واذن الرسول عليه الصلاة والسلام بالهجرة لمن شاء ان يهاجر فهاجر قوم الى الحبشة وكل سلك سبيلا لدفع اذى المشركين عنه فذهب النبي صلى الله عليه وسلم الى الطائف ايضا فكذبه اهلها. ورجع النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة فنزل في جوار المطعم ابن عدي واشتد تكذيب قريش للنبي عليه الصلاة والسلام وازداد تكذيبهم له وازدادت شدتهم عليه بعد موت عمه ابي طالب وايضا فقد فقد النبي صلى الله عليه وسلم من كانت تواسيه وتؤازره وهي خديجة رضي الله تعالى عنها. الا ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفطر عن الدعوة الى الله فبدأ يعرض نفسه على قبائل العرب في موسم الحج فبدأ يخرج الى موسم الحج يعرض نفسه ويقول الا هل من رجل يحملني حتى ابلغ رسالة ربي عز وجل فجاءه رجل من همدان فقال انا قال هل عندكم منعة تمنعوني ممن ارادني بسوء قال نعم ثم ذهب قليلا ورجع فقال اخشى ان تغفرني قومي او يغفرني قومي دعني حتى اتيهم واتيك من العام القابل. فذهب ولم يأت العام القابل حتى جاءت تفود الانصار في شهر رجب فاتفقوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ما سيأتي بيانه بتفصيل ان شاء الله على ان يؤوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى رحالهم. اما عن الحال في مدينة رسول الله صلى الله الله عليه وسلم التي كان ساوي اليها النبي صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاة والسلام اني اريت دار هجرة دار هجرتكم وذكر انها ارض نخيل وكان يذهب زهنه الى انها هجر فلن تكن كذلك بل كانت المدينة وهم اهل نخيل كانت المدينة فيها فرقة شديدة وقتال عنيف بين اهلها قد كان في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بني قيل وهم الاوس والخزرج هم الاوس والخزرج هم ينتهون الى نسب واحد ولكن الشيطان قد فرق انهم فاختلفوا اختلافا شديدا وكانت بينهم حروب شديدة طاحنة وكان بالمدينة ايضا طوائف من اليهود يؤججون الفتن ويشعلونها فكانت بنو قريظة وبنو النظير مع قبيلة الاوس وكانت بنو قينقاع مع قبيلة الخزرج واليهود كانوا يأججون الفتن ها هنا وها هنا وقد اندلعت حرب شديدة بين الاوس والخزرج قبيل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عفوا قبيل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة كانت هذه الحرب تسمى بعاث وكانت الدائرة في اول امرها للخزرج عن الاوس فقتلوا منه قتلا شديدا وبعد قدر الله وانتصرت الاوس عن الخزرج وقتلوا من الخزرج قتلا شديدا. الشاهد انه سمى وقتال عنيف حصل بين القبيلتين الاوس والخزرج. وكانت هذه توطئة لمقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وللايمان به فالناس سئموا تلك الحرب سئموا الحروب وكرهوها من شدة الفرقة وشدة الاختلاف كل يوم حروب طاحنة وهذا يقتل والعداوات تثار والاحن ايضا تثار. فكلهم قد سئموا الحرب وتطلعوا الى من يكون الصلاح على يديه فهموا ان يصطلحوا جميعهم ال عبدالله بن ابي بن سلول وكان من قبيلة الخزرج هموا ان يتوجوه عليهم رئيسا لهم وهذا الذي جعل او من اسباب عداوة ابن ابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن ابدلهم الله خيرا من عبد الله ابن ابي ابن سلول. ابدلهم الله رسول الله صلى الله عليه وسلم خير بديل عن عبد الله ابن ابي بن سلول على ما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى كانت في المدينة عداوات كما اسلفت بين الاوس والخزرج هم سكان المدينة من ناحية وان كانت اصولهم كما قال بعض العلماء ترجع الى اليمن ترجع الى اليمن وقال اخرون قالت ترجع الى سبأ فلما تفرقوا شجر مدر وصل عدد منهم الى المدينة هم الاوس والخزرج والذين يقال عنهم بنو قيلة. وبعد كانت هناك مبشرات وهذه بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم ومجيئه الى المدينة ومن الذين كانوا يبشرون بمقدم النبي الى المدينة اليهود انفسهم فكانوا يستفتحون على الذين كفروا وقال سلمة بن سلمة بن وقش كما في مسند الامام احمد عند ابن اسحاق وغيرهم قال ما حاصله كنا معشر الانصار لا نقر ببعث قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام فجاءنا رجل من اليهود فإذا به يذكرنا بان هناك حياة بعد الموت ويقول هناك ثواب وعقاب بعد الموت ويقول ليتني اسجر في هذا التنور وتكون حظي من النار يعني هذا القدر يكون حظي من النار فقط فكنا نتعجب من قوله ونقول له هناك بعث بعد الموت هناك جنة ونار جنة يثاب بها المطيعون ونار يعذب بها العصاة كنا نتعجب من قوله هذا قال نعم سيكون واقسم ايمانا انه سيكون وعلامة ذلك انه قد اضلكم زمن نبي سيخرج في هذه الايام فلما قدر الله وخرج النبي صلى الله عليه وسلم بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم كفر هذا اليهودي برسول الله فقلنا له الم تكن تخبرنا ان نبيا سيخرج؟ فهو قد خرج ولكنه ابى الا التكذيب والا العناد فالحاصل ان اليهود كانوا يقولون لاهل المدينة اذا اشتد اهل المدينة عليهم سيخرج نبي عن قريب نتبعه ونقتلكم نحن قتل عاد وثمود قال تعالى في كتابه الكريم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا اي يتوعدون اهل الكفر ويقولون سيخرج نبي نتبعه نقتلكم نحن وهو كانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا. فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين فلما كفرت اليهود بمبعث الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال القائل من ترك الحق ابتلي بالباطل اتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان الايات معروفة لديكم الحاصل ان اليهود كانوا متحالفين مع فريق متحالف مع الاوس وفريق متحالف مع الخزرج فكان الخزرج الخزرج اذا اقتثلت مع الاوس شارك حلفاؤها من النضيريين والقرزيين ضد اليهود الاخرين بني قينقاع فالله نقم عليهم ذلك يقول في كتابه الكريم ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم. ثم اقرضتم وانتم تشهدون ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم. انتم يهود تقتلون يهود بني قينقاع. تخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم وسارة تفادوه. كان من غريب امر اليهود انهم يقاتلون اليهود القينوقائيين او العكس فاذا اسر القينقاعي اسرته مثلا قبيلة الاوس يسعى اليهودي النضيل او القرضي في فك اسره. فكيف تقاتله وتذهب تفك اسره قال تعالى ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم وسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا. ويوم القيامة يردون الى اشد للعذاب يوم الله بغافل عما تعملون هكذا الحال في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال متشعب اوس ولهم اعداء من الخزرج. يهود وهم ثلاثة اصناف ومنافقون في هذا الوسط سيأتي ذكرهم في محله ان شاء الله تعالى في هذه الحال حال التفرقة والاختلاف في مدينة رسول الله كانت توطئة لمقدم النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة كانت كالتوطئة لمقدم الرسول الى المدينة فكل تعلق برسول الله لعل الله ان يصلح على يديه وان يحقن الدماء على يديه صلوات الله وسلامه عليه فاليهود كما لا يخفى عليكم كانت عندهم اوصاف رسول الله كاملة كما قال تعالى الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهون عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اسرهم. واللغللة التي كانت عليهم ولقد قال عبدالله بن عمرو اني اجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الموجودة في التوراة. يا ايها النبي انا ارسلناك شهيدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للاميين. انت عبدي وانت رسولي سميتك المتوكل لست بفظ ولا غليظ ولا سخاب بالاسواق ولا تدفع السيئة بالسيئة ولكن تعفو وتصفح ولن يقبضك الله حتى يقيم بك الملة العوجاء للناس كي يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فيفتح الله به قلوبا غلفا واعينا عميا واذانا صما فكانت اوصاف النبيم مزبوطة في التوراة وفي الانجيل قال تعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار الرحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله رضوان الحديث. فالحاصل ان هناك مبشرات بمقدم الرسول الى المدينة منها اخبار اليهود انفسهم ومنها قصة سلمان الذي انتقل من حال الى حال حتى وصل الى حال رهيب نصراني فاخبره بازلال شهر ازلال زمن نبي سيخرج هذه الايام وسيكون في المدينة فالشاهد انه ذهب الى مدينة رسول الله كمنتزر لخروج النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فكانت هناك امور هيأت الوضع في المدينة لاستقبال الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا وللحديث بقية ومزيد ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته