لكساه الله لو كان الله يريد الغنى لاغناه الله وايضا استدلوا بالقدر على شركهم الذي هم فيه قال الذين يشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباؤنا بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذا درس من دروس سيرة النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم اقول مستعينا بالله ولما بدأ النبي صلى الله عليه وسلم دعوته الى الله عز وجل سرا احيانا وجهر احيانا من ثم بدأ الخلاف وبدأت المعاندة وبدأ الشقاق من اهل الكفر وكما هو الحال مع كل رسول من رسل الله الكرام في ان الناس كلهم يكونون في ضلال فاذا جاء نور من الله وكتاب مبين ورسول كريم بدأ الخلاف وكان يفترض الا يكون ثم خلاف بل يفترض ان يكون ثم شكر لله ولكن سبب الخلاف ان قوما استضاءوا بالنور الذي اناره الله لهم واستفادوا من الهدي الذي من الله به عليهم به وقوم اصروا على البقاء على كفرهم فمن ثم حصل الشقاق وحصل الفراق الناس كلهم يكونون في ضلال اذا اتهم نور من الله وكتاب مبين اختلفوا منهم من يقبل هذا النور ويستضيئ به فمنهم من يبقى على كفره وضلاله وهذا قد يفيدنا احيانا في دعوتنا الى الله فترى مثلا على سبيل المثال مع الفارق بين الاسلام والكفر ترى بيتا غارقا في في الضلالات فغرقا في الشهوات والمنكرات فاذا من الله على ولد منهم بالاستقامة او على فتاة منهم بالاستقامة بدأت الخلافات وانشطر البيت قسم مع الهدى الذي جاء الله به وقسم مصر على ضلالاته وهذا احد اللجوء في تفسير قوله تعالى وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة وما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم باغيا بينهم فيحصل الانفصال ويحصل التميز اما الاول فكما قال تعالى كان الناس امة واحدة غارقين في الكفر والضلال كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم تحاسدا وتطاولا من بعضهم على بعض فمن ثم بدأ الخلاف وبدأ الشقاق وبدأ الفراق وبدأ العناد من مشركي قريش وغيرهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكذبوا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فاذا نظرت وحتى تكون الامور مرتبة بعض الشيء الى اركان الايمان التي بينها النبي عليه الصلاة والسلام وجاء بها ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فبالقدر خيره وشره تجد اهل التكذيب يكذبون بكل ذلك فاذا جئنا الى الايمان ان تؤمن بالله اي ربا والها واحدا لا شريك له نازعه في ذلك وقالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب ومن ثم كان قول النبي عليه الصلاة والسلام لهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. يا عمي قل لا اله الا الله. قولوا لا اله الا الله تفلحوا وهم يكذبون بهذا قائلين ما قد سمعتم اجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشيء عجاب فكذبوا بالتوحيد وشككوا فيه ودعوا مع الله الهة اخرى نعم وهم يشركون بالله لم يكونوا ينكروا الله كخالق كرازق كمحيي كمميت كمعز كمذل ينجيهم في الظلمات يجيروا ولا يجار عليه رب السماوات رب الارض ولكنهم يدعون معه الهة اخرى فلا يسألون ربهم فقط بل يسألون معه الهة اخرى ويقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فمن ثم عاندوا الرسول لما دعاهم الى التوحيد كما عانده كما عاند الرسل الكفار في ازمانهم ايضا فطعنوا في التوحيد وابوا ان يسجدوا لله سبحانه وتعالى وبعضهم كان يقول لي ان رأيت محمدا يعفر وجهه في التراب لاطأن على عنقه او لاطأن عنقه فكانوا يرفضون مبدأ التوحيد يرفضون ان يدعوا ربهم وحده لا شريك له ولذلك اتت الحجج عليهم في هذا واذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه فلما نجاكم الى البر اردتم وكان الانسان كفورا هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى اذا كنتم في الفلك وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا انهم احيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين مفردين ربهم انذاك بالدعاء وزهبت عنهم الهتهم التي كانوا يدعونها من دون الله اذا حلت بهم الشدائد قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لان انجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين فلما انجاهم اذا هم يبغون في الارض بغير الحق الايات فرفضوا التوحيد لكن ازا نزلت بهم الملمات لجأوا الى الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له فعرضوا مبدأ الايمان بالله وحده لا شريك له وجعلوا لله شركاء على اختلاف بينهم في تعيين هذا الشريك فمنهم من جعل الشريك جنا قال تعالى وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم ومنهم من جعل الشريك صنما ومنهم من جعل الشريك الملائكة الى غير ذلك من الترهات والخرافات فاعترضوا اول ما اعترضوا على مبدأ التوحيد ولان الرسول بين عليه الصلاة والسلام ان من اركان الايمان الايمان بالملائكة فاضطربت اقوالهم في الملائكة مع انهم كانوا يثبتونها على وجه الاجمال قالوا لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا فكانوا يثبتون الملائكة على وجه الاجمال لكن يقولون او منهم من يقول الملائكة اناث ويزعمون تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ان الله سبحانه وتعالى تزوج من سروات الجن فولدن له الملائكة قال تعالى في كتابه الكريم وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا اشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون وقال الله تعالى الكم الذكر وله الانثى تلك اذا قسمة ديزة فجعلوا الملائكة اناث وجعلوهم بنات لله سبحانه وتعالى وكان من الطوائف المشركة التي تتبنى هذا القول وبقوة وتروج له قبيلة خزاعة المشركة فكانت تعبد الملائكة وتروج لهذه الافكار الزائغة الضالة فايضا ايمانهم بالملائكة امتزج شرك مع كفر مع اثبات للملائكة على التأصيل وان كان منهم من يعاند الملائكة عنادا شديدا ويسب الملائكة كاليهود على ما سيأتي بيانه ان شاء الله في شأنهم في المرحلة المدنية ان شاء الله فانكروا التوحيد وايضا تصورهم مشوه في شأن ملائكة الله الكرام عليهم الصلاة والسلام ثم ايضا انكروا البعث اشد الانكار ولذا تعددت في كتاب الله الايات المذكرة بالبعث قال تعالى وضرب لنا مثلا ونسي خلقه اي شبهنا بخلقنا وكما ظن انه ضعيف لا يستطيع احياء الموتى ظن اننا ضعفاء مثله لا نستطيع احياء الموتى وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم وقالوا ايضا ااذا كنا عظاما النخرة تلك اذا كرة خاسرة وكذلك واصلوا في هذا الباب اذ الله قال بل عجبوا ان جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب فاذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد فينكروا البعث اشد الانكار قالوا من يحيي العظام وهي رميم قال تعالى قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم الايات وايضا من الذين انكروا ذلك وبشدة منهم العاص بن وائل السامي كما قال خباب كنت قينا في الجاهلية فعملت للعاصي ابن وائل فجئت اتقاضاه فقال لن اقضيك حتى تكفر بمحمد قلت لا والله حتى يميتك يميتك الله ثم يحييك قال او انا ميت ثم حي قلت نعم. قال عندها اقديرك فنزل قوله تعالى افرأيت الذي كفر باياتنا فقال لاوتين مالا وولدا اطلع الغيب ام اتخذ عند الرحمن عهدا؟ كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا استنكر اهل الكفر البعث قائلين فاتوا بابائنا ان كنتم صادقين فطلبوا احضار الاباء الذين ماتوا وليس هذا من شأن رسولنا عليه الصلاة والسلام بل الامر كله في ذلك لله سبحانه وتعالى. فانكروا البعث مع تشوههم فكرهم الضال ومعتقدهم الزاغ في شأن الملائكة مع انكارهم للتوحيد انكروا البعث ايام انكار ورفضوه ايما رفض ورفضوا الاذعان به اما عن اليهود والنصارى فكانوا يقرون بالبعث ولم يكن احد منهم انذاك بمكة اعني من اليهود ولا من النصارى ولكن اقرارهم بالبعث ايضا مشوه فانهم يزعمون انهم ابناء الله واحباؤه وانهم يدخلون النار اياما اعني اليهود على وجه الخصوص يزعمون ذلك وبعد ذلك يخلفهم المؤمنون فيها كذا يقولون تعالى الله عن افكهم وقولهم ارجع قائلا لقد انكروا البعث. وانكروا الكتب التي انزلها الله سبحانه وتعالى على رسله انكروا الكتاب المنير الذي انزله الله على الرسول الامين عليه الصلاة والسلام فوصفوه بشر الاوصاف احيانا يقولون اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا واحيانا يقولون انما يعلمه بشر زعموا ان الرسول عليه الصلاة والسلام معلم من بشر قال تعالى لسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين فزعموا ان رسول الله عليه الصلاة والسلام متعلم لهذا القرآن من غلام اعجمي يعلمه اياه فانتقدوا في هذا كيف اعجمي وعربي قال تعالى في كتابه الكريم اعجمي عربي قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليه معمى فهكذا انكروا الكتب التي انزلها الله سبحانه وتعالى وافترو على الله الكذب وقالوا عن اشياء ان الله حرمها وما حرمها الله سبحانه ولذا جاءت النصوص متوعدة قال الله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم ولا تقول لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون فكذبوا بالقرآن الذي انزله الله وكذبوا بالكتب التي انزلها الله اذا امنوا امنوا بشيء مشوه يفترون على الله الاكاذيب وينسبونها الى الله سبحانه وتعالى وكذا اذا جئنا الى اركان الايمان نجد من اركان الايمان الايمان بالرسل وهم كذبوا برسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ما انزل الله على بشر من شيء ما انزل الله وقالوا ما انزل الله على بشر من شيء ووصفوا الرسول بسيئ الاوصاف كما وصفت الرسل قبل رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وصفوه بانه شاعر وساحر وكذاب ويتلو اساطير الاولين ووصفوه بانه كاهن وصفوه بشر الاوصاف وهو سيد ولد ادم الذي عصمه ربه وسلمه ربه من كل مكروه وسوء وزكاه الله كله على الاجمال وانك لعلى خلق عظيم وعلى التفصيل ما زاغ البصر وما طغى الى غير ذلك مما لا يخفى عليكم من وجوه تزكية الله لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم فطعنوا في رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وكذبوا بها وعن القدر كذلك الذي هو من اركان الايمان والذي دعا الرسول الى الايمان به وان زعم بعضهم ان الامور مقدرة او بعض الامور مقدر لكن استدلوا بذلك على باطلهم اذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله قالوا انطعم من لو يشاء الله اطعمه يقولون داء الفقير فقيرا فلو كان الله يريد اطعامه لاطعمه الله سبحانه وتعالى ولو كان الله يريد كسوته ولا حرمنا من دونه من شيء كذلك فعل الذين من قبلهم الايات فاستدلوا استدلالات خاطئة بقدر الله سبحانه وتعالى الذي قدره تخدم باطلهم وانكروا ما سوى ذلك من امر القدر وعن الاحكام والتشريعات التي جيء بها فكانوا يكذبون بها فيستحلون الحرام ويحرمون الحلال حرموا الحلال فحرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وربنا يقول ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وسيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب واكثرهم لا يعقلون واستباحوا الميتة والدم ولحوم الخنازير والجيف وكان قائلهم يقول اذا قيل له لما تأكل الميتة قال ما ذبحه الله ترفضون اكله وما ذبحتموه انتم بايديكم الملوثة بالمعاصي تأكلون هكذا يجادلون قال الله تعالى في كتابه الكريم في شأن هؤلاء الذين ياكلون الميتة ويأكلون مما لم يذكر اسم الله عليه ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم انكم لمشركون واستباحوا التعري في الحج بناء على املاءات الشياطين لهم كيف تطوفون بالبيت في ثياب قد عصيتم الله فيها فيحملهم الشيطان على التعري من ثيابهم وتأتي المرأة الحسناء غير الحسناء تتعرى عريا كاملا امام الخلق وهي تطوف بالبيت لانها قد تذهب احيانا الى رجل من قريش يقال للقرشيين انذاك الاحمسيون يعيرونها تطوافا ساترا للفرج ان اعطوها تطوافا طافت فيه والا طافت عارية بالبيت قائلة اليوم يبدو بعضه او كله وما بدا منه فلا احله وكانوا كما قد تقدم من امرهم يقطعون الطرق ويسرقون ويزنون ويشربون الخمر ويلعبون القمار وكل صور الفحش والقبائل موجودة فيهم فهذا الذي جابه به رسول الله صلى الله عليه وسلم جبهوه بان المحرمات التي يفعلونها انما هي حلال بتحليل الله لهم كذا زعموا قالوا ان الله احل هذه الاشياء قالوا ان الله احل هذه الاشياء قال تعالى واذا قيل لهم قال تعالى في كتابه الكريم واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها. قل ان الله لا يأمر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون قل امر ربي بالقسط واقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون فكانت هذه هي صلب المسائل التي بدأ النبي عليه الصلاة والسلام يواجههم بها وكان تكذيبهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام منصبا على امور ثلاثة في شخصه هو نفسه فضلا عن تكذيبهم بالتوحيد وتكذيبهم بالبعث طب الملائكة وبالكتب وآآ بغير ذلك بالقدر وبالرسل كانوا ينتقدون رسول الله لانه بشر فتوالى منهم هذا الانكار كما توالى ممن كان قبلهم قالوا ابشر يهدوننا ابشر يهدوننا لولا انزل اليه ملك فيكون معه نذيرا. انؤمن ببشرين مثلنا كما قال قوم فرعون وقومهما لنا عابدون فانتقدوا رسالة النبي لبشريته فقالوا لولا انزل عليه ملك فيكون معه نذيرا فهذا اول انتقاد لهم ان الرسول عليه الصلاة والسلام بشر وايضا قالوا لماذا ينزل عليه الوحي من بيننا او انزل الذكر عليه من بيننا لماذا خص محمد بهذا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ما منصبه؟ ما ما منصبه؟ ما مركزه الاجتماعي في الناس؟ ما المال الذي معه لماذا يخص هذا بالانزال دون غيره؟ لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم فكانوا يستنكرون على رسول الله كونه بشر صلوات الله وسلامه عليه كونه يمشي في الاسواق وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق لولا انزل عليه ملك فيكون معه نذيرا وينقمون عليه انه خص من بينهم مع انه لا مال له ولا وجاهة له فكان هذا من انتقاداتهم لرسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا باختصار اسباب الصراع بين اهل الكفر ولا نادي منهم لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فدعاهم الى امور اذ كانوا غارقين في الضلال في شأنها ورفضوها اشد الرفض فهذه اصول الصراعات بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين اهل الكفر والضلال والزيغ ارادوا الثبات على ما هم عليه. واذا حججوا قالوا وجدنا عليها اباءنا والله امرنا بها والرسول بين خطأ هذا كله وضلال هذا كله. احيانا بالادلة من كتاب الله التي تضرب فيها الامثال والتي يذكر فيها القوم بالله وتلفت انظارهم الى الافاق كي ينظروا في ملكوت السماوات والارض على ما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى هذا وصل اللهم على نبينا محمد وسلم. والحمد لله رب العالمين. واياك