السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. فهذا درس من دروس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الله تعالى اعلى واعلم. قال تعالى في كتابه الكريم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو وكان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. وضرب ضربت الانصار امسلة وقد تقدمت عدة دروس في هذا الصدد فالان وبعد ان استقر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وبالها واستقبله اهلها احسن استقبال واجمل استقبال صلوات الله وسلامه عليه. بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في ارساء قواعد ما يسمونه الاندولة للاسلام. باحكامها وتشريعاتها. وآآ كما يقولون بحرماتها وادابها واخلاقها وكل ذلك مستقى من كتاب الله سبحانه ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكان من بدايات الاعمال التي عملها النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ان بنى المسجد النبوي. النبوي. وكما سلف كانت ارض المسجد لبني النجار قيل لبعض شباب بني بني النجار وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم يا بني النجار ثامنوني بحيضكم قالوا نطلب ثمنه الا الى الله عز وجل. وابوا ان يأخذوا شيء. وقد جاءت روايات اخرى تفيد ان شابين من صار كانت الارض ملكا لهما فاصر النبي على اعطائهما حقهما الا ان بعض العلماء يجمع بان بني النجار بسداد حقهما نيابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالله اعلم. على اية حال بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد وكما سلف كان المسجد عبارة عن قبور نبشت وخرب سويت ونخل قطع. المسجد ارضه كانت آآ تحوي قبورا فنبشها المسلمون وخربا سويت ونخل قط قطعه المسلمون. وبنى النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه المسجد. وجعل اعمدته من النخيل. وجعل لا سقفه ايضا من آآ نعم. سقف من جريد النخيل وعضديتيه بالحجارة قام النبي بنفسه في بناء هذا المسجد. وهذا المسجد كان بداية لكل خير بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المسجد مأوى لاهل الفضل ومأوى لاهل الصلاح قد قال تعالى في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له هو فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما قلبوا فيه القلوب والابصار. فالمسجد دائما ملتقى الابرار ملتقى المقربين. يلتقي فيه المصلون الركع ينصح بعضهم لبعض ويرشد بعضهم بعضا ويعين بعضهم بعضا على طاعة الله سبحانه. وفيه ايضا اقضية كم وفيه ايضا بعث للبعوث وفيه ايضا اهل الصفة فالمسجد خيره لا لا يزال باقيا وهو اريد وليس من يامر المساجد كمن يعمر الملاعب والملاهي. اسس النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الصلاة فيه باهل الاسلام للجمع وللجماعات. فكان مأوى طيبا لاهل الاسلام بعد مسجد قباء. فمسجد ذو قباء كان قد اسس عند مقدم مصعب بن عمير الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن لم تكن هناك هنالك جمع تقام في مسجد قباء. اما الجمعة فكانت تقام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. واول جمعة جمعت بعد جمعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم هي جمعة في مسجد جواسا بالبحرين. والبحران او البحرين كانت تطلق على بلاد الاحساء في المنطقة الشرقية من البلاد العربية السعودية وما زالت هذه البلدة موجودة الى الان بلدة جواسا ويقولون ان المسجد الذي بها ما زال منز زمن النبي عليه الصلاة والسلام. بني المسجد وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يبايع ايضا يأخذ بعض البيعات على بعض الاصحاب فبايع الانصار وقال بايعوني على الا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقه ولا تزنو ولا تقتلوا اولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين ايديكم وارجلكم ولا تعصوا في معروف فمن فمنكم فاجره على الله. فبايع النبي صلوات الله وسلامه عليه الانصار وبيع النساء ايضا. وقد قال الله تعالى اذا كالمؤمنات يبايعنك ولكنها بيعة غير هذه البيعة المذكورة في اخر سورة الممتحنة. بيع النساء على الا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين. ولا يأتين ببهتان يفترينه بين ايديهن وارجلهن ولا يعصين في معروف وبايع النساء ايضا على امور اخر كعدم النياحة. كما قالت الصحابية بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ منا عند البيعة الا ننوح فما وفت منا غير خمس نسوة. فذكرت ام سليم وام العلاء وام عطية خمس نسوة والله اعلى واعلم. ايضا بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في ارساء قواعد هذه الدولة بالمؤاخاة بين المهاجرين والانصار وبين الصحابة وبعضهم البعض. فاخى النبي صلى الله عليه وسلم بين عبدالرحمن بن عوف وبين سعد بن الربيع. وكانت هذه وقال تقتضي التوريس دون سائل الرحم دون سائر الاقرباء. فاذا اخى النبي بين شخصين ومات احدهما والاخر دون اقربائه الى ان نزل قوله تعالى واولو الارحام بعضهم اولى ببعض فنسخت وقوة التوريث وبقيت الاخوة الايمانية. اخى النبي بين عبدالرحمن بن عوف وبين سعد بن الربيع وقصتهما في ذلك مشهورة جدا ففيها ان سعد بن الربيع قال لعبدالرحمن بن عوف يا عبدالرحمن قد علمت اني اكثر الانصار مالا فتعال اشاطرك لنصفين وقد علمت يا عبدالرحمن اني متزوج بامرأتين فانزر الى ايتهما شئت انزل لك عليها. فقال بارك الله لك في اهلك ومالك ولكن دلوني على السوق فدلوه على السوق فباعه واشترى. ووسع الله عليه توسعة شديدة وبايع اخا النبي بين عبدالله بن الزبير عفوا عبدالله بن مسعود والزبير بن العوام. اخى النبي صلى الله عليه وسلم بين ابي بكر الصديق وخارجة ابن زيد كذلك وبين عمر ابن الخطاب وعثمان ابن مالك ايضا. رضي الله تعالى عنه وقد سلمان لابي الدرداء ايضا مشهورة في الصحيح اخى النبي بين سلمان وابي الدرداء فذهب او سلمان لزيارة ابي الدرداء فرأى ام الدرداء متبذلة. الحديث معروف ومشهور. وتمت عدة سور للمؤاخاة اخى النبي صلى الله عليه عليه وسلم بين عدد كبير من صحابته رضي الله عنهم. وبدأ الانصار يقتسمون المساكن مع المهاجرين كما قالت ام العلاء اقتسمنا المهاجرين قرعة فطار لنا عثمان بن مظون في قصة انها رأت له عينا تجري فبدأ النبي عليه الصلاة والسلام في ارساء قواعد الاخوة والمواساة حيث اخى بين هؤلاء الصحابة وبين بعضهم البعض. وكانوا يواسون بعضا في المطاعم والمشارب ايضا قالت الانصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم اقسم بيننا وبين اخواننا الثمرة يا رسول الله. نريد ثمار الاراضي والاراضي بيننا وبين اخواننا من المهاجرين. فيهم قال تعالى ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. وقال تعالى ولا يجدون في اريهم حاجة مما اوتوا اي لا يجد الانصار في صدورهم غلا مما اتاه الله سبحانه وتعالى للمهاجرين من الفضل ولتقديمهم في الذكر. قالت الانصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم اقسم بيننا وبين اخواننا النخيل يا رسول الله ابى المهاجرون ذلك. قالت الانصار اذا يشرقوننا الثمرة ويكفوننا المؤونة. فوافق المهاجرون على ذلك انهم يعملون ويأخذون مقابل عملهم نصف الثمرة الناتجة. وهذا ايضا من تعففهم رضي الله تعالى عنهم وارضاهم. فكانت الانصار تؤثر ايضا المهاجرين على انفسها. وهم الذين تبوأوا الدار والايمان وهم الذين قال الله فيهم في بيان مصارف الغنائم ما افاء والفيء ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين. كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم. ثم قال تعالى للفقراء الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوان وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون والذين تبوءوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم. اي لهم نصيب من الفي الذين تبوأوا الدار سكنوا الدار وهي المدينة من قبلهم من قبل مجيء المؤجرين اليهم يحبون من هاجر اليهم ولا يزيدون في صدورهم حاجة مما اوتوا. وبهذه الاية الكريمة استدل الامام ما لك رحمه الله ان الرافضة ليس لهم نصيب من الفي. لان الله قال في شأن الفيئ والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم. فقال الروافض لا يحبون الصحابة ولا يحبون المهاجرين. فيحرموا من الفيء طيبة للمواساة وللمؤاخاة وللايثار. ايثار اخوانهم على انفسهم. فكان من الامور التي بدأ بها النبي صلى الله الله عليه وسلم لارساء قواعد هذه الدولة الاسلامية بالمدينة ان بنى المسجد عليه الصلاة والسلام وان اخى بين والانصار وان بايع الصحابة بيعة اخرى كلا بما يقتضيه حاله ومقامه وبانه حث على المواساة فيما بين المهاجرين والانصار لتوطيد اصرة الاخوة في الله. فقد قال تعالى انما المؤمنون اخوة وقال تعالى وقال عليه الصلاة والسلام المسلم اخو المسلم. فلم تكن هناك تفرقة بين حبشي ومصري ويمني وانصاري وقرشي بل كانت المؤاخاة على عمومها. فقد سمعتم ان الرسول اخى بين عبد الله ابن مسعود والزبير ابن العوام رضي الله تعالى عنهما. فحصلت مواقعات كثيرة بين سلمان الفارسي وبن ابي الدرداء وهذا من مكان وهذا من مكان اخر. ولم تكن تعرف هذه التفرقات الجاهلية ولا العصبيات الجاهلية كلهم انتظمهم اسم الاسلام. ومضت فيهم اوامر الله واوامر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. هذا وبهذا القدر اجتزئ سألني الله ان يجمعنا واياكم. مع المنعم عليه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته