بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ايها الاخوة المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا حديث عن السفر خير الاسفار ما كان في مرظاة الواحد الاحد وقد كانت اسفار المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد البعثة دائرة بين سفره للهجرة وسفره للجهاد وهو اكثرها وسفره للحج والعمرة وفي السفر يرى المسافر من عجائب الامصار وبدائع الاقطار ومحاسن الاثار ما يزيده ايمانا بقدرة الله وما يدعوه الى شكر نعمة مولاه ففي السفر انفراج الهم وزوال الغم واخذ العبرة من الامم الغابرة والقرون السالفة فيه حصول العلم والاداب وصحبة الامجاد واكتساب المعيشة قال عز وجل هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور فالزم حسن الصحبة في سفرك بالتحلي بالمروءة ومكارم الاخلاق واطلب لك رفيقا صالحا اذا ضاقت بك الامور لقيت منه ما يفرج كربك ويرفع ضائقتك قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه لا تؤاخي الفاجر فانه يزين لك فعله ويحب انك مثله ويزين لك اسوأ خصاله وكن مقتديا بالنبي صلى الله عليه وسلم فكان اذا سافر خرج من اول النهار وكان يستحب الخروج يوم الخميس وامر المسافرين اذا كانوا ثلاثة ان يأمروا احدهم ونهى ان يسافر الرجل وحده واخبر ان الراكب شيطان والراكبين شيطانان والثلاثة ركب والله سبحانه اسبغ عليك نعمة المال والعافية وغيرك حرم ذلك فلا يكن سفرك الا لامر مشروع او مباح واحذر سفر المعصية فصاحبه ينتقل فيه من الانس الى الوحشة ومن شرور الاسفار الى هم مطاردة الافكار قال محمد بن الفضل رحمه الله ما خطوت خطوة منذ اربعين سنة لغير الله واشكر نعمة الله عليك بعدم التطلع الى المعاصي واياك والبذخ في الانفاق والتباهي بمالك عند فقراء المسلمين المال دول وتذكر وانت تسافر للنزهة مشقة سفر العلماء لتدوين العلم وحفظ الدين وهداية الامة فقد سطروا من الاخبار اعجبها. ومن الاحداث احلكها متعرضين للفقر والجوع والمخاطر رغبة في الثواب ونشر الحق رحل الامام اسحاق بن منصور المروزي رحمه الله من نيسابورا الى بغداد سيرا على قدميه حاملا كتبه على ظهره يسأل عن مسائل فقهية ورحل ابن منده رحمه الله يطلب العلم وعمره عشرون عاما يدون الحديث في تلك السنين الطويلة قال ابو العالية رحمه الله كنا نسمع الرواية عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ونحن بالبصرة فما نرضى حتى نركب الى المدينة لا نسمعها من افواههم انها همة العلماء وقوة العزيمة ومصارعة الاخطار لخدمة الدين وتذكر وانت في سفرك حفظ العلماء لاوقاتهم قال الحسن البصري رحمه الله ادركت اقواما كانوا اشد حرصا على اوقاتهم من حرصكم على دراهمكم ودنانيركم وقلم التكليف جار على المرء في ظعنه واقامته فكن داعية خير في سفرك ولا تحتقر نفسك في الدعوة الى الله فبركة الرجل تعليمه الدين حيث حل ونصحه اينما نزل قال عز وجل اخبارا عن المسيح عليه السلام وجعلني مباركا اينما كنت وبهذا يكون سفرك عبادة ونزهة والنعيم لا يكتمل الا براحة الروح مع الجسد وقراءة القرآن وذكر الله يظفي على السفر راحة وطمأنينة قال جل شأنه الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله. الا بذكر الله تطمئن القلوب وبهذا ينعم جسدك وتلتذ روحك ويجتمع لك النعيمان والشريعة جاءت بالحفاظ على دين المرء ودرءه عن الفتن والشبهات والشهوات وعدم تطلعه اليها قال النبي صلى الله عليه وسلم ومن استشرف اليها اي الفتن اخذته. رواه البخاري واحذر السفر المحرم وما ابهى السفر المقترن بالعبادة عمرة تكفر الخطايا وصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تعدل الف صلاة رحلة ايمانية وظفر بالخير في الدنيا والاخرة وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته