الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنحمد الله عز وجل على تيسير هذا اللقاء في هذا المكان الذي يسأل الله ان يجعله مباركا لنتذاكر فيه برسالة من رسائل ائمة السنة الذين سطروا عقائدهم في مؤلفات مستقلة وهذا يدلنا على فضل عقائد السلف وانها منقولة الى الخلف بالسطور والصدور هذه العقيدة التي بين ايدينا والرسالة هي رسالة الامام المزني رحمه الله تعالى وهو من كبار تلامذة الامام الشافعي رحمه الله تعالى ويعتبر الامام المزني قرينا للامام احمد رحمه الله وان كان اكبر منه سنا و لما نقرأ مثل هذه الرسائل التي كتبت املاء او اقراء او بخط ايدي العمة هذا يجعلنا نثبت على السنة ونعلم انها عقيدة منقولة وليست عقيدة مرتجلة قالها فلان من نفسه يقول رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله واياكم بالتقوى ووفقنا واياكم بموافقة الهدى اما بعد افتتاح الرسائل بالبسملة سنة نبوية بل هي سنة الله تعالى بكتابه فان الله عز وجل افتتح كتابه بالبسملة فقال سبحانه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الايات والنبي صلى الله عليه واله وسلم لما كان يكتب الكتب الى امرائه او الى احد الناس سواء كان ملكا او مملوكة حرا او عبدا كان يبدأ الرسايل بالبسملة بسم الله الرحمن الرحيم وهي مغنية عن الحمدلة ولكن لو جمعت بين البسملة والحمدلة لكان افضل واما حديث كل امر ذي بال لا يبدأ فيه بالبسملة او الحنبلة فهو ابتر فهو حديث ضعيف قوله رحمه الله عصمنا الله واياكم بالتقوى فيه دلالة على ان احدا لا يمكن ان يكون معصوما بعد الانبياء عليهم الصلاة والسلام الا اذا اتقى الله تبارك وتعالى فيعصمه الله جل وعلا فالعصمة عصمة العباد انما تكون بتقوى الله تبارك وتعالى والله يعصم من يشاء لطفا منه سبحانه وتعالى وفضلا واحسانا ثم قال عصمنا الله واياكم باشارة الى اهمية الدعاء للنفس اولا وللاخرين ثانيا ومعنى العصمة هو الحفظ والصون والكلاهة مما يغضب الله تبارك وتعالى من المعاصي والاثام وترك الواجبات قال ووفقنا واياكم بموافقة الهدى من اعظم توفيق الله تبارك وتعالى للعبد ان يجعل الله سبحانه وتعالى العبد عمله وعلمه موافقا للهدى والهدى هي الدلالات التي توصل الى امر الله وشرعه وتوصل الى جنة الله تبارك وتعالى ورضوانه واذا اطلقت الهدى فانها تشمل المعنيين تشمل معنى الدلالة وتشمل معنى التوفيق للعمل وهنا الشيخ ذكر التوفيق مستقلا ثم ذكر الهدى ففيه جمع بين العلم والعمل فان التوفيق عمل والهدى علم ثم قال اما بعد فانك سألتني ان اوضح لك من السنة امرا تصبر نفسك على التمسك به وتدرأ به عنك شبه الاقاويل وزيغ محدثات الظالين وقد شرحت لك منهاجا موظحا لم الو نفسي واياك فيه نصحا بدأت فيه بحمد الله للرشد والتشديد هنا يخاطب شخصا لعل هذا الشخص جزاه الله خيرا كان هو السبب باخراج هذه الرسالة التي قال له المزني فيها فانك سألتني ان اوضح لك من السنة السنة المقصود بها هنا هي الاعتقاد السنة اذا اطلقت عند الائمة فيريدون بذلك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه اعتقادا ومنهجا وهو خلاف البدعة فان عقائد اهل البدع اما غير موافقة لاعتقاد النبي صلى الله عليه وسلم واما انها على غير منهاج النبوة واما انها تشمل تشمل الامرين معا قال يوضح لك من السنة سنة هنا الاعتقاد الطريقة التي سار عليها النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه علما وعملا قال امرا تصبر نفسك على التمسك به الانسان كيف يصبر نفسه على التمسك به كيف يصبر الانسان نفسه على التمسك بالعقيدة الصحيحة هذا يحتاج الى امرين الاول ان يعلم ان هذه السنة هذه الطريقة هذا المنهاج هذا الاعتقاد هو الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن سار على نهجهم من الائمة بعدهم والامر الثاني ان يصبر بالعمل ان يصبر بالعمل فهو بحاجة الى علم وعمل قال وتدرى به عنك شبه الاقاويل فيه دلالة على ان الاعتقاد الصحيح سبب من اسباب صد شبهات المشبهين وتدرأ هنا بمعنى تمنع به عنك شبه الاقارب. والشبه جمع شبهة وهي الامور التي تدخل الانسان في الشكوك هنا المقصود بها الشبه التي هي بمعنى الشكوك قال وتدرى به عنك شبه الاقاويل اي الامور التي تدخلك في شكوك الاقاويل هل هذا الاعتقاد وهذا القول صحيح او خطأ واهل البدع جل اعتقاداتهم مبنية على الشبه اذن اقوال اهل البدع شبه قال وزيغ وتدرأ به عنك شبه الاقاويل وزيغ محدثات الظالين الزي جاء ذكره في كتاب الله عز وجل لما ذكر اهل البدع قال تعالى واما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله فالمقصود هنا الزيغ هو النية الفاسدة الزيغ هو النية الفاسدة التي تكون سببا في اظلال الناس او في اظلال النفس وزيغ محدثات الظالين المحدثات جمع محدثة وهي الامور التي تكون بعد ولم يكن عليها النبي صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه في باب الاعتقاد والعلم والعبادة والمنهج وزيغ محدثات الظالين والظالين جمع مذكر سالم للظال وهو المنحرف الذي ترك سبيل الصراط المستقيم واتبع السبل فنتج عن ذلك الظلال كما قال تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ثم قال وقد شرحت لك منهاجا موضحا او موضحا يعني بينت لك في هذه الرسالة المنهاج طريقة السلوك طريقة الاستدلال طريقة الاعتقاد اذا المنهاج كما قال عز وجل لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا الشرعة تأتي بمعنى الاعتقاد والمنهاج المسلك الذي يسلكه الانسان في باب الاعتقاد يعني بمعنى لو سألنا سائل ما هو المنهج عندكم في الاستدلال نقول المنهج عندنا في الاستدلال قال الله قال الرسول من حيث المصدر على فهم السلف من الصحابة والتابعين من حيث الفهم فهذا يسمى منهجا ويقول قد شرحت لك منهاجا موضحا يعني جليا لم النفس واياك فيه نصحا. لم ال اي ما بذلت الا ما كان في جهدي لم الوا نفسي واياك فيه نصحا يعني لما قصدت بهذا الا نصح نفسي واياك قال بدأت فيه بحمد الله للرشد والتشديد وكونه بدأ الرسالة بحمد الله معناه بعد هذه المقدمة وقوله ذي الرشد وصف لله تبارك وتعالى ذي بمعنى صاحب صاحب الرشد والله جل وعلا هو الذي يرشد سبحانه وتعالى عباده فهذه فهذه صفة فعل من افعال من افعاله سبحانه وتعالى والتشديد هو ان الانسان يسدد في قوله واعتقاده وعمله والله عز وجل هو صاحب التشديد اي هو الذي يسدد عباده فنسأل الله جل وعلا ان يلهمنا الرشد والتشتيت قال رحمه الله الحمد لله احق من ذكر واولى من شكر وعليه اثني الواحد الصمد ليس له صاحبة ولا ولد جل عن التمثيل فلا شبيه له ولا عديل السميع البصير العليم الخبير المنيع الرفيع قوله والحمد لله معناه الثناء على الله عز وجل بصفات الكمال والجمال والجلال والحمد لله استحقاقا والحمد لله على وجه الكمال والحمد لله على وجه التعبد نقول ذلك ونعتقده احق من ذكر الانسان اذا احب شيئا يكثر من ذكره وهذا نوع مقياس اذا كان الانسان يحب ربه كثيرا اكثر من كل شيء فانه يكثر من ذكره تجده قائما قاعدا يذكر الله عز وجل كما قال تعالى الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم قال الحمد لله حق من ذكر هناك من يذكر غير الله عز وجل ولهم حقوق في الذكر مثل النبي صلى الله عليه وسلم ومثل الصحابة والعلماء والوالدين لهم حق في الذكر بان ان نذكر هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصلي عليه نذكر هدي الصحابة ونترحم عليهم ونترضى عنهم نذكر طريقة العلماء في الاستدلال ونترحم عليهم نذكر تربية والدينا لنا ونترحم عليهم وندعوا لهم فهذا هذه حقوق في الذكر محقوق وواجب على كل ذي حق ولكن احق من ذكر هو الله سبحانه وتعالى واحق من حمد هو الله سبحانه وتعالى فان حقه جل وعلا فوق كل ذي حق ومن هنا نعلم انه لا يجوز طاعة الوالدين في معصية الله عز وجل ولا يجوز طاعة العلماء في مخالفة شرع الله عز وجل ولا يجوز مخالفة الامراء في مخالفة شرع الله عز وجل. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. وقال صلى الله عليه وسلم انما الطاعة في المعروف ثم قال واولى من شكر يعني الله سبحانه وتعالى اول من ينبغي ان نشكره فليس احد اولى بالشكر منه سبحانه وتعالى اذا عندنا حمد وعندنا شكر وعندنا ثناء فلو قال لنا قائل ما الفرق بين الحمد والشكر والثناء نقول الحمد الثناء بصفات الكمال والجمال واما الشكر فالثناء في مقابل نعمة الشكر الثناء في مقابل نعمة حصلت للشاكر واما الثنا فهو المدح سواء كان يستحقه الممدوح او لا يستحقه اذا هنا اولى من شكر يعني اول من يستحق الشكر هو الله سبحانه وتعالى وذلك لان الاء الله ونعمه علينا ان اعددناها لا نحصيها هل يمكن عبد من عباد الله او امة من اماء الله ان تعد نعم الله عليها لا يمكن ولهذا نقول ان اولى من شكر بمقابل النعم هو الله سبحانه وتعالى فمهما عددنا النعم فانا لا نستطيع ان نحصيها واذا كنا لا نستطيع ان نحصيها فانه يجب علينا الشكر واول من يشكر هو الله لانه سبب للايجاب وسبب للانعام وسبب للاستدامة وسبب لابقاء الوالدين وسبب لابقاء النعم وسبب لابقاء الامن يعني كل هذه الاسباب من اوجدها الله سبحانه وتعالى اوجد الاسباب الوالدين سبب ارزاق سبب في البقاء والامن سبب في الرخاء الله سبحانه وتعالى هو الذي اسدى الينا هذه الاسباب فهو اولى من شكر قال وعليه اثني ومعنى ثناء كما ذكرت هو الذكر الجميل سواء نظرنا الى صفات المثنى عليه او لم ننظر سواء اكان منه نعمة او لا فالله سبحانه وتعالى له الحمد المطلق الكامل استحقاقا وهو سبحانه وتعالى اول من ينبغي ان يشكر وله الثناء المطلق ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم من قال سمع الله لمن حمده قال رجل ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فهذا من الثناء على الله عز وجل ثم قال الواحد الصمد ليس له صاحبة ولا ولد. هذه من عقائد اهل السنة والجماعة ان الله سبحانه وتعالى واحد في ذاته وجاء في القرآن الكريم الاحد ايضا الاحد دليل على الفردانية في الصفات وانه او ان احاديته احدية بلا مثلية وليست احدية عددية يمكن لاحادية اخرى ان تشابهه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فاذا جمعنا بين الواحد والاحد فيكون الواحد دليلا على الفردانية الذاتية والاحد دليلا على الفردانية الوصفية واذا اطلق احدهما فان المعنى معنى الاخر يدخل في والله الاحد بذاته باسمائه وصفاته وافعاله ربوبيته والوهيته استحقاقا قال الصمد والصمد فسر بعدة تفسيرات منها ما ذكره المصنف ليس له صاحبة ولا ولد. هذا من تفاسير الصمد الصمد لم يلد ولم يولد. اذا من معاني الصمد ليس له صاحبة ولا ولد كما جاء في سورة الاخلاص وكما هنا ذكره الشيخ من معاني الصمد ايضا السيد الذي كمل سؤدده وهذا يدل عليه قولنا الحمدلله لماذا الحمدلله لكمال وجمال وجميل صفاته لكمال وجمال وجليل صفاته فهو الصمد السيد الذي كمل سؤدده في كل كمال كل كمال فالله كامل فيه سبحانه وتعالى ومن معاني الصمد وهو المعنى الثالث الصمد كما قال ابن عباس من يصمد اليه الخلائق بحوائجهم الصمد من يصمد اي اه يجلس ويطلب الخلائق حوائجهم اليه من يصمد الخلق اليه بحوائجهم المعنى الخامس او الرابع من معاني الصمد الصمد الذي لا جوف له. الصمد الذي لا جوف له فهو سبحانه لا يطعم وهو يطعم سبحانه وتعالى وهو جل وعلا لا يأكل ولا يشرب لان هذه من صفات النقص ومن له جوف فانه يأكل ويشرب ولهذا جاء في وصف الملائكة انهم صمد لا يأكلون ولا يشربون والمعنى الخامس من معاني الصمدية لما نقول قل هو الله احد الله الصمد اي الله المستحق للكمال فان الصمد من معانيه الكمال قال ليس له صاحبة وهي الزوجة ولا ولد. وهذا جاء كثيرا في كتاب الله تعالى. قال جل وعلا عن اسمه الواحد قال وهو الواحد القهار وقال عن الصمد الله الصمد وقال عن الصاحبة ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله وقال جل وعلا وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه وقالوا ايضا ان من اقوال اليهود قالوا عياذا بالله تعالى ان الله ثالث ثلاثة. يعني الله وصاحبته وولده فالله عز وجل منزه عن الصاحبة لكماله والانسان يحتاج الى الصاحب لنقصه يحتاج الى الزوجة للنقص الله جل وعلا الكامل في ذاته سبحانه وتعالى ولا ولد الولد يحتاج اليه من يأنس اليه ويتقوى به ويتشرف به الله جل وعلا هو القوي العزيز العظيم الجليل الذي لا يزداد شرفا بمخلوق ولا يزداد عظمة بمخلوق ولا يسد نقصا ولا يجبر نقصا بمخلوق فهو سبحانه الصمد ليس له صاحبة ولا ولد قال جل عن التمثيل فلا شبيه له ولا عديل الانسان المسلم يجب عليه ان يعتقد كما ذكر الامام المزني رحمه الله تعالى جل بمعنى آآ انه تنزه ويأتي جل بمعنى عظم اي عظم ربنا عن المثيل وجل ممكن ان نقول بمعنى تنزه الله سبحانه وتعالى عن المثيل لماذا تنزه عن المثيل لانه جليل لا مثيل له وانما يقال فلان مثيل فلان اذا كان يمكن الاتصاف به والاقتراب من وصفه اما الله جل وعلا وهو الجليل الذي لا يمكن ان يماثله احد جل عن المثيل فلا شبيه له ولا عديل معنى المثيل هو كما قال في القرآن الكريم ليس كمثله شيء اي ليس كذاته شيء وهو السميع البصير فمعنى المثيل هو الذي يكون من الجنس مساويا له الذي يكون من الجنس مساويا له فيكون مماثلا له اما في ذاته واما في صفاته واما في افعاله وقوله ولا عديل ولا فلا شبيه له. الشبيه هو الذي يشبه المشبه به من وجه دون وجه الله سبحانه وتعالى منزه عن المثيل والشبيه والعديد ومما يدل على انه لا عدل له قوله جل وعلا هل تعلم له سم يا وقوله جل وعلا فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. ثم ذكر انه سبحانه السميع الذي يسمع وهذا اسم دال على صفة السمع البصير الذي يبصر وهذا اسم من اسماء الله دال على صفة البصر والعليم الذي يعلم وهذا اسم من اسماء الله عز وجل دال على صفة العلم الخبير الذي يخبر وهو اسم من اسماء الله عز وجل دال على صفة الخبرة المنيع الرفيع بعض العلماء يقول ان المانع او المنيع ليس من اسماء الله عز وجل وكذلك الرفيع والرافع ليس من اسماء الله عز وجل وانما يقولون المنيع الرفيع من اوصافه سبحانه وتعالى فلا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع وهو جل وعلا يرفع من يشاء كما قال يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجة فالصحيح ان المنيع والرفيع من اوصاف الله تبارك وتعالى قوله رحمه الله عال على عرشه وهو دان بعلمه من خلقه احاط علمه بالامور وانفذ في خلقه سابق المقدور هذه كلها اوصاف لله تبارك وتعالى وهو سبحانه وتعالى عال على عرشه لانه جل وعلا خلق السماوات والارض فاخبر عن نفسه انه استوى على العرش والعرش فوق المخلوقات اذا الله جل وعلا فوق العرش فوق المخلوقات ولهذا قال سبحانه وتعالى خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش حتى لا يظن ظان انه خلق السماوات والارض وانه احتاج الى السماوات والارض ولهذا قال ثم استوى على العرش اي صار فوق العرش وهو عال على العرش كما قال الامام المزني ومع هذا دان بعلمه. دان بمعنى قريب كما قال عز وجل عن اه في الاية السابقة نفسها ثم استوى على العرش يعلم ما في السماوات وما في الارض اذا دان بعلمه الله جل وعلا قربه ودنوه بالمخلوقات قرب علمي. واما ذاته العلية ففوق المخلوقات على العرش استوى كما جاء ذلك في اه ستة مواضع من كتاب الله عز وجل. وفي السابعة الرحمن على العرش استوى قال وهو دان بعلمه. اذا لما نسمع قوله عز وجل وهو معكم اينما كنتم يعني بعلمي ولما نسمع قوله عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب يعني بعلمه سبحانه وتعالى وهو جل في علاه بذاته فوق المخلوقات فوق العرش وهو سبحانه وتعالى السميع البصير العليم الخبير. لا يعزب عنه شيء القادر على كل شيء قال احاط علمه بالامور هذا مما يجب على المسلم ان يعتقد ان الله سبحانه وتعالى علمه محيط بالامور كلها فلا كان ولا يكون الا وهو في معلوم الله عز وجل بجزيئاتها وتفاصيلها وباجمالاتها ولا ونقول وما لم يكن فان الله يعلم لو كان كيف يكون احاط علمه بالامور. وانفذ وانفذ في خلقه سابق المقتور يعني ان الله سبحانه وتعالى ما قدره وعلمه هو الذي ينفذ في خلقه ولا يمكن ان يكون في الخلق شيء يخالف علم الله عز وجل والقدر من علم الله تبارك وتعالى قال يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. هذا دليل على عظيم علم الله سبحانه وتعالى وانه جل وعلا بالنسبة لي ليس شيء خاف فهو يعلم خائنة الاعين هذه الخائنة التي هي النظرة من من طرف العين لا يعلمها الا اه من نظر الى العاين لكن الله يعلمها بل انه جل وعلا قال وما تخفي الصدور. اذا الله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور دليل على عظيم علمه سبحانه وتعالى قال فالخلق عاملون بسابق علمه. نعم. هذا هذه المسألة لابد ان ان نستيقن منها. ان الخلق انما يعملون وفق ما علم سبحانه وتعالى ولما نقول ان الخلق يعملون بوفق ما علمه سبحانه وتعالى فهذا دليل على شمول علمه وعظيم علمه اذ كيف علم ان فلان يختار كذا وكذا الا وهذا العلم علم عظيم وان المدرس او المدرسة اذا قالت اه بعد دراسة شهر مع الطلبة او الطلاب ان الممتازين فلان وفلان وفلان والراسبين فلان وفلان وفلان قد يكون علمه صحيحا في نهاية العام وقد يكون مخطئا اما علم الله عز وجل عظيم فهو سبحانه جل في علاه علمه اه سابق وعلمه نافذ فالخلق عاملون بسابق علمه. قال ونافذون لما خلقهم له من خير وشر يعني ما اه خلقه الله عز وجل العباد عليه من خير او شر فهم ينفذونه وينفذونه ويعملونه ولا ولا يكونوا في افعالهم ما هو خارج عن معلوم الله تبارك وتعالى قال لا يملكون لانفسهم من الطاعة نفعا ولا يجدون الى صرف المعصية عنها دفعا هذه المسألة بحاجة الى تفصيل وهي ان العباد لا يملكون لانفسهم من الطاعة نفعا الا اذا نفع الله العبد بالطاعة وحينئذ لابد ان الانسان لا يغتر بالطاعة وعليه ان يطيع ويعمل ثم يخاف يخاف ان لا يجد نفع هذه الطاعة كما قال عز وجل في سورة المؤمنون والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. وقلوبهم وجلة وجل من اي شيء من طاعاتهم هل قبلت او لا؟ هل تقبلها الله؟ او لا؟ هل يجدون نفعا او لا؟ فالمؤمن لا يتكل على الطاعات. وانما يطيع الله عز وجل ويعلم ان حقه اعظم من ذلك يطيع الله ويعلم ان حق الله اعظم من ذلك قال ولا يجدون الى صرف المعصية عنها دفعة اذا لم يعن الله عز وجل العبد الى صرف المعصية فلا يستطيع العبد بنفسه ان ينصرف وهو الضعيف ومثال على ذلك لو نظرنا الى ابينا ادم عليه السلام الذي كان في الجنة ومع ذلك وسوس اليه الشيطان فلو اراد الله ان يعصمه عصمه فالانسان يسأل الله العصمة ولا آآ ولا يقول كما يقول بعض الناس انا ايماني قوي وانا قلبي قوي وهي يقدم على سماع الشبهات وعلى رؤية الشهوات ثم يقع في ذلك عياذا بالله تعالى قال رحمه الله خلق الخلق بمشيئته من غير حاجة كانت به هذه المسألة ايضا عظيمة وهي ان نعتقد ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق بمشيئته فلا يكون خلق الا بمشيئة الله ومما يدل على ان الخلق كلهم خلقه قوله عز وجل الله خالق كل شيء الله خالق كل شيء اذا لا خالق الا الله سبحانه وتعالى. خلق الخلق بمشيئته. وهنا المقصود بالمشيئة هي الارادة الكونية المشيئة لا تأتي الا بمعنى الارادة الكونية يعني اراد الله ان يكون فكان طيب هل خلق الخلق يعتز بهم او ليكمل بهم حاشا وكلا لهذا قال المصنف من غير حاجة كانت به فالله خلق العرش وخلق الكرسي وخلق السماوات والارض والجنة والنار وما فيهما وما بينهما وهو سبحانه غني عن ذلك كله كما قال يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد ثم قال وخلق الملائكة جميعا لطاعته وجبلهم على عبادته اذا الملائكة خلق من خلق الله تبارك وتعالى ليس لهم من الامر شيء وليس لهم مع الله شيء الله سبحانه وتعالى خلق الملائكة كلهم لطاعته وجبلهم على عبادته ولذلك نحن نخبرنا عن الملائكة انهم لا يعصون الله ما امرهم وليس معنى هذا كما يفهمه بعض الناس خطأ ان الملائكة ما عندهم ارادة لا هذا غلط الملائكة عندهم ارادة ولكن الله عز وجل خلقهم آآ خلقهم لكي يعبدوه ليلا ونهارا لا يفترون وهذا ايضا دليل على عظيم قدرة الله وعلم الله وخلق الله. كيف خلق خلقا لا يعصونه ابدا لا يعصونه ابدا مع ان لهم ارادة قال وجبلهم على عبادته وهذا شيء معلوم قال الله عنهم يسبحون الليل والنهار لا يفترون وقال عنهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ثم قال فمنهم ملائكة بقدرته للعرش حاملون وهؤلاء يسمون بحملة العرش وقد اتفق المفسرون والعلماء ان حملة العرش يوم القيامة ثمانية لقول الله عز وجل في سورة الحاقة ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية اما اليوم فاختلف العلماء في حملة العرش والصواب انهم اربعة كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهؤلاء حملة العرش هم من اعظم ملائكة الله تعالى من اعظم ملائكة الله تعالى قال فمنهم ملائكة بقدرته للعرش حاملون طبعا الملائكة هؤلاء حملة العرش قال الله عنهم الذين يحملون العرش ثم قال المصنف وطائفة منهم حول عرشه يسبحون واخرون بحمده يقدسون واصطفى منهم رسلا الى رسل هي وبعض مدبرون لامره اذن الملائكة حملة العرش وهناك ملائكة حول العرش. وهناك ملائكة يحمدون الله عز وجل ويقدسون ويعبدون كما قال عز وجل الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا اذا الملائكة اصناف هذا مراد المصنف رحمه الله ان الملائكة اصناف وهم في الفضل ليسوا سواء. الملائكة في الفضل ليسوا سواء فالله عز وجل فضل بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات وهو سبحانه وتعالى اصطفى منهم رسلا الى رسله وبعض المدبرون لامره اذا هناك رسل بين الله وبين الانبياء وهؤلاء الرسل من الملائكة هم جبريل وايضا ميكائيل احيانا يأتي وملك الموت احيانا يأتي كما جاء احاديث عن ملائكة اخرون يأتون الى الانبياء عليهم الصلاة والسلام وايضا هم هؤلاء الملائكة مدبرون مدبرون لامر الله عز وجل يعني انهم يدبرون اوامر الله تبارك وتعالى. كما قال عز وجل والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفة والناشرات نشرا فالفارقات فرقا اذا من الملائكة من يدبر امر الله تبارك وتعالى يدبرون امر الله تبارك وتعالى. ثم قال ثم خلق ادم بيده واسكنه جنته طبعا من عقائد اهل السنة والجماعة ان الله خلق الملائكة اولا ثم الله اعلم كم كان بين خلقهم وبين خلق الجن ثم خلق الجن قبل الانس كما قال تعالى والجان خلقناه من قبل من نار السماء ثم خلق الله ادم بيده وفيه دلالة على اثبات اليد لله تبارك وتعالى واسكنه جنته كما قال عز وجل يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وقد اختلف العلماء في المراد بهذه الجنة هو الصحيح انها جنة الخلد. انها جنة الخلد لقول الله عز وجل ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى وانك لا تظمأ فيها ولا تظحى ولقول النبي صلى الله عليه وسلم بمحاجة موسى لادم قال انت موسى قال انت ادم؟ قال نعم. قال اخرجتنا وذريتك من الجنة قال وقبل ذلك للارظ خلقه اذا هذا ايضا من عقائد اهل السنة والجماعة ان الله قدر ان ادم مخلوق للارض طيب اذا كان ادم مخلوق للارض فاسكنه الجنة فالله علم ان اللعين ابليس لن يدعه فلماذا اسكنه الجنة؟ اسكنه الجنة لكي يراه ويشتاق اليه نسمته في ظهره الى الجنة فيعملون لذلك قال ونهاه عن شجرة قد نفذ قضاؤه عليه باكلها ثم ابتلاه بما نهاه عنه منها الله سبحانه وتعالى اسكن ابانا ادم الجنة ونهاه عن شجرة الخلد كما قال عز وجل فلا ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالم. فنهاه عن شجرة قد نفذ قضاؤه عليه باكله يعني لابد الانسان يعتقد ان الله علم ان ادم سيأكل من هذه الشجرة. فلماذا قال له لا تقربا هذه الشجرة لان علمه الله لا يؤاخذ العباد بعلمه وانما يؤاخذهم باعمالهم ولذلك الله سبحانه وتعالى نهاه شرعا عن الاكل من الشجرة نهاه شرعا عن الاكل من الشجرة وعلم كونا انه سيأكل الشجرة قال ثم ابتلاه بما نهاه عنه منها فابتلاه اي سلط الله جل وعلا عليه ابليس ولم يستطع ابليس هذا الابتلاء في هذا الابتلاء ان ينجح. لم يستطع ادم في هذا الامتحان ان ينجح اذ وسوس اليه الشيطان واقسم له الشيطان وظن ادم عليه السلام انه له ناصح قال ثم ابتلاه بما نهاه عنه ثم سلط عليه عدوه فاغواه عليها وهذا كما قال عز وجل فوسوس له الشيطان ووسوس لهما الشيطان هنا يأتي سؤال كيف وسوس الشيطان الى ادم نقول ان هذا مقدار الله عز وجل لابليس وهذا مشاهد اليوم نجد ان بعض العلماء وبعض العباد لا يستطيع الشيطان ان يتسلط عليه. لان الله حفظه ونجد ان بعظ الناس يتسلط عليه الشيطان لان الله تركهم ولم يحفظهم فالواجب على الانسان دائما ان يكون بين يدي الله عز وجل ذليل خاضع حتى يعصمه الله من الشيطان واعوانه قال رحمه الله تعالى فاغواه عليها وجعل اكله لها الى الارض سببا فيما وجد الى ترك اكلها فما وجد الى ترك اكلها سبيلا ولا عنه لها مذهبا الله سبحانه وتعالى رتب على اكل هذه الشجرة الاحباط الى الارض فلما اكلا بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة يجب على المسلم ان يعتقد ان هذا الاكل من هذه الشجرة مكتوب على ادم عليه السلام في علم الله فلما فلما كان مكتوبا لماذا لم يؤاخذه الله قبل الاكل؟ لان الله لا يؤاخذ العباد على علمه وانما يؤاخذهم على اعمالهم فلما اكل ووقع منه العمل قال له ولزوجته وللزرية اهبطا منها جميعا وفي الاية الاخرى اهبطوا منها جميعا فاكل من هذه الشجرة فما وجد الى ترك اكلها سبيلا. ولا عنه لها مذهبا هذا امر كان لا بد منه مقدر فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ثم قال ثم خلق للجنة من ذريته اهلا فهم باعمالها بمشيئته عاملون. وبقدرته وبارادته ينفذون وخلق من ذريته للنار اهلا فخلق لهم اعينا لا يبصرون بها. واذانا لا يسمعون بها. وقلوبا لا يفقهون بها وهم بذلك عن الهدى محجوبون وباعمال اهل النار بسابق قدره يعملون اذا الله سبحانه وتعالى خلق خلق خلقا من بني ادم كما خلق خلقا من الجن جعل منهم صنفان صنف الى الجنة وصنف الى النار ويوضح هذا قول الله عز وجل في القرآن فريق في الجنة وفريق في السعير ويوضحه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه الامام احمد وغيره بسند حسن قال ان الله لما خلق ادم وادخله الجنة مسح على ظهره مسح الله على ظهر ادم فخرج كل نسمة كائنة الى يوم القيامة فخرج منها كل نسمة كائنة الى يوم القيامة فقال الله عز وجل هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار والله علم من منهم للجنة فاخبر انهم في الجنة وعلم ان من منهم في النار فاخبر انهم في النار ولم يدخل اهل الجنة الجنة ولا اهل النار النار لانه سبحانه لا يعامل العباد بعلمه وانما يعاملهم باعمالهم ولذلك ينبغي على المسلم ان يسأل الله تبارك وتعالى الفضل والاحسان دائما وان يسأل الله التوفيق والسداد فليس من اعرظ عن الله كمن اقبل. قال عز وجل فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ونحشره يوم القيامة اعمى وهؤلاء الذين هم خلقهم الله للنار خلق لهم اعينا لا يبصرون الحق واذانا كان الواجب عليهم ان يبصروا بهذه الاعين الحق وبهذه الاذان ان يسمعوا الحق وبهذه القلوب ان يفقهوا الحق لكنهم عنها في غياية وعماية كما قال عز وجل عنهم انهم الا كالانعام بل هم اضل وقال عز وجل صم بكم عمي فهم لا يعقلون وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون اذا الله سبحانه وتعالى خلق خلق خلقا للنار وهؤلاء الذين خلقهم سبحانه وتعالى النار ليس ظلما ولا جبرا وانما خلقهم للنار لانهم لا لا يستخدمون ما اعطاهم الله فيما ينبغي ان يستخدم ثم قال رحمه الله تعالى وهم بذلك عن الهدى محجوبون ما دام لا يستخدمون اعينهم بالابصار الحق واذانهم في اسماع الحق وقلوبهم في التفقه فهم عن الهدى محجوبون. هنا في خطأ مطبعي اذا عندكم النسخة صلحوها فهم بذلك عن الهدى. الصواب عن الهدى. محجوبون وباعمال اهل النار بسابق قدره يعملون فان قال قائل ما دام انهم محجوبون بسابق قدر الله فما ذنبهم ذنبهم انهم علم الله منهم انهم يختارون هذه الاعمال فهذه وفق ارادتهم وفق اختيارهم وليس جبرا من الله عليه ثم انتقل المصنف رحمه الله الى مسألة اخرى فقال والايمان قول وعمل وهما سيان ونظامان وقرينان لا نفرق بينهما نعم يجب على المسلم ان يعتقد هذا الاعتقاد وهو ان الايمان قول وعمل القول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل اللسان. اذا اعمال الايمان الاعمال الايمان موزعة على القلب وعلى البدن اعمال الايمان موزعة من حيث المحل على القلب وعلى البدن. ومن حيث التفصيل اعمال قلبية واعمال لسانية واعمال بدنية ظاهرة ومن قال الايمان قول فقط او قال الايمان عمل فقط او قال الايمان هو المعرفة فقط فهذه من اقوال اهل البدع ولهذا قال الايمان قول وعمل وهما سيان ونظامان وقرينان لا نفرق بينهما هذا هو الواجب عن المسلم ان يعتقد ان قول لا اله الا الله وحدها لا تكفي حتى يكون معها عبادة لله تبارك وتعالى وحده لا شريك له لان الانسان لما يقول اشهد ان لا اله الا الله هو الان قال طيب اين مقتضى لا اله الا الله؟ لابد من العبادة ولهذا قال لا نفرق بينهما ومن فرق بينهما فهو على مذهب الخوارج ثم قال لا ايمان الا بعمل ولا عمل الا بايمان هذه مسألة مهمة جدا الاعمال من الايمان كما الاقوال من الايمان كما الاعمال القلبية من الايمان ولا ايمان الا بعمل وليس معنى هذا موافقة المرجية موافقة الخوارج الذين يقولون ان العمل اذا عدم عدم الايمان ولكن هذا معناه ان الايمان لا يكون موجودا الا بعمل. لان كلمة لا اله الا الله مبني على امرين. قول ومقتضى القول القول اشهد ان لا اله الا الله مقتضى القول ان تعبد الله وحده لا شريك له قال لا ايمان الا بعمل ولا عمل الا بايمان ثم قال والمؤمنون في الايمان يتفاضلون وبصالح الاعمال هم متزايدون. هذه مسألة مهمة وهي هل اهل الايمان سواء او انهم يتفاضلون الذي عليه اهل السنة والجماعة ان المؤمنون في الايمان يتفاضلون فايمان هناك ايمان الفساق وهناك ايمان اهل الاقتصاد هناك ايمان اهل السبق هناك الانبياء وهناك الصديقون وهناك الشهداء هل هؤلاء سواء الجواب لا لا يمكن ان يكونوا سواء. اذا المؤمنون في الايمان يتفاضلون ما سبب التفاضل بين اهل الايمان هل سبب التفاضل بين الايمان الانساب والاحساب الجواب لا اذا ما سبب التفاضل بين اهل الايمان؟ ان اكرمكم عند الله اتقاكم. اذا سبب التفاضل العمل قال وبصالح الاعمال هم متزايدون. هذه هي المسألة باي شيء يتفاضلون بصالح الاعمال بصالح الاعمال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فلا لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى ثم قال ولا يخرجون بالذنوب من الايمان ولا يكفرون بركوب كبيرة ولا عصية هذه مسألة ايضا مهمة جدا ان اهل السنة والجماعة وان كانوا يقولون ان الطاعة من الايمان وان المعصية نقصان في الايمان لكنهم لا يخرجون المسلم بالذنوب من الايمان. والمقصود بالذنوب الالف واللام هنا الذنوب الكبائر وليس المقصود به مطلق الذنوب لان هناك ذنوبا كفرية وشركية يخرج بها الانسان من الايمان. ولا يخرجون بالذنوب من الايمان ولا يكفرون بركوب كبيرة ولا عصيان هذه من عقائد اهل السنة والجماعة ان المسلم لا يكفر بفعله للكبيرة. اذا متى يكفر يكفر اذا ارتكب ما يناقض الايمان يكفر اذا ارتكب ما يناقض الايمان اعتقادا كان او قولا او عملا ولنضرب مثالا على هذا متى يكفرون؟ يكفرون اذا ارتكبوا ما يناقض الايمان طيب ما الذي يناقض الايمان قلبا مثل بغض الله ورسوله. هذا عمل قلبي مناقض للايمان طيب ومثال عملي مثل السجود لغير الله تبارك وتعالى مثل السجود لغير الله تبارك وتعالى فهذا كفر عملي طيب ما هو الكفر القولي مثل سب الله او سب رسوله صلى الله عليه وسلم اذا اهل السنة لا يكفرون بالكبائر ويقولون ان الانسان المسلم لا يكفر بالكبيرة ولكن ينقص ايمانه ويصبح فاسقا متى يكفر اذا ارتكب ما يناقض الايمان ما هي الاشياء التي تناقض الايمان؟ هي اشياء كثيرة قلبية وعملية وقولية يجب الحذر منها ثم قال ولا نوجب لمحسنهم الجنان بعد من اوجب له النبي صلى الله عليه وسلم ولا نشهد على موسيهما النار هذه المسألة ايضا مهمة وهي اننا لا نشهد لمعين من اهل الاسلام بالجنة الا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نشهد لمسيء من مسيئي المسلمين يعني من الفساق والفجار والظلمة لا نشهد لاحدهم بالدار الا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال المصنف رحمه الله والقرآن كلام الله عز وجل ومن لدنه وليس بمخلوق فيبيت هذه ايضا من مسائل الاعتقاد التي يذكرها العلماء ان القرآن الكريم الموجود بين الدفتين هو كلام الله سبحانه وتعالى ليس كلام جبريل ولا كلام محمد صلى الله عليه وسلم ولا كلام احد من الورى نحن مخلوقون لله عز وجل. الله خلقنا الله يخلق كلامنا اما ان يكون كلامه المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم مخلوقا فحين اذ لا يكون فرق بين كلامه وبين كلام العبد لان الكل مخلوق ونحن نعلم علم اليقين الفرق بين كلام الله وبين كلام العبيد ولهذا نقول كلام الله صفة من صفاته تبارك وتعالى والقرآن من كلام الله ومن لدن كما قال عز وجل تنزيل من حكيم حميم. وقال تنزيل من رب العالمين وليس بمخلوق فيبيد يبيد بمعنى يفنى لان كلام المخلوقين كلام يفنى. اما كلام الخالق فلا يفنى ولا يبيت ثم قال وكلمات الله وقدرة الله ونعته وصفاته كاملات غير مخلوقات دائمات ازليات وليست بمحدثات فتبيت. هذه مسألة ايضا عظيمة يجب على المسلم ان يفرق بين ما يضاف الى الله وما يضاف الى العبيد فانما يضاف للعبيد شأنها شأن المضاف اليه فان العبيد يفنون اذا افعالهم اوصافهم نعوتهم كلها تفنى اما الله جل وعلا الذي لا يفنى ولا يبين وهو سبحانه وتعالى الاول والاخر فصفاته سبحانه وتعالى وما يضاف اليه جل وعلا من النعوت كل ذلك من اوصافه تبارك وتعالى وهي لا تفنى ولا تبيد ولا تكون مخلوقا ولا محدثة كلمات الله الكونية والشرعية وقدرة الله صفة من صفات الله عز وجل. كلمات الله صفة من صفات كلامه سبحانه وتعالى. فيقال هذه كلمات الله وقدرة الله اذا الله يوصف بانه يقدر وهو القدير وهو القادر ونعته الله يوصف وينعت بانه ذو الجلال والاكرام وانه ذو العرش المجيد. اذا الله ينعت ويوصف وصفاته كاملات يجب على المسلم ان يعتقد ان الله جل وعلا صفاته على وجه الكمال ولهذا نقول وله المثل الاعلى. ما معنى المثل الاعلى من معاني المثل الاعلى له الوصف الاكبر له الوصف الاكمل وصفاته كاملات غير مخلوقات دائمات ازليات اذا صفات الله تعالى صفات ازلية ليست محدثة مخلوقة ولهذا قال وليست بمحدثات اي بمخلوقات فتبيت. لان ما كان مخلوقا يبيت واما صفات الله لا يمكن ان ان يقال يأتي يوم لا يكون قادر يأتي يوم لا يكون بصير. يأتي يوم لا يكون سميع. الله سميع بصير قادر حي ازلي ازلي ابدي اول اخر سبحانه وتعالى قال ولا كان ربنا ناقصا فيزيد. نعم. الله سبحانه وتعالى لا يقال انه اه اكتسب هذه الصفة بعد ان لم يكن مكتسبا بها. والا معناه كان ناقص ثم كمل والله جل وعلا هو الخالق الاله المعبود بحق الرب لا يمكن ان يكون ناقصا فيزيد بوصف من الاوصاف المظافة اليه. فهذا يدلنا على ان صفات الكمال ثابتة له عز وجل على وجه الدوام قال آآ ولا كان ربنا ناقصا فيزيد جلت صفاته عن شبه صفات المخلوقين. وهذه المسألة مرت معنا ان الله سبحانه وتعالى لا يشبه شيء لا في ذاته ولا في اسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله قال وقصرت عنه فطن الواصفين نعم يجب على الانسان ان يعرف قدر نفسه لا يمكن ان يصف الله تبارك وتعالى مهما كان فطينا فان الله سبحانه وتعالى لم ليس له مثيل حتى يوصف على وفق المثيل والله سبحانه وتعالى ليس آآ احد رآه حتى يقال انه كذا وكذا والله سبحانه وتعالى اخبرنا بانه كذا وكذا فنقول على وفق الخبر ولا نزيد ولا ننقص ثم قال رحمه الله تعالى قريب بالاجابة عند السؤال بعيد بالتعزز لا ينال. الله سبحانه وتعالى قريب وهذا القرب مر معنا انه قرب قرب الاجابة قرب السمع والبصر قرب القدرة وليس هذا تأويلا بل هذا هو الظاهر من المعنى. واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان وليس هناك تضاد بين كونه فوق العرش وبين كونه قريب من عباده فان الله اقرب الى احدنا من لمح البصر لمح البصر يأخذ وقت حتى يفتح اما الله جل وعلا فهو سبحانه في قدرته سمعه بصره اعظم من ذلك قال قريب بالاجابة عند السؤال بعيد بالتعزز لا ينال. الله عزيز سبحانه وتعالى. لا يناله احد بنقص ولا يستطيع احد من عباده ان ينفذ من سماواته كما قال عز وجل يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان اذا لا يمكن لاحد ان ينال ذي العرش المجيد. ولهذا فرعون اللعين لما طلب من هامان ان ابني له اه ان يبني له صرحا مكانا عاليا يطلع الى اله موسى في السماوات لكي ينظر قال امان ابن صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا اذن واني لاظنه اه كاذبة. اذا هذا ما ينبغي ان يعتقده المسلم وهو ان الله فوق السماوات وفوق العرش فوق المخلوقات عزيز لا يناله احد. قال عال على عرشه وهذه مرت معنا كما قال عز وجل ثم استوى على العرش وقال الرحمن على العرش وقال سبحانه وتعالى آآ فوق عباده. وقال سبحانه وهو القاهر فوق عباده. وقال سبحانه اامنتم من في السماء يعني في العلو. ثم قال بائن من خلقه معنى باين يعني ظاهر من خلقه ليس متصل بالمخلوقات ولا سبحانه وتعالى يكون محتاجا للمخلوقات. بائن من خلقه وقد سئل ابن المبارك عن معنى بائن من خلقه؟ قال نعم بائن من خلقه يعني انه ظاهر من خلقه فوق مخلوقاته موجود وليس بمعدوم ولا بمفقود هذا الكلام باين من خلقه لو قال انه قال اين ربكم؟ لا نقول ربنا خيال. ما نستطيع ان نشير اليه. بل نقول ربنا موجود. يشار اليه بانه فوق مخلوقات اذ الذي لا يشار اليه هو المعدوم المفقود لا يمكن الاشارة الى معدوم ولا الى مفقود اما الله سبحانه وتعالى ثابت وجوده بالفطر بالعقول بارسال الرسل وانزال الكتب الدلالات الكثيرة التي تدل على وجود سبحانه وتعالى بل انه ما من فعل المشاهدات الا وهو دليل على رب البريات لان هذه اثار افعاله سبحانه وتعالى والبعرة تدل على البعير واثار الاقدام تدل على المسير فالسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج افلا يدل ذلك على اللطيف الخبير قال والخلق ميتون باجالهم عند نفاذ ارزاقهم وانقطاع اثارهم. هذه ايضا مسألة مهمة وهي ان احدا لا يموت الا باجله طيب قد يقول قائل فلان مات بحادث سيار هنا مات بحادث سيارة هذه موتة سببية. والا فان سبب الموت انتهاء الاجل يجب ان نعتقد هذا الاعتقاد ها يا بناتي كيف نعتقد؟ نعتقد ان فلانا مات بسبب انتهاء اجله ما يجوز ان نعتقد ان فلان مات لان البندقية قتلته لا البندقية سبب من اسباب الموت. وليس هو سبب من اسباب انتهاء الاجل. نفرق بين الاجل وبين السبب نفرق بين الاجل وبين السبب فالله سبحانه وتعالى جعل لكل انسان اجله ولو كنتم في بروج مشيدة لاصابتكم مصيبة الموت اذا الخلق ميتون باجالهم خلافا للمعتزلة وغيرهم عند نفاذ ارزاقهم وانقطاع اثارهم. هذه فائدة ان احدا لن يموت حتى يستكمل رزقه كما جاء في بعض الاحاديث ان ان روح القدس نفث فروعي ان نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها واجلها قال رحمه الله ثم هم بعد الضغطة في القبور مسائلون وبعد البلا منشورون. ويوم القيامة الى ربهم توبة اذا هذه مما يجب الايمان به ان للقبر ضغطة وان هناك مسائلة في القبر وهي سؤال منكر ونكير اين الله اه السؤال المنكر هو نكير من ربك؟ من نبيك وما دينك وبعد البلاء منشورون فالانسان يصبح باليا ذرات هش تراب ينتقل ذراته في الهواء في البحار في البراري لكن الله ينشره ويوم القيامة الى ربهم محشورون والحشر يكون يوم القيامة كما هو معلوم من ايات كثيرة قال ولد العرظ عليه محاسبون اذا الذي يحاسب العباد هو الله سبحانه وتعالى الله يجيء للحساب يوم القيامة ويكلم عباده بحضرة الموازين يحاسبون بحضرة الموازين ونشر صحف الدواوين الله سبحانه وتعالى يأتي بالموازين فيأمر كما قال ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ونشر صحف الدواوين واذا الصحف نشرت كما جاء في القرآن وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. ها نسأل الله عز وجل آآ ان ييسر علينا وعليك ويجعلنا من من السابقين الى الجنان قال احصاه الله ونسوه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة نسأل الله جل وعلا ان ييسر علينا هذا اليوم قال لو كان غير الله عز وجل الحاكم بين خلقه لكنه الله يلي الحكم يلي الحكم بينهم بعدله بمقدار القائلة في الدنيا وهو اسرع الحاسبين. هذا اليوم طويل بمقدار خمسين الف سنة لكن الله لعظمته جماله وجلاله لا يقاس بخلقه يتولى الحكم بين العباد فينتهي من الحكم بين الخلائق بمقدار القائلة في الدنيا القائلة وقت النوم القيلولة. وقت نوم القيلولة ما بين الساع الى الساعتين وهو اسرع الحاسبين ولهذا قيل للحسن البصري كيف يحاسب الله العباد وهم جميع وهو واحد فقال الحسن رحمه الله كما يرزقهم في ان واحد وهم جميع وهو واحد فكذلك يحاسبهم سبحانه وتعالى قال كما بدأه لهم من شقاوة وسعادة يومئذ يعودون يعني ان الله عز وجل علم من اهل الجنة وعلم من اهل النار ابتداء وعلم من الشقي ومن السعيد ابتداء فلماذا لم يعاملهم على ذلك؟ لان الله لا يعامل العباد بعلمه يعاملهم بما يعملون لهذا قال يومئذ يعودون فهم لا يمكن لاحد ان يكون عمله على غير علم الله لان علم الله لا يخطئ شامل قال وكذلك اوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر ام القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعير. اذا الناس ينقسمون الى قسمين يوم القيامة وكما جاء في الحديث ان الله قبض قبضتين فقال هؤلاء آآ من اهل الجنة وبعمل اهل الجنة يعملون. وهؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون. هذا دليل على عظم عظم علم الله تبارك وتعالى ثم قال واهل الجنة يومئذ في الجنة يتنعمون يتنعمون بانواع من النعيم وبصنوف اللذات يتلذذون طبعا لا كما قال الله فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين. يكفينا هذه الاية وبافضل الكرامة يحظرون. ما هي افضل الكرامة في الجنة قال فهم حينئذ الى ربهم ينظرون هذي افضل كرامة في الجنة نسأل الله ان يرزقنا لذة النظر الى وجهه بغير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة قال لا يمارون في النظر اليه ولا يشكون نعم كيف يشكون كيف يمارون وهم في الجنة اقوى بصرا وبصيرة ينظرون الى الله تعالى قال فوجوههم بكرامته ناظرة واعينهم بفضله اليه ناظرة. ناظرة من النظارة وهي الوظاعة واعينهم بفضله اليه ناظرة من النظر وهي نظر البصر في نعيم دائم مقيم كما قال عز وجل وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة قال في نعيم دائم مقيم لا يمسهم فيها نصبوا وما هم منها بمخرجين نسأل الله ان يجعلنا منهم. اكلوها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار. هذا الصنف الاول اهل السعادة اهل الجنة قال واهل الجحد يعني الكفار والمشركون واهل الجحد عن ربهم يومئذ لمحجوبون. اذا هم ممنوعون من من النظر الى الله عز وجل في الحميم ثم في النار يسجرون في انواع من العذاب لبئس ما قدمت لهم انفسهم ان سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها. كذلك نجزي كل كفور. اذا ندرك من هذا ان صنف الكافرين بالاذاب مخلد ثم قال خلا من شاء من الموحدين اخراجهم منها هذي من عقائد اهل السنة ان الموحدين من اهل الكبائر وان دخلوا النار فانهم يخرجون منها. ثم قال والطاعة لاولي الامر فيما كان عند الله مرضيا. يعني الطاعة لحكام المسلمين وولاة امر المسلمين واجتناب ما كان عند الله مسخطا. اذا اذا امرنا ولي الامر بامر فيه الطعن نجيب. اذا امرنا بامر فيه معصية لله نقول لا نطيعك في هذا قال وترك الخروج عند تعديهم وجورهم والتوبة الى الله عز وجل كي ما يعطف بهم على رعيتهم هذه مسألة مهمة ان ترك الخروج من عقائد اهل السنة والجماعة ولو تعدوا او جاروا طيب كيف ندفع عدوانهم وجورهم بالتوبة الى الله سبحانه وتعالى حتى يعطف قلبه على الرعية قال والامساك عن تكفير اهل القبلة وهذه مرت معنا في مسألة تكفير تكفير والبراءة منهم فيما احدثوه ما لم يبتدعوا ضلالا اذا لا يجوز للانسان ان يتبرأ من فلان لانه ليس معه ولا يجوز ان يوالي فلان لانه معه. وانما الولا والبرا لله وفي الله واما من ابتدع بدعة فانه اه يقال عنه انه مبتدئ. فمن ابتدع منهم ضلالا كان على اهل القبلة خارجا ومن الدين مارقا. اذا لو قال لنا قائل من هم اهل البدع؟ نقول هم الذين يبتدعون البدع في الدين قال ويتقرب الى الله بالبراءة منه ويهجر ويحتقر وتجتنب غدته فهي اعدى من غدة الحرب نعم يجب على اهل السنة ان يهجروا اهل البدع حتى لا ينشروا بدعهم وضلالاتهم ما استطاعوا الى ذلك سبيلا ثم قال ويقال بفضل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ابي بكر الصديق فهو افضل الخلق واخيرهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم نثني بعده بالفاروق وهو عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فهما وزير رسول الله صلى الله عليه وسلم وضجيعاه في قبره ونثلث بذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم بذي الفضل والتقى علي ابن ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين. هذه مسألة المفاضلة هي من عقائد اهل السنة والجماعة. نعتقد فضل الصحابة بهذا الترتيب. نعتقد فظلهم عموما ثم فظلهم على وجه الخصوص على هذا التعيين. ثم الباقين من العشرة الذين اوجب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة. من الباقين العشرة هم طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن ابي وقاص وسعيد بن زيد وابو عبيدة ابن الجراح وعبد الرحمن ابن عوف رضي الله تعالى عنهم قال رحمه الله ويقال بفضل ونخلص لكل رجل منهم من المحبة هي بقدر الذي اوجب لهم رسول الله بقدر هنا في خط مطبع عندكم مكتوب يقدر الصواب بقدر. بقدر الذي اوجب فلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من التفضيل ثم لسائر اصحابه من بعدهم رضي الله عنهم اجمعين ويقال بفظلهم ويذكرون بمحاسن افعالهم ونمسك عن الخوظ فيما شجر بينهم فهم خيار اهل الارض بعد نبيهم ارتضاهم الله لنبيه وجعلهم انصارا لدينه. فهم ائمة الدين واعلام المسلمين رضي الله تعالى عنهم اجمعين. هذه هي اه اه المسألة العظيمة في المفاضلة واعتقاد الفضل لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولا نترك حضور الجمعة وصلاتها حضور الجمعة وصلاتها مع بر هذه الامة وفاجرها اذا لابد ان نحضر الجمع والجماعات ولو كان الامام فاجرا قال آآ مع بر هذه الامة وفاجرها لازم اذا تصلى الجمعة والجماعات مع الائمة. ما كان من البدعة بريئا فان ابتدع ضلالا فلا صلاة خلفه. طبعا المقصود بالبدعة البدعة الكفرية والا البدع غير الكفرية يصلى خلفهم قال والجهاد مع كل امام عدل او جائر والحج. اذا الجهاد ايضا لا يترك ما نقول ما ندافع عن البلد وعن المسلمين مع الامام لانه ما هو عدل لا يجب الدفاع عن اعراض المسلمين واموال المسلمين وعن الدين وعن بلاد المسلمين مع الحكام ولو كانوا اهل جور ما ما دام الجهاد لاجل آآ هذه الامور التي هي امور شرعية. فضلا عن كونه اذا كان الجهاد لاعلاء كلمة الله قال واقصار الصلاة في الاسفار والتخيير فيه بين الصيام والافطار في الاسفار ان شاء صائم وان شاء افطر. هذه مسائل ايضا القصر في السفر هذه قال بها اهل السنة خلافا للخوارج وبعض الشيعة. كذلك التخيير فيه بين الصيام والافطار اه بعظ الفقهاء يقول يجب وبعظهم يقول يخيط فهي مسألة فقهية ثم قال هذه مقالات وافعال اجتمع عليها الماظون الاولون من ائمة الهدى اذا المزعي رحمه الله يحكي ان هذه عقيدة من سبقه كالشافعي والحميدي وغيره وغيره وغيره قال وبتوفيق الله اعتصم بها التابعون قدوة ورضا وجانبوا التكلف فيما كفوا فسددوا فسددوا بعون الله وفقوا ولم يرغبوا عن الاتباع فيقصروا ولم يجاوزوه تزيدا فيعتدوا فنحن بالله واثقون وعليه متوكلون واليه في اتباع اثارهم راغبون. اذا هذه عقيدة السلف من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين حتى وصل الى الائمة مثل الشافعي والمزني وغيره قال فهذا شرح السنة تحريت كشفها واوضحتها فمن وفقه الله للقيام بما ابنته مع معونتي له بالقيام على اداء فرائضه بالاحتياط في النجاسات واسباغ الطهارة على الطاعات واداء الصلوات على الاستطاعات وايتاء الزكاة على اهل الجداة والحج على اهل اهل الجدى يعني اهل المال والاستطاعات وصيام الشهر لاهل الصحات هذه امور فقهية ينبغي الاقرار بها والعمل بها. ثم قال وخمس صلوات سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد الصلوات صلاة الوتر في كل ليلة وركعتي الفجر وصلاة الفطر والنحر وصلاة كسوف والقمر اذا نزل وصلاة الاستسقاء متى وجب ثم ذكر اجتناب المحارم والاحتراز من النميمة والكذب والغيبة والبغي بغير الحق. وان يقال على الله ما لا يعلم. كل هذا كبائر محرم ومات والتحري في المكاسب والمطاعم والمشارب والملابس واجتناب الشهوات فانها داعية لركوب المحرمات. فمن رأى حول الحمى فانه يوشك ان يواقع الحمى. فمن يسر لهذا فانه من الدين على هدى ومن الرحمة على رجا وفقنا الله واياك على سبيله الاقوم بمنه الجزيل الاقدم وجلاله العلي الاكرم ختم المصنف رحمه الله الرسالة بهذه المسائل التي فيها الحث على العبادة والبعد عن الكبائر حتى يكون الانسان مع اعتقاده الصحيح على شيء من العبادة الصحيحة والاخلاق العظيمة فان العقيدة لا تكتمل الا بعبادة صحيحة وخلق عظيم. نسأل الله جل وعلا ان يوفقنا لما يحب ويرضى وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد لله رب العالمين