هذه الشذرة برعاية الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بعسير تذكرة السلام عليكم فرغت من الحديث عن فواتح سور الثناء والنداء والدعاء وسور الامر والخبر وساحدثكم في هذه الشذرة عن فواتح السور التي ابتدأها الله تعالى بالشرط وهي سبع. الواقعة وفاتحتها اذا وقعت الواقعة. الزلزلة وفاتحتها اذا زلزلت الارض زلزالها التكوير وفاتحتها اذا الشمس كورت. الانفطار وفاتحتها اذا السماء انفطرت الانشقاق وفاتحتها اذا السماء انشقت. وقد جاء الحديث في فواتح هذه السور الخمس عن اهوال يوم القيامة. السورة النصر وفاتحتها اذا جاء نصر الله والفتح وفيها حديث عن فتح مكة وعن نصر الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم السورة السابعة المنافقون وفيها حديث عنهم وفاتحتها اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك رسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون. في هذه الفواتح مسائل اهمها ثلاث الاولى انها كلها بدأت بإذا واذا ظرف لما يستقبل من الزمان فيه معنى الشرط ويستعمل في الحتمية التي لا شك في وقوعها بخلاف ان الشرطية فهي تدخل على الشروط المحتملة المشكوك في وقوعها هذا الفرق بالمثال فانت حين تقول اذا جاء الظيف فاكرمه فانت تعلم ان الضيف سيأتي قطعا اما حين تقول ان جاء ضيف فاكرمه فانت لا تعلم ايجيء ظيف ام لا ولكنك تحتاط فتعلم الاكرام على مجيء محتمل كيفما المسألة الثانية ان جواب اذا لم يرد في فواتح السور الست الاول لاحظ اذا وقعت الواقعة اه ماذا؟ تأخر الجواب في هذه السور الى الاية الثالثة او الرابعة او الخامسة او الثامنة وابعد هذه السورة جوابه هي سورة التكوير. فقد جاء جواب اذا في فاتحتها في الاية الرابعة عشرة بعد اثنتي عشرة اذا اذا الشمس كورت واذا النجوم انكدرت واذا الجبال سيرت واذا العشار عطلت واذا الوحوش حشرت واذا البحار سجرت واذا النفوس زوجت واذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت. واذا الصحف نشرت واذا السماء كشطت واذا الجحيم سعرت واذا الجنة ازلفت علمت نفس ما احضرت وفي هذا التأخير معنى لا يمكن ان يؤدى باحسن منه وهو استرعاء الالباب واثارة الانتباه واذكار الترقب وايقاد التشويق لمعرفة ما سيقع وتوليد شعور عميق باهميته وهوله. اما في فاتحة سورة المنافق قيل فجاء الجواب في الفاتحة نفسها لزوال دواعي هذا التشويق والتهويل الذي في فواتح بقية السور ولذلك قال تعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله. المسألة الثالثة ان اذا في بعض هذه الفواتح جاءت متبوعة بالفعل اذا وقعت اذا زلزلت اذا جاء اذا جاءك وجاءت في بعضها مطبوعة بالاسم اذا الشمس اذا السماء اذا السماء وبعيدا عن خلاف النحاة الاكارم رحمهم الله تعالى في هذه المسألة لا شك ان مجيء اذا متبوعة بالاسم في فواتح هذه السور الثلاث خاصة له دلالة فيه حكمة وقد تكون والله تعالى اعلم هو ان الذكر الحكيم يريد ان يركز اهتمام السامع اولا على الشمس لا على وعلى السماء لا على انفطارها وانشقاقها كانه قال اذا الشمس ليستدعي السامع في ذهنه صورة هذه اية العظيمة باشراقها وسطوعها وغلبتها على اجواء السماء ثم يقول بعد ذلك كورت اي لف بعضها الى بعض واخمد نورها ثم رمي بها وكأنه قال اذا السماء ليستدعي السامع في ذهنه صورة السماء اتساعها واحكامها وانتظام كواكبها ونجومها وارتفاع سحابها ثم يقول بعد ذلك انفطرت وانشقت وهذا دون شك. ابلغوا بيانا واوسعوا ايضاحا واعمقوا اثرا تقبل الله صيامكم وقيامكم. وغفر لي ولكم ولجميع المسلمين. الاحياء منهم والميتين