وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه نكتفي بهذا القدر ان شاء الله الملتقى غدا باذن الله عز وجل وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اه ننتقل الى الرسالة التي بعدها وهي بعنوان فضل الجهاد والمجاهدين وهذه الرسالة الفها الشيخ رحمه الله ابان الثمانينات من القرن الماضي. نعم قال رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي امر بالجهاد في سبيله ووعد عليه الاجر العظيم والنصر المبين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. القائل في كتابه الكريم. وكان حقا عليهم نصر المؤمنين واشهد ان محمدا عبده ورسوله وخليله افضل اصدق المناضلين وانصح العباد اجمعين صلى الله عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين وعلى اصحابه الكرام الذين باعوا انفسهم لله وجاهدوا في سبيله حتى اظهر الله بهم الدين واعز بهم المؤمنين واذل بهم الكافرين رضي الله عنهم واكرم مثواهم وجعلنا من اتباعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فان الجهاد في سبيل الله من افضل القربات ومن اعظم الطاعات بل هو افضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض وماذا الا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين واعلاء كلمة الدين وقمع الكافرين والمنافقين وتسهيل انتشار الدعوة الاسلامية بين العالمين واخراج العباد من الظلمات الى النور ونشر محاسن الاسلام واحكامه العادلة بين الخلق اجمعين وغير ذلك من المصالح الكثيرة والعواقب الحميجة للمسلمين وقد ورد في فضل فضل المجاهدين من الايات القرآنية والاحاديث النبوية ما يحفز الهمم العالية ويحرك كوامر النفوس للمشاركة في هذا السبيل والصدق في جهاد رب العالمين وهو فرض كفاية على المسلمين اذا قام به من يكفي سقط عن الباقين وقد يكون في بعض الاحيان من الفرائض العينية التي لا يجوز للمسلم التخلف عنها الا بعذر شرعي كما لو استنفره الامام حصر بلده العدو او كان حاضرا بين الصفين. والادلة على ذلك من الكتاب والسنة والمعلومة. ومن ورد في فضل الجهاد والمجاهدين من الكتاب المبين قوله تعالى ينشروا خفافا وثقالا وجاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. لو كان على قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون الانفس والله يعلم انهم لك وان عفا الله عنك لما ذلت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين. لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم والله عليم بالمتقين انما يستأجرك الذي واليوم الاخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون. ففي هذه الايات الكريمات يأمر الله عباده المؤمنين ان ينفروا الى الجهاد زفافهم وثقالا اي شيبا وشبابا. ونجاهد باموالهم وانفسهم في سبيل الله. يخبرهم عز وجل بان ذلك خير له في الدنيا والاخرة ثم يبين سبحانه هذا ولا هم عن الجهاد وسوء نيتهم وان ذلك هلاك لهم بقوله عز وجل لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوه ولكن بعدت الشق الاية ثم يعاتب نبيه صلى الله عليه وسلم كتابا لطيفا على اذنه لمن طلب التخلف على الجهاد بقوله سبحانه عفا الله عنك لما ويبين عز وجل ان في عدم الاذن لهم ان وفضيحة للكاذبين. ثم يذكر عز وجل ان المؤمن بالله واليوم الاخر لا يستأذن في ترك الجهاد بغير عذر شرعي لان ايمانه الصادق بالله واليوم الاخر يمنعه من ذلك يحفزه للمبادرة الى الجهاد والنفير من اهل مع اهله. ثم يذكر سبحانه ان الذي يستأذن في ترك جهاده هو عادم الايمان بالله واليوم الاخر المغتاب فيما به الرسول صلى الله عليه وسلم. وفي ذلك اعظم حث وابلغ تحريض على الجهاد في سبيل الله وتمثيله من التخلف عنه وقد قال تعالى في فضل المجاهدين ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن. ومن اوفى بعهده من الله الذي بايعتم به ذلك هو الفوز العظيم ففي هذه الاية الكريمة الترغيب العظيم في الجهاد في سبيل الله عز وجل. وبيان ان المؤمن قد جعل الله عز وجل وانه سبحانه قد تقبل هذا وجعل ثمنه لاهل الجنة وانهم يقاتلون في سبيله فيقتلون ويقتلون ثم ذكر سبحانه انه وعدهم بذلك في اشرف الكتب واعظمها التوراة والانجيل والقرآن سبحانه انه لا احد اوفى بعده من المؤمنون الى وعد ربهم يبذل السلعة التي اشتراها السلعة التي اشتراها منهم وهي نفوسهم واموالهم وفي سبيله سبحانه عن اخلاص وصدق وطيب نفس حتى يستوفوا اجرهم كامل في الدنيا والاخرة ثم يأمر سبحانه والمؤمنين ان يستبشروا بهذا البيع بما فيه من الفوز العظيم والعاقبة الحميدة والنصر للحق والتأييد وجهاد الكفار والمنافقين واذلالهم ونصر اوليائه عليهم وافساح الانتشار الدعوة الاسلامية في ارجاء المعمورة. وقال عز وجل يا ايها الذين امنوا هل اجدكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم؟ تؤمنون الله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن. ذلك الفوز العظيم. واخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب. وبشر المؤمنين. في هذه الآيات في هذه الآيات الكريمة الدلالة من ربنا عز وجل على ان الايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله هو التجارة العظيمة المنجية من العذاب الاليم يوم القيامة. ولذلك واكمل تشويق الى الايمان والجهاد. ومن المعلوم ان الايمان بالله ورسوله يتضمن توحيد الله واخلاص العبادة له سبحانه. كما اداء ادخل بذلك الجهاد في سبيل الله بكونه من اعظم الشعائر الاسلامية ومن اهم الفرائض ولكونه انه خصه بالذكر العظيم بالذكر خصه بالذكر بعظم شأنه وللترغيب فيه بما يترتب عليه من المصالح والعواقب الحميدة التي سبق بيان الكثير منها. ثم ذكر سبحانه ما وعد الله به المؤمنين المجاهدين من المغفرة والمساكن والمساكن الطيبة في دار الكرامة ليعظم شوقهم الى الجهاد وتشتد رغبتهم فيه. اليه ويسارع في مشاركة القائمين به ثم اخبر سبحانه ان من ثواب المجاهدين شيئا معجلا يحبونه وهو نصر الاعداء والفتح القريب على المؤمنين وفي ذلك غاية التشويق والترغيب ولا يأتي بفضل الجهاد والترغيب في بيان فضل المجاهدين كثيرة جدا. وفيما ذكرنا وفيما ذكر سبحانه في هذه الايات التي سلف ذكرها ما ايش؟ فيها غفور رحيم ولا يأتي في هذا المعنى كثيرا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة تزوا الهمم ويحركوا النفوس الى تلك المطالب العالية والمنازل الرفيعة والفوائد الجليلة والعواقب الحميدة والله المستعان. اما الاحاديث الواردة في فضل الجهاد مجاهدين والتحذير من تركه والاعراض عنه فهي اكثر من ان تحصى واشهر من ان تذكر ولكن نذكر طرفا يسيرا ليعلم المجاهد الصادق شيئا مما قاله نبيه ورسوله الكريم عليهما ربه افضل الصلاة والتسليم في فضل الجهاد ومنزلة اهله ففي الصحيحين عن سعد بن سعد رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه في يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع صوت احدكم الجنة خير من الدنيا وما عليها. والروحة يروحها العبد في سبيل الله. او الغدوة خير من الدنيا وما عليها. وعن ابي هريرة رضي الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المجاهد في سبيل الله والله اعلم بما يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم تكفل الله بالمجاهد في سبيله توفاه ان يدخله الجنة او يرجعه سالما مع اجر او غريمة. اخرجه مسلم في صحيحه. وفي لفظ له تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه الا الجهاد في سبيله وايمان بي وتصديق برسلي. فهو علي ظالم ان ادخله الجنة. او ارجعه الى مسكنه الذي خرج منه نائلا منال من اجل او غنيمة. وعن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مكلوم يكلم في سبيل الله الا جاء يوم القيامة. وكلمه يجني. اللون لون الدم والريح ريح المسك متفق عليه وعن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاموالكم وانفسكم والسنتكم الله احمد والنسائي وصححه الحاكم. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سير اي العمل افضل؟ قال ايمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا؟ قال الجهاد في سبيل الله. قيل ثم ماذا قال حج مبرور؟ حج مبرور. وعن ابي عبس ابن جبر رضي الانصاري رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اخبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسه النار. رواه البخاري في صحيحه. وفيه ايضا عن ابي هريرة رضي الله عنه انه وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه به مات على شعبة من نفاق. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا تبايعتم بالعينة واخذتم اذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم جالس سلط الله عليكم لا ينزعه شيء حتى ترجعوا الى دينكم. رواه احمد وابو داوود وصححه ابن القطان. وقال الحافظ في بلوغ رجاله ثقات. والاحاديث في فضل جهاد المجادل وبيان ما اعد الله للمجاهدين الصادقين من المنازل العالية والثواب الجزيل وفي الترهيب من ترك الجهاد والاعراض عنه كثير جدا وفي الحديثين الاخرين وفي الحديثين الاخرين وما جاء في معناهم الدلالة على ان عن الجهاد وعدم تحديث النفس به من شعب النفاق وان عنه بالتجارة والزراعة والمعاملة معاملة ربوية من اسباب ظل المسلمين وتسليط الاعداء عليهم كما هو الواقع وان ذلك لا ينزع عنهم حتى يرجعوا الى دينهم بالاستقامة على امرهم والجهاد في سبيله. فنسأل الله ان يمن على المسلمين جميعا بالرجوع الى دينه ان يصلح قادتهم ويصلح لهم البطانة ويجمع كلمتهم بالحق ويوفقهم جميعا ويثقف في الدين والجهاد في سبيل رب العالمين حتى يعزهم الله ويرفع عنهم الذل انه ولي ذلك والقادر عليه. امين المقصود الجهاد جهادان وجهاد دفع منهما جميعا هو تبليغ دين الله ودعوة الناس اليه واخراج من ظلمات من الظلمات الى النور واعلاء دين الله في ارضه وان يكون الدين كله لله وحده. كما قال عز وجل في كتابه الكريم في سورة البقرة وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله. وقال في سورة الانفال الطلب وجهاد للدفع جهاد الطلب هو السعي وراء اعداء الدين الصادين عن دين الله عز وجل في عقر دارهم. هذا يسمى جهاد طلب واما جهاد الدفاع فهو ان الكفار يهاجمون المسلمين او بلادهم او اموالهم ويطلب المسلمون الدفاع عن بلادهم واوطانهم نعم قال رحمه الله قال في سورة الادفال وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكونون الدين كله لله. وقال عز وجل في سورة التوبة فاذا انسلخ الاشهر الحرم فقاتلوا المشركين حتى وجدتموهم احصروهم واقعدوا لهم كل مرصد. فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فصلوا سبيلهم ان الله فاذا فعلوا ذلك اموالا الا بحق الاسلام وحسابهم على الله عز وجل. متفق على صحته من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. اقاتل الناس الالف واللام فيه ليس باستغراق بدلالة ان المرأة الكافرة لا تقاتل الراهب الذي لا يقاتل لا يقاتل واطفال المشركين لا يقاتلون اذن المقصود اقاتل الناس اه المقصود به الخصوص وهم الذين يصدون عن دين الله عز وجل فهذا الحديث مرتا اقاتل الناس هو في جهاد الطلب طلب من؟ طلب الصادين عن دين الله نعم وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امرت من قتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله فاذا قالوها عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله وفي صحيح مسلم عنه ايضا رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله ويؤمنوا بي بما جئت به. وفي صحيح مسلم ايضا عن طارق رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وحد الله كفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل. ولا حديث في هذا المعنى كثيرا وفي هذه الايات الكريمات والاحاديث الدلالة الظاهرة على وجوه جهاد الكفار والمشركين وقتال وقتالهم بعد البلاغ والدعوة للاسلام ونصرانهم على الكفر حتى يعبدوا الله وحده ويؤمنوا برسوله صلى الله عليه وسلم اتبعوا متاعي وانه لا تحرم دماؤهم ولا اموالهم الا بذلك. وهي تعم جهاد الطلب وجادت الدفع. وجهاد الدفاع ولا يستثنى من ذلك الا ينتزع بالجزية بشروطها اذا كان من اهلها عملا بقول الله عز وجل قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر. ويحرمون ما حرم الله ورسوله ولا القنوات ديال الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدهم وهم يهاجرون. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه اخذ الجزية عن مجوس هجر فهؤلاء الاصناف الثلاثة من الكفار وهم اليهود والنصارى والمجوس ثبت بالنص اخذ الجزية منهم. والواجب ان يجاهدوا فالواجب ان يجاهدوا اوقاتهم مع القدرة حتى يدخلوا. فالواجب ان يجاهدوا ويقاتلوا مع القدرة حتى في الاسلام او يؤدوا الجزع يدهم وهم صاغرون اما غيرهم فالواجب قتالهم حتى يسلموا في اصح قول العلماء لان النبي صلى الله عليه وسلم قاتل العرب حتى دخلوا في الا افواجا ولم يطلب منهم الجزية ولو كان قصدها ولو كان اخذها منهم جائزا تحفر به الدماء لهم ولو وقع ذلك ولو وقع ذلك لنبطل. وذهب بعض اهل العلم الى جواز اخذها من جميع الكفار وحديث بريدة المشهور في حديث في ذلك المخرج في صحيح مسلم والكلام في هذه المسألة وتخفيض الخلاف فيها وبيان الادلة المقصودة في كتب اهل العلم من اراد وجده الكفار الصحيح من اقوال اهل العلم ان الكفار كلهم ما عدا الموجودين في جزيرة العرب يدعون الى احد ثلاثة امور اما مسالمة الاسلام ودفع الجزية لهم على هذه المسالمة. واما الدخول في الاسلام واما القتال نعم او الله او يستثنى من الكفار في القتال النساء والصبيان والشيخ الهرم ونحوه ممن ليس من اهل ممن ليس من اهل التتام ما لم يشاركوا فيه فان شاركوا فيه وساعدوا عليه بالرأي والمكينة قتلوا كما هو معلوم من الادلة الشرعية فقد كان الجالس الاسلامي على اطوار ثلاثة هذا الاستثناء دليل على ان قتال الكفار ليس لمجرد كفرهم كما قد يظنه بعض الناس والا فالمرأة الكافرة كافرة والشيخ الهرم كافر والراهب كافر وصاحب الصومعة كافر فلماذا لا يقتلون اذن نحن لا نقتل الكافر لمجرد كفره وانما نقتله لعدوانه. نعم. رحمه الله قد كان الجهاد في الاسلام على اقوال ثلاثة القول الاول في ذلك من غير الزام لهم كما في قوله سبحانه اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير القديم طور الاباحة طور الاباحة باصطلاح الفقهاء. نعم الطور الثاني ام الامر بقتال من قاتل ابن المسلمين والكف عن من كف عنهم وفي هذا النوع نزل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرسل من الغيب. وقوله تعالى وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن وشاء فليكفر. وقوله تعالى وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا الله لا يحب المعتدين. وبقول جماعة من العلم في قول جماعة من اهل العلم وقوله تعالى في سورة النساء ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منه اولياءه حتى يهاجروا في سبيل الله. فان تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا الذين يصلون الى قوم بينكم وبينهم ميثاق صدورهم ان يقاتلوكم او يقاتلوا قومهم. ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقد قتلوكم فان اعتزلوكم فلم يقاتلوكم والقوا اليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا. والاية بعده الطور الثالث زيادة المشركين مطلقا وغزوهم في بلادهم حتى لا تكون فتنة ان يكون الدين كله لله ان يعم الخير لاهل الارض ليعم الخير اهل الارض وتتسع رقعة الاسلام من طريق التعازي دعاة الكفر والالحاد وينعم العباد بحكم الشريعة العادلة وتعاليمها السمحة وليخرجوا بهذا الدين القومي من ضيق الدنيا يا سعة الاسلام ومن عبادة الخلق الى عبادة القالق سبحانه ومن ومن ظلم الجبابرة الى عد الشريعة واحكامها الرشيدة. وهذا هو الذي الاستسلام. وتوفي عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وانزل الله فيه قوله عز وجل في سورة براءة وهي من اخر ما نزل فاذا انسلخ الاشهر الحرم كل المشركين حيث وجدتموهم وقوله سبحانه في سورة الانفال قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فالاحاديث السابقة كلها تدل على هذا القول وتشهد بالصحة فذهب بعض اهل العلم الى ان الطور الثاني وهو القتال من قاتل المسلمين الكف عن من كف عنهم قد نسخ. لانه كان في حال ضعف المسلمين فلما قواهم الله كثرة وكثر معدتهم امروا بقتال من قاتلهم ومن لم يقاتلهم حتى يكون الدين كله لله وحده او او يؤدوا الجزية ان كان كانوا من اهلها. وذهب اخرون من اهل العلم الى ان الثورة الثانية بالمنسخ بل هو باق يعمل به عند الحاجة اليه فالى قول لا عدو للقتال وجاهدوا في سبيل الله فعلوا ذلك عملا باية التوبة ما جاء في معناها اما اذا لم يستطيعوا ذلك فاننا نقاتلون من قاتلهم اعتدى عليهم ويكفون عن من كف عنهم عملا باية النساء ورد في معناها وهذا القول اصح هو اولى من القول بالنسخ وهو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. وبهذا يعلن وبهذا يعلم كل من له ادنى بصيرة قول من قال من كتاب العاصي وغيرهم ان الجهاد شرع للدفاع فقط قول غير صحيح والادلة التي ذكرنا التي ذكرنا وغيرها تخالف وانما تخالفه. انما الصواب هو ما ذكرنا من التفسير كما قرأ ذلك اهل العلم والتحقيق. ومن تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة اصحابه رضي الله عنهم في جهاد المشركين اتضح له ما ذكرنا وعرف مطابقة ذلك من ايات والاحاديث والله الموفق والله ولي التوفيق بعض الكتاب يزعمون ان الجهاد في الاسلام انما هو جهاد دفع فقط يعني الكفار اذا اعتدوا عليه نعتدي عليه طيب افرض ان الكافر يصد المسلمين عن نشر الدين في بلاده ويعتدي على المسلمين في بلاد. الا نطالبه هذا هو جهاد الطلب. هؤلاء الكتاب المعاصرون انكروا هذا النوع. نعم قال رحمه الله وجوب وجوب الاعداد للاعداء وقد الله سبحانه بعباده المؤمنين ان يعدوا للكفار ما استطاعوا ان يؤمنوا القوة وليأخذوا حذرهم كما في قوله عز وجل واعدوا لهم ما استطعتم من قوة وقوله سبحانه خذوا حذركم وذلك يدل على وجوب العناية بالاسباب والحذر من مكائد الاعداء ويدخل في ذلك جميع انواع الاعداد المتعلقة بالاسفل جميع وسائل وسائل المعنوية وتدريب المجاهدين في على انواع الاسلحة وكيفية استعمالها وتوجيههم الى كل ما يعينهم على اجتهاد عدوهم وسلامة مكائده. البحر في الاحوال ان الله سبحانه اطلق الامر بالاعداد واخذ الحذر ولم يذكر انواعا دون نوع ولا حالا دون حال وما ذلك الا لان الاوقات تختلف ولا ستتنوع والعدو ويكثر ويضعف في اقواه. والجهاد قد يكون ابتداء وقد يكون دفاعا فلهذه الامور وغيرها اطلق الله سبحانه الامر بالاعداد واخذ بالحذر. واخذ الحذر ليجتهد قادة المسلمين واعيانهم ومفكرون في اعداد ما سيقدمون من قوة بقتال اعدائهم وما يرونه من المكيدة في ذلك. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال الحرب خدعة ونهى ان الامام معناه ان الخصم قد ان الخصم قد يدرك من خصمين بالمكر والخديعة في الحرب. وما ما لا يدركه بالقوة والعدل. وذلك جربوا المعروف وقد وقع في يوم الاحساب من خديعة المشركين واليهود والكيد لهم على يد نعيم بن مسعود رضي الله عنه باذن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان من اسباب الكافرين وتفريغ شملهم واختلاف كلمتهم واعجاز المسلمين ونصرهم عليهم. وذلك من فضل الله ونصر لاوليائهم ومكري لهم. كما قال الله عز وجل ويمكرون الله والله خير المكين. في ذوي البصائر ان الواجب انثال امر الله والاعداد لاعدائه وبذل الجهود في الحيطة في الحيطة والحذر واستعمال كل ما امكن من الاسباب المباحة الحسية والمعنوية مع الاخلاص لله والاعتماد عليه والاستقامة على دينه وسؤاله المدد والنصب وهو سبحانه وتعالى الناصب لاوليائه والمعين وهم اذا ادوا حقه ونفذوا امره وصدقوا وصدقوا في جهلهم وقصدوا بذلك في علاية الوجه اظهار دينه وقد وعده الله بذلك في كتابه الكريم واعلمهم ان النصر من عنده يثق به ويعتمد عليه مع القيام بجميع الاسباب قال تعالى يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. وقال سبحانه وتعالى حقا علينا ان ننصر المؤمنين. وقال عز وجل ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوم عجيب. الذي مكناهم في الارض واقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور. وقال عز وجل وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما الذين من قبلهم يمثلن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا الاية. وقال تعالى وان تصبروا تقول لا يضركم كيدهم شيئا ان الله بما يعملون الخير. وقال سبحانه اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مرقدين. وما جعله الله الا بشرى تطمئن قلوبكم به ومن نصر الله من عند الله ان الله عزيز حكيم وقد سبق في هذا المعنى اية سورة الصف وهي قوله تعالى يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم؟ تؤمنون بالله ورسوله تجاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحت الانار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم اخرى تحبونها نصر من الله فتح قريب مبشر المؤمنين والايات في هذا المعنى كثيرة. الواجب على ولاة امر المسلمين ان يهيئوا ما يسمى اليوم بوزارات الدفاع ان يهيئوهم ويعدوهم اعدادا طيبا مباركا يقدر على الدفاع عن اعراض المسلمين وعن اوطان المسلمين ويقدر على الدفاع عن المسلمين وطلب اعداء الدين اينما يكونون. هذا واجب على ولاة الامر و الاعداد اعداد العدة للقتال والجهاد هذه من واجبات ولاة امر المسلمين نعم قال رحمه الله ولما قام سلف من الصالح بما امرهم الله بهم ورسوله وصبروا وصدقوا في جهاد عدوهم نصرهم الله وايدهم وجعلهم العاقبة عاقلة عددهم اضغط يا اعدائي كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله واللهم الف ينصركم الله فلا غالب لكم ياخدوكم ما تغير المسلمون وتفرقوا ولم يستقيموا على تعاليم ربهم واثر اكثرهم اهواءهم اصابهم الذل فتسلط الاعداء وتسلط الاعداء ما لا يخفى على احد وما ذاك الا بسبب الذنوب والمعاصي والتفرق والاختلاف وظهور الشرك والبدع والمنكرات في غلب البلاد وعدم تحكيم اكثرهم الشريعة كما قال الله سبحانه وما اصابكم من مصيبة مما كسبت ايديكم ان الله لم يكن غير النعمة انعم على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم. وقال عز وجل ظهر الفساد في البر والبحر بما تبي تؤيد الناس يؤذي قوم بعض الذين عملوا لعلهم يرجعون. ولما حصل من الرماة ما حصل الذي امرهم النبي صلى الله عليه بلزومه جرى بسبب ذلك على المسلمين من القتل والجراح والجراح والهزيمة ما هو معلوم. فلما سكن المسلمون ذلك انزل الله قوله تعالى اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير. ولو ان احدا يسلم من المعاصي وعاقبة وفيما لسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام يوم احد وهم خير اهل الارض يقاتلون في سبيل الله ومع ذلك جرى عليه ما جرى بسبب معصية التي كانت الان تأويه. لا عن قصد للمخالفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتهاون بامره. ولكنهم لما رأوا هزيمة المشركين ظنوا ان الامر قد انتهوا ان الكراسة لم يبقى لها حاجة وكان الواجب عليه من يلزم الموقف ان يلزموا الموقف حتى يأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم بتركه ولكن الله سبحانه وقد قدرت ما قدر وقضى وما قضى لحكمة بحكم بالغة واسرار عظيمة ومصالح كثيرة قد بينها في كتابه سبحانه وعرف المؤمنون وكان ذلك من الدلائل على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وانه رسول الله حقا وانه بشر يصيبه ما يصيب بشر من الجراح والالام ونحو ذلك وليس باله يعبد وليس مالكا للنصب النصر بيد الله سبحانه ينزله على من يشاء من عباده. انزله على من يشاء ولا سبيل لاستعادة المسلمين لمجدهم السالف واستحقاقهم والنصر على عدوهم الا برجوع الى دينهم والاستقامة عليه وموالاة من والاة وموالاة من والاهم من عداوة وتحكيمهم شرع الله سبحانه في امورهم كلها واتحاد كلمتهم على الحق وتعاونهم على البر والتقوى. كما قال الامام ما لك بن انس رحمة الله عليه لن يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها. وهذا هو قول جميع اهل العلم والله سبحانه وتعالى انما اصلح اول هذه الامة باتباع شرعه الاعتصام بحبله والصدق في ذلك والتعاون عليه ولا صلاح لاخره الا بهذا الامر العظيم خذوا الرباط والحراسة في سبيل الله الرباط هو الاقامة في الفضول وهي الاماكن التي يخاف يخاف على اهلها من اعداء الاسلام المرادف والمقيم فيها المعد المعد للجهاد في سبيل الله والدفاع عن دينه واخوانه والمسلمين. وقد ورد في فضل مرابط والحراسة في سبيل الله احاديث كثيرة. اليك ايها الاخ المسلم بالباطل في سبيل الله طلبا منها من كتاب الترغيب والترهيب لحافظ المنذري ما يسمى اه مرابطة الجنود في الحدود مرابطة الجنود في الحدود لا سيما الحدود التي يخشى منها دخول الكفار وتسلل الاعداء نعم قال رحمه الله عن ساري بن سعد رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها. وموضع صوت احدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها. والروحة يروحها العبد في سبيل الله او الغدوة خير من الدنيا وما عليها. رواه البخاري ومسلم والترمذي وغيره غيرهم رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وان مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله واجبوا اجري عليه رزقه وامن من الفتان رواه مسلم واللفظ له الترمذي والنسائي والطبراني وزاد وبعث يوم القيامة شهيدا اي بمعنى ان آآ المرابط في سبيل الله اذا مات فانه لا يسأل في قبره. نعم وعن فضيلة ابن عبيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل ميت يختم على عمله الا المرابط في سبيل الله فانه اني له عمله الى يوم القيامة. ويؤمن ويؤمن من فتنة القبر رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن سيره الحاكم وقال شرط مسلم وابن حبان جمعية رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المجاهد من جاهد نفسه لله عز وجل وهذه الزيادة في بعض نسخ الترمذي وعلي ابي الدرداء رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم انه قال رباط شهر خير من صيام داه ومن مات مرابضا في سبيل الله امن الفزع الاكبر عليه يوليها برزقه من الجنة. ويجرى عليه ويجري عليه اجر المرابط حتى يبعثه الله عز وجل. روى القبراوي والرواة عيسى رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ينقطع عن صاحبه الا الروابط في سبيل الله فانه ينوي له عمله ويجرأ ويجري عليه رزقه الى يوم القيامة وهو ورواة احدهما ثقات. وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال من مات مرابطا في سبيل الله اجري عليه الصالح الذي كان يعمل. واجري عليه رزقه وامن من الفتان وبعثه الله يوم القيامة امنا من الفزع الاكبر. رواه ابن ماجة. الطبراني في الاوسط اطول منه وقال فيه والمرابط اذا مات في سبيل رباطه كتب له اجره كتب له اجر يوم القيامة. وغلي عليه ريحا برزقه. ويزود سبعين او وقيل له قف اشفع الى ان الى ان يفرغ من الحساب واسناده متقارب وعن ابن عباس رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باءت تحرس في سبيل الله. رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب وعن انس بن مالك رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عيناي لا تمثهم النار ابدا عين باتت تكلأ في سبيل الله وعين بكت من خشية الله رواها ابو يعلى قوة سقالة الطبراني في الاوسط الا الا انه قال عينان لا تريان النار وعثمان رضي الله عنه انه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حرس ليلة افضل من الف ليلة يقام ليلها ويصام نهار رواه الحاكم وقال الاسناد. والاحاديث في هذا المعنى كثيرة وارجو ان يكون فيه ما ذكرناه كفاية الراغب في الخير. ونسأل الله ان يوفق المسلمين للفقه في دينه وان يجمعهم على الهدى وان يوحدوا صفوفهم وكلمتهم على الحق وان يمن عليهم بالاعتصام بكتاب وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وتحكم شريعة التحاكم الاجتماعي على ذلك والتعاون عليه انه جواد كريم صلى الله