عليه وسلم للشهيد عند الله ست خصال يغفر له عند اول دفعة من دمه. ويرى مقعده من الجنة ويؤمن من الفزع الاكبر. ويؤمن من عذاب القبر ويشفع في سبعين من اهل بيته اه اه جرح فلم يتحامل الجرح فوضع اصل رأس سيفي على الارض وذبابه بين ثديي وتحامل عليه حتى قتل نفسه. فجاء الرجل واخبر النبي بذلك فقال الله اكبر اشهد ان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. الصلاة والسلام على نبينا محمد الامين وعلى اله وصحبه ومن دعا بدعوته واستن بسنته واهتدى بهديه الى يوم الدين وبعد. فهذا درس من دروس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو متعلق بتوابع لغزوة احد. فاقول وبالله تعالى التوفيق هذه وان كان في ظاهرها ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حل بهم من البلاء ما حل وقتل منهم من قتل لكن فيها خير عظيم للاسلام والمسلمين سواء كان المسلمون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم او المسلمون الذين اتوا من بعد ذلك. فاولا هذه الغزوة الكريمة بين الله بها اهل النفاق من اهل الايمان وهكذا تصنع المحن. المحن والابتلاءات لتبين لك العدو من المحب وتبين لك الصديق من المبغض لك فهذا من فوائد فتن فالفتن والابتلاءات تظهر لك معادن الناس الذين يحبونك ويريدون لك الخير. وكذلك تظهر لك الذين شمتوا فيك واحبوا زوال النعم عنك. ولقد قال الله تعالى في كتابه الكريم في فوائد هذه الغزوة ليميز الله الخبيث من الطيب. وقد علمتم ان عبد الله بن ابي بن سلول رجع بنحو من ثلث الجيش يخزل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم نزل فما لكم في المنافقين فئتين والله ارقسهم بما كسبوا اتريدون ان تهدوا من اضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا. وكما ان هذه الغزوة اظهرت اهل النفاق ارتدوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشهدوا الغزوة مع الرسول صلى الله عليه وسلم لكن ايضا الذين باشروا قتالا مع الرسول صلى الله عليه وسلم كان منهم من يريد الدنيا حتى قال بعض الصحابة رضوان الله عليهم ما كنت اظن ان احدا منا يريد الدنيا حتى انزل الله تعالى منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة والاية شاهدة بذلك. ودلالتها وآآ واضحة والاية بلا شك من المتواتر قرآن كريم متواتر. قال تعالى في شأن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. فاذا كان هذا هو الصدر الاول وافضل القرون واصحاب النبي الامين صلى الله عليه وسلم ومنهم من يريد الدنيا ومنهم من يريد الاخرة فغيرهم من باب اولى. عياذا بالله من ارادة الدنيا وترك الاخرة. فهذا من المستفاد فالله يعلم ونحن لا نعلم وقد يكون بجوارك في الصف في القتال شخص يقاتلك قتالك بل يقاتل قتالا اشد من قتالك. ولكنك لا تعلم نواياه بل الله هو العليم. ولذلك فقد جاء ايضا وقد اخرجه البخاري في صحيحه تحت باب هل يقال فلان شهيد؟ جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم عقيب بعض الغزوات فقال يا رسول الله ما اجزأ اليوم منا كما فلان انه لا يدع للمشركين شاذة ولا فاذة الا تبعها. يقتلهم ينكي بهم فقال النبي عليه الصلاة والسلام هو من اهل النار. فشق ذلك على الصحابة رضي الله عنهم كيف يكون من اهل النار وهو فعل الشرك بهذه الطريقة فتبعه رجل منهم فوجده فعلا يقاتل اشد القتال ولكن سرعان ما رسول الله ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراعا عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها. وان الرجل ليعمل بعمل اهل النار فيما يبدو للناس حتى ما يكون بينه وبين الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها. فالخواتيم الاعمال الخواتيم كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم. ايضا في هذا الحديث عرضا اشارة الى او عقوبة الانتحار انه لم يصدر على الجرح وقتل نفسه. وفي الحديث الاخر ان النبي ذكر رجلا قتل نفسه او قطع يده فمرقع الدم حتى مات قال تعالى بادرني عبدي بنفسي حرمت عليه الجنة. فالحذر من الانتحار الذي تفشى وانتشر عياذا بالله. اهله كثيرون منهم جهلة لا يعرفون عواقب الانتحار بل جهلة فلو كانوا يعلمون عواقب الانتحار ما اقدموا عليه فالمنتحر كالمسجير من الرمضاء بالنار لعلكم سمعتم قوله تعالى ولا تقتلوا انفسكم. ان الله كان بكم رحيما. وقول النبي صلى الله عليه وسلم من قتل نفسه بعديدة فحديدته في يده يقتل بها نفسه في نار جهنم. ومن تحس سما فقتل نفسه. فسموا في يد يتحسروا في نار جهنم ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها وفي بعض الروايات خالدا مخلدا في فيها ابدا ولتحرر هزه الزيادة. اعود فاقول ان غزوة احد وكما ابرزت اهل نفاق لو كان لنا من الامر ما قلت شيء ما قتلنا ها هنا. فكذلك ابرزت اهل ايمان واهل استبسال في القتال كحمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قاتل اشد القتال وما كان لمشرك ان حمزة وجها لوجه. حمزة كان شجاعا ومبارزا ماهرا. ولكن كمل له وحشي ابن حرب فرماه بسهم عن بعد فكان فيه اكرام الله لحمزة ان نال الشهادة في سبيل الله وجاءت هند ومثلت به. كما قال زوجها ابو سفيان ان في القوم مسلى لم امر بها ولم تسؤني. جاءت بقرة بطنه وحاولت استخراج الكبد فلهكتها بالسنتها فلم تستطع مضغها. ومثل بحمزة تمثيلا شديدا. لانه قتل اباها قبل ذلك عفوا قتل اباه وقتل عمها. وايضا علي قتلها. اخاه او قتل عمها الحاصل من ذلك انه زارت كما يسميها الناس الان بطولات عدد من الصحابة. ومن هؤلاء هؤلاء الذين ظهرت شجاعتهم وبسلتهم في هذه الحرب. انس ابن النضر رضي الله تعالى عنه عم انس ابن ما لك. كان قد تخلف عن غزوة بدر. فقال تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في اول غزوة غزوة غزاها لئن اشهدني الله ورسول الله مشهدا ليرين الله ما اصنع. فلما كان يوم احد خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم وجد انكشافا في اصحاب الرسول وتراجعا من بعضهم قال اللهم فاني اعتزر اليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين وابرأ اليك مما جاء به هؤلاء يعني المشركون يعني المشركين وتقدم حتى قاتل اشد القتال وتأتيه السهام من على اليمين ومن على الشمال. وهو لا ومقدم في قتاله حتى رآه انس حتى رآه سعد بن معاذ. قال اين تذهب يا سعد ابن والله اني اشم رائحة الجنة. خلف جبل احد. قال سعد وهو سيد الاوس والله ما استطعت ان اصنع مثل الذي صنع. تقدم فنانا ثمانين سهما في صدره رضي الله تعالى عنه ومزق جسمه تمزيقا وهو مقدم في القتال لا يتوانى ولا يتردد ولا ينسحب. حتى رزق وجاءت اخته فعرفته ببنانه. الوجه تمزق وجسمه تمزق وما عرفته اخته الا ببنانه وفي اصابعه وفيه نزل من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. رضي الله عنه. وايضا قام طلحة بن عبيد الله بن عبيد الله يحرس الرسول ويتقدم امامه ويقي النبي بيده. يقيه السهام حتى شلت يده ضربت فيها اسهم شلت يده طلعة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم اوجب طلحة حين صنع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع. اغلق اوجب طلحة حين صنع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع او صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع رضي الله عن طلحة بن عبيد الله وقد جاء رجل النبي صلى الله عليه وسلم سؤالا عن من قضى نحبه قال اين طلحة بن عبيد الله؟ فقال انا يا رسول الله فقال النبي هذا ممن قضى نحبه ايقظ عهده الذي عاهد الله عز وجل عليه وكان ابوطلحة كذلك ليس طلحة انما ابو طلحة ايضا هو الاخر كان راميا شديد الرمي وكان عن رسول الله وكان امام النبي عليه الصلاة والسلام. ويقول لرسول الله دعني دون نحرك يا رسول الله رضي الله تعالى عن ابي طلحة وعن سير اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وكما اسلفنا وفي البداية بداية يوم احد. كان النصر حليفا لرسول الله واصحابه. فلما عصى الرماة اماكنهم نازلوا يشاركون في جمع الغنائم والنبي كان قد قال لهم ان رأيتمونا تتخطفنا الطير فلا تبرحوا اماكنكم فلما رأوا الغنائم تجمع نزلوا لجمع الغنائم واميرهم عبدالله بن جبير يناديهم الينا النبي الا نبرح اماكننا. عهد الينا النبي بذلك لكنهم عصوه فاستدار عليهم عدوهم فانزل بهم ما كان من امر الله سبحانه وتعالى. لقد قال الله تعالى وما اصابكم يوم التقى الجمعان بازن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله او دفاع قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان. فمن فوائد المحن وفوائد ابتلاءات وفوائد غزوة احد انها بينت للمسلمين من يحبهم ممن يبغضهم. وهذه من مناقب الابتلاءات ومن مناقب الشدائد تعرف عندها العدو من الحبيب. وايضا من الفوائد ان الله اتخذ شهداء اتخذ شهداء من الصحابة رضي الله عنهم. وما كانوا ليبلغوا هذه المنزلة السامية الا بالشهادة في سبيل الله لقد بقرت بطن حمزة كما سمعتم وآآ مثل به تمثيلا شديدا ولكن اين هذا كله من قول الله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا. بل احياء عند ربهم يرزقون سألوا عن ذلك كما قال ابن مسعود وفي رواية عن جابر عن هذه الايات لما نزلت فيهم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا. ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات. بل احياء عند ربه مرزقون وفي الاية الاخرى بل احياء ولكن لا تشعرون. فاخبرنا ان ارواحهم في طير خضر. تسرح في الجنة كيف شاءت. ثم تأوي الى قناديل معلقة بالعرش. فتسكن فيها سم تخرج وتسرح من الجنة حيث شاءت. اطلع عليهم ربهم اطلاع هل تريدون شيئا ازيدكم؟ قالوا لما يرون من شرف الشهادة وفضلها نريد يا ربنا ان ترد ارواحنا في اجسادنا. فنقتل في سبيلك مرة اخرى فلما علم ان ليس لهم حاجة تركوا وهو العليم الخبير سبحانه وتعالى. فهم في بمنزلة سامية الى الان احياء عند ربهم يرزقون. فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون. استبشرونا بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين. فهم سعداء بما هم فيه. ولذلك تمنى النبي الشهادة في سبيل الله. لما قال والذي نفسي بيده لوددت اني اغزو في سبيل الله فاقتل. ثم ثم اغزو فاقتل سم احيا سم اغزو فاقتل. هكذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يتمنى صلوات الله وسلامه عليه. فهم في سعادة ما بعدها سعادة. وقد قال رسول الله صلى الله عليه يشفع في سبعين من اهل بيته. ويوضع على رأسه تاج الوقار. الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها باثنتين وسبعين من حور العين. فيعني انه من قتل باعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى. فمن فوائد غزوة احد اذا اتخاذ الشهداء من فوائدها كما سلف بيان شؤم المعصية. فان الصحابة اما حل بسبب معصيتهم لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالمعصية ونعوذ بالله منها تذب وتهين المعصية تذل الشخص وتهين الشخص. وتسلط عليك الشراذم الاشرار سلطهم عليك لان الذي يسلط هو الله والذي يكف الاذى هو الله. وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. ولا يخفى عليكم ان الابوين الكريمين ادم وحواء عليهما السلام. بعد ان كان في تسترها ان ونعم لا يحصيها الا الله ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى كان مكسوبا مستورا لا يتعرض لحر ولا لشمس وهو ريان ايضا مرتوي واكل شارب مكس مستظل بظلال الجنة الوارفة. ولكن ماذا كان بعد ان اكل من الشجرة؟ فاكل منها فبمجرد الاكل اكل منها انكشفت العورة في الحال. فاكلا منها فبدت لهما توآتهما وطفقا يقصفان عليهما من ورق الجنة. اكلا منها فبدت لهما سوءاتهما. وكانت هذه من اوائل العقوبات. قال تعالى يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما. انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم. انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون. فالحاصل من ذلك انه وباختصار وله تتمة اذ الموضوع يطول من فوائد غزوة احد. اولا اتخاز الشهداء تمحيص اهل الايمان. ليعلم المنافقين ليميز الله وخبيثة من الطيب وكذلك من فوائدها بيان شؤم المعصية معصية الله وهي رأس كل وهي التي يخشى منها لا تخشى من اعدائك قدر خشيتك من معصيتك لله. اعدائك يكفيك هم الله وهو خير حافظا وهو ارحم الراحمين. لكن المعصية تسلط عليك العقوبات بسببها من الله ولا كاشف للضر الا الله. قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وما اصابكم يوم التقى الجمعان لم يكن خبط عشواء انما فبازن الله وليعلم المؤمنين. هذه بعض الفوائد المستنبطة من غزوة احد فوائد اخر مع تتمات اخر ان شاء الله تأتي في درس قادم بارك الله فيكم وحفظكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته