ولهذا نقول في وسط محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام لا خير الا دل الامة عليه. ولا شر الا حذرها منه ومن الخير الذي دلها عليه ان تتبع الامة السنن ومن الشر الذي حذرها منه ان تتبع الامة البدع فقد قال عليه الصلاة والسلام من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه الشيخان عن عائشة وفي رواية في غير الصحيحين من احدث في امرنا هذا ما ليس فيه فهو رد ورواية مسلم الاخرى قد علقها البخاري ايضا في صحيحه من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد العدد وهو ان يكون في الباطن مخلصا لله جل وعلا وان يكون في الظاهر على سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم اذا تبين ذلك فان الله جل جلاله لما اكمل لنا الدين ما هو مخالف للسنة وما هو بدعة هناك شبهات يوردها بعض القوم المحسنين للبدع فمن اول تلك الشبه انهم يقولون ان البدع منها ما هو حسن ومنها ما هو قبيح واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا قال عمر رضي الله عنه اني لاعلم في اي يوم انزلت وفي اي ساعة انزلت وفي اي مكان انزلت ذلك انها انزلت يوم الجمعة قالوا لا ولكنه امر حسن وعمرو خير يقرب الى الله تعالى وهذا يعني ان ثمة من امور الخير ما لم يدلنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت في صحيح مسلم ابن الحجاج رحمه الله تعالى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وان ينهاهم عن شر ما يعلمه لهم المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اما بعد فان احسن الحديث كتاب الله وخير الهدي اهدي محمد ابن عبد الله وشر الامور محدثات وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ان موضوع البدعة والسنة من الموضوعات المهمة التي يجب ان يعيها الناس جميعا لانها في هذا الزمن من العلم الذي يجب تعلمه حتى يكون ثمة ميزان بين السنة والبدعة وبينما يجوز وما لا يجوز في امور العبادات ولهذا كان طرق مثل هذا الموضوع مهما لاجل ان يتبين هذا العلم والعلم منه ما هو متعين على كل مسلم ومنه ما هو برضو كفاية وهذا لسائر العلوم علوم الالة والعلوم الاصلية وعلم السنة والبدعة من العلوم الواجبة ذاك لانه من تحقيق شهادة ان محمدا رسول الله فالشهادة لان لان محمدا رسول الله الشهادة لذلك وبذلك تقتضي الا يعبد الله الا بما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم كما قرر ذلك اهل العلم واذا كان كذلك كان من اللوازم لتحقيقها ان يتعلم المسلم السنة من حيث مجمل معناها وان يتعلم البدعة من حيث مجمل معناها وما يحتاجه من افرادها واذا تكلم العلماء عن البدع فانهم يبتدئون بذكر ان الله جل وعلا اكمل لنا الدين واتم علينا النعمة كما قال جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وقد قال بعض اليهود لعمر رضي الله عنه اية في القرآن لو انزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال عمر واي اية هذه فقالوا قوله اليوم اكملت لكم دينكم وكان يوم عرفة في عرفة على النبي صلى الله عليه وسلم ويوم عرفة يوم عيد ويوم الجمعة يوم عيد فالله جل وعلا هدانا لهذا بان كان نزول تلك الاية العظيمة في يوم الجمعة في يوم عرفة الكلام عن البدع والسنن متعلق بهذه الاية ذلك ان الله جل جلاله اكمل لنا الدين واتم علينا النعمة فليس في الدين مجال لزيادة من جهة التعبد بل ان الله جل وعلا اكمله وقد قال الامام ما لك ابن انس الاصبحي امام دار الهجرة قال من زعم ان في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا عليه الصلاة والسلام خان الرسالة ذلك لان الله جل وعلا يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ولهذا ايضا قال الشاطبي رحمه الله ان المحسنين للبدع ليس عندهم معنى واضح لهذه الاية ذلك لان الاية ظاهرة المعنى لان الله جل وعلا اكمل لنا ديننا فليس فيه مجال للزيادة والذين احدثوا البدع جعلوا البدع زائدة في امر يقرب الى الله جل وعلا فاذا سألتهم هل فعل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك وكان النبي عليه الصلاة والسلام يعلم اصحابه خطبة الحاجة وفيها ان احسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ابن عبد الله وشر الامور محدثاتها. وكل بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار كان عليه الصلاة والسلام يكثر من ذلك يعلمها اصحابه عليه الصلاة والسلام. وفيها ان كل محدثة يعني في الدين بدعة وكل بدعة يعني في الدين ضلالة. وكل ضلالة في النار وقد ثبت ايضا في السنن وهو المسند من حديث الارباط ابن سارية ان النبي صلى الله عليه وسلم وعظه موعظة بليغة. قال العربان وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. قلنا يا رسول الله كانها موعظة مودع فاوصنا قال اوصيكم بتقوى الله واستمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد حبشي ثم قال واياكم ومحدثات الامور انه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ يعني لا يتركونها ما استطعتم عضوا عليها بالنواجذ هذا كناية عن اشد التمسك بالشيخ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ولهذا قال العلماء ان ثمة حديثين يوزن بهما العمل اما الحديث الاول فهو قول عمر رضي الله عنه انه سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول انما الاعمال بالنيات وانما لامرئ ما نوى قال العلماء هذا الحديث ميزان للعمل في الباطن فاذا اردت ان تزن العمل في الباطن هل هو صالح ام لا الميزان حديث عمر هذا انما الاعمال بالنيات وانما لامرئ ما نوى وفي رواية اخرى وانما لكل امرئ ما نوى فاذا اردت ان تعلم العمل هل هو صالح من جهة الباطن؟ انظر في النية الباعثة له. فان كانت مخلصة لله جل وعلا العمل في الباطن صالح وميزان اخر للعمل في الظاهر قال عليه الصلاة والسلام من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد وقال من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد يعني انه مردود على صاحبه قال العلماء هذا ميزان للعمل الظاهر. اتزن العمل في الباطن بالاخلاص وتزن العمل في الظاهر بالمتابعة. من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد يعني انه مردود على صاحبه وهذا ارشاد منه عليه الصلاة والسلام حتى تزن الاعمال لهذا امرنا الله جل وعلا بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام فقال قل اطيعوا الله والرسول. وقال واطيعوا الله والرسول وقال واطيعوا الله ورسوله وقال جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا قال الامام احمد رحمه الله في كتابه طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر الله طاعة رسوله عليه الصلاة والسلام في القرآن في اكثر من ثلاثين موضعا وامر الله جل وعلا باتباعه ونهى عن مخالفته وجعل اتباعه عليه الصلاة والسلام دليل محبته كما قال جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم قال بعض السلف ليس الشأن ان تحبها ولكن الشأن كل الشأن ان تحب لان الله جل وعلا يقول قل ان كنتم تحبون الله اتبعوني يحببكم الله فما جعل محبة الله للعبد مترتبة على محبة العبد لله لان كثيرين يحبون الله ولكنهم على ضلال فالله جل وعلا لا يحب من احبه ولكن يحب من احبه على صواب في المحبة وكذلك يحب من احب رسوله صلى الله عليه وسلم على صواب في المحبة لهذا قال طائفة من السلف ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن كل الشأن ان تحب يعني ليكن سعيك في ما يجعل الله جل وعلا يحبك وليس فيما به تحب الله. فاذا نظرت فيما به يحبك الله جل وعلا نظرت الى ان ذلك للاتباع. قال جل وعلا فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. ترتب على الاتباع شيئين الاول محبة الله لعبده وهذه المحبة هي المعية الخاصة التي تقتضي التوفيق وتقتضي التثبيت وتقتضي الاعانة وتقتضي التثبيت ورتب على ذلك ايضا مغفرة الذنوب والله جل وعلا امرنا في كتابه بان يكون اهمنا ان نقتدي الرسول عليه الصلاة والسلام والا يكون همنا تحصيل ما نريد من العمل او تحصيل كثرة الاعمال قال جل وعلا الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وقد اجمع السلف على ان حسن العمل ليس بكثرته. وانما الحسن صفة لازمة له من جهة الذات لا من جهة وبين لنا عليه الصلاة والسلام معالم السنة وبين لنا ان اتباعه به يحصل لنا الخير وعنا مجانبة طريقه عليه الصلاة والسلام به يحصل لنا تبل الضلالة كما قال جل وعلا وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون اذا تبين ذلك كان من المهم ان نعرف البدعة لان الاشياء تتبين بضدها فاذا عرفنا البدع تبينت السنن ولان البدع من حيث الضابط من حيث الضابط يمكن حصرها بخلاف السنن فانها كثيرة متنوعة لهذا دخل العلماء حين تحدثوا عن البدع في تعريف البدعة وفي معناها من جهة اللغة ومن جهة الشرع فقالوا البدعة في اللغة مأخوذة من ابتدع الشيء اذا جعله حدثا ليس له سابق على منواله فيقال هذا الامر بدعة اذا لم يكن له سابق على منواله ومنه قول الله جل وعلا قل ما كنت بدعا من الرسل وما ادري ما يفعل بي ولا بكم قل ما كنت بدعا من الرسل يعني لم اكن باول رسول جاءتني الرسالة لم يسبق ان اتت احدا من قبلي. بل ثمة رسل من قبلي جاءتهم الرسالات وانزل الله جل وعلا عليهم وحيا قل ما كنت بدعا من الرسل يعني لست باول رسول وقال جل وعلا بديع السماوات والارض يعني الذي احدثهما باختراع من غير مثال سابق هذا معنى البدعة في اللغة ومنه في قول الصحابة قول عمر حينما رأى الناس اجتمعوا بعد تفرق على امام في التراويح قال نعمة البدعة هذه هذا من جهة المعنى اللغوي لان اجتماعهم جميعا على امام واحد في عهده كان جديدا لم يسبق شيء على مثاله في عهده ولا في عهد ابي بكر رضي الله عنه. فقال نعمت البدعة هذه يعني من جهة انها اول انها امر اول حدث في عهده رضي الله عنه. والا فان صلاة التراويح قد فعلها عليه الصلاة والسلام. وتركها لاجل الا تفرض على الصحابة رضوان الله عليهم اما في الاصطلاح العلماء عرفوها بتعريفات ومن امثلها تعريف الشاطبي المشهور في كتابه الاعتصام حيث عرفها رحمه الله تعالى بقوله البدعة طريقة في الدين مخترعة طريقة للدين مخترعة تضاهى بها الطريقة الشرعية يقصد بها المبالغة في التعبد لله تعالى وقال غيره في تعريف البدعة البدعة في الاصطلاح ما احدث على خلاف الحق. المتلقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في علم او عمل او حال بنوع شبهة او تأويل. وجعل ذلك صراطا مستقيما وطريقا قويما والتعريف الاول تعريف الشاطبي نحتاج الى ان نفصله لانه مهم وهو تعريف ثبيت والشاطبي تأمل هذا الموضوع موضوع البدع والمحدثات فالف فيه كتابه الاعتصام وهو كتاب مشهور غني ان الوصف قال في تعريفه البدعة طريقة في الدين مخترعة طريقة يعني ان اصحابها جعلوا البدعة طريقا ملتزما لان الطريق لا يسمى طريقا حتى يكون ملتزم السلوك عليه فقوله طريقة في الدين نفهم منها ان السير في ذلك الطريق طريق البدعة التزم به. لم تفعل مرة وتترك بل جعلت طريقة وجعل ذلك طريقا مسلوكا قد طرق من كثرة السلوك عليه قال في الدين وفي الدين يخرج في الدنيا لان المحدثات في امر الدنيا راجع الى المصالح المرسلة. وليس براجع الى البدع لان ليس براجع الى البدع لان البدعة في الدين وليست في الدنيا. لهذا قال البدعة طريقة مخترعة طريقة في الدين مخترعة وقوله مخترعة يعني انها جاءت جديدة اما من جهة الاصل او جاءت جديدة من جهة الاظافة يعني بذلك ان البدعة قد تكون جاءت جديدة من جهة الاصل لم يدل عليها دليل اصلا ولم يكن في اصلها امر مشروع وثمة شيء في البدع ما يكون اصله مشروعا لكن هيئته تكون مبتدعة وهذا كله ادخلوا في قوله طريقة في الدين المخترعة. اذا حصلنا من ذلك على ان البدع نوعان. بدع اصلية وهي التي تكون محدثة من حيث الاصل ومن حيث الوصل وبدع اضافية يكون اصلها مشروعا ولكن هيئتها محدثة من مثل الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام على المآذن بعد الفراغ من الاذان. ومن مثل الاستماع على الذكر على نحو معين بصفة معينة ملتزمة فهذا من حيث هو مشروع في الاصل لان الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام مأمور بها في الكتاب والسنة. لكن هذه الهيئة جعلت تلك الهيئة مخترعة فسميت بدعة اضافية ليست اصلية لان اصلها مشروع لكنها اضافية يعني ان البدعة جاءت من حيث الهيئة لا من حيث العصر فهذا النوع من التعبد بها بدعة لكن اصلها مشروع قال تضاهى بها الطريقة الشرعية. يعني ان اصحاب البدع التزموا بها فجعلت البدعة تضاهي الطريقة الشرعية وهي فنرى نحن العبادات في الشرع العبادات تعمل يلتزم بها. نعملها دائما. فاذا اتى احد وجعل شيئا ما. يظن انه يقربه الى الله عز وجل فالتزمه وجعله دائما يعمل به في اوقات معلومة وجعل لذلك زمانا او مكانا او عددا فان مضاهى به الطريقة الشرعية. لان العبادات في الشرع من صفاتها انها يكون لها الوصف من جهة الزمان قبل الصلاة بعد الصلاة لطرفي النهار ونحو ذلك لها وصف من جهة العدد لها وصف من جهة المكان فاذا جعل شيء له صفة معينة في الدين من جهة المكان او الزمان او العدد فانه يكون قد ضاها به الطريقة الشرعية قال يقصد بها المبالغة في التعبد لله تعالى يعني ان قصد اهل البدع ليس قصدا قبيحا هم قصدوا ان ان يبالغوا في التعبد قصدوا الخير كما سيأتي قصدوا ان يتقربوا الى الله جل وعلا. ولكن ليس كل مريد للخير محصلا له كما قال ابن مسعود رضي الله عنه اذا تحصل لنا من هذا التعريف ان البدع ملتزم بها وانها في الدين وليست في الدنيا وان اصحابها يريدون المبالغة في التعبد ودلالة الناس على الخير والهدى اتى ابو ابو ابو موسى الاشعري رضي الله عنه مرة الى ابن مسعود في الكوفة فقال يا ابا عبد الرحمن انها هنا قوما بالمسجد تحلقوا وبين ايديهم حصى. يقول احدهم سبحوا مائة فيرفعون الحصى ويسبحون مئة وهكذا. قال ابن مسعود لابي موسى فما قلت لهم قال ما قلت لهم شيئا حتى اذكر ذلك لك فقام ابن مسعود الى اولئك الذين يسبحون الله عن طريق الحصى. يعني يعدون التسبيح بالحصى. واجتمعوا على كالهالي قال ابن مسعود لما وقف عليهم قال انكم اختم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم او انتم على شعبة ضلالة قالوا يا ابا عبدالرحمن ما اردنا الا الخير ما اردنا الا الخير قال كم من مريد للخير لم يحصله هذه انية رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكثر. وهذه ثيابه لم تبلى. عليه الصلاة والسلام. وهؤلاء اصحابه لم ينقطعوا فدلنا بذلك على ان شبهة ارادة الخير هي في اصل انشاء البدع كل محدث للبدعة انما اراد الخير يعني بالجملة لهذا نقول ان اصل انشاء البدع يقول اصحابه اردن الخير اردنا التعبد اردنا ان ينصرف الناس الى الذكر. ان ينصرف الناس الى تذكر السنة. تذكر السيرة. اردنا ان يتعبد الناس بصلوات في بعض يعني وهكذا فهم ارادوا الخير لكن هل كل مريد للخير يحصله؟ الجواب لا حتى يكون ذلك الخير على وفق السنة والا كان غير خير من الامور المهمة في مسائل او في ذكر البدع وتأصيل هذا المقام بعض القواعد التي لابد من ان تكون منك على معرفة ان تكون منها على معرفة وان يرتقون منك على ذكر هذه القواعد والضوابط مهمة في باب البدع اول تلك القواعد ان حقيقة الاتباع للنبي عليه الصلاة والسلام راجع الى ان تفعل ما فعل عليه الصلاة والسلام لاجل انه فعل وان تترك ما ترك عليه الصلاة والسلام لاجل انه ترك وهذا يجمع صلاح العمل من جهة الظاهر والباطن اما الباطن فلقولنا في اخر الكلام لاجل انه فعل فيما تفعل ولاجل انه ترك فيما تترك والظاهر ان تفعل ما فعلت قد يفعل المرء ما فعله النبي عليه الصلاة والسلام لكن لا يكون مخلصا. انما يكون مرائيا او يريد ان يحصل شيئا من الدنيا. فلهذا قلنا القاعدة ان تفعل ما فعل عليه الصلاة والسلام لاجل انه كان وان تترك ما تركت لاجل انه ترك فبهذا تستقيم لنا السنة وتنتفي عنا البدعة فالسنن تقوم بان نفعل ما فعل لاجل انه فعل والبدع تنتفي ان نترك ما ترك لاجل انه ترك عليه الصلاة والسلام. وهذا قول الاصوليين حينما يتكلمون عن افعال النبي عليه الصلاة والسلام ولهذا يقول العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه اعلام الموقعين في بيان هذه القاعدة بصورة اخرى قال السنن نوعان سنة فعلية وسنة تركية فالسنن الفعلية هي التي فعلها عليه الصلاة والسلام ما فعل عليه الصلاة والسلام ويشمل الفعل القول والعمل والاعتقاد ما فعله هذا يقال له او سنة فعلية عليه الصلاة والسلام وما تركه تركه لقصد وسكت عن اشياء رحمة بكم غير نسيان وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ترك ما ترك وهذا يسمى سنة الترك الذي يهتم بالنبي عليه الصلاة والسلام يترك ويفعل يفعل السنن ويترك ما ترك عليه الصلاة والسلام. لان السنة بامرين بفعل بفعل وبتركة والترك نوع من انواع الفعل كما هو معروف من القواعد المهمة هنا ان نقول ما كان بعد عهده عليه الصلاة والسلام من الامور فهذا ينظر اليه من جهة المقتضي للفعل يعني السبب الداعي للفعل هل كان قائما في عهده عليه الصلاة والسلام ام لا فاذا كان السبب الذي يقتضي الفعل قائما في عهده عليه الصلاة والسلام وترك عليه الصلاة والسلام الفعل مع قيام المقتضي للفعل فان احداثه بدعة بخلاف ما لم يكن المقتضى المقتضي للفعل قائما في عهده عليه الصلاة والسلام مثاله الاحتفال بي انواع الاحتفالات ليلة المولد ليلة الاسراء والمعراج الى اخره او الاحتفال في ليلة سبع وعشرين من رمضان هل كان المقتضي للفعل قائما في عهده عليه الصلاة والسلام ام لا قال العلماء المقتضي للفعل كان قائما لانه عليه الصلاة والسلام يعلم تلك الليالي ولانه يريد ما يقرب الخلق الى ربهم عليه الصلاة والسلام فالمقتضي للفعل كان قائما فلماذا ترك مع قيام المقتضي للفعل يدلنا هذا على ان الترك مقصود وانه ترك لان فعل ذلك الشيء غير مشروع لهذا قال العلماء اذا كان الامر قد قام المقتضي لفعله في عهده عليه الصلاة والسلام ولم يفعل عليه الصلاة والسلام فان ذلك الفعل احداثه بدعة اما اذا لم يقم المقتضي على الفعل المقتضي يعني الامر الذي حمل على الفعل لم يكن قائما في عهده عليه الصلاة والسلام فان احدى لا يسمى بدعة مثاله جمع المصحف جمع القرآن جمع الصحف حتى تكون بين دقتي كتاب. هل فعل النبي عليه الصلاة والسلام ذلك لم يفعل هل جمع المصحف محدث الجواب ليس كذلك. لما؟ لانه في عهده عليه الصلاة والسلام كان القرآن ينزل وكان يؤمر عليه الصلاة والسلام ان يضع اية كذا في مكانها من السورة فلو كتب المصحف لكان نحتاج بعد نزول جملة من الايات الى كتابات جديدة وهكذا فلهذا المقتضي للفعل وهو الجمع المقتضي للفعل لم يكن موجودا في عهده عليه الصلاة والسلام. فما المقتضي للفعل؟ تمام تنزل القرآن فتمام تنزل القرآن ما علم الا بوفاته عليه الصلاة والسلام. ولهذا كان من فقه الصحابة رضوان الله عليهم انهم جمعوا القرآن في عهد ابي بكر ثم في عهد عمر ثم في عهد عثمان الى اخر ما هو معلوم. مع ما في ذلك من دلالة لله جل وعلا الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه وقوله الف لام راء تلك ايات الكتاب وقرآن مبين قال الكتاب والنبي عليه الصلاة والسلام نهى ان يسافر بالمصحف الى ارض العدو يعني انه ارشدهم الى ان يجمعوه في كتاب وفي مصحف او مصحف كلاهما طواف هذه قاعدة مهمة من القواعد ايضا ان قاعدة البدعة ان تكون ملتزما بها فاذا فعلت مرة ولم تلتزم كانت خطأ وخلافا للسنة ولا تسمى بدعة يعني لا يسمى الحدث في الدين بدعة حتى يلتزم لانهم قالوا في تعريفه طريقة في الدين مخترعة. وقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في موضع من كلامه فضابط الالتزام مهم في الفرق بين البدعة وخلاف السنة يعني نقول فلان مخالف للسنة او نقول هذا الفعل خلاف السنة اذا فعله مرة مرة مرتين ولم يلتزمه لكن اذا التزمه وجعله طريقا مسلوكا صار بدعة. فالبدعة ضابطها ان تكون ملتزما بها وخلاف السنة ان يخطئ يعمل عملا على خلاف السنة لكن جعله مرة او مرتين. فاذا اذا رأيت ان يفعلوا خلاف السنة من الافعال فهذا يقول له هذا الامر خلاف السنة فاذا التزمه صار بدعة في حقه قد يكون بدعة من دون النظر الى الشخص من دون النظر الى الفاعل لكن مع جهة الفاعل فانك تقول هو خلاف السنة حتى يكون الفاعل ملتزما له والفعل يكون بدعة لان الناس التزموه يعني اهل البدع هذا ضابط مهم لان من الناس من يقول في كل خلاف للسنة انه بدعة. وهذا ليس بصواب بل الصواب التفريق بين والبدعة اذا عندهم تدور عليها الاحكام الخمسة كما بين ذلك العز ابن عبد السلام الفقيه المعروف وكان اشعريا صوفيا قال البدعة تدور عليها الاحكام الخمسة وتبنى قوله هذا جماعة بعده وهذا القول الذي قالوه اذا نظرت الى قول النبي عليه الصلاة والسلام كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة تبين لك به ان المحدثات يعني في الدين جميعا لان كل من الفاظ العموم عند الاصوليين جميع المحدثات بدع وجميع البدع ضلالات وقل من الفاظ الظهور في العموم عند الاصوليين وعند جماعة منهم من الفاظ النص بالعموم النبي عليه الصلاة والسلام يقول كل بدعة ضلالة وبعض اهل العلم قال البدع منها ما هو ضلالة ومنها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب ولا شك ان هذا داخل في حد البدعة لان تقسيمهم للبدع بدعة علمية ولهذا ذكرت لك التعريف الثاني للبدعة وهو قول بعض اهل العلم ان البدعة ما احدث على خلاف الحق. المتلقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في علم او عمل او حال بنوع شبهة او تأويل وهذا داخل في هذا الحد اذا نقول النبي عليه الصلاة والسلام قال كل بدعة ضلالة وبعض اهل العلم قالوا من البدع ما هو حسن ومنها ما هو ضلالة فنقول هذا مخالف لقول النبي عليه الصلاة والسلام والواجب ان نحكم قوله عليه الصلاة والسلام ولا نحكم قول غيره لم قسمتم البدع هذا التقسيم قالوا لان عمر قال نعمت البدعة هذه والجواب ان هذا في البدع اللغوية وليست في البدع المحدثة. لان النبي عليه الصلاة والسلام قد صلى بصحابته بعظ ليالي رمظان بعض العشرة الاخيرة فاذا ليس هو محدثا ليس هو بمحدث وانما منعه عليه الصلاة والسلام من الفعل انهم تواردوا عليه وكثروا فخشي ان يفرض عليه جمع القرآن؟ قالوا هذا من اسباب التقسيم. نقول غير داخل ايضا في حد البدع لان البدعة كما ذكرنا من من ضوابطها وشروطها ان يقوم المقتضي على للفعل في عهده عليه الصلاة والسلام فيترك من الشبه التي اوردوها ايضا ما رواه مسلم رحمه الله في صحيحه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من سن في الاسلام سنة حسنة كان له اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه ووزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة قالوا فالنبي عليه الصلاة والسلام قال من سن في الاسلام سنة حسنة معنى ذلك انه احدث تلك السنة فصارت حسنة باحداثه هكذا قالوا والجواب نقول ذلك ونذكر هذه الشبه لانها تواجهكم كثيرا. فلا بد ان يكون مع صاحب الحق سلاح يدفع به عن الحق الذي معه وما احسن قول امام الامام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالة كشف الشبهات قال ولكن الخوف على الموحد اذا خاض مع الناس وليس معه سلاح يمضي به وهذا صحيح ومن السلاح العلم بالشبه والرد عليها فهذا الدليل الذي اوردوه هذا في صحيح مسلم كما ذكرنا والجواب عنه ان العلماء يقولون في تقعيدهم العلم باسباب الحديث يورث العلم بمسبباتها بل كل علم بالسبب يورك العلم بالمسبب وكثيرا ما يأتي فهم الامور على غير ما ينبغي من جهة عدم فهم الاسباب فاذا اتى احد وقال لك كلاما غريبا قل ما السبب الذي من اجله حدث هذا الكلام لانه كما قال شيخ الاسلام وغيره من العلماء العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب فهذا القول للنبي عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة له سبب. فاذا فهمنا السبب فهمنا المسببة. يعني فهمنا هذا الكلام ما معناه وذلك ان قوما عفوا النبي عليه الصلاة والسلام وقد اجتابوا النمار تاب النمار يعني قطعوها وكانت محرقة الجيب هو القطع والشق وثمود الذين جابوا الصخر بالوادي يعني قطعوا وشقوا الصخر بالواد مجتاب النمار كانت نمارهم مشققة وحالتهم رثة للغاية. فلما رآهم عليه الصلاة والسلام عرف ذلك ففي وجهه برأفته عليه الصلاة والسلام ولرحمته بامته عليه الصلاة والسلام فحث على الصدقة وامر بها رأوا ما رأوا في وجهه عليه الصلاة والسلام. فقام احد الصحابة بعد ان سكتوا قليلا فقال علي يا رسول الله كذا وهذا السياق موجود في صحيح مسلم في اول الحديث قال علي يا رسول الله كذا فلما رأه الاخرون يقول هذا الكلام تتابعوا في الصدقة. فقال عليه الصلاة والسلام من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة قال بعض اهل العلم قوله اذا من سن في الاسلام على هذا السبب وعلى هذا البيان معناه من ان من الاسلام سنة حسنة لان الصدقة مشروعة في الدين وهذا الذي سنه ذلك الصحابي من الاسلام وهو الصدقة فسن امرا مشروعا. فيكون اذا معنى سن الامور المشروعة سن الامور من الاسلام انه احياه هاء بعد اماتتها او بعد الغفلة عنها. فمن احيا سنة كان له اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة. كما جاء في حديث ابي هريرة الاخر من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من اتبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيء ولهذا قال بعده ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة. يعني السيئة علمناها من الاسلام. من جهة المعاصي او البدع او المحدثات او نحو ذلك. فالدليل اذا ضد المحسنين للبدع وليس معا مما قالوا ايضا ما اردنا بافعالنا الا الخير مثل ما قال اولئك لابن مسعود. قالوا يا ابن مسعود ما اردنا الا الخير يسبحون بالحصى. ويعدون التسبيح مئة عشر الف ما اردنا الا الخير فانكر عليهم رضوان الله عليه انكر عليهم ابن مسعود وقال كم من مريد للخير لم يدركه او لم يحصله فاذا العبرة كما دل عليه كلام ابن مسعود ليس بارادة الخير. وانما بان يكون الخير مستقم من السنة اذا نظرت الى الذين يفعلون البدع كلهم يقول نريد الخير اذا نظرت الى للذين يحيون بعض الليالي او يحيون بعض الحفلات او نحو ذلك. اذا سألتهم قالوا ما اردنا الا الخير نريد ان ننبه الناس على افعال الطيبة وعلى السيرة وعلى الصدقات وعلى وعلى الى اخره لكن هل هذه الحجة الصحيحة الذي يريد ان يصلي نفلا ان يصلي فرضا مثلا خمس ركعات الظهر او العصر او العشاء او يصلي ثلاث ركعات الفجر او اربعة الفجر وتقول له لما صليت؟ قال زيادة الخير خير فنريد نزيد من الخير ركعات فيها القرآن فيها التسبيح وفيها الفاتحة وفيها ركوع وسجود وكل ذلك من الاعمال الطيبة لاجل الخير فهل يقبل هذا منه بالاجماع لا يقبل وهو مردود لما؟ لان الشريعة جاءت بالحد والحد ضابط لا تجوز اذا تعدي عليه اذا زاد المرء عليه زاد على السنة وذهب الى الغلو والبدعة فاذا هذه العبرة ما اردنا الا الخير هذا ليس بامر يحتج به لان كل اهل الضلالة ما ارادوا الا الخير ايضا قالوا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يقول في كلام له في اقتضاء الصراط المستقيم في كلامه على احياء او الاحتفال بليلة مولد النبي عليه الصلاة والسلام قال بعد ان بين انها بدعة ومن الناس من يعمل ذاك ويؤجر على ما قام في قلبه من محبة النبي عليه الصلاة والسلام قالوا فهذا يدل على ان تلك الاحتفالات يؤجر عليها العبد والجواب على ذلك ان شيخ الاسلام نفسه هو الذي حكم على ذلك الفعل بانه بدعة وقوله ان هناك من يفعل ذلك ويؤجر لا يؤجر باطلاق انما يؤجر على ما قام في قلبه والله جل وعلا يقيم الوزن القسط والملائكة تكتب كل شيء فيكون هذا معنى كلام شيخ الاسلام فيكون الذي فعل ذلك الفعل يكون مأجورا من جهة وهي جهة المحبة لان الله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا. ولكنه مأزور من جهة الفعل. ففعله بدعة ويذم عليه على لانه ابتدع. اما اصل المحبة فهذا امر لم يعمله بابتداع. وانما الذي حصل بابتداء كفالة. ولهذا شيخ الاسلام في كلمته كان دقيقا. وهو انه يقول ان وزن الاعمال عند الله جل وعلا تكون بان يكون لك ما تعمل من الصالح وعليك ما تعمل من الوزر. فالذي قام في قلبه الخير يؤجر عليه لكن يأثم على العمل الذي ابتدعه. والبدعة كما هو معلوم في كلام اهل العلم اشد من جنس المعاصي. يعني الكبائر. لما؟ لان الكبائر كبائر الذنوب والشهوات لان هذه يعملها المرء وهو يعلم انه عاصي. لكن صاحب البدعة يظل يعمل ويعمل وهو يظن انه مطيع لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم. فيكون قد احدث امرا في الدين. والنبي عليه الصلاة والسلام قال كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فاذا هناك انقسام من جهة العمل ومن جهة ما يقوم بالقلب. فما قام في القلب من اصل المحبة هذا له حكم سائر اجناسه من العمل من جهة الاجر عليه في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية. اما ما قام في القلب من انواع تحسين البدع واعتقاد الطواف في خلاف السنة والعمل الخارجي بالاحتفالات ونحوها فهذا يكون بدعة ضلالة لانه محدث في الدين. ولانه منطبق عليه حد البدعة قالوا ايضا الصحابة رضوان الله عليهم والمسلمون حملوا بالمصالح المرسلة وعملوا اشياء منها دواوين الجن والديوان وديوان المال وبيت المال في عهد عمر ودواوين الجند في عهد عمر ثم المدارس ثم شق الطرق ما حدث ثم تقييم الدور ونزع الملكيات واتخاذ دور للسجن في عهد عمر رضي الله عنه ونحو ذلك من اعمال كثيرة لم تكن في عهده عليه الصلاة والسلام والجواب عن ذلك ان البدع غير المصالح المرسلة المصالح المرسلة هذا واما البدع فهذه امر اخر والفرق بينهما ان المصلحة المرسلة وسيلة لتحقيق ضروري في الدين فازالة الحرج عن المسلمين او حفظ امر ضروري عليهم في دينهم او في انفسهم او في دنياهم او في عقولهم هذا امر واجب شرعا لانه من الامور الضرورية الخمسة المعروفة فما كان وسيلة الى الواجب فهو واجب لان الوسائل لها احكام المقاصد لهذا المصالح المرسلة هي وسائل لتحقيق امر مطلوب في الشرع واما البدع فالبدعة نفسها هي الغاية لانه يتعبد بها فتلك الوسيلة ليست متعبدا بها واما هذه فنفس الوسيلة يتعبد بها. من جهة انها غاية. فالذين احدثوا المحدثات من البدع التقرب الى الله جل وعلا وجعلوا تلك المحدثات غاية لهم فاذا عملوها حصل لهم ما يريد ما يريدون لانهم يريدون الخير كما يزعمون. فصار الفرق بين المقامين ان باب الوسائل ظاهر في المصالح المرسلة نفي الحرج على الناس ولحفظ امر ضروري من الضروريات الخمس. اما البدع فهي عند اصحابها مقصودة قل لذاتها وليست مقصودة لتحقيق امر ضروري. ولهذا ما تسمى مصلحة مرسلة. حتى الذين حسنوها مثل العز بن عبد السلام ومثل لم لم يسموا البدع الحسنة في عرفهم لم يسموها مصالح مرسلة لانهم يعلمون ان حد المصلحة لا ينطبق عليها فاذا لا يسوغ الاحتجاج ببناء المدارس وبالدواوين وباحداث الطرق وبنزع الملكيات ونحو ذلك على ذلك الامر وبتأليف كتب لا يصوغ لان هذا من باب الوسائل التي لها احكام المقاصد. واما ذاك فالعمل في نفسه يراد به وهذا فرق مهم بين المقامين كما اوضح ذلك الائمة في بحثهم عن المصالح المرسلة والبدع اذا تبين ذلك نصل الى ذكر امثلة للبدع البدعة كما ذكرنا تكون العلم يعني في انواع الاعتقادات وتكون ايضا في العمل اما الاعتقاد فكل المحدثات التي احدثت عن طريق الفرق الضالة هذه كلها بدع فالخوارج مبتدعة وبدعتهم بدعة اعتقادية فمن احدث امرا مخالفا لما عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد فانه مبتدع وصاحب ضلالة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لما ثبت عنه رواه ابو داوود وغيره ان اهل الكتاب اشترطوا على احدى وسبعين او اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال الجماعة فالفرق توعدت بالنار لانها احدثت المحدثات فالعقائد المختلفة محدثة ولهذا صار من البدع الاعتقاد المتعلق بالاسماء والصفات من البدع التأويل من البدع ان يثبت لله جل وعلا سبع صفات وينفي غيرها او يؤول غيرها الى ما تدل عليه هذه الصفات السبع او الصفات الثمانية كما عند الماتوريدية او الثلاث صفات كما عند المعتزلة او كما صنع الجهمية هذه كلها بدع اعتقادية من جهة الايمان المرجئة مبتدعة والذين يقولون ان الايمان ليس بقول وعمل واعتقاد جميعا عند فلا في هذه الامة مرجعة والمرجئة من انواع المبتدعة لان الارجاء بدعة حدثت في هذه الامة كذلك مسائل المعروفة في مباحث العقائد من جهة تسمية مرتكب الكبيرة مؤمنا او مسلما او فاسقا او في منزلة بين المنزلتين هذه مباحث خالف فيها اهل الفرق اهل السنة اهل السنة يقولون ان مرتكب الكبيرة مؤمن بايمانه فاثق بكبيرته ولا يكفر بارتكاب الكبيرة حتى يستحلها. ومعنى الاستحلال يعني حتى يقول او يعتقد انها حلال احله الله جل وعلا او انها حلال في نفسها او لم يلتزم حكم الله بها يعني قال الحكم في هذه المسألة لست المخاطب به لان ثمة فرقا مهما بين الالتزام بالشيء والقبول له. وبين بين عدم الالتزام الذي هو الامتناع وما بين عدم القبول والجحد فها هنا اشياء هناك قبول يقابله جحف وهناك التزام يقابله امتنان ولكل تعريفه كما هو معلوم. فمن خاض في هذه المسائل وخالف اعتقاد اعتقاد السلف الصالح فقد احدث بدعة عن اعتقاده كذلك في مسائل الامامة كذلك في مسائل الصحابة وهكذا من انواع البدع الاعتقادية من البدع البدع العملية والبدع العملية متنوعة منها ما هو مقيد بالاشهر وهذا حبذا لو تجمع هذه البدع بدع المواسم ويجعل في كل يعني يجمع فيجعل ما لكل شهر من البدع التي احدثها المخالفون فمثلا في شهر محرم ثمة انواعا ثمة انواع من البدع وفي شهر صفر ثمة انواع من البدع وفي شهر ربيع الاول ثمة انواع من البدع كالاحتفال بالمولد ونحوه وفي رجب انواع من البدع وفي شعبان أنواع من البدع وفي رمظان ايظا انواع من البدع وفي وهكذا ولو بصر الناس في رسالة بالبدع على الشهور لكان ذلك ترتيبا حسنا مع بيان كل مسألة وبمناسبة كوننا في شهر في شهر ربيع الاول ما هو معلوم عن بدعة المولد؟ وان احداثها كان كما هو معروف عند المؤرخين كان من جهة الفاطميين وكانت بدعة سياسية لان الفاطميين وهم العبيديون شاعت النسبة او التسمية بالفاطميين والا فحقيقتهم انهم عبيديون لما لم يقبل الناس امرهم في مصر احدث بدعة المولد لاجل ان يدل الناس على انهم يحبون رسول الله عليه الصلاة والسلام. ثم جعلوا في كل ليلة من ليالي السنة بدعة من الاحتفالات المختلفة حتى يشغلوا الناس عن اصل السنة ويشيعوا فيهم البدع حتى يبتعدوا عن اصل الدين ذكر ذلك جماعة من اهل العلم من بدع العمل ايضا ما هو من وسائل الشرك في جمع ما بين كونه وسيلة الى الشرك وما بين كونه بدعة مثاله الاعتناء بالقبور وتعظيم القبور وبناء القباب عليها وتفريج القبور والاهتمام بذلك هذا كله من وسائل الشرك كما قال العلماء ومن البدع المحدثة والنبي عليه الصلاة والسلام لما نزل به يعني الامر من الموت عليه الصلاة والسلام صفق يطرح خميصة على وجهه ثم اذا اغتم كشفها ايقول عليه الصلاة والسلام لعنة الله على اليهود والنصارى. اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. الا لا تتخذوا القبور مساجد. فان الهاكم عن ذلك انواع البدع كثيرة كما هو معلوم ولعلنا نختم الكلام فرق مهم الا وهو ان هناك مسائل قد يطلق عليها بعض الناس انها بدعة فينازع ويكون الحق فيها مع المنازع يعني في انه ليس ببدعة وهذا من امثلته عمل اعياد الميلاد مثلا الذين يعملون عيد الميلاد نسأل الله العافية لاولادهم او لانفسهم او عيد زواج او نحو ذلك فيأتي من يقول هو بدعة فيقول له الاخر البدعة في الدين وانا لم اقصد به التقرب وانما هذا من جهة الفرح والجواب ان هذه الامور لا شك انها محدثة لكن لما لم تكن في الدين لم يفر حد البدعة منطبقا عليها فيكون اذا النهي عنها من جهة انها تشبه بالكفار. وليس من جهة انها ابتداع ومن المسائل ايضا المهمة التي يجب ان يكون معك التفريق فيها هن المرء في فهمه للبدع لابد له من ان يتبع ائمة اهل السنة لان ثمة مسائل قد يشكل على المرء هل هي من البدع ام هي من غير البدع فنرى ان الائمة ربما فعلوا اشياء واذا نظر الى تلك الافعال قال هي بدعة ولكن تتابع العلماء على انها جائزة او على ان الفعل لا بأس به او على انه مستحب لهذا من المهم ان لا تحكم بالمسائل بشيء بانه بدعة حتى تسمع كلام اهل العلم فيه فاذا كان كلام الائمة ائمة اهل السنة الامام مالك والشافعي واحمد وكالسفيانين سفيان بن سعيد وسفيان بن عيينة وكواكيع ونحوهم من اصحاب احمد واصحاب الشافعي الذين عرفوا بالامامة في السنة وكشيخ الاسلام وابن القيم وكامام هذه الدعوة الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله العلماء من بعده ينظر ماذا قالوا في المسألة بان التنبيه على ذلك لابد منه لان من الشباب من يستعجل في الحكم في مسائل على انها بدعة. يقول هذه بدعة وهذه بدعة. واذا نظرت وجدت انه ما من احد كم من اهل العلم انها بدعة فيكون هو قد اخترع قولا جديدا من المسائل التي ايضا ينبغي ان يكون معك الفرق فيها ان تفرق في مسائل البدعة ما بين فهمي العلماء وفهم غيرهم لانه قد يكون من الناس من يأتي يطبق التعاريف او بعض اقوال السلف على اشياء او على اشخاص او على احوال فيكون ذلك التطبيق نتيجته ان ذلك الفعل بدعة او ان هذا مبتدع او نحو ذلك فاذا نظرت الى اقوال اهل العلم الذين يعلمون معنى السنة والبدعة ويحكمون ويفتون في ذلك لن تجد انهم يحكمون في ذلك الحكم لهذا ننبه على ان وظيفة طالب العلم ان يفهم اما الحكم فيحكم بما حكم به العلماء اما ان يحكم بما يخالف به حكم اهل العلم فان هذا نوع تعدي وغرور وظن انه اذا فهم بعض والتعريفات ودرس ذلك انه حاز العلم جميعا. والعلم الشرعي بعضه مرتبط ببعض. ففهم كلام السلف في الابتداء او في من هو المبتدع او في نحو تلك المسائل يجب ان يفهم على طريقة اهل العلم الراسخين فيه. لا على طريقة من قرأ فلم يفهم تلك المسائل. لهذا ينبغي لطالب العلم ان يتنبه الى ان التطبيق تطبيق الاحكام او معرفة هذا الفعل الجديد او هذا الحال الجديد او القول الفلاني او الفعل الفلاني هل هو بدعة وصاحبه مبتدع ام لا يجب ان تنظر الى قول الراسخين في العلم فيه. اما النظر الى قول الشباب بعضهم مع بعض وهذا يقنع هذا وذاك يقنع ذاك. هذا لا شك كانه بروج بالعلم عن الرجوع الى اهله المتخصصين فيه نقف عند هذا واسأل الله جل وعلا ان يبصرني واياكم وان يزيدنا تباعا لنبيه عليه الصلاة والسلام. وان يلهمنا رشدنا وان يقينا شر انفسنا. اللهم نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العلى ان تجعلنا من المتقين. وان تحشرنا مع نبيك محمد صلى الله عليه وسلم تحت لوائه. وان تسقي من حوضه شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها ابدا. اللهم وفق ولاة امورنا لما تحب وترضى. اللهم وفق علمائنا لما تحب وترضى واجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى. اللهم ابرم لهذه الامة امر رشد يعز فيه اهل طاعتك ويعافى فيه اهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد هنا بعض الاسئلة قال ما الفرق بين الترك الذي تسمى فيه سنة تركية وبين السكوت الذي هو رحمة لنا السكوت راجع الى الحلال والحرام ما يحل وما يحرم وذلك راجع الى الحدود واول الحديث يبين ذلك ان الله فرض فرائض فلا فضيعوها وحدا حدودا فلا تعتدوها وسكت عن اشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تسألوا عنها وهذا راجع الى ما كان من قبيل الحلال والحرام. يعني الاحكام العملية من جهة ما يتعاطاه المرء من مأكولات ومشروبات او بعض الاعمال التي كان يعملها الناس في عهده عليه الصلاة والسلام لهذا يبينه قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر الذي رواه مسلم في الصحيح ان اعظم المسلمين جرما رجل سأل عن شيء فحرم على المسلمين لاجل مسألة فهذا الذي من اجله جاء النهي عن السؤال فما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فلا نسأل يعني لا يسأل الصحابة النبي عليه الصلاة والسلام في كل شيء هذا حلال هذا حرام الخبز حلال الشراب حلال كذا حلال هذا حرام هذا حرام اسمعوا المحرمات واسمعوا المباحات وما سكت عنه فهو عفو يقوم على اصل الاباحة فيما الاباحة يقول اين مظان قولك ان العز ابن عبد السلام صوفي اشعري علما بان هناك رسالة خرجت اسمها صفحات مطوية نفى عنه ذلك ومن جهة كونه صوفيا تنظر الى كتابه شجرة الاحوال وكتابه القواعد ومن جهة كونه اشعريا تنظر الى كتابه العقائد مطبوع سار فيه على نهج الاشاعرة لظهور احيانا يأتي بعض الاسئلة من جهة الحكم على شخص وهذا ينبغي لطلاب العلم ولعامة المسلمين ان يتجنبوا السؤال عنه في المحاضرات ان يكون السؤال عن الشخص ما حكم الذي يقول كذا وكذا وكذا الحكم على المعين كما هو معلوم له شروطه وله موانعه فليس ايراد السؤال كافيا للحكم على المعين وانما يسأل عن المقالة يسأل عن الفعل فيكون على بصيرة من دينه. اما الحكم على شخص فهذا يحتاج الى مسائل اخر غير ما ذكر في السؤال هل تنصح ما نصيحتك لشباب الصحوة في هذا الوقت؟ هل تنصحهم بطلب العلم والعزلة؟ بعدا عن قال ام انهم يلزمهم التوظيف والبيان؟ ومن وما نصيحتكم في من لا يقبل الحق ولو كان واظحا الجواب ان نصيحتي لشباب الصحوة انهم لم يصحوا بعد الصحوة تحتاج الى صحوة لا تزال الصحوة في تقليد لا يزال كثير من شباب الصحوة بل الاكثر لم يتجه الى العلم لم يتعلم ويكون العلم عنده فوق الجميع. ينظر الى الاقوال والى الاعمال من جهة فاعلها او من جهة زملائه وهذا ليس بجيد بل الواجب ان يسعى في ان يكون على وفق ان وان يطلب الحذر لنفسه وما ذكره ائمة الاسلام في عقائدهم في عقائد اهل السنة والجماعة يلتزموا. وما لم يذكر يجتنبه وما اشتبه عليه فهناك امور مشتبهة فيما بين الحلال والحرام. من واقع الشبهات واقع الحرام. ومن ترك الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه مفيدة لمن اذا خالط الناس لم يؤثر فيهم لكن كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في الادب الحاكم وجماعة يعني في الادب المفرد والحاكم المستدرك وجماعة انه عليه الصلاة والسلام قال المؤمن الذي يخالط الناس اصبر على اذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم لان الصبر عبادة واذا خالطت الناس وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ودعوت الى الحق فهذه عبادة من العبادات فالاكمل طريقة الانبياء والمرسلين لانهم خالطوا الناس وامروا ونهوا واودوا فصبروا حتى جاء حتى اتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله. واما الانسحاب اذا كان مع العزم فهذا السلامة لا شيء. اما اذا كان المرء قويا في دين الله واذا خالط الناس اثر فيهم. ودعا الى الله وبين الحق والصواب ونهى عن اسباب الضلال فان هذا من الامور المحمودة التي هي طريقة الانبياء والمرسلين فان الرسل امروا ونهوا وصبروا قال جل وعلا واصبر كما صبر اولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ. وقال جل وعلا فاصبر ان وعد الله حق. ولا يستخفنك الذين لا يوقنوك فالمخالط للناس للدعوة والامر والنهي يحتاج الى صبر واذا صبر يكون صبره بحيث لا يستخف بحيث لا يستخف من الذين لا يوقنون كما قال جل وعلا ولا يستخفنك الذين لا يوقنون. ومن الناس من يخالط ويدعو ويأمر وينهى ولا يكون صابرا بل يكون الذين لا يوقنون يستخفونه بالاقوال والاعمال وكثير من المشاكل من المشكلات ومن العوائق جعلت نصبت من اجل ذلك الاستخفاف ايضا هذا سؤال عن شخص يقول تقسيم البدعة الى مفسقة ومكفرة هل هو تقسيم صحيح وما ضابط الفرق بينهما؟ وهل نقول ان من قسمها كذلك؟ بنى تقسيمه هذا على التفريق بين الفروع والاصول. حيث انه قال البدعة في العبادات ثقة والبدعة في العقيدة مكفرة. التقسيم الى مفسق ومكفر في البدع تقسيم صحيح البدع منها بدع مفسقة ومنها بدع مكفرة والبدع المكفرة منها ما هو راجع الى البدع الاعتقادية ومنها ما هو راجع الى البدع العملية التي ومعها اعتقاد وقد لا يكون معها اعتقاد. فما انطبق عليه حد البدعة كان بدعة فاذا كان كفرا صارت بدعة كفرية. واما اذا لم يكن كفرا فيكون افقا. يعني تكون بدعة مفسقة والبدعة المفسقة تكون في العمل وتكون في العلم يعني الاعتقادات منها ما ما هو مفسر؟ اعتقاد في الله جل وعلا بغير الحق بمثل هذا استواء وفي مثل الصفات وفي مسألة الايمان ومسائل الاسمى والاحكام ونحو ذلك هذه كلها بدع وصاحبها بدعته مفسقة وليست مكفرة لان العلماء ما كفروا الفرق الثنتين وسبعين وانما حكموا عليها بالضلال وبالنار وبالفسق واما الفرق الكافرة فهي خارجة عن هذه الثلاثة وسبعين فرقة كالجهمية والرافضة الغلاة ونحوهم فاذا التقسيم صحيح فهو راجع الى الحكم هل الحكم على البدعة بانها فسق او كفر؟ فاذا كانت كفرا صارت البدعة مفسقة مكفرة واذا كانت فسقا صارت بدعة مفسقة يقول ما معنى قول شيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم؟ ان التوكل على الله من لازم الايمان. وان انتفاع اللازم يقتضي انتفاء الملزوم. هذا الكلام صحيح لان الله جل وعلا جعل التوكل عليه شرطا لصحة الايمان. وشرطا لصحة الاسلام. قال جل وعلا توكلوا ان كنتم مسلمين. وقال وعلى الله فليتوكل المؤمنون. ونحو ذلك من الايات. فجعل شرط صحة الايمان التوكل على الله جل وعلا وحقيقة التوكل على الله جل وعلا انه راجع الى معرفة ربوبية الله على عبده فاذا علم المسلم ربوبية الله على عبده عظم توكله ولا يصح اسلام احد حتى يكون موقنا بالربوبية لانه لا بد ان يكون قد صح له توحيد الالهية ومن صح له توحيد العبادة توحيد الالهية انه يتضمن ذلك اقراره وصحة توحيد الربوبية منه. وكل مقر لله جل وعلا بالربوبية له نصيب من هذه العبادة وهي التوكل على الله جل وعلا. لكن الناس فيها مقامات. فتوكل المصطفى عليه الصلاة والسلام ليس كتوكل افراد امته عليه الصلاة والسلام. ويعظم التوكل بشيء قبل ذكره حقيقة التوكل او تعريف التوكل انه تفويض الامر الى الله جل وعلا وفعل السبب الذي امر الله جل وعلا به. يعني ان تفعل السبب الذي امر الله جل وعلا به ان كان يمكنك ان تفعل سببا ثم تفوظ الامر الى الله لعلمك بان الله جل جلاله هو الذي بيده مقاليد كل شيء وانه ما من دابة الا هو