بسم الله الرحمن الرحيم موقع المسك يسره ان يقدم لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام ابو عمرو الداني رحمه الله تعالى فصل في العرض والكرسي. ومن قولهم ان الله سبحانه خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق ثم استوى عليه كيف شاء من غير ان يحدث تغيرا في ذاته لا اله الا هو الكبير. وانه تبارك وتعالى اذا خلق الكرسي وهو بين يدي العرش ولهما حملة يحملونهما بمشيئته وقدرته. قال الله تعالى ويحمد عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية يومئذ تعرضون. يعني ثمانية املاك وجاء انهم اليوم اربعة وقال عز من قائل وسع كرسيه السماوات والارض. روى عمار الدهني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان الكرسي الذي وسع السماوات والارض بموضع القدمين ولا يعلم قدر العرش الا الذي وقال مجاهد كانوا يقولون ما السماوات والارض في الكرسي الا كحلقة في فلاة. وروى ابو ادريس الخولاني عن ابي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما السماوات السبع في الكرسي الا كحلقة ملقاة بارض الفلاة. وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلات على تلك الحلقة. وروى حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام وبين كل سمائين مسيرة خمسمائة عام وبين السماء السابعة وبين الكرسي مسيرة خمسمائة عام وبين والماء مسيرة خمسمائة عام والعرش فوق الماء والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين لما تكلم المصنف رحمه الله على مسألة الاستواء ومسألة العلو ناسب ان يردف ان يردف ذلك بالحديث عن العرش اذا ان الله سبحانه وتعالى قد استوى على العرش وقد تقدم معنا وقد تقدم معنا يوم امس ان استوى في القرآن العظيم تأتي على ثلاثة انحاء ما هي مستوى في القرآن العظيم تأتي على ثلاثة استعمالات احدها مطلقة فتكون حينئذ بمعنى كمل وتأتي مقيدة او معداة بإلى فمعناها قصد وتأتي ثالثا الاخ متعدية بعلى فيكون معناها حينئذ على واستقر. فمثال الاول ولما بلغ اشده واستوى اي كمل ومثال الثاني ثم استوى الى السماء. اي قصد بارادة تامة. ومثال الثالث لتستووا على ظهوره او الرحمن على العرش فيكون معناها حينئذ على فالواجب تفسير الاستواء بالعلوم. وبينا انه لا يجوز تفسير الاستواء بالاستيلاء وذكرنا امتناع ذلك من اوجه متعددة وقد آآ نبهنا على قول المصنف رحمه الله ومن قولهم انه سبحانه فوق سماواته مستو على عرشه ومستول على جميع خلقه وقلنا انه لا محوج التفسير بالاستواء او اقحام هذه الجملة في الكلام. غير ان احد الطلبة وفقه الله آآ لمح منها معنى اخر اه فيه عذر للمؤلف وينبغي ان نفرح بالعذر. وان نحمل اه اه اهل النصح للامة على احسن المحامل فكأنه رأى في القرن بين العبارتين في قوله مستو على عرشه ومستول على جميع خلقه رأى فيها ردا انحرف الاستواء بالاستيلاء اذ ان قوله ومستول على جميع خلقه يدل على ان الاستيلاء حاصل لجميع المخلوقات وبالتالي فمن فسر الاستواء بالاستيلاء لم يعطي العرش حقا ولا احد احب اليه العذر من الله سبحانه وتعالى وينبغي ان يكون هذا منهجا لطالب علم. حيثما وجدت عذرا لمن اه بدأ انه اخطأ فالتمس له العذر. لا سيما اذا كان اماما من ائمة المسلمين. فلعل الداني رحمه الله قصد هذا المعنى الحسن وهو انه اراد بقوله هو مستول على جميع خلقه انه لا وجه بتفسير من فسر الاستواء بالاستيلاء اذ انه سبحانه مستول على جميع خلقه فلا وجه لان يخص بذلك العرش دون غيره. ويشبه هذا قول عبد القادر الجيلاني رحمه الله آآ مستو على العرش محتو على الملك فله في ذلك السلف اما العرش يا كرام فانه اعظم المخلوقات واجلها واعلاها فانه سقف العالم وفوقه استوى الرحمن سبحانه وبحمده ولا يجوز تحريف العرش الى معان مجازية فان من اهل التحريف من قال ان العرش هو الملك سيكون استوى على العرش يعني استولى على الملك ولا دليلهم على لهم على ذلك ايضا الكرسي منهم من فسر الكرسي بالعلم وهذا ايضا باطل ولا يصح عن الحسن ولا غيره من ائمة السلف ولا يصح ايضا ان ان يفسر الكرسي بانه العرش فان العرش اعظم من الكرسي العرش اه في لغة العرب معناه سرير الملك كما قال الله تعالى في قصة ملكة سبأ من كلام الهدهد قال ولها عرش عظيم العرش هو سرير الملك وعرش الرحمن تعالى آآ اعظم المخلوقات واعلاها واكبرها واجلها وهو خلق عظيم جدا وهو كالقبة فوق العالم فقد جاء في بعض الاحاديث ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكره وقبب بيده فهو كالقبة فوق العالم فكل الكون دونه. والله تعالى فوقه سبحانه وبحمده وذهب بعض الزنادقة من الفلاسفة الى ان العرش هو الفلك التاسع لانكم تعلمون ان الزنادقة آآ من الفلاسفة وغيرهم يزعمون بوجود الافلاك التسعة وآآ فيزعمون ان العرش هو الفلك التاسع الذي منه تدبر الامور السفلية وقد الف الشيخ رحمه الله تعالى رسالة مستقلة في هذا سماها الرسالة العرشية ابطل فيها دعوة الفلاسفة هذه كما ابطل فيها دعاوى المحرفين العرش كما اسلفنا خلق عظيم. واخبر الله تعالى انه يحمله ثمانية والاية صريحة في ان الحمل ذلك جار يوم القيامة لقوله ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية وقد روي اه يعني في اه اه في قوله في تفسير هذه الاية يعني ثمانية املاك. اذ الاية اه ليس فيها تمييز لهؤلاء الثمانية لكن قد اخرج ابن ابي شيبة اه من حديث سعيد ابن او عن سعيد ابن جبير بسند حسن انهم ثمانية املاك انهم ثمانية املاك كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث اه انه يصعق الناس يوم القيامة ساكون اول من يفيق فاذا انا بموسى بساق العرش فما ادري افاق قبلي ام جوزي بصعقة الطور فدل ذلك على ان للعرش ساق وايضا اخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح آآ ان للعرش حملة من الملائكة. فقال في حديثه اذن لي ان احدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة اذنه وعاتقه مخفق الطير سبعمائة عام ما بين شحمة اذنه وعاتقه يخفق الطير او مخفق الطير سبعمائة عام. فدل على ان اولئك الثمانية املاك كرام واما الحديث الذي اشار اليه آآ انهم اربعة قال وجاء انهم اليوم اربعة فهو من آآ رواية ابن جرير الا انه مقطوع حديث مقطوع وانتم تعلمون ان الحديث المقطوع في مصطلح الحديث ما انتهى الى التابعي فمن دونه اما اذا كان منتهاه الى الصحابي فيقال عنه موقف فاذا كان الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مرفوع. فهذا مقطوع وفيه ايضا نكارة الصحيح انهم ثمانية اه واما تفسيره بانه موضع موضع القدمين فهذا يعرف عن ابن عباس رضي الله عنهما وهو صحيح اليه هو صحيح موقوف ومثل هذا لا يقال بالاجتهاد ولا مسرح فيه للعقل فينبغي ان يقال ان ابن عباس انما تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم فله حكم مرفوع. فالكرسي اذا غير العرش والاثر المروي عن مجاهد كانوا يقولون ما السماوات والارض في الكرسي الا كحلقة في فلاة هذا اليه صحيح. هذا يا مجاهد صحيح واما اثر ابي ذر الذي رواه ابو ادريس الخولاني فقد اختلف في تصحيحه وتضعيفه الحديث لا شك ان فيه ضعف لكن ممن صححه الشيخ نصر الدين الالباني رحمه الله اه واما الحديث الاخير الذي فيه ما بين كل سماء وسماء ان العرش فوق الماء والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. فهذا قد اخرجه الدارمي وابن خزيمة وغيرهما وهو حديث حسن وهو حديث حسن وفيه بيان علو الله سبحانه وتعالى. وفيه ايضا بيان ان علوه لا ينافي معيته ان علوه لا ينافي معيته وهو سبحانه وتعالى قريب في علوه علي في دنوه هو سبحانه وتعالى قريب في علوه. واذا سألك عبادي عني فاني قريب. سبحانه وبحمده كان اصحابه معه في سفرة فلما صعدوا ثنية رفعوا اصواتهم بالتكبير والدعاء فقال يا ايها الناس اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من من عنق راحلته وهكذا ينبغي لكل مؤمن ان يشعر بقرب الله عز وجل. وانه اذا ناجاه يسمع كلامه ويرى مكانه ويعلم بحاله. فان تكيف النفس بهذه المعاني من اعظم اسباب قبول الدعاء وقد كان امير المؤمنين عمر رضي الله عنه يقول اما اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء. فاذا الهمت الدعاء الهمت الاجابة اذا رفعت يديك الى ربك وانت تشعر بقربك وتقول يا رب يا رب يا رب اللهم وتحس بالصلة فهذا من بشائر اجابة الدعاء اما اذا رفع الانسان يديه وقال يا رب وقلبه لاه غافل فهو كمن يكلم احدا يلتفت يمنة ويسرة فينبغي للانسان ان ان يؤمن بقرب الله سبحانه وتعالى. وانه سبحانه قريب في علوه علي في دنوه مع قربه سبحانه بسمعه وبصره وعلمه وملائكته وغير ذلك من اسباب آآ ربوبيته فانه سبحانه فوق سماواته مستو على عرشه ثم قال قال رحمه الله فصل في اللوح والقلم. ومن قولهم ان الايمان واجب باللوح المحفوظ وبالقلم على ما اخبر به تعالى في قوله بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ. وقال تعالى وعنده ام الكتاب. وقال وعندنا كتاب حفيظ والقلم وما يسطرون. وروى عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اول شيء خلقه الله القلم. ثم قال له اكتب. قال ربي وما اكتب؟ فجرى في تلك الساعة بما هو هو كائن الى يوم القيامة. وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله نون والقلم قال اول ما خلق الله القلم وخلقت له الدواة وهي النون. فقال له ربه اكتب. قال ربي وما اكتب؟ قال اكتب القدر خير خيره وشره فجرى بما هو كائن حتى تقوم الساعة. نعم ايضا من باب يذكره اهل السنة والجماعة في متونهم العقدية الايمان باللوح والقلم لان الله سبحانه وتعالى اخبر عنهما اللوح فهو اللوح المحفوظ الذي ذكره الله في سورة البروج وهو الامام المبين وهو ام الكتاب ام الكتاب الذي ذكره في قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب بخلاف ام الكتاب التي هي الفاتحة فانها ام الكتاب اي القرآن. اما ام الكتاب اي كتاب القدر فهو اللوح المحفوظ فقد جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما في صحيح مسلم ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض خمسين الف سنة حتى العجز والكيس يعني كتب الله كل شيء حتى الصفات النوعية للافراد من العجز والكيس الحزم المهانة ونحو ذلك. كثر كل ذلك مكتوب لكننا لا ندرك كيفياتها. لا ندرك كيفياتها وان كان قد ورد بانه من درة بيضاء بياقوتة حمراء الى غير ذلك لكن يكفي ان نؤمن بما جاء به ناطق الكتاب من اثبات اللوح وان ما في اللوح المحفوظ لا يقبل التغيير لا يقبل التغيير. فمعنى قوله تعالى يمحو الله ما يشاء ويثبت المراد بها محو واثبات الحسنات والسيئات هذا هو القول المقدم محو اثبات الحسنات والسيئات قد يعمل العبد السيئة ثم ان الله تعالى يمحوها عنه بالمكفرات وقد جاء في ذلك حديث ان العبد اذا اساء وهم ملك السيئات بكتب سيئته قال له ملك اليمين ملك الحسنات امهل امهل ست ساعات فان تاب والا فاثبتها عليه والله تعالى يمحو ويثبت اما الذي في ام الكتاب فانه لا يتغير. لان الله قد علم علامة تستقر الامور وعلى ما يختم لكل انسان. فكل يسير في قدره فيجب الايمان باللوح المحفوظ. كذلك القلم. هذا قلم القدر الذي خلقه الله تعالى. وقد اختلط في اول مخلوق هل هو العرش ام القلم والصحيح انه العرش واما الاولية المذكورة في حديث عبادة ابن الصامت اول شيء خلقه الله القلم. المقصود ما يتعلق بهذا العالم الذي فيه السماوات والارض وبني ادم فهي اولية نسبية اما العرش فانه قبل ذلك وكان عرشه على الماء. فالعرش سابق اولية القلم اذا هي اولية نسبية. هذا اذا قلنا اول على الابتداء. واما اذا قلنا انها على الظرفية اول ما خلق الله القلم فمعناها حين او ساعة خلق الله القلم قال له اكتب لا يكون هناك تعارض اصلا وحديث عبادة وحديث ابن عباس كلاهما روي بسند صحيح صحيح اما حديث عبادة فهو مرفوع واما حديث ابن عباس فهو من كلامه واما الحروف المقطعة اذ ان في حديث ابن عباس ما يدل على ان نون الدواة ولكن قد قطع بعض المفسرين بانه لم يصح في تفسير الحروف المقطعة حديث صحيح لم يصح في تفسير الحروف المقطعة حديث صحيح. والصحيح ان الحروف المقطعة على اسمها حروف حروف لا معنى لها لا معنى لها وانما لها مغزى لا معنى لها ولها مغزى فهي لا معنى لها بمعنى انها حروف وليست كلاما واما مغزاها فهو تحد وتعجيز من الله تعالى لارباب البلاغة والفصاحة من اهل اللسان العربي ان يأتوا بمثل هذا القرآن الذي هو من جنس هذه الحروف. نون وقاف والف لام ميم ونحو ذلك لا يصلح ان يقال ان هذه الحروف المقطعة لها معنى الله اعلم بمراده لان الله تعالى ما ترك شيئا في كتابه الا وبينه. ولم ينزل الله تعالى في كتابه شيئا لا يمكن العلم به اذا كان لا يمكن العلم به فما الحكمة اذا من انزاله فالذي ينبغي ان يقال ان هذه الحروف المقطعة ليس لها معنى وانما لها مغزى حتى لا نفتح بذلك بابا لاهل التفويض ان يقولوا في القرآن مواضع تتلى لفظا ولا تفقه معنا فنقول اصلا لا معنى لها لا نقول لها معنى لا يعلمه الا الله نقول لا معنى لها هي مجرد حروف ولهذا لا يكاد يذكر في فواتح السور آآ ذكر شيء من هذه الحروف المقطعة الا ويأتي بعده اشارة الى الكتاب. لاحظ نون والقلم وما يسطرون وكذلك مثلا في قاف والقرآن المجيد الف لام ميم ذلك الكتاب الف لام ميم صاد كتاب انزلت يعني تجد اشارة الى الكتاب القرآن العظيم اما مباشرة او التماسا طيب ثم قال ثم قال رحمه الله فصل في الملائكة. ومن قولهم ان الله عز وان لله عز وجل ملائكة حفظة يكتبون اعمال العباد كما اخبر عز وجل بذلك في قوله وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون. وقال قال اذ يتلقى المتلقيان الاية. قال مجاهد يكتبان حتى انينه. وقال تعالى ما يلفظ من من قول الا لديه رقيب عتيد. وروى ابو هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يتعاقب ابونا فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار. ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر. ثم ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو اعلم بهم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون واتيناهم وهم يصلون وقال الحسن الحفظة اربعة يتعقبونه ملكان بالليل وملكان بالنهار تجتمع هذه الاملاك الاربعة عند صلاة الفجر. وهو قوله تعالى ان قرآن الفجر كان مشهودا. الايمان بالملائكة من اصول الايمان الذي لا يتم الايمان الا به فان الله سبحانه وتعالى قد ذكرهم في كتابه في غير ما موضع فقال سبحانه وبحمده ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وقال في اخر سورة البقرة كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله وكذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عن الامام قال ان تؤمن بالله وملائكته الى اخره فلهذا ينبغي لنا يا اخوة يا كرام ان نعظم ما عظمه الله وان نقدم ما قدمه الله. فان كثيرا منا لا يولي الايمان بالملائكة ما يستحق من التعظيم والاثر حتى انه لا يحصل له اثر يذكر من الايمان بهذا الركن فعلينا ان نراجع انفسنا في هذا الامر وان نعظم ما عظم ربنا ما الله تعالى عبثا ولا قدمهم في الذكر وقرنهم بالايمان به الا لامر عظيم فيجب ان نولي هذا الامر حقه من العناية والرعاية وهذا يلفت النظر الى حاجتنا الماسة الى تعظيم ما عظم الله وان نكيف انفسنا تكييفا ايمانيا بحيث تنفعل نفوسنا مع الامور التي عظمها القرآن وتقدم ما قدم القرآن. دعوني اضرب لكم مثالا الاربعة ونثبت في الوقت نفسه ان العبد له مشيئة وله فعل وله اختيار لكنه تابع لمشيئة الله و فعله كيف ذلك؟ قال الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم. وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين حتى يتبين لكم كيف ان احيانا لا ننفعل بالقدر الكافي الذي يجب ان ننفعل كما يدل عليه آآ القرآن العظيم. شف تأمل قول الله تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا ادا. تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر جبال حجة. ان دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا. ان كل من في السماوات والارض الا ات الرحمن لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا. انظر انظروا حفاوة القرآن بهذه القضية وتعظيمه لها وشدة نكيره على من ادعى الولد لله عز وجل. ومع ذلك تمر علينا هذه الايات دون ان يقع في انفسنا من الانفعال تستحق وما ينبغي لها هذا يدعونا الى ان نعيد النظر في ما يقع في قلوبنا فنعظم ما عظم الله ونقدم ما قدم الله ونفخم ما فخم الله من ذلك الايمان الملائكة فيجب علينا ان نؤمن ونعتقد اعتقادا جازما بهؤلاء الملائكة الكرام. ولا يتم الايمان بالملائكة الا بتحقيق اربعة امور. اولا الايمان بانهم خلق حقيقي من خلق الله خلقهم الله تعالى من نور. الامام بانه خلق حقيقي غيبي من خلق الله خلقهم الله تعالى من نور وانهم موجودون حقا لماذا نقول هذا؟ لان من الزنادقة من ينكر وجود الملائكة من الزنادقة من يزعم ان الملائكة هي قوى الخير المبثوثة في الكون هكذا يأولها تأويلا مجازيا آآ يعني سخيفة. يقول الملائكة هم قوى الخير الموجودة في الكون لا يؤمن بملائكة يصعدون ويهبطون ويقفون على ابواب المساجد يوم الجمعة يسجلون الاول في الاول ويكتبون يعتقد انهم قوة معنوية في الكون او لا يؤمن بذلك الامر الثاني الايمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه الايمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه. ومن لم نعم نعلم اسمه فانا نؤمن به اجمالا ونحن نعلم من اسماء الملائكة من علمنا الله اياه نعرف جبرائيل وميكائيل واسرافيل ها ومالك النار ونعلم ايضا في حديث آآ حسنه بعض اهل العلم منكر ونكير واما عزرائيل فهذا ليس اسما ثبت في بطريق صحيح وانما اسمه ملك الموت. هكذا سماه الله تعالى في كتابه. قل يتوفاكم ملك الموت اه ولكن العامة وربما كان هذا من الاسرائيليات يسمونه عزرائيل ولا يثبت واما رقيب وعتيد فهذان وصفان وليس اسمين على الصحيح رقيب وعتيد ليس ليس اسمين لملكين ولكنهما وصفان وصفان لهما فكل من علمنا اسمه منهم فاننا نؤمن به باسمه. ومن لم نعلم اسمه فاننا نؤمن به اجمالا الامر الثالث الايمان بما علمنا من صفاتهم فالله تعالى قد وصف الملائكة باوصاف فيجب ان نؤمن بالوصف الذي وصفهم الله به. من ذلك قول الله تعالى الحمد لله فاطر السماوات والارض جاعل الملائكة رسلا اولي اجنحة مثنى وثلاث وربع. يزيد في الخلق ما يشاء ومن ذلك ما دل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم اذن لي ان احدث عن ملك من حملة العرش ما بين شحمة اذنه وعاتقه مخفق طيب سبع مئة عام. ومن ذلك ما ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل على صورته التي خلقه الله تعالى عليها؟ له ست مئة جناح كل جناح قد سد الافق فهذا نؤمن به من صفاتهم. اما ما يدعيه المدعون ويتخيله المتخيلون بلا دليل ولا اثارة من علم فاننا الامر الرابع الذي لا يتم الايمان بالملائكة الا به الايمان بما علمنا من وظائفهم واعمالهم. الايمان بما علمنا من وظائفهم واعمالهم وهناك وظيفة مشتركة لجميع ملائكة الرحمن وهي عبادة الله وتسبيحه كما قال الله سبحانه وتعالى يسبحون الليل والنهار لا يفترون لا يسأمون لا يستحسرون وانا لنحن الصادقون وانا لنحن المسبحون. بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون يعلم ما ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون فهذه وظيفة عامة لجميع الملائكة. اعطاهم الله تعالى القوة على عبادته وسخرهم في هذا ثم علينا ان نؤمن بوجود وظائف متخصصة للملائكة. فسادة الملائكة الثلاثة. جبرائيل وميكائيل واسرافيل وذلك انهم موكولون بامر الحياة جبرائيل عليه السلام فموكول بحياة القلوب. لانه ينزل بالوحي. والوحي هو الذي يحصل به حياة القلوب. وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا لن تراعون. وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا. فلما كان جبريل عليه السلام ينزل بالوحي كان الوحي به حياة القلوب وهو اشرف انواع الحياة فكان سيد الملائكة واما ميكائيل فانه ينزل بالقطر الذي يحصل به حياة الارض والنبات واما اسرافيل فانه ينفخ في الصور اتحصل به حياة الابدان اسرافيل ينفخ في الصور فيحصل به حياة الابدان. لذلك كان هؤلاء الثلاثة السادة سادة الملائكة بتعلق وظائفهم بالروح. على ان لهم وظائف اخرى سوى ذلك. فجبريل ربما نزل بعذاب امة فاهلكها. كما اه اقتلع بطرف جناحه قرى سدوم من تخوم الارض السابعة حتى صعد بها الى السماء وسمع اهل السماء نباح كلابهم ثم قال قلبها والمؤتتكة اهوى فغشاها ما غشها وهناك من ملائكة الرحمن ملك الموت الذي يقبض الارواح ومن ملائكة الرحمن آآ الملك الذي يتسور على الجنين في بطن امه ويكتب رزقه واجله هو عمله شقي او سعيد. ومنهم المعقبات الذين ذكرهم الشيخ اه في حديث ابي هريرة يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار. وان شئت فقل المتعاقبون. اما المعقبات فهم الذين ذكرهم الله في قوله له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله ستكون بمنزلة الحراسة ومن ملائكة الرحمن ما ذكرهم الله تعالى بقوله والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا سبق فالمدبرات امرا هذه الطوائف من الملائكة واعلموا انه لا يجوز وصف الملائكة بذكورة ولا انوثة وكان من عقائد المشركين الباطلة وصف الملائكة بانهم اناث. وانهم بنات الرحمن تعالى الله عما يقولون فزعموا ان الله اتخذ زوجة من الجن استولد منها الملائكة تعالى الله عما يقولون وجعلوا له من عباده جزءا. ان الانسان لكفور مبين وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا. ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون اذا ابطل الله تعالى عقيدتهم فلا يجوز ان يعتقد في الملائكة انهم آآ لا يوصفون لا بذكورة ولا بانوثة اه اذا هذه بعض اعمالهم والا فتعداد اعمالهم كثير جدا. يثبتون المؤمنين في المعارك كما وقع يوم بدر ويوم احد الى اخره هذا كثير جدا ثمرة ذلك يا كرام ان نشعر بمحبة هذا الخلق العظيم الذين خلقهم الله من نور فاننا اذا علمنا بان بانهم مسخرون في طاعة الرحمن وانهم يقطعون الليل والنهار وتسبيحا احببناهم. فان المحبة بين المؤمنين اصل اصيل فيثمر لنا هذا محبة هذا الخلق الكريم عباد مكرمون ايضا يثمر لنا ذلك الانس في هذا الكون لان المؤمن لا يستوحش يحس ان هذا الكون كون معمور مأنوس لخلق الله الذين يسبحونه ويذكرونه ويعبدونه يحس بالانس ولا يحس يحس بالوحدة والاغتراب اه وهكذا يمكن ان يعني يجد الانسان عدة ثمرات من جراء الايمان بالملائكة فينبغي تعظيم هذا الجانب في النفوس طيب ثم قال قال رحمه الله فصل في ملك الموت. ومن قولهم ان ملك الموت يقبض الارواح كلها باذن الله. قال عز من قائل قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم. فاذا قبض روح مؤمن دفعها الى ملائكة الرحمة. واذا قبض روح كافر دفعها الى ملائكة العذاب وهو قوله تعالى توفته رسلنا وهم لا يفرطون. يعني من ملك الموت ثم يصعدون بها الى الله عز وجل وهو قوله تعالى ثم ردوا الى الله مولاهم الحق الله اكبر. هذا مما جاء به ناطق الكتاب. قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم. فيجب الايمان بملك في الموت. هكذا سماه الله تعالى وقد جاء تفسير ذلك وتفصيله في حديث اه البراء بن عازب المشهور الذي فيه ذكر قبض روح العبد المؤمن وقبض روح العبد الكافر وانه بمجرد انه يقبض روح عبد المؤمن ويسلها كما تسل الشعرة من العجيب او كما اه تتحدر القطرة من في السقاء يعني كناية عن السهولة والليونة في قبض روح المؤمن واما الكافر فانه فانه تنزع روحه كما ينزع السفود من الصوف المبلول. السفود هي الحديدة التي فيها نتوءات. فاذا نزعت من الصوف المبلول كان ذلك اشد ما يكون عياذا بالله. فيجب الايمان بملك الموت ووظيفته. واعلموا يرعاكم الله انه لا يجوز ان تقابل الاخطار الغيبية الاسئلة الاعتراضية كان يقول قائل مثلا كيف ربما مات جملة من الناس في ان واحد فكيف يتمكن ملك الموت من قبض يعني هذا مبني على تصور بشري كما لو كان ملك الموت اه موظف يعمل مثلا في دائرة معينة فكيف يقوم عدة اعمال في نفس في نفس الوقت علينا ان نؤمن بما دل عليه النص وان نعلم ان الله تعالى يخلق من خلقه من يقدره على القيام امور عدة في ان واحد لا بد ان يتسع الافق والتعقل لمثل هذا الشيء وان لم ندرك الكيفيات ثم قال قولهم ان الاقدار كلها خيرها وشرها حلوها ومرها. قد علمها تبارك وقدرها. وان ما اصابنا لم يكن ليخطئنا وما اخطأنا لم يكن ليصيبنا. وكذا جميع الاعمال قد علمها وكونها واحصاها وكتبها في اللوح المحفوظ فكلها بقضائه جارية. وعلى من سعد او شقي في بطن امه ماضية. لا محيص لخلقه عن ارادته ولا عمل من خير ولا شر الا بمشيئته. وقال عز من قائل انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم الاية. ومشيئته تبارك وتعالى ومحبته. هذه مسألة عظيمة وهي مسألة القدر ولابد لطالب العلم ان يتقنها ويحسن تصورها تصورا جيدا مبنيا على العلم والدليل. وهي بحمد الله تعالى من ابين المسائل لمن وفقه الله تعالى. حتى ان عمر بن عبد العزيز رحمه الله كان يتعجب ممن يغلط في باب القدر ان الله سبحانه وتعالى اذا نور بصيرة المؤمن زالت عنه الشبهات والاشكالات. فعلينا ان نؤمن بان الله سبحانه وتعالى قدر المقادير منذ الازل. وكتب ما هو كائن الى يوم القيامة؟ امر القلم فجرى بما هو كائن الى يوم القيامة. فنحن نسير في اقدارنا وننتظر اجالنا. قد فرغ ربك من العباد لا يتم الايمان بالقدر معشر الاخوة والاخوات ومن بلغ الا بتحقيق اربعة امور فرعوني سمعكم جيدا وفهمكم لا يتم الايمان بالقدر الا بتحقيق الايمان باربعة امور. الامر الاول الايمان بعلم الله المحيط بكل شيء. جملة وتفصيلا كليا وجزئيا ما كان وما يكون وما سوف وما لم يكن كيف لو كان يكون ما يتعلق بافعاله وما يتعلق بافعال عباده مرة اخرى لكن انا احب ان تفهموا قبل ان تكتب المقام الاول هو الايمان بعلم الله المحيط بكل شيء جملة وتفصيلا كليا وجزئيا ما يتعلق بافعاله سبحانه من الخلق والرزق والاحياء والاماتة وانزال المطر وادرار الضرع وان بات الارظ الى اخره وما يتعلق بافعال عباده من الطاعات والمعاصي فقد علم ما كان وما يكون وما سوف يكون يعني في الماضي والحاضر والمستقبل وما لم يكن كيف لو كان يكون ما الدليل على ذلك؟ قال الله تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه. هذا الدليل على انه علم ما لم يكن كيف لو كان يكون هذا اول لبنة وهذه قاعدة عريضة في باب الايمان بالقدر. وهو يقيننا واعتقادنا الجازم بعلم الله المحيط بكل شيء. لا تخفى عليه خافية. لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات والارض. علم ربنا ما سيطيع ومن سيعصيه المقام الثاني هو الامر الثاني الايمان بكتابة الله تعالى لهذه المقدورات في اللوح المحفوظ قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الان في الذكر ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة حتى العجز والكيس رواه مسلم وقد جمع تعالى بين هذه هاتين المرتبتين العلم والكتابة في قوله الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب رأيتم علم وكتابة الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب الامر الثالث الايمان بمشيئة الله النافذة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولا رادا لما قضى الايمان بمشيئة الله النافذة فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا يكون في ملكه ما لا يريد جل وعز سبحانه ان يكون في ملكه ما لا يريد. كل شيء يقع بمشيئته حتى افعال العباد من الطاعات والمعاصي بمشيئته طيب الامر الرابع الايمان بخلقه سبحانه وتعالى لجميع الاشياء الله الخالق وما سواه مخلوق يجب ان نؤمن بخلق الله سبحانه وتعالى لجميع الاشياء ذواتها وصفاتها وحركاتها قال الله تعالى الله خالق كل شيء وقال والله خلقكم وما تعملون اذا استكمل الانسان هذه الامور الاربعة فقد امن بالقدر كيف نطبقها؟ نطبقها بان نعتقد بان كل صغيرة وكبيرة. كل دقيق وجليل يقع في هذا الكون فقد سبق به علم الله تعالى وكتب في اللوح المحفوظ وشاءه سبحانه وخلقه وايماننا بهذه الامور الاربعة ارجو الانتباه حتى يتميز مذهب اهل السنة والجماعة عن غيرهم ايماننا بهذه الامور الاربعة لا يعني ان العبد ليس له مشيئة وليس له فعل وليس له ارادة وليس له اختيار لا نحن نؤمن بهذه لقوله تعالى لمن شاء منكم اثبات مشيئة العبد وفي قوله ان يستقيم اثبات لفعل العبد لمن شاء منكم اثبات لمشيئة العبد وفي قوله لمن شاء منكم ان يستقيم اثبات لفعل العبد. لان الاستقامة هي فعل العبد. لكنه اردف ذلك وقيده بقوله وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين والدليل على ان العبد له مشيئة حقيقية وله فعل حقيقي قول الله تعالى اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وامانا بخلا واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى تأملوا من الذي اعطى واتقى وصدق العبد فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى طيب من الذي بخل واستغنى وكذب ايضا العبد الله تعالى اسند الى العبد الامور العملية والامور العلمية. اعطى واتقى وصدق امور علمية وعملية اضافها الله تعالى الى العبد اضافة حقيقية كذلك بالمقابل بخل واستغنى وكذب امور علمية وعملية اضافها الله تعالى الى العبد اضافة حقيقية اذن اذا قيل لك هل العبد مسير او مخير ماذا تقول ان قلت ماذا تقول لكن امور العبادة اليس قد قدرها الله عليه؟ قدر ان يطيع الطائع ان يعصي العاصي طيب اه دعونا نضبط العبارة لا تقل العبد مسير باطلاق. ولا تقل العبد مخير باطلاق. قل العبد ميسر هذا هو التعبير القرآني الدقيق الذي لا تجد عوضا عنه قال الله تعالى فسنيسره لليسرى. وقال فسنيسره للعسرى ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم مرة في جنازة رجل من الانصار جلس وجلس حوله اصحابه فقال ما منكم من احد انتبهوا جيدا يا اخوة قال ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار وقالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل يعني ما دام ان كل انسان قد كتب مقعده من الجنة او مقعده من النار وان الله قد فرغ من العباد وقدر عليهم القدير منذ الازل كلمة تكلف نتكل على كتابنا وندع العمل قال لا اعملوا فكل ميسر وفي رواية فكل ميسر لما خلق له. فاما اهل السعادة فييسرون لعمل اهل السعادة واما اهل الشقاوة فييسرون لعمل اهل الشقاوة. ثم تلا قول الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى اذا يا اخوة يا كرام حقيقة الامر ان ربنا سبحانه وتعالى لكونه الرب الخالق المدبر من مقتضيات ربوبيته سبحانه انه هو الذي قظى وقدر وقسم سبحانه وبحمده منذ الازل لكن الله تعالى اخفى عنا اقدارنا ولم يطلعنا عليها. واظهر لنا شرعه وقال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار ونحن نستقبل حياتنا ونعلم ان هذه هذا السبيل يؤدي الى جنة الله وهذا السبيل يؤدي الى الى النار واتنا الله تعالى من الالات والادوات ما نتمكن به من الفعل والترك فحينئذ لا حجة لاحد على الله. لا يمكن لاحد ان يحتج على الله بقدره السابق. لسبب بسيط جدا جدا من ادركه زالت عنه الشبهات ما هو ذلك السبب ان الله انت اللي رفعت يدك اي نعم اي نعم يعني لماذا لم يكن للعباد حجة بالقدر السابق لانه في الواقع يا اخوة لا احد يعلم قدر الله عليه الا بعد صدور الفعل منه لو كنا نعلم اقدارنا قبل افعالنا لكان لنا حجة على الله. لكن ما منا من احد يعلم ماذا كتب الله له من طاعة او معصية فنحن حينما نأتي ونذر لا ندري ما الذي قدر علينا. اوتينا الارادة والقوة على الفعل او الترك. فبالتالي المطيع مستحق للثواب. والعاصي مستحق للعقاب. ولا ولا حجة لاحد على الله ولما احتج المشركون بالقدر حكى الله شبهتهم وردها. استمعوا جيدا. ترى التساؤلات التي تنشأ عند الناس قديمة معضلة القدر. معضلة عند جميع حتى جلاها القرآن العظيم. يقول الله تعالى عن المشركين سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء يعني سوف يعضون اصابع الندم يحاولون ان يحتجوا بالقدر ويقول قائلهم لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء هو صحيح لو شاء الله ما اشركوا ولا اباءهم ولا تحرموا من شيء لكن السؤال هل تصح لهم الحجة ام لا؟ استمع للجواب الالهي قال الله تعالى كذلك كذب الذين من قبلهم فسمى الله مقالتهم والكذب هو مخالفة الخبر للواقع حتى ذاقوا بأسنا ولو كان لهم حجة في القدر ما اذاقهم الله بأسه لان الله حكم عدل مقصر لا يظلم مثقال ذرة الثالثة الناسفة القاسمة قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا هل اطلعتم على كتابكم فرأيتم انكم تشركون؟ وانكم تحرمون ما احل الله وتحلون ما حرم الله. ففعلتم ذلك بناء على علم سابق لا والله ما اطلعوا على كتابهم. اذا ما حقيقة الامر؟ ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخلصون ليس بعد هذا البيان بيان. فاذا جاءك انسان من هؤلاء العصاة العطالين البطالين وقلت يا فلان اتق الله لا تشرب الخمر قال قد كتب الله علي ذلك فلا تؤمن بالقدر هذا ماذا؟ احتج بقدر الله على معصية الله او قلت مثلا لشخص يا فلان اتق الله وصلي. قال لو كتب الله لي ان اصلي لصليت. صحيح ولو كتب الله له ان صلي لا صلى ولو كتب الله عليه الا يشرب الخمر ما شربها. لكن السؤال هل من حقه ان يحتج بقدر الله على معصية هل من حقه ان يحتج بقدر الله على ترك الواجبات وفعل المحرمات؟ لا لماذا؟ باختصار وببساطة لانه لا يعلم قدر الله عليه الا بعد صدور الفعل منه. ولو كان يعلم قدر الله عليه قبل صدوره الفعل منه لكان له بذلك حجة. لقال انا مجبور. لكن الحقيقة انه ليس مجبورا ولاجل اذا تجد ان هؤلاء الناس الذين يحتجون بالقدر على ترك الواجبات وفعل المحرمات لا يحتجون بالقدر في المعاشية والدنيوية لو قيل لاحدهم يا فلان اجلس في بيتك. ولا تتعنى ولا تتكلف. ان كان الله تعالى قد كتب لك رزقا فسيساق اليك رزقك وانت في بيتك هل هل يوافق؟ يقول اليك عني. ثم يذهب يزاحم الناس يدخل في المنافسات على الوظائف. يدخل في يصفق في الاسواق ويفعل ذلك. مع انه مؤمن بان كل شيء بقدر لكن لما كان الامر يتعلق بمصالحه الدنيوية لم يحتج بالقدر. يا سبحان الله! اذا كيف تحتج بالقدر في الامور الدينية؟ ولا تحتج بالقدر في الامور الدنيوية لو قيل لاحدهم يا فلان اجلس في بيتك ولا تتزوج لا حاجة للزواج ودفع المهور الغالية وبذل الاموال. فان كان الله قد قسم لك ذرية فسيطرقون عليك الباب يقولون نحن اولادك هل يقبل بهذا؟ لا اقبل بهذا عاقل. يقول لا لا يمكن لا يمكن ان تكون ذرية الا بنكاح. وكذا وكذا وكذا تبين بهذا انه لا حجة لهؤلاء المبطلين بقدر الله على معصية الله فان الله سبحانه وتعالى له كتابان كتاب مشهور وكتاب مكنون اما كتابه المشهور الظاهر البين فهو الشرع واما كتابه المكنون المستور المغيب فهو القدر فينبغي للعاقل اللبيب الا يحاول استثناء القدر لانه لا سبيل للانسان ان يعرف قدره وانما ينبغي له ان يشتغل بالشرع لهذا قال من لا ينطق عن الهوى. قال من هو بالمؤمنين رؤوف رحيم؟ قال اعملوا فكل ميسر لم يقل لهم يعني انظروا يا اخوة نبينا صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوف رحيم. لو كان في الامر سعة لو كان في الامر فسحة وقالوا له يا رسول الله لا نتكل على كتابنا وندع العمل لقال اي نعم صحيح لا تتكلفوا ولا تتعنوا ولا حاجة لان تجاهدوا في سبيل الله ولا ان تقوموا لصلاة الفجر في البرد ولا تخرجوا في الرمضاء لصلاة الظهر الى اخره. لكن حاشا دلهم على ما ينفعهم فقال اعملوا فكل ميسر فلا تشغل نفسك ايها المؤمن ايها العاقل بالتفكير في القدر. مهما حاولت ان تفكر في القدر لا سبيل لذلك. ما يصلح نظام الدنيا الا بهذه طريقة ان يظهر الله لك الشرع ويخفي عنك القدر. بهذا يحصل الابتلاء الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا هذا هو طريق اهل السنة والجماعة. يؤمنون بقدر الله السابق وان الله قد فرغ من العباد وانه قبض قبضة فقال في الجنة ولا ابالي. وقبض قبضة فقال هؤلاء في النار ولا ابالي يؤمنون بالقدر السابق لكن في الوقت نفسه يؤمنون بان الله تعالى قد اعطى الناس اعطى الخلق ارادة وفعل ومشيئة يتمكنون بها من الفعل والترك وانها فعل وارادة حقيقية. لكنها تابعة لقدره السابق ويؤمنون ايضا ان من كلام من كمال رحمة الله بعباده انه حينما تتخلف شيء من هذه الادوات او يقوم مانع من موانع التكليف فان الله يعذرهم ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبتها. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا. ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة قال الله قد فعلت ما بقي لاحد عذر الحجة الوحيدة يا اخوة يا كرام. التي يمكن ان يحتج بها الناس على الله حجة واحدة فقط قال الله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل الشيء الوحيد الذي يمكن ان يحتج به الناس على ربهم ان يقول قائلهم يا ربي ما جاءنا من بشير ولا نذير. فقد جاءكم بشير ونجد انقطعت الحجة فقط الحجة الرسالية هي التي يمكن ان يحتج بها احد. ولهذا قال ربنا وما كنا معذبين حتى نبعث بهذا الصفاء بهذا النقاء بهذا النظام بهذا الاتساق الذي تصلح به الدنيا والاخرة وتستقيم به العقول وتستقر به الفطر امن يا اهل السنة والجماعة واما من سواهم فقد انقسموا الى فريقين قوم قوم غلوا غلوا في اثبات افعال الله حتى سلبوا العبد فعله ومشيئته. ويسمون او بالغوا. قالوا ابدا. لا لا ليس للعبد مشيئة ولا خلق ولا فعل ولا ارادة. العبد مسير. العبد في مهب الريح. العبد كالقشة فوق سطح الماء تعلو وتهبط بحركة الماء حركات العبد حركات اضطرارية كحركات المرتعش من البرد او من الخوف افعاله مثل جريان الماء في عروق الاشجار. او جريان الماء في الانهار هؤلاء يسمون الجبرية. لانهم قالوا العبد مجبور على فعله على النقيض منهم تماما قوم غلوا في في اثبات افعال العباد وقال قائلهم العبد يخلق فعل نفسه دون مشيئة الله ودون خلقه لا شأن لله تعالى بافعال العباد. العباد هم الفاعلون هم الخالقون. لافعالهم دون الله عز وجل ارأيتم قوم غلوا في اثبات افعال الله وهم الجبرية. قوم غلوا في اثبات افعال العباد وهم القدرية وكما قيل كلا طرفي قصد الامور ذميم. وخير الامور اوساطها فهدى الله اهل السنة لما اختلف فيه من الحق باذنه هؤلاء القوم اعني الجبرية نظروا الى طائفة من النصوص تدل على على طلاقة مشيئة الله وطلاقة خلق الله وغير ذلك واغمضوا اعينهم عن النصوص الدالة على افعال العباد فلذلك جاءت نظرتهم عوراء الاخرون عكسوا القضية. نظروا الى النصوص الدالة على فعل العبد وارادة العبد ومشيئة العبد. واغمضوا العين الاخرى عن النصوص الدالة على مشيئة الله وخلق الله. فجاءت نظرتهم عورة ناقصة واهل السنة فتحوا اعينهم على كلتا الطائفتين من النصوص فابصروا الحقيقة كاملة ولذلك كلمات المؤلفة الاولى كلمات موافقة لمذهب اهل السنة والجماعة تأملوا معي ان الاقدار كلها خير وشرها حلوها ومرها قد علمها تبارك وتعالى وقدرها. لقوله في الحديث وتؤمن بالقدر خيره وشره وان ما اصابنا لم يكن ليخطئنا اي والله. وما اخطأنا لم يكن ليصيبنا. اي والله. لا يقولن احد ها لولا شوي لولا لولا اني ما فعلت اطمئن هذا امر لا بد ان يقع ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك وكذلك جميع الاعمال قد علمها وكونها واحصاها وكتبها في اللوح المحفوظ فكلها بقضائه جارية. وعلى من سعد او بقيت في بطن امه ماضية. يشير في ذلك الى تقدير الله تعالى على الجنين وذلك يا اخوة ان اه مراتب القدر تارة تكون جملة وتارة تكون تفصيل. ولا تعارض بينها القدر الاجمالي هو الذي في اللوح المحفوظ. لان اللوح المحفوظ ام الكتاب. فيه جميع المقادير فيه جميع المقادير. لكن هناك تقديرات تفصيلية مستنزلة من مما في اللوح المحفوظ تنزل بها الملائكة لا نستطيع ان نقول اعلى التقديرات هو التقدير الكوني الذي في اللوح المحفوظ يليه التقدير العمري وهو الذي يتعلق بكل انسان على حدة كما في حديث عبد الله بن مسعود الذي يسمى حديث الصادق المصدوق ان احدكم ليجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما نطفة. ثم يكون علقة مثل ذلك. ثم يكون مضغة مثل ذلك. كم عددها مئة وعشرين اربعة اشهر ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد هكذا طيب هل اربع كلمات هذه هل هي مستأنسة ولا مستنزلة مما في اللوح المحفوظ مستنزلة مما في اللوح المحفوظ ليست جديدة لكنها تحقق على الجنين يؤمر بكتب هذه الكلمات الاربع ولهذا ختم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله فوالله الذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع في سبق عليه الكتاب يعني قدره السابق فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب يعني القدر السابق. فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. كل ذلك اثمر لنا الايمان بالقضاء والقدر وان يحرص الانسان على اصابة مرض الله والبعد عن مساخطه مع احسان الظن بربه سبحانه وبحمده طيب النوع الثالث من التقديرات التقدير الحولي الحولي نسبة الى الحول. وهو ما يكون ليلة القدر قال الله تعالى فيها يفرق كل امر حكيم. امرا من عندنا انا كنا مرسلين في ليلة القدر يجري تقدير ما يقع في ذلك العام من صحة ومرض وعز وذل وحياة وموت وهو ايضا لا يتعارض عما في اللوح المحبوب. وانما هو نوع تفصيل المقام الرابع التقدير اليومي الذي دل عليه قول الله تعالى كل يوم هو في شأن سبحانه وتعالى يقبض ويبسط يأمر وينهى فكل شيء عنده بمقدار. فهذه مقامات للتقدير لا تعارض بينها. فالواجب علينا ان نؤمن بالقدر ذكرنا لكم هاتين الطائفتين وهم الجبرية والقدرية اما الجبرية الجبرية اوائلهم هم الجهمية. اتباع الجهمة بن صفوان السمرقندي فهؤلاء هم الجبرية المحضة الذين يقول قائلهم العبد مجبور على فعله واما القدرية فهم المعتزئ فهما فهم القدرية الاوائل الذين كانوا يقولون ان الله تعالى ما علم ولا كتب افعال العباد ثم جاء من بعدهم قوم ارادوا ان يلطفوا شناعة مقالتهم وهم المعتزلة. فقالوا لا بأس علم وكتب لكن لم لم يشأ ولم يخلق ارجو ان تميزوا بين هذه المقالات الجبرية والقدرية طبقتان الجبرية غلاتهم هم الجهمية. غلاتهم هم الجهمية. يقولون العبد مجبور. العبد كالريشة في مهب الريح لا ارادة له ولا اختيار ولا فعل. هو مثل المسمار الذي يدور في ترس. مسلوب الارادة مسيئة في جبرية اخف منهم شوي وهم الاشاعرة الذين تأثر بهم المؤلف كما سنرى في بعض كلامه الاشاعرة يعني وافقوا اهل السنة والجماعة في اثبات القدر السابق واثبات خلق الله في افعال العباد ووافقوهم ظاهريا في اضافة الفعل الى العبد. لكنهم اتوا بقول لم يسبقوا اليه وهي نظرية يسمونها نظرية الكسب نظرية الكسر ما هي نظرية الكسب؟ الواقع انه لا يمكن تفسيرها بشكل واضح يزعم هؤلاء الاشاعرة ان العباد في طاعاتهم ومعاصيهم لهم قدرة لكنها قدرة غير مؤثرة كيف يمكن قدرة وقدرة غير مؤثرة؟ ما صارت قدرة هم يقولون ان القدرة هي قدرة الله وحده فقط لكن العبد له قدرة لكنه قدرة غير مؤثرة هالقدرة المؤثرة تقارن الفعل. لكن لا اثر لها في حصوله ما هذا كلام لا يمكن ان يستقيم اهل السنة يقول لا الله تعالى وهب القدرة للعبد ليأتي بها ويذر. مثل ما وهب الاشياء الطعوم والالوان والروائح وغير ذلك. اعطى العبد القدرة والالة والاداة التي يتمكن بها من الفعل هم يقول لا لا اذا اثبتنا قدرة للعبد فقد اشركنا في الربوبية. هذه قدرة وهب الله تعالى العبد لكن القول بهذه القضية واستعجم عليهم فهمها فاتوا بنظرية سموها نظرية الكسب وحملوا عليها قول الله تعالى لها ما كسبت وعليها اكتسبت وحاشى ان يكون هذا هو معنى لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت كلا. ليس هذا هو الكسب المقصود بالاية وقد استنكر جميع العقلاء نظرية الخصبة التي اتى بها الاشاعرة حتى قال بعض الناظمين قال بيتين من الشعر قال مما يقال ولا حقيقة عنده معقولة تدنو الى الافهام الكسب عند الاشعري والحال عند البهشمي وطفرة النظامي يعني هذه ثلاث قضايا كلامية لا يمكن التعبير عنها بشكل واضح مما يقال ولا حقيقة عنده معقولة تدنو الى الاذهان الكسب عند الاشعري والحال عند البهشمي البهشمي كلمة منحوتة من ابي هاشم الجبائي احد المعتزلة وطفرة نظرية الطفرة عند النظام من آآ المعتزلة كلهم متكلمون المقصود ان الجبرية الان تبين لنا انهم على طبقتين غلاة وهم القدرية الاوائل الذين منهم معبد الجهني. تعرفون اول حديث في صحيح مسلم اول حديث في صحيح مسلم الذي اتى حميد بن عبد الرحمن وصاحبه اه الى اه قالوا او كان اول من تكلم في القدر في معبد الجهني فذهبت انا وحميد بن عبدالرحمن فقلنا لعله يوفق لنا احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فدخلنا المسجد فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاكتنفته انا وصاحبي. وظننت ان صاحبي سيكل الي الحديد فقلت انه قد ظهر قبلنا اناس يقرأون القرآن ويتقفرون العلم يعني انهم يشتغلون بالقرآن وبالرواية يزعمون ان الامر انف شلون يزعمون ان الامر انف؟ يعني يزعمون ان الله امر ونهى ثم لا يعلم من سيطيعه ومن سيعصيه. انوف مستأنف على الله فقال عبد الله ابن عمر حدثني ابي قال بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر وساق حديث جبريل المشهور وش الشاهد منه وتؤمن بالقدر خيره وشره ساق هذا الحديث الطويل لاجل هذه الجملة وتؤمن بالقدر خيره وشره. ثم قال عبد الله ابن عمر رضي الله عنه للرجلين اذا لقيتهما احدا من هؤلاء يعني من هؤلاء القدرية فاخبراه اني بريء منه وانه بريء مني وقال في هو وقال ابن عباس ايضا والله لان لقيت احدهم لاعضن بانفه حتى ينقطع مما يجد من الحنق والتغيظ عليهم ولما كانت مقالة هؤلاء القدرية الغلاة مقالة يعني دائرة فاجرة شنيعة لانها وش تتضمن؟ تتضمن وصف الله بالجهل وصف الله عز وجل بالعكس يقولون ان الله ما يعلم من سيطيعه ويعصيه. هذا وصف له بالجهل سبحانه. جاء المعتزلة من بعدهم نعم نحن انتقلنا الان للحديث عن القدرية. جاء المعتزلة من بعدها فقالوا كلا لا بأس نقر بان الله علم ونقر بان الله لكنه لم يشأ افعال العباد ولم يخلقها. العبد هو الذي شاء طاعته او معصيته. والعبد هو الذي خلق طاعته ومعصية. ومعصيته وهم بذلك ناقضوا صريح القرآن. لان الله سبحانه وتعالى يقول لمن شاء منكم فاثبت لهن مشيئة. نساؤكم حرث لكم فاتوا حرث انا شئتم؟ نعم هذا دليل على اثبات مشيئة العبد. ثم قال سبحانه مردفا ذلك وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين ايضا القدرة الله خالق كل شيء. وهو على كل شيء قدير. والله خلقكم وما تعملون. ماذا يصنعون بهذه النصوص المهم ان كلا الطائفتين قد ضلت في هذا الباب ضلالا عظيما وهدى الله اهل السنة والجماعة لما اختلف فيه من الحق باذنه استدل المصنف رحمه الله بقول الله تعالى انا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا واثارهم. ايه. الا انه رحمه الله عاد الى دندنته الاولى المتعلقة من الصفات الفعلية فنختم هذا الدرس بالتنبيه عليها فقال في سمائه وارضه مما ينفرد سبحانه بالقدرة على ايجاده. وما يجعله منه كسبا لعباده من خير وشر ونفع وضر. ونفع وضر وهدى وضلال وطاعة وعصيان. نعم. ولا يعني فيما تقدم من قوله بان كل هذه الصفات الفعلية راجعة الى ارادته بينا ان هذا قول باطل وانه ليس من مقالة اهل السنة جماعة لا يجوز تفسير الرضا والغضب والسخط والكره المحبة والبغض وغير ذلك لا يجوز بانها الارادة ولا انها ناتج الارادة بل هي صفات حقيقية لله عز وجل. فضلا ان ان يفسر بها قدر الله تعالى وقضائه على عباده. ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية ان الذين قالوا يريد جميع المرادات بارادة واحدة انما اخذوه عن ابن كلاب. اللي هو زعيم الكلابية وجمهور العقلاء قالوا هذا معلوم الفساد بالضرورة فقول المصنف رحمه الله هو اجمع راجع الى ارادته هذا لا يسأل. بل اهل السنة والجماعة على اثبات الصفات صفات مستقلة حقيقية متعلقة بمشيئته. اعني بذلك اه المشيئة والمحبة والرضا والغضب والسخط والعداوة الى غير ذلك فالشيخ رحمه الله اه يعني يذكر كلاما حسنا من كلام اهل السنة والجماعة لكن يدخل فيه بعض الشوائب التي ان شوشت عليه من تأثره بابي بكر الباقلاني وغيره من اه الاشاعرة لعلنا نكمل فقط في المقطع تفضل. قال رحمه الله ولا يكون حادث الا بارادته. ولا يخرج مخلوق عن مشيئته وما شاء كونه وكان وما لم يشأ لم يكن يهدي من يشاء ويضل من يشاء. لا مضل لمن هداه ولا هادي لمن اضله ما اخبر عن نفسه في قوله من يهد الله فهو المهتد. ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا. وقال ومن يضلل الله فما له من هاد. ومن يهد الله فما له من مضل. وقال ان تحرص على هداهم فان الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين. وقال كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء. وقال ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء وقال من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم. وقال ساصرف عن اياته الذين يتكبرون في الارض بغير الحق عن الايمان بها بالخذلان المانع منه. وقال مخبرا عن موسى عليه السلام ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء. وقال فمن يملئ فمن يملك لكم من الله شيئا ان اراد بكم ضرا او اراد بكم نفعا وقال ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا. الاية. وقال فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام الاية. وقال مخبرا عن نوح عليه السلام ان كان الله يريد ان يغويكم هو ربكم اي يضلكم وقال ان يردني الرحمن بضر في اي كثيرة فهو جل جلاله موفق اهل محبته وولايته لطاعته وخاذل اهل معصيته وذلك كله عدل من تدبيره وحكمته. نعم هذه المسألة هي مسألة الهداية والضلال. اما الجبرية فيزعمون ان الله هدى قصرا واضل قصرا. وان العبد لا شأن له بالاهتداء ولا بالضنى واما القدرية فيقولون ان معنى هداية الله فقط هي هداية البيان والدلالة وليس يهدي القلوب واظلال الله تعالى هو عدم اه اه يعني يعني عون عبده على سلوك هذا اه الامر. اما اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الله تعالى له هداية دلالة وبيان وهداية توفيق والهام. هداية دلالة وبيان وذلك ببيان الحق من الباطل وبيان الشرع وتفاصيله وطريق الجنة وطريق النار. فهذه هداية الدلال البيان التي دل عليها مثل قول الله تعالى واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى. ومثل الله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم واما النوع الثاني من الهداية فهي هداية التوفيق والالهام التي سبق بها قدره بان يشرح الله صدر عبدي بعض عباده للايمان يضيق صدور اخرين فلا يقبلوه بمحض آآ ارادته وحكمته سبحانه. قال الله تعالى فمن يريد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء. فالله سبحانه وتعالى بسابق قدره قد شاء وحكم وقضى ان يهدي من يشاء وان يضل من يشاء. ولهذا ندب عباده الى الدعاء. وهذا الدعاء من اسباب من الاسباب التي آآ جعلها الله تعالى آآ يعني للنجاة او للعذاب. فقال في الحديث يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم. فينبغي للعبد دوما ان يسأل الله تعالى ان يكون من اهل هدايته كان سفيان رحمه الله اذا حدث بحديث القبضتين يبكي. حديث ان الله قبض قبضة فقال هؤلاء في الجنة ولا ابالي وقبض قبضك فقال هؤلاء في النار ولا ابالي. يبكي رحمه الله ويقول ليت شعري ليت شعري في اي القبضتين انا ما نعلم يا اخوة هل واحد منا نحن الان يعلم في اي قبضتين هو؟ لا والله. لكننا نرجو ونخاف. يرجون رحمته ويخافون عذابه فينبغي للمؤمن دوما ان يكون قلبه معلقا بين الخوف والرجاء. وان يستهدي ربه وان يسأل الله سبحانه وتعالى ان يعصمه. والا فكل شيء بيده سبحانه وبحمده هذا والحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ونعتذر اليوم عن الاجابة الاسئلة لضيق الوقت لعلنا نجيب عنها في مستهل درس غد ان شاء الله