قال الحافظ ابن كثير في تفسيره ولهذا قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. اي الذي اذا حرم الشيء فهو الحرام. وما حل له فهو الحرام. وما شرعه اتبع وما حكم ومن تحت ولايتهم عذاب الله في الدنيا والاخرة وان يعتبروا بما وهذا الخطاب موجه لمن يسمى اليوم بمجالس الشورى او المجالس البرلمانية او مجالس نيابية عليه من يتقوا الله سبحانه وتعالى ننتقل الى الرسالة الثالثة المقررة اليوم وهي بعنوان وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه. نعم قال رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اله الاولين والاخرين ورب ورب الناس اجمعين مالك الملك الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم كن له كفوا احد واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه بلغ رسالته وادى الامانة وجاهد في الله حق جهاده وترك امته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. اما بعد فهذه رسالة موجزة ونصيحة لازمة في وجوب التحاكم الى شرع الله والتحذير من التحاكم الى غيره كتبتها لما رأيت وقوع بعض وقوع بعض الناس في هذا الزمان في تحكيم غير شرع الله والتحاكم الى غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من العرافين والكهان وكبار عشائر البادية ورجال القانون الوضعي واشباههم جهلا من بعضهم لحكم عملهم ذلك ومعاندة ومحادة لله ورسوله من اخرين. وارجو ان تكون نصيحتي هذه معلمة ومذكرة للغافلين وسببا في استقام في استقامة عباد الله على صراط مستقيم قال تعالى وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين وقال سبحانه واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه. والله المسؤول سبحانه ان ينفع بها ويوفق المسلمين عموما بالتزام شريعته وتحكيم كتابه واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ايها المسلمون لقد خلق الله الجن والانس لعبادته. قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. قال وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه بالوالدين احسانا. قال واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وعن معاذ ابن جبل آآ وبالوالدين احسانا وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه قال كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال يا معاذ اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد الله قلت الله ورسوله اعلم قال حق الله على العباد ان اعبدوه ولا يشركوا به شيئا. وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا. قال قلت يا رسول الله افلا ابشر الناس؟ قال لا تبشرهم فيتكلوا. رواه البخاري ومسلم. وقد فسر العلماء رحمهم الله العبادة بمعاني متقاربة من اجمعها ما ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اذ يقول العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال والباطنة وهذا يدل على ان العبادة تقتضي الانقيادة التامة لله تعالى امرا ونهيا واعتقادا وقولا وعملا وان تكون حياة المرء قائمة على شريعة الله يحل ما احل الله ويحرم ما حرم الله ويخضع في سلوكه واعماله وتصرفاته كلها لشرع الله متجردا من حظوظ نفسه ونوازع هواه يستوي في هذا الفرض والجماعة والرجل والمرأة فلا يكون عابدا لله من خظع لربه في بعظ جوانب حياته وخضع هل المخلوقين في جوانب اخرى؟ وهذا المعنى يؤكده قول الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وقوله وقوله سبحانه افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون وظهروا يعني ان ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. هذا الحديث ضعفه بعض اهل العلم وحسنه واخرون وممن حسنه الحافظ النووي رحمه الله فانه قال روينا بطريق او باسناد حسن حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. يعني ان الانسان يهوى شيء لكن يرى السنة مخالفا لذلك فيتبع السنة ويدع هواه لا شك ان الاسلام لا يتم الا بالانقياد لكل ما جاء به الشرع من حيث الانقياد والقبول. اما من حيث العمل فهذا بحسبه. نعم قال رحمه الله فلا يتم ايمان العبد الا الا اذا امن بالله ورضي حكمه في القليل والكثير وتحاكم الى شريعة وحدها في كل شأن من شؤونه في الانفس والاموال والاعراض الا كان عابدا لغيره. كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فمن خضع سبحانه واطاعه وتحاكم على وحيه فهو العابد له ومن خظع لغيره وتحاكم الى غير شرعه فقد عبد الطاغوت وانقاد له كما قال تعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك ما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريدوا ان يضلهم ضلالا بعيدا والعبودية لله وحده والبراءة من عباده الطاغوت والتحاكم اليه من مقتضى شهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله. فالله سبحانه هو رب الناس والههم وهو الذي خلقهم وهو الذي يأمرهم وينهاهم ويحييهم ويميتهم ويحاسبهم ويجازيهم وهو المستحق للعبادة دون كل ما سواه. قال تعالى الا له الخلق والامر. فكما انه الخالق وحده فهو الآمر سبحانه. والواجب طاعة امره وقد حكى الله عن اليهود والنصارى انهم اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله لما اطاعوه في تحرير لمة. احسننا اليك لما اطاعوهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال قال الله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانا اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه مما يشركون هؤلاء الذين اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله اشبه الناس بهم من هذه الامة هم الذين اتخذوا علمائهم وائمتهم واسيادهم اه قدوة في كل شيء لا يلتفتون الى قولهم هل هي مخالفة للكتاب والسنة؟ الى اقوال مريم مخالفة للكتاب والسنة او موافقة فهؤلاء يشبهون هؤلاء وانما ذكر الله هؤلاء حتى نحذر من فعالهم. وان لا نقع في صنيعهم. نعم قال رحمه الله وقد روي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه انه ظن ان عبادة الاحبار والرهبان انما تكون في الذبح لهم النذر لهم والسجود والركوع لهم فقط نحو ذلك وذلك عندما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مسلما وسمعه يقرأ هذه الاية فقال يا رسول الله انا لسنا نعبدهم يريد بذلك النصارى حيث كان نصرانيا قبل اسلامه قال صلى الله عليه وسلم اليس يحرمون ما احل الله فتحرمونه؟ ويحلون ما حرم فتحلونه؟ قال بلى. قال فتلك عبادتهم رووا اهل احمد الترمذي وحسنه قال الحافظ ابن كثير هؤلاء اعتقدوا التثليث فصار يعتقدون التثليث مع ان التثليث لا ذكر له في الانجيل الموجود الى اليوم لا ذكر له هؤلاء اعتقدوا تعظيم الصليب مع ان تعظيم الصليب لا ذكر له في الانجيل هؤلاء اعتقدوا اه ان اليهود قتلوا المسيح وليس للانجيل الموجود ذكر قتل المسيح وانما فيه ذكر قتل المشبه الذي شبهه الله وجعل صورته على صورته هؤلاء اليوم اعتقدوا هل اعتقد البابا ان اليهود بريئون من دمي المسيح لا ندري من الذي قتله بزعمهم انه قتل فاعتقدوا ان اليهود بريئون من دم المسيح هذا من اظهر ما يفسر به هذه الاية يتخذ احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله. نعم نفذ لا اله الا هو سبحانه عما يشركون. اي تعالى وتقدس وتنزه عن الشركاء والنظراء والاعوان والاضداد والاولاد. لا اله الا لا هو ولا رب سواه. سبحان الله قال رحمه الله فصل اذا علم ان التحاكم الى شرع الله من مقتضى شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله. فان التحاكم الى الطاغوت الى الطواغيت والرؤى والعرافين ونحوهم ينافي الايمان بالله عز وجل وهو كفر وظلم وفسق تقول الله يحاكم التحاكم فعل التحاكم فعل. يعني هنا في قضية الحكم امران لابد من التنبه لهما الاول الانقياد والقبول لما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهذا لا يعذر فيه احد ان هذه مسألة متعلقة بالاعتقاد. مسألة متعلقة باصل الدين المسألة الثانية فعل وهي التحاكم وهي التقاضي وكون الانسان يتحاكم او يتقاظي او يتقاظى هذه المسألة اذا وقع لغير شرع الله عز وجل فهذه تعتريها الاحكام الثلاث الذي ذكره الشيخ اما كفر واما ظلم واما فسق اذا لابد ان ننتبه الانقياد والقبول للشرع لابد منه والا كان الانسان كافرا لا يمكن دخوله في الاسلام واما قضية التحاكم وقضية التقاضي هذا فعل تعبد وهذه اذا وقعت لغير الله فاما ان يكون كفرا او ظلما او فسقا ولنضرب مثال اخر بعيد عن هذا يجب على المسلم ان يعتقد ان الذبح لغير الله شرك او ان الذبح لغير الله شرك وكفر ولا يذبح الا لله عز وجل تقربا طيب اذا ذبح رجل اذا ذبح رجل على غير وجه التعبد فينظر فيه ان كان ذبح لغير الله وقع في الكفر ان كان ذبح لله في مكان عند قبر او في مكان يعبد غير الله فهذه بدعة ان كان ذبح على غير طريقة الشرع كان اخذ السكين وقطع رجل الدابة فهذه ذبيحة ميتة ولا تؤكل ولكن لا نقول عنه الا انه اثم لانه لم يلتزم الشرع فنفرق بين القبول والانقياد وبين التحاكم والتقاظي. نعم قال رحمه الله يقول الله تعالى ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ويقول وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف الاذن بالاذن والسن بالسن والجروح قصاص. من تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون. ويقول ليحكم اهل انه الانجيل بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون. وبين تعالى ان الحكم بغير ما انزل الله حكم الجاهلين. وان الاعراض حكم الله تعالى سبب لحلول لحلول عقاب وبأسه الذي لا يرد على القوم الظالمين. ويقول سبحانه وان يحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع باهوائهم واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله. عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا فاعلم ان ما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم. وان كثيرا من الناس لفاسقون. افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقومه يوقنون وان القارئ لهذه الاية والمتدبر لها يتبين له ان الامر بالتحاكم الى ما انزل الله اكد بمؤكدات ثمانية الاول الامر به في قوله تعالى وان يحكم بينهم بما انزل الله الثاني ان لا تكون اهواء الناس ورغباتهم مانعة من حكم به باي حال من الاحوال. وذلك في قوله ولا تتبع اهوائهم. الثالث التحذير من بتحكيم شرع الله في القليل والكثير والصغير والكبير. لقوله سبحانه واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك. الرابع ان التولي عن حكم الله وعدم قبول شيء منه ذنب عظيم مؤجل للعقاب الاليم. قال تعالى فان تولوا فاعلم ان ما يريد الله ان يصيبهم بعض ذنوبهم. الخامسة التحذير من الاغترار بكثرة المعرضين عن حكم الله. فان الشكور من عباد الله قليل. يقول تعالى وان كثيرا من الناس لفاسقون. السادس وصف الحكم بغير ما انزل الله بانه حكم جاء حكم الجاهلية. يقول سبحانه افحكم الجاهلية السابع تقرير معنى العظيم بان حكم الله احسن الاحكام واعدلها. يقول عز وجل ومن احسن من الله حكما الثامن ان مقتضى اليقين هو العلم بان حكم الله هو خير الاحكام واكملها واتمها واعدلها وان الواجب الانقياد له مع الرضا والتسليم يقول ومن احسن من الله حكما لقومه يوقنون. وهذه المعاني موجودة في ايات كثيرة من القرآن. في ايات كثيرة في القرآن وتدل عليها اقوال رسوله صلى الله عليه وسلم وافعاله ومن ذلك قوله سبحانه فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم وقوله فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم وقوله اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم من قوله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ورؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به قال النووي حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح روي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال عدي بن حاتم اليسوا يحلون ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما احل الله فتحرمونه؟ قال بلى قال فتلك عبادتك وقال ابن عباس رضي الله عنه لبعض من جاهده في بعض المسائل يوشك ان تنزل عليكم حجارة من السماء اقول قال رسول الله وتقولون قال ابو بكر وعمر ومعنى اهذا؟ ان العبد يجب عليه الانقياد التام لقول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم وتقديمهما على قول كل احد وهذا امر معلوم من الدين بالضرورة ولهذا انا من مقتضى رحمته وحكمته سبحانه وتعالى ان يكون التحاكم بين العباد بشرعه ووحيه. لانه سبحانه المنزه عما يصيب البشر من الضعف والهوى والعجز والجهل فهو سبحانه الحكيم العليم اللطيف الخبير يعلم احوال عباده وما يصلحهم ما يصلح لهم في حاضرهم ومستقبلهم ومن تمام رحمته ان تولى والفصل بينهم في المنازعات والخصومات وشؤون الحياة ليتحقق لهم العدل والخير والسعادة بل والرضا والاطمئنان النفسي. والراحة القلبية ذلك ان العبد اذا علم الحكم الصادر في قضية يخاصم فيها هو وفيها هو آآ حكم الله الخالق العليم الخبير قبل ورضي وسلم وهذا الجانب القبول والرضا والتسليم هذا جانب اعتقادي. لا بد منه حتى يتم التوحيد حتى يصح ايمان نعم قال رحمه الله وحتى ولو كان الحكم خلاف ما يهوى ويريد. بخلاف ما اذا علم ان الحكم صادر عن اناس بشر مثله لهم اقوائهم وشهواتهم فانه لا يرضى ويستمر في المطالبة والمخاصمة وذلك لا ينقطع النزاع ويدوم الخلاف ولذلك لا ينقطع النزاع ويدوم الخلاف وان الله سبحانه وتعالى اذا اذ يوجب على العباد التحاكم الى وحي رحمة بهم واحسانا اليهم فانه سبحانه وبين الطريق العام الذي اتم الذي اتم. لذلك. احسن. فانه سبحانه بين الطريق العام لذلك اتم بيان واوضحه بقوله سبحانه ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعم ما يعظكم بي ان الله كان سميعا بصيرا. يا ايها الذين امنوا فلذلك ما يوجد في بلاد المسلمين من الامن انما هو بسبب الايمان فاذا طبق الشرع كان امنا فوق الامن والايمان. نعم قال رحمه الله اسأل الله ان يجعل كلمتي هذه مذكرة للقوم ومنبه لهم للتفكر في احوالهم والنظر فيما فعلوه بانفسهم وشعوبهم فيعودوا الى اطيعوا الله واطيعوا الرسول والامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله ورسوله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. ذلك خير واحسن تأويلا. والاية ان كان فيها التوجيه العام للحاكم والمحكوم والراعي والرعية فان فيها مع ذلك التوجيه والقضاء فان فيها مع ذلك توجيه القضاة الى الحكم بالعدل. فقد امرهم بان يحكم بالعدل وامر المؤمنين ان يقبلوا ذلك الحكم الذي هو مقتضى ما شرعه الله سبحانه. وانزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وان يردوا الامر الى الله ورسوله صلى الله وسلم في حال التنازل والاختلاف. ومما تقدم يتبين لك ايها المسلم ان تحكيم شرع الله والتحاكم اليه مما اوجبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وانه مقتضى العبودية لله والشهادة بالرسالة لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم. وان الاعراب عن ذلك او شيء وان الاعراض عن ذلك او شيئا منه او شيء اعرض عن ذلك او شيء او عن شيء يعني. نعم احسن الله على علم وان الاعراض عن ذلك او شيء منه موجب لعذاب الله وعقابه وهذا امر وهذا الامر سواء بالنسبة لما تعامل به الدولة رعيتها او ما ينتدين به جماعة المسلمين في كل مكان وزمان وفي حال الاختلاف والتنازع الخاص والعام سواء كان بين دولة واخرى او بين جماعة وجماعة او بين مسلم واخر الحكم في ذلك كله سواء فالله سبحانه له الخلق والامر وهو احكم الحاكمين ولا ايمان لمن اعتقد ان احكام الناس واراءهم خير من حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم او تماثله او او اجاز ان يحل محلها الاحكام الوضعية والانظمة البشرية وان كان معتقدا بان احكام الله خير واكمل واعدا. فالواجب على عامة وامرائهم وحكامهم واهل الحل والعقد والعقد فيهم ان يتقوا الله عز وجل ويحكموا شريعته في بلدانهم وسائر شؤونهم وان يقوا انفسهم من تحت والا يضعوا قوانين وانظمة تخالف كتاب الله عز وجل او سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فانهم فعلوا ذلك وقد وقعوا في اثم عظيم وجرم كبير ولا يخرج ذلك عن كونه كفرا او فسقا او ظلما. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ونعتبروا بما حل في البلدان التي اعرضت عن حكم الله وسارت في ركاب من قلد الغربيين واتبع طريقتهم من الاختلاف والتفرق دروب الفتن وقلة الخيرات وكون بعضهم يقتل بعضا ولا يزال الامر عندهم في شدة ولن تصلح احوالهم ويرفع تسلط الاعداء عليهم سياسيا وفكريا الا اذا عادوا الى الله سبحانه وسلكوا سبيله المستقيم الذي رضيوا لعباده وامرهم به ووعدهم به جنات النعيم. وصدق سبحانه اذ يقول ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى. والاعظم من الضنك الذي عاقب الله به من عصاه ولم ولم يستجب لاوامره فاستبدل الاحكام المخلوق الضعيف باحكام الله رب العالمين. وما اسفه رأي من لديه كلام الله تعالى لينطق بالحق ويفصل في الامور. ويبين الطريق ويهدي ثم ينبذه ليأخذ بدلا منه اقوال رجل من الناس او نظام دولة من الدول الم يعلم هؤلاء انهم خسروا الدنيا والاخرة فلم يحصلوا الفلاح والسعادة في الدنيا ولم يسلموا من عقاب الله وعذاب يوم القيامة لكونهم استحلوا ما حرم الله عليهم وتركوا ما اوجب عليهم. اسأل الله ان على ما ذكره الشيخ فان ترك الحكم بغير ما انزل الله يؤدي الى مفاسد دنيوية قبل المفاسد الايمانية والاخروية الا ترون ان القاتل اذا لم يقتل فان القتل سيشري بين المسلمين الا ترون ان السارق اذا لم تقطع يده فان الصراخ يسرقون ثم يبيتون في السجون يأكلون ويشربون ويستريحوا الا ترون ان اه التجار المخدرات لو انهم لم يردعوا فانهم يتاجرون ثم يكونون في السجون ومن هناك يديرون ما يسمى شبكات الاجرامية في بيع المخدرات وفي بيع المسكرات ونحو ذلك واذا لم اه تحكم تحكم شرع الله عز وجل فان الفساد مفاسد الدنيوية اعظم اه بكثير مما يتصوره عاقل مما قد يظن ان آآ الواجب لظروف العصر هو مجاراة الغرب او مجاراة الشرق والله ان المفاسد العظيمة المترتبة على ترك الشرع عظيمة اكثر مما هم يرونه لكن كما قيل وعين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي لك المساوئ هؤلاء نظروا الى الغرب نظرة اعجاب فلم يروا ما فيها من المفاسد وما فيها من الاضرار وتركوا شريعة الله عز وجل رشيدهم ويلزموا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم يكون من امة محمد صلى الله عليه وسلم حقا وليرفع ذكرهم بين شعوب الارض وارتفع به ذكر السلف الصالح والقرون المفضلة من هذه الامة. حتى ملكوا الارض وسادوا الدنيا ودانت لهم العباد. كل ذلك بنصر الله الذي ينصر العباد المؤمنين الذين استجابوا له ولرسوله الا ليتهم يعلمون اي كنز اضاعوا واي جرم ارتكبوا وما جروه على اممهم من البلاء والمصائب قال الله تعالى وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون. وجاء في الحديث في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم ما معناه ان القرآن يرفع من الصدور طاح في اخر الزمان حين حين يزهد فيه اهله ويعرضون ويعرضون. احسن الله اليكم. ويعرضون عنه تلاوة وتحكيما الحذر ان يصاب المسلمون بهذه المصيبة او تصاب بها اجيالهم المقبلة بسبب صنيعهم فانا لله وانا اليه راجعون. اوجه واوجه نصيحتي ايضا الى اقوام من المسلمين يعيشون بينهم وقد علموا الدين وشرع رب العالمين. ومع ذلك لا زالوا يتحاكمون عند النساء الى رجال يحكمون بينهم بعادات تلو اعراف يفصلون بينهم بعبارات وشجعات مشابهين في ذلك صنيعة للجاهلية الاولى. وارجو من من بلغته موعظتي هذه ان يتوب الى الله كف عن تلك الافعال المحرمة ويستغفر الله ويندم على ما فات وان يتواصى مع اخوانه ومن حوله على ابطال كل عادة جاهلية او عرف مخالف لشرع الله فان التوبة تجب ما قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له وعلى ولاة الامور وعلى ولاة امور اولئك الناس وامثالهم ان يحرصوا على تذكيرهم وموعظتهم بالحق وبيانهم لوم وايجاد الحكام الصالحين بينهم ليحصل الخير باذن الله ويكفوا عباد الله عن محادته وارتكاب المعاصي فما احج المسلمين اليوم الى رحمة ربهم التي يغير الله بها حالهم ويرفعهم من حياة الذل والهوان الى حياة العز والشرف. واسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يفتح قلوب المسلمين من تفهم كلامه. امين. والاقبال عليه سبحانه. العمل بشرعه. والاعراض عما يخالفه. والالتزام بحكمه عملا من قوله عز وجل الحكم الا لله امر الا تعبدوا الا اياه. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه واتباعه باحسان الى يوم الدين. قد نصح رحمه الله تعالى وله في وجوب التحكيم شرع الله رسائل كثيرة هذه منها نسأل الله عز وجل ان يثيبه عن الاسلام والمسلمين خيرا المدينة هنا قرب ساعة وجود لزوم السنة طيب لعلنا نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد الملتقى بعد صلاة المغرب ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك