نبدأ برسالة التي بعدها وهي رسالة المعية نعم قال رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي والصلاة والسلام على نبينا محمد وال وصحبه اما بعد فقد تكررت الاسئلة عن من يقول بان الله سبحانه حال بين خلقه حال بين خلقه ومختلط به. ليس بالتشديد حال. احسن الله اليك. نعم احسنت. بان فقد تكررت الاسئلة عن من يقول بان ان الله سبحانه وتعالى حال بين خلقه ومختلط بهم. وان ذلك هو مال المعية العامة. وشبهوا ايضا بقوله تعالى وما كنت الجانب الغربي الاية وقوله وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم. ومعنى ذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن من عندهم. وانما كان الله شعر بذاته معهم لانه في كل مكان على حد قولهم ولما كان القائل بهذا القول قد اساء الفهم وارتكب خطأ فاحشا مخالفا للعقيدة الصحيحة التي جاء بها القرآن والسنة واعتقدها سلف هذه الامة رأيت بيان الحق وايضاح ما خفي على هذا القائل في هذا الامر العظيم الذي يتعلق باسماء الله وصفاته. والله سبحانه وتعالى يوصف بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم على ما يليق بجلاله من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل كما قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وان مما ثبت في القرآن والسنة. واجمع عليه سلف الامة ان الله سبحانه فوق القه بائن منهم مستوذ على عرشه استواء يليق بجلاله لا يشابه خلقه لا يشابه خلقه لا يشابه خلقه في استوائهم وهو سبحانه معهم بعلمه لا تخفى عليه منهم خافية وهذا هو ما يدل عليه القرآن بابلغ العبارات ووضحها. وما تدل عليه السنة بالاحاديث في الصحيحة الصريحة ومن الادلة القرآنية على ان الله سبحانه وتعالى في السماء فوق خلقه مستو على عرشه قوله سبحانه اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. وقوله اني متوفيك ورافعك اليه تعرج الملائكة والروح اليه. ثم استوى على العرش اامنتم من في السماء يخسف بكم الارض؟ ام امنتم من في السماء يرسل عليكم حاصبا وقولي الرحمن على العرش استوى يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا. واما الادلة سئل السنة فقد ورد في احاديث الصحاح والحسان ما لا يحصى الا بكلفة. مثل قصة معراج الرسول صلى الله عليه وسلم الى ربه. وفي حديث الرقية وفي حديث رقية الذي رواه ابو داوود وغيره ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك امرك في السماء والارض. الحديث وقوله في حديث الاوعال العرش فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما انتم عليه. رواه احمد وابو داوود وغيرهما. وقوله في الحديث الصحيح للجارية اين الله؟ قالت في السماء قال من انا؟ قالت انت رسول الله. فقال اعتقها فانها مؤمنة. اخرجه مسلم في صحيحه الى امثال ذلك من الاحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمفيدة علما يقيني ان الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ ان الله سبحانه على عرشه وانه فوق السماء لكن وانه فوق السماء كما فطر الله على ذلك جميع الامم عربها وعجمها في الجاهلية والاسلام الا من اجتالته الشياطين عن فطرته ثم السلف في ذلك من الاقوال ما لو جمع لبلغ مائتين او الوفا ثم ليس في كتاب الله ولا في لو جمع لبلغ مائين مين؟ احسن الله اليك ما لو جمع لبلغ مئين او الوفا ثم ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا عن احد من سلف الامة لا من الصحابة ولا من التابعين لهم باحسان ولا عن الائمة الذين ادركوا زمن الاهواء والاختلاف حرف واحد يخالف ذلك لا نصا ولا ظاهرا ولم يقل احد منهم قط ان الله ليس في السماء ولا انه ليس على العرش ولا انه بذاته في كل مكان ولا ان جميع الامكنة بالنسبة اليه سواء ولا انه لا داخل العالم ولا خارجه ولا انه لا تجوز الاشارة الحسية اليه بالاصابع بل قد ثبت في الصحيح عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب خطبته العظيمة في يوم عرفات في اعظم بمجمع حضره الرسول صلى الله عليه وسلم جعل يقول الاهل بلغت؟ فيقولون نعم فيرفع اصبعه الى السماء ثم ينكبها ويقول اللهم اشهد غير مرة وامثال ذلك كثير. كما اوضح هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من اهل العلم النبي صلى الله عليه وسلم يرفع اصبعه المسبحة او السابحة الى السماء هكذا ثم يقول اللهم يشير الى الله. اللهم اشهد يعني عليهم نعم قال رحمه الله والمقصود ان هذا المعتقد الفاسد الذي تعتقد الجهمية المعطلة ومن سار على سبيل من اهل البدع من افسد المعتقدات واخبار وعظمها بلاء وتنقصا للخالق جل وعلا نعوذ بالله من زيغ القلوب. والادلة على بطلان هذا المذهب الضار كثيرة فان عقل الصحيح الفطرة السليمة من كرار ذلك. فضلا عن الادلة الشرعية الثابتة اما استدلال بعضهم بالايات المذكورة انفا فانه من ابطل الباطل حيث زعموا انه يؤخذ من الايات ان الله موجود بذاته في الارض بجانب الطول تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وقد خفي على هذا القائل ان المعية نوعان. عامة وخاصة فالخاصة بقوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. وقوله سبحانه لا تحزن ان الله معنا. وقوله انني معكما اسمع وارى واشباهها من الايات فهو سبحانه مع انبيائه وعباده المؤمنين المتقين بالنصر والتأييد والاعانة والتوفيق والتسديد الكفاية والرعاية والهداية. كما قال عز وجل فيما رواه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم اذ يقول ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله ورجله التي يمشي بها وليس معنى ذلك ان يكون الله سبحانه جوارح للعبد تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. انما المراد تسديده وتوفيقه في في جوارح العبد كلها كما تفسر ذلك الرواية كما تفسر ذلك الرواية الاخرى. حيث قال سبحانه فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش يمشي فاوضح بهذا سبحانه ان المراد من قوله كنت سمعه الى اخره توفيق توفيق توفيقه وتسديده وحفظه له من الوقوع فيما يغضبه واما المعية العامة فمعناها الاحاطة التامة والعلم وهذه المعية هي المذكورة في ايات كثيرة كقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا ورابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو معهم اينما كانوا. وقوله وقوله وهو معكم اينما كنتم وقوله فليقصن عليهم بعلم. وما كنا غائبين. وقوله وما تكونوا في شأن وما تتلوا. منهم من قرآن ولا تعملون من عمل الا ان عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. الى غير ذلك من الايات فهو جل وعلا مستو على عرشه على كيفية اللائقة بكماله وجلاله. وهو محيط بخلقه علما شهيد عليهم اينما كانوا وحيث كانوا من من من بر من بر او بحر. في ليل او نهار في بيوت والقفار للجميع في علمه على السواء وتحت بصره وسمعه فيسمع كلامهم ويرى مكانهم ويعلم سرهم ونجواهم كما قال تعالى الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون انه عليم بذات الصدور وقوله تعالى سواء منكم من اسره قولا ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارم بالنهار. وقال لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. وان الله قد احاط بكل شيء علما فلا اله غيره ولا رب سواه وقد بدأ سبحانه ايات المعية العامة بالعلم وختمها بالعلم ليعلم عباده ان المراد بذلك علمه سبحانه باحوالهم وسائر شؤونهم لا انه سبحانه مختلط بهم في بيوتهم وحماماتهم وغير ذلك من اماكنهم. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا والقول بان كيف يكون العلي الاعلى الا جلي الاول والاخر مخلوطا ومختلطا بالحوادث التي وجدت بعد وهي زائلة اذا كان وذكر العلماء انه يكره ان يسأل بوجه الله الا الجنة ما وجه ذلك؟ قالوا وجه الله عظيم فلا يسأل به الا الدائم وهو هي الجنة فكيف يقال ان الدائم سبحانه وتعالى يكون في الارض تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. نعم قال رحمه الله والقول بان معنى المعية هو اختلاطه بالخلق بذاته هو ما يقول به اهل الحلول الذين يزعمون ان معبودهم في كل مكان بذاته وينزهونه عن استوائه على عرشه وعلوه على خلقه ولم ولم يصونوه من اقبح الاماكن واقذارها قبحهم الله واخزاهم وقد تصدى للرد عليهم ائمة السلف الصالح كاحمد ابن حنبل وعبدالله ابن المبارك واسحاق ابن راهوية وابي حنيفة النعمان وغيره ومن بعدهم من ائمة الهدى كشيخ الاسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والحافظ ابن كثير وغيرهم. ومن اعظم الائمة بيانا لهذا الضلال طلال انكار علو الله عز وجل ما الفه الامام الدارمي رحمه الله في نقضه على بشر وهو كتاب عظيم لم يؤلف مثله في الاسلام نعم قال رحمه الله اذا تبين هذا فانه لا يؤخذ من قوله وهو معكم وما جاء فيما نهى من الايات انه مختلط وممتزج بمخلوقات لا ظاهرا ولا حقيقة ولا يدول لفظ مع فهذا بوجه من الوجوه وغاية ما تدل عليه المصاحبة والموافقة والمقارنة في امر في امر من الامور وهذا الاقتران في كل موضع بحسبه قال ابو عمر الطلمنكي رحمه الله تعالى اجمع المسلمون من اهل السنة على ان معنى قوله تعالى ومعكم اينما كنتم ونحو ذلك من القرآن انه وعلمه وان الله تعالى فوق السماوات بذاته مستو على عرشه كما نطق به كتابه وعلماء الامة واعيان الائمة من السلف لم يختلفوا ان الله تعالى على عرشه فوق سماواته. وهذه الشهادة من عالم من علماء المالكية المتبعين للسنة نعم وقال ابو نصر السجي ائمتنا كسفيان الثوري ومالك وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة والفضيل وابن المبارك واحمد واسحاق متفقون على ان الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان. وقال ابو عمر ابن عبد البر رحمه الله اجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم الذي حمل عنهم التأويل. قالوا في تأويل قوله تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم الاية وهو على العرش وعلمه في كل مكان وما خالفهم في ذلك احد يحتج بقوله. وقال المعية لا يوجد عالم سلفي واحد يفهم من ايات المعية انه سبحانه وتعالى بذاته في المخلوقات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا من الذي فهم هذا الفهم الذي فهم ان ايات المعية تدل على ان الله في المخلوقات هم الحلولية هم الذين فهموا الحلول تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا نعم قال رحمه الله قال الحافظ ابن كثير رحمه الله على قوله تعالى وهو معكم اينما كنتم الله بما تعملون بصير اي رقيب شهيد على اعمالكم حيث كنتم اين كنتم انتم من بر او بحر في ليل او نهار في البيوت او في القفار الجميع في علمه على السواء وتحت بصره وسمعه فيسمع كلامكم ويرى مكانكم وينه اجواءكم كما قال تعالى الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون انه عليم بذاته في الصدور. وقال تعالى سواء منكم من اسر القول او من جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار فلا اله غيره ولا رب سواه. قال في تفسير الى اية سورة المجادلة ما يكون من نجوى ثلاثة اي من سر ثلاثة والا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر له معهم اينما كانوا اي مطلع عليهم يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم. ورسله ايضا مع ذلك تكتب ما يتناجون ما يتناجون مع علم الله به وسمعه له كما قال تعالى الم يعلموا ان الله يعلم سرهم ونجواهم وان الله علام الغيوب. وقال تعالى هم يحسبون ان انا لنسمع شرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون. ولهذا حكى غير واحد الاجماع على ان المراد بهذه الاية معية علمه ولا شك في ارادة ذلك ولكن سمعوا ولكن سمعه ايضا مع علمه محيط بهم وبصره نافذ فيهم فهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه لا يغيب عنه من امورهم شيء. وكلام السلف في هذا المقام اكثر من ان يحصى. والمقصود بيان ان هذا المعتقد هو القول بان بذاته في كل مكان وان معنى قوله وهو معكم انه معهم بذاته وانه لا تجوز الاشارة اليه قول في غاية السقوط والبطلان كما هو جلي من الادلة الكثيرة الصريحة التي سبق ذكر بعضها وواضح بطلانه من اجماع اهل العلم الذي نقله عنهم من سبق ذكره من الائمة ويتضح ان القائلين بالحلول اعني حلول الله سبحانه بين خلقه وبذاته ومن قال بقولهم قد جاءنا بالصواب وابعد النجا وقالوا على الله خلاف الحق وتأولوا الايات الواردة في المعية على غير تاويلها الذي قاله اهل العلم نعوذ بالله من الخذلان ومن القول على الله علم ونسأله الثبات على الحق والهداية الى سبيل الرشاد انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه الحمد لله آآ ايات المعية التي جاءت في كتاب الله جل وعلا كلها تدل كما ذكر الشيخ على عظيم علم الله جل وعلا وعظيم سمعه سبحانه وتعالى وعظيم بصره ونافذ قدرته سبحانه وتعالى وعنايته بالمؤمنين ورحمته سبحانه وتعالى بالتائبين والصابرين والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات