تمام الرضا بالقضاء على قدر تمام الرضا بالربوبية. يا ستير فلو كنت مؤمنا بانه هو ربك حقا وصدقا. وعظم ايمانك بمقتضيات ربوبيته في قلبك فاقسم بالله لن تتسخط على قضائه لانك تعلم ان من مقتضيات ربوبيته انه لا يريد بك الا خيرا ولا يقدر لعبده الا ما فيه خير له في عاجله واجله ففعل الله وقضاؤه خير كله. وعدل كله ومصلحة كله وحكمة كله. فلو كنت مؤمنا بذلك حقا وصدقا فلماذا تتسخط وتتضجر من قضاء الله فاذا كلما خف هذا الميزان في قلبك كلما عظم تسخطك على قظاء الله عز وجل وقدره. فلو سألك سائل لماذا انا لا ارضى بقضاء الله فقل لانك لم ترظى بربوبيته اصلا. فلو كنت راظيا بربوبيته لتم رضاك بقضائه وقدره. ولذلك المتقرر عند العلماء انه لا تطمئن نفوس الخلق عند حلول المصائب. لا تطمئنوا النفس عند حلول المصائب الا اذا علمت بان ما اصابها لم يكن ليخطئها وانما اخطأها لم يكن ليصيبها وان من اصابها بهذه المصيبة هو الرب الحكم العدل الغفور الرحيم الذي لا يفعل الا لحكمة ومصلحة. وكلها من مقتضيات الربوبية. فاذا انت تعلل تخفيف فالمصيبة بمقتضيات الربوبية فتقول لمن مات ولده يا اخي ربك رحيم مقتضيات ربوبية تريد ان تخفف عليه المصاب فتذكره بربوبية الله له. فاذا قام في قلبه هذا المعنى خفت مصيبته