الدنيا بالطريقة اللي ربنا عايزها سبحانه وتعالى ومستني ايه في الاخر جهنم عذاب في الدنيا وعذاب في الاخرة. يبقى ازاي المؤمن ما يصبرش يبقى المؤمن لما بيعظم قدر ربنا سبحانه وتعالى بيستسهل التضحية من اجل الله عز وجل. يبقى اول حاجة تعرف ان كل شيء بايد الله سبحانه وتعالى وان كل شيء قدره الله عز وجل لابد ان يحدث لابد ان يتحقق سواء كان نعمة او مشقة وعذاب والم يبقى ده الاسلوب الاول تعظيم قدر الله عز وجل في قلوب المؤمنين الاسلوب التاني او الوسيلة التانية رفع قيمة الاخرة في عيون المؤمنين. اسلوب رائع من اروع الاساليب في تربية الصف المؤمن على التحمل والجلد والصبر توسيع مدارك المسلم ليعلم المقياس الحقيقي بين الدنيا بكل ما فيها من مصاعب ومشاق والم وعمل وبين الاخرة وما فيها من خلود اذا ادرك الناس يا اخواني ان هناك يوما ما فيحاسبون فيه على ما يعملون. وكان هذا العلم علما يقينيا وادركوا ان الذي سيحاسبهم هو اله قادر عليم حكيم جبار قاهر سبحانه وتعالى. اذا علموا ذلك علما فانهم ولا شك سيعملون. لا شك عشان كده الرسول صلى الله عليه وسلم في اول يوم للدعوة بتاعته اول حاجة قالها للناس ايه؟ قال والله لتموتن كما تنامون ولا تبعثن كما تستيقظون ولتحاسبن على ما تعملون وانها لجنة ابدا. او نار ابدا احنا ساعات بنعاني من خلل تربوي خطير اننا مش بنركز على قيمة الاخرة مش بنركز على رفع قيمة الاخرة في عيون المؤمنين. هذا خلل تربوي خطير. راجع القرآن المكي لتعرف طبيعة المرحلة اذا كانت الدعوة مضطهدة واذا كان الظلم مستفحلا. واذا كان الاعداء كثر واذا كان الظلام شديدا فلابد من التركيز على رفع قيمة الاخرة في عيون المؤمنين لاحز كده القرآن المكي شف قد ايه بيتكلم على الجنة تكاد لا تخلو صورة من سور القرآن المكي من التذكير بالجنة والتذكير بالنار. عش كده في الجنة اللي الصحابة عايشين فيها وهم لسة على الدنيا. شف ربنا بيقول ايه سبحانه وتعالى وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا. انا عايزك تتخيلي انك واحد من الصحابة وقاعد في بيت الارقم ابن ابي الارقم بتسمع هذه الايات ومستنيك تعذيب برة. قد ايه هيكون حجم التعذيب بالنسبة للي بيسمعه في وصف الجنة. لا شيء يا اخواني لا شيء اذا قرن اي الم يا اخواني اي الم يقارن بالخلود في النعيم هيساوي صفر هذا القلم هيساوي صفر حتى علماء الهندسة بيقولوا الكلام ده حط اي رقم فوق ما لا نهاية هيساوي صفر ده كان الوضع اللي الصحابة فيه. اسمع كده وعش مع الصحابة. وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا. متكئين فيها على الارائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها. وذللت قطوفها تذليلا ويطاف عليهم بانية من فضة واكواب كانت قواريرا. قوارير من فضة قدروها تقديرا ويسقون فيها استنى كان مزاجها زنجبيلا عينا فيها تسمى سلسبيلا. ويطوف عليهم ولدان مخلدون. اذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا واذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا اساور من فضة وسقاهم ربهم وسقاهم ربهم. خل بالك الصحابي بيسمع الكلام ده. وسقاهم ربهم شرابا طهورا ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا اتخيل كده مؤمن بيسمع هذه الايات ويعيش في هذه الايات وبعدين ييجي العدو بتاعه او ييجي الانسان اللي بيعزبه يحرمه من جرعة من الماء سبحان الله! او يحرمه من ظل في الحر او يجلده او يصلبه او حتى يقتله؟ ما الضير في ذلك؟ اليس منتقلا من هذه الحياة بهمومها ومتاعبها الى تلك الجنة العظيمة الخالدة التي تحدثنا عنها منذ قليل اسمع بقى ايات القرآن الكريم في مكة كل ايات القرآن الكريم المكي اسمعها بهذا المفهوم اسمعها باذن الصحابي الذي يعذب. هتلاقي ان التعذيب ما لوش اي قيمة هنا يا اخواني نفهم اشياء ممكن تكون غريبة على اسماعنا. يعني مثلا يفسر لنا موقف حرام ابن ملحان رضي الله عنه وارضاه بابا هرم ابن ملحان رضي الله عنه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. طعن بالرمح في ظهره. فخرج من صدره. فقال فز ورب الكعبة. سبحان الله! اي فوز؟ الراجل مات الراجل فقد كل شيء في عرف اهل الدنيا. لكنه يعتبر نفسه فاز ليه؟ لانه سينتقل من ارض الجهاد الى الجنة مباشرة مات شهيدا وقد وعد ان الشهيد يدخل الجنة بغير حساب. يبقى ليه ما يقولش فزت ورب الكعبة نفهم من كده ان تعظيم قيمة الاخرة يصبر المؤمنين لا محالة على كل الم وعلى كل اذى وعلى كل مشقة في سبيل الله عز وجل يبقى دي كانت الوسيلة التانية من الوسائل اللي بتعلم المسلمين الصبر في الزروف اللي زي الزروف ديت الوسيلة التالتة لتربية المسلمين على الصبر هي دراسة التاريخ التاريخ يا اخواني يكرر نفسه سبحان الله! دراسة التاريخ تعرض لك صورا واقعية من الماضي. لناس عاشت في نفس الزروف اللي انت عشت فيها. الزروف والحكايات واحدة حرب بين الحق والباطل علو للباطل في فترة من الفترات تعذيب وتشريد وقتل وابادة. وصبر وجلد تأمل وعزيمة من المؤمنين ثم في النهاية انتصار للحق تمكين للحق هزيمة للباطل وهلاك للباطل. صورة متكررة جدا في كل صفحات التاريخ. سنة من سنن الله عز وجل. راجع برضه القرآن المكي قصص لا حصر له. تكاد يا اخواني لا تخلو صورة من سور القرآن المكي من قصة او اشارة الى قصة. وتخيل نفسك كده تسمع مع الصحابة واسمع معك الايات ديت مثلا. من ضمن الامثلة الكثيرة جدا جدا التي ضربها الله عز وجل لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة مكة يقول سبحانه وتعالى ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم تستحي نسائهم انه كان من المفسدين. ادي درجة عظيمة جدا جدا من الالم والايذاء حتى الكلام ده ما حصلش مع الصحابة ما فيش واحد جه قتل ابناء الصحابة الرضع زي ما كان فرعون بيعمل. لعنه الله. لكن ادي صورة من الالم. الاية اللي وراها بتقول ايه؟ ربنا بيقول ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين. سبحان الله! بعد كل هذا الالم والاضطهاد يريد الله عز وجل ان يمكن للمستضعفين. وبعدين يقول ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان جنودهما منهم ما كانوا يحذرون. الى اخر الايات. نفس السورة تتكرر تكررت في مكة وتتكرر الى يوم القيامة. فاذا كان الصبر سيتكرر فان التمكين لا محالة سيتكرر. لان مين اللي بيوعد ربنا سبحانه وتعالى وهو قادر على كل شيء دراسة التاريخ يا اخواني وتحليل التاريخ وفقه التاريخ امر في غاية الاهمية لتربية الصف المؤمن على الصبر ولوضع يد الصف المؤمن على كل مفاتيح النصر الحقيقية يبقى الوسيلة التالتة من وسائل زرع الصبر في قلوب المؤمنين في زمان الاستضعاف هي دراسة التاريخ الوسيلة التربوية الرابعة لتشجيع المؤمنين على الصبر هي زرع الامل في نفوسهم اذا احبط الانسان فلا امل في صبر ولا امل في نصره ولا امل في تمكيني يا اخواني شف ربنا بيقول ايه؟ استعينوا بالله واصبروا. وراها ان الارض لله يرثها من يشاء من عباده. والعاقبة للمتقين. لازم من صبر علشان يكون فيه تمكين فربنا سبحانه وتعالى علشان يعلم المسلمين الصبر يوريهم الامل يوريهم الامل ان الارض هتكون لهم استعينوا بالله واصبروا ان الارض لله يورثها من يشاء من عباده. والعاقبة للمتقين. نقطة الامل يا اخواني هذه من اهم النقط التربوية بتمكين المؤمنين من الصبر عشان كده نفهم موقف الرسول صلى الله عليه وسلم لما جه خباب ابن الارت رضي الله عنه وارضاه لما اشتد التعزيب به جدا جدا جه يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يدعو للمسلمين ان يرفع الله عز وجل عنهم هذه الغمة يقول خباب الا تستنصر لنا؟ الا تدعو الله لنا قباب يا اخواني فاض بي عذب تعذيبا اليما. كان يقوى رأسه بالنار كان يوضع على الفحم الملتهب كما ذكرنا منذ قليل. جايز يكون طبيعي جدا بالنسبة لراجل مر بكل هذه التجارب الاليمة ان يذهب لرسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب منه الدعاء والاستنصار برب العالمين ده ممكن نفهمه لكن اللي حصل غريب جدا جدا. رد فعل الرسول صلى الله عليه وسلم كان على غير ما نتوقع. غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب حتى ظهر ذلك في وجهه يروي خباب ويقول كما جاء في البخاري فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محمر وجهه سبحان الله! يعني غير من الجلسة اللي كان قاعدها من شدة الغضب واحمر وجهه صلى الله عليه وسلم فقال شوف الرسول صلى الله عليه وسلم بيقول ايه يقول كان الرجل في من قبلكم يحفر له في الارض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه في شك باثنتين وما يصده ذلك عن دينه. والله ليتمن هذا الامر اي ليتمن الله هذا الامر. والله ليتمن هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه. ولكنكم تستعجلون. سبحان الله من المؤكد يا اخواني ان غضب الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف ما كانش لمجرد طلب الدعاء بل ان المؤمنين مطالبون بالدعاء في مثل هذه المواقف لكن الذي حدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر ان خباب رضي الله عنه وارضاه قد بدأ ييأس بدأ يفقد الامل فقد الامل يا اخواني خطير فده اللي خلى الرسول صلى الله عليه وسلم يغضب لكن غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخرجه عن اسلوبه التربوي الراقي عمل حاجات مهمة جدا عشان يعلم بها خباب سلك اكتر من طريق الطريق الاول انه ربى بالتاريخ ذكر له احداثا من التاريخ. المؤمنون مروا بما هو اشق في التاريخ. والناس عادة يا اخواني اصبر على مصائبها اذا رأت ان الغير قد ابتلي بمصائب اشد. يعني زي ما بيقولوا في المسل اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بالود. احنا بقى بنشوف القصص القرآني والقصص النبوي بيعلمنا ازاي المؤمنين المسلمين السابقين قدروا يصبروا. فبنتعلم الصبر يبقى ده اول طريق الرسول صلى الله عليه وسلم سلكه مع خباب. الطريق التاني انه زرع الامل في قلب خباب وبيقين كامل. والله ليتمن هذا الامر الى اخر الحديث فكده خباب مطمئن ان في يوم من الايام سيمكن الله عز وجل لدينه الحاجة التالتة او الطريق التالت التذكير بالله عز وجل والتعظيم لقدره. لا يخاف الا الله كما يقول لا يخاف الا الله. والطريق بدأ اهل الايمان يتزايدون واصبح من الصعب ان يختفي كل هؤلاء في البلد الصغير مكة سيكتشف امر المؤمنين لا محالة ايه التصرف مع موقف زي ده؟ المصير تعذيب وتقتيل. والمسلمون ليست لهم طاقة بحرب اهل الباطل الان رابع ان يأخذ بالاسباب يقول والذئب على غنمي. مش معنى ان انت متوكل على الله عز وجل. انك مش هتاخد بالاسباب. لأ. ما زالت السرية موجودة وما زال الصبر موجود وما زالت الدعوة الى الله عز وجل موجودة وما زال انتظار التمكين موجود. الناس تعمل في هذا الوقت تربى في ذلك الوقت ارفع من ايمانها في ذلك الوقت مش معنى ان احنا في وقت الاستضعاف ان احنا في ركون او في سكون او في فتور ابدا في شغل النتيجة ان خباب رضي الله عنه وارضاه ثبت لم يتزعزع لم يبدل لم يغير ثم لم يستعجل بعد ذلك يبقى الدرس اللي ناخده من الموقف ده انك لو وصلت الى هذه الدرجة من الايذاء فلا تستعجل لابد ان يمكن الله عز وجل لهذا الدين يبقى دي كانت الوسيلة الرابعة من الوسائل التي تزرع الصبر في قلوب المؤمنين في زمان الاستضعاف في وسائل تانية كتير الحقيقة في وسائل استخرجتها من اوائل السور التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة. وعلمت الرسول وعلمت اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم انهم ازاي يصبروا على هذا الطريق الطويل. تلاقي ربنا سبحانه وتعالى بيقول في سورة المدثر ايه؟ ولربك فاصبر. وفي سورة المزمل فاصبر اصبر على ما يقولون ويعلمك ازاي الصبر. فنقول مسلا منها العلم والقراءة كما في الايات الخمس الاولى من سورة العلق اقرأ باسم ربك الذي خلق الى اخر الايات. اللي يعرف اكتر يا اخواني هيزكر اكتر وعايز اقول لكم حاجة مهمة قوي القراءة مش هواية يا اخواني القراءة مش هواية لازم تقرا عشان تتعلم ولازم تتعلم عشان تعرف تصبر من غير القراءة مش ممكن اتحصل العلم. دروس العلم مهما كترت مش هتديك الا جزء ضئيل جدا جدا جدا من العلم اللي المفروض تحصله يبقى لازم نقرا ولازم نعلم ولادنا القراية ونعلم اخواننا القراية ونعلم كل مسلم حريص ان هو يصبر انه يعرف يقرا يقرا ويتعلم علموا القراءة ومنها قيام الليل قم الليل الا قليلا نصفه او ينقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا. مش هيعرف اصبر اللي ما اتعودش على قيام الليل علشان كده الصحابة كان مفروض عليهم قيام الليل سنة كاملة. سنة كاملة ولما نزل التخفيف على الصحابة ما حدش منهم ساب قيام الليل. خلاص اتعلموا في هذه المدرسة عايز تصبر لازم تتعلم قيام الليل منها قراءة القرآن ورتل القرآن ترتيل القرآن زاد يا اخواني لا يستطيع المسلم ان يصبر بدون هذا الزاد منها الذكر واذكر اسم ربك وتبتل اليه تبتيلا. برضو الذكر زاد لكل مسلم. اي مسلم عايز يصبر لابد ان يذكر الله عز عز وجل وذكر الله يكون دائما كثيرا كما يقول سبحانه وتعالى والذاكرين الله كثيرا والذاكرات واذكروا الله كثيرا لعل لعلكم تفلحون كل ما ذكرت ربنا سبحانه وتعالى اكتر كل اما عودك على الصبر بصورة اكبر منها ترك المعاصي والذنوب والرجز فاهجر اللي غرقان في المعاصي. ازاي ممكن يصبر؟ معقولة ممكن يصبر؟ مستحيل والرجز فاهجر ومنها الاخوة في الله عز وجل. واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي لما تشوف في ناس معك ماشيين في نفس الخط ده اكيد هيقوي قلبك على موضوع الصبر يبقى ديت امور بتعين على الصبر. نرجع نراجعها سوا مع بعض بسرعة. تعظيم قدر الله عز وجل في القلب. دي نمرة واحد. نمرة اتنين تعظيم الاخرة نمرة تلاتة دراسة التاريخ نمرة اربعة زرع الامل في نفوس المؤمنين. نمرة خمسة العلم والقراءة. نمرة ستة قراءة القرآن نمرة سبعة قيام الليل. نمرة تمانية الذكر. نمرة تسعة ترك المعاصي والذنوب. ونمرة عشرة الاخوة في الله عز وجل فتلك عشر كاملة احفزوا الوسايل ديت يا اخواني ويا اخواتي احفزوا الوسايل ديت ما فيش صبر من غيرها. كل واحدة منها محتاجة محاضرة ومحاضرات. لكن احنا فقط بنحط رؤوس موضوعات وناس اسأل الله عز وجل ان يجمع بيننا على الخير دائما طيب دي نقطة نقطة تانية مهمة جدا جدا عايز اتكلم عليها في موضوع الثبات موضوع الصبر وفي موضوع التحمل الاذى الذي كان في مكة سؤال ممكن واحد يسأله لماذا امر الله عز وجل المسلمين بالكف عن القتال في مكة ليه المسلمين اتحملوا الالم ده كله دون رد ودون تغيير؟ ربنا سبحانه وتعالى بيقول في الكتاب واعرض عن المشركين طبعا الحكمة الكاملة من وراء ذلك المنع لا يستطيع البشر ان يتوصلوا اليها. حكمة الله عز وجل لا يحب بها احد لكن احنا بنبحث فيما نعتقد انه هو السبب او هو الحكمة من وراء هذا الامر علشان نتعلم ازاي نعمل الكلام ده في الظروف المشابهة الحكمة الاولى من كف المسلمين عن القتال كانت التربية على نوع جديد من الصبر. لن يتعلمه المسلمون الا في مثل ذلك الوقت الصبر يا اخواني انواعه كتير جدا العربي بصفة عامة صبور زي ما قلنا في الدروس الاولانية. يصبر على الجوع يصبر على الحر. يصبر على الفقر. يصبر على طول السفر. على الالام على الحروب كل ده طبعا جميل ورائع. لكن العربي لا يصبر على تحمل الظلم. طبيعة العرب ثائرة لا يرضى بالضيم والجور يثور ولو ضاعت حياته. لكن دلوقتي اصبح لدى المؤمنين ابعاد اخرى اعمق الموضوع بقى اكبر من متطلبات الفرد يا اخواني. اصبح من اهداف المؤمن ان يقيم امة ودولة ومجتمع. لا يستقيم للفرد ان ينظر الى مصلحته الشخصية بل يجب ان ينزر الى مصلحة المجموع. دي حاجات العربي عمره ما كان بيفكر فيها. دلوقتي ربنا سبحانه وتعالى بيأمرهم الا ينظروا الى حظ نفوسهم ولكن ينظر الى صالح الامة ولصالح الجماعة. هل ممكن امة تقوم وافرادها بيقدموا مصالحهم الشخصية على مصالح الامة لا يبقى كان لازم يكون الكف عن القتال علشان يربي المسلمين على هذا النوع الجديد الهام جدا من الصبر الحكمة التانية هي التربية على شيء في غاية الاهمية والخطورة لا تقوم امة نجاحها الا به. ذلك هو الطاعة لقيادة هذه الامة الناشئة الاختبار الحقيقي يا اخواني للطاعة هو ان تطيع دون جدل ولا ضجر ولا اعتراض في امر لا تهواه نفسه طبعا في غير معصية للخالق سبحانه وتعالى. هذا هو المقياس الحقيقي للطاعة تماما كما حدث من خباب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. خباب شاف ان استعجال النصر مصلحة في ذلك الوقت. هذا اجتهاده. فذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب ذلك فاوضح له رسول الله صلى الله عليه وسلم الامر وبين له ضرورة الصبر ساعتها خباب اطاع سمع واطاع وكف اليد وقبل الامر. هنا خباز بيتعلم شيء في منتهى الاهمية للجماعة وهو الطاعة لولي الامر لا جماعة بغير امرة ولا امرة بغير طاعة. من غير هذا الجو من التعذيب والامر ان يصبر المسلمون على هذا التعذيب صعب ان المسلمين كانوا يتعلموا الطاعة. فبدأوا يتعلموها دلوقتي وهتفوتهم كتير جدا جدا في مشوار حياتهم. مع الرسول وبعد الرسول صلى الله عليه وسلم يبقى دي كانت الحكمة التانية تربية المسلمين على الطاعة المطلقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم او لاي قائد ما دام لم يأمر بمعصية لله عز وجل الحكمة التالتة في كف المؤمنين عن القتال في مكة هي ان الدعوة السلمية في هذه البيئة كانت بتجيب نتايج احسن احنا عايزين نسأل سؤال هو ايه الغرض في النهاية هل حكم مكة ولا اسلام مكة الغلط هو اسلام مكة مش مهم مين اللي هيحكمها بعد كده المهم يحكمها بكتاب ربنا سبحانه وتعالى وبسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. هو ده المهم هذه البيئة يا اخواني هذه البيئة المكية الفت العنجهية والشرف والعلو والعزة لو فرضت عليها الرأي بالقوة لن تقبل هذا الرأي. سيحدس صراع مبكر جدا بين المؤمنين وبين الكافرين. وسيرفض الكافرون الدخول في هذا الدين عنادا. ازا كانوا بيعاندوا والمسلمين في استضعاف. ما بالك لو كانوا مؤمنين من الاول فرضوا عليهم الرأي بالقوة اذا لابد للداعية ان يدرس نفسيات من يدعو من الناس من يتأثر بمظاهر الرحمة في الداعية. من الناس من يتأثر بذكاء العقل عند الداعين. من الناس من يتأثر بقوة البدن عند من الناس من يتأثر بلطف وادب الداعية وهكذا. الله عز وجل خلق الناس مختلفين. لابد للداعية ان يتعامل مع كل هذه النوعيات لابد ان يراعي الظروف المدعو وظروف البيئة اللي هو عايش فيها يبقى الدعوة السلمية كانت بتناسب زروف مكة في الوقت ده الحكمة الرابعة في كف المؤمنين عن القتال في مكة هي تجنب الفتنة الخطيرة التي ستحدث في مكة مقتلة عزيمة كانت هتحصل في كل بيت وطبعا كانت هتلتصق سمعة سيئة بالاسلام ان الاسلام يؤدي الى هذه الفتنة العظيمة. خلوا بالكم ما كانش في ارض مكة حكومة مركزية هي اللي بتقوم بتعزيب الناس. لأ تكفل كل زعيم باتباعه. يعني تكفل الوالد بولده وتكفل شيخ القبيلة بافراد قبيلته. وتكفل السيد بعبدي وهكذا. يعني مسلا مصعب بن عمير مين اللي بيعزبه ؟ امه عسمان ابن عفان مين اللي بيعزبه ؟ عمه. خباب من الارادة اللي بتعزبه سيدته وهكذا. لو قاتل المؤمنون دفاعا عن انفسهم فانهم سيقاتلون اباءهم واعمامهم وقبائلهم. في هذا الموقف. يا ترى الناس هتقول يعني الاسلام؟ ازا كان الكفار ادعوا ان الاسلام يفرق بين الولد ووالده وبين الرجل وعشيرته وبين المرء وزوجه هذا دون قتال. فما بالكم لو كان هناك قتال؟ يبقى دي كانت حاجة هامة جدا جدا لتجنب الفتنة الكبيرة في داخل مكة وللحفاظ على الصورة الجميلة جدا جدا للاسلام وهي الصورة الواقعية لهذا الدين العظيم يبقى دي كانت الحكمة الرابعة الحكمة الخامسة في كف المؤمنين عن القتال في مكة هي ان الله عز وجل يعلم ان كثيرا من اهل الكفر سينتقلون بعد ذلك من معسكر الكفر الى معسكر الايمان. سبحان الله! الدعوة يا اخواني ما زالت في مهدها لم تأخذ الفرصة الكافية للوصول الى قلوب الناس. كتير من الناس هيعترضوا في البداية ويتشددون في الاعتراض ثم ما يلبس الحق ان يتبدل في اعينهم من هؤلاء مسلا عمر بن الخطاب منهم خالد بن الوليد عمرو بن العاص عكرمة بن ابي جهل كل دول اصبحوا قادة بعد كده يشيلوا الاسلام الى كل ربوع الارض لو كان حصل القتال في اول فترة مكة كان ممكن ناس من ديت كتير اوي اوي تموت وكان الاسلام هيخسرها الحكمة السادسة هي ان النخوة التي كانت في قلوب كثير من العرب كانت تتأثر كثيرا بصورة المظلوم. المظلوم الذي لا يستطيع رفع الظلم عن كاهله. يتحرك عربي في شهامة ليرفع الظلم عن الناس. في ناس كتيرة جدا في مكة اتحركت نتيجة الظلم الشديد الذي يقع على المسلمين. زي ما هنشوف بعد كده اسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه هيكون صورة من النخوة التي تحركت نتيجة الظلم الشديد الذي وقع على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوار الذي عرضه ابن الدغنة على الصديق حس ان الصديق اتزلم فجاء ابن الدغنة وهو مشرك ليعرض الجوار على الصديق رضي الله عنه وارضاه ضحيفة التي نقضها المشركون انفسهم بعد ثلاث سنوات من المقاطعة زي ما هنشوف بعد كده ان شاء الله هذه كانت صورة من صور النخوة نتيجة الظلم الشديد الذي وقع على المسلمين يبقى هذه الحكمة الحكمة السادسة ان هذه النخوة تستثار نتيجة وقوع الظلم على المسلمين فكانت دي وسيلة من وسائل الدعوة في ذلك الوقت الحكمة السابعة هي حكمة في غاية الاهمية وركزوا معي اوي هي ان المسلمين يا اخواني لا يصطدمون بالنواميس الكونية من النواميس الكونية مثلا ان النار تحرق ولذلك فالمسلمون او الناس بصفة عامة لا يلقون بانفسهم في النار من النواميس الكونية ايضا ان الذي يسقط في ماء عميق وهو لا يتقن السباحة بيحصل له بيغرق لذلك فالناس لا يتهورون بنزول ماء عميق دون اجادة للسباحة. نواميس ثوابت ايضا من النواميس الثابتة ان للباطل قوة لابد ان تعتبر لا يستقيم للمؤمنين ان يقولوا ان الله معنا ونحن على الحق فيلقون بانفسهم في حرب خاسرة ظنا منهم انه لا محالة سينتصرون. هم عباد الله وجند الله فلا بد ان ينتصروا. لا يا اخواني الاسلام دين واقعي عملي يقيس بدقة قوة الباطل ويقدر القوة الكافية لردها ويضع الخطة المناسبة للنصر ويهيئ الصف الكفئ للقتال ثم يتوكل على الله عز وجل ويعتمد عليه ويقاتل يعني ببساطة الاسلام دين يحترم الاسباب جدا جدا جدا وفكروا معي ماذا لو قام المؤمنون بثورة في مكة؟ ايه اللي هيحصل هيقتلوا راجل او اتنين او عشرة او مية من قريش وبعدين فيبادون عن اخرهم نعم الموت في سبيل الله غاية. لكن يا اخواني المؤمن لا يموت بغير ثمن. ان لم يغلب على الظن التمكين او احداث النكاية في العدو ما معنى للقتال؟ وافتكروا كده درس الدعوة السرية اللي قلناه في الاول. المسلمون في مكة قلة وقلة مستضعفة. والقياسات المادية التي قدرتها قيادة ان الوقت غير مناسب للقتال. ليس جبنا ولا ضعفا ولكن حكمة وتدبير. سيأتي يوم تأخذ فيه قيادة المسلمين قرار القتال في بدر وما بعد بدر هيجي اليوم ده لكن المسلمون لا يتسرعون النتائج. المسلمون يدركون حقيقة ما يسمى بفقه المرحلة احفظوا الكلمة دي كويس. فقه المرحلة يدرسون الظروف باحكام. يضعون الخطة ويطلبون المدد من الله عز وجل. ثم يقومون بما يناسب المرحلة قد يناسبها كف عن القتال قد يناسبها دعوة سرية قد يناسبها دعوة جهرية قد يناسبها معاهدات ومفاوضات قد يناسبها جهادا واستشهاد الرسول صلى الله عليه وسلم مر بكل هذه المراحل ووضع لنا منهجا دقيقا جدا نتبعه. لم يترك لنا موقفا الا وبين كيف نتعامل معه طبقا لنواميس الكون وطبقا لشرائع الاسلام الرسول يا اخواني ما كانش مجرد رجل حكيم عبقري لأ. الرسول رسول. رسول من عند رب العالمين سبحانه وتعالى. ناقل لما اراده الله عز وجل منا في كل موقف. علشان كده بندرس السيرة يا اخواني. علشان كده بندرس حياة الرسول صلى الله عليه وسلم يبقى دي حكمة في منتهى الاهمية ان المسلمين لا يصطدمون مع نواميس الكون الحكمة التامنة هي ان القتال لم يكن ضرورة ملحة الدعوة يا اخواني كانت تسير في مكة نعم تسير بمشقة وبصعوبة ولكنها في النهاية تسير الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب الناس وهو تحت حماية سيوف بني هاشم. ابو طالب خلى الرسول صلى الله عليه وسلم قضية حياته كرس كل جهده لرد الكيد عنهم. طب ما يستغل المسلمين هذه الظروف الى ان يأتي يوم اخر تتغير في الظروف او يموت فيه ابو طالب عند ستتغير. المرحلة. يعني ما كانش فيه لازمة للقتال. ولما هيكون فيه لازمة للقتال لابد ان يقاتل المسلمون الحكمة التاسعة لكف المؤمنين عن القتال في مكة هي انه لو حدث قتال لاضطر المسلمون الى كشف كل اوراقهم سيظهر كثير من المؤمنين الذين لم يعلم ايمانهم بعد. المرحلة لا تتطلب ذلك. هذه المرحلة كانت تتميز بجهرية الدعوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللقليل من الصحابة ممن لهم منع يعني زي ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه او غيره. لكن عموم المسلمين العموم لا يعلنون عن انفسهم. لو حدث ذلك الامر لو حدث القتال في اوائل فترة مكة لاكتشف امر دار الارقم ابن ابي الارقم رضي او عنه ولما استطاع المسلمون ان يحادثوا الافواج التي تأتي الى مكة وقت الحج. ولا ما استطاع المؤمنون ان يغادروا مكة الى غيرها. او يدخلوا اليها اذا كانوا على سفر قيود شديدة ستوضع على المسلمين ستؤخر الدعوة لا محالة اذا متطلبات هذه مرحلة ان يكف المسلمون اليد عن القتال حتى لا يؤدي ذلك الى كشف كل اوراق المسلمين في وقت يحتاج بمن فيه الى التكتم الشديد النقطة العاشرة والاخيرة في هذا التحليل وطبعا في حكم تانية كتير احنا ما نعرفهاش ربنا سبحانه وتعالى يعرفها الحكمة العاشرة الاخيرة هي اظهار قدرة الله عز وجل وقوته وعزته وحكمته سبحانه وتعالى ظهر امام الجميع في مكة وما حوله في زمانهم وفي الازمان التي تلت كيف كان المؤمنون ضعفاء. ظهر واضحا كيف ان القلة لا تملك مقومات الرد. لا تملك مقومات الرد المادية. فضلا عن مقومات الانتصار. ثم سبحان الله ستظهر بعد ذلك ايات عجيبة ستحدث امور لا تخطر على عقول البشر. سيدبر الاله الحكيم لاوليائه فاذا بالضعف يتحول الى قوة واذا بالذل يتحول الى عزة واذا بالخوف يتحول الى امن. واذا بالتعذيب والتشريد والاهانة والقتل كل يتحول الى سيادة وتمكين هيكون بقى في بدر وفي الاحزاب وفي فتح مكة وتبوك وغيرها من المواقع وبعد كده بقى فتح فارس والروم وهتشوف الاسلام ازاي بينتشر كل ده من هؤلاء الضعفاء القلة الذين كانوا يعذبون في مكة صنع الله الذي اتقن كل شيء. هذا دليل واضح على قدرة الله عز وجل يبقى لهذه الاسباب كف الله عز وجل المؤمنين عن القتال دي فترة مكة وسيأتي زمان بعد ذلك يسمح فيه بالقتال وسيأتي زمان يؤمر فيه بالقتال. كل مرحلة لها طبيعتها وعلشان تعرف تقلد الرسول صلى الله عليه وسلم لازم تعرف ايه المرحلة اللي انت عايش فيها وتشبه اي مراحل الرسول صلى الله عليه وسلم. زاد تهور اهل الباطل في مكة وزاد التعزيب وضيق الامر بشدة على المؤمنين هنا انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه المرحلة التي مرت الى مرحلة اخرى جديدة تناسب الحرب الضارية التي يشنها اهل الباطل في مكة ايه الحل يا اخواني فيأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرارا جديدا فينتقل بالمسلمين من هذه المرحلة الى مرحلة اخرى ترى ما هي هذه المرحلة كيف سينتقل المسلمون الى المرحلة الجديدة؟ وما رد فعل الكافرين لرد فعل المؤمنين؟ هذا ما سنعرفه ان شاء الله وغيره الدرس القادم فستذكرون ما اقول لكم وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد وجزاكم الله خيرا كثيرا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته