن هذه الشريعة ايضا انها جعلت للمعاملات بين المسلمين نظاما حكيما يتضمن العدل والانصاف واقامة الحق فيما بينهم من بين محاباة لقريب او صديق. بل يجب ان يكون الجميع تحت العدل وتحت شريعة الله. لا يحابى طلبته ولا هذا لصداقته ولا هذا لوظيفته ولا هذا لغناء فقره ولكن على الجميع ان يتحرر العدل في معاملاتهم بغير الصدق واداء الامانة كما قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تاجروا اعدلوا وهو اقرب للتقوى واتقوا الله ان الله خبير بما تعملون. وقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط اي بالعدل شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والاقربين. ان يكن ان يكن غنيا او فقيرا فالله اولى بهما. فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا. وقال جل وعلا فاذا قلتم فاجروا ولو كان ذا قربى وبعهد الله اوفون فالله سبحانه وتعالى شرع للجميع يتعامل بالعدل والانصاف ويقيم الحق فيما بينهم على طريق العدل والقسط من دون محاباة لزيد او عمرو او صديق او قرين او كبير او صغير. ومن محاسن هذه الشريعة وعظمتها وصلاحها لكل امة ولكل زمان ومكان. ان علق سبحانه من معاملاتهم على جنس وجود جنس البيئي وجنس ذي جهرا ونحو ذلك من دون ان يحدد لهذه العقود الفاظا معينة خاصة حتى يتعامل كل قوم وكل امة ان بما تقتضيه عوائدهم وعرفهم ومقاصدهم ورغبتهم. وما يقتضيه النظر في العواقب. فجعل لمعاملاتهم عقودا شرعها لهم سبحانه وتعالى فلم يحدد الفاظا بل جاءها مطلقة كما شرع له في انكحتهم وطلاقهم ونفقاتهم ودعاواهم وخصوماتهم نظاما حكيما يتضمن الانصاف والعدو وان تراعى في ذلك العوائد والعنف والاصطلاحات والبينات والمقاصد والظروف والازمنة والامثلة في حدود الشريعة كاملة حتى لا لا يقضى على احد بغير حق. فقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اوفوا بالعقود. فاطلق اقل عقود. وقال جل وعلا واحل الله البيع وحرم الربا. وقال جل وعلا فان ارضان لكم فاتوا منا وجيران. وجاءت الاحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالموساقات والمزارعات والشركات والجهالات والضمانات فالاوقاف والوصايا والنكاح والطلاق والرضاء والرضاء وغير لذلك فيما يطابق ما جاء به القرآن الكريم. وهذه الانظمة التي جاء بها القرآن وصحت بها السنة انظمة واضحة استقيموا عليها امر العباد وتصلحوا لهم في كل زمان ومكان ولا تختلف عليهم بل بل يكونوا لهؤلاء عرفهم في بيعهم وشرائهم ونكاحهم وطلاقهم واوقافهم ووصاياهم وغير ذلك. وحتى لا يربط هؤلاء بهؤلاء ولا هؤلاء بهؤلاء كما قال جل وعلا تنبيها على سلام اي كسب اطيب؟ قال الرجل بيده وكل ضيع مضبوط. وقال عليه الصلاة والسلام ما اكل احد طعاما من ان يأكل من عمل يده. وكان نبي الله داود يأكل من عمل يده عليه الصلاة والسلام. الشريعة الإسلامية حبذت الكسب والعمى دعت الى هذه المعنى. هذا المعنى. وعلى احسن تنبيها على هذا المعنى وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف. يعني بالمتعارف. وقال النبي صلى الله عليه والسلام في حديث خطبته العظيمة في حجة الوداع ولهن عليكم اي للزوجات رزقهن اي كسوتهن بالمعروف. وقال جل وعلا وما حتى نبعث رسولا. باقامة الحجة وقطع قال سبحانه وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون. وقال عز وجل وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس. ما لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. فبين سبحانه وتعالى انه لابد من ذلك. ولابد من اقامة حجة حتى لا يؤخذ احد الا بعد اقامة عليه وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في هذا المعنى في كتابه اعلام الموقعين فصلا عظيما بين فيه ان الشريعة راعت عوائد الناس مفاصلهم عرفهم ولغتهم حتى تكون الاحكام والفتاوى على ضوء ذلك. فقد يكون العرف هذه البلدة وهذا الاقليم غير عرف الاقليم اخر من بلدة اخرى فقد يكون هذا الشخص من النيات والمقاصد ما ليس لشخص اخر. فيكون لهؤلاء من العوائد ما ليس للاخرين. وقد تكون ازمان لا يريد ان يفعل ان يفعل فيها ما يليق ان يفعل في الزمن الآخر. كما ان كانت دعوته في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في مكة برحالها في مدينة الاختلاف الزماني والمكاني والقوة والضعف وهذا من عظيم حكمة الله جل وعلا ورعايته لاحواله يعني وقد يقصد بعض الناس بالفاظ بيع وجيدة ما يقصد به اخرون معني اخر العقد اخر. وهكذا في الطلاق والاجارة وغير ذلك. وهكذا بعض الازمان قد يصوب فيها ما لا يشوب في بعض الازمان الاخرى. ومثل ومثل ومثل بداية بانزلة منها اقامة الحد اقامة الحد في ارض العدو اذا وجد من بعض الغزاة ما يوجب الحد في ارض العدو. فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم اقامة الحج في ارض العدو. لماذا؟ لانه قد يرضي يستولي عليه الشيطان فيترجع الدين الاسلامي لذلك ولقربه من العدو. ومن ذلك عام المجاعة. فاذا كان حال المجاعة واشتدت الحال للناس لا ينبغي القطع في هذه الحالة اذا ادعى ان الذي حمله على ذلك الضيق والحاجة وعدم تي جي عدم وجوده شيئا وقيل ارضه ويسد حاجته. لان هذه الشبهة في جواز القبر والحدود بالشبهات. ولهذا القاه عمر رضي الله عنه وارضاه في عام الرمادة بعدم وحكم بذلك رضي الله عنه وارضاه بهذه الشدة وهكذا تعتبر الهوى ثم قال كما قال الله سبحانه وتعالى فاعتبروا يا اولي الابصار. وقال تعالى فاصبر ان العاقبة للمتقين قال سبحانه بغير علم فلابد لرعاية العواقب ولهذا ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى ان الانسان اذا كان امره بالمعروف في بعض الاحيان قد يفضي الى وجود ما هو انتر من المنكر الذي يريد ان ينهي عنه فانه لا يجوز له ان ينهى عن عن المنكر في هذه الحالة اذا كان انسان ممكن يفضي الى ما هو انكر منه واشد فانك في هذه الحالة لا تنكره لان لا يقع ما هو انثوي وهذا من باب مراعاة اذا كان الانسان مثلا يشرب الخمر ولكنه اذا نهيت عن ذلك ومنعته عن ذلك ومنعته لي واشتغل بقتل الناس حينئذ يكون ترك الان كان عليه لان اسهل من كونه يتعدى على الناس بالقتل. والمقصود ان الواجب نعايته عواقب. كما تراعى كما عوائد الناس ظروفهم واحوالهم واصلهم مليئات في عقودهم وتصرفاتهم فيما بينهم. وفي اقامة الحدود وفي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في ذلك تصير المصالح ودرء المفاسد وتحسين المصالح وتحصين المصلحة والراجعة بتفويت المصلحة المرجوحة وتعطيل المفسد الكبرى بارتكاب مفسدة الصورة عند العجز عنيعا. هذه امور عظيمة جاءت بها هذه الشريعة الكاملة لا شك ان ذلك من محاسنها. ويجب على ولاة الامور وعلى كل من له تصرف في امر الناس ان يراعوها من باطل ومفت وامير وغيرهم. هذا كله من محاسن هذه الشريعة العظيمة. ومن محاسنها ايضا انها جعلت للناس الحرية في كسب الاخذ والعطاء. ويكتسب المسلم ويأخذ في حدود الشريعة هو ما قال تعالى لها ما كسبت وعليها اكتسبت. له غن ما اخذ وعليه امه كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح لان يأخذ احدكم حبه فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها فيبيعها فبها وجهه من سؤال الناس اعطوه او منعوه. فحث على الكسب وبين له خير من سؤال الناس. ولما سئل عليه الصلاة كسب والعمل وجعلت الاعاقة احق بكسبه وماله. وحرمت على الانسان دم اخيه وماله وعرضه الا بحق. وهذا كله من محاسن هذه الشريعة وعظمتها انها صانت اموال الناس واعراضهم كما صانت ابجارهم ودماءهم امرتهم بالكشف وعثتهم عليه. كما قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك. واستعن بالله ولا تعجز. فان اصابك شيء فلا تقل له لو اني فعلت لكان كذا او كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. فان لو تفتح عمل الشيطان خرجه مسلم في صحيحه حتى ذهبت اذكر ما يتعلق بعظمة هذه الشريعة ومحاسنها ورعايتها للمصالح ذات امن المعاش والمعاد لطال بنا المقام كثيرا كل هذه اشارة قليلة تكفي اللذيذة بالتعارف على عظمة هذه الشريعة ورعايتها باحوال العباد ومصالحهم في الحاضر والمستقبل. ومن لذلك ايضا ما جاء في هذه الشريعة من الامر بالتوبة. لان فيها اصلاح الماضي والعافية من شره. وقد كان من توبة بعض الماظين قد وقد كان من قلت بعض الماظيين قتلوا النفوس ورحم الله هذه الامة وجعل توبتهم الندم والاقلاع والعزيمة على عدم العودة من السيئة مع رد المضائل الى هذا من احسان الله ورحمته جل وعلا لهذه الامة. وهذا من محاسن هذه الشريعة ان جعلت لك ايها الانسان فرجا ومخرجا من ذنوبك وسيئاتك بالتوبة النصوح والاستغفار والرجوع اليه عز وجل والعمل الصالح. من محاسن الاسلام ان المذنب اذا اراد ان يستغفر لم يجعل الله عز وجل بينه وبين الاستغفار واسطة ولا وسيلة وهذا يدلنا على فضل الاسلام وانه داع الى الستر وانه داع الى العفاف فهو يدعو الى التوبة والاستغفار ويكون ذلك بين العبد وربه. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله من تأمل هذه الشريعة في مواردها ومصادرها ونظر ما جاءت به من الاحكام العظيمة العادلة والاحسان الى الخلق ورعاية الفقراء والمحاويج والصغار والكبار وغيرهم. حتى البهائم اعتادت بها الشريعة وحرمت والتعدي عليها عرف انها شريعة من حكيم حميد خبير باحوال عباده عليم بما يصرفهم. الله اكبر. فعرف ايضا انها من الدلائل القاطعة على وجوده سبحانه وتعالى وكمال قدرته وحكمته وعلمه. وعلى صدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وانه رسول الله حقا وهكذا من نظر فيما جاءت به الشريعة من دعاية في احوال العباد اغنيائهم وفقرائهم ملاكهم وعمالهم. يعني اليوم نحن نرى اه اصحاب الشهادات العليا دكاترة وخبراء يجتمعون لوضع قانون معين متعلق بالمرور ما ان يمر عليهم خمس سنوات عشر سنوات الا ويحتاجون الى تغييره هذه القوانين التي جاءت في الشريعة يتفكر العاقل لو كان هذا من عند محمد صلى الله عليه وسلم وهو لم يدرس لم يقرأ لم يكتب رجل امي كيف يضع مثل هذه القوانين العظيمة التي ذكر الشيخ بعضها وهي كلها محاسن ها هذا كله يدل على صدق نبوته وعلى حكمة الله عز وجل وانه سبحانه وتعالى خبير عليم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله من نظر فيما جاءت به الشريعة من رعايته في احوال العباد اغنيائهم وفقرائهم ملاكهم وعمالهم حكامهم ومحكوميهم افرادهم وجماعاتهم قد جميعا وجعلت لهم احكاما مبنية على المصلحة والعدالة والانصاف والاحسان والرحمة. فهذه الشريعة كلها مصالح كلها حكم كلها هدى كلها عدل كل شيء خرج من العدل الجور ومن المصلحة للعبث ومن الرحمة الى ضدها فليس من الشريعة في شيء ان نسب وان نسب اليها بالتأويل كما ذكر معنى ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في الشريعة كلها رحمة وعدل حكمة وكلها رعاية من مصالح العباد بعيدة عن العبث والظلم والمشقة. ومن تأمل ما تقدم عرف ما ما اردتم في الشق الثاني من عنوان هذه المحاضرة هو ان البشر في اشد الضرورة الى هذه الشريعة مما اشتملت عليه من المصالح العظيمة وانها ضاعت مصالح العبادة في المعاشر والمعاد. وهيئت لهم السبل التي توصلهم الى النجاة والسعادة. وبين وتعالى في كتابه ان شريعته صراط مستقيم. صراط واضح ومنهج قيم من استقام عليه نجى من عنه هلك ومن تأمل هذا حق التأمل عرف ان هذه الشريعة فسفينة نوح عليه السلام من ركبها ومن تخلف عنها غرق فهكذا هذه الشريعة العظيمة وتمسك بها واستقام عليها نجى ومن حاد عنها هلك ولا حول ولا لا قوة الا بالله. وبذلك يتضح للذين ان العباد جميعا في اشد ظرورة لهذه الشريعة. لما فيها من حل مشاكلهم ولما فيها من احكام عادلة وبما يقضيها من التوسط بين الاشتراكية الالحادية الماركسية المنحرفة وبين الرأسمالية الغاشمة فهي وسط في كل شيء وسط في اقتصادها بين اشتراكية الملحين وماديتهم وبين الرأسمالية الغاشمة التي لا اريد لها فهي وسط بين طرفين. ادوي بين الجمرين وكذلك وسط في جميع امورها. لا لا تطرف في ولا تطرف في جفاء بل هي وسط في شأنها كله هذه هي الشريعة العظيمة. فضل في الانفاق والامساك. لا اشراف لا تبذيب ولا امساك وتقتير بل هي وسط بين ذلك كما قال تعالى ولا تجعل يدك مغمورة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقول امام الامم محصورة كما قال سبحانه في صفات عباد الرحمن والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يكتموا وكان بين ذلك شرق قواما الاسلام وسطية الاسلام دليل على عظمته ودليل على محاسنه وهو في نفس الوقت دليل على كونه يجمع بين الدنيا وبين الدين كونه يجمع بين البدن وبين الروح نعم احسن الله اليكم. قال رحمه الله فمن تأمل هذا الامر وعني به عرف انها. ومصحف وسيف. عبادة وحسن معاملة جهاد واعمال صالحة. انفاق واحسان وطاعة لله عز وجل. الرسول صلى الله عليه وسلم. توبة من الماضي وعمل للمستقبل فيها وخايف فهي جمعت خير الدنيا خير الدنيا والاخرة. لا يجوز ان يفطر ديننا عن دنيانا ولا دنيانا عن ديننا. بل ديننا ودنيانا مرتبطان ارتباطا وثيقا في هذه الشريعة كما قال تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. اذا حكمتم بين الناس ان تحكموا ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميع بصيرا. فيا حاكمة على الناس كلهم على الامراء وغير يرى على الافراد وعلى الجماعات عليهم جميعا ان يكونوا تحت حكمها وتحت سلطانها في كل شيء. ومن زعم فصل الدين عن الدولة ان الدين محله المساجد والبيوت وان للدولة ان تفعل ما تشاء بما تشاء فقد اعظم على الله الذرية وكذب على الله ورسوله وغلط كالغلط. بل هذا كفر وضلال بعيد. عياذا بالله من ذلك الدولة دعوة نسمعها بين الفينة والاخرى من بني علمان ومن الليبراليين ومن المستغربين ومن المعجبين بالغرب انهم يريدون فصل الدين عن الدولة وذلك لانهم اولا لم يعرفوا حقيقة الدين ثانيا انهم ظنوا ان الدين هو عبارة عن العبادات التي تؤدى في المسجد ولم يدركوا ان حقيقة الدين هي شاملة لجميع المعاملات سواء كانت هذه المعاملات بالخارجية او الداخلية التجارية والاقتصادية الدين مرتبط بجميع العقود الدين مرتبط بجميع العقود العقود التي بين العبد وربه العقود التي بين العبد ونفسه العقود التي بين العبد والعباد العقود التي تكون بين الفرد والجماعة بين الجماعة والدولة بين الدولة والدولة وبين الدنيا والاخرة. نعم احسن الله اليكم الا رحمه الله والجميع مأمورون بالخضوع احكام الشريعة وتشريعاتها في العبادات وغيرها. ويجب على الدولة ان تكون ممثلة لحكم الشريعة سائرة تحت سلطانها جميع تصرفاتها وعلى هذا سار النبي الكريم عليه الصلاة والسلام سار اصحابه الكرام رضي الله عنهم وارضاهم وسار عليه ائمة الاسلام عن ذلك في شيء قد جعل الله هذه الشريعية روحا ونورا وحياة للناس. وبهذا تعرف انك في اشد الضرورة الى هذه الشريعة. وان البذر كلهم في ضرورة لانها الحياة لانها النور ولانها الصراط المستقيم المقبل النجاة وما عداها فظلمة وموت وشقاء. قال الله جل وعلا في كتابه العظيم او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كما يهدوا بالظلمات ليس بخارج منها فجعل من خرج عن الشريعة ميتا وجعل من هدي اليها حيا وجعل من ابى الشريعة في ظلمة وجعل من وفق لها في فوز وهدى وقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. فجعل الاستجابة لله ولرسوله حياة جعل عدم الاستجابة للموتى. ان هذه الشريعة حياة للامة وهي سعادة للامة. ولا حياة لهم ولا سعادة بدون ذلك قال عز وجل كذلك اين اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من تشاء وانك لتهدي الى صراط مستقيم. فجعل سبحانه وما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام فوقا للعباد. تحصوا به حياتهم ونورا تحشر به بصيرتهم ونجاتهم واصبرهم على الصراط المستقيم فهذه الشريعة رح للامة بها حياتها وقيامها ونصرها. وهي ايضا نون لها تدرك به اسباب نجاتها به الى الصراط المستقيم. والصراط المستقيم هو الطريق الواضح. الذي من سار عليه وصل الى النجاة. ومن حاد من حاد عنه هلك وقال سبحانه من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولا يجزي انهم اجرموا باحسن ما كانوا يعملون ان من الفرق بين حادة وحادة حاد بمعنى ماله وهنا الصواب في العبارة ومن حاد عنه اما حادة بمعنى المشاقة والمخالفة. نعم احسن قال رحمه الله الصراط المستقيم هو الطريق الواضح لمن سار عليه وصل الى النجاة ومن حاد عنه هلاك. وقال سبحانه من عمل صالحا ذكر انثى وهو مثمر فلنحيينه حياة طيبة. ولنجزينهم اجرا باحسن ما كانوا يعملون. فبين سبحا ان من عمل العمل الصالح عن ما للاحياء الله حياة طيبة سعيدة. وفي هذا اشارة الى ان حياة الكفار الذين حادوا عن الشريعة ليست حياة طيبة بل حياة خبيثة حياة ممنومة بالهموم والغموم والاحزان والمشاكل والفتن الكثيرة فهي حياة تشبه حياة البهائم ليس لاهلها هم الا شهواتهم وحبهم العاجل. فهي حياة من جنس حياة البهائم بل اسوأ واضل. لكونه لم ينتفع بما التي ميزوا بها عقبها. كما قال جل وعلا ان تحسبوا ان اكثرهم يسمعوا يسمعون ويعقلون. ان هم الا قلب اضل سبيلا. وقال جل وعلا والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكلون الانعام. النار مثلهم. هذه حياة الحاجة عن الشريعة حياة في الحقيقة هي شبيهة بالموت بعدم احساس بالواجب وعدم شعورهم بما خلقوا له من حياة بذاتها تشبه حياة البهائم بكون البهيمة لا هم لها الا شهواتها وحظها الا شهور الليل. دعواتها العاجل يعني لما تسألهم لماذا تأكل؟ يقول اكل لاعيش طيب لماذا تعيش؟ اعيش لاكل فهو عايش في دوامة لا يعرف اين يصل اليه؟ ياكل اللي يعيش يعيش ياكل حاله مثل حال البهائم نعم احسن الله اليكم. فهذا الكافر يعرض عن الشريعة ليس له هم الا الشهوات وحظه العادي. ولهذا تشبه الله اهل الايمان بالهدى بالمبصرين والسامعين من شبه من حاد في الشريعة بالاعمى والاصم. فشبه ان يوصي غير الشيعة بالحي وشبه من خالف الشريعة بالميت وبهذا نعرف ايها الاخوة ان هذه الشريعة حياة البشر وسعادة البشر والنجاة البشر في الدنيا والاخرة وانهم في اشد ضرورة لاعتناقها والتزامها والتمسك بها لان بها حياتهم ونصرتهم مناجاتهم وسادتهم في الدنيا والاخرة. ولان فيها الحكمة بين امها ان فيها الحكم بينهم بالحق والانصاف مظلومهم من ظالمهم. ولهذا كانت هذه الشريعة العظيمة اعظم شريعة واكمل وكان البشر في اشد الضرورة الى ان يعتنقون ويلتزموها ولا حل لمشاكلهم ولا سعادة ولا نجاة للمسلمين مما وقعوا فيه اليوم من التسلط والاختلاج والضعف والظلم الا بالرجوع اليها والتمسك بها والسحر على تعاليمها ومنهاجها. واسأل الله عز وجل ان يوفقنا جميعا للزك فيها والعمل بها. وان يهدينا جميعا سائر عباده بالاخذ بها. والسير على ضوءها نداء بنورها انه النوام خير. كما اسأله عز وجل ان يصلح ولاة المسلمين جميعا. امين. وان يوفقهم للتمسك بهذه الشريعة والعمل بها الحكم بها في كل شيء وان يعيدنا وان يراه بالبطالة السوء ومن دعاة الضلال انه على كل شيء قدير. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات قد انتهينا من مقرر هذا اليوم وهو كتاب عظيم اختم في ذكري خمسة محاسن من محاسن الاسلام وهي مثل الخلاصة لما سبق الاولى من محاسن هذا الدين العظيم انه يجعلك عبدا لله فانت اذا سرت على الاسلام انت عبد الله لنت عبدا للهوى ولا انت عبد للنفس ولا انت عبد للشيطان ولا انت عبد للاصنام ولا انت عبد لفلان من الملوك او من الطوائف او من غيرهم فهذه ميزة عظيمة ان الاسلام جاء ليخرجك من عبودية العباد الى عبودية رب العباد من محاسن الاسلام انه يجعلك تعرف من هو قدوتك وهو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فانت لا تتبع فلانا ولا فالنتانا ولا فلانة وانما قدوتك في حياتك في دنياك وفي اخراك هو محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يجعلك تعرف ان القدوات الاخرى انما آآ يجوز لك ان تتبعهم بقدر اتباعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم والا فالاصل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا وبينكم الا نعبد الا الله. انتم لا تعظموا عيسى فتعبدوه ونحن لا نعبد محمد صلى الله عليه وسلم وانما نعبد الله الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا فشعارات الاسلام كلها عظيمة ابتداء من التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد شهادة التوحيد شهادة الرسالة الاذان والاقامة وغير ذلك ايضا من محاسن هذا الدين العظيم انه جاء يخلص العبد من الهموم والغموم فانه يركز على قظية الايمان بالقدر ويبين لنا ما نقول اذا ما جاءنا الضجر ويأمرنا ماذا نفعل اذا احسسنا بضيق صدر كما قال جل وعلا ولقد نعلم انه يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين هذا الدين العظيم من محاسنه والله تأملت يوما في الاذكار الواردة في هذا الدين وقارنته بين الاذكار الواردة في التوراة وفي الانجيل والله يستحي العبد ان يقارن بين هذه وتلك لماذا لان الاذكار الواردة في القرآن وفي السنة شيء عظيم جدا لا يكاد يفارق العبد في اي لحظة من لحظات حياته ينام عنده اذكار يستيقظ عنده اذكار يتقلب في نومه عنده اذكار يخرج من بيته عنده اذكار يلبس عنده اذكار يركب عنده اذكار يدخل عنده اذكار يخرج عنده اذكار هذا ديني عظيم يدلك على حسنه وحسن الفاظه وعباراته وختامه مسك ختام محاسن الاسلام انه علم ونور يهدي الله عز وجل به الى ان الانسان يكون على بصيرة فالمسلم العالم بدين ربه على بصيرة يعرف لماذا وجد وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ويعرف اين المصير انا لله وانا اليه راجعون فهذا شيء عظيم هذا كله يدلنا على محاسن الاسلام والشيخ جزاه الله خيرا واكرماه واحسن مثوبته ورفع درجته في عليين قد اجاد وافاد في هذه الرسالة المباركة الملتقى ان شاء الله آآ بعد صلاة المغرب بدرسنا القادم وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين