وتعالى امتن على المقاتلين فيها وجعل لهم منزلة عظيمة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فاني قد غفرت لكم الدرس الثالث في غزوة بدر اقول وبالله تعالى التوفيق لا يخفى عليكم ان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه كانوا قد خرجوا لملاقاة عير قريش. ولكن الله لهم امرا اخر. ولما اختار لهم الله الامر الاخر فكما ذكر الله في كتابه اذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم. يعني اما ان تغنموا العيرة واما ان تغنموا في وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم كان الصحابة رضي الله عنهم او عدد منهم لا يتمنى الحرب قبل وقوعها بل يتمنى ان يغنم الغنيمة من القرشيين من ابي سفيان ومن قال تعالى وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله ان يحق الحق بكلمات ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون. فالصحابة كانت لهم هوية ووجهة الى ان يغنموا ورغبة في ان يغنموا العير. ولكن اراد الله لهم امرا اخر فعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله ويعلم وانتم لا تعلمون. قال تعالى كما اخرجك ربك من بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهين يجادلونك في الحق بعد ما تبين كانما يساقون الى الموت وهم ينظرون. فكانوا يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الامر قال تعالى يجادلونك في الحق بعد ما تبين كانما يساقون الى الموت وهم ينظرون. ولكن وكما قال تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم. وعسى ان يكره شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. غزوة بدر قضت والحمد لله فكانت كما سماها الله يوم الفرقان. يوم التقى الجمعاني ففرق الله فيها بين الحق والباطل وقتل صناديد الكفر من اهل مكة كابي جهل ابن هشام وعتبة ابن ربيعة وشيبة ابن ربيعة وميز ابن خلف والوليد ابن عتبة وغير هؤلاء الطواغيت الكبار. ابادهم الله وافناهم واخزاهم الله سبحانه وتعالى. فقتل هؤلاء وكذلك سلبت منهم او اخذت منهم عفوا غنم المسلمون غنائمهم. ومن الجدير بالذكر بان صحابيا ضعيف البنية الله ابن مسعود رضي الله عنه الذي كان الذي كان يؤذى من ابي جهل ومن اتباعه يبحث في قتلى بعد ان ضرب ابو جهل ضربه ابن عفراء. فيجد في القتلى ابا جهل وبه رمق اخيرا فيقول له ابن مسعود وقد وضع ابن مسعود رجله على رقبته هل اخزاك الله يا عدو الله؟ فقال وبما اخزاني؟ وهل فوق رجل قتله قومه ثم قال له وفي هذا الرمق لمن كانت الدائرة اليوم؟ قال لله ورسوله يا عدو الله قال لله ورسوله يا عدو الله فأهلك الله ابا جهل. وامية ابن خلف الذي كان يجر بلال على رمضاء مكة وعلى صخورها الحارة يقتله ايضا بلال رضي الله تعالى عنه ولم يكن هذا ليتصور الا ان الله من على المؤمنين. لقد سدد الله رمية اهل الايمان. وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى. فكم من رامي يرمي ولكن الرمية التي يسددها الله هي التي تصيب. لقد قلل الله المشركين في اعين المؤمنين في اوقات حتى يتجرأوا عليهم ويهجم عليهم وكسر اعدادهم في اعين المؤمنين بعض الاوقات حتى يستعينوا بالله سبحانه. ويجتهدوا وفي الدعاء ان الغنائم احلت لامة محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة ولم تكن حلالا في نبي قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعطيت خمسا لم نبي قبلي احلت لي الغنائم. وفي هذا نزلت سورة الانفال. وفيها يسألونك عن الانفال الانفال لله والرسول فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم. واطيعوا الله ورسوله ان كنتم مؤمنين. ونزلت اعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسا. وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وبني السبيل. الايات ان الشيطان فر لما حصلت الهزيمة لاهل الشرك هاربا. وهذا شأن ابليس. اذا الحق زهق الباطل. وانقمع وانصرف. فكلما جاء الحق انقمع الباطل وانصرف الشيطان قال تعالى واذ زين لهم الشيطان اعمالهم وقالوا لا وقال لا غالب لكم اليوم من الناس. واني جار لكم فلما تراءت الفئة نقص على عقبيه. وقال اني بريء منكم اني ارى ما لا ترون اني اخاف الله والله شديد العقاب وقال وكان قد تمثل لهم في سورة سراقة ابن مالك ابن جحشم وقال لهم اني جار لكم. فلما تراضي تاني نقص على عقبيه وهو يقول اني ارى ما لا ترون اني اخاف الله والله شديد العقاب وهكذا دوما وكما تقدم فان الملائكة قد شاركت في هذه الغزوة مباركة الفارقة بين الاسلام والكفر. وقتلت اقواما. قال تعالى اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم في فثبتوا الذين امنوا. سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله. ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب. باشرت الملائكة القتال كما قدمنا وكما قال النبي لعلي وابي بكر رضي الله عنهما ما احدكما جبريل ومع الاخر ميكائيل واسرافيل ملك عظيم يشهد القتال. لقد كان من نتائج هذه الغزوة المباركة. ان الله سبحانه فلمن شهدها من المسلمين اجر عظيم. وقد قالت عائشة لام مسطح اتسبين رجلا شهد بدرا مكانا لشهود بدر لمن شهدوا بدرا عظيم المنزلة في وسط المسلمين. وكان عمر يكرمهم في العطاءات بعد بل وكان علي رضي الله عنه يصلي على موتهم فيكبر ستة تكبيرات على من شهدوا بدرا وخمس تكبيرات على الصحابة واربع تكبيرات على عموم المسلمين. اقرارا من علي بفضلهم رضي الله تعالى عنه ولما مكن الله المسلمين من الكفار وقتلوا امر النبي بسحبهم فالقوا في قريب منذر خبيث يقال له قريب بدر فوقف النبي صلى الله عليه وسلم واستجاب والله دعوته لما دعا لاهل الشرك من اهل مكة يا فلان يا فلان. اللهم عليك بابي جهل اللهم عليك بعتبة ابن ربيعة اللهم عليك بشيبة ابن ربيع اللهم عليك بامية ابن خلف عشرة افراد سحبوا الى القليب قليب بدر القوا وفي فوقف النبي صلى الله عليه وسلم على شفا القليب يقول يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة يا ابا جهل هل وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ فاني قد وجدت ما وعدني ربي حقا. قال عمر اتنادي جيعفا يا رسول الله قال والذي نفسي بيده ما انتم باسمع لما اقول منه. من الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بقتل صناديد قريش. وائمة الكفر وحق لنا ان نحمد الله على ذلك. قال تعالى فقطع دابر هم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين. قتل سبعون من اهل الشرك من اهل مكة واسر سبعون اخرون فاستشار النبي اصحابه في هؤلاء الاسرى. وكان منهم العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر اخرين من اقارب عمر بن الخطاب رضي الله عنه. استشار النبي اصحابه هل نقتلهم ام نأخذ منهم الفدية او ماذا؟ قال ابو بكر يا رسول الله ابناء العم والعشيرة. فلنأخذ منهم الفدية تكون عونا لنا عليهم. قال عمر اما انا فلا ارى ذلك يا رسول الله. ارا ان تمكنني من فلان قريب لي فاقتله وان تمكن عليا من فلان قريب له فيقتله. وان تمكن حمزة قريب له فيقتله فان هؤلاء صناديد قريش وكبار كفارها. فجنح النبي الى رأي ابي بكر. فما مر الا واذا بعمر يدخل على ابي على رسول الله وابي بكر يجدهما يبكيان. قال ما يبكيكما يا رسول الله اه ان كان شيء يستدعي البكاء بكيت. والا تباكيت لبكائكما. فقال لقد عرف عرض عليه عذاب اصحابك. ادنى من هذه الشجرة. ولا نجى منا احد لكان انت يا ابن الخطاب في ذلك قال تعالى ما كان لنبي ان يكون له اسرى حتى يثخن في الارض ان يكثر من القتل. تريدون عرض الدنيا والله يريد الاخرة والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما اخذتم عذاب عظيم لمسكم فيما اخزتم عذاب عظيم. فكان هذا كلام الله سبحانه وتعالى ان الملائكة قبضت ارواحا للكفر قبضا شديدا وعذبتهم عذابا اليما في هذا الصدد ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق. ذلك بما قدمت ايديكم وان وليس بظلام للعبيد. ايها الاخوة ان النعاس القي على المسلمين يوم بدر ايضا والنعاس يذهب الله به الغموم والهموم احيانا. اذ يغشيكم النعاس امنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به. ويذهب عنكم رجز الشيطان حتى لا توسوس الشياطين. الى المسلمين منهم من كان جنبا ولم يجد ماء صبيحة الغزوة. ولا يحب ان يلقى العدو وهو على جنابة فانزل الله من السماء ماء وطهرهم به واذهب رجزه ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت الاقدام الارض جمدت ناحية المسلمين فكانوا اقدر على الكر والفر فيها من الارض اللينة الاخرى التي قد تسيغ قدم الفرس في الارض فيها. لما رجع الرسول واصحابه الى المدينة وقد غنمهم الله وسلمهم الله وحملوا معهم الاسارى حملوا معهم الاسارى بعد ذلك دخل اهل المدينة من اهل الشرك في دين الله افواجا. دخل المنافقون وضعفاء الايمان او دخل ناس في في في الدين افواجا واسلم عدد كبير من مشركي اهل المدينة. وتسامع العرب وبهذا النصر المبين. فالعرب تعرف ابا جهل وتعرف عتبة ابن ربيعة وتعرف شيبة ابن ربيعة. فاصبحت للمسلمين هيبة عظيمة وشفى الله صدور قوم مؤمنين بهذه الغزوة الكريمة المباركة شفى الله او صدور اهل الايمان ونصر هذه الفئة القليلة المؤمنة. نصر هذه الفئة القليلة المؤمنة. كما قال تعالى ممتنا واذكروا اذا انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون. فحقا فان مع العسر يسرا. ومن اعتصم بالله اي كفاه الله ومن توكل على الله احسن الله عاقبته. لقد رفعت راية الاسلام وراية المسلمين في في الغزوة المباركة واخز الله الشرك والمشركين. هذا وبهذا القدر اجتزئ سألا الله ان يجمعنا واياكم مع هؤلاء الكرام من اهل الاسلام الذين من الله عليهم بالشهادة في سبيله يوم بدر اللهم امين صل اللهم على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جزاك الله