قال الامام شيخ الاسلام مفتي الانام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم من عبد العزيز بن عبد الله بن باز الى من يراه من المسلمين ولا وبعد فهذا هو المجلس السادس من مجالس قراءتنا المغربية لهذه الدورة الصيفية المباركة في دورتها الثانية والمخصصة لرسائل الامام مفتي الانام شيخنا وشيخ مشايخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى نقرأ الان في رسالة التهاون باداء صلاة الجماعة ونسأل الله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. تفضل الحمد لله صلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه اما بعد اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى وصفهم الله لما فيه رضاه ونظمني واياهم في في سلك من خافوا تلقاه امين. سلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد الاطباء الغني ان كثيرا من الناس قد يتهاونون باداء الصلاة في الجماعة ويحتجون بتسهيل بعض العلماء في ذلك فوجب فوجب علي ان انبا ان ابين عظم الامن وخطورته ولا شك ان ذلك محكم وعظيم وخطره جسيم فهو الواجب على اهل العلم التنبيه على ذلك والتأثير منه لكونه ترى ظاهرة لا يجوز السكوت عليه ومن المعلوم انه ينبغي للمسلم انه لا ينبغي للمسلم ان يتهاون بامر عظم الله شأنه في كتابه العظيم وعظم شأنه رسوله الكريم عليه من ربه افضل الصلاة التسليم. وقد اكثرنا الله سبحانه من ذكر الصلاة في كتابه الكريم نظم شأنها وامر بالمحافظة عليها وادائها في الجماعة. فاخبر ان التهاون بها والتكاسل عنها انها من صفات المنافقين فقال تعالى في كتابه المبين. حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانون. وكيف يعرف او كيف يعرف الناس جاريها وتعظيم مولاها وقد تخلف عن ادائها مع اخوانه والتعاون بشأنها. وقال تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع قاتلين. وهذه الاية الكريمة نص في وجوب الصلاة في الجماعة والمشاركة للمصلين في صلاتهم ولو كان المقصود اقامتها فقط لم تظهر المناسبة واضحة في ختم بقوله سبحانه لكونه قد امر باقامتها في اول الاية. وقال تعالى واذا كنت مع انها اول اية في القرآن الكريم في الامر بالصلاة الا ان فيها الاشارة بالامر بالصلاة جماعة فاذا كان اول امر في القرآن بالامر بالصلاة واركعوا مع الراكعين علمنا ان الجماعة واجبة من اول امر الصلاة. نعم قال رحمه الله وقال تعالى واذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهمات وليأخذوا اسلحتهم. فاذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأتي طائفة اخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم واسلحتهم. الاية. فاوجب سبحانه اداء الصلاة في الجماعة في حال الحرب وشدة الخوف. فكيف بحال السلم ولو كان احد يسامح في ترك الصلاة في جماعة لكان المصافون العدو. ولو كان احد سامحوا بترك الصلاة للجماعة كانوا المصابون العدو المهددون بهجومهم عليه. اولى بان يسمح لهم في ترك الجماعة. فلما لم يقع ذلك علم ان اداء الصلاة في جماعة من اهم الواجبات انه لا يجوز لاحد التخلص عن ذلك لو تصور الوضع العدو امامهم او العدو في مصافهم ومع ذلك يأمرهم الله يعني يقيموا الصلاة جماعة ليس هذا فحسب بل تترك كثير من امور الصلاة لاجل الجماعة فهذا يدل على عظم شأن الجماعة. نعم وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قد هممت ان امر بالصلاة فتقام ثم امر رجلا فيصلي بالناس. ثم انطلقوا معي برجال لا يشهدون بيوتهم بالنار وفي مسند الامام احمد عنه صلى الله عليه وسلم انه قال العلماء في البيوت من النساء والذرية فحرقتها عليهم فحرقتها عليهم حديث التهديد بحرق البيوت والتهديد بحرق آآ الاموال لا يكون على امر مندوب بغض النظر عن كونه فعل او لم يفعل لكن مجرد التهديد دليل على الوعيد وان الامر مؤكد وشديد. نعم وفي صحيح مسلم عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة الا منافق معلوم النفاق او مريض ولقد كان الرجل يهادى رجلين حتى يقاما في الصف وقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى وان من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه. وفيها ايضا عنه انه قال من سره ان يلقى الله غدا مسلما يحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى فيهن فان الله شرع لنبيكم سنن الهدى وانهن من سنن الهدى ولو انكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته ذكرتهم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر في نفس القلوب الطهور فيحسن الطهور ثم يعمد الى مسجد من هذه المساجد الا كتب له بكل خطوة يخطوها حسنة. ويرفعه بها درجة ويحطها بها سيئة وقد رأيتها وما يتخلف عنها الا ما تكون معلوم النفاق ولقد كان رجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. حديث ابن مسعود آآ لو تركتم او لو صليتكم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلي في بيته لتركتم سنة نبيكم يعني طريقة نبيكم هدي نبيكم وليس المقصود السنة الفقهية بدليل انه قال ولقد رأيتنا وما يتخلف عنا الا منافق ومعلوم ان ترك السنن لا يكون سببا للنفاق نعم قال رحمه الله وفي صحيح مسلم ايضا عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا اعمى قال يا رسول الله انه ليس لي قائد يلائمني الى المسجد فهذه رخصة ان اصلي في بيتي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم. قالت الاجر وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه قال من سمع النداء فلم يأتي فلا صلاة له الا من عذر قيل لابن عباس رضي الله عنهما ما هو العذر؟ قال خوف او مرض والاحاديث الدالة على وجوب الصلاة في الجماعة على وعلى وجوب اقامتها في بيوت الله التي اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه كثيرة جدا فالواجب على كل مسلم العناية بهذا الامر والمبادرة اليه والتواصي به مع ابنائه واهل بيته وجيرانه وسائر اخوانه المسلمين امتثالا لامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وحذرا مما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم وابتعادا عن مشابهة اهل النفاق الذين وصفهم الله بصفة ذميمة من اخبثها تكاثرهم عن الصلاة قال تعالى ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم. واذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراقون الناس ولا يذكرون الله الا قليلا. مدببين فبين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضل الله فلن تجد له سبيلا ولان التخلف عن ادائها في الجماعة من اعظم اسباب تركها للكلية ومعلوم ان ترك الصلاة كفر وضلال وخروج عن دائرة الاسلام. كقول النبي صلى الله عليه وسلم الى الرجل بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. خرجه مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه. وقال صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد رواه الامام احمد واصحاب السنن الاربع باسناد صحيح. لماء في ان ترك الصلاة كفر وانما اختلفوا في نوع الكفر فجمهور العلماء انه كفر اصغر والامام احمد رحمه الله في رواية عنه انه كفر مخرج من الملة والصواب ان ترك الصلاة بالكلية كفر مخرج من الملة نعم قال رحمه الله والاحاديث والايات والاحاديث بتعظيم شأن الصلاة ووجوب المحافظة عليها واقامتها كما شرع الله والتحذير من تركها كثيرة فالواجب على كل مسلم ان يحافظ عليها في اوقاتها. وان يقيمها كما شرع الله وان يؤديها مع اخوانه في الجماعة في بيوت الله. طاعة لله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم حذرا من غضب الله وانيم عقابه. ومتى ظهر الحق واتضحت ادلته لم يجز لاحد ان يحيد عنه قوله بقول فلان او فلان لان الله سبحانه يقول ان تنازعتم في شيء فردوه الى الله ورسوله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا ويقول سبحانه فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ولا يخفى في الصلاة وما يخفى ولا يخفى ما في الصلاة في الجماعة من الفوائد الكثيرة والمصالح الجمة ومن اوضح ذلك التعارف والتعاون على البر والتقات تواصي الحق والصبر عليه وتشجيع المتخلف وتعليم جاهد. واغاثة اهل النفاق والبعد عن سبيلهم واظهار شعائر الله بين عباده. والدعوة اليه سبحانه بالقول والعمل الى غير لذلك من الفوائد الكثيرة. ومن الناس من قد يسهر بالليل ويتأخر عن صلاة الفجر. وبعضهم يتخلف عن صلاة العشاء ولا شك ان ذلك منكر عظيم. وتشبه باداء الدين الذين قال الله فيهم سبحانه ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. ولن تجد لهم نصيرا. وقال فيهم عز وجل المنافقون والمنافقات بعضهم او من بعض. بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون ايديهم نسوا الله فنسيهم. ان المنافقين هم الفاسقون. وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها. هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم. قال سبحانه في حقهم وما ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون فلا تعجبك اموالهم ولا اولادهم انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون. فيجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من هؤلاء المنافقين في اعمالهم واقوالهم. وفي تثاقلهم عن الصلاة وتخلفهم عن صلاة الفجر والعشاء حتى لا يحشر معهم. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر. ولو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا متفق على صحته. وقال صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم. رواه الامام احمد من حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما حسن وفقني الله واياكم لما فيه رضاه وصلاح امر الدنيا والاخرة. امين. واعاذنا جميعا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ومن مشابهة الكفار والمنافقين انه جواد كريم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه يعني المسلم العاقل لا يرضى لنفسه ان يغمس عليه بالنفاق ومن اظهر علامات المنافقين فيما يتعلق بالصلاة امران الاول انه لا يشهد الجماعة والثاني انه يتثاقل عن صلاتي الفجر والعشاء والامر الثاني لنسأل انفسنا سؤالا لماذا ينفق المسلمون الاموال الطائلة لبناء المساجد اذا كانت الصلاة في الجماعة مستحبة تنفق هذه الاموال في امور واجبة وهذا اكبر دليل على ان الصلاة في المساجد حيث ينادى بهن هو الواجب المتعين قد رجح شيخ الاسلام ابن تيمية انه فرض عيني على كل رجل بالغ وانه وان الجماعة شرط في صحة الصلاة و مذهب الامام احمد انه واجب من واجبات الصلاة ان تركت عمدا بطلت الصلاة وان تركت نسيانا او غفلة صحت الصلاة فينبغي الحذر من هذا واداء الصلاة حيث ينادى بهن في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار ليجزيهم الله احسن ما عملوا