بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. اما بعد فهذا هو الدرس السادس من دروس شرح الاصول الثلاثة. قال الشيخ عبد الوهاب رحمه الله ودين خوف يعني الدليل على ان الخوف عبادة قوله تعالى فلا تخافوا من خافوني ان كنتم مؤمنين. وجد دلالة ان الله امر ان نخافه سبحانه وتعالى يجب ان نعرف اه ان الخوف ثلاثة اقسام. القسم الاول ما كان عبادة وهو ما صاحبه كمال المحبة فكمال الخوف مع كمال المحبة هذا خوف العبادة وهذا لا يجوز صرفه الا لله. فمن صرفه لغير الله وهم مسلمون كافر. الخوف الثاني خوف السر وهو ان يخاف من غير الله ان ينزل به ضرا او يمنع عنه نفعا فهذا ايضا شرك اكبر لانه شرك في الربوبية لانه متصرف هو الله عز وجل وهو النافع الضار الخوف الثاني الثالث الخوف الطبيعي كمن يخاف من الاسد او من النار او من العدو فهذا خوف جائز لكن لا لا يجوز ان يعني يحمله على فعل محرم او على ترك واجب ما لم يكن حد الضرورة. ثم قال ودليل الرجاء على انه عبادة قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عمل صالحة ولا يشرك بعبادة ربه احدا. اي من كان يرجو لقاء الله عز وجل نفسه او لقاءه. اعنيه لقاء الثواب في صح هذا وهذا فالله عز وجل يلقى الانسان فيحاسب بينه وبينه بينه وبينه وكذلك الانسان يرقى عمله عند الله عز وجل. فليعمل عملا صالحا اي موافقا للسنة ولا يشرك بعبادة ربه احدا. قال العلماء وفي هذه الاية بشرط العبادة. الشرط الاول الاخلاص لله في قوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا. والشرط الثاني في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله اعمل عملا صالحا ثم قال ودين التوكل قوله تعالى وعل الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وقوله ومن يتوكل على الله فهو حسبه. والتوكل عبادة قلبية ومعنى التوكل اعتماد القلب على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله. وعلى هذا فلا يجوز ان يتوكل على غير الله ونصحى ان نقول توكلت على الله وعليك ولا توكلت على الله ثم عليك كل هذا محرم لماذا؟ لان التوكل عبادة قلبية لا تجوز الا لله. واجد دليل من الايتين في الاولى ان الله امر بالتوكل وربطه بالايمان والثانية انه رتب على التوكل عليه الكفاية من كل ثم قال ودين الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا لنا خاشعين الرغبة معناها الطلب والرهبة ايضا الخوف والخشوع والتضامن لله عز وجل وجد دلالة من الاية ان الله فمدح اولئك الانبياء عليهم الصلاة والسلام بهذه الصفات فدل على انها عبادة ثم قال ودين الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم اخشوني فنعم فلا تخشون اخشون آآ وجد دلالة ان الامر بخشيته والخشية هي الخوف عن علم قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء ثم قال ودليل الانابة والانابة هي هي التوبة مع الاقبال على الله عز وجل بالعمل الصالح. قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا. اي توبوا الى الله عز وجل واستسلموا له سبحانه وتعالى لشرعه وانقادوا له وبالدلالة ان الله امر بالإنابة. ثم قال وبالاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله وجو الدلالة الحصر اياك نستعين لا نستعين بغيرك وكذلك اذا استعنت فاستعن بالله ولكن يجب ان نعلم انه يجوز الاستعانة بغير الله فيما يقدر عليه المخلوق. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له متاعه عليها صدقة. ثم قال وديني الاستعاذة وهي اللجوء الى الله عز وجل من كل الشرور. قوله قال قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس. وجه الدلالة ان الله امر بالاستعاذة به سبحانه. ثم قال وذي الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. والاستغاثة هي الدعاء في وقت الشدة والكرب واجد درر من الاية ان الله رتب على استغاثتهم به استجابته له سبحانه. فدل على انها عبادة ثم قال ودليل الذبح قوله تعالى قل ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. ومن السنة لعن الله من ذبح لغير الله. فالذبح الذي هو ذبح البهائم لا يجوز ان يذكر فيه غير اسم الله عز وجل فمن فعل فقد اشرك وجدنا له من الاية ان الله امر نبيه صلى الله عليه وسلم والامة تبع له ان يقول ان صلاتي ونسكي يعني ذبحي من الاضاحي او الهدايا او غيرها مما يتقرب به الى الله عز وجل لله سبحانه وتعالى. ومن السنة الحديث ان الله لعن من ذبح لغيره فدل على ان ان الذبح لا يجوز الا لله ثم قال ودليل نذر قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا وجه الدلالة ان وامتدح المؤمنين بان يوفون بنذورهم وهم يخافون يوم القيامة. والنذر معناه الالتزام. والمراد هنا التزام الانسان عبادة غير واجبة لله عز وجل. والنذر في اصله مكروه او محرم. قال صلى الله قال ابن عمر رضي الله عنهما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن وقال انه لا يأتي بخير وانما يستخرج به من البخيل لكن لو ان الانسان نذر عبادة فانه يجب لله عز وجل لو نظر الانسان عبادة لله فان يجب ان يوفي بها لقول النبي صلى الله عليه وسلم ومن نذر ان ومن نذر ان يطيع الله فليطعه والله تعالى اعلم والحمد لله رب العالمين