ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقهم من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من الحق السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. فما درس من دروس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. اقول وبالله تعالى التوفيق قد تقدمت في هذا الصدد دروس وكان من اواخرها صور المعاناة التي عانى منها رسول التي عاناها رسول الله صلى الله عليه وسلم صور الاذى الذي تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم. وكان مما وجه به رسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا ان طلب قومه منه الايات فقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا او تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا. او تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا او بالله والملائكة قبيلا او يكون لك بيت من زخرف او ترقى في السماء. ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرأه قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا قالوا يا محمد ما من نبي من الانبياء الا وقد جاء ما على مثله امن البشر قد اتى كل نبي بمعجزة وجاء صالح بناقة قد جاء موسى بعصا يلقيها فاذا هي حية تسعى قد ضرب موسى البحر بعصاه فانفرق فكان كل فرق كالطود العظيم قد سخرت الريح لسليمان فما الاية التي اتيت بها؟ فكل نبي له معجزة. حول لنا الصفا ذهبا يا محمد ونحن نؤمن بك فات جبريل النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا محمد ان الله قد سمع ما قاله قومك وما اجبتهم به فان شئت ان يحول لهم الصفا ذهبا وملك الجبال حولناه لهما على ان من يكفر يعذب عذابا لا يعذبه احد من العالمين وان شئت ان تستأني بهم لعل الله ان يخرج من اصلبهم من يعبد الله ولا يشرك به استأنيت بهم فقال بل استأني بهم فعاندوا الرسول اشد العناد وكما سلف كانت من اعظم المعجزات التي ايد بها النبي صلى الله عليه وسلم القرآن قال تعالى او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون الا ان الحصار اشتد على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والاذى اشتد وامتد ولم يرقب المشركون في اصحاب رسول الله عهدا ولا قرابة كما قال تعالى لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة فقطعوا الارحام واذوا الارحام ومن زلك حتى قبل ان يسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقبل عمر بن الخطاب ابو لهب عم الرسول صلى الله الله عليه وسلم فكان يتبعه في الاسواق ويقول انا عمه وهو ابن اخي وهو رجل كذاب على الله هكذا كان ابو لهب يصنع يتابع يتتبع الرسول في الاسواق ويكذبه امام الملأ وعمر بن الخطاب ايضا انذاك كان كافرا واخته من الله عليها بالاسلام قبل ان يسلم بزمن وكان زوجها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل اسلم ايضا قبلها بزمن قبل عمر بزمن فكان عمر يأتي يكبل زوج اخته بالحديد قال سعيد بن زيد لقد رأيتني وان عمر لموسقي على الاسلام لقد رأيتني وان عمر لموسقي على الاسلام اي ان سعيد بن زيد كان عمر يقيده ويربطه لكونه قد اسلم فحينئذ فرخص رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما اشتد الاذى. وكان يدعو يقول اللهم اعز الاسلام باحب هذين الرجلين اليك بعمر بن الخطاب او بابي جهل بن هشام كان احبهما الى الله عز وجل عمر بن الخطاب فمن الله على عمر واسلم ولكن قبل ذلك ايضا اشتد الاذى بالمسلمين فرخص لهم الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة الاولى الى ارض الحبشة فاجر فريق من اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الى ارض الحبشة تاركين مكة مع حبهم الشديد لها ولكن كما قال تعالى يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فهيايا فاعبدون. كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون ففعل باصحاب النبي ما فعل بالمؤمنين من قبلهم في سير الامم فشأن الامم الكافرة انها تسعى لاخراج المؤمنين منها وتضيق عليهم وتضيق حتى يخرجوا منها قال تعالى في كتابه الكريم وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الارض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد لقد قال قوم شعيب لشعيب لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا قال اولو كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا ان عدنا في ملتكم بعد اذ نجانا الله منها وقال قوم لوط اخرجوا ال لوط من قريتكم انهم اناس يتطهرون وقال ورقة ابن نوفل لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذهب يخبره بخبر الوحي في بداياته ليتني فيها جدعا الهتني اكون حيا اذ يخرجك قومك فتعجب الرسول لان قومه يحبونه انذاك ويلقبونه بالصادق الامين فقال ومخرجي هم؟ قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به الا عودي وايضا قال تعالى واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك يحبسوك يثبتوك او يقتلوك او يخرجوك او يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فهكذا شأن اهل الكفر لا يرضون ببقاء اهل الايمان بينهم الا في القليل النادر فاشتد الاذى على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرخص لهم في الهجرة الى الحبشة فاتجهوا الى الحبشة كسير منهم اتجه الى الحبشة وكان عليهم انذاك جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه هو من السابقين الى الاسلام فصحابي كريم جليل القدر ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشهور بالكرم كما لا يخفى عليكم ان ابا هريرة رضي الله عنه بعد ان اسلم بزمن ان ابو هريرة اسلم قبل وفاة الرسول بثلاث سنين يقول كنت اتلوى من الجوع فاخرج الى الطرقات اتعرض للناس بالسؤال وما لي حاجة في الجواب ولكن حتى يتفطنوا لي فيتصدقوا علي فخرجت يوما اتعرض لهذا ولذاك ولا اجد من يستضيفني فقابلنا جعفر وما رأيت رجلا اكرم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من جعفر بن ابي طالب كانت تكون لها القربة فيها السمن فيفرغها لنا فاذا حس اننا ما زلنا جياع قطع القربة وشقها وهي جلد لنلحس ما في داخلها الشاهد ان النبي امر جعفرا او كان جعفر اميرا على الفئة المؤمنة المهاجرة الى الحبشة وكان معهم عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وكان معهم ام سلمة قبل ان يتزوجها الرسول كانت ايضا مع زوجها هنالك وكانت ثمة ايضا اسماء بنت عميس زوجة جعفر مع جعفر في تلك الهجرة الى الحبشة فاتجهوا الى الحبشة فوجدوا ملكا كريما وهو النجاشي والنجاشي اسم لمن حكم الحبشة من الجبابرة كما ان فرعون اسم لمن حكم مصر من الجبابرة على قول من الاقوال وتبع لليمن وبطليموس للهند وكسرى للفرس وقيصر للروم الشاهد وجدوا ملكا كريما يحكم الحبشة فاستقبلهم خير استقبال وامنهم على انفسهم واموالهم ودمائهم وعبادتهم فعبدوا الله حينا من الدهر امنين مطمئنين لا يخافون ولكن قريش اغضبها ذلك وارقها ذلك فاتفقت كلمته على ان ترسل رجلين من كبار رجلين من ارباب الدهاء في قريش فهما عمرو بن العاص واحد بني ربيعة المخزومي فارسلوهما وزودوهما افضل الهدايا وارقى انواع الهدايا في ازمانها ارقى انواع الهدايا وافضل الهدايا من ذهب ومن غيره وحملوهما بالهدايا وقالوا لهما اذهبا الى هذا الملك وقبل ان تدخلا عليه اعطي لكل بطريق من بطارقته هدية واكرموا البطارقة كما يقال يكرمون اعضاء المجالس الشعب او يكرمون اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي او يرشونه على هذا الغرار قالوا ادفعوا لكل بطريق هديته ثم خذوا الهدية الكبرى للملك تفعلوا ذلك وذهبوا الى الملك فقالوا ايها الملك قد خرج علينا شباب حدثاء الاسنان سفهاء الاحلام سفهوا الهتنا وعبدوا عبادة غير عبادتنا وقطعوا الارحام وفرقوا بين الوالد وولده والوالدة وولدها اتونا بدين جديد لا نعرفه ابتدعوا دينا جديدا لا نعرفه وذموهما بانواع ذموهم بانواع الذم بعد ان ادوا له الهدية ما مطلبكم اذا مطلبنا ان تردهم الينا فنحن اعلم بهم هم شبابنا واولادنا نحن اعلم بهم واوسع علما بهم فقالت البطارية الذين قبلوا الرشوة قالوا نعم ايها الملك اهلوهم اعلم بهم فادفعهم اليهم فارسل النجاشي الى جابر بن عبدالله اه عفوا الى جعفر بن ابي طالب بعد ان قال النجاشي لا والله لا ادفعهم حتى اسمع منهم وهذا العقل بعينه وتلك الكياسة والفطنة بعينها والانصاف قال لا والله ما اتبعهم اليهم حتى اسمع منهم فارسل اليهم فاصاب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الخوف والقلق ما لم يكاد يصاب به من قبل قالوا ماذا نقول اذا دخلنا على هذا الرجل ثبت الله جعفر بن ابي طالب وكان شجاعا في غاية من الشجاعة طيلة حياته كان جعفر جاعا في كلماته وفي حروبه وفي بسالته وفي اقدامه رضي الله عنه ولعلكم تعرفون موقفه في مؤتة وحمل الراية بعد قتل زيد ابن حارثة فتقدم الروم بمئات الالاف وهو الجند ثلاثة الاف على وجه التقريب يعني مئة ضعف فقطعت يده اليمنى فلم يرض لراية لا اله الا الله ان تسقط فتناولها باليد اليسرى فقطعت يده اليسرى فما رضي لي راية لا اله الا الله ان تسقط فضم الراية بين عضديه ولم يلتفت الى الايدي التي قد سقطت واستمر متقدما ودماؤه تنزف وتسيل حتى طعن بنحو من ثمانين سهم في صدره لم يولد دبر ذكرت هذا فقط لبان شيء من شجاعته طيلة حياته فقال جعفر لما وجد قلقا في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرين قالوا ماذا نقول لهذا الملك اذا اتيناه قال نقول ما جاءنا به نبينا وما تعلمناه من ربنا كائنا في ذلك ما هو كائن فدخل جعفر على النجاشي سلم بتحية الاسلام. لفت نظره وانتباهه المهم انه سلم وقدموا مقدمة حسنة في بعض الروايات انه قال انك ملك لا يصلح عندك كثير الكلام وفي بعض الروايات لم ترد هذه اللفظة الا انه قال ايها الملك قد كنا في جاهلية وشر نعبد الصنم والوثن ونأكل الميتة والجيف ونسرق ونزني ونشرب الخمور ونسرق ونزني عفوا ما زكر جعفر عن نفسه زنا اقصد قال كنا في جاهلية وشر نعبد الاصنام ونأكل الميتة والاقوام يسرقون ويزنون ويأكل القوي منهم الضعيف ونقطع الارحام ويغير الناس على المارة فيقطعون الطريق على الناس وتسفك الدماء ظلما وعدوانا ويسجدون للاوثان ونذبح على غير اسم الله وذكر مسالب الجاهلية مسلبا مسلبا فعادانا اقوامنا وسامونا اسوأ صور الاعداد حتى يردوننا عن ديننا فقد سمعنا او خرج فينا رجل نبي ارسله الله نعلم صدقه ونعلم نسبه فنهانا عن عبادة الاوثان امرنا ان نعبد الله وحده ولا نشرك به شيئا وامرنا بوصل الارحام امرنا بالصلاة وامرنا بالصدقة وامرنا بالعفاف امرنا بالصدقة والصلة والعفاف وبوصل الارحام وترك عبادة الاوثان وعبادة الله وحده لا شريك له فلما فعلنا ذلك اجسامنا اهلنا اسوأ صور العذاب فتنوعت علينا صور العذاب فسمعنا عنك وعرفنا انك ملك لا تظلم ولا يظلم في ارضك احد فاخترناك على من سواك وجئنا الى ارضك كي نعبد الله فيها ولا نشرك به شيئا فاستمع النجاشي الى ما قاله جعفر فقال له هل عندكم شيء مما جاء به نبيكم قال نعم وتلا عليه ايات من مطالع صورة مريم كفاية عين صد الايات الى ان وصل الى قصة مريم عليها السلام مع عيسى عليه السلام وتلا قوله في المهد اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا اينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا برا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا وتلا الآيات والنجاشي يستمع فلما استمع النجاشي الايات بكى بكاء شديدا حتى اخضر لحيته بدموعه وحتى بكت الاساقفة بكت الاساقفة واقبلت دموعهم لحاهم فقال اذهبوا لا سبيل لهم عليكم انتم سيون بارضي يعني انتم امنون في ارضي انتم امنون في ارضي فخرجوا من عنده وحمدوا ربهم على هذا اللقاء اعني اهل الايمان وخذل الله انذاك عمرو بن العاص والمخزومي الذي معه فلما رجع عمرو بن العاص الى منزله في الحبشة الذي يسكنه قال لصاحبه المخزومي عبد الله بن ربيعة والله لارجعن اليه غدا ولاقولن لهم مقولة استأصلهم بها وكان عبدالله بن ربيعة اتقى الرجلين مع كفره الا انه كان يرى الرحم فقال لعمرو بن العاص لا تفعل فانهم ارحامنا قال له والله ما انا بمنفك حتى استأصلهم فذهب الى عمرو ابن زهب عمرو بن العاص الى النجاشي في اليوم التالي وقال له ايها الملك قد خرجنا من عندك لكنهم يقولون في ابن مريم قولا عظيما يعني يطعنون في عيسى عليه السلام يقولون في ابن مريم قولا عظيما فارسل اليهم النجاشي ايضا فخافوا ايضا ان يكون الملك غير رأيه فقالوا ماذا نقول اذا واجهنا هذا الملك مرة اخرى قال جعفر نقول ايضا ما امرنا الله به وما تعلمناه من رسولنا صلى الله عليه وسلم كاينا في ذلك ما هو كائن فلما ادخلوا عليه قال ما تقولون في ابن مريم؟ قال نقول ما جاء به رسولنا عن ربنا من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعوا ابناءنا وابناءكم ونسائنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين. ان هذا لهو القصص الحق وما من اله الا الله وان الله لهو العزيز الحكيم فماذا كان ماذا كان بكى النجاشي ايضا وقال والله ما زدتم على ابن مريم قطميرا والله ما زادوا على ابن مريم قطميرا اذهبوا فانتم سيوم بارضي انتم سيوم بارضي انتم سيوم بارض من سبكم غرم. من سبكم غنم ورد الى عمرو بن العاص الهدية التي اهداها له فرد الى ابن ربيعة الهدية التي اهداها له قال خذوا ما كنت لا اقبل الرشوة عن الدين وما قبل الله مني رشوة حين رد الي ملكي ورفضهم فرجعوا مخزولين مقبوحين انذاك ولقد كضمن الله على امر بالاسلام كما لا يخفى عليكم وسلم الله اصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم. فكانوا يسعون في الارض للبحث عن لقمة العيش هنالك ايضا كما يسعى سائر الناس كما قالت اسماء بنت عميس لما استأذنت على عمر رضي الله عنه ذات يوم او في حياة رسول الله زهبت الى عمر في طلب فقال من هذه وزلك بعد مقتل زوجها جعفر وكانت تحت ابي بكر الصديق بعد مقتل زوجها جعفر او قبل مقتلها الله اعلم لكن في زمن الرسول زهبت الى عمر في طلب قال من هذه قالت اسماء بنت عميس قال البحرية هذه يعني التي ركبت البحر مهاجرة الحبشية هذه يعني التي هاجرت الى الحبشة قالت نعم. فقال لها لقد سبقناكم بالهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني نحن هجرنا الى المدينة وانتم كنتم في الحبشة وجئتم من الحبشة الى المدينة سبقناكم بالهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت وبرباطة جأش وثبات ويقين كلا والله ما سبقتمونا بالهجرة ما سبقتمونا بالهجرة ولستم باحق برسول الله منا لقد كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم وكنا في ارض البعداء البغضاء ارض الحبشة والله ما انا بتركة او بساكنة حتى اذهب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واسأله عما قلت فذهبت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصت عليه خبر ما حدث فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام ليس هو ولا اصحابه باولى بي منكم بل انتم يا اهل الحبشة لكم هجرتان لكم هجرتان اينكم ثواب هجرتين هجرة الى الحبشة وهجرة الى المدينة فكان الناس يفرحون اعني الذين هاجروا الى الحبشة يفرحون بهذا الحديث ويأتون الى اسماء ارسالا يأتون الى اسماء ارسالا يسألون عن هذا الحديث فرحين مسرورين به ولذلك كان في الثناء على عسمين. عثمان رضي الله عنه يثني عليه الصحابة رضي الله عنهم يقولون هاجرت الهجرتين مع رسول الله يعنون هجرة الحبشة والهجرة الى المدينة الهجرة الى الحبشة والهجرة الى المدينة فهكذا سلم الله اصحاب نبيه الذين هاجروا الى الحبشة من شر هؤلاء الاشرار القرشيين سلمهم الله وصدق الله اذ قال يا عبادي الذين امنوا ان ارضي واسعة فاياي فاعبدون وكان من الذين تركوا الديار وغادروا مكة في طريق هجرتهم الى اي ارض ابو بكر الصديق رضي الله عنه على ما سيأتي بيانه في الدرس القادم ان شاء الله من لقائه لابن الدغنة في طريق هجرته والحديث على عن ذلك ان شاء الله في الدرس القادم. بهذا القدر يجتزئ سألني الله ان يجمعنا واياكم في الفردوس. مع المنعم عليهم من النبيين والصديقين. والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ومعزيا اهالي الاخوة اهل الاسلام الذين لقوا اه نهاية اجالهم اليوم في حادث القطار في القاهرة واصيب من اصيب منهم بالوفاة او بالحريق والنبي عليه الصلاة والسلام يقول الحريق شهيد او كما قال عليه الصلاة والسلام فنسأل الله الا يجمع عليهم هذا بيني اللهم امين. اسأل الله ان يجعل ما اصابهم كفارة لهم وان يربط على قلوب اهاليهم وان يجعل قبورهم روضة من رياض الجنة. اللهم امين وعن الصلاة على الغائب فان اهل العلم لهم في ذلك اقوال فمن العلماء من يجوز الصلاة على الغائب مطلقا كالامام الشافعي رحمه الله تعالى واصحاب مذهبه في جملتهم واستدل بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي لما مات وبان الصلاة عمل بر وبان الميت ينتفع بها والحي ينتفع بها فلذلك لا يمنع الشافعي رحمه الله من الصلاة على الغائب اما المالكية فيحملون قصة النجاشي على الخصوصية من وجهين خصوصية برسول الله صلى الله عليه وسلم فخصوصية كذلك بالنجاشي اما ابن تيمية والخطابي فتوسطت كلمتهما فقالوا اذا صلي على الغائب لم نصلي عليه واذا لم يصلي عليه صلينا عليه على اية حال الامر في ذلك واسع واذا تقلد الشخص رأيا فله سلفه وله ادلته هذا وانا لله وانا اليه راجعون وصلي اللهم على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاكم الله خيرا