الله صلى الله عليه واله وسلم غير انه بقي لنا حديث في الباب الذي سبقه وهو الباب الذي خصه المصنف رحمه الله لباب ما جاء في تواضع رسول الله صلى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه. واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله ونبيه ومصطفاه. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته صحابته ومن استن بسنته واهتدى بهداه اما بعد. ففي هذه الليلة الشريفة المباركة ليلة الجمعة يستحب لكم معشر المسلمين الاكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من بعثه ربه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. وكفى بالله شهيدا. سراج الامة ونورها ومبعوث الله رحمة للامة جمعاء. اراده الله عز وجل ان يكون لهذه الامة مبشرا ونذيرا وسراجا جن منيرا. فقام بدين الله حق القيام. وجاهد في الله حتى اتاه اليقين. بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة فصلوات ربي وسلامه عليه تترى الى يوم الدين. في ليلة كهذه تفيض قلوب المحبين وفاء لنبيهم صلى الله عليه وسلم فتلهج السنتهم بكثرة الصلاة والسلام عليه. في ليلة كهذه تهيج واقلوها تهيج افئدة المحبين شوقا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تربطهم به في كل ليلة من ليالي الجمعة صلوات تعمر اوقاتهم تتصاعد في الافق فتنزل عليهم من ربهم بكل صلاة عشر صلوات. هذه الليلة مباركة اذا كانت ليلة تستكثر فيها الامة من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلك ان تقول ان ليلة تستكثر فيها الامة من رحمة الله تعالى بها. نعم. فما ليلة اعظم رحمة من الله بامة الاسلام اكثر من ليلة الجمعة. وذلك انها الليلة الاعظم صلاة وسلاما على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الامة فما ظنكم بصلوات تتفوه بها ملايين الافواه وتنبظ بها ملايين القلوب في هذه الامة المباركة اكسب من ربها بكل صلاة عشرا فتتضاعف تلك الاعداد رحمات من ربكم تنزل بهذه الامة شرقا وغربا فليكن للعاق سهم في ليلة كهذه ينافس فيها المحبين بل قل ينافس فيها المسترحمين لربهم ليكون اوفر حظا بصلاة ربه عليه ليكون ايضا اسعد بكثرة بركات تنزل عليه من ربه وهو جالس في مقعده ليس يشتغل الا بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هذا مجلس نتداعى فيه للصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر سيرته بتعداد شمائله بالاتيان على الابواب التي نقتفي فيها اثره الكريم وهديه العظيم بابي وامه وصلوات الله سلامه عليه. الشمائل المحمدية والخصال النبوية وسيرة خير البرية صلى الله عليه واله وسلم باب كبير يتعلم فيها احدنا عبادة وخلقا وادبا يهذب فيها سلوكه. يقوي فيها ايمانه يرتقي فيها الى رب به درجات ودرجات وهو يحث الخطى في طريق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اجل. فان تعلم السنن ايها المسلمون باب عظيم يقرب العبد من ربه. ان تعلم السنن ايضا قاعدة كبيرة ينطلق فيها المحب لنبيه صلى الله عليه عليه وسلم يعلن حبه ويثبت ذلك بعظيم اتباع للسنن وبوفرة في حياته يشهد له كل موضع وكل كل فعل وقول بعظيم حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعيدا عن ادعاء الادعياء وتلك الشعارات التي لا يثبت وراءها اكبير عمل نحن بحاجة الى ان نعود اقبالا على السيرة النبوية تقليبا لصفحاتها تنقيبا في اثارها حثا طفوس على السلوك في خطواتها لعل الله ان يرحمنا. عندما يطلع على قلوبنا فيرى فيها قصدا عظيما هو الاتباع والطاعة ايمان برسول الله صلى الله عليه واله وسلم ما زال بنا الحديث ايها الكرام في مجالس سبقت في هذه الابواب الكريمة العظيمة. وقد وقف بنا الحديث عند باب ما جاء في خلق رسول الله عليه وسلم نأتي عليه ثم نشرع في باب الخلق الكريم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه وبعد. قال المختصر رحمه الله في باب ما جاء في تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمرة قالت قيل لعائشة ماذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ قالت كان بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه صلى الله عليه واله وسلم تسأل امنا ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن الشيء الذي كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في بيته وذلك ان صنيعه خارج البيت ملحوظ مشاهد مرصود بالابصار. نعم. ابصار اولئك المحبين الذين كانوا يتتبعون كل قول وفعل وكانوا يحرصون على الا يفوتهم حركة ولا سكنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن الشأن داخل بيت خاص ولا يطلع عليه الا اهل البيت. فمن ثم جاءوا الى اهل البيت يتطلعون اخبار النبي صلى الله عليه وسلم. فسألت عائشة رضي الله عنها هذا السؤال الدقيق ماذا كان يفعل في بيته عليه الصلاة والسلام؟ ولكم ترى في هذا السؤال يحمل يحمل شيئا عظيما من الرغبة في التعرف على السنن حتى تلك التي تكون من وراء جدار وخلف الاستار وفي البيوت هذه القلوب التي امتلأت صدقا بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت تبحث عن السنن حتى في مواضع الخفاء لانها تحرص على الا يكون حال من احوالها سرا او جهرا خفية او علنا الا ولها نصيب وافر من اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا يقودنا يا اخوة الى استحفاف للنفوس. انحن كذلك؟ اصدقا نجد في انفسنا من على اتباع السنن الى الحد الذي نجد انفسنا في مواضعنا الخاصة واقوالنا الشخصية. يقودنا سؤال كبير يحثنا نحو اتباع السنن او وصلنا الى هذا الحد ابلغ بنا الاقتداء والطاعة والاستنان بسنة اكمل البشر واعظم الانبياء صلى الله عليه وسلم ان نصحب هديه وسنته وفي كل شأن من شئون الحياة اما ان التابعين كانوا كذلك. والدليل تلك الاسئلة الوافرة المتعددة التي كانوا يوجهونها الصحابة رضي الله عنهم يسألونهم عن القول عن الفعل عن الصوم عن الدعاء عن الصلاة وهم يبحثون عن مواضع يجدون فيها للطاعة والاتباع. سئلت رضي الله عنها ماذا كان يفعل في بيته؟ فقالت وهذا الحديث شاهد لما اراده يصنف رحمه الله من اثبات تواضع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت كان بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه هذا اعظم انسان عرفه التاريخ هذا اعظم بشر مشى على وجه الارض صلى الله عليه واله وسلم. هذا الذي رفع ربه منزلته واعلى قدره وسخر له من المعجزات ما يشهد لنبوته تراه كيف كان في بيته كان يقوم بشأنه بنفسه بيديه كان يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه. الذي يقول هذا الكلام هي زوجه. رضي الله عنها ام المؤمنين هي صاحبة البيت هي القائمة بخدمته صلى الله عليه وسلم. ومع هذا فانها تقول كان يخدم نفسه كان بشرا من البشر يفلي ثوبه وفلي الثوب تنظيفه وتفتيشه. ربما كان تفلية الثوب من القمل او ما يكون فيه من الحشرات والدود. وربما كان تفليته يعني تنظيفه من الوسخ والاذى او ما قد يعلق به من الورق والعشب والحشيش وسائر ما يعلق بالثياب كان يفلي ثوبه يعني يتعاهده فينظفه ويخرج ما قد يعلق به يتعاهد نفسه في ثوبه عليه الصلاة والسلام ويحلب شاة بيديه وهذا مظهر يدل على البساطة في الحياة. وقلة التكلف كما تقدم معنا مرارا. قالت ويخدم نفسه يخدم نفسه حوت في هذه الجملة ما سبق من تفصيل يسير فاوكلت لك الفهم ان الامر الذي كان يحتاجه صلى الله عليه وسلم لنفسه كان يقضيه بنفسه ارأيت مظهرا اعظم في تواضع العظماء من مثل هذا؟ لان العظيم من شأنه عادة ان يخدم لا ان يخدم وان يسبق اليه بالامر قبل ان يطلب وان يقدم له ما يريد قبل ان يسعى في طلبه وتحصيله. هذا شأن العظماء. ان يكونوا محفوفين بالخدمة والرعاية وتقديم ما يريدون وتيسير حاجاتهم. وليس العكس. لكن التواضع ها هنا يقتضي شيئا اخر. فلسفة الحياة في عند العظماء ايها القوم تعني ان الحياة لا تعني شيئا اكثر من ان ينظر الانسان الى نفسه فيضعها موضعها لا يرى لنفسه قدرا زائدا ولو كان اهلا له ومستحقا له. لانه يرى في نفسه القدر الادنى مما وهبه الله تعالى اياه بحيث لا يشعر بترفع على الاخرين. فاذا وجد نفسه كذلك لم يجد مانعا من ان يقوم بما يترفع عنه بعض الناس عندنا قوم وبعض الاحيان تمر بنا حالات نشعر اننا لا يليق بنا ان نقوم ببعض الاعمال التي تخصنا لاحظ لا نخدم فيها غيرنا. ومع ذلك نرى انه لا يليق باحدنا ان يقوم بشأنه على سبيل المثال قد لا يكون لبعضنا شياه يحلبها. وقد لا يكون لاحدنا ثياب يفليها حتى يقارن حاله بحال رسول عليه الصلاة والسلام لكن لك ان تقيس ذلك ببعض الامور التي نعيشها في الحياة. هل تقوم بغسل ثوبك بنفسك وكيه بيديك اترى لائقا بك ان تغسل سيارتك مثلا بنفسك مع قدرتك على ان يخدمك فيها عامل. وسائر القضايا التي قد نراها غير لائقة ولو كنا قادرين عليها. عندما تزول عنا هيبة العظمة الزائفة. نشعر تماما اننا لا بأس ان نمارس الحياة على قدر ان اقل بساطة واكثر راحة دون مراعاة لانظار الناس واقوال الناس واعتبارات الاخرين عندما يعيش حياته صلى الله عليه وسلم. وهو الذي يعيش حياة محفوفة محفوفة بعالم من الملكوت الاعلى. يا اخي ينزل عليه وحي يأتيه ملك ثم ينظر الى الدين والقرآن ينزل في صدره ويعيش عيشة راقية عظيمة جدا. ومع ذلك لا يأنف ابدا صلى الله عليه وسلم ان يأتي الى شاته فيحلوبها بيديه. وان يأتي الى ثوبه فيفليه بيديه. وان يخدم نفسه بنفسه. ولم يكن يرى صلى الله عليه وسلم انفة في ذلك ولا ترفعا ولا تكبرا. انه التواضع الذي يقود الى مثل هذه المواضع في الحياة دون ان يشعر احد احدنا بترفع او تعال او عدم مراعاة لقدر من هذه الانظار التي تنصرف اليه فيشعر بحرج يصحبه فيمنعه عن بعض تلك المواقف. نحن عندما نقف عن ان يباشر الرجل امر نفسه بنفسه. وان يرى انه اولى بان يخدم فان هذا لون من الكبري عندما يشعر احدنا انه لا يليق به ان يتناول ماءه بيده او ان يتحرك فيجلب حاجته بيده او ان ينزل فيحمل المتاع الذي جلبه الى المنزل ولو كان ثقيلا في رفعه فوق ظهره عندما نألف عن تصرفات كذلك. مع قدرتنا عليها ولا يكون المانع الا شيء الا شيء من عدم من عدم رغبتنا في نظر الناس الينا ونحن وهكذا. ومن ترفع نرى انه ليس من اللائق ان يرانا الجيران هكذا فهو شيء مخالف لمبدأ التواضع الكبير في الحياة. ان يراك الناس تعيش عيشة البشر ولو كنت اميرا ولو كنت عظيما ولو كنت وجيها ولو كنت جليس الكبراء والامراء يا اخي مهما بلغت لن تكون نبيا رسولا والنبي الرسول صلى الله عليه وسلم لما سئلت عائشة رضي الله عنها عن حاله تقول كان بشرا من البشر ارادت ان تقول ان النبوة التي اصطفاه الله تعالى بها ما جعلته يترفع عن وصف البشرية الذي فيه. فلماذا يرفع بعضنا اذا بلغ منصبا رفيعا يترفع عن وصف البشرية فيرى ان من حقه ان يخدم ويرى انه من غير اللائق به ان يباشر مهنة نفسه بنفسه هذا يحتاج ايضا الى عودة وتصحيح ونظر الى مواقع الحياة وكيف نمارسها؟ تسأل رضي الله عنها فترى ذلك كذلك في حياته ثم تحكيه للامة حتى تتعلم ان اعظم الامة عظمة كيف كان يعيش في بيته نخطئ كثيرا عندما نستكثر عندما نستكثر في بعض المواقف التي نشاهدها عندما نرى بعض العظماء والكبراء يقوم بامر معتاد للغاية نستكثر عليهم ان يمارسوا هذه الادوار فلاحظ كيف نساهم من حيث لا نشعر في في في البعد عن التواضع النبوي. اذا ابصرنا مثلا صورة او مشهدا يحكي احد والمسؤولين واحد الوجهاء عندما نراه في موقف في الشارع او في الطرقات او يجالس الضعفاء او يتكلم مع اصحاب بالحاجات اليسيرة نستكثر هذا جدا ونراه لونا من العظمة التي يقل وجودها في الناس ونفعل ذلك ونحن لا نشعر ان هذا هو الاصل الذي يعيشه العظماء اذا ادركوا معنى التواضع. وان التواضع الحقيقي لا يصطنع ولا يتكلف انما هو مبدأ يعيشه الانسان في الشارع كما يعيشه في البيت. عاشه صلى الله عليه وسلم خارج البيت. لما كانت الامة تأتي فتأخذ بيده. عاشه صلى الله عليه سلم كثيرا في مواقف الحياة مع اصحابه يسقيهم فيكون اخرهم شربا ولا يأنف صلى الله عليه وسلم. عاشه في الخارج وعاشه وفي البيت هذا التواضع الحقيقي. هذا الذي لا اصطناع فيه ولا تكلف هذا الذي لا يبحث عن الاضواء ولا الشهرة تواضعه صلى الله عليه وسلم كان داخل البيت هكذا. وفي اخر حديثنا هذا سؤال نهمس به في اذن الجميع. هذه عائشة رضي الله عنها سئلت عن ماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في بيته؟ فاجابت بهذا الجواب سئلت بان السائل حريص على ان يتكشف مواضع السنن فيتبعها. والسائل ايضا كان حريصا على معرفة هدي النبوي كريم حري بنا ان نكون اكثر اقترابا منه. سئلت فاخبرت رضي الله عنها. سؤالي البعيد نوعا ما عن هذا الحديث. سئلت عائشة رضي الله عنها عن فعل زوجها صلى الله عليه وسلم داخل البيت فاجابت بما سمعت. سؤالي هو هل انت مستعد اذا سئل اهلك عنك ماذا تفعل في بيتك فيكون الجواب مشرفا فيكون الجواب شيئا يليق بك فيكون ما تصنعه داخل البيت بعيدا عن انظار الناس. يليق بمثلك احتراما وتقديرا فاذا هذا ليس دعوة الى التصنع والمراءة لكن دعوة الى اعادة ترتيب الحياة لان نكون في الباطن والخفاء اجمل واكمل مما نكون امام الناس في العلن وفي الجهر وما يرصدونه من مواقفنا وتصرفاتنا في الحياة. نعم باب ما جاء في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خارجة بن عن خارجة بن زيد بن ثابت قال دخل نفر على زيد ابن ثابت فقالوا له حدثنا احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ماذا احدثكم؟ كنت جارة فكان اذا نزل عليه بعث الي فكتبته له. فكنا اذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا واذا ذكرنا الاخرة ذكرها معنا واذا ذكرنا الطعام ذكره معنا فكل هذا احدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا احد اعظم ابواب الشمائل المحمدية على الاطلاق الحديث عن خلق امام الانبياء وسيد المرسلين. صلى الله عليه واله وسلم. هذا باب نبحر فيه ايها في بحر لا ساحل له حقيقة لا مبالغة عندما يكون الحديث عن اخلاق رسولنا صلى الله عليه واله وسلم فان الجمل تتصاغر والله. والاوصاف كلها مهما حبرت تتلاشى تماما امام الحديث عن خلق رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هذا باب تتناول فيه طرفا من الثناء الالهي العظيم على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وانك لعلى خلق عظيم ما ظنك ما ظنك بامر يقول فيه ربك العظيم جل في علاه انه عظيم اين سيقف بك التصور والادراك عبد الله في ادراك عظمة خلق يقول فيه الرب العظيم انه عظيم اين يبلغ منتهاه اذا اين ستكون حدود هذا الخلق العظيم الذي اخبر الله العظيم عنه انه عظيم حقيقة فانما تتحدث عن باب الاخلاق النبوية فقل لي بربك اي شيء ستصف به رقة المشاعر نبض القلب الرفيق بعد قول الله به عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. قل لي بربك اي امر ستبلغه عبارتك مهما بلغت روعتها ان تصف به كمال ادبه في عقله في لسانه في فؤاده في بصره بعد ان زكاه ربه فقال ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى بعد ان قال ما كذب الفؤاد ما رأى بعد ان قال ما زاغ البصر وما طغى. بل قل لي ماذا بقى لي بشر؟ ماذا بقي لبشر في هذا الباب بعد قول رب البشر وانك لعلى خلق عظيم عفوا ايها الادباء ايها البلغاء ايها الخطباء ايها الشعراء ما تركت الاية متسعا لمدح مادح ولا وصفي واصف وقد قال الله جل في علاه وانك لعلى خلق عظيم فما سعى الصحابة رضي الله عنهم في الروايات التي تواترت الفاظها وتعددت ابوابها ما سعوا في حكاية ذلك الوصف العظيم ونقله للامة من ورائهم الا محاولة لتقريب الصورة عن هذا الخلق الذي اسر به النبي صلى الله عليه وسلم قلوب الامة لن اقول قلوب اصحابه. بل قلوب الامة جمعاء. اصحابه الذين عايشوه فتعلقت قلوبهم ابصارهم اسماعهم بهذا الخلق فامتلأت محبة له عليه الصلاة والسلام. والامة من ورائهم حكيت لهم تلك الاوصاف على وجه من التقريب على وجه من محاولة ادراك ما عاشه الصحابة الاوائل رضي الله عنهم. فتعلقت قلوب الامة ايضا من بعدها بهذا الخلق العظيم للنبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم. هذه العظمة في الخلق النبوي الكريم تستوجب علينا يا امة الاسلام امورا ثلاثة اولها مزيد اجلال ومهابة وتقدير له عليه الصلاة والسلام. وقد قال الله وتعزروه وتوقروه انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه. تعزير صلى الله عليه وسلم نصرته. توقير النبي صلى الله عليه وسلم اجلاله. مهابته ملئ القلوب احتراما تقديرا له عليه الصلاة والسلام احد ما يعزز هذا الاحترام والتقدير والاجلال في قلوبنا له عليه الصلاة والسلام وقوفنا على طرف من عظمة الخلق الذي قال الله فيه وانك لعلى خلق عظيم واما الامر الاخر الذي تستوجبه عظمة خلق نبينا صلى الله عليه وسلم فمزيد محبة تأسر القلوب والالباب لانك انما تحبه بقدر ما تعرف من صفاته من شماله من اخلاقه عليه الصلاة والسلام بقدر ما تقف وتتعرف على عظمة الخلق الكريم في شتى الانحاء يزداد حبك له عليه الصلاة والسلام. فاجعل ذلك عونا فاجعل ذلك عونا على مزيد حب في قلبك لاعظم من يجب ان يمتلئ قلبك حبا له صلى الله عليه واله وسلم. واما الامر الثالث فهو صدق ووفرة الاغتراف من معين هذا الخلق العظيم. نعم نحن هنا نتعلم كلنا كلنا تلميذ صغير في رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله مهما بلغت باحدنا الدرجات. وارتفعت به المقامات فانه يظل يظل صغيرا متعلما امام هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فحيث ندرس الشمائل ونقلب صفحات السيرة فانما نلتمس مزيدا من التعلم نزداد به رصيدا في القرب والمعرفة والايمان. والوصول نحو الكمال. لا يختلف اثنان ان اكمل حياة بشرية تمثلت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن ينشد الكمال البشري؟ ومن ينشد الدرجات العلى فيه فليس له الا ان يطرق سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلق باخلاقه يتأسى بهديه يغترف مزيدا من من معين سيرته صلى الله عليه وسلم. هكذا نعظم حقيقة الخلق العظيم الذي قال الله فيه. وانك لعلى خلق عظيم. نور اطل على الحياة رحيما. وبكفه فاض السلام عميما. لم تعرف الدنيا عظيما مثله. صلوا عليه تسليما. فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته اجمعين في هذا الباب ايها الكرام نكرر ما تقدم مرارا اننا انما نؤسس مزيد حب صادق له عليه الصلاة والسلام. ليس مسلم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وهو يقر بحب في قلبه لرسول الله عليه الصلاة والسلام لكنا نتكلم عن درجة اعلى عن حب اصدق عن ايمان اعظم عن طاعة اتم اجعل هذا عونا لك عبد الله وانت امة الله لانك انما تحب انما تحب انسانا اي انسان. اما لجمال صورته او لجمال اخلاقه او لكمال احسانه. وثلاثتها قد اجتمعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم في اكمل المراتب فاستحقوا اكمل الحب صلى الله عليه وسلم. لا يحق لاحد والله اذا قوي ايمانه وكمل لا يحق له ان يحب في قلبه احدا من البشر اعظم من رسول الله صلى الله عليه وسلم. لانك ان كنت تحب من اجل جمال الصورة والخلقة فقد كان اجمل الامة عليه الصلاة والسلام. وان كنت تحب احدا لجمال اخلاقه وشريف طباعه وصفاته فانه كان اعظم الخلق خلقا صلى الله عليه وسلم وان كنت تحب انسانا من اجل احسان قدمه اليك ومعروف بذله اليك فوالله ليس في رقاب الامة منة لاحد من البشر اعظم مما هي لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اخرجنا الله به من الظلمات الى النور الذي ساقنا الى جنة عرضها السماوات والارض الذي بذل الحياة النبوية من اجلنا. يعلم ويرشد الامة بل يشفع لنا حتى يوم الله يحرص على ان نكون من اهل الجنة عباد الله. ايوجد بشر اعظم احسانا الى البشر من رسول الله صلى الله عليه وسلم في احسانه الى امته فوالله لن يحب مؤمن صادق الايمان بشرا اكثر من حبه لرسول الله صلى الله عليه واله اله وسلم. نحن في باب الاخلاق نقف على تلك المعاني العظيمة ولانه باب عظيم. فما عسى مثلي وغيري واضعافنا ان عن هذا الباب الكريم في اي طرف ستبدأ واين ستنتهي؟ لن تحيط ابدا بعظمة هذا الخلق الذي اوجزت الاية فحواه ان فقالت وانك لعلى خلق عظيم لكنه والله الذي لا اله الا هو ان الاخلاق ستظل نكرة في حياة البشر. حتى تعرف بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سيتحدث الناس كثيرا عن مصطلحات الاخلاق عن العفو عن الكرم عن العطاء عن الوفاء عن السخاء عن صدق الجود عن كرم النفوس عن ماذا تتحدث من الاخلاق؟ فانها ستظل نكرة حتى اذا ما جئت لها بشاهد من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت الناس حقيقة هذه المعاني معنى الرأفة ولطف المشاعر والامانة وحسن العشرة وكرم النفس ان الاخلاق ايها البشر التي نتزيى بها ونتحلى بها ونتفاضل فيما بيننا بقدر ما يحمل احدنا من الاخلاق والصفات نحن في حياتنا ايها البشر انما نتحلى بالاخلاق ونتجمل بها. الا فاعلموا ان الاخلاق تجملت الا بتحلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بها. فوالله لا يعرف لا يعرف حلو تلك الصفات الا اذا ضرب لها مثال من حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام. واية ذلك وامارته انك اذا اردت ان ترغب الناس في العفو في الكرم في الصبر في حسن العشرة في الوفاء في العطاء فانما تضرب مثالا وشاهدا من حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام يظهر جمالها ورونقها وروعتها. ارأيت اننا عندما نتزيى بالاخلاق ونتحلى بها. فان الاخلاق انما فتحلت باتصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بها. اذا نحن في باب الاخلاق لا نريد ان نوضح شيئا من خلق رسول الله عليه الصلاة والسلام لنكشف صفاته وخصائصه وطباعه بقدر ما نعرف حقيقة بالصفات كيف تكون. كيف تتمثل في حياة فقلت يا رسول الله انا خير او عثمان قال عثمان فلما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصدقني فلوددت اني لم اكن سألته صلى الله عليه واله وسلم هذا حديث فيه سعة خلق كيف يكون العفو عنوانا في مواقف عظيمة عاشتها الانسانية لما تخلق بها الرسول صلى الله عليه وسلم كيف يكون الصبر فيكون الرأفة كيف يكون لطف المشاعر؟ كيف يكون معاشرة الزوجات؟ كيف يكون حسن الجوار؟ تلك الاخلاق التي لا نهاية لها كيف تكون عنوانا صحيحا تتحول الى مواقف في حياة البشر عندما تظهر لها الامثلة والشواهد في حياة رسول الله صلى الله الله عليه واله وسلم. هذا باب اذا عظيم ايها الكرام. نحن انما نغترف منه غرفا يسيرا. ومن وراء ذلك بحر لا ساحل له حكاه الصحابة ونقلوه ورووه انما نفتح قلوبنا له من اجل ان نهذب اخلاقنا. هذا باب ارجو ارجو ان اسمحوا فيه لانفسكم والكلام لنا جميعا ان نهذب اخلاقنا ان نصفي طباعنا ان نسمو بتصرفاتنا باقوالنا وافعالنا ان نجعل ميعار ذلك كله خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم عفوا دعونا نحتكم الى الاخلاق النبوية. دعونا نتفاضل فيما بيننا ايضا بالاخلاق النبوية. دعونا طب القدوات لاجيالنا ايضا بالاخلاق النبوية لنجعل من الاخلاق النبوية مرآة ننظر فيها وميزانا نحتكم اليه ومعيارا نتفاضل به وتمثالا ننصبه للاجيال لتتعلم معنى الاخلاق في زمن في زمن احوج ما تكون اليه الامة في استعادة اخلاقه وما افتقدته حقيقة الا بشيء من البعد عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الحاجة تعود بنا من جديد الى تصفح الابواب المتتابعة في اخلاق نبينا الكريم صلى الله عليه واله وسلم. ابتدأ الباب بحديث خارجة بن زيد بن ثابت قال دخل نفر على زيد ابن ثابت فقالوا له حدثنا احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحديث وان كان ضعيفا سندا الا ان الاتي من احاديث الباب ما يغني عنه وزيادة. لكن لا بأس ان نعرج على معنى الالفاظ. قال ماذا احدثكم زيد بن ثابت عاش قربا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهتين الجهة الاولى قرب الجوار. فقد كان جارا له والقرب الثاني كونه كاتبا للوحي فكان اذا نزل الوحي استدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فجعله يكتب ما نزل من الوحي الاية والايتين واكثر فكان هذا يستدعي كثرة اتيان منه الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. وكثرة اقتراب كونه كاتبا للوحي. ولهذا قال كنت فكان اذا نزل عليه الوحي بعث اليه. اشار رضي الله عنه الى وجهي القرب الجوار وكونه كاتبا للوحي. فيحكي ان انه اذا يعيش قربا حقيقيا من رسول الله عليه الصلاة والسلام. لكن السؤال كان اكبر من الجواب. قالوا حدثنا باحاديث رسول عليه الصلاة والسلام. فقال ماذا احدثكم؟ يعني ماذا ساذكر وماذا ساترك؟ من اين ابدأ؟ واين سانتهي؟ وقد كنت جاره وكثير قد تردادي عليه وكاتبا للوحي قال فكنا اذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا واذا ذكرنا الاخرة ذكرها معنا. واذا ذكرنا الطعام ذكره معنا يقصد يقصد احد معنيين اما انه عليه الصلاة والسلام كان يشاركهم هم الحياة وكان مجلسهم مجلسه. وكان حديثهم حديثه. وكان ما يعيشونه من احوال الحياة يشاركهم فيها العيش صلى الله عليه وسلم. وهذا يعطي معنى كبيرا ان الامام والنبي والمعلم والاباء ينبغي ان يكون في القرب اناوية في حياته مع من يعيش معهم. حتى لا تنصب الحواجز الوهمية. حتى لا يعيش في برج عاجي لا يدري ما يعيش الناس وما يهم الناس وما يتحدث عنه الناس. كانوا اذا ذكروا الدنيا ذكرها معهم اذا ذكروا الاخرة ذكرها معهم. اذا ذكروا الطعام ذكره معهم مقصود المقصود مشاركته صلى الله عليه وسلم لهم احوال الحياة. على اختلاف ابوابها. والمعنى الاخر المحتمل انهم اذا ذكروا الدنيا شارك بذكرها معهم على الوجه الذي يريد تعليمهم صلى الله عليه وسلم من حقارة الدنيا وعدم الاكتراث بها او الاستكثار منها. واذا ذكروا الاخرة ذكرها معهم على وجه الترغيب والحث والتشويق وذكر ما اعد الله عز وجل لاهل الجنة ومالهم من الدرجات العلى يرغبهم فيما عند الله. واذا ذكروا الطعام ذكره معهم يعني ذكر لهم ادابه. وما يستحب لهم فيه وما ينبغي ان يتخلقوا فيه بخلق الاسلام. قال رضي الله عنه فكل هذا احدثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمرو بن العاص قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على اشر القوم يتألفهم بذلك فكان يقبل بوجهه وحديثه علي حتى ظننت اني خير القوم فقلت يا رسول الله انا خير او ابو بكر قال ابو بكر فقلت يا رسول الله انا خير او عمر. فقال عمر فيه انشراح صدر فيه توطئة الاكناف فيه لين الجانب. مع كثرة الناس الذين يتعامل معهم صلى الله عليه وسلم مع تعدد انماطهم مع اختلاف شخصياتهم مع تفاوت عقولهم مع اختلاف احوالهم التي يعيشها معهم او يقابلهم فيها لكن العجيب مع كل تلك المعطيات كان تعامله صلى الله عليه وسلم مع الجميع على قدر من التبسط والاريحية وانشراح الصدر كان منه فشعروا به يقول عبد يقول عمرو بن العاص كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على اشر القوم اذا كان هذا حاله مع شر الجالسين معه في المجلس اقبال بالوجه والحديث وانبساط فما ظنك بحاله صلى الله عليه وسلم مع من هو خير منه مع الصحابة الكرام مع اقوياء الايمان مع السابقين مع الانصار. كيف كان يكون؟ اذا كان هذا حاله مع شر القوم. فكيف هو مع خيرهم بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. ارجو الا تمر بك العبارة مرور الكرام عندما عندما تضيق الصدور بكثرة الجالسين والمتحدثين او تزدحم الاوقات او يشعر احدنا انه قد اختنق بكثرة ما لقي من تاس وتعامل فهذا موطن تختبر فيه سعة النفوس. واتساع الاخلاق سعة القلوب والصدور. راحة البال. عندما يظل هناك تسع لكل هذه الانماط المختلفة ان تجد منك انشراحا ويسرا وبشاشة وهشاشة. صدقني هذا ليس بالامر اليسير. يقول عمرو ابن ابن العاص كان عليه الصلاة والسلام يقبل بوجهه وحديثه على اشر القوم. جعل هذا مقدمة للجملة الاتية. يقول هذا كان هديا نبويا كريما. يقول رضي الله عنه يتألفهم بذلك. ان كان هذا صنيعه مع شر القوم فانما كانت الرغبة تأليف قلوبهم. ليس اليف قلوب لمصلحة تعود له عليه الصلاة والسلام. لكنه يريد هدايتهم بالدين الذي بعثه الله تعالى به. اصحاب تالت العظمى هكذا يعيشون. اصحاب الهمم الكبيرة والمبادئ في الحياة انما يحملون هم المبادئ التي يعيشون من اجلها يصرف يصرف ويبذل من اخلاقه من اوقاته من امواله من اجل تحقيق المبدأ الذي يعيش عليه. الرسالة النبوية التي بعثه الله بها كانت الهم الذي عاش عليه. يتألفهم بذلك. يقول فكان يقبل بوجهه وحديثه علي حتى ظننت اني خير القوم لاحظ ما الذي بلغ بعمرو بن العاص من الشعور ان يشعر انه من كثرة ما رأى من اقبال الوجه النبوي والحديث النبوي اليه لو شعر بحفاوة واختصاص شعر انه الوحيد من بين الناس الذي يجد هذه الحفاوة. فوقع في قلبه شعور بان انه مقدم في قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام. شعر انه المفضل. شعر انه الرجل رقم واحد. وهذا الذي جعله يباع بالسؤال وعنده شعور بانه بدأ ينافس الكبار ابا بكر وعمر. فقال يا رسول الله انا خير او ابو بكر والله ما قاده الى هذا السؤال الا شعور ملأ قلبه انه من شدة ما وجد من الاقبال والبشاشة وحسن الحديث انه قد بلغ مبلغا عظيما في قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام. مع انه ما وصل الى تلك المرتبة. فلما بادر بالسؤال فوجئ بالجواب الذي ما كان يتوقعه قال يا رسول الله انا خير او ابو بكر قال ابو بكر فقلت يا رسول الله انا خير او عمر لما فقد الصدارة رضي الله عنه ظل يطمع ولو في المرتبة الثانية. فقال انا خير او عمر فقال صلى الله عليه وسلم عمر فقد المرتبة الثانية لم يزل طموحا متطلعا الى ان يظفر بشيء من القرب. فقلت يا رسول الله انا خير او عثمان قال عثمان فلما سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فصدقني فلو وددت اني لم اكن سألته لماذا ود انه لم يكن سأل لئلا يقف على حقيقة الجواب ليعيش ليعيش فرحا بالشعور الذي كان بداخله انه المقدم. فيعيش على هذا الشعور بكفاية. وانه اكتفى بهذا الشعور ولان المعاملة التي وجدها كانت تحكي له هذا الشعور. فما فقد منها شيئا. لكن ها هنا والله وقفات ذات عبر اولها هذا الشعور الذي عاشه عمرو بن العاص في حياته مع رسول الله عليه الصلاة والسلام. عمرو بن العاص يا قوم متأخر الاسلام ولم يسلم الا بعد الحديبية. فلم يكن من المهاجرين ولا السابقين الاوائل. ولم يسلم في بدايات الاسلام. انما ادرك الاسلام في سنواته الاخيرة ومع ذلك فسنوات يسيرات معدودات قضاها في صحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام وجد معها من الشعور في كرم التعامل وحسن الاخلاق وبشاشة الوجه والاقبال بالحديث انه المقدم الذي شعر فيه حتى بمنافسة مع رجل كابي بكر فسأل او مع عمر فسأل هذا الشعور ادركه عمرو بن العاص لم يكن تفكيرا افتقد الى شيء من التأمل. عمرو بن العاص رجل من دهاة العرب فصاحب عقل حصيف ودهاء عجيب. ومع ذلك فان شعوره قاده الى هذا المنطق فسأل يا رسول الله انا خير او ابو بكر فوجد الجواب الموقف الاخر في الحديث صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام. نعم كان يبذل له من الود والبشاشة ما كان يبذله لابي بكر وعمر عثمان وسائر الصحابة رضي الله عنهم اجمعين. لكن اذا جئت للمفاضلة اذا جئت التفاوت الحقيقي في المنازل ذاك الذي يكشف بالسؤال لما كان عمرو بن العاص لا يجد تلك المرتبة المقدمة بين الصحابة لم يجد كلمة من رسول الله عليه الصلاة والسلام تشعره بتأخر المرتبة في في مراعاة المشاعر ايا احبة عليك ان ترسل رسالة لا تقرأ لها حروف ولا يسمع لها صوت. تقول فيها لمن حولك لمن امام لمن اتى اليك؟ لمن جلس معك؟ لمن اقترب منك؟ تقول له ان له من الود والمكانة والاحترام ما يجعله يشعر انه قريب انه اليف انه حظي عندك بمنزلة ولا تحتاج فيها معه الى اخبار. هذا القدر عاشه عمرو بن العاص. فلما سأل كان السؤال لا يحتاج الى مجاملة فصدقه النبي عليه الصلاة والسلام. السؤال يترتب عليه احكام قال انا خير او ابو بكر. قال ابو بكر. قال انا خير او عمر؟ قال عمر قال انا خير او عثمان؟ قال عثمان هذه المفاضلة هي بعينها التي جاءت في صحيح البخاري على لسان ابن عمر رضي الله عنهما لما قال كنا كنا نفاضل بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. فنخير ابا بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان فهذا شعور كان عاشه الصحابة. ولذلك لاحظ ان ترتيب عمرو بن العاص في السؤال كان على المراتب الثلاثة اذا هو شيء وقر في قلوب الصحابة ان المفضل ابو بكر. وان الذي يليه عمر وان الذي يليه عثمان فليت شعري ما يقول اولئك الذين لا يعرفون مرتبة هؤلاء العظام. الى الذين يطعنون في امامة الشيخين او ينتقصون اقدارهما الى الذين لا يفقهون حقيقة الصحابة ومنازلهم واقدارهم الى الذين تعمى ابصارهم وتصم اذانهم عن المواضع التي تواترت الفاظا ومعنى في امامة هؤلاء السابقين والخلفاء الراشدين. يقول ابن عمر كنا نفاضل بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. قال فنخير ابا بكر وعمر ابن الخطاب وعثمان ابن عفان هذا التخيير والمفاضلة لا تعني حقا لاقدار الاخرين. ولا انتقاصا من شأن باقي الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين. لكن تعني ان اشهد بالفضل لصاحبه وان نقدم السابق بسبقه لا غير. هذا الذي شعر به عمرو بن العاص فلما وجه السؤال لاحظ كيف وجهه مرتبا قال انا خير او ابو بكر فلما قدم ابو بكر انتقل الى الثاني ولو كان في شعور عمرو بن العاص ان رجلا اعظم في المرتبة من عمر لقد دمه في السؤال هو يبحث عن مرتبة. ولذلك قال في اخر الحديث فلما سألته صدقني فوددت اني لم اكن سألته. من اجل ان يعيش محتفظا بالشعور الذي وقع في نفسه اولا انه لا احد احب اليه في قلبه احب في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم منه. هنا ينبغي ان نقول اذا اتسعت علاقاتك مع الناس وتعددت صداقاته ومن تتعامل معهم وتتواصلوا واياهم فهل تحسن ان يسع الجميع على اختلاف درجاتهم؟ ان يسعهم منك بشاشة الوجه وحسن القول ولطف عشري وجميل الصحبة صدقا والله يا اخوة كثرة العلاقات وتعدد الناس وتفاوت العقول والانماط والشخصيات تجعل من العسير ان لم يكن من المستحيل ان تبذل للجميع سعة يجد كلهم فيها مساحة في صدرك. مساحة في خلقك مساحة في قلبك. لتدرك انها حياة فريدة لا يقوى عليها اي انسان لكنه النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم. نعم عن انس بن مالك رضي الله عنه قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي اف قط وما قال لي وما قال لي لشيء صنعته لما صنعته ولا لشيء تركته لم تركته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقا ولا مسست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان الين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا قط ولا عطرا كان اطيب من عرق النبي صلى الله عليه وسلم اللهم صلي وسلم وبارك عليه. حديث انس هذا في الصحيحين وغيرهما من امتع الاحاديث التي تحكي طرفا من خلقي رفعتي وجمال رسولنا صلى الله عليه وسلم. فيه جمل كل واحدة والله تستحق ان تفرد بمجلس وحدها فيها جمل يحكيها رجل كانس صحابي كانس ادرك النبي صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة ولزمه على شرف خدمة حتى مات عليه الصلاة والسلام. ولهذا قال خدمته عشر سنين. فالمدة التي قضاها انس في صحبة رسول الله عليه الصلاة هي مدة قضائه بالمدينة فترة الدعوة في العهد النبوي باكمله. فصحبة انس صحبة قريبة لصيقة ومعايشته للنبي عليه الصلاة والسلام معايشة عن قرب. لانه لم يكن مجرد صحابي. ولم يكن جارا لك ان تقول هو بمثابة تربى عنده عاش يخدمه وبالتالي فهو معه في بيته. وهو معه في مهمته يبعثه عليه الصلاة والسلام ليقوم امري هو يبعثه بالحاجة يرسله فيها. فكان قريب الصلة جدا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. انس رضي الله عنه لو تتبعت احاديثه لوجدته من اوفر الصحابة حظا بالروايات التي تحكي صفة خلقة رسول الله عليه الصلاة والسلام لانه عاش عن قرب هو الوحيد الذي يقول ما مات النبي صلى الله عليه وسلم وفي رأسه عشرون شعرة بيضاء وفي رأسه ولحيته حتى انه استطاع على وجه المقاربة ان يحصي الشعرات البيض في لحية ورأس رسول الله صلى الله عليه وسلم. انس الخادم المحب ما عرفت الدال بشرية والله خادما اشرف من انس لانه خدم اعظم انسان رسول الله عليه الصلاة والسلام. وكم كان اهله موفقين لما اتوا به الى النبي عليه الصلاة والسلام حين قدم المدينة وعرضوا عليه ان يكون انس خادما له. صلى الله عليه وسلم. فظفر انس بشرف الحياة بشرف الصحبة بشرف خدمة فكان من اعظم الصحابة استمتاعا بالقرب من رسول الله عليه الصلاة والسلام على صغر سنه رضي الله عنه وارضاه يقول في هذه العبارات التي اقول تهز احدنا احدنا من داخله. وتزلزل كيانه والله لان نعود حساب اتنا من جديد في اخلاقنا في قيمنا في مبادئنا يقول انس خدمته عشر سنين. فما قال لي اف قط تدرك الان معي بعد هذه العبارة؟ ان يخدمه عشر سنوات فلا يجد تأففا مرة واحدة منه عليه الصلاة والسلام لا تنسى ان الف المعاملة وطول العشرة تعدد المواقف لا يتاح معها غالبا مزيد احتمال بمعنى انه ربما تستطيع ان تحتمل موقفا فيه خطأ تعدي عليه. من انسان قابلك في الشارع او في مقر العمل او في السوق يمكن ان تضبط بحلم شيئا من هذا التجاوز وتعيد تربط اخلاقك من جديد وتهذبها وتتعامل بالصفح او بالعفو يمكن هذا ويحتمل لكن ماذا لو تكرر الخطأ من الرجل نفسه من الانسان نفسه مرة ثانية وثالثة ورابعة اترى كيف ان العشرة الزوجية انما تكمن في احتمال الاخلاق من عظماء الاخلاق؟ لان العشرة الزوجية فيها طول معاشرة. فيها الفة مستدامة فيها مواقف متعددة فالمرأة التي اخطأت على زوجها هي التي اخطأت معه منذ عشر سنوات وعشرين سنة. والرجل الذي اخطأ بحقها هو الذي لا يزال حتى يخطئ معها منذ عشر سنوات وعشرين سنة. عندما يقوى القلب على احتمال هذه المواقف وتجاوزها بعفو وصفح جم فاعلم ان وراءه قلبا كبيرا يسبح على بحر عظيم من الاخلاق هذه الطباع لا تتأتى لاي انسان. يقول خدمته عشر سنين فما قال لي اف قط هل هذا لان انس رضي الله عنه لم يخطئ مرة في الخدمة هل لانه ما قصر في عشر سنوات ولا مرة؟ هل لانه ما خالف في العشر السنوات ولا مرة؟ ليس لهذا ولا ذاك، بل لانه يخدم الله صلى الله عليه وسلم لان الذي لم يقل له اف هو اعظم قلب واوفره رأفة ورحمة هو الذي نتعلم اليوم في مجلسنا طرفا من اخلاقه عليه الصلاة والسلام. يقول وما قال لي لشيء صنعته لما صنعته ولا لشيء تركته لما تركته؟ حتى العتب ما كان موجودا. مع ان الخادم مظنة الخطأ او التقصير المقصود او غير المقصود لا محالة مهما تفانى الخادم ايها الكرام. مهما تفانى الخادم في خدمة مخدومه. الخطأ بشري ولابد ان يقع قصور او خطأ او جهل او نسيان ومع ذلك فما كان يجد من رسول الله عليه الصلاة والسلام الا مزيد الرضا والاحتمال فعندئذ افلا توافقني ان انسا لما يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانما يتمسك بعروة مثقال لا انفكاك لها لانه عرف انه يحب انسانا وقف بصدق وعن قرب على تعامل عظيم يجعلك يجعلك تسلم قلبك حبا له عليه الصلاة والسلام. فلا تأفف ولا عاتب مع طول الخدمة والعشر السنوات المتتابعة وذلك شيء انس فحكاه رضي الله عنه بعثه النبي عليه الصلاة والسلام ذات مرة. فابطأ انس ونسي المهمة التي ارسله فيها. فوجده النبي عليه الصلاة والسلام في بعض الطرقات يلعب مع صبيان المدينة فماذا قال له؟ لما رآه انس تذكر المهمة التي ارسله فيها. لكنها لكنها صبوة الصبيان فلما بعثه ما انتبه رضي الله عنه وغفل عنها فلما اتى اليه النبي عليه الصلاة والسلام اخذ باذنه فهمس فيه همسة ما نسيها انس عاتبه عتابا رقيقا وقال بعثتك لكذا. فارسله فتنبه فانتبه رضي الله عنه وارضاه اليوم نغضب ونسرع في الانفعال ليس مع الخدم. لا مع اهل بيتنا مع الزوجة مع الولد اذا قصر احدهم اذا ابطأ فرق يا اخوة بين حزم تنتظم معه امور البيت وبين غلظة تجف معه العلاقات في البيت الحزم مطلوب وان ينشئ الرجل بيته على حسن عشرة مع زوجته واولاده. قوامها الادب والاحترام. غطاؤها المحبة والوئام. ظلالها التي اخبر الله عز وجل عنها في اوصاف البيوت الزوجية. وبالتالي ففيه قدر من التفاهم. مهما حصلت الاخطاء. يتنازل عن الاخطاء التي يجدها من زوجته واولاده لانه يعرف انه ايضا صاحب خطأ ويحتاج الى ان يظفر بتنازلهم تجاهه في بعض المواقف هذا هو المنطق الحقيقي بالاقتداء والاتباع. فاما ان يتحول ذلك الى ضيق عطن وسوء خلق ونفرة وانزعاج فتبرم فصراخ فصياح ثم شيء من تطاول ذلك كله الى العنف والشدة في مقابل ماذا؟ في مقابل لقمة ما استطابها او طلب تأخر في الاتيان عليه او مهمة ابطأ الولد او الزوجة في تنفيذها عفوا ليست البيوت ليست البيوت معسكرات تنفذ فيها الاوامر يطلقها قائد الجيش ليجب على من امامه الامتثال والانتظام والا استحق العقاب. البيوت على مودة ورحمة بين الزوج والزوجة. بين الاب والابناء بين الام واولادها. عندما يفتقد هذا المعنى تنقلب الحياة الى فوضى طعام والله لا تستقر لها حياة مطمئنة ولا يسكن لها قرار. ولا يجد الانسان راحته. يتحول البيت حقيقة الى مجرد ظلال للجدران وفراش ينام عليه لا غير. لكن المودة التي تسري في القلوب والرحمة التي تجمع بين القلوب هي التي ينبغي ان تقوم على هذا المبدأ انس رضي الله عنه ما كان ولدا ولم يتكلم عن معاشرة الزوجية يتكلم عن حياة خدمة ومع ذلك فما وجد منه صلى الله عليه وسلم عتبا ولا وجد منه تأففا. فوالله انه لمن باب اولى ان يكون الرجل منا في تعامله مع خدمه فضلا عن ان يكون مع زوجه وولده على هذا النحو من الرقي. صدقوني نشكو كثيرا نشكو كثيرا من ضعف العلاقات في البيوت من سوء الاخلاق الذي نجده في المعايشة. ولا ندري اننا من فعل ذلك. عندما نبادر في مواجهة الاخطاء بشيء من الانفعال. والتجهم والغضب فانا نحمل الاخرين ايضا على ان يكونوا ضيقي اخلاق على ان يكونوا ضيقي الصدور. لانهم ما وجدوا منا الا ظيقا وانفعالا وسرعة وتبرما وانزعاجا. جربوا ان تعيش الحياة لذة الرفق ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول ما كان الرفق في شيء الا زانه. يقول انس رضي الله عنه في تتمة في حديثه واصفا جمال خلقي واخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلقته يقول وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من احسن الناس خلقا وهذه الجملة العظيمة الواسعة يشهد لها تفاصيل ما جاء في الروايات الكثيرة المتعددة التي اتفقت في جملتها على هذا المعنى العظيم يقول رضي الله عنه ولا مسست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان الين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف يصف كف النبي عليه الصلاة والسلام التي لطالما صافحها. وطالما قبض عليها فيصفها بالنعومة والليونة. يقول ما مسست خزا ولا حريرا. الخز هو الحرير او قماش فيه الحرير وغيره. يقصد النعومة والرقة واللطف. يقول ما مسست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان الين من كف رسول الله عليه الصلاة والسلام اما انها ليست بنعومة العيش الذي اورث نعومة البدن حاشا لكن شظف العيش الذي عاشه قد دلت عليه الشواهد المتعددة انما هي الخلقة الجميلة الكريمة الكاملة التي خلقه الله تعالى عليها وكان وصفه في خلقته على اتم الاوصاف واجملها واحلاها وهذا طرف منها. اكتسب الجمال عليه الصلاة والسلام في انحاء الخلقة في جسده الشريف في عينيه في انفه في لحيته في رأسه في يديه في قدميه وسائر جسده بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام وانس ها هنا يحكي جملة قد لا تجدها عند غيره. يقول ما مسست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان الين من في رسول الله عليه الصلاة والسلام. واستطرد رضي الله عنه يصف شيئا مما وقف عليه عن قرب في اوصاف هذا الجمال فقال ولا مسكا قط ولا عطرا كان اطيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم. انس يا قوم يحكي شيئا ادركه بحسه مباشر يقول ما شممت مسكا قط ولا عطرا كان اطيب من عرق رسول الله عليه الصلاة والسلام. اي جمال وجلال ان وصله انسان ما بلغه النبي صلى الله عليه وسلم ان خلقه الله تعالى على كمال الصفات وعلى احلى الاخلاق والانحاء حتى العرق الذي يستقذره الانسان اذا خرج من جسده لنتن رائحته ولكونه فضلة يقذفها الجسد لكنها كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من الجمال شيئا من اماراته التي يجدها المجالس له شيئا من في المجالسة والمؤانسة يقول ما شممت مسكا قط ولا عطرا كان اطيب من عرق النبي صلى الله عليه وسلم اتلوم بعد ذلك الصحابة؟ اتلومهم؟ على عظيم حب ودقة وصف اسرت منهم القلوب والاسماع والابصار. والله لقد ادركوا شيئا اجتهدوا رضي الله عنهم في ايصاله الينا نعم. في وصفه وتقريبه الينا وليس لنا الا ان نقترب اكثر فاكثر. لنعيش مزيد حب كما عاشوا لاعظم من يجب ان يمتلئ قل وله حبا من الحبا من البشر نبينا صلى الله عليه واله وسلم كان الظلام يلفنا فطلعت كالبدر التمام وسرى في الورى يمحو تفاصيل الظلام صلى عليك الله يا رمز المحبة والسلام. املؤوا ليلتكم هذه بكثرة الصلاة والسلام عليه جمعتكم غدا ايضا بكثرة الصلاة والسلام عليه. فقد قال عليه الصلاة والسلام ان من افضل ايامكم يوم الجمعة. فاكثروا من الصلاة علي فيه. اللهم صلي وسلم وبارك عليه عدد ما صلى عليه المصلون. وبارك وصلي وسلم عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه الغافلون اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صلاة وسلاما ترحم بها امواتنا وتشفي بها مرضانا وتهدي بها ضالنا وتهدي بها قلوبنا وتصلح بها احوالنا اللهم اعز الاسلام وانصر المسلمين وادفع عنا وعن كل المسلمين كل شر وبلية يا اكرم الاكرمين. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين. اللهم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين