فضيلة الشيخ يقول السائل توجد بعض المعاملات في البيوع وحكمها مشتبه علينا واذا قلت للمتعاملين بها ان بها شبهة قالوا انها يقوم عليها طلبة علم نرجو التوجيه اثابكم الله اولا قولك انها مشتبهة بالنسبة لك انت فهل انت من اهل العلم وهل انت من اهل النظر ام انك لست كذلك الاشتباه له ضوابط اذا كان المراد به الاشتباه الشرعي الذي يكون من عند الفقيه والعالم هذا شيء ان كان عند عامة الناس يتعلق بالشخص خصوصه لكن لا ينقله حكما للاخرين وعليه المنبغي في هذا كله والتوجيه ان يرد الامر كله لله ورسوله ويرجع الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الذي بلغ شرع الله الى خلقه فينبغي الرجوع الى اهل العلم الذين لهم علم وبصيرة الاحكام الواردة في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو المنبغي وليست احكام المعاملات ولا العبادات تخضع لاهواء الناس او مشاعر الناس بكونهم يقبلون تحليلها او يشتبهون فيه العبرة بالرجوع الى العلماء الثقات الذين هم اهل ويرضى الانسان ان يكون هذا العالم حجة بينه وبين الله يبحث عن من يرضاه حجة بينه وبين الله سبحانه وتعالى فاذا كانت هذه المعاملة قال من يوثق بعلمه بصيرته انها حرام فانت تحرمها وتقول بحرمتها اذا كان هذا مثله يتبع وذكر الدليل وبين تحريمها يلزمك هذا فان وجدت احدا ان كانت هذه المعاملة فيها خلاف ووجدت احدا اخذ بقول عالم اخر فليس من حقك ان تنكر عليه اذا كانت مسائل خلافية قال بعض العلماء بحلها وقال بعضهم بتحريمها فاخذ اخوك بقول التحليل واخذت انت بقول التحريم فانك تعمل بما تعتقده وهو يعمل بما يعتقده وليس من حقك ان تنكر عليه تثرب عليه وتعامله معاملة من يفعل الحرام لانك اه قولك صواب يحتمل الخطأ وقوله في نظرك خطأ لكنه يحتمل الصواب. وهي مسائل ظنية محتملة ولذلك لا ينكر في المختلف فيه وهي قاعدة عند العلماء والائمة في الصحابة رضوان الله عليهم اختلفوا وقال بعضهم بحل وقال بعضهم بتحريم فلم يعب المحرم على المحلل ولم يعب المحرم على المحلل لانه يقول بدليل فما دام انه يحرم وهو من اهل العلم ممن يوثق بعلمه والذي يحرم القول الاخر الذي هو ضده من اهل العلم ومن من يثق بعلمه فحينئذ لا اشكال. اما اذا كان الذي يقول بالتحريم عالم رباني ومن العلماء الثقات ثم يأتي من من يتساهل في الدين او من ليس له اهلية كأن يكون واعظا او قصاصا او مذكرا ثم يتدخل في احكام الشريعة وينصب نفسه لتحليل ما التحليل فهذا لا يعبه بخلافه ولا يلتفت اليه. فتلزم العلماء الامناء الثقات مخالفة امثال هؤلاء لا تضر لمن هم اعلم واولى بالنظر فينبغي رد العلم الى اهله ولذلك امرنا الله عز وجل بالرجوع لاهل العلم. وسؤال اهل العلم ولم يأمرنا بسؤال كل احد. فقال فاسألوا اهل الذكر هذا تخصيص من الله سبحانه وتعالى فلو قال قائل ان هذا مشهور ويخرج في القناة الفلانية وكذا وكذا وهو ليس من اهل العلم فليتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم حتى اذا لم يبق عالما اتخذ الناس. فهناك فرق بين من تأهل للعلم ببصيرة ومعرفة وشهادة اهل العلم انه عالم وانه اهل للفتوى وبين من يتقمص ويتشبع بما لم يعطى يدخل في شيء لا يعنيه ويخوض في مسائل الشريعة بل ان بعض هؤلاء يخوضون في مسائل الامة الكبيرة التي ينبغي ان تصدر عن مجامع وعن علماء ربانيين فتجدهم لا يتورعون عن حكمها. ونسأل الله السلامة والعافية قد يكون هذا في بعض الاحيان ولا نتهم الكل لحظوظ النفس لانه لا يشتهر الا بهذا فتعجب حينما تأتي الفتاوى عن علماء ربانيين ثم يقال فلان يخالفهم من هو فلان هذا؟ تجده في اول امره امام مسجد ثم الخطيب ثم بعد الخطبة اصبح يدخل شيئا فشيئا كان في البداية يقول ما اقول شيئا انا ما عندي علم ثم لما بدأت الناس تسأله كبر شيئا فشيئا في نفسه وظن انه عند اهل هذا اتخذ الناس هذا لم يتخذه العلم. وهذا خطر عظيم ووالله الذي لا اله غيره ولا رب سواه مهما اوتي الانسان من العلم فلا عبرة بعلمه اذا لم يصحب بخشية الله ولذلك قال الامام احمد اصل العلم خشية الله ولذلك زكى الله اهل العلم بانهم اهل الخشية ومن خشية الله الخوف ولما بين النبي صلى الله عليه وسلم بينت نصوص الكتاب والسنة انهم اهل خشية لان هذه الخشية هي التي تهدي الانسان باذن الله الى الصواب لان من خاف احتاط تجده لا يتكلم الا وهو يعد الجواب بين يدي الله سبحانه وتعالى ومن هنا كان بعض ائمة السلف يمكث في المسألة ستة اشهر. يسأل عن مسألة فيبقى ستة اشهر حتى يتحرى الصواب والحق فهذا امر مهم جدا ان الانسان اذا وجد الخلاف ما يأتي واحد يقول والله ضعنا ابدا والله لا تضيع هذه الامة ولن يهلك على الله الا هالك لا يعبث الانسان الدين واضح ما يقول واحد والله شتتونا ما في شتتونا العلماء المعروفون معروفون والذين يتسلقون العلم معروفون والذين يدعونه معروفون فلذلك لا يظن الانسان ان الناس همل ما ترك الله لن يخرج احد من هذه الدنيا الا وقد اقام الله عليه حجته وخاصة في امور الدين الذي يريد ان يتساهل يتساهل والذي يريد ان يأخذ بالحزم والحيطة والنجاة لامره يعرف سبيل الله الحمد لله البينة واضحة. ولم لم يقبض تقبض روح نبينا عليه الصلاة والسلام. الا وقد ترك الامة على المحجة بيضاء ليلها كنهارها. لا يهلك ولا يزيغ عنها الا هالك. فنسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكمال ان يرزقنا التمسك بسنته المهم ان المسائل الخلافية اذا اختلف فيها العلماء الربانيون الموثوق بعلمهم لا يثرب احد على احد وقفت في الصلاة فجلست جلسة الاستراحة. وانت شاب تقدر على القيام مباشرة بناء على قول من يقول انها سنة انت على خير وجاء اخر وقام مباشرة بناء على انها سنة في من يحتاجها والظعيف فهو على خير. ما يأتي هذا ينكر على هذا او يعيب على هذا لا اعرف في حياتي اني يوما عبت على طالب علم يصلي بجواري في مسألة خلافية لانه ليس من حقي وليس من حق احد ما دام ان السلف رحمهم الله اختلفوا وعندهم ادلة وعندهم نصوص فلا يثرب على احد ولا يعاب عليه ذلك هذا الاصل قرره العلماء لانه لو فتح باب هذا الخلاف حصل الشر وحصل التنازع فيما ليس فيه حق تنازع لان هذا عنده نص وانت عندك نص وهذا له سلف وانت لك سلف فلا يعبأ احدكم على الاخر وليست او ليس الخلاف قيل لعذاب الامة وتقطعها ولذلك ينبغي لكل من اختلف او العلماء اذا اختلفوا علينا ان نقدر هذا الخلاف ما دام ان صادر ممن هو اهل وعنده بصيرة. اما اذا كان الخلاف ممن لا يوثق بعلم فقد بينا امره. وعليه فانت تنظر في المسألة بهذا الميزان ونسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكمال ان يلهمنا الرشاد واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين