فما قال لي اف قط وما قال لي لشيء صنعته لما صنعته ولا لشيء تركته لما تركته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقا. قال ولا مسست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان الين من كف رسول في قلب الانسان اعظم من حظ نفسه. هذا هو المعنى لان يكون حب الله في قلبك اعظم من حبك لنفسك. اما اذا انعكس تتم معادلة وصار احدنا اذا اذا ديس له على طرف بسم الله الرحمن الرحيم. ايها الاحبة الكرام يطيب لاسرة تسجيلات الامام البخاري الاسلامية مكة المكرمة ان تقدم لكم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي خلق فسوى. والذي قدر اهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى. احمد ربي تعالى واشكره عينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا وقرة عيوننا محمدا عبد الله ورسوله. وصفيه وخليله امام انبيائه وخاتم رسله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد ففي كل اسبوع من مثل هذه الليلة الشريفة المباركة ليلة الجمعة نجد انفسنا في مساحة واسعة نعبر فيها عن حب عظيم وشوق دفين. لامام الانبياء وخاتم المرسلين محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه. ونحن نستكثر في هذه الليلة الغراء من كثرة الصلاة والسلام عليه بابي وامي هو صلى الله عليه واله وسلم. ونحن نستحضر دوما قوله الكريم ان من افضل ايامكم يوم الجمعة فاكثروا من الصلاة علي فيه. فان صلاتكم معروضة علي صلى الله عليه واله وسلم وقوله الاخر عليه الصلاة والسلام اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. ونحن في مجلس كهذا نتذاكر سيرته ونتصفح شمائله صلى الله عليه وسلم انما نجد مساحة واسعة لنغتر في من هديه ولنتعلم من سننه ولنستكثر من الصلاة والسلام عليه. فما اعظمه من مجلس كريم مبارك يجلس فيه المؤمن مجلسا يقربه من ربه وهو يتناول سيرة اعظم انبيائه وخاتم رسله صلى الله عليه وسلم وهو يعلم ان الله عز وجل قد احبه واعلى ذكره ورفع شأنه فينطلق يبحث عن مواضع الحب التي تقربه من ربه فاذا هي مخبوءة في شأن نبيه صلى الله عليه واله وسلم. فما استكثر عبد من الاقتراب من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. يدفعه في ذلك الايمان الصادق. والحب الوافر الا نفسه قريبا من ربه سبحانه وتعالى يرتقي به في درجات عباده واوليائه المقربين. نحن في دراسة شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم لا زلنا نتصفح ابوابا عظيمة الشان. نجد فيها نجد فيها اشرقت فيها شمس الحياة البشرية متمثلة في شخص رسول الله. صلى الله عليه واله وسلم. هذا النبي الكريم الذي رفع الله له ذكره ووضع عنه وزره الذي انقض ظهره. فلم يزل شأنه صلى الله عليه وسلم محط الخليقة منذ ان بعث وحتى اليوم والى قيام الساعة. اوما رأيتم عباد الله ان الله عز وجل جعل شأنه وسيرته هو جعل شأنه وسيرته على من تهتدي بها البشرية في حياتها؟ هل عرف التاريخ في مسيرته انسانا تقتات البشرية على سيرته وتقتبس من ضوء هديه وسنته اكثر من محمد صلى الله عليه وسلم او وليس هذا طرفا من المعنى العظيم في قول ربنا الكريم ورفعنا لك ذكرك. ولم نزل نحن الليلة نتعلم من هديه عليه الصلاة والسلام ونقتبس من مشكاة سيرته وسنته نقتبس نورا نضيء به ظلماء الحياة. ونحن نتعلم ايضا ابوابا نقتفي فيها الاثر ونحث فيها الخطى لنكون اقرب الى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ايمانا جازما بان اسعدنا في الحياة هو اقربنا الى سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. واحظانا ايضا توفيق الله وفضل الله ورحمة الله هو اكثرنا اقترابا من سنته وسيرته صلى الله عليه واله وسلم. اما ان الصلاة والسلام عليه شأن عظيم وعبادة جليلة خصوصا في ليلة كهذه ويوم كيوم الغد. فاقبلوا عباد الله بقلوبكم قبل السنتكم بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم كونوا من السباقين. ولتكونوا في اوائل الامة الرواد الذين لهم في هذه الليلة ويوم الجمعة نصيب وافر وحظ عظيم من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اولئك المباركون اعظم الامة من رحمة الله حظا وفوزا وفظلا ونيلا. لانهم ينالون بكل صلاة عشر صلوات من ربهم فكلما استكثر احدهم من الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم زاده الله بها عشر صلوات. فاذا صلى عليك الله الله واذا صلى عليك الله فرج همك واذا صلى عليك الله رفع شأنك اذا صلى عليك الله في ملكوته الاعلى اثنى عليه وتشرفت بذكرك باسمك في الملكوت الاعلى عند العباد المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون عندما تستشعر ان صلاة ربك عليك شرف وخير وبركة ورحمة فدونك اياها مضاعفة فقط اشتغل بالصلاة السلام على نبيه وحبيبه صلى الله عليه واله وسلم وقف بنا الحديث ايها الكرام في ليلة الجمعة الماضية. عند الباب العظيم الذي قال الله عز وجل فيه وانك لعلى خلق عظيم وهذا الباب وغيره واضعافه المضاعفة لن تفي ابدا بشيء من وصف العظمة الذي وصف الله عز وجل به خلق نبي الكريم لكنها مقاربة وطرف وطرف من باب عظيم وهو مشكاة وقبس نقتفي من نوره شيئا من العظمة في الاخلاق التي زكاه الله تعالى بها. نتصفح فيها الاحاديث ونقف فيها على تلك الروايات التي حكى فيها الصحابة شأنه العظيم في الخلق الكريم صلى الله عليه وسلم. نتصفح ابواب الخلق المحمدي لنكتشف لنكتشف حقيقة ان انه مهما سمت اخلاقنا فاننا لا نزال في هذا الباب فقراء. فقراء اخلاق والله امام خلق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لنكتشف ايضا حقيقة زيف اخلاقنا وبهرج كثير من صفاتنا التي نظن في بعض الاحيان اننا قد رقينا فيها كريما لكنك ما تلبث ان ترى ان اخلاق البشر لو جمعت في كفة فان خلق النبي صلى الله عليه وسلم اوفى واعظم واشمل هذا الذي يجعلنا نتصفح هذه الابواب الكريمة في الخلق الكريم في الشمائل العظيمة ونحن نحث انفسنا حثا اننا لم نزل في بدايات الطريق كلنا والله تلاميذ صغار متعلمون في مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلنا مبتدئون نتعلم الخطى نتعلم كيف نقف لنسير بالخطوات الوئيدة الى الامام في ابواب الاخلاق اذا اخلاق البشر فانما فانما يتربع على عرشها خلق الرسول صلى الله عليه وسلم. واذا ذكرت الصفات الحميدة والخصال الكريمة والسجايا الحميدة فانها ابدا والله لم تكن. ولن تكون في حياة انسان كاعظم ما كانت في حياة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في ابواب الخلق المحمدي نتصفح احاديث تحمل من ورائها جملا عظيما. حرص الصحابة رضي الله عنهم قدر المستطاع ان يكون لهم دور في نقل هذا الذي عاشوه مما اسر قلوبهم حبا وكرامة مما اسر ارواحهم ابصارهم اسماعهم وهم يتقلبون في تلك المواقف المحمدية وهم ينتقلون من موقف الى اخر اشد عجبا منه. فلا تعجب كيف اسر قلوبهم صلى الله عليه وسلم وكيف استحوذ على حبهم العظيم؟ وكيف كان حقيقة في حياتهم احب اليهم من انفسهم ووالديهم واولادهم هكذا كانوا وهكذا يجب نحن ايضا ان نكون. فلئن لم نعش تلك المواقف ولم نشهد تلك الحياة المحمدية فاننا نعيش اليوم بهذه الابواب وتقليب تلك الاحاديث نعيش صحبة معنوية نقتفي فيها ذلك المعنى الكبير. نحاول ان نتلمس شيئا مما عاشه الاوائل سادتنا الصحابة الكرام رضي الله عنهم اجمعين وهم يحكون بكل امانة وبكل صدق وبكل وفاء. تلك المواقف التي عاشوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعاشوها باسماعهم وابصارهم فعيشوها انتم ايضا بقلوبكم وارواحكم بتعقل بمعناها صدقوني ستكسبكم كما اكسبتهم حبا صادقا له عليه الصلاة والسلام. وستورثكم والله ما اورثهم اقتداء تعظيما بسنته واقترابا شديدا من هديه وسيرته. وهذا هو المقصد الكبير. ان يكون اقترابنا من سيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام وان يكون تعرفنا ايضا على شمائله وسنته بابا عظيما ندخل منه الى الهدف الاسمى. ان نكون محمديين في اخلاقنا في سلوكنا في عباداتنا في عقائدنا ان نقتفي الاثر باختصار شديد ان نتمثل المنهج الالهي الكريم لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. وقف بنا الحديث في باب ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه اله وسلم عند حديث انس رضي الله عنه لما قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين عشر سنين الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان اطيب من عرق النبي صلى الله عليه واله وسلم وقد تقدم ما في الحديث من الجمل العظيمة التي اجتهد انس رضي الله عنها في ان يصف شيئا من مآثر الجمال والكمال في شخص رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لنقف بعده الى الرواية التالية. نعم. بسم الله الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر ولشيخنا ولوالديه وللحاضرين وجميع المسلمين قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن انس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان عنده رجل به اثر صفرة قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يواجه احدا بشيء يكرهه. فلما قام قال للقوم لو او قلتم له يدع هذه الصفرة؟ نعم. في حديث انس رضي الله عنه وان كان ضعيف السند لكن معناه ثابت بنصوص كثيرة متفقة في المعنى الذي هو مراعاة المشاعر. واللطف واللطف في نصح المخطئ الى الصواب. يقول انس انه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل به اثر صفرة واثر الصفرة المقصود به لون في الثياب. والصفار في الثياب يكون عادة من الزعفران. او يكون من الثياب عصفرة وكلاهما قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم. ففي حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم علي ثوبين معصفرين فقال انها من لباس الكفار فلا تلبسها. ونهى ايضا كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان زعفر الرجل والمقصود استعمال الزعفران فانه طيب للنساء. فنهي عنه الرجال جملة اذا استخدم على سبيل التطيب او التزين وانما كان الزعفران خاصة طيبا للنساء لانه مما يظهر لونه ويخفى ريحه. وهذا شأن الاسلام في استعمال النساء للطيب. فلما رأى النبي عليه الصلاة والسلام على الرجل اثرا من فعل شيء منهي عنه. كان الواجب توجيه الى الصواب ونصحه في الحديث انه لما رأه عليه الصلاة والسلام لا يكاد يواجه احدا بشيء يكرهه فلم لما قام قال للقوم لو قلتم له يدع هذه الصفرة. فدل الحديث على انه جمع صلى الله عليه وسلم بين نصح المخطئ في خطأه وبين مراعاة مشاعره في ان يكون ناصحا له امام الاخرين خشية ان يحرجه. او يريثه شيئا من من الحساسية في الموقف تجاه الخطأ الذي وقع منه امام الاخرين. على كل لو صح الحديث لتكلف احد في الجواب عنه لان الاصل ان نبينا صلى الله عليه وسلم كان حييا وكان عظيم المراعاة لمشاعر الاخرين من حوله لكن لم يكن هذا ابدا على حساب القضايا الشرعية والمخالفات المنهجية. كان ينصح صلى الله عليه وسلم وكان يعاتب لكن مع عظيم رفق وايظا مع عظيم لطف وود لا يكاد يؤذي احدا بشيء يسوءه. بل لم يثبت قط عليه الصلاة انه اذى انسانا ولو كان على سبيل النصح له في خطأ وقع فيه. ولا اذاه من اجل ان ينصحه الى الصواب الذي يريد اليه. فهذا الحديث دل على انه احال الامر على الصحابة لمعالجة الموقف. واما الهدي النبوي العظيم الكامل في هذا الباب فانه عليه الصلاة والسلام مع تمام نصحه وقيامه على الدين خير قيام وتعليم الناس وارشادهم وامر بالمعروف ونهيهم عن المنكر الا انه لم يكن ابدا صلى الله عليه وسلم يطأ على مشاعر واحد منهم قط او يسوؤه او يحرجه او يؤذيه. بل ربما اتاه الموقف الذي يحتاج الى معالجة. فاذا صعد المنبر من اجل ان يحث الناس ويبين لهم الخطأ فانما حسبه ان يقول ما بال اقوام فيعرض ويوري صلى الله عليه وسلم فيحقق اصابة الهدف من تصحيح الخطأ والارشاد الى الصواب دون ان يمس مشاعر المخطيء او يسوءه. وفي هذا باب عظيم وجملة من من الاداب النبوية الكريمة. نعم. عن عائشة رضي الله عنها انها قالت لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا في الاسواق ولا يجزئ بالسيئة ولكن يعفو ويصفح. في الحديث جملة من الاداب النبوية تقول عائشة رضي الله عنها لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا تفحشا. الفحش سوء الادب. والغليظ ايضا من الاخلاق الرذيلة. التي تكون في الاقوال او في الافعال. فنفت رضي الله عنها اتصاف نبينا صلى الله عليه وسلم بالفحش. قالت لم يكن فاحشا ولا متفحشا والفرق بين الفاحش والمتفحش قيل الفاحش في اخلاقه المتفحش في افعاله. وقيل الفاحش في خلقه طبيعة والمتفحش المتكلم في اكتساب الفحش وايا كان فقد برأت ام المؤمنين رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفحش كله. لا خلقا وتطبعا ولا تكلفا واكتسابا. لا في اقواله ولا في افعاله وانتفاء الفحش ليس بحاجة الى جملة ينطق بها صحابي. تدري لم؟ لان الحياة النبوية شاهدة على هذا المعنى. فلم يحفظ الصديق قبل العدو. لم يحفظ لفظة نابية خرجت من شفتي رسول الله. صلى الله عليه وسلم ولا عبارة قاسية ولا فحشا ولا سوءا في الكلام. ابدا بل حتى في المواقف التي كان كان كان يغضب فيها عليه الصلاة سلام من موقف يكون بحضرته فانما غايته ان يؤدب ان يعاتب ان ينصح ان يتكلم لكنه ابدا ما قال ساءت انسانا قط ولا استفز بها مشاعرا امرئ قط ما كان الفحش في طريقه صلى الله عليه وسلم ابدا قولا ولا همسة لمن الفوا الف الفحش في الكلام والمزاح والفعال. سواء كان على سبيل التمازح والتباسط. او كان في ثورة والانفعال فتخرج منهم الفاظ غير لائقة بمقام الادب. او اقوال وافعال ايضا تشي بصاحبها اولئك الذين يذكرون العورات وبذيء العبارات يتندرون بها تارة ويضحكون او يسخطون بها على غيرهم ويغظبون كل هؤلاء ولا ضرب خادما ولا امرأة قط. يا معشر الرجال قولوها لكل الرجال. كمال رجولة الرجال في عدم على الضعيفين المرأة والخادم. واذا ابصرت رجلا يستطيل ضربا على امرأة او خادمه فاعلم ولا بحاجة لان نقول اين انتم عن تهذيب الاخلاق والافعال والاقوال؟ اين انتم عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ما كان فاحشا ولا متفحشا. بل قال يرشد الامة ان من خياركم احاسنكم اخلاقا. احسننا اخلاقا هو اكثر خيرا بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واقربنا منه مجلسا يوم القيامة ايضا احاسننا اخلاقا. لاحظ كيف التقى حسن الخلق بصاحبه ليقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. فيكون جليسه فيكون انيسه عبد الله ما ظفرت بصحبته في الحياة فلا تخسر القرب منه في الاخرة. والله خسارة كبيرة بقولة تخرج من لسان او حركة تكون بالعينين او باليد توصف بانها فحش ولو قلت. اقول خسارة والله اذا استسهلت كلمة او نظرة او حركة تكون عاقبتها حرمانا من القرب من رسول الله عليه الصلاة والسلام. يا قوم يكفي حرمانا في الدنيا ان لم نظفر بشرف الصحبة فلا تجمعوا مع ذلك حرمانا في الاخرة بالابتعاد. وقد قال عليه الصلاة والسلام ان من خياركم واقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنه اخلاقا تقول ايضا رضي الله عنها ولا صخابا في الاسواق. الصخاب كثير رفع الصوت والاسواق عادة مجمع مجمع عامة الناس ولان السوق ليس بمكان عبادة كالمساجد ولا بمكان تعليم وادب كحلق التعليم والمدارس فهو مظنة الاراذل والسفهاء وصدور ما لا يليق من الاقوال والافعال وفي الاسواق غالبا ما غالبا ما يسقط الناس المروءات في قولا وفعلا ومزاحا ونحو ذلك. ولذلك كانت الاسواق ابغض البلاد الى الله كما صح في الحديث. فاذا كانت الاسواق كذلك كانت مكانا تجتمع فيه اخلاط الدنيا فان وجود المرء العاقل الحصيف. وجود ذي المروءة في الاسواق ينبغي الا يخل بمروءته والا يحمله الجو العام في الاسواق على ان يسير كسيرهم ولا ان يتخلق باخلاقهم سواء كان من رواد اسواق لقضاء حاجة وشراء متاع او كان من المترددين عليها لكونه تاجرا وصاحب بضاعة ومحل ودكان. كل اولئك ينبغي ان يحفظوا مروءاتهم في الاسواق والا تطغى عليهم الموجة العارمة هناك التي تذهب بالمروءات. تقول ولا صخابا في الاسواق الصخاب رفيع الصوت الذي يجهر وينادي حتى رفع الصوت وشدته لا تليق بذي المروءة. فاذا نادى او تكلم او غضب او خاصم كل ذلك في ميزان عدل قسط يجعله محافظا على مروءته اينما كان وكيفما كان تقول رضي الله عنها في جملتها الاخيرة في هذا الحديث ولا يجزي بالسيئة ولكن يعفو ويصفح. يعني لا يبادل السيئة اتى بسيئة بل يقابلها بعفو وصفح واحسان. لاننا نعلم تماما ان العدل ان العدل يقتضي دفع بالسيئة يقول الله عز وجل وجزاء سيئة سيئة مثلها هذا العدل ان تأخذ حقك وان تدفع السيئة بسيئة وان يرد الخطأ باخذ حق صاحبه منه هذا عدل لكن فوق العدل فوق العدل درجة اعلى منه هي العفو ولهذا قال الله وجزاء سيئة سيئة مثلها. فمن عفا واصلح ما ذكر الجزاء لانه اعظم من ان يذكر. قال فاجره على الله انه لا يحب الظالمين. ثم قال ولمن انتصر بعد ظلمه. يعني من حاول ان يدفع المظلمة وانتصر وهو مظلوم وهذا من حقه فاولئك ما عليهم من سبيل. انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق اولئك لهم عذاب عذاب اليم ثم ماذا؟ ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور وهذا الاعلى والاكمل والاشرف كان هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم تقول ولا يجزي بالسيئة ولكن ويصفح يعني اذا كان في موقف ما وواجه اساءة صلى الله عليه وسلم قولا او فعلا ما كان يدفع السيئة بسيئة ولو فعل لكان عادلا صلى الله عليه وسلم. وكان محقا لكنه ارتقى من العدل الى العفو وهكذا العظماء في اخلاقهم ايها الكرام. وهذا المبدأ العظيم فانما يحمل عليه خلق كريم. احتمال الاساءة يا ساعة الغضب او ردة الفعل من الشدة بمكان. ولا يقوى عليها الا الاقوياء. ليس اقوياء الابدان والعضلات تكلم اقوياء النفوس اقوياء الاخلاق كبار الهمم اولئك الذين يحتملون مواقف الاستفزاز ومواضع والاذى فيدفعون السيئة بعفو وصفح واحسان. ليس ظعفا ولا استكانة ولا رظا بالهوان لكنه على الصفح والاحسان. كم واجه النبي عليه الصلاة والسلام؟ وربما كانت المواقف التي يجدها بابي وامي هو صلى الله عليه وسلم تصدر من ذي غلظة في الطباع. ومن لا يحسن التعامل. يأتي اصحاب بعظ بعظ الناس في رفع صوته عند الحجرات النبوية قائلا اخرج الينا يا محمد. فتنزل الاية بتأديبهم. ان الذين يغظون اصواتهم عند رسول الله. اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة واجر عظيم ان الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون يأتي الاعرابي فيغرظ له المسألة في طلب الصدقة. ويمسك بردائه حتى يؤثر في صفحة عنقه صلى الله عليه وسلم. يأتي اليهودي قظى دينه فيسيء الادب ويغرض في العبارة ويصفه وقريشا بالظلم والمماطلة في سداد الديون فلم يتجاوز ذلك صلى الله عليه وسلم في كل المواقف هذا المبدأ الكريم. لا يجزي بالسيئة ولكن يعفو ويصفح. بعض الناس اذا اذا عوتب في موقف اغلظ فيه العبارة لذي اساءة. يعني يكون الموقف حصل فيه اصطدام واحتدام ومواجهة بين بين شخص واخر فيه خطأ وتعدي. فيجد نفسه مندفعا للانتصار لنفسه. فيقابل السيئة بسيئة ويقابل بخطأ وهذا من حقه لكن اصحاب الكمال في الاخلاق يترفعون عن مثل ذلك. ويجدون في الهدي النبوي يجدون في الهدي النبوي سبيلا الى ذلك عفوا اما ترى بعض الناس في ساعات الغضب اذا جاء ينصح المتغاضبين المتخاصمين المتشاجرين عندما ترتفع الاصوات وتضيق الاخلاق النفوس اما ترى بعضنا يقول لبعض صل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يفهمه كثير من الناس انها تسكين للنفوس. وتهدئة بالصلاة على رسول الله عليه الصلاة والسلام. لكني اجد فيها ملمحا اخر. اذا ما قال لك تصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم كانه يقول لك لك فيه اسوة في مثل هذا الموقف تتذكره بالصلاة والسلام عليه فسرعان ما يعود بك الحلم الى قواعدك الراشدة. فتتذكر انك مع قدرتك وغضبك لكنك سرعان ما ملكوا زمام نفسه لما تذكروا بالصلاة والسلام عليه فتجد لك مساحة واسعة تتفيأ في ظلال الحلم النبوي والكرم في الاخلاق فلا ترضى لنفسك الا ان تتشبه به. وتقتدي به وتعود بسكينة وحلم وانا. وتقول بملئ القلب وخفق الخاطر اللهم صلي وسلم وبارك عليه نعم عن عائشة رضي الله عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط الا ان يجاهد الا ان يجاهد في سبيل الله ولا ضرب خادما ولا امرأة. هذا من كمال الخلق النبوي ايضا. تقول رضي الله عنه منها في الحديث الذي اخرجه ابن ماجة واخرجه الدارمي واحمد وابو داوود وغيرهم ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط الا ان يجاهد في سبيل الله ولا ضرب خادما ولا امرأة. ما استعمل يده صلى الله عليه وسلم يا اخوة في التفاهم ولا في التعامل ولا في التأديب. غاية ما يصدر عنه في مواقف التأديب ومعاملة المخطئ ارشاده الى الصوام النصح والكلمة الطيبة. واذا غضب عرف ذلك في وجهه صلى الله عليه وسلم. قالت الا ان يجاهد في سبيل الله نعم كان مجاهدا في سبيل الله ممتثلا لامر الله. يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ وعليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير. فالغلظة والشدة مطلب. وامر الهي كريم. يأمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم ما كان ما كان يحمل بشدة في غير الجهاد صلى الله عليه وسلم ولا استعمل يده في ضرب الا في الجهاد ومع ذلك فاعجب ان اردت العجب. انه في تعداد غزواته صلى الله عليه وسلم. التي كان يلقى وفيها صناديد الكفر وشياطين الانس وعتات بني ادم الذين يحاربون دينه ويصدون عن سبيله يفتنون من اتبعه من اهل الايمان. اعجب ان علمت انه لم يقتل بيده صلى الله عليه وسلم في غزواته كلها الا رجلا واحدا فقط فاي عظمة هذه؟ اي نبوة ارادها الله لهذا الانسان العظيم صلى الله عليه وسلم يحمل سلاحا ويقود جيشا ويخرج في غزوة ويلتحم الصفان ويلتقي الفريقان ويتساقط القتلى يرتفع الشهداء ويهوي صناديد الكفر وليس له حظ صلى الله عليه وسلم في ان تكون يده مباشرة لاراقة دم انسان الا مرة واحدة فقط ولانه انما كان يحرص على هدايتهم لا على اراقة دمائهم. وكان عليه الصلاة والسلام يهمه في المقام الاكبر ان يدخلهم الى الجنة لا ان يقذفهم في جهنم. وكان صلى الله عليه وسلم مع ذلك كله يرفع راية الجهاد. ويقيمها ويأمر بها ويسير الغزوات ويبعث السرايا لكن الله عز وجل اراد له مقاما اعظم واكرم. تؤكد عائشة رضي الله عنها هذا المعنى فتقول انه فقد من رجولته بقدر استقالته عليهما. والله ليس رجلا يتمتع برجولة صادقة حازمة الذي يفرض قوة بدنه او قوامته على اهله بان بان يعود عليهم نكالا وضربا في كل امر صغير او كبير. لك ان تختلف معهم ولك ان تعاتب ولك ان تحاسب لكن هذا شأن وشأن الكمال الرجولي شيء اخر ما ضرب صلى الله عليه وسلم سلم بيده امرأة ولا خادما قط. السؤال الكبير هل لانهم طيلة حياتهم معه ما اخطأوا قط؟ محال. الخطأ والحياة البشرية مليئة والحياة الزوجية ايضا مظنة للمخالفة واختلاف الاهواء بل للمنازعة واحتدام بل للمناقشة وارتفاع الاصوات بل للمعاندة وحضور الشيطان كل هذا وارد لكن فرق بين رجل واخر. فرق بين رجل يتذكر في مقام الرجولة ان رجولته تكمل في حلمه في اناته في تعقله في امتلاكه لنفسه بالا تمتد يده. هذا نبينا صلى الله عليه وسلم. عاش مع نساء متعددات ليست واحدة ولا اثنتين ولا اربعا ولا خمسا. تعدد النساء في حياته وبيوته عليه الصلاة والسلام. تعدد انتمائهن الى قبائل مختلفة تعدد مستويات اعمارهن الصغيرة والكبيرة. تعدد الثقافات العقول الامزجة الطباع كل ذلك يا كرام. من شأنه ان يجعل المتعامل مع هذه الفئات المختلفة متقلب المزاج تارة هنا وتارة هناك. لكن الشأن العظيم انه في حياته صلى الله عليه وسلم الممتدة مع نسائه اجمعين ما مد يده على امرأة منهن قط يا اخي ما شد شعرها مرة ولا فرك اذنها بل ما رفع يده يهوي بها اليها لا حقيقة ولا تخويفا ما هذا؟ هذا هو لمن اراد ان يتعلم معنى كمال الرجولة من شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك فتقع المواقف التي تستدعي غضبا يخرج مغضبا ويعتزل نساءه صلى الله عليه وسلم ويجلس في المسجد وينتشر بين الصحابة انه طلق زوجاته يعني بلغ الامر هذا المبلغ لتعلم لتعلم انهم بشر ولا تتصور ان الحياة النبوية ملائكية وانها تماما خالية من المنغصات والاكدار والامور المستفزة لا لا هي حياة بشرية حقيقية لكن مع ذلك كان صلى الله عليه وسلم يأخذ اهل بيته بالمقام الارفق ويقول لنا ما كان في شيء الا زانه. ويقول لنا ان الله اذا اراد باهل بيت خيرا وضع فيهم الرفق. واول من يتعامل رفقي رب البيت واول من يظلل البيت الزوجة والاولاد بنين وبنات ومن يضللهم بغطاء الرفق هو انت ايها الاب فاذا فقدوه واذا وفرته وفروه. صدقني اذا ابصرت بيتا تظلله السكينة. وهدوء النفس والاخلاق الوديعة. فثق تماما ان وراءه او ابوان يتعاملان برفق تام فيورث ذلك في نفوس الاولاد الرفقة طبيعة وعادة وجبلة. واذا رأيت اهل بيت فيهم وغلظ الطباع وسرعة الانفعال والاحتراق وليس الاشتعال مع مواقف الغضب فذق تماما ايضا ان وراءها وراءها المشتعل وبرود منفجر. كلما وجد الاب موقفا صاح وغضب. وكلما واجهت الام خطأ وتقصيرا ضربت وفعلت وكفت. كل هذه المواقف نحن نورث بها اهل بيوتنا احد امرين اما رفقا وهدوءا وسكينة واما شدة وعنفا وانفعالا ونحن من نقرر النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث وفي غيره مما تواتر شأنه وخبره وعلمه ما ضرب امرأة ولا خادما قط. ونحن ايها الرجال في مقام اختبار الرجولة في مثل هذا الهدي النبوي العظيم. نعم. عن عائشة رضي الله عنها قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قط ما لم ينتهك من ارم الله تعالى شيء فاذا انتهك من محارم الله شيء كان من اشدهم في ذلك غضبا. وما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن مأثما. الحلم والغضب لله صفتان قد يبدو بينهما شيء من عدم التوافق لكنهما اجتمعا في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. في الحديث الذي سمعتم وقد اخرجه الشيخان البخاري ومسلم تقول عائشة رضي الله عنها ولاحظ في احاديث الاخلاق تكثر الرواية عن اهل البيت عن عائشة عن انس وانس خادمه وعائشة لتعلم ان ان ميزان الاخلاق الحقيقية تكشف في البيوت. ولتعلم ايضا ان تعاملاتنا داخل البيوت هي معيار الاخلاق الصادق ليس الزائف. لاننا قد قد نحسن ان نتزين باخلاق مصطنعة امام الاخرين. واحيانا نتكلف الكرم ولسنا كرماء. نتكلف الحلم ولسنا حلماء. نتكلف الرفق ولسنا رفقاء. نتكلف الجود ولسنا من اهله والسخاء ولسنا من اصحابه. اقول قد قد يحسن احدنا ان يتكلف هذه الاخلاق الجميلة امام الناس. امام الاصدقاء والاصحاب امام الضيوف امام المجامع والمجالس. كل هذا خلق زائف. تعرف الخلق الحقيقي اين هو؟ في المكان الذي يضع فيه الرجل وثوبه ويكشف جسده فتتكشف حقيقة اخلاقه ليست التي فوق ثيابه بل التي تحتها. هناك داخل البيوت يعرف زوجاته حقيقة خلق الازواج ويعرف الازواج ايضا خلق الزوجات. يعرف الاباء خلق الابناء ويعرف الابناء خلق الاباء. نعم داخل البيوت حيث لا تصنع ولا تزين ولا تكلف ولا شيء مما يتعاناه الانسان خارج البيت. فلما تقف على روايات ما يحكيها الصحابة خارج البيت المحمدي. بل يحكيها اهل البيت فانت تتكلم عن وصف في صميم الخلق الصادق الذي لا تصنع ولا التكلف فيه. تقول عائشة رضي الله عنها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قط ما لم ينتهك من محارم الله شيء هذا التوازن هذا هذه المعادلة الصعبة. عندما يكون الموقف فيه انتصار للنفس. لمظلمة وقعت فعندئذ يحمل الكرم والعفو والصفح صاحبه على التجاوز على ما مضى في في الخلق السابق لا يجزي بالسيئة ولكن يعفو ويصفح تقول الا ان ينتهك من محارم الله شيء. انما يكون الغضب دافعا له صلى الله عليه وسلم في ان ينتصر وان يردع صاحب الخطأ عندما تكون المظلمة متعلقة او عندما يكون الخطأ متعلقا بشيء من انتهاك حرمات الله. فاذا انتهكت حرمات الله فلا مجاملة. ولا تلطف اقصد بالتلطف ها هنا السكوت عن قولة الحق. تقول فاذا انتهك من محارم الله فيه شيء كان من اشدهم في ذلك غضبا والسؤال حتى اذا اشتد غضبه اياك ان تفهم ان ذلك يترجم الى سوء خلق او حدة وانفعال او عبارات جادة حاشاه بابي وامي هو صلى الله عليه وسلم. انما ارادت ان تقول انه اذا كان الامر يتعلق بنفسه كان المبدأ عنده تجاوز والعفو والصفح. واذا تعلق الامر بدين الله وقف عنده. وقف عنده بمعنى الا يسمح ان تنتهك حرمات الله دين الله وعقيدته وشريعته ولا بنصف كلمة يقول له الرجل ما شاء الله وشئت فيستدرك ويقول اجعلتني لله ندا ويحلف بغير الله في حضرته فيابى صلى الله عليه وسلم. كان يعالج المواقف التي تتعلق بشريعة الله في حينها وهذا معنى الغضب لدين الله وهذا معنى عدم الرضا بانتهاك حرمات الله. هذا الميزان هو هو المعيار الصادق على ان دين الله عز وجل في قلب وانتهك حق من حقوقه. ثار وغضب وان فعل. زمجر وارغى وازبد وتوعد وهدد. لانه لا يرضى لنفسه لا يرضى ان يكون مهينا لا يرضى ان يكون موطئ الاقدام لا يرضى ان يتناوله الناس باللسان وبالانتقاص والاحتقار يغضب وتراه اسدا فاذا انتهكت حرمات الله امامه سكت كأن شيئا لا يعنيه ولان رغيفه لم يمسه احد فكأن الامر لا يعنيه من قريب ولا بعيد. اذا انعكست المعادلة فنحتاج الى العودة من جديد مع الهدي النبوي تقول رضي الله عنها لم ينتصر من مظلمة ظلمها قط اذا كان الامر يعنيه. الا ان تنتهك حرمات الله فاذا انتهك كمن محارم الله شيء كان من اشدهم في ذلك غضبا. كم نخطئ؟ كم نخطئ عندما نثور لحظوظ انفسنا اكثر من ثورتنا لدين ربنا سبحانه وتعالى. وهذا كما قلت لك يعكس بالمقام الاول مقام دين الله في قلبك عبد الله اه ويعكس ايضا مقدار حبك لله في قلبك فانه ليس عبارات تقال بالالسنة ولا شعارات ترفع في المناسبات بقدر ما هي مواقف تتكشف في الحياة. فاذا غضبت في موقف ليس لك فيه شأن. لكنك غضبت لان دين الله انتهك. تغضب عندما اترى شعيرة من شعائر الله يستهان بها تغضب عندما ترى الصلاة او القرآن او العبادات جملة يتناولها بعض من لا يوفقه الله بشيء من الانتقاص والاحتقار. تغضب اذا ما رأيت انتهاكا وسخرية وانتقاصا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا تغضب في مواقف عندما ترى المحرمات يغشاها الناس دون اكتراث او مبالاة. فيثور قائم دين الله في قلبه. وتغار على حرمات الله ان بينما ما بلغ شيء من ذلك منزلك ولا بيتك ولا سيارتك ولا اولادك ولا وظيفتك ما نالها شيء لكنك غضبت لانه دين الله او انت لا ترضى فتمسي وتصبح على قلق عظيم لان محرما اتى عليه العباد دون مبالاة. لان فسادا عم لان معصية وفاحشة اعلنها اهل البلد او القرية او الحي وانت لا ترضى بذلك ابدا. عندما تعيش هذا القلق وتعيش هذا الانزعاج ويسيطر عليك هذا الهم من اجل دين الله فابشر والله فانك على خير عظيم. انك على خير لانك على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قالت عنه عائشة رضي الله عنها فاذا انتهك من محارم الله شيء كان من اشدهم في ذلك غضبا تقول في جملتها الاخيرة رضي الله عنها وما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن مأثما التيسير في الشريعة قصد عظيم. بعث صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة. وقال ان هذا الدين يسر ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما تيسيرا على العباد. يستفتى في مناسك الحج يوم العيد عن تقديم بعض الافعال وتأخيرها فيقول افعل ولا حرج حتى يقول عبد الله بن عمرو بن العاص فما سئل يومئذ عن شيء قدم ولا اخر الا قال افعل ولا حرج. تيسيرا ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما. تقول ما لم يكن مأثما الا ان يكون اليسير معصية او اثما فانه ابعد الناس عنه صلى الله عليه واله وسلم. يخطئ في الاستدلال بهذه الجملة من حديث طائفة من الناس عندما يتنقل بهواه متخيرا بين اقاويل الفقهاء اذا اختلفت امامه في مسألة فيختار الاقرب الى هواه وليس الارجح عنده بالدليل ولا بقائله ولا بتحقيق مطلبه عند الله عز وجل انما يختار ما هواه فيلتمس الرخص بخلاف الفقهاء ويقع في المحرمات بناء على قول من اجازها خطأ او شذوذا من اهل العلم وهذا ليس المقصود فاذا نوقش بعضهم استشهد بهذه الجملة وانه ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين امرين الا اختار ايسرهما ليس الامر كذلك. تخيره كان تشريعا وتخيره كان التماسا للارفق بالامة. واما نحن فتخيرنا ينبغي ان يبنى على تحر للحق والصواب والتماس لمرضات الله جل وعلا. هذا الحديث يبين لك فرقا عظيما بين برود المشاعر وحماقة الغضب والشطط والموازنة بينهما ان يكون احدنا مع هدوءه وحلمه ورفقه ان يكون حريصا على الغيرة على دين الله كما مر بك في الحديث نعم عن عائشة رضي الله عنها قالت استأذن رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا عنده فقال بئس ابن العشيرة او اخو العشيرة ثم اذن له فالان له القول فلما خرج قلت يا رسول الله قلت ما قلت ثم النت له القول. فقال يا عائشة ان من شر الناس من تركه الناس او ودعه الناس اتقاء فحشه. هذه المداراة الملاطفة المكايسة لدرء المفاسد وتحقيق المصالح هذا الموقف شهدته عائشة رضي الله عنها كما اخرجه البخاري ومسلم فحكت الموقف قالت استأذن رجل على رسول الله الله عليه وسلم وانا عنده فقال بئس ابن العشيرة او اخو العشيرة. على اختلاف والتردد والحديث عند البخاري من غير تردد بئس اخو العشيرة لما استأذن فعرفه النبي عليه الصلاة والسلام ذمه بما سمعت فقال بئس اخو العشيرة يشير الى ذم الرجل وانه من بئر القوم خلقا وتعاملا قالت ثم اذن لها يعني بالدخول عليه فلما دخل الان له في القول فلما خرج قلت يا رسول الله قلت ما قلت ثم النت له القول. انظر الى فطنتها رضي الله عنها. انظر الى سؤال تفقهها في الدين تريد ان تتعلم ووجدت موقفا دعاها الى شيء من الاستفسار قالت قبل ان يدخل رأيتك قد انزعجت من مقدمه وقلت فيه بئس اخو العشيرة. ثم لما دخل اذا بك تلين له القول وتنبسط له في الحديث كانه ليس كما وصفت فهل هو اختلاف حكم؟ ام هو ماذا؟ فسألت فوجدت الجواب قال عليه الصلاة والسلام يا عائشة ان من شر الناس من تركه الناس او ودعه الناس اتقاء فحشه قال لها ان من الناس من يبلغ به فحش التعامل مع الاخرين ان يتجنب الناس فحشه ويتلطف له في التعامل ويلين له القول ليس لكرم اخلاقه. ولكن لاتقاء شره للابتعاد عن فحشه لانه لو قوبل بحزم او بشيء من المعاملة الصلبة كان مدعاة الى ان نظهر فحشه وان يسيء في قوله وتعامله. والحكمة تقتضي اتقاء فحش امثال هؤلاء. بعض الناس يا اخوة عجنوا وهكذا اذا تكلم احدهم فبفحش. واذا استفز كان اشد فحشا. واذا تعامل فلا تعرف لا تعرف الحكمة ولا الحلم الى الى خلقه ولا الى اقواله سبيلا يتكلم يقوم وينفعل يتصرف في المواقف وكانما هو طاغوت. وفيه الجبروت والحدة والانفعال والغضب يتسلط على عباد يخطئ ثم يلوم. ويتعدى ويعاتب. ويتجاوز ثم يتبع سيئة بسيئة. بعض الناس فيه هذا الطبع الذميم لانه ما اعتنى ان يهذب اخلاقه. ولا راعى ان ينقح مشاعره ولا صفاته ولا اخلاقه. وان شئت فقل لم يغمس خلقه ولا قلبه ولا مشاعره في اناء رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى تغلظ وتبلد وتجمد فكان كذلك. مثل هذا الصنف من البشر لا حيلة في التعامل معه الا بالملاطفة بالمكايسة بالمسايسة بالدفع بالتي هي احسن ليس ضعفا ولا جبنا ولا خورا انما هو ملاطفة حسنة ومداراة حميدة يفعلها العاقل يفعلها الكريم يفعلها العظيم مع قدرته على ان يدفع اساءته باساءة. وان يدفع شره بشر وان يدفع خطأه بخطأ وهذا كما قلت من العدل وجزاء سيئة سيئة مثلها. لكن النبي عليه الصلاة والسلام يعلمنا مبدأا اخر فيقول ان من شر الناس من تركه الناس او ودعه الناس اتقاء فحشه. يعني ان تعامله المستحق هو الشدة والغلظة معه. لكن انه لولا المصلحة المتحققة هنا في دفع مفسدة التعامل اتقاء فحشه فانه يستدعي ذلك ان نلين له القول. بعض الناس مثل هذه المواقف ظعفا في الشخصية او يراها خورا وانهزاميا يراها انها شيء مما ينبغي ان يوقف اصحابهم عند حدودهم واذا وجد شيئا من التعديات من مثل هذه الاصناف من البشر قال يا اخي هذا الى متى يتطاول؟ الى متى يسيء؟ الانه لم يقف امامه رجل صلب انا ساكون ذلك الرجل ويختار ان يجابه وان يواجه وان يصادم. فتجد تلك الانفعالات الشيطانية. لان رجلا بهذا الطبع قابل رجلا فاصطدم شر بشر. واصطدم باب بباب فلن تجد الا سوءا. ولن تجد الموقف ابدا لن يؤول قط الى عاقبته الحميدة والى الى ما يحسن في التعامل ولا لما ترجو عقباه. كل ذلك مبدأ نأى به النبي صلى الله عليه وسلم في الموقف وهو يعلمنا ان ان عدم مجاراة السفهاء والمجانين هو المبدأ الاكمل. يا اخي عاملهم بخلقك لا باخلاقهم تعامل معهم بطبعك لا بطباعهم. بعض الناس يصر على انه اذا وجد من مثل هذه المواقف من مثل هذه الاصناف ان يرد السوء ابي اساءة وان يرد العبارة بالعبارة ويرى ان هذا انتصارا للنفس. نعم لكن الاكمل الا يكون كذلك. فاذا دعتك نفسك تذكر انك انما تعاملهم بمقتضى اخلاقك انت وطباعك التي ترتظيها لنفسك ولا تنزل نفسك منزلتهم فتقابل سفاهة بمثلها ولا الاساءة بمثلها. نعم عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه يقول ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال لا. عن ابن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس بالخيل اجود الناس بالخير وكان اجود ما يكون في رمضان وكان اجود ما يكون في شهر رمضان حتى ينسلخ. فيأتيه جبريل في عرض عليه القرآن فيعرظ فيأتيه جبريل فيعرض عليه القرآن فاذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود بالخيل من الريح المرسلة عن انس بن مالك رضي الله رضي الله تعالى عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئا لغد. نعم هذه الاحاديث التي سمعتم ثلاثتها وغيرها كثير تتحدث عن جود رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سخائه العظيم عن كرمه وبذره وعطائه بابي وامي هو صلى الله عليه وسلم. هذا الجود هذا الكرم المحمدي هذا العطاء. هذا البذل حقيقة هو البحر الذي لا ساحل له عندما تتحدث عن كرم رسول الله عليه الصلاة والسلام فدع جانبا كرم الكرماء وعظام عطايا العظماء ابدا دع حاتما والملوك والامراء الذين يتحدث عن كرمهم وسخاء عطائهم لتحدث عن كرم عظيم تتهاوى امامه كل امثلة الكرم والعطاء البشري. يقول انس رضي الله عنه يقول جابر رضي الله عنه ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقال لا هذا النفي المطلق ما سئل شيئا من امور الدنيا قط؟ فقال لا هل لهذا لانه عظيم الغنى؟ كثير المال عظيم الثراء ابدا. كان من افقر خلق الله عليه الصلاة والسلام. فكيف فكيف لا يرد ابدا بلا ان وجد اعطى وان لم يجد اما صرف بميسور من القول او وعد بالعطاء. ارأيت كرما اعظم من هذا عندما يكون بحضرته شيء يعطى فانه يعطيه صلى الله عليه وسلم. واذا لم يكن عنده شيء وهو الغالب من حياته وايامه صلى الله عليه فانما كان يرد بميسور القول في صرف بقول حسن ويدعو ويطيب خاطر السائل واما ان يعد اذا وجده مستحقا العطاء فقيرا محتاجا ابن سبيل منقطعا. اذا رآه كذلك وعده حتى تأتينا الصدقة. فاذا جاءت الزكاة والاموال دفع بها ونادى بها وامر بها لاصحابها المستحقين. الحديث عند مسلم بالرواية انس رضي الله عنه يقول ما سئل رسول الله صلى الله عليه على الاسلام شيئا الا اعطاه اذا كان السؤال يتعلق به اسلام مسلم فانه ابدا لن يقف صلى الله عليه وسلم في مقابل هذا البذل والعطاء لان الثمرة اسلام وينبغي ان يبذل في سبيل هذا كله ممكن. يقول رضي الله عنه فجاءه رجل فاعطاه غنما بين جبلين فرجع الى قومه فقال يا قوم اسلموا فان محمدا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة جعل الرجل لا يسلم فقط بل جعله داعية الى الاسلام. واصبح منطلقا الى قومه يقول هذا رجل بلغ به العطاء والكرم والسخاء انه يعطي بلا حساب ولا يخشى الفاقة ولا الفقر. عاش صلى الله عليه وسلم حياته بهذا الكرم والسخاء. بهذا الجود والعطاء وهو احق الناس لقول القائل تعود بسط الكف حتى لو انه حتى لو انه ثناها بقبض لم تجبه انامله. لو اراد ان يقبض كفه ما اجابته يقول تعود بسط الكف حتى لو انه ثناها بقبض لم تجبه انامله تراه اذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي انت سائله ولو لم يكن في كفه غير روحه لجاد بها فليتق الله سائله هو البحر من اي النواحي فلجته المعروف والجود ساحله. صلى الله عليه واله وسلم. اعطى عطاء في مواقف يا اخوة كانت عجيبة غاية العجب ولم تزل في مواقف السنن شيئا عظيما يقتدى في في البخاري من حديث سهل الساعدي رضي الله عنه يقول جاءت امرأة ببردة فقالت يا رسول الله اني نسجت هذه بيدي اكسوكها نسجتها بيديها هدية لرسول الله عليه الصلاة والسلام قال فاخذها محتاجا اليها. فخرج الينا وانها ازاره من شدة حاجته وفرحته بالهدية اصبحت لباسه فخرج اليهم لابسا اياها. فقال رجل من القوم يا رسول الله ما اجمل لها اكسونيها اعطني اياها. قال نعم يقول سهل فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس ثم رجع يعني الى بيته فطواها ثم ارسل بها اليه فقال له القوم ما احسنت سألته اياها وقد علمت انه لا يرد سائلا قال والله ما سألته لالبسها ولكن سألته لتكون كفني يوم اموت قال سهل فكانت كفنه عندما يعطي الثوب الذي يلبسه ليس له لباس غيره عن اي كرم تتحدث بعد ذلك في حياة البشر عن اي سخاء وجود يمكن ان تضرب به المثل يطوي البردة التي يلبسها وليس له غيرها. تضرب الامثلة والشواهد على كرمه صلى الله عليه وسلم وهي والله اكثر من ان تحصى لكن تحريكا للنفوس واستشعارا لهذا المعنى العظيم الذي يقول فيه جابر ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قطوا فقال لا يعطى الهدية محتاجا اليها فيهديها. دون تردد فقط لان سائلا سأله عليه الصلاة والسلام. في صحيح مسلم عن ابي الخدري رضي الله عنه ان ناسا من الانصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاهم. ثم سألوه فاعطاهم حتى اذا نفذ ما عنده ارأيت؟ يعطي حتى ينفذ الذي بيديه حتى اذا نفذ ما عنده قال ما يكن عندي من خير فلن ادخره عنكم ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغني يغنه الله ومن يصبر يصبره الله الى اخر الحديث حتى في حديث مرضه الذي مات فيه كما سيأتي ذكره بعد قليل. اذا اهدي لك هدية وفرحت بها نفسك كيف انت بها ظنين كيف تستأثر بها؟ فكيف اذا كانت هدية فاخرة؟ وقد تعلق قلبك بها بالله عليك اتقوى في مقام الكرم والجود السخاء ان تبذلها ان تعطيها سواء سئلت ام لم تسأل نتكلم عن كرم يستطيع به المرء ان يتجاوز حدود المعتاد في صحيح البخاري عن عبد الله ابن ابي مليكة ان النبي صلى الله عليه وسلم اهديت له مزررة بالذهب. قال فقسمها في ناس من اصحابه فقسمها في ناس من اصحابه قال وعزل منها واحدا لمخرمة ابن نوفل فجاء المخرمة ومعه ابنه لمسور ابن مخرمة فقام على الباب فقال ادعه لي فسمع النبي صلى الله عليه وسلم صوته. فاخذ قباء فتلقاه به. خرج يحمل القبائل الذي خبأه للمسواك خبأه لمخرمة. فخرج به يقابله به. ويعطيه اياه. قال واستقبله بازراره يعني يحمل المزرر بالذهب ويظهر له الجانب الذي يظهر فخامة الهدية. فاستقبله بازراره وقال يا ابا المسور خبأت لك يا ابا المسور خبأت هذا لك. بالله ايهما احق ان يفرح؟ المهدي او المهدى؟ اما رأيت كرما عظيما؟ اما رأيت جودا يقابل المهدى وهو فرح بالهدية. كانك اذا ما جئته متهللا اذا تراه اذا ما جئته متهللا كانك قه الذي انت سائله في حديث انس ان ام سليم بعثته الى النبي صلى الله عليه وسلم بقناع وعليه رطب القناع الطبق. قال فجعل يقبض قبضة فيبعث بها الى بعض ازواجه ثم يقبض قبضة فيبعث بها الى بعض ازواجه ثم جلس. جلس يوزع طبق الرطب على زوجاته. يقول انس ثم جلس فاكل بقيته اكل رجل يعلم انه يشتهيه ومع ذلك باشر وبدأ بزوجاته فارسل اليهن بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. اخرج احمد ايضا بسند صحيح عن عائشة رضي الله عنها انه عليه الصلاة والسلام قال في مرضه الذي مات فيه يا عائشة ما فعلت الذهب؟ كان عنده بقايا هي ذهب فجاءت ما بين الخمسة الى السبع يعني قطع او دنانير او الثمانية الى التسعة. فجعل يقلبها بيده ويقول ما ظن محمد لله عز وجل لو لقيه وهذه عنده انفقيها يا عائشة عاش حياة الفقراء صلى الله عليه وسلم لكنه تمثل حياة الكرماء. كان كريما على غير غنى وثراء. كان عظيما على غير سعة في المال لكن الكرم صدقني لا يتعلق بكثرة ما تملك انما هو بعظيم ما يقوم في قلبك من صدق في كرم وعظيم في العطاء اقتداء برسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا يزال في الباب بقية ناتي عليها تباعا ان شاء الله. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا املأوا ليلتكم بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. واجعل استذكارك واستحضارك لمواقفه العظيمة في اخلاقه الجليلة مدعاة ليس فقط الى كثرة الصلاة والسلام عليه. بل الى صلاة وسلام اللهم صل وسلم