بسم الله الرحمن الرحيم موقع المسك يسره ان يقدم لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله ارسله الله تعالى بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا. فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة. وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه وعلى من اهتدى بهديه. واستن بسنته الى يوم الدين ثم اما بعد فانه ينعقد هذا المجلس المبارك في باب الاعتقاد في وقت تمر فيه الامة الاسلامية واهل السنة والجماعة على وجه الخصوص بمنعطش حاد خطير في تاريخهم ذلك ان اهل السنة يعانون في هذه الازمنة من تكالب اهل البدع واستئسادهم عليهم والفتك بهم فتكا ذريعة. كما هو مشاهد في عدة بلدان في بلاد الشام والعراق وغيرها ونسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفس كرب المسلمين. وان يكتب نصرهم وعزهم. وان يرفع رايات السنة. ويقمع اهل البدعة هذا وان من اعظم الاسباب التي تنصر بها السنة افشاؤها ونشرها والعلم بها. فانه انما يؤتى المسلمون بسبب الجهل بحقوقهم بحقوق الله تعالى عليهم وفشو البدع والضلالات والتجهيل في اوساطهم ولقد ذكر ابن القيم رحمه الله ملاحظة عجيبة في اسباب انهيار الدول وسقوط الممالك ان مرد ذلك الى التعطيل. الى تعطيل الله سبحانه وتعالى في اسمائه وصفاته وافعاله وهذا ملحظ دقيق لكن من تعامله ادرك ذلك فان فرعون حينما قال وما رب العالمين كان رأس التعطيل كانت فرعون رأس التعطيل. فلذلك ادل الله دولته وابطلها واحبطها وذكر ابن القيم رحمه الله امثلة متعددة. ومن ذلك ما جرى في الممالك الشرقية في بلاد الاندلس التي نقرأ لاحد ائمتها هذه الرسالة لما فشى فيهم التعطيل استطال عليهم النصارى حتى محو دولتهم علينا ان نعلم يقينا معشر طلبة العلم ان العزة والنصر قرين الايمان والعلم على طلبة العلم ان يدركوا هذا المعنى العظيم ويعلم ان الله تعالى انما ينصر اولياءه. يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم تحري بطلبة العلم ان يدركوا انهم في قراءتهم واقرائهم وتعلمهم وتعليمهم انما هم يعدون العدة واي عدة لنصر الامة اعادة عزها ومجدها فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم علما نافعا وعملا صالحا وتجارة لا تبور وان يحسن عاقبتنا في جميع الامور ثم اني ابشركم معشر معشر طلبة العلم ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم بل قبل ذلك بمدحة الله تعالى لكم معشر طلبة العلم بالرفعة في الدنيا والاخرة. فقد قال الله تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عامله على مكة عتاب ابن اسيد في عسافان في الطريق او في عسفان فقال له من خلفت على اهل هذا الوادي؟ يقصد مكة اذ سماها الله واديا بواد غير ذي زرع فقال له خلفت عليهم ابن ابي ابزع قال ومن ابن ابي ابزى قال رجل من موالينا قال خلفت على اهل الوادي رجلا من الموالي مكة فيها وجوه العرب وهي اعظم حاضرة للعرب مسلمين يكون عليهم مولى من الموالي قال يا امير المؤمنين انه حافظ لكتاب الله عالم بالفرائض يعني ابن ابي ابزى رحمه الله فقال عمر صدقت. صدق الله يرفع الله صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم اه ان الله يرفع بهذا الدين اقواما ويذل به اخرين العز كل العز والرفعة كل الرفعة بالعلم المقرون بالايمان معه. وتأملوا معشر طلبة العلم لابد من علم وايمان. اذ ان ثمرة العلم الخشية يقول الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء اذا لم يثمر علمك خشية فعلمك حجة عليك تأمل قول الله تعالى ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ما الذي جعل قاماتهم تهوي وما الذي جمع جعل مدامعهم تصح الا شيء قام في قلوبهم شيء قام من التدبر والعلم بالله عز وجل. فلا يكن همك يا طالب العلم تحصيل المسائل وتشقيقها. وآآ صف الكتب وما الى هذه كلها الات وادوات لكن انظر ثمرة العلم في قلبك. هل اورثك خشية الله ام لا ثم ان بصدد آآ دراسة متن مفيد نافع كتبه احد الائمة الكبار وسماه الرسالة الوافية في مذهب اهل السنة في الاعتقادات واصول الديانات. وهو اسم على مسمى. اذ ان هذه الرسالة في الواقع وافية فقد اتت على معظم ابواب الاعتقاد والمصنفون في العقائد يصنفون على النسقين او ثلاثة فمنهم من يصنف في مجمل الاعتقاد. كما صنع اه الداني رحمه الله في هذه الرسالة وصنع كثير قبله وبعده يصنفون في مجمل الاعتقاد كعقيدة الامام الطحاوي رحمه الله والواسطية وغيرها وهناك من يصنفه في مسائل معينة في جزء من اجزاء الاعتقاد يصنفه آآ خاصة كان يصنفه في آآ اه القرآن او في الرؤية او في العرش او اه في الصفات او في القدر الى تخصيصه ومنهم من يصنف في الردود على اهل البدع كل هذه من مسالك اهل السنة والجماعة في التصنيف رسالتنا هذه تنتمي الى الصنف الاول وهو التصنيف في مجمل الاعتقاد. الذي يمر على ابواب الاعتقاد كلها او جلها واما مؤلفها فانه عالم محدث مفسر مقرئ ولعل هذا الوصف الاخير اخص اوصافه وهو الامام عثمان بن سعيد ابن عثمان ابن سعيد ابن عمر الاموي الاندلسي القرطبي الداني الصيرفي. كل هذه نسب تميزك. عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد ابن عمر الاموي ونسبته الى بني امية نسبة ولاء وهذا امر معروف عند العرب قديما وحديثا الى يومنا هذا يكون الرجل من مواليهم ليس منهم يعني انه من عتقائهم فينسب اليهم فيقال مولاهم كما يقال عن الامام البخاري رحمه الله الجعفي مولاهم واما الاندلسي فنسبته الى ذلك الاقليم السليم الذي آآ فتحه المسلمون ثم سلبوه ما يعرف الان باسم اسبانيا والبرتغال واما القرطبي فلانه ولد ونشأ في قرطبة مقتبل عمره واما الداني فنسبة الى بلدة في شرق الاندلس يقال لها دانية وكانت تجهز منها اساطيل الفتوح البحرية فقد سكنها رحمه الله اخر عمره واما الصيرفي فنسبة الى ابيه يقال ابن الصيرفي لان اباه كان يشتغل بالصيرة هذا الامام رحمه الله كان مولده كما اخبر عن نفسه فيما اخبره عنه ابوه سنة ثلاثمائة وواحد وسبعين للهجرة ولد في قرطبة من بلاد الاندلس وهي عاصمة الخلافة الاموية في بلاد الاندلس آآ ثم طلب العلم في سنة خمس وثمانين ثلاث مئة وخمسة وثمانين او بعدها بيسير. يعني انه طلب العلم وعمره اربع عشرة سنة وهكذا كان فتيان المسلمين يطلبون العلم بعد ان يتموا حفظ القرآن ويجيبون الفيافي والقفار ويرحلون في تحصيل وجمع الاثار طلب العلم رحمه الله ثم اه حج سنة ثمان وتسعين. خرج من الاندلس الى الحرمين فبقي هاتين السنتين ثمان وتسعين وتسع وتسعين في بلاد المشرق جمع علما كثيرا وكانوا يجمعون في رحلتهم الى الحج بين الحج وبين طلب العلم. فمر على بلاد المغرب بلاد آآ آآ مصر بلاد واتى بغداد والشام وحصل علما كثيرا ثم رجع رحمه الله سنة تسع وتسعين الى قرطبة فمكث فيها ما شاء الله ثم بعد ذلك انطلق الى الثغر الى سرقصة. اذ كان المسلمون في ذلك الوقت في وجاه النصارى كان النصارى قد بدأوا بما يسمونه في تاريخهم الحديث حرب الاستعاذة يسمونها حرب الاستعاذة وهي حرب صليبية شنوها من مملكة ممالك المسلمين حتى حصروهم في فكان المسلمون ينتدبون الى الثغور يقاتلون في سبيل الله. فبقي رحمه الله سبع سنين في سرقصة وجمع بين العلم والعبادة والاقراء والجهاد في سبيل الله ثم انه عاد بعد ذلك الى قرطبة وارتحل آآ اخر الامر سنة سبعة عشر اعني سنة اربع مئة وسبعة عشر الى دانية وبقي فيها رحمه الله اه بقية عمره حتى كانت وفاته سنة اربعمائة واربع واربعين حياة حافلة بطلب العلم واشهر ما عرف به رحمه الله الاقراء. فانه من كبار القراء ابو عمرو الداني. هذه كنيته ابو عمرو فهو من كبار القراء وله في في القراءات تصانيف مشهورة من اراجيز ومنظومات ومؤلفات خدم فيها كتاب الله العزيز خدمة عظيمة ولا زال الناس عيال عليها عليها والف في فنون اخرى ابو عمرو الداني رحمه الله نفسه نفس سلفي في عقيدته وهذا واضح بين في منظوماته في اراجيزه في كتبه الا انه رحمه الله قد بلوثة اشعرية في بعض المسائل وهذا امر ينبغي لطالب العلم ان اه يتصوره في تاريخ العقيدة الاسلامية اذ كان السلف رحمهم الله في القرون الثلاثة الفاضلة يبنون عقائدهم وعباداتهم على الاثر والدليل لا يعولون على شيء من الرأي واقوال الرجال وانما يعتصمون بالنص والدليل. لا سيما في باب السنة اعني باب الاعتقاد وعضوا على ذلك بالنواجذ وعصمهم الله تعالى بهذا عصمة بليغة وظلوا على ذلك واوضحوا مثال يبين لنا هذا الاعتصام موقف الامام احمد بن حنبل رحمه الله امام المعتزلة في فتنة القول بخلق ثم ان المعتزلة لما نجم نجمهم وكثرت مؤلفاتهم واستقوا من كتب اليونان. وصار لهم بذلك زخرف قول وبهرج عمل شوشوا على بعض الناس ونشروا شبهات فكان ان انتدب من المحبين للسنة المعظمين للاثار المبجلين للسلف. من اشتغل شيء من علم الكلام بنية الرد على المعتزلة والمعطلة ويعرف هؤلاء باسم الصفاتية يعرفون باسم الصفاتية وانما سموا صفاتية لانهم لان الاصل عندهم اثبات الصفات. الاصل عندهم اثبات الصفات خلافا للجهمية والمعتزلة. الذين الاصل عندهم نفي الصفات فعرف هؤلاء باسم الصفاتية لكن القوم لم يضبطوا منهج السنة تماما ولم يدركوا السنة المحضة كما كررها السلف فجاءوا بمذهب مهجن بين مذهب السنة المحضة التي كان عليها السلف وبين مذهب الاعتزال تسموا بالمتكلمين المتكلمون هم الذين يحاولون اثبات العقائد الدينية في الطرق العقلية هؤلاء هم المتكلمون تعريف المتكلمين هم الذين يحاولون اثبات القضايا العقدية بالطرق العقلية جاء عن طريق الكتاب والسنة كما كان السلف رحمهم الله وهؤلاء المتكلمون على درجات شتى فمن مقل ومستكثر فاكثرهم اغرابا وبعدا الجهمية والمعتزلة واقربهم نسبا وسببا الى اهل السنة هؤلاء الذين يسمون بالصفاتية واول هؤلاء الصفاتية هم الكلابية المنسوبين الى عبد الله بن سعيد بن كلاب ومنهم الاشاعرة المنتسبون الى ابي الحسن الاشعري ومنهم الماتوريدية المنسوبون او المنتسبون الى ابي منصور الماتوريدي ومنهم اتباع آآ ابو العباس القلنسي واتباع الحارث بن اسد المحاسبي وغيرهم هؤلاء يقال عنهم صفاتية اذ هم معظمون للسلف يجلون الائمة ويروون الاخبار ولكنهم اشكلت عليهم بعض شبهات المعتزلة فلم يحسنوا لها حلا ولم يحيروا لها جوابا فاتوا بمذهب ملفق بين مذهب السنة المحضة وبين مذهب المعتزلة فصار في كلامهم نوع لوثة ولا شك ان اشهر هؤلاء المتكلمين من الصفاتية هم الاشاعرة المنتسبون الى ابي الحسن الاشعري وابو الحسن رحمه الله قد رجع عن الاعتزال رجوعا علنيا لا مرية فيه واعلن انه على مذهب الامام المبجل احمد ابن حنبل وانه رجع عن كل ما كان يقوله طوال اربعين سنة خلت لكن كما لا يخفاكم ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ ان من عاش ردحا من الزمن على معتقد فانه لا ينسل منه كانسلال الشيطان شعرة من العجيب. بل لا بد ان يبقى عوالق فيه فهو على صدق نيته رحمه الله فيما نحسبه والله حسيبه كما يظهر ذلك في كتابيه الابانة عن اصول الديانة وكتاب مقالات الاسلاميين قد نزع الى مذهب السلف ورجحه وصوبه نمى نفسه اليه لكن مر بفترة يسميها العلماء الفترة الكلابية اذ كان الكلابية بالنسبة لاهل السنة يلقبون بانهم متكلمة اهل السنة يقال عن الكلابية ثم الاشاعرة من بعدهم في اوائل امرهم يقال عنهم متكلمة اهل السنة وقد كانت العلاقات بين الاشاعرة المتقدمين وبين اهل السنة والحنابلة خصوصا كانت علاقة ودية وكان بين اه بعض اصحاب الامام احمد رحمه الله بالذات من التميميين آآ من كان على صلة وثيقة باصحاب الاشعر حتى وقعت فتنة مشهورة تعرف بفتنة ابن القشيري جرى بينهم وحشة. ومنذ ذلك الحين يعني الشقة تزداد بين المذهب السلفي وبين المذهب الاشعري. حتى صارت الاشاعرة المتأخرين من اه اغرب كثيرا المتقدمون من طبقة اه ابو بكر اه ابو الطيب ابو بكر ابن الطيب الباقلاني والصعلوكي والبيهقي والخطابي من قبله. هؤلاء كانوا يثبتون الصفات الخبرية يثبتون الصفات الخبرية لله عز وجل ويأولون الصفات الفعلية يعني يثبتون الوجه واليدين والعينين والساق لا يتعرضون لها بتأويل لكنهم في صفات النزول والمجيء والاستواء والضحك والاتيان وغير ذلك يأولونها فلما جاء الاشاعرة المتأخرون من طبقة الرازي والجويني والغزالي صاروا يأولون الصفات الخبرية والفعلية معا فزادت الشقة بين الفريقين الموجب لهذا الكلام ولهذا التذكير التاريخي ان نفهم بعض ما ورد على لسان ابي عمرو الداني رحمه الله فانه وقع في كلامه بعض الهنات التي تخالف مذهب السلف وعلى كل حال هذا مفيد لطالب العلم ان يقرأ رسالة ويدرك مواعظ مواضع التعقب عليها ليعلم ويميز آآ بين السنة الصحيحة الدقيقة التي عليه السلف وبين ما شابه من آآ مداخيل كلامية فهذا فيه فائدة لطالب العلم وليس كتاب معصوم الا كتاب الله عز وجل. وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ها هو الامام الطحاوي رحمه الله في عقيدته المشهورة التي تلقتها الامة في القبول يخطئ تقصر عبارته في في تعريف الايمان فيقول الايمان قول باللسان واعتقاد بالجنان ولا يدخل فيه عمل الاركان. ومع ذلك لم ينبذ اهل السنة والجماعة اه عقيدته بل حفظوا له هذه السابقة وهذا الفضل ونبهوا على ما وقع فيها من خطأ وكذلك الحال في هذه الرسالة التي بين ايدينا فلنستعن بالله نتمنى هذه الرسالة التي احاطت بمعظم ابواب الاعتقاد وننبه باذن الله تعالى على المواضع التي تحتاج الى تنبيه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد قال الامام ابو عمرو الداني رحمه الله تعالى الحمد لله السابق لكل شيء احدثه. والمتقدم على كل شيء اخترعه للصفات العلى والاسماء الحسنى لا راد لامره ولا معقب لحكمه احمده في جميع محامده على تواتر نعمه والائه. وصلى الله على محمد خاتم الانبياء. وسيد الاصفياء على آله الطيبين واصحابه المنتخبين وشرف وكرم اما بعد نعم هذه الاسطر هي خطبة الكتاب وقد تضمنت الحمدلة والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم. وبعض المصنفين يثبت البسملة ولعل الاقرب والله اعلم انه في حال التحرير والكتابة ان تثبت البسملة وفي حال الخطبة الشفهية آآ يبدأ بالحمدلة وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا ناب امر قام فحمد الله واثنى عليه واما اذا كتب كتابا فانه يكتب بسم الله الرحمن الرحيم كما امر في صلح الحديبية. وكما هي سنة النبيين من قبله انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن وبعض اهل العلم يجمع بين البسملة والحمدلة والامر في هذا واسع ثم انه ينبغي لمن كتب كتابا ان يراعي حسن الاستهلاك بان تكون اه بان تكون محامده مناسبة للمقام سيكون موضوع الرسالة حاضرا في ذهنه وهو يكتب آآ ديباجتها لكي يكون ذلك مدخلا لطيفا الى لب الموضوع والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والثناء عليه بما هو اهله مما تزين به الخطب ايضا ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكتب وفيما يخطب وفيما يخطب ان يقول اما بعد ومعنى كلمة اما بعد مهما يكن من شيء مهما يكن من شيء وهي اذان بالدخول في صلب الموضوع لا كما يقول بعض الشراح انها للانتقال من اسلوب الى اخر اذ لو كانت للانتقال من اسلوب الى اخر للزم استدعاؤها كلما اراد الكاتب ان ينتقل من فكرة الى اخرى لكنها يؤتى بها في في مستهل الكلام للدخول في صلب الموضوع. لهذا قال اما بعد نعم قال رحمه الله اما بعد احسن الله ارشادكم فانكم سألتموني ان اقتضب لكم جملة كافية واصولا جامعة في الاعتقادات واصول الديانات. التي يلزم اعتقادها جميع المسلمين. ولا يسع جهلها كل المكلفين من العلماء والمقلدين من الذكور والاناث والاحرار والعبيد. ممن جرى عليه القلم وبلغ حد التكليف بالحلم فاجبتكم عن سؤالكم بما فيه البلوغ الى مرادكم بما هو لازم لكم ومفترض عليكم. وما اذا تدينتم واعتقدتموه صرتم الى اعتقاد الحق. وسلمتم من البدع والباطل. وسلكتم طريق من مضى من السلف من تبعهم من الخلف وبالله عز وجل استعين على بلوغ الامل واياه اسأل التوفيق للصواب من القول والعمل وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب. وهو حسبي ونعم الوكيل. ما شاء الله في هذه القطعة بين المصنف رحمه الله السبب الداعي الى تأليف هذه الرسالة وانها وقعت اجابة لسؤال وهكذا فان اهل العلم يصنفون على نحوين او لباعثين اما ابتداع ووفاء بالميثاق الذي اخذه الله تعالى على اهل العلم. واذ اخذ الله ميثاق الذين واذ اخذ الله ميثاق ميثاق الذين اوتوا العلم لتبيننه للناس ولا تكتمونه فكان لزاما على اهل العلم ان يبينوا ما نزل الله تعالى الى عباده والنوع الثاني ان يقع ذلك اجابة للسؤال وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من كتم علما الجمه الله بلجام من نار يوم القيامة على طالب العلم ان يتحرز وان يتورع من الوقوع في الكتمان من حيث لا يشك فعليك يا طالب العلم ان تؤدي زكاته وان تبثه ما استطعت وهكذا وقع من الامام الداني رحمه الله فانه قد كتب ما كتب لبيان جمل عامة واصول جامعة في الاعتقادات اصول الديانات وليس مراده باصول الديانات هنا الديانات التي يتدين بها البشر وانما المقصود بها ما يدان الله تعالى به من الحق فانه يقال لكل مسألة دين يقال عن كل مسألة من مسائل الاعتقاد ادينوا الله بكذا وكذا. ادينوا الله بكذا وكذا. واعلموا يا رعاكم الله ان دين الله واحد دين الله واحد هو الاسلام. ليس لله عدة اديان. اليهودية والنصرانية والاسلام كما يقال الاديان الثلاثة. لا. دين الله واحد هو الاسلام ان الدين عند الله الاسلام به بعث الله جميع انبيائه ورسله شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحى اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين. هو دين واحد ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ان ازلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا وقالت ملكة سبأ واسلمت مع سليمان لله رب العالمين واشهد باننا مسلمون واشهد بان مسلمون. دين الله واحد هو الاسلام لكنه الاسلام بالمعنى العام. الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك بهذا بعث الله جميع انبيائه ورسله واما الاسلام بالمعنى الخاص فهو ما بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم من العقائد الصحيحة والشرائع العادلة والاخلاق الرفيعة والاداب العالية بمعنى الصورة الخاتمة بالرسالات السابقة والا فان الدين واحد فان قال قائل فما اليهودية؟ وما النصرانية اذا اليهودية هي ما ال اليه دين موسى عليه السلام بعد تحريف الاحبار والنصرانية هي ما ال اليه دين موسى عليه دين عيسى عليه السلام بعد تحريف الرهبان ولهذا برأ الله منهما إبراهيم ولو كان دينين لله ما برأ منهما إبراهيم ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ونعى على من ادعى ضد ذلك فقال ام تقولون ان ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا هدى او نصارى ولا انتم اعلم ام الله هؤلاء كانوا مسلمين. علينا ان ان نعي هذه جيدا ونعلم ان دين الله واحد دينه آآ الذي بعث به انبياءه واحد والمؤلف رحمه الله امتدح عقيدته التي كتبها في هذه الرسالة. ولا حرج ان يمتدح الانسان اه ما كتبه اذا قصد بذلك ترغيب السامع او القارئ ولم يقصد بذلك المباهاة والمفاخرة. وهذا ظننا به رحمه الله وبامثاله من العلماء. اذا اثنوا على ما كتبوا فانهم يفعلون ذلك محبة للحق وترغيبا فيه ولا ريب انه وفق الى آآ ما ذكره في ذلك وان كان من طبيعة البشر القصور والتقصير لكنه قد وفق اه الى حد كبير جدا بحمد الله. ولعل من مزايا هذه الرسالة كثرة ايراده للايات القرآنية فان هذا ملحظ لا تخطئه العين الداني رحمه الله ضخ في هذه الرسالة من الايات القرآنية ما لم يصنع غيره وستلاحظون هذا جيدا وهو بحمد الله صاحب سنة يقول ابن القيم رحمه الله في نونيته قال قال وانظر الى ما قاله ذو سنتي وقراءة الامام الدائم قال انه ذو سنة وقراءة. فهو مشهور باتباع السنة ومشهور ايضا بالاقراء ثم قال رحمه الله قال رحمه الله فصل اول واجب على المكلف. اعلموا ايدكم الله بتوفيقه وامدكم بعونه وتسديده ان من قول اهل السنة والجماعة من المسلمين المتقدمين والمتأخرين من اصحاب الحديث والفقهاء والمتكلمين ان اول ما افترضه الله تعالى على جميع العباد اذا بلغوا حد التكليف النظر في اياته. والاعتباء والاعتبار وبمقدوراته والاستدلال عليه باثار قدرته وشواهد ربوبيته اذ كان تعالى غير معلوم باضطرار ولا شاهد بالحواس وانما يعلم وجوده وكونه على ما تقتضيه افعاله بالادلة الظاهرة والبراهين الباهرة قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فاعلم انه لا اله الا الله. وقال تعالى ان في السماوات والارض الاية. وقال عز من قائل ومن اياته ان خلقكم من تراب. ثم اذا انتم بشر اه تنتشرون ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا الى اخر الايات. وقال تعالى فاعتبروا يا اولي الابصار وقال افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت الاية وقال وفي وفي الارض ايات الموقنين وفي انفسكم افلا تبصرون في نظائر لذلك من الاي الدالة على وجوب النظر والاستدلال نعم اه هذه القطعة آآ يعنون لها باول واجب على المكلف وقد نص الداني رحمه الله ان اول ما افترضه الله على اه جميع العباد اذا بلغوا حد التكليف النظر في اياته هذا موضع يحتاج الى شيء من التفصيل وذلك ان المتكلمين زعموا بان اول واجب على المكلف هو النظر او القصد الى النظر او الشك ولا ريب ان هذا قول باطل اذ ان اول واجب على المكلف هو شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والدليل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث معاذا الى اليمن قال له في صريح العبارة فليكن انك تأتي قوما اهل فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله وفي لفظ ان يوحد الله فاول واجب على المكلف هو توحيد رب العالمين للنظر ولا القصد الى النظر ولا الشك في اقوال يقولها المتكلمون لا دليل عليها من كتاب ولا سنة فهل هذا الكلام الذي ذكره الداني رحمه الله يدخل في دعوة المتكلمين ام لا الواقع اننا اذا نظرنا الى كلامه نرى انه قصد نوعا من النظر خلاف النظر العقلي الذي يطالب به المتكلمون المتكلمون يرون انه يجب احكام القواعد العقلية بمعرفة الجوهر والعرب والحج والبرهان وجملة من الاصطلاحات العقلانية تكون قبل الاعتقاد لكن كلام الداني يدل على انه ينبغي ان يعتقد الانسان عن بينة. وان يعبد الله تعالى على بينة في النظر في اياته الشرعية واياته الكونية وهذا كلام حسن لان العقيدة التي تنفع صاحبها هي العقيدة المبنية عن علم ووعي وبينة افمن كان على بينة من ربه فالذي يظهر والله اعلم انه لم يرد ما اراده المتكلمون من معرفة التقعيدات الكلامية والمقدمات المنطقية الارصطية التي اه استجلبوها من اليونان وانما اراد ما دل عليه كلامه من النظر في ملكوت السماوات والارض او النظر في ايات الله الشرعية بدليل ما استدل به قال الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وساق الايات التي فيها ومن اياته ومن اياته ومن اياته والله تعالى ما ذكر لنا هذه الايات الا لنتدبرها ونعتقد بمدلولها فعلى هذا ينبغي ان نحمل كلام هذا الامام اه وانه اراد المعنى الصحيح وهو ان يعقد الانسان عقيدة وتوحيده بالله عن بينة لا عن مجرد تقليد محض. بل عن معرفة للحق بدليله وينبغي لكل مؤمن ان يراجع نفسه في هذه المسائل العظام ويعرف كيف بنى عقيدته هل بناها عن علم وبينة؟ ام انه وجد الناس يقولون قولا فقاله الم تروا ان الميت في قبره يسأل عن هذه المسائل الثلاث عن ربه ودينه ونبيه فاما المؤمن فيقول ربي الله الاسلام ديني ونبيي محمد يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة واما المرتاب او الشاة فانه يقول ها ها لا ادري. سمعت الناس يقولون قولا فقلته هذا الذي يجب ان نحذره ان لا يكون الانسان امعة. يردد دون وعي. فلهذا كان لابد لنا من اطلاق النظر وامعان في الايات الكونية والايات الشرعية الايات الكونية هو ما بثه الله تعالى في ملكوت السماوات والارض فقد امر الله تعالى بالنظر اليها. قل انظروا ماذا في السماوات والارض. وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون. فامر الله تعالى بالنظر وكذلك امر الله تعالى بالنظر في اياته الشرعية فقال افلا يتدبرون القرآن؟ ام على قلوب اقفالها؟ افلم يتدبروا القول فكان لزاما ان نتدبر في الموضعين وان ننظر في الموضعين لكي يكون علمنا مبنيا على قاعدة متينة ثم انه قال رحمه لكني انبه في هذا المقام الى ان مقالة المتكلمين وللاسف قد تجددت في هذه الازمنة عند بعض من يسمون انفسهم عقلانيين او تنويريين او غير ذلك وهم في الواقع افظل الاشاعرة ما جاء في الاشاعرة آآ يعني مثله قبله ولا بعده ممن ادركه شيخ الاسلام ابن تيمية فكان الباقلاني رحمه الله عنده مثل هذا وهو ممن قرر ان الامام معناه التصديق ظلاميون غير عقلانيين. هم ابعد الناس عن العقل وابعد الناس عن النور بعضهم ينادي ويقول ينبغي ان نشكك الشباب في كل شيء ليعيدوا تركيب المفردات الايمانية من جديد يجب ان نشككهم في الله وفي الرسول وفي القرآن. كبرت كلمة تخرج من افواههم الواقع ايها الكرام ان العلم بالله علم ضروري وانما نفى الداني انه اضطراري مراده بذلك الاضطرار الحسي. يعني انه لا يرى بالحس اما العلم بالله تعالى فالحقيقة انه قد توافرت الادلة على على اثباته. ومن اعظمها الفطرة فما من مخلوق الا وقد فطر على الايمان بخالق عالم قادر ينبغي له كل اسم حسن وكل صفة حسنة هذا امر مركوز في الفطر فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم فالعلم بالله تعالى مركوز في الفطر ودل عليه العقل ودلت عليه الدلائل الحسية اي الايات ودلت عليه نصوص الكتاب والسنة الدواعي والادلة متوافرة على اثبات قطعية العلم بالله سبحانه وتعالى. وان كان تفاصيل ذلك لا يدرك الا بمعرفة نصوص الكتاب والسنة ثم قال رحمه الله ثم الايمان به والاقرار بملائكته ورسله وجميع ما جاء من عنده والتصديق بذلك بالقلب والاقرار باللسان. والايمان بالله تعالى هو التصديق بالقلب بان الله الواحد بان الله الواحد الفرد القديم الخالق العليم الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. والدليل على ان الايمان هو الاقرار والتصديق قوله عز وجل وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين. يريد بمصدق لنا. وكذلك قوله ذلك بان انه اذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا اي تصدقوا. وكذا قوله ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين اي مصدقين. نعم عبارة آآ الداني في هذا الموضع قاصرة في تعريف الايمان اه اذ الايمان لا يقتصر على تصديق على تصديق القلب واقرار اللسان او نطق اللسان. بل لا بد ان ينضم يضاف الى ذلك الاذعان بالجوارح. وربما انه اراد رحمه الله ها هنا بيان الايمان القلبي اذ ان الايمان تارة يراد به ما يراد في الاسلام. حينما يأتي مطلقا وتارة يراد بالايمان الاعتقادات القلبية حينما يأتي مقرونا مع الاسلام ارجو ان تتأملوا هذا جيدا الايمان شأنه شأن كثير من الالفاظ له معنى في حال الاقتران وله معنى في حال الانفراد مثل ما نقول مثلا عن الفقير والمسكين الفقير والمسكين اذا اتى في نص واحد فينبغي ان نميز بينهما كقول الله تعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين سيتعين ان نقول الفقير من لا يملك قوته سنة. والمسكين من يملك قوته نصف سنة مثلا اه واذا اتى كل منهما على انفراد فانه يعم صاحبه للفقراء المهاجرين يدخل فيهم المساكين وهكذا وقل مثل ذلك في التوبة والاستغفار وغيرها من ذلك ايضا الاسلام والايمان. فالايمان تارة يراد به ما يقوم في القلب من الاعتقادات واليقينيات والقطعيات ما جاء في حديث جبريل عرف الامام بانه ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره لكنه انما قصره على هذا المعنى القلبي لتقدم ذكر الاسلام وانه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الى اخره آآ اما اذا جاء الايمان منفردا او جاء الاسلام منفردا فانه يدل على الدين كله واه يعني قد جرى عند كثير من الشراح القول بان الايمان هو التصديق حتى ادعيا ان هذا محل اجماع والواقع انه لا اجماع لغة ولا اصطلاحا بل ان الايمان اوسع دلالة من التصديق الايمان تصديق مقرون بمعنى الائتمان. المثمر للاذعان وليس تصديقا مجردا قوله في الاية وما انت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ولو كنا صادقين لا تدل على ان الايمان بمعنى التصديق كما استشهد المؤلف وغيره والمؤلف في هذا جرى على طريقة شيخه ابي بكر الباقي اللادي ولهذا يفسر بعض المحققين وجود هذا الاختلاف في كلام الداني بسبب اختلاف مشايخه فانه قد عن عالمين كحلين كبيرين احدهما عالم سني وهو محمد بن عبدالله بن ابن ابي زميم الالبيري من علماء الاندلس. وهم من علماء السنة المشهورين وتلقى في بلاد المشرق على ابي بكر الطيب الباقي اللاني تلميذ الاشعري الذي قال عنه شيخ الاسلام ابن تيمية انه وسيأتي ان شاء الله بحث مفرد للايمان. ولا ريب ان الداني يفسر الامام بانه قول وعمل في كثير من كتبه وفي هذه الرسالة ايضا. لكن عبارته ها هنا فيها قصور سيتلافى هذا القصور حينما يعقد فصلا خاصا عن الايمان لكنا اردنا التنبيه الى ان الايمان ليس مرادفا للتصديق لكنه اه تصديق مقرون باذعان تصديق فيه معنى الائتمان ولهذا تقول اه صدقت فلانا ولا تقل امنت فصدق يتعدى بنفسه. اما امن فانه يحتاج الى ان يتعدى بخيره. بغيره. فامن له لوط لا يتعدى باللام ويتعدى بالباء امن به اه بخلاف صدق فانه يمكن ان يتعدى بنفسه. ففرق بينهما في التصريف وفرق بينهما في المعنى الايمان تصديق من نوع خاص. تصديق فيه معنى الائتمان لوجود شيء مغيب وهو يستلزم الاذعان والخضوع الذي هو العمل وسيأتي لهذا ان شاء الله مزيد بيان ثم قال قال رحمه الله والايمان بالله تعالى يتضمن التوحيد له سبحانه والوصف له بصفاته ونفي النقائص عنه الدالة الدالة على حدوث على حدوث من جازات عليه والتوحيد من جازت عليه. على حدوث من جازت عليه. والتوحيد له هو الاقرار بانه ثابت موجود وواحد معبود على ما ورد به قوله تعالى والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم. وانه اول قبل جميع المحدثات الباقي بعد فناء المخلوقات على ما اخبر به تعالى في قوله هو الاول والاخر هو الظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. والعالم هو الذي لا يخفى عليه شيء. والقادر على اختراع كل مصنوع وابداع كل جنس مفعول على ما اخبر به. على ما اخبر به في قوله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل وانه الحي الذي لا يموت والدائم الذي لا يزول. اله كل مخلوق ومبدعه. ومنشأه ومخترعه. نعم هذه القطعة تتعلق بالايمان بالله تعالى واعلموا يرعاكم الله انه لا يتم الايمان بالله تعالى الا بتحقيق اربع مراتب الايمان بوجوده سبحانه الايمان بربوبيته الايمان بالوهيته والايمان باسمائه وصفاته يكاد المصنف رحمه الله قد اتى على هذه الاربعة فقد اثبت وجود الله تعالى ثبوتا قطعيا فلا يتم ايمان امرئ حتى يثبت وجود الله عز وجل وبهذا يتبين لنا ان اثبات الجهمية لوجود الله اثبات عقلي لا اثبات وجود كيف ذلك الجهمية وهم من دخولات المعطلة يقولون الله تعالى هو الوجود المطلق بشرط الاطلاق هو الوجود المطلق بشرط الاطلاق. كيف بشرط الاطلاق؟ يعني لا يتقيد بصفة، لا يمكن ان يوصف بصفة الواقع ان اثبات اله غير متصف بصفة غير متصف بصفة انه امر لا يوجد الا في الاذهان ولا وجود له في الخارج والاعياد لا يمكن لشيء من الاشياء الا ان يكون موصوفا بالصفات. فالجهمية ومن سار على اه سننهم من المعتزلة اثبتوا وجود الله اثباتا ذهنيا فقط. فكرة ذهنية ليس وجودا حقيقيا. اما اهل الحق والدين من مختلف الملل فانهم اثبتوا وجود الله عز وجل المتصف بصفات الكمال ونعوت الجلال. ووجود الله تعالى قد دلت عليه الفطرة كما اسلفنا ودل عليه العقل ودل عليه الحس ودل عليه الشر في امور يطول الشرق في الواقع كذلك لابد من الايمان بربوبيته. والايمان بالربوبية قدر زائد على مجرد الايمان بالوجود. وهو ان نعتقد انه خالق مالك مدبر. فالخلق والملك والتدبير عليها مدار الخلق والملك والتدبير عليها مدار الربوبية فجميع صفات الربوبية ترجع الى هذه الامور الثلاثة الخلق فلا خالق الا هو. الملك فلا مالك الا هو. التدبير فلا مدبر واما الالوهية فمعناها الاعتقاد الجازم بانه وحده المستحق للعبادة. دون ما سواه فلا يحل صرف اي نوع من انواع العبادة لغيره سبحانه ما بعث الله نبيا الا بادئ قومه بهذه الجملة. يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي انه لا اله الا انا فاعبدوه اما الاسماء والصفات فهو ان نثبت لله تعالى ما اثبت لنفسه من صفات الكمال اه نعود في الجلال وننزهه عما نزه نفسه من النقص والعيب ومماثلة المخلوقين والله تعالى ينزه عن ثلاثة امور عن النقص والعيب ومماثلة المخلوقين فلذلك قال سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. والمصنف بحمد الله من اهل الاثبات المعتصمين بنصوص الكتاب والسنة على ما يأتي بيانه فانه ما نطق الكتاب بشيء من الصفات الا واثبته. ولا صح في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من الصفات الا واثبته واقره فجمع بحمد الله بين انواع التوحيد الثلاثة توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات. واعلموا بارك الله ان في كل مقام من هذه المقامات الاربع لنا مناكفون في باب الايمان بوجود الله من يخالفنا الملاحدة الدهرية اه مثلا كمن يقولون ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر فالملاحدة الدهرية والزنادقة ينكرون وجود الله عز وجل ومثلهم الشيوعيون في هذه الازمنة المتأخرة الذين يقول قائلهم لا اله والحياة مادة ومنهم الطبائعيون الذين يقولون بالطبيعة نيتشر يقول قائلهم الطبيعة هي التي تخلق الاشياء. ابدعت الطبيعة رسم هذه اللوحة. غضبت الطبيعة وفعلت كذا وكذا. كل هذا الضرب من الالحاد واحالة للافعال الى غير الله تعالى ومنهم ايضا اه الصدفيون القائلون بالصدفة الذين يزعمون ان الاشياء انما توجد صدفة. كل هذا هروب ومكابرة للحق ومنهم افراد شداد مثل فرعون حينما قال وما رب العالمين او النمرود الذي قال انا احيي واميت لم يزل من المطموسين المحجوبين من والعياذ بالله يقع في الانكار. اذا في باب الايمان بالله في باب الايمان بوجود الله يفارقنا الملاحدة والزنادقة على اختلاف انواعه في باب الايمان بالربوبية يخالفنا المشركون في الربوبية الذين يجعلون مع الله شريكا. يثبتون الله ويثبتون انه يخلق ويرزق ويدبر. لكن يجعلون معه شريكا مثل من؟ مثل المجوس. الثانوية او المعنوية الذين يقولون للكون خالقان. اله النور يخلق الخير واله الشر يخلق الظلمة مثل القدرية الذين يقولون العبد يخلق فعل نفسه ومثل بعض مشركي العرب الذين يزعمون ان لالهتهم اه نوع تصرف في الكون من النفع والضر وغير ذلك في باب اه توحيد الله عز وجل او في باب الايمان بتوحيد الالوهية يخالفنا المشركون على اختلاف انواعهم كل من اشرك مع الله غيره في العبادة دعا غير الله ذبح لغير الله نذر لغير الله. اه حلف بغير الله فقد اشرك بالله عز وجل ولهؤلاء بعثت الرسل وانزلت الكتب لكي يحملوا الناس على توحيد العبادة توحيد رب العالمين وعدم صرف شيء من انواع العبادة الا هو. الا له سبحانه بقينا في المقام الرابع وهو توحيد الاسماء والصفات وهو المقام الذي خالفنا فيه بعض اهل القبلة ممن ينتسبون الى الاسلام ويستقبلون الكعبة منهم من عطل تعقيلا كليا كالجهمية والمعتزلة. ومنهم من عطل تعطيلا جزئيا كالصفاتية الذين سميناهم لكم ومنهم من غلا في الاثبات حتى وقع في التمثيل وهم اهل التمثيل الذين يزعمون ان صفات الله كصفات المخلوق تعالى الله عما يقولون. وهدى الله سبحانه وتعالى اهل السنة لما اختلف فيه من الحق باذنه فاثبتوا اثباتا بلا تمثيل. ونزهوا الله تنزيها بلا تعطيل لان الممثل يعبد صنمه. والمعطل يعبد عدمه الممثل يعبد صنمه شكل صورة في ذهنه لالهه واعطاها ما يعهده لدى المخلوقات من اوصاف كأنما هو عبد الصنم في الواقع. لانه كل ما خطر ببالك فالله ليس كذلك. لا يمكن ان تدركه الاوهام ولا تبلغه الظنون سبحانه وبحمده لا يمكن لاحد ان يدرك كيفيته ولا كيفية صفاته. كما قال الامام مالك رحمه الله لما سأله رجل قال كيف استوى؟ اطرق برأسه ساعة وعلته الرحظاء انفض جسده عرقا من هول وقع السؤال عليه ثم رفع رأسه فقال اربع كلمات قال الاستواء غير مجهول يعني معلوم آآ معلوم المعنى في لغة العرب. والكيف غير معقول. كيفية الاستواء لا يمكن لاحد ان يتعقلها والايمان به واجب. الايمان باستواء الله تعالى واجب. والسؤال عنه بدعة كلمات اربع صارت دستورا لاهل السنة في باب الاسماء والصفات اه لذلك قلنا ان الممثل يعبد صنما. والمعطل يعبد عدمه. لان المعطل ينفي صفات الله كل ما اثبت الله نفسي من الاسماء والصفات ينفيها ينفيها ينفيها. فالنتيجة لن يبقى اله يعبده اما فاهل السنة والجماعة كانوا وسطا بين طرفين بين طرف غلا في الاثبات حتى وقع في التمثيل وبين طرف الغلا في التنزيه حتى وقع في التعطيل فكانوا بحمد الله وسطا بين طرفين وعدلا بين عوجين ثم قال رحمه الله قال رحمه الله وانه لم يزل مسميا لنفسه باسمائه. وواصفا لها بصفاته قبل ايجاد خلقه. وانه قدير باسمائه وصفات ذاته التي منها الحياة التي بان بها من بان بها من الاموات والموات القدرة التي ابدع بها الاجناس والذوات. والعلم الذي احكم به جميع المصنوعات واحاط بجميع المعلومات. والارادة التي صرف بها جميع اصناف المخلوقات. والسمع والبصر اللذان ادرك بهما جميع المسموعات والمبصرات والمبصرات والمبصرات المبصرات والمبصرات والسمع والبصر اللذان ادرك بهما جميع المسموعات والمبصرات والكلام الذي باين فيه اهل السكوت والخرس وذوي افات والبقاء الذي سبق به المكونات وباين معه جميع الفانيات كما اخبر تعالى فقال الاسماء الحسنى فادعوه بها. الاية. وقال جل ثناؤه الله لا اله الا هو الحي القيوم وقال عز وجل وتوكل على الحي الذي لا يموت وقال فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا ان ما انزل بعلمكم بسم الله. وقال لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه. وقال وما تحمل من انثى ولا الا بعلمه. وقال فلنقصن عليهم بعلم. وقال الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير قال ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه. وقال يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وقال انني معكما اسمع وارى. وقال انه هو السميع البصير. وانه هو السميع وقال انه هو السميع العليم وانه هو السميع البصير. والعليم القدير. وقال انما يريد الله ان يعذبهم بها في الدنيا وقال انما قولنا لشيء اذا اردناه ان نقول له كن فيكون. وقال اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة. وقال ذو القوة المتين. وقال ويحذركم الله نفسه وقال واصطنعتك لنفسي. وقال تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك. وقال فاذا سويته ونفخت فيه من روحي وقال قل اي شيء اكبر شهادة؟ قل الله شهيد بيني وبينكم في اشباه لهذه الاية. فنص سبحانه على اثبات اسمائه وصفات ذاته. فاخبر جل ثناؤه انه ذو الوجه الباقي بعد بعد حسبك اه اه هذه القطعة تبين بحمد الله نصاعة اه طريقة ابي عمرو الداني في اثبات اسماء الله وصفاته وان كان قد استشهد باثبات الصفات السبع المعنوية لكن الاستدلالات التي ساقها بعد ذلك تدل على انه لم يرد الاقتصار واثبت اه تفاصيل اخر كاثبات نفسي واثبات اه لفظ الشيء وغير ذلك وذلك اه ان من المثبتة من يثبت سبع صفات وهم الصفاتية ولا على لعل هذا مما سار فيه على طريقة شيخه الباقلاني. فالاشاعرة يثبتون سبع صفات فقط يثبتون الحياة والسمع والبصر والعلم والارادة والقدرة والكلام يثبتون هذه الصفات السبع المعنوية وقد ساقها الشيخ على نسق غير انه عبر عن الحياة بالبقاء عبر عن الحياة بالبقاء. وهم يثبتون هذه الصفات ايضا اثباتا عقلانيا لكن الشيخ رحمه الله اثبتها بالادلة الشرعية. والواقع انها تثبت عقلا وتثبت نقلا الحمد لله فاللي ذكر هذه الصفات ثم اتبعها بذكر الايات الدالة على اثباتها. انزله بعلمه اذا له صفة العلم ذو القوة. اذا له قوة سبحانه وبحمده. اه اثبت ايضا اه يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. اه يعلم بصيغة فعل المضارع يعلم اه وبصيغة العليم وعلم اه السميع وسمع اه ايضا اثبت الارادة. المهم ان الشيخ رحمه الله هذا سار على طريقة اهل السنة والجماعة في اثبات ما اثبت الله تعالى لنفسه من الاسماء الحسنى والصفات العلى ولم يتعرض له بتأويل بل واثبت ايضا اه في صفة النفس في قوله واصطنعتك لنفسي تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك آآ آآ وكذلك لفظ الشيء قل اي شيء اكبر شهادة؟ قل الله شهيد بيني وبينكم. فدل ذلك على ان انه يطرد القول في اثبات الاسماء والصفات آآ على نسق واحد لا يفرق بين المتماثلات كما لا يسوي بين المختلفات ثم نص على بعض الصفات الخبرية التي يشرق بها المبتدعة وينكرها المؤولة فقال قال رحمه الله فاخبر جل ثناؤه انه ذو الوجه الباقي بعد تقضي الماضيات وهلاك جميع المخلوقات. وقال وتعالى كل شيء هالك الا وجهه. وقال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. نعم. اه اثبات صفة الوجه مما اجمع عليه اهل السنة والجماعة ان لله تعالى وجه كريم يليق بجلاله وعظمته قد دل على ثبوته ثبوته الكتاب في غير ما موضع كما استدل المصنف ويبقى وجه ربك الا ابتغاء وجه ربه الاعلى كل شيء هالك الا وجهه. فلربنا سبحانه وتعالى وجه كريم لا يماثل وجوه المخلوقين كما دلت السنة الصحيحة على ذلك ففي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقاءك. وفي الحديث الصحيح اه قوله حجابه النور. لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه في احاديث كثيرة في اثبات هذا الامر. فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة ان يعتقد ان لله سبحانه وتعالى وجها كريما يليق بجلاله وعظمته اما اهل البدع فقد شرقوا بهذا وابوا ان يثبتوا لله صفة الوجه وقالوا المراد بالوجه الذات او المراد بالوجه الثواب وكلها تأوي باطلة. اذ كيف يقول الله عز وجل ويبقى وجه ربك؟ كيف يضيف الشيء الى الشيء فلو قيل ان الوجه هو الذات فكيف يقول وجه ربك فهذا لا يستقيم ولهذا وكذلك لا يمكن ان يكون بمعنى الثواب لا يستقيم ان يقال كل شيء هالك الا ثوابه ابدا فكل من ادعى دعوة آآ اراد بها ان يحلف مراد الله عز وجل عن وجهه فان في كلام الله تعالى ما يرده ويبطله وقد قرر شيخ الاسلام ابن تيمية اه قاعدة ان كل من استدل بدليل من الكتاب والسنة على باطل فان الله يجعل في ذلك الدليل ما ينقض به باطله يعني تطبيقات هذا واستنباطاتها باب واسع. هذا ما يتعلق بصفة الوجه ثم ثنى باليدين قال رحمه الله واليدين على ما ورد من اثباتهما في قوله تعالى مخبر عن نفسه في كتابه وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم الاية. وقال عز وجل ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي. وليس بجارحتين ولا ذواتي صورة. وقال تعالى والسماوات مطويات بيمينه. وتواترت باثبات ذلك من صفاته عن الرسول صلى الله عليه وسلم وقال كلتا يديه يمين يعني صلى الله عليه وسلم انه لا يتعذر عليه باحديهما ما يتأتى بالاخرى. نعم هذا ايضا مما يجب على كل مؤمن ومؤمنة اعتقاده ان لله سبحانه وتعالى يدان كريمتان مبسوطتان بالعطاء والنعم. كما جاء بذلك ناطق الكتاب وصحيح السنة. يقول الله عز وجل وقالت اليهود يد الله مغلولة. غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا. بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء اتى بها بصيغة التثنية وكذلك قال مخاطبا ابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي فكان ذلك دليلا على وجوب اثبات يدين اثنتين لله عز وجل. فان قال قائل اليست اليد تأتي في القرآن بصيغة الافراد وتأتي بصيغة الجمع كما اتت بصيغة التقنية؟ قلنا بلى اتت بصيغة الافراد تبارك الذي بيده الملك في الجمع مما عملت ايدينا ولكن لا تعارض بحمد الله بين الافراد والجمع والتثنية لماذا؟ انتبه نقول ان المفرد المضاف المفرد اذا اضيف فانه يدل على العموم. يعني بمعنى انه لا يعارض لا التثنية ولا الجمع هكذا عند العرب ان المفرد اذا اضيف فانه يعم اقرب لكم ذلك بالمثال. حينما تقول مثلا رأيت الحادث بعيني. هل يقال عنك انك اعور لا لا يعني ان ان لك عينا واحدة. واذا قلت مشيت الى فلان برجلي لا يقال انك آآ اعرج او مبتور القدم لان المفرد اذا اضيف ياء دي عيني مضاف ومضاف اليه فانه يعم ولا يدل اه ولا يعارض التثنية والجمع. اذا قد سقط التعارض بين الافراد والتثنية طيب بقينا كيف نجمع بين صيغة الجمع ايدينا وصيغة التثنية كيف نجمع بينهما؟ يقال ان قلنا ان اقل الجمع اثنان فلا اشكال. فاننا نحمل الجمع على اقله وهو اثنان وحينئذ نتعاون وان قلنا لا اقل الجمع ثلاثة ويزيد فاننا نقول ان الجمع الوارد في الايات لم يقصد به التكثير وانما قصد به المجانسة مشاكلة بين المضاف والمضاف اليه كيف؟ الله تعالى يقول ايدينا اعيننا لما جاء المضاف اليه بصيغة ما الفاعلين التي هي في الاصل في اصل وضعها في اللغة تكون للتعدد والكثرة ناسب ان يكون المضاف مثلها على صيغة الجمع وهي في الواقع ليست للتعدد والكثرة وانما للتعظيم كما يقول الملك او السلطان نحن فلان ابن فلان امرنا بما هو ات رسمنا بما هو ات. حكمنا بما هو مع انه شخص واحد. لكن لماذا عبر بهذا؟ لاجل التعظيم ناسب ان يكون المباح على نسق المضاف اليه لكي يكون تعظيما مضاعفا. فالمقصود منه المشاكلة والمجانسة بين المضاف والمضاف اليه وبالتالي فانه آآ لا تعارض بحمد الله بين الاكراد والجمع من جهة والتثنية من جهة اخرى بل المراد في لفظ الايدي ولفظ الاعين المراد بها التدنية هذا في الايدي كما قرر المصنف رحمه الله وقد شرق اهل البدع والاهواء بهذا فانكروا ان يكون لله تعالى يد حقيقية وقالوا المراد باليد النعمة المراد باليد القدرة من عند انفسهم بلا اثارة من علم ولا دليل من كتاب ولا سنة وانما حملهم على لذلك المقدمات الفاسدة التي حملتهم على التنكب الطريق. والصحيح ان هذا ان هذه دعوة باطلة لانه لو كان اليد بمعنى القدرة انما كان لادم مزية على بقية المخلوقات. لان الله تعالى قد خلق جميع المخلوقات بقدرته لكن لما كان ادم خلقه الله بيده كان له مزية على غيره لو كان لو كان المراد باليد القدرة لقال ابليس لربه وانا يا ربي خلقتني بقدرتك. لكن ابليس افقه من المعطلة يعلم ان لله تعالى يدان حقيقيتان فلذلك لم يستدرك ولم يقل وانا يا ربي خلقتني بقدرتك. لكون اليد بمعنى القدرة. هذا يعلم ان الله خلق ادم بيديه الكريمتين فهذا يدل على بطلان ما ذهب اليه هؤلاء. وكذلك لا يمكن ان تكون بمعنى النعمة كيف يستقيم ان ان يقول خلقتك بنعمتين الله تعالى له نعم كثيرة ليست نعمة او نعمتان وان تعدوا نعمة الله لا ثم سلة بذكر الاعين نختم به هذا الدرس. قال رحمه الله والاعين كما افصح القرآن باثباتها من صفاته فقال قال عز وجل واصبر لحكم ربك فانك باعيننا. وقال واصنع الفلك باعيننا. وقال تجري باعيننا وقال ولتصنع على عيني. وليست عينه بحاسة من الحواس ولا تشبه الجوارح والاجمل اذ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وقال صلى الله عليه وسلم حين ذكر الدجال وانه اعوج وقال وان ربكم ليس باعور فاثبت له العينين. نعم ايضا هذا المقام الثالث في اثبات العينين لله تعالى فيجب على كل مؤمن ومؤمنة ان يعتقد ان لله تعالى عينان كريمتان يبصر بهما سبحانه وانهما حقيقيتان لا تشبهان اعين المخلوقين فيثبت ما اثبت الرب لنفسه على وجه يليق به لا يماثل اعين المخلوقين فهو سبحانه قد قال تجري باعيننا وقال ولتصنع على عيني ونحو ذلك من الايات. والموجود في القرآن اثبات العين بلفظ الافراد ولتصنع على عيني. وبلفظ الجمع تجري باعيننا وليس فيه لفظ التثنية غير ان في السنة ما يدل على لفظ التثنية قد ورد في حديث فيه ضعف اذا قام العبد يصلي قام بين عيني الرحمن لكن يغني عن هذا الحديث الضعيف الحديث الذي ساق المصنف اخيرا عند ذكر الدجال حين قال عن الدجال انه اعور وان ربكم ليس باعور. فنفي العور عن الله يدل على اثبات العينين له سبحانه وتعالى. ونقول في العينين ما قلنا في اليدين ان هذا التعارض بين الافراج والجمع لا يظر بين الافراد والتثنية لا يظر. لان المفرد اذا اضيف فانه يعم ولا في التثنية واما الجمع فان الجمع لم يقصد به التكثير والتعدد وانما قصد به المشاكلة والمجانسة بين المضاف والمضاف اليه لكي ابلغ في التعظيم ونستدرك على كلام المصنف رحمه الله قوله في اليدين وليستا بجارحتين ولا ذواتي صورة ما عقب به اه في ذكر الاعين ان مثل هذه الالفاظ قد يستطيل بها اهل التعطيل او اهل التجهيل الذين يدعون التفويض على نفي مراد الله تعالى بتحقيق الصفة فينبغي لاهل العلم والايمان ان يلتزموا بالفاظ الكتاب والسنة والا يتعدوها الى الفاظ تشوشها وتفتح الباب لاهل البدع. فلا محوج للقول وليستا بجارحة ولا دواء تيصورة هذا قد يعني يفهم منه بعض الناس التفويض والتجهيد وانه مجرد اثبات اسم الصفة دون حقيقتها واهل السنة والجماعة يثبتون اللفظ ويثبتون المعنى ويفوضون الكيفية تأملوا يا معشر طلبة العلم كل صفة من صفات الله يتعلق بها ثلاث قضايا لفظ ومعنى وكيفية فالواجب علينا ان نثبت اللفظ لا نحيد عنه لا نزيد ولا ننقص ونثبت المعنى الذي دلت عليه لغة العرب ونقصد بالمعنى المعنى العام الموجود في الاذهان المعنى العام المشترك المطلق الكلي الذي اذا اظيف تخصص واما الكيفية فاننا نفوضها الى الله ولا نقترب من هذا الحمى. ليس كمثله شيء سبحانه وبحمده. والمقصود انه ترك هذه العبارات التي قد توهم معنى فاسدا ولما مر الامام احمد بن حنبل رحمه الله بقاص يقص في المسجد واذا به يذكر حديث النزول فقال ينزل ربنا الى سماء الدنيا. الحديث الصحيح المشهور قال من غيري نقلة ولا حركة. وجم الامام احمد وكان معه حنبل او صالح وقال ارجع بنا الى هذا المتهوك فرجع وقال له يا هذا قل كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تزد بان هذه الزيادات التفسيرية التي من كيس الانسان قد تفسد المعنى. فالحمد لله لا احد اصدق من الله قيلا. لا احد احسن من الله فلنقل كما قال الله وكما قال نبيه صلى الله عليه وسلم ولنعتقد ما دل عليه كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم وللحديث الصلة ان شاء الله وصلى الله على نبينا محمد