وقام عيينة ابن حصن الزعيم بني فزارة وقال واما انا وبنوا في زارع فلا برضه مش هنرجع السقف وقام العباس بن مرداس زعيم بني سليم وقال واما انا وبنو سليم فلا كرش الرجل اي خاصة الرجل وعيبة الرجل اي موضع سر الرجل ثم قال ولولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار هذه خلفية لابد منها قبل الحديث عن موقف الانصار من غنائم حنين يعني نسبة اربعة وتسعين في المية سبحان الله بذل تضحية جهاد في سبيل الله بكل شيء. بالمال وبالنفس. الحاجة الخامسة مهمة جدا في التحليل ان الانصار على خلاف ما يتوقع الكثيرون اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا انه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. اما بعد فمع الدرس الرابع عشر من دروس السيرة النبوية العهد المدني فترة الفتح والتمكين الدرس السابق تحدثنا عن توزيع غنائم حنين. وعن تقسيم اربعة اخماس الغنيمة على الجيش بكامله ثم توزيع الخمس المتبقي على المؤلفة قلوبهم من طلقاء مكة وزعماء مكة وزعماء القبائل العربية المختلفة. وكان كما رأينا توزيعا سخيا بلغ مئة من الابل للبعض وتجاوز هذا الرقم للبعض الاخر وذكرنا علة ذلك وان الرسول عليه الصلاة والسلام كان يريد استقرار الدولة الاسلامية ووازن بين مصلحة هذا الاستقرار وبين مفسدة حرمان المجاهدين الذين بذلوا الجهد وكانوا سببا مباشرا في النصر بيوم حنين فوجد صلى الله عليه وسلم بعد هذه الموازنة ان استقرار الدولة الاسلامية اثقل ولذلك اعطاهم اعطى المؤلفة قلوبهم ومنع السابقين السابقين. تفهم كثير من الصحابة هذا الموقف. لكن هذا التفهم لم يكن من الجميع بل غضبت مجموعة من الصحابة لهذا الفعل شعرت هذه المجموعة انها حرمت ما تستحقه بينما اعطي من لا يستحق هذه المجموعة من الاصحاب كانوا الانصار. غضب كثير من الانصار لان الرسول عليه الصلاة والسلام لم يعطهم من الخمس المملوك للدولة مع انه اعطى بالسخاء مجموعة حديثة الاسلام ما قدمت شيئا للاسلام وما خدمت الدولة الاسلامية خدمة تزكر. وانا عايزكم اخواني واخواتي قبل ما تاخدوا اي موقف من الانصار وقبل ما توجهوا اللوم للانصار باي صورة من صور اللوم تعالوا نراجع بعض الحقائق التاريخية الهامة بسرعة اولا على اكتاف الانصار قامت الدولة الاسلامية الاولى قبل ظهور الانصار في الصورة المسلمين كانوا متشتتين في الارض في ناس في مكة في ناس في الحبشة في ناس في غيرها من القبائل جعل الله عز وجل الانصار سببا في جمع شمل المسلمين. وفي اقامة الدولة الاسلامية وذلك عندما استضافوا الرسول عليه الصلاة والسلام والمسلمين في مدينتهم المدينة المنورة يبقى دي اول حاجة الانصار فعلا كانوا سبب مباشر في اقامة الدولة الاسلامية الحاجة التانية اخد الانصار منذ الايام الاولى لاسلامهم القرار بمواجهة الاحمر والاسود من الناس كانوا عارفين تماما ان الاسلام يعني مفارقة العرب قاطبة يعني قطع الحبال التي بينهم وبين اليهود يعني مواجهة العالم هكذا كانوا يعرفون وهكذا اخذوا القرار فعلوا ذلك يا اخواني ويا اخواتي بمنتهى التشرد الحاجة التالتة مهمة جدا حجم المال في عيون الانصار قليل جدا بل لعلهم من عدم للدرجة التي تصل احيانا الى انهم لا يرون لانفسهم حقا في اموالهم الشخصية يعطون هذه الاموال سبحان الله للاخرين بطيب نفس قل ان يوجد مثله في البشر شفنا ازاي كانوا بيقسموا الاموال بينهم وبين المهاجرين رضي الله عنهم بصرف النظر بقى عن الحالة المادية للانصاري الذي ينفق ربنا سبحانه وتعالى قدر ذلك وذكره في كتابه الكريم ووصف الانصار بصفة الايثار. قال سبحانه وتعالى والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم. ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة حتى الفقير من الانصار كان ينفق في سبيل الله ويؤثر غيره على نفسه وهو محتاج هي ديت نفسية الانصار بشهادة رب العالمين قنواتها الحاجة الرابعة اشترك الانصار في كل غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم بل كانوا الجانب الاعظم من الجيش في بدر كما تعلمون اول مواقع للمسلمين وبدر المسلمين كانوا تلتمية وتلتاشر او تلتمية واربعتاشر. الانصار كانوا بيمسلوا تلتين الجيش تقريبا متين واحد وتلاتين من الانصار وتلاتة وتمانين او اربعة وتمانين من المهاجرين. واستمر الامر على ذلك في بقية الغزوات الا الغزوات المتأخرة التي ازداد فيها عدد المسلمين جدا لكن في الغزوات الاولى كان الجيش معظمه من الانصار رضي الله عنهم وارضاهم لهم من المواقف المشرفة في التاريخ ما لا يحصى ومن اشهر المواقف موقف احد انتم عارفين في احد حصل فرار من بعض المسلمين وحصل احباط من بعض المسلمين لكن الثبات كل الثبات كان في جانب الانصار رضي الله عنهم وارضاهم شفنا في غزوة احد استشهاد شباب الانصار حول الرسول صلى الله عليه وسلم. الواحد تلو الاخر. زي ما انتم عارفين كان واقف حواليه تسعة تبعا للانصار واتنين من المهاجرين سعد وطلحة رضي الله عنهما السبعة كلهم ماتوا تحت اقدام الرسول عليه الصلاة والسلام دفاعا عنهم. صلى الله عليه وسلم وشفنا امثلة سعد بن الربيع وحنظلة وانس ابن النضر وعبدالله بن حرام وخيثمة وعمرو بن الجموح وغيرهم وغيرهم شفنا امثلة الشهداء في احد في هذا اليوم العصيب تخيلوا شهداء احد كانوا سبعين. كم واحد انصاري في السبعين دولت رقم قد لا يتخيله الكثيرون تخيل ستة وستين انصاري من السبعين واحد كانت حالتهم المادية فقيرة واحنا قلنا الكلام ده قبل كده لما جينا نتكلم على المجتمع المدني النبي صلى الله عليه وسلم هاجر اليه في اوائل عهد المدينة المنورة مع ان القارئ للسيرة قد يظن الانصار اغنياء لكثرة عطاء الانصار وكرم الانصار لكن الثابت ان معظم الانصار كان فقيرا فعلا وان حالة المدينة الاقتصادية كانت منخفضة جدا جدا وليس ادل على ذلك من مواقف الجوع الكثيرة جدا التي مرت بها المدينة المنورة ومن اشهرها حصار الاحزاب في اواخر سنة خمسة هجرية يعني قبل الاحداس ديت بتلات سنين بس كانت المدينة في حالة من الفقر الشديد وبالكاد يأكلون واكل غير مستساغ اصلا كما ذكرنا في دروس الاحزاب يبقى الانصار معظمهم كان من الفقراء. نقطة مهمة النقطة الساتة والاخيرة في الكلام ده دي نقطة هامة جدا جدا لابد ان نضعها في اذهاننا كخلفية رئيسية لغضب وحزن الانصار بعد تقسيم غنائم حنين هي انه عندما حدثت الازمة في حنين وفر معظم الجيش ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ نادى في البداية على اصحاب الشجرة او اهل الحديبية ثم قصرت دعوة بعد ذلك في الانصار. قال يا معشر الانصار يا معشر الانصار الانصار يا اخواني ويا اخواتي هم رجال الازمات فرسان المواقف الصعبة فعلا يا للانصار يا للانصار قالوا دون تردد لبيك يا رسول الله. ابشر نحن معك يا لبيك ثم عادوا رضي الله عنهم وارضاهم وقفوا حول الرسول صلى الله عليه وسلم يدافعون عنه. قادوا حركة هجوم مضادة على المشركين. فغير الله عز وجل من حال الى حال. سبحان الله انقلبت الهزيمة الى نصر بعد ان جعل الله عز وجل الانصار سببا في ذلك هي دي قصة الانصار وهو ده تاريخ الانصار منذ اسلام الانصار والى هذه اللحظة الى يوم الى هذه اللحظة الى يوم حنين هذا تاريخهم. مكانتهم في الاسلام يا اخواني ويا اخواتي لا ينكرها احد الرسول عليه الصلاة والسلام نفسه كان يفتخر جدا جدا بالانصار رضي الله عنهم كان يقول الانصار كرشي وعيبتي وبعدين خلينا واضحين كده حط نفسك مطرح الانصار بعد كل هذه الشراكة في النصر تاريخا وواقعا اذا بثمرات النصر الصعب والتضحية المتكررة توزع على الاخرين. الانصار حزنوا حزن شديد جدا يا اخوان حزنوا فعلا لدرجة ان بعضهم قال اذا كانت الشدة فنحن ندعى وتعطى الغنائم غيرنا الكلام ده في البخاري ومسلم عن انس رضي الله عنه في رواية اخرى قال بعضهم يغفر الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم. سبحان الله! الموقف فعلا موقف يلفت الانظار وخلي بالك في بعض الروايات بتقول من الانصار قالوا فان كان من امر الله صبرنا وان كان من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم استعتبناه يعني الانصار بهذا النص يلتزمون بالحدود الشرعية تماما هم يقولون لو كان هذا امر من رب العالمين سبحانه وتعالى وحكم الشرع فلابد من السمع والطاعة ولو كان اختيارا بشريا من رسول الله صلى الله عليه وسلم عاتبناه على هذا الاختيار ومرة تانية برضو بقول لك قبل ما تلوم الانصار وتعاتب الانصار على عاتبهم للرسول عليه الصلاة والسلام اضرب لك مثلا يقرب لك موقف الانصار ويضعك في داخل هذا الموقف لو انت بتشتغل في شركة ولك فيها من العمر عشر سنين وخدمت في الشركة ديت بكل طاقتك وقدمت للشركة كل ما تستطيع والشركة كانت صغيرة في اولها وبعدين كبرت على كتافك ولم تطلب لنفسك في كل تاريخ الشرك اي شيء زائد عن الحد مع كونك كنت دائما تعمل اكثر مما يطلب منك وبعدين مرت الايام وجاء من يعمل في الشركة الى جوارك فاذا به سيء الخلق غير منضبط في عمله بيحضر في اوقات ويغيب في اضعاف اضعاف الاوقات ديت ويتحدث بالسوء عن صاحب الشركة اللي انت خدمته باخلاص طوال السنين العشر السابقة وبعدين سبحان الله في اخر السنوات العشر الشركة حققت نجاح كبير جدا هائل صفقة كبيرة جدا. كنت انت السبب فيها وكان الموزف الجديد معوق لهذه الصفقة وبعد اما خلصت الصفقة وتمت جاء صاحب الشركة فاعطى كلا منكما الراتب الشهري الرسم بتاعه ثم اذا به يعطي الموظف الجديد غير المنضبط نص مليون جنيه مكافأة تخيل نص مليون جنيه مكافأة زايدة عن المرتب وما ادالكش انت حاجة هتعمل ايه خليك صادق مع نفسك وجاوب هتعمل ايه بالمناسبة نص مليون ده مش رقم عشوائي لا الجمل الواحد في زماننا دلوقتي تمنه خمس تلاف جنيه يعني مئة من الابل تساوي خمسميت الف جنيه نص مليون والانصاري ما خدش غير المرتب بتاعه بس خد جملين نصيبه الشرعي وغيره من المؤلفة قلوبهم برضه خدوا الجملين بتوعهم يعني المكافأة ديت المئة من الابل كانت زيادة على الراتب الشرعي تعمل ايه في موقف زي كده بتعمل ايه فعلا؟ حاول تجاوب اكيد هتلاقي نفسك ما خدتش حاجة لن تعترف حتى بالراتب الذي اخذته عشان كده نقدر نفهم عبارة انس بن مالك رضي الله عنه في صحيح البخاري ومسلم قال ولم يعطي الانصار شيئا لانه بالمقارنة لما اخذه المؤلفة قلوبهم فكأنهم لم يأخذوا شيئا او الانصار لم يعطوا اي شيء من الخمس المتبقي من الغنيمة بتفهمها على ان هو ما اخدوش شيء بالمقارنة او ان هم ما اخدوش شيء من الخمس المتبقي اللي اتوزع على مؤلفة قلوبهم. المهم فعلا ان ظاهر الامر ان الانصار ما خدوش بالقياس الى المؤلفة قلوبهم الموقف يا اخواني صعب جدا ونعذر فيه الانصار تماما. تماما بالعكس ده انا بقول الانصار في غاية الادب في هذا الحوار الذي دار بينهم وبين الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول عليه الصلاة والسلام على فكرة نفسه كان يعذر الحنثان رضي الله عنه وارضاه ويقدر موقفهم. وهنشوف الكلام ده في الحوار اللي جاي وعلى الرغم بقى من كل ما ذكرناه وعلى الرغم من المثل الذي وضحنا به السورة هذا الموقف وهذه الكلمات لم تكن من عامة الانصار انما كانت من بعض شباب الانصار. دليل ذلك ما جاء في الصحيحين في البخاري ومسلم عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل عن الذي قال هذا الكلام واعلن بهذا الاعتراض قال فقهاء الانصار اي علماء الانصار وسابقي الانصار ما قالش ما دام ربنا سبحانه وتعالى راضي وعارف ما فيش داعي استرضي الناس او ابين لهم الامر ما قالش ان الانصار مؤمنون شديد الايمان وهذا كلام عارض لن يؤثر في مستقبل الدولة الاسلامية اما ذو رأينا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقولوا شيئا واما اناس حديثة اسنانهم قالوا يغفر الله لرسول الله يعطي قريشا ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم. يعني هذا الكلام كان من بعض الشباب. وطبعا سعد بن عبادة رضي الله عنه كما سيتبين في الاحداث القادمة كان موافقا على هذا الكلام لكن لم يقله. الذي قاله علماء الانصار اننا ككبار او كعلماء او كاشياخ الانصار لم قل ذلك الكلام وان كنا نشعر بهذا المعنى في نفوسنا او في صدورنا والكلام ده واضح في رواية الامام احمد رحمه الله عندما قال سعد بن عباد رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله ان هذا الحي من الانصار قد وجدوا عليك في انفسهم لما صنعت في هذا الفيئ الذي اصبت قسمت في قومك واعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ولم يكن في هذا الحي من الانصار منها شيء. الرسول صلى الله عليه وسلم سأله وقال فاين انت من ذلك يا سعد؟ يعني ايه موقفك انت؟ فقال سعد في اداب يا رسول الله ما انا الا امرء من قومي انا لا اشعر بما يشعرون بي وان كنت ما قلتش زي ما قال وما تنسوش يا جماعة ان الانصار بشر وليسوا ملائكة البشر جبلوا على حب المال فاذا كان هذا المال حلالا صرفا فما المانع من طلبه بالزات بقى ازا كنت حاسس ان انا السبب في هزه السروة لمازا لا اخد جزءا منها ثم ان هناك بعد اخر مهم جدا جدا وهو ان الانصار كانوا يخشون ان يتركهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعيش في مكة المكرمة خير بقاع الارض واحب بلاد الله الى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها الاهل والعشيرة وفيها الطفولة والشباب والذكريات وفيها اعز قبائل العرب قريش واهم مركز من مراكز التجارة في الجزيرة العربية ويأتي لها الناس جميعا طول السنة من كل مكان فئة من المقومات الكثيرة ما يجعل اختيارها كعاصمة جديدة للدولة الاسلامية امرا مقبولا جدا ومتوقعا فلما حدث توزيع الغنائم بهذه الصورة تارة الشكوك في قلوب الانصار. وما ننساش ان الانصار قالوا الكلام ده قبل كده منذ اقل من شهرين عندما فتحت مكة وطمأنة صلى الله عليه وسلم انه سيعود معهم الى المدينة ولن يبقى في مكة المكرمة وقال المحيا محياكم والممات مماتكم لو تذكرون غير انهم خافوا ان يكون الظرف قد تغير والاحداث الجديدة غيرت من الصورة وان الرسول عليه الصلاة والسلام اصبح له رأي جديد في هذه القضية وانه سيعود الى مكة المكرمة ولن يعود معهم الى المدينة المنورة. والرسول صلى الله عليه وسلم على فكرة كان حاسس ان الانصار سين بهذا المعنى لانه في الحوار اللي هيدور بينهم زي ما هنشوف اكد على انه سيعود معهم الى المدينة المنورة. يعني كان حاسس ان الانصار خايفين من بقاء الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة وترك المدينة مع كل المشاكل اللي ممكن تحصل في المدينة المنورة نتيجة غياب الرسول عليه الصلاة والسلام والجيش الاسلامي الاساسي من المدينة برضو مهم هنا جدا ان نذكر عظمة سعد بن عبادة رضي الله عنه والانصار رضي الله عنهم اجمعين الذين كانوا صرحاء الى ابعد درجة الصراحة دي يا اخواني هي اللي حلت الموقف لو اخذ الانصار بمثاليات غير واقعية وانكروا وجود مشكلة لتفاقمت هزه المشكلة ساعتها ممكن الحل يبقى صعب او ممكن يبقى مستحيل تعالوا كده نفكر مع الرسول عليه الصلاة والسلام. هذه البوادر ازمة خطيرة تريان مثل هذا الشعور في هذه الطائفة المهمة جدا من الجيش قد يؤدي الى كوارث مستقبلية. هذه الكوارث يا اخواني ويا اخواتي بكل وضوح قد تعصف في الدولة الاسلامية طب نعمل ايه ماذا نفعل اذا كانت هناك بوادر انسلاخ مجموعة من الجنود عن الصف العام للمسلمين. تعالوا كده نشوف المنهج النبوي الرفيع لعلاج مثل هذا الامر هذا العلاج سبحان الله يجمع بشكل فريد فعلا بين اقناع العقل وارضاء العاطفة اولا عدم التغافل عن النار التي تحت الرماد. الموقف الشرعي والعقلي لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قضية الغنائم تلم تماما وهو الاولى بلا جدال. بدليل ان الوحي لم ينزل بخلاف ذلك في هذه القضية ومع ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حرص على علاج الموقف من البداية ما قالش زي ما ناس كتيرة جدا جدا بتقول ما دمت انا صح ما يهمنيش كلام الناس ما قالش ان الايام كفيلة بحل هذه القضايا بل انه ما قالش انا رسول الله صلى الله عليه وسلم وواجب عليهم الطاعة. ما قلش الكلام ده كله ولا غيره من الكلام بسرعة انتقل لحل المشكلة. خد الموضوع بمنتهى الجدية لم يؤجل الموضوع ولا يوم واحد ولا حتى ساعة واحدة. كان حاسما تماما في قراره سريعا في حل الازمة. قال لسعد بن عبادة فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة يبقى ده الملمح الاول مهم جدا في حل المشكلة. عدم التغافل عن الازمة وهي ما زالت في بدايتها الحاجة التانية ان الرسول عليه الصلاة والسلام اراد الا ينتشر الامر بين المسلمين نسيتم الجاهلية نسيتوا من التربية الاسلامية لكم يوم بعد يوم وسنة بعد سنة نسيتم كيف انتقلتم بالاسلام من الظلمات الى النور كيف صار لكم ذكر وشأن ليس في الجزيرة فقط بل في العالم اجمع وليس في زمانكم فقط بل والى يوم القيامة قصر الحديث فيه مع اهل المشكلة مع اصحاب المشكلة الانصار لم يشأ ان يعلم به عامة الناس لئلا يفتن بعضهم بالشبهة التي اثيرت ده من ناحية ومن ناحية تانية عشان الناس ما تاخدش موقف سلبي من الانصار اذا تبين خطأ الانصار. عشان تفضل سورة الانصار جميلة ومحفوظة عند عامة الناس عشان كده الرسول عليه الصلاة والسلام رأى بعض المهاجرين يدخلون الى الحظيرة التي سيتم فيها اللقاء في الاول سابهم. لكن لما الاب يكتروا منع دخول المهاجرين وسمح بدخول الانصار فقط عشان كده حصل المشكلة في اطار محدود. بل انه في رواية والرواية في البخاري ومسلم عن انس سألهم تصريحا قال افيكم احد من غيركم فقالوا لا الا ابنه اخت لنا. فقال صلى الله عليه وسلم ابن اختي القوم منهم. يعني الشاهد ان اللي حاضرين تقريبا معظمهم او كلهم من الانصار الحاجة التالتة بوسائل حل مثل هذه المشاكل الضخمة من ابلغ الوسائل حرص الرسول عليه الصلاة والسلام على لقاء اصحاب المشكلة بنفسه صلى الله عليه وسلم ليسمع منهم ويسمع منه دون واسطة الواسطة يا اخواني واخواتي قد لا تحمل الكلمات تماما كما قيلت والكلام ده مش طعنة في الواسطة او تقليم الامكانيات الواسطة ابدا. لكن شعور الجنود عامة بالقرب من قائدهم بيحل الكتير جدا جدا من المشاكل اللي ممكن تحصل احيانا هذا الحوار مباشر بين القائد والجنود بيخرج بعض القضايا التي يكتمها الجنود عادة بيفتح باب التحاور بيناقش الفرعيات. كل الكلام ده بيساهم في احتواء الازمة وهي في اولها الحاجة الرابعة الرسول عليه الصلاة والسلام علل بوضوح وصراحة الامر الذي فعله او التقسيمة التي قسمها للغنائم ذكر لهم السبب الذي من ورائه اعطى هؤلاء وترك الانصار. قال لهم فاني اعطي رجالا حديث عهد بكفر اتألفهم ليس تقديمي لهم لاني احبهم بصورة اكبر او لاني اقدر موقفهم البطولي او اداءهم المتميز بل على العكس انا وبكل صراحة اعلم ان قلوبهم مترددة وان اقدامهم ليست براسخة بعد في الاسلام. ولذلك اعطيهم الكلمات ديت جاءت في منتهى الوضوح وبدون تورية حتى تحل المشكلة حلا جذريا. الحاجة الخامسة الرسول عليه الصلاة والسلام لفت انزار الانصار الى النظر ايضا الى النصف المملوء من الكوب هذا هو النظر الواقعي لو كان في كوب مملوء الى النصف ليس من الصواب ان تنظر فقط الى نصفه الفارغ فتكون شديد التشاؤم وليس من الصواب ايضا ان تنظر الى نصف مملوء فتكون شديد التفاؤل بصورة غير واقعية. لكن الصواب انك تكون متوازن نشوف الامر على حقيقته. نصف مملوء ونصف فارغ نعم انتم لم تأخذوا من هذا المال ومن هذه العطايا السخية لكن الم تأخذوا شيئا؟ هل الفتم النعمة فنسيتموها؟ الم يقدم لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قبل ذلك الم ينفعكم الاسلام؟ الم تستفيدوا من انضمامكم الى هذا الكيان الجديد الدولة الاسلامية بصوا بصة متوازنة حتى لا تشعروا بالغبن او الظلم والرسول عليه الصلاة والسلام ما سبش الكلام ده كده عائم دون توثيق. لأ ذكر طرفا مما حصله الانصار من الاسلام وما ذكرتش كل النعم. ذكر بعض النعم وكان صريح في منتهى الوضوح ولم يشعر بالحرج ابدا وهو يعدد النعم على الانصار لكنه كان مباشر تمام المباشرة عشان الناس تفهم بوضوح ما يقصده صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم ما مقالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها علي في انفسكم الم اتكم ضلالا فهداكم الله؟ وعالة فاغناكم الله واعداء فالف الله بين قلوبكم؟ ها هو يعدد نعم بوضوح ادي نعم ثلاث من نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى هل هذه النعم اثقل ام المئة ناقة التي اخذها هذا او ذاك ساعات الواحد لما بيفقد شيء بيفتكره وينسى كل اللي عنده الرسول عليه الصلاة والسلام بدأ يعدد عليهم زي ما قلنا النعم. وبدأ بواحدة لا يعدل بها شيء الم اتكم ضلالا فهداكم الله هو انتم نسيتم نسيت يوم دعوتكم للاسلام وكنتم تسجدون للاصنام اصنام صنعتموها بايديكم تسجدون لها نسيتم كيف كانت احلامكم وكيف كانت حياتكم وكيف كانت نظراتكم للحياة بصفة عامة اليست هذه مكاسب واقعية الم اتكم ضلالا فهداكم الله وبعدين انتم لم تربحوا فقط الاخرة لقد غمرتكم النعم ايضا في الدنيا الم اتكم عالة فاغناكم الله ها انتم الان دولة لها كيان ومركز ومكانة لكم جيوش هنا وهناك لكم معاملات مع جميع العرب. لكم سفارات مع دول العالم. لكم تجارة هنا وهناك لكم صولات وجولات وغنائم وانتصارات اهكذا كان وضعكم قبل الاسلام هو كانت ايه يثرب قبل الاسلام مدينة عادية جدا بسيطة جدا ليس لها تأثير على حياة العرب فضلا عن حياة العالم ثم الم اتكم اعداء فالف الله بين قلوبكم انسيتم حروبكم الدامية انسيتم دماء الاوس والخزرج التي سالت اعواما على ارض يثرب انسيتم يا ام ابو عاذ انسيتم الكراهية والحقد والضغينة التي كانت تملأ قلوبكم قبل الاسلام من المؤكد ان الجميل لم ينسى ذلك الامر هذا هو النصف المملوء من الكوب فلماذا نظرتم الى النص الفارغ وتركتم هذه النعم والايجابيات الحقيقة يا اخواني الكلمات تقيلة جدا جدا وقعت كالصخر على اسماع الانصار رضي الله عنهم وارضاهم ردتهم لارض الواقع لم يجد الانصار الا ان يقولوا لله ولرسوله المن والفضل. نعترف اذهلتهم الكلمات قلتهم النعم لكن سبحان الله الرسول قانون صلى الله عليه وسلم ينظر اليهم بحب وعطف واشفاق بيقدر موقفهم لكن كان لابد من العلاج. احيانا يا اخواني بيكون العلاج مؤلم جدا لكن لابد منه الانصار مازالو في حالة صمت بعد هذه الكلمات يمنعهم ادبهم من ذكر افضالهم على الدولة الاسلامية ويمنعهم كذلك اقتناعهم ان الاسلام نعمة لا يعدلها شيء. لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان مشفق عليهم جدا جدا. فقال له سبحان الله في حنان ظاهر الا تجيبوني يا معشر الانصار ايه ردكم على الكلام ده رد الانصار سبحان الله بادب جم بصوت خفيض قالوا بماذا نجيبك يا رسول الله؟ ولله ولرسوله المن والفضل نعترف بكل ما قلت وما اخذناه اكثر بكثير مما منع منا هنا الرسول عليه الصلاة والسلام بيخش في وسيلة تانية من وسائل علاج مثل هذه الازمات الكبيرة وهي وسيلة رفع الروح المعنوية للطرف صاحب الازمة اشعارك قيمته اقناعه بان القائد فعلا مقدر موقفه ومقدر جهده ولا يشهد فضله قال صلى الله عليه وسلم في تواضع وهو يرفع جدا جدا من قيمة الانصار اما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتم اتيتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فاويناك وعائلا فاغنيناك سبحان الله ان كان ادبكم ايها الانصار يمنعكم من ذكر فضلكم علي انا شخصيا فانا لا انكره ولا اجحده بل اعترف به واقدره بغيركم لم تكن هناك دولة وبدونكم لم يكن هناك نصرة طبقتموني ونصرتموني واويتموني واغنيتموني. والانصار سبحان الله حسوا بحرج شديد من الكلمات لم ينطقوا بكلمة استغل الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الصمت ودخل مباشرة في وسيلة تانية جميلة جدا وهي تهوين حجم الخسارة في عيون الناس الازمة ديت اللي انتم عاملينها ازمة ما هياش ازمة ولا حاجة. دي حاجة بسيطة جدا. قال صلى الله عليه وسلم في رقة شديدة اوجدتم في انفسكم يا معشر الانصار بلعاعة من الدنيا لعاعة شيء يسير جدا يا اخواني تالفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم الى اسلامكم بعدين سبحان الله قام داخل في وسيلة تانية مهمة جدا تحريك عواطف الانصار نداء المشاعر المرهفة التي يتميز بها الانصار. قال افلا ترضون يا معشر الانصار ان يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله الى رحالكم يا الله. ان كانوا هم قد كسبوا النوق والشياه بان تم قد كسبتم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله. فاي الفريقين خير مقاما واحسن نديا ثم اقسم صلى الله عليه وسلم فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار ولو سلك الناس شعبا وسلكت الانصار لسلكت شعب الانصار ثم بدأ يدعو صلى الله عليه وسلم قال اللهم ارحم الانصار وابناء الانصار وابناء ابناء الانصار ايه اللي حصل يا اخوان بكى القوم حتى احضروا لحاهم بلوا لحاهم رضي الله عنهم وارضاهم. بكى الجميع. جميع الانصار اصحاب المشكلة خلاص المشكلة انتهت في لحظة ثم الوسيلة الاخيرة هي التذكير بالاخرة هناك سيكون التعويض الرئيسي عن كل الم او تعب او خسارة قال صلى الله عليه وسلم في رواية البخاري عن انس رضي الله عنه انكم ستلقون بعدي اثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض جنة تمنها غالي قد نعطش في حياتنا لنروى من الحوض قد يؤثرون علينا غيرنا فنقبل طمعا فيما عند الله وقد نبيع الدنيا بكاملها لنشتري الاخرة الا ان سلعة الله غالية الا ان سلعة الله الجنة عشان كده الانصار بعد ما سمعوا هذه الكلمات قالوا بمنتهى الصدق رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسما وحظا وخرج المسلمون من الازمة ونجح الرسول عليه الصلاة والسلام في منهجه التربوي وقبل الانصار بعد هذه التربية ان تعرف كل هذه الغنائم الهائلة بكلمة لعاعة وانها لكذلك تعالوا كده نراجع المنهج التربوي النبوي البارع للخروج من مثل هذه الازمات ازمة خروج مجموعة من الجنود من الصف المسلم وهي عشر نقط واحد حل الازمة بسرعة وعدم التغافل عن النار تحت الرماد وعدم التسويف اتنين الحيلولة دون انتشار الازمة وحل الازمة مع اهلها فقط تلاتة لقاء اصحاب الازمة بصورة مباشرة دون حل الازمة بسرعة وعدم التغافل عن النار تحت الرماد وعدم التسويف اتنين الحيلولة دون انتشار الازمة وحل الازمة مع اهلها فقط تلاتة لقاء اصحاب الازمة بصورة مباشرة دون وساطة اربعة الصراحة والوضوح وراء الفعل الذي اغضب اصحاب الازمة. يا ترى ايه السبب الحقيقي لما فعلت خمسة النظر بتوازن الى الموضوع لفت انظار اصحاب الازمة الى ما حصلوه من ايجابيات ستة الاعتراف بقيمة اصحاب الازمة وفضل اصحاب الازمة ورفع معنوياتهم سبعة تهوين حجم الخسارة التي خسرها اصحاب الازمة ان كانت هينة فعلا تمانية تحريك عواطف ومشاعر اصحاب الازمة الى جوار اقناع عقولهم تسعة الدعاء المخلص لهم. ان يرحمهم الله عز وجل وان يثبت اقدامهم عشرة واهم شيء التذكير بالاخرة وان المرء في الدنيا لا يعلم ان يخسر شيئا ليكسب الجنة. فتلك عشرا كاملة كده بنشوف فعلا ان السيرة النبوية ما هي الا منهج عملي للخروج من كل ازمة في حياتنا مهما تفاقمت وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي مع العلم يا اخواني ويا اخواتي ان هذه الوسائل العشر ما كان لها ابدا ان تجدي لولا ان قلوب الانصار مخلصة وان درجة ايمانهم عالية وان هدفهم فعلا الجنة وان حياتهم بكاملها كانت في سبيل الله وانتهت قصة الغنائم على خير الحمد لله تألف صلى الله عليه وسلم قلوب البعض واسترضى اخرين وحلت كل الازمات وكانت هذه الايام فعلا من اسعد ايام المسلمين في كل السيرة النبوية لكن بعد انتهاء توزيع الغنائم بكاملها ورضا كل فريق بما اخذ سواء من الجزء الرئيسي من الغنيمة او من الخمس الذي وهب للبعض بعد انتهاء هذا التوزيع حدثت مفاجأة ضخمة غير متوقعة ايه اللي حصل؟ جاء وفد من قبيلة هوازن او بالتحديد من بطون بني نصر وبني سعد وكل بطون هوازن الاخرى باستثناء قبيل الثقيف جاؤوا جميعا الى وادي الجعران لماذا جاءوا الى هذا المكان الان هل جاءوا للتهديد والوعيد قام جاءوا للمفاوضات مع الرسول عليه الصلاة والسلام ام جاءوا لتحديد موعد جديد للقتال والثأر ان الله ما جوش عشان الكلام ده لكنهم جاؤوا للاسلام الله جاء وفد هوازن يعلم اسلامه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. الوفد كان مكون من اربعتاشر واحد بيمسلوا بطون هوازن المختلفة باستثناء السقيف زي ما قلنا. بعد اقل من شهرين من حرب حنين الهائلة. لقوا نفسهم خسروا كل حاجة خسروا نساءهم خسروا ابناءهم اموالهم انعامهم كسروا حاضرهم وسيخسرون ايضا مستقبلهم ان هم بقوا على الشرك زي ما قلنا قبل كده هم كانوا قد فروا الى الطائف مع ثقيف وما استطاعوا الخروج لحرب المسلمين. وكان امامهم بعد فقد كل هذه الممتلكات ان يفقدوا ايضا ديارهم ويعيشوا عمرهم لاجئين عند ثقيف الطائف كان موقفهم فعلا صعب جدا فكروا انهم لو عادوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد يقبل منهم اسلامهم قد يعيد اليهم بعض الممتلكات نعم واضح جدا انهم لم يأتوا حبا في الاسلام لكن احنا اتعودنا ان معظم الذين يدخلون الاسلام يحبونه بعد فترة من الزمان تقصر او تطول لكن في النهاية بعد ان يعيشوا الاسلام يشعرون بقيمته جلس وفد هوازن مع الرسول عليه الصلاة والسلام واعلنوا اسلامهم ثم قالوا يا رسول الله ان اصل وعشيرة وقد اصابنا من البلاء ما لم يخفى عليك. فامنن علينا من الله عليك واضح هذا في الزيارة واضح ثم قام خطيبهم زهير بن سرد فقال يا رسول الله انما في الحظائر من السبايا خالاتك وحواضنك التي كن يكفلنك يعني منهم بنو سعد الذين ارضعوا الرسول صلى الله عليه وسلم ثم انشد شعرا كان منه امن علينا رسول الله في كرم فانك المرء نرجوه وننتظره طب الرسول عليه الصلاة والسلام بيعمل ايه في موقف زي ده الموقف في غاية الحرج ها هي القبيلة الضخمة هوازن تأتي لتعلن اسلامها لكن واضح انهم ما اتوا حبا في الاسلام. امال ايه اللي جابهم جايين عشان خسروا كل شيء زي ما قلنا لم يعد امامهم من سبيل الا ان يسلموا. فيستردوا شيئا من ممتلكاتهم فماذا يحدث ان لم تعد لهم نساؤهم واموالهم ايه اللي هيحصل؟ تتخيلوا ايه ان ردتهم محتملة جدا. بل هي الاغلب ده المتوقع فعلا في نفس الوقت الرسول عليه الصلاة والسلام قسم كل شيء في الغنائم على الجيش اربع تخماس الغنائم زي ما قلنا اتقسمت على افراد الجيش العام. وقسم كذلك الخمس المتبقي على سادة القبائل والزعماء وطلقاء مكة وغيرهم من المؤلفات قلوبهم الرسول عليه الصلاة والسلام اعطى هذه العطايا ليتألف قلوب الناس. لو اخذ منهم هذه الاشياء فقد يرتدون عن الاسلام. طب يعمل ايه؟ هو عايز اسلام هوازن في نفس الوقت عايز سبات اهل مكة وزعماء القبائل. كيف الخروج من هذه الازمة؟ مشكلة فعلا. تعالوا نستمتع بالمنهج الاسلامي الذي رأيناه من حبيبنا صلى الله عليه وسلم لحل مثل هذه المعضلة الرسول عليه الصلاة والسلام تحرك في ثلاث خطوات رائعة الخطوة الاولى حاول ان يصل مع هوازن الى حل في منتصف الطريق مش ممكن هقدر ارجع كل حاجة طب نحاول نوصل معها التنازل. اكبر تنازل ممكن بحيث يقبلون به مع ثباتهم على الاسلام فقال لهم صلى الله عليه وسلم في وضوح ابناؤكم ونسائكم احب اليكم؟ ام اموالكم حاجة من اتنين حتى في رواية البخاري يقول احب الحديس الي اصدقه فاختاروا احدى الطائفتين اما السبي واما المال وقد كنت استأنيت بهم. سبحان الله! يعني انا اخرت توزيع الغنائم لعلكم تيجوا بس انتم تاخرتوا فبرضو بيحاول يلطف قلوبهم فاختاروا حاجة من اتنين النبي صلى الله عليه وسلم بيتصرف لاخواني واخواتي بوضوح بيتصرف بتعقل بواقعية لا يندفع بعاطفته الى امر قد لا يقدر عليه واحنا طبعا لازم نلاحز ان السبي والاموال ليست امورا مسروقة او منهوبة من هوازن وانما هي حق للمسلمين تطلب هوازن ان يتنازل عنها المسلمون كرما منهم. فالرسول عليه الصلاة والسلام خيرهم زي ما قلنا ما بين السبي او المال. ماذا كان رد فعل هوازن؟ برضو كانوا واقعيين قالوا يا رسول الله خيرتنا بين اموالنا واحسابنا بل ترد الينا نسائنا وابنائنا فهو احب الينا فاختاروا السلبي دون الاموال يبقى نجحت الخطوة الاولى وصلنا معهم لمنتصف الطريق اما الخطوة الثانية مهمة جدا هي اشعار هوازن انه هو صلى الله عليه وسلم شخصيا معهم قلبا وقالبا وانه متعاطف معهم الى اقصى درجة وسوف يضحي هو شخصيا من اجلهم وسيبذل قصارى جهده لاسترداد السبي من افراد الجيش الاسلامي اي ان الرسول عليه الصلاة والسلام وضع نفسه في خندق هوازن سبحان الله ترى مدافعا معهم عن قضيتهم لا شك ان الرسول عليه الصلاة والسلام اخواني قد ثبت اقدامهم بهذا العرض عمل ايه عشان يحقق الخطوة ديت قال لهم في تجرد اما ما كان لي ولبني عبدالمطلب فهو لكم يعني انا متنازل عن ما كان في نصيبي من السبي. وبصفتي عميد لعائلة عبدالمطلب فسوف اطلب منهم رد السب الذي اخذوه من هوازه لكن في نفس الوقت انا ما اقدرش اجبر بقية افراد الجيش على رد ما معهم. وان كنت ساحاول هنا نجد اخواني واخواتي ما اسميه بواقعية العطاء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لم يعد الا بما يستطيع. وكان كريما واسع الكرم صلى الله عليه وسلم. تنازل عن نصيبه واقنع بني عبدالمطلب بالتنازل عن حقوقها لكنه لم يعطي ما لا يملك الخطوة التالتة بقى خطوة هائلة مزهلة ما اعتقد ان لها مسيلا في تاريخ الارض الرسول عليه الصلاة والسلام مع هوازن خلي بالك واسمع كلام سبحان الله العجيب جدا اتفقوا على القيام بتمثيلية لطيفة امام المسلمين يقنع فيها افراد الجيش المسلم باعادة السبي الى هوازه التمسيلية ديت هيشترك فيها الرسول عليه الصلاة والسلام ووفد هوازي وهي باخراج كامل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزع الادوار على الناس خلي بالك الرسول عليه الصلاة والسلام بيبزل كل هذا الجهد من اجل قبيلة كانت تحاربه منذ شهرين فقط بل كانت حريصة تمام الحرص على استئصاله هو والمؤمنين قال لهم صلى الله عليه وسلم وخل بالك بيلقنهم الادوار بتاعتهم حتى يلقنهم ما يقولونه تماما باللفظ قال صلى الله عليه وسلم اذا ما انا صليت الظهر بالناس فقوموا وقولوا للناس انا نستشفع برسول الله الى المسلمين وبالمسلمين الى رسول الله في ابنائنا ونسائنا فساعطيكم عند ذلك واسأل لكم يا الله سبحان الله لاحظ العظمة النبوية هو لن يتنازل عن السبي عن حقه في السبي وحق بني عبدالمطلب بينه وبينهم انما يريد ان يكون ذلك الامر في العلن ليقلده بقية المسلمين فيتنازلون عن السبي الذي ملكوه ثم انه يعلم وفد هوازن الفاظ ترقق من مشاعر المسلمين انا نستشفع برسول الله الى المسلمين وبالمسلمين الى رسول الله. وهنا الرسول عليه الصلاة والسلام هيقبل شفاعة المسلمين وليس من المعقول ان المسلمين لن يقبلوا بشفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام ثم ان الرسول عليه الصلاة والسلام يؤكد لهم على واقعية الطلب ينصحهم الا يطلبوا الاموال والابل والشياه. لكن يطلبوا فقط السبي عشان ما يصعبوش الامر على المسلمين فتفشل المحاولة وفوق كل ده الرسول عليه الصلاة والسلام وعد وفد هوازن انه هيسأل بنفسه المسلمين انهم يرجعوا بالسبح الى هوازه ولاحظ مدى الرقي والتوازن والتعامل الحضاري من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مع كونه زعيم الامة الاسلامية ورئيس الدولة والرسول المطاع صلى الله عليه وسلم الا انه لا يريد ان يجبر المسلمين على رأي يرى انه لا يجوز له تأميم ما لا يملك وان هذا حق المالكين الان وليس له دخل فيه. انما فقط سيدخل في القضية على صورة شفيع او وسيط يريد الخير بصدق للترجي هل في التاريخ كله حاجة زي كده وسبحان الله عزمة الموقف لم تنتهي بعد. لسه في فصول في القصة. الرسول عليه الصلاة والسلام صلى فعلا الضهر بالمسلمين ثم كما هو متفق عليه مع هوازن قام وفد هوازن يخاطب المسلمين جميعا اكنهم ما قعدوش مع الرسول عليه الصلاة والسلام قبل كده. وقالوا مثلما نصحهم الرسول عليه الصلاة والسلام تماما. قالوا انا نستشفع برسول الله الى المسلمين وبالمسلمين الى رسول الله في ابنائنا ونسائنا يعني بيشفعوا كل طرف في التاني فقام صلى الله عليه وسلم قابلا شفاعة المسلمين وقال اما ما كان لي ولبني عبدالمطلب فهو لكم كأن الكلام ده اول مرة يتقال سبحان الله الرسول عليه الصلاة والسلام عمل الجزء الموكل اليه في الخطة اللي فاضل ان يقوم المسلمون برد سبيهم كما فعل صلى الله عليه وسلم. وان يقبلوا بشفاعته كما قبل هو بشفاعتهم. لكن تعالوا نشوف رد فعل المسلمين. الحقيقة رد فعل المسلمين كان متباينا البعض وافق والبعض رفض قام المهاجرون فقالوا ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم اي نعطيه صلى الله عليه وسلم مطلق الحرية في التصرف فيه. وبالتالي سيرد الى هوازن وقام الانصار كذلك وقالوا وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم خلي بالك وافتكروا الكلام اللي قلناه قبل كده بكده دليل على ان المهاجرين والانصار اخذوا من الغنائم والا هيرجعوا ايه واضح انهم خدوا قبل كده خدوا من اربعة اخماس الغنيمة ودلوقتي بيرجعوا اللي خدوه. فهذا سبي اعيد من قسم هام من اقسام الجيش المهاجرين والانصار لكن تبقى اقسام كبيرة من الجيش وبالذات الاعراب دول غالب الجيش وهم في الاساس قبائل تميم وفي زارة وسليم عملوا ايه الناس دولا قام الاقرع بن حابس زعيم بني تميم وقال اما انا وبنو تميم فلا. مش هنرجع ايه؟ مش هنرجع السبع ادي تلات مشاكل كبيرة فقامت بنو سليم وقالت ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعني بنو سليم اللي تبع العباس ابن مرداس رفضت كلام القائد. رفضت كلام العباس بن مرداس وقالت لأ احنا هنرجع. احنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم موقف القبائل التلاتة دولت يا اخواني يحتاج الى وقفة وتحليل قبيلة تميم وفزارة الاتنين دولت رفضوا اعادة السبي الاهوازي بينما قبلت قبيلة سليم. بكده زهرت مشكلتين قدام الرسول عليه الصلاة والسلام. المشكلة الاولى لرفض قبيلة فزارة وتميم اعادة السبي. دي ممكن تأثر طبعا على اسلام هوازن المشكلة التانية هي تبدو في ظاهرها بسيط لكنها كانت في غاية الاهمية عند الرسول عليه الصلاة والسلام وهي الخلاف الذي ظهر بين رأي العباس بن مرداس زعيم قبيلة سليم وبين افراد القبيلة الكلام ده معناه ان ممكن يكون هناك تعارض وعدم توافق بين الرأي المعلن للزعيم وبين جمهور القبيلة اذا كان الامر قد وضح بالنسبة لقبيلة بني سليم فان الامر لم يتأكد بعد عند بقية الجيش الاسلامي بما فيهم المهاجرون والانصار وبقية القبائل طب نعمل ايه في المشكلتين دول اما المشكلة الاولى وهي مشكلة رفض قبيلتي فزارة وتميم اعادة السب الرسول عليه الصلاة والسلام لم ييأس من ذلك الامر لكن وضح لي تماما ان النظرة مادية بحتة عند هذين الفرعين عند تميم وعند فيزار عشان كده الرسول عليه الصلاة والسلام دخل معهم في مساومة مادية تجارية تناسب طبيعتهم في هزه المرحلة. كان واقعي الى ابعد درجة لم يلومهم على انهم لم يقبلوا شفاعته هذا حقهم ورفضوا ان يتنازلوا عنه وليس هذا امرا مباشرا منه صلى الله عليه وسلم طب يعمل ايه؟ خل بالك بقى من العرض والمساومة التجارية. قال لهم اما من تمسك منكم بحقه من هذا السبي وخلي بالك لاحز انه بيقر ان هذا حق لهم قال اما من تمسك منكم بحقه من هذا السبي فله بكل انسان اي كل انسان يتنازل عنه من السبي ست قائد من اول شيء نصيبه سبحان الله يا ترى في التاريخ كله موقف شبه الموقف ده الحق يا اخواني والله انا لا اجد له مثيلا اللهم موقفه صلى الله عليه وسلم من طلقاء مكة الرسول عليه الصلاة والسلام سيدفع لهم قيمة ما عندهم من السبي مضاعفا ست مرات من اول سبح يحصل عليه المسلمون بعد ذلك يعني سبحان الله بيدافع عن هوازن وكأنها اقرب الاقربين اليه صلى الله عليه وسلم. مع انها لم تسلم الا منذ ساعة من الزمان وقبلها كانت من الد اعداءه صلى الله عليه وسلم انه سيغرم الدولة الاسلامية ستة اضعاف قيمة السبي في سبيل الحفاظ على عقيدة هؤلاء القوم الجدد انه يتفاوض مع جيشه لا يوجه لهم امرا يتفاوض معهم لانه يعلم ان ذلك حقهم يتفاوض معهم لكي يعيدوا السبي الى هوازن انه يفهم طبيعة النفس البشرية ويفهم حدود العدل ويفهم اسس القيادة ويفهم قواعد الادارة ويفهم طرق الحكم ويفهم فنون التعامل مع الناس بصفة عامة انه بلا جدال يا اخواني ويا اخواتي بحر لا ساحل له قدوة لا مثيل لها من المستحيل فعلا ان نحيط بعظمته صلى الله عليه وسلم ولو قضينا الاعمار في تحليل السيرة النبوية طب عملت ايه تميم وفزارة ازاء هذا العرض المغري من رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد قبلت القبيلتان بالكامل اعادة السبي الى هوازه ونجح العرض النبوي في الخروج من الازمة وعاد كل السبي الى هوازن الا عجوزا كانت في يد عيينة ابن حصن الفزارية. رفض انه يرجعها في الاول كيدا للهوازن. ثم اعادها بعد ذلك وبذلك حلت المشكلة الاولى وعاد جميع السبي الى هوازه سبحان الله المشكلة التانية هو انه ممكن يكون في تعارض بين رأي زعيم القبيلة وبين جمهور الاتباع من القبيلة وهذا السبي حق شخصي لكل فرد ليس حقا عاما للقبيلة بمعنى انه لو اعترض فرد او اثنان او اكثر من افراد القبيلة ما جاز هنا ان نقول رأي الاغلبية او الشورى تقضي بذلك فنأخذ لا ده حقه وممكن يتمسك به لذلك لابد من موافقة شخصية من كل واحد عشان كده الرسول عليه الصلاة والسلام في موقف رائع اخر من مواقفه صلى الله عليه وسلم وكل مواقفه الرائعة صلى الله عليه وسلم قطب في عموم المسلمين وقال لهم كما جاء في رواية البخاري عن المسود ابن مخرمة رضي الله عنه قال انا لا ندري من اذن منكم في ذلك ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع الينا عرفاؤكم امركم. سبحان الله هيقوم بمسح شامل دقيق للجيش الاسلامي عشان يشوف عامة الناس رأيهم ايه فعاد اليه العرفاء بعد ان كلموا الناس واخبروه صلى الله عليه وسلم ان الناس قد طيبوا واذنوا اي طابت نفوسهم بذلك واذنوا في عودة السبي عن طيبي خاطر وهذا منتهى العدل سبحان الله بذلك انتهت مشكلة هوازن تقريبا ودخلت في الاسلام بنفس راضية وقد تيقنت انها تتعامل فعلا مع رسول وليس مع مجرد زعيم او قائد لكن هل وقفت العظمة النبوية عند هذا الحد لا يا اخواني ويا اخواتي لسة ما وقفتش ما لهاش نهاية زي ما قلنا الم نقل انه صلى الله عليه وسلم بحر لا ساحل له بقي في قصة هوازن فصل عجيب جدا جدا يحتاج الى وقفة وتحديد يحتاج ان نحمله ليس فقط للمسلمين ولكن الى اهل الارض جميعا لنقول لهم هذا هو قدوتنا صلى الله عليه وسلم فاي قدوة تتبعون ماذا فعل صلى الله عليه وسلم اكتشف صلى الله عليه وسلم ان ما لك بن عوف النصري الزعيم الشاب قائد هوازن اللي جمع الجموع للحرب اللي كان عايز يستأصل لمسلمين اكتشف ان هو مش مع الوفد المفاوض فسأل عنه ده زعيم الناس ما جاش معهم وما سمعش عنه كلمة فسأل عنه فقالوا له انه في الطائف في حصون ثقيف يخشى على نفسه من القتل فقال صلى الله عليه وسلم في روعة لا تقل عن المواقف الرائعة السابقة. اسمعوا الكلام بقى بتاعه سبحان الله قال اخبروا مالكا انه ان اتاني مسلما رددت عليه اهله وماله خلي بالك ليس اهله فقط ولكن اهله وماله واعطيته مائة من الابل. يا الله سبحان الله تدعيني يا اخواني هذا الكلام تشوفوا فعلا قد ايه الرسول صلى الله عليه وسلم عظيم؟ متخيلين اللي بيحصل ده الهدف الاسمى في حياة الرسول عليه الصلاة والسلام كان هداية الناس لرب العالمين سبحانه وتعالى صرف النظر بقى عن تاريخهم عن عدواتهم السابقة له وللمسلمين سبحان الله! ما غاب عن ذهنه ابدا هذا الهدف وحتى مع هذا الرجل الخطير ما لك بن عوف ما زال يحرص على اسلامه صلى الله عليه وسلم ما زال يحرص على هدايته وبعدين خل بالك الرسول عليه الصلاة والسلام قائد محنك حكيم مجرب صلى الله عليه وسلم يقدر الامور بحكمة يزن الاشخاص بميزان الذهب او ادق مالك بن عوف المصري قوة لا يستهان بها. لا يمكن ابدا ان تتجاهل رجل استطاع ان يجمع ويحرك اكثر من خمسة وعشرين الف مقاتل. استطاع ان يقنعهم ان يضحوا بكل ثرواتهم من اجل قضية ما وجود هذا الرجل خارج الصف امر خطير فعلا وبخاصة انه في ثقيف وثقيف لم تسلم بعد وخطر سقيف لم ينقطع عن المسلمين. وجود شخصية خطيرة مثل هذه في داخل حصون ثقيف. امر لا تؤمن عواقبه ثم ان هذا الرجل استطاع تحريك الجموع الكثيرة من اجل قضية قبائلية تافهة بالقياس الى اهداف القتال في الاسلام يا ترى يحصل ايه لو انضم هذا القائد الخطير الى صفوف الجيش المسلم ماذا سيفعل؟ لو اصبح مقاتلا في سبيل الله بدلا من ان يكون مقاتلا في سبيل هوازن كده الرسول عليه الصلاة والسلام حرص تمام الحرص على اسلامه وحرص في نفس الوقت على حفظ كرامته فرفع قيمته وادى له وضع غير الناس خصه باعادة المال له مع الاهل. مش بس الاهل ووعد باعطائه مائة من الابل كنوع من تأليف القلب خلي بالك الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم ان اسلام هوازن ضربة كبيرة جدا جدا لمالك ابن عوف ومع ذلك لم يرد ان يكسب معنوياتي. لم يرد ان يذله لم يرد ان يعيره بفقد جنوده وانضمامهم الى جيش المسلمين. لم يفعل كل ذلك وانما عرض عليه عرض مغري جدا. هو يعلم ان وضع ملك الان اصبح صعبا للغاية. ومن ثم فتح له باب الرجوع الى الله والانضمام الى دولة الاسلام سبحان الله هي دي فعلا الحكمة لو عايز تعرف يعني ايه كلمة حكمة ادرس سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ووصل الخبر الى مالك في الطائف. وكما توقع الرسول عليه الصلاة والسلام مالك كان وضعه صعب جدا. شديد الصعوبة كان يتخوف على نفسه من قبيل الثقيف وضعهم اصبح في مأزق خطير كتب عليهم ان يحصروا في مدينتهم ومالك هو اللي حطهم في الموقف الصعب ده فبقى خايف منهم ومالك ما عدش معه اتباع اسلمت قبيلته موقفه اصبح في غاية الحرج فجاءت له دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام منقذة له من ازمة خطيرة جاءت له هذه الدعوة لتخرجه من موقف لا يحسد عليه فعلا وبالفعل لم يتردد مالك ابن عوف لحظة لم يفكر كثيرا بل اسرع من ثوره الى لقاء الرسول صلى الله عليه وسلم واعلن اسلامه بين يديه سبحان الله حد في الدنيا كان ممكن يتوقع نتيجة زي ديت بعد شهرين بس من موقعة حنين شفتم المنهج الاسلامي في التعامل مع البشر اي قائد غير الرسول عليه الصلاة والسلام وغير من سار على نهج الرسول عليه الصلاة والسلام بيكون من همه الاول بعد النصر انه يدور على قواد عدوه عشان يقيم عليهم الحدود يحكم عليهم بالحبس بالنفي بالقتل حطهم اوراقكم تشيل على الانترنت يعني اي حد غير الرسول عليه الصلاة والسلام لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان حريصا على كل البشر بغض النزر بقى عن تاريخهم او مواقفهم السابقة كان من نتيجة ذلك ان اسلمت هذه الشخصية القيادية الفذة ما لك بن عوف قوة مالك بن عوف اللي اتكلمنا عليها قبل كده وقدرته على الحشد هيبقى في صالح المسلمين لكن لسه في الموقف عظمة تانية كمان الرسول عليه الصلاة والسلام كان عارف ان مالك بن عوف اسلم في زروف صعبة وقد يكون اسلامه رغبة في المال والاهل والابل او رهبة من ثقيف او من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف نثبت اقدامه في الاسلام كيف نستفيد من طاقاته وقدراته يا ترى بس بمية من الابل ولا فيه وسائل تانية انظروا الى ما فعله النبي الحكيم صلى الله عليه وسلم قام بخطوتين مبهرتين فعلا الخطوة الاولى اعاد ما لك بن عوف الى زعامة هوازن سبحان الله قائد مثل مالك يا اخواني لا يمكن ان يقبل بتهميشه لن يكون الوضع ابدا مستقرا الا اذا رضي ذلك القائد. ولن يرضى من كان في قدرات ما لك الا بتوليته قائدا والدولة الاسلامية فتستفيد من طاقات مالك بن عوف؟ ان سخرت لصالح المسلمين وكل هذا يدفع في اتجاه تولية ما لك بن عوف لامر هوازن. بالاضافة الى ان ما لك بن عوف اقدر على قيادة قبيلته اكثر معرفة باحوالها وبرجالها. وادرى بشؤونها وشؤون المنطقة بكاملها ولا يقال هنا كيف ولاه على هوازن وقد رفض قبل ذلك ان يولي ابا سفيان على مكة لان الوضع مختلف بين الاتنين ابو سفيان له تاريخ طويل جدا من العداء مع المسلمين. وعنده ميراث ضخم من الكراهية للرسول عليه الصلاة والسلام بناء ملك بن عوف حديس العهد بمثل هذه العداوات كل تاريخ العلاقة بينه وبين الرسول عليه الصلاة والسلام لا يتعدى هذه الايام التي تمت فيها حنين ابو سفيان رجل موتور قتل ابنه حنظلة على يد المسلمين وملك بن عوف ليس كذلك ابو سفيان كبير في السن قد غرق ولسنوات طوال في عبادة هبل واللات والعزى بينما مالك ابن عوف في شاب حديث السن لم يفني عمره في حب هذه الاصنام ابو سفيان يقود عدة قبائل حاربت الرسول عليه الصلاة والسلام لسنوات طوال قد تنقلب عليه في لحظة بينما مالك بن عوف يقود قبيلة تشعر بالجميل وتعترف بالفضل لرسول الله صلى الله عليه وسلم. الذي اعاد لهم السبي بهذا الاسلوب الحضاري الذي رأيناه لكل هذا ولغيره وجد صلى الله عليه وسلم انه من الاسلم والافضل والاحكم ان يعيد ما لك بن عوف على ولاية قومه فيكسب مالك بن عوف ويكسب القبيلة بكاملها دي كانت الخطوة الاولى في تعامله صلى الله عليه وسلم مع مالك بن عوف رضي الله عنه اما الخطوة الثانية تبارع شديدة البراعة وهي انه كلف ملك بن عوف وقبيلته بمهمة في غاية الاهمية وهي مهمة حصار قبيل الثقيف في الطائف سبحان الله! حتى يقضي الله امرا كان مفعولا هو الرسول صلى الله عليه وسلم هنا بيضرب اكتر من عصفور بحجر واحد اولا يفعل مالك بن عوف يجعل له دورا ايجابيا يحمله تبعات هامة جدا هذه كلها امور تربوية مهمة جدا بالنسبة له. كما انها تشعره بقيمته في الدولة الجديدة وتشعره كذلك بثقة الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك لا شك يثبت اقدام ما لك بن عوف والقبيلة في الدين الجديد كل دي امور ايجابية بالنسبة لملك بن عوف ومش هي دي بس الفوايد. يعني مش بس ما لك بن عوف اللي هيثبت في الاسلام او قبلته. لأ. ده فيه فوايد تانية الرسول عليه الصلاة والسلام سيكفى مؤنة ثقيف فيجعل من قبيلة هوازن درعا للدولة الاسلامية فيحجم من قدرات وامكانيات ثقيل. سيقلل من خطرها وفوق كل الكلام ده الرسول عليه الصلاة والسلام هيقدر يرجع للمدينة المنورة بامان عشان يدير شئون الدولة الاسلامية الواسعة دلوقتي. ليتابع المهام العظيمة الموكلة اليه هناك هو لم يكن باي حال من الاحوال قادرا على البقاء كثيرا في منطقة الطائف او حنين او مكة حتى بعيدا قرابة الخمسمائة كيلو متر عن العاصمة المدينة المنورة اما الان يقدر يرجع للمدينة المنورة وهو مطمئن الى وجود من يسد هذه الثغرة من ابناء قبيلة هوازن. سبحان الله! قرار في منتهى الحكمة قرار اعادة ملك بن عوف على زعامة هوازن وتكليف مالك بن عوف بحصار ثقيف قرار فعلا في منتهى الحكمة وبالفعل قام ما لك بن عوف رضي الله عنه وارضاه بالمهمة خير قيام وحاصر ثقيفا حصارا شديدا وما استطاعوا الخروج من حصونهم الا بجهد جهيد. وظل ما لك بن عوف رضي الله عنه قائما بهذا الحصار ما يقرب من سنة حتى فكرت ثقيف في امر الاسلام كما سيأتي بعد ذلك ان شاء الله دي كانت قرارات الرسول عليه الصلاة والسلام ودي كانت سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام ودي كانت غزوات الرسول عليه الصلاة والسلام ومعاملات الرسول عليه الصلاة والسلام مع الناس. وده على فكرة جزء بسيط جدا جدا من سيرته فقط بنقف على بعض المواقف لا نستطيع ابدا ان نحصي فضائله او ان نحصي اعماله او غزواته او ما فعله صلى الله عليه وسلم في حياته ونسأل الله عز وجل ان يفقهنا في سننه وان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا انه ولي ذلك والقادر عليه فستذكرون ما اقول لكم وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته