بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله. ايها الاحبة الكرام يا رب يطيب لاسرة تسجيلات الامام البخاري الاسلامية بمكة المكرمة. ان تقدم لكم بسم الله الرحمن احمد الله تعالى واثني عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له كثر خيره وتتابع فضله وتوالت الائه. فله سبحانه وتعالى الحمد والمنة والنعمة وله الفضل والثناء الحسن. احق ما قال العبد وكلنا له عبد. لا مانع لما اعطاء ولا معطي لما منع ولا ينفع ذا الجد منه الجد. واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله الله ورسوله صفوته من خلقه. امام انبيائه وخاتم رسله. بعثه الله عز وجل بالهدى الحق بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا. بعثه الله تعالى بالنور التام. والهدي الاكمل فاخرج الله عز وجل به الناس من الظلمات الى النور. وفتح الله تعالى به قلوبا غلفا. واعينا عميا واذانا صما فسعدت نفوس امنت به. وصحبته وتعلقت بهديه عليه الصلاة والسلام وسعدت نفوس اخرى من امته ما ادركت صحبته. لكنها تمسكت بهديه وسيرته وسنته صلى الله عليه وسلم ومن تمسك بهديه وصل الى مراد ربه عز وجل في عبوديته والقيام بالوظيفة التي من اجلها خلقه فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وارضى اللهم عن اله وصحابته والتابعين. اما بعد ايها الاخوة الكرام فالليلة ليلة منتصف الشهر وقد استتم القمر بدرا تاما. وهو في كل لحظة يذكرك جماله وضوءه ونوره التام بجمال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. بلغ العلا بكماله فالدجى بجماله حسنت جميع خصاله صلوا عليه واله صلى الله عليه واله وسلم. لم يكن ضربا من المبالغة ولا الخيال عندما يحكي صحابي كالبراء بن عازب رضي الله عنه اذ يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا يصف هيئته ومنظره حين قال عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط احسن منه عليه الصلاة والسلام وقال ايضا ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء احسن من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقد قال جابر بن سمرة رضي الله عنه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة اضحيان يعني ليلة مقمرة مضيئة كليلتكم هذه. قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة اضحيان فجعلت انظروا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى القمر وعليه حلة حمراء فاذا هو عندي احسن من القمر صلى الله عليه واله وسلم فقولوا فقولوا لكل من تعلق قلبه بجمال وعشق مفتونا في هذه الدار هون على قلبك ورفقا بفؤادك. فلو ملئت القلوب بالجمال الاكمل بوجه رسول الله عليه الصلاة والسلام وبصفاته واخلاقه ودينه وسنته ما احتاجت القلوب الى مساحة فارغة تتعلق فيها بسقط من المتاع وقد قال حسان بن ثابت رضي الله عنه واجمل منك قط لم ترى عيني. لما قال رضي الله عنه واحسن منك لم ترق قط عيني واجمل منك لم تلد النساء خلقت مبرأ من كل عيب كانك قد خلقت كما تشاء صلى الله عليه واله وسلم وبعد فلم يزل حديثنا في مجلس الشمائل التي نجتمع فيها كل ليلة من ليالي الجمعة نتعلم من سيرته وسنته صلى الله عليه وسلم وفي كل ليلة من ليالي الجمعة نكتسب قدرا من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. فنتعلم علما ونزيد صلاة وسلاما عليه صلى الله عليه واله وسلم. ونقترب من هديه وسيرته وسنته رجاء ان نكون من اسعد الناس من امته حظا باتباعه. والاقتراب من هديه لنكون ايضا اكثر حظا من الاجتماع به عند عليه الصلاة والسلام والفوز بشفاعته في ذلك الموقف العظيم. وقف بنا الحديث في باب ما جاء في عبادة رسوله الله صلى الله عليه واله وسلم. هذا الباب العظيم الجليل الذي ليس يحكي فقط عبادة المصطفى لربه عليه الصلاة والسلام لكنها العبادة المخصوصة. العبادة التي هي محور العبودية ولبها الصلاة. ثم هي ليست اي صلاة انما هي الليل صلاة الصالحين صلاة السابقين صلاة الاولياء القيام بين يدي رب الارض والسماء في جوف الليل. عندما تهدأ النفوس وتغمض الاعين وتأوي الاجساد الى فروشها. هي لحظة يختلي فيها الصالحون بربهم ويقومون بين يديه قرآنا ودعاء وركوعا وسجودا. يطلبونه سبحانه وتعالى في وقت تغفل فيه كثير من النفوس ويترنمون باياته في الوقت الذي تنام فيه كثير من العيون ويمدون اليه الايادي في وقت تتغافل او او تنصرف عنه ايضا كثير من النفوس فطوبى للصالحين هذا الشرف والظفر قيام الليل. مضى بنا الحديث في مجلسين ابي قيم عن جملة من وصف هديه عليه الصلاة والسلام في هذه العبادة العظيمة. وكيف كان اكمل العباد عبودية لربه الصالحين الى القيام في الليل واكثر المؤمنين ايضا تعلقا بهذه العبادة العظيمة في هذا الوقت الشريف في ثلث الليل الاخير وصف الصحابة رضي الله عنهم جملا فيها قدر من هديه عليه الصلاة والسلام من حيث الوقت الذي كان يصلي فيه من الليل ومن حيث العدد في الركعات ومن حيث الصفة ايضا وكيف كان طول قيامه قراءة وركوعا وسجودا. وقف الحديث في تمام هذا الوصف ولم يزل تتبعنا لهذه الاحاديث محاولة للاقتراب من وصف هذا الموقف العظيم موقفه بين يدي ربه عليه الصلاة والسلام. وقد توقفنا عند حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه لما قال صليت ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل قائما حتى هممت بامر سوء قيل له وما هممت به قال هممت ان اقعد وادع النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث جاء في اثر احاديث وصفت طول قيامه عليه الصلاة والسلام كما قالت عائشة كان يصلي اربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن. وسيأتيك مزيد وصف لهذا نحوي من قيامه عليه الصلاة والسلام. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين ولجميع المسلمين. قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ثالثا فيقرأ وهو جالس. فاذا بقي من قراءته قدر ما يكون ما يكون ثلاثين او اربعين اية قامت وهي قائمة ثم ركع وسجد. ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك. نعم وعن عبد الله ابن شقيق وعن عبد الله ابن شقيق قال سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تطوره عن تطوعه فقالت كان يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا فاذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم. واذا قرأ وهو جالس ركع وسجد وهو جالس. هذان حديثان ايها الكرام في وصف في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قيام الليل كلاهما من رواية امنا عائشة رضي الله عنها وعن ابيها. قالت في الحديث الاول ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي جالسا فيقرأ وهو جالس فاذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين او اربعين اية قام فقرأ وهو قائم ثم ركع وسجد ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك افاد هذا الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام لطول قيامه في صلاة الليل كان يستعين على ذلك الطور من القيام بالجلوس فيصلي عامة الركعة او اغلبها يصليها جالسا لانه كان يقرأ قراءة طويلة فاذا اقترب ركوعه قام عليه الصلاة والسلام واتم القدر الباقي من القراءة قائما ليتهيأ للركوع وهو قائم هذا الاقتراب من الركوع قدر ثلاثين او اربعين اية بالقدر الذي لا نكاد نصليه نحن الا في ركعات متتابعة بينما كان هو القدر الذي يقوم به عليه الصلاة والسلام قبل ان يركع لك ان تتخيل اذا اذا كان يقوم فيما بقي من الركعة متهيأ للركوع قدر ثلاثين او اربعين اية. فانت تتحدث عما يقارب في صفحات المصحف الان نحوا من من ثلاث الى اربع صفحات هذا القدر هو الذي كان يقوم به بعد ان بدأ القراءة جالسا. ترى فلما قرأ جالسا كم صفحة قرأ؟ كم اية قرأ عليه الصلاة والسلام وهو الذي انما جلس من اجل طولها وطول قراءتها. اذا انت تتحدث عن قيام طويل طويل كما مر في مجلس الليلة الماضية هذا القيام الطويل وصف ومر بكم في الليلة الماضية كان يقرأ البقرة في ليلة البقرة وال عمران والنساء والمائدة او الانعام. هذا القدر الطويل كان يصلي به عليه الصلاة والسلام في ليلة واحدة وحديث عبد الله بن مسعود لما قال هممت بامر سوء في الحديث المنصرم لما قيل له وما هممت؟ قال ان اقعد وادع صلى الله عليه وسلم وصف مقدار القراءة فقال افتتح البقرة فقلت يركع عند المئة فمضى فقلت يقرأ بها فمضى فاستفتح النساء ثم استفتح ال عمران وهو يتكلم عن ركعة واحدة يقوم بها النبي صلى الله عليه وسلم قياما طويلا. وفي الحديث من الفقه ان ان من رغب في شرف القيام واجره ولم يجد قدرة في بدنه فله ان يصلي جالسا واذا صلى جالسا كتب له اجر القيام ونال هذا الشرف وحصل على الاجر فلا يقعدن بك عجز البدن عن ان تظفر بهذا صلي قاعدا وهذا النبي عليه الصلاة والسلام كان كما تقول عائشة رضي الله عنها كان يصلي جالسا فيقرأ وهو جالس فهذا باب مشرع ايها الكرام لمن اراد ان يصلي من الليل جالسا اذا شق عليه القيام او عجز عنه او مرض او نحو ذلك انما يصلي ما قدر له وما كتب له ولو كان قدرا يسيرا هو خير من ان لا يصلي شيئا. تقول عائشة رضي الله عنها انه كان يصلي وهو قاعد وقد تقرر عند الفقهاء ان صلاة المعذور الذي لا يقوى على القيام بسبب المرض او كبر السن فانه معذور وله في جلوسه اجره التام لكن النوافل امرها اوسع كقيام الليل. وصلاة التراويح في رمضان مثلا او صلاة اخر الليل فانه يشرع ان يصلي المرء قاعدا ولو من غير عذر فيصلي قاعدا طلبا للتخفيف مثلا او رغبة في الايسر عليه فليس صاحب عذر لكنه يرغب ان يصلي جالسا. في النافلة له ذلك ويصح لكن يكتب له نصف اجر القائم. لقوله عليه الصلاة والسلام صلاة القاعد صلاة الرجل قاعدا نصف الصلاة فان فهمت هذا فلا يردن عليك اشكال فهل كان عليه الصلاة والسلام يصلي قاعدا في مثل هذا اللون من القيام ويفوته نصف اجر القيام اخرج مسلم في صحيحه من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال حدثت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الرجل قاعدا نصف الصلاة. يعني اجرها نصف اجر صلاة القائم. قال فاتيته فوجدته يصلي جالسا فاتيته فوضعت يدي على رأسه فقال ما لك يا عبد الله بن عمرو قلت حدثت يا رسول الله انك قلت صلاة الرجل قاعدا على نصف الصلاة وانت تصلي قاعدا. فقال عليه الصلاة والسلام اجل ولكني لست كاحد منكم. فثبت بالحديث تمام اجره بابي وامه عليه الصلاة والسلام وانه صلى قائما او صلى قاعدا كفاه شرفا انه اتم العباد عبودية لربه واكثرهم قياما بحقه عليه الصلاة والسلام واكثرهم ايضا فوزا باجر ورحمة وفضل من الله ورضوان. دل الحديث ايضا فيه من الفقه على ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي قائما تارة وجالسا تارة والامر في هذا واسع. ولهذا جاء الحديث الثاني من رواية عبدالله بن شقيق لما قال سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تطوعه فقالت كان يصلي ليلا طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا. اذا اثبتت انه ربما مر عليه ليل طويل يصلي فيه قائما وليل طويل يصلي جالسا. فهل يحمل هذا على انه كان بعض الليالي هكذا وبعضها هكذا؟ او ان الليلة الواحدة كان يصرف فيها وقتا طويلا قائما ومقدارا طويلا ايضا قاعدا كل ذلك محتمل. فاثبت الحديث انه عليه الصلاة والسلام ربما صلى قاعدا وربما صلى قائما لكنه في كل الاحوال كان يبحث عن فضل ربه في هذه العبادة العظيمة يخبرنا بفعله عليه الصلاة والسلام كانه يقول التمسوا فضل ربكم في هذه العبادة كيفما كان. قياما ان قدرتم جلوسا ان لم تقدروا. المهم الا يطول بك النوم على الفراش في جوف الليل. وابحث عن فضل الله كيفما وجدت الى ذلك سبيلا. لكن الذي في الرواية الاخرى يحتاج الى جواب لتربط بينه وبين الرواية السابقة هو تتمة الحديث. تقول رضي الله عنها. فاذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم واذا قرأ وهو جالس ركع وسجد وهو جالس في الرواية السابقة قبل قليل قالت كان يصلي جالسا. فاذا بقي من قراءته قدر ثلاثين او اربعين اية قام. فالسؤال اذا صلى جالسا وحان وقت الركوع هل السنة ان يقف فيقرأ شيئا من القراءة قائما ليتهيأ للركوع قائما ام يركع جالسا؟ الامر في هذا واسع وثبت عنه صلى الله عليه وسلم هكذا وهكذا كما سمعت لكن ايهما الاكمل؟ الاكمل والافضل ان يقوم اذا اقترب وقت ركوعه قام فقرأ قدرا من القراءة عشر ايات عشرين ثلاثين اربعين اية يفعل كما فعل رسول الله صلى الله الله عليه وسلم فيقرأ قدرا من القراءة وهو قائم ثم يركع وهو قائم. ويحمل هذا الحديث على ركوعه جالسا صلى الله عليه وسلم حمله بعض اهل العلم على حال تقدمه في السن. جمعا بينه وبين الحديث السابق انه لما كبرت به السن كما سيأتيك الان بعد قليل حديث عائشة رضي الله عنها كان يصلي صلى الله عليه وسلم وهو جالس فيركع وهو جالس وقد علمت ان السنة ففي هذا جواز الامرين معا ولله الحمد. حقق زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في سبحته قاعدا ويقرأ بالسورة ويرتلها حتى تكون اطول من اطول منها. هذا وصف جميل اخر في وصف طول قيامه عليه الصلاة والسلام تحكيه امنا حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها وعن ابيها. زوج رسول الله عليه الصلاة والسلام قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في صبحته قاعدا السبحة صلاة النافلة. وتسمى في السنة سبحة ونافلة وتطوعا. التسميته في هذا متعددة. فالسبحة صلاة النافلة كما جاء في حديث ابن عمرو ابن عمر كان النبي صلى الله عليه وسلم يسبح على ظهر راحلته حيث كان وجهه يومئذ رأسه يسبح ان يصلي صلاة النافلة. فالسبحة او يسبح المقصود بها صلاة التطوع او النافلة. من باب تسمية الشيء ببعضه لان الصلاة فيها تسبيح. تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في سبحته قاعدا. يعني يصلي فينا في قاعدا ويقرأ بالسورة ويرتلها حتى تكون اطول من اطول منها يعني من تأنيه ووقوفه عند الايات وتدبره عليه الصلاة والسلام لما يقرأ من ايات السورة. واذا وقف عند اية فيها فضل لله الكريم المتعال وقف وسأل الله من فضله واذا فيها وصف للرحمة والعطاء والجنة والخيرات وقف وسأل الله من رحمته. واذا فيها وعيد او عقاب او عذاب او غضب او ذكر النار اجارنا واجاركم الله وقف وتعوذ بالله. فكان هذا يجعل السورة التي يقرأها في الصلاة عليه الصلاة والسلام يجعلها في المقدار اطول من اطول منها ان تقرأ سورة ذات خمس صفحات او ذات حزب ونحو ذلك. فيستغرق وقت قراءتها في القيام كما لو كانت ظعفها في الطول لو حسبتها بالوقت ربما احتاجت منك خمس صفحات مثلا الى عشر دقائق. واذا بك تجد في هديه عليه الصلاة والسلام انه امضيها في اطول من ذلك في عشرين دقيقة في نصف ساعة. وسبب ذلك كما علمت تأنيه. وترسله وترتيله وتدبره وعيشه لما يقرأ من معاني الايات عليه الصلاة والسلام. كشف الحديث عن وصف طول القيام مع فائدة اخرى جليلة ان الغرض من قراءة القرآن في قيام الليل خاصة وفي في احوال المسلم عامة هو تحريك القلب بما يقرأ القارئ من القرآن الغرض هو هذا ان يقف وان يتأمل وان يفتح ابواب قلبه وان يتمعن هذا مطلوب من المسلم في كل احواله انزل الله القرآن الا لهذا الغرض. كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. فاذا وقفت خلف امام في فرض او نافلة فاول ما ينبغي عليك ان تفتح ابواب قبيل بك ان تفتح ابواب قلبك قبل اذنيك. وان تستمع بكل جوارحك بكل اية من كلام الله لان الله يخاطبك. لان الله عز وجل يأمرك وينهاك. لان الله يرغبك ويرهبك. هذا في كل الاحوال لكنك في قيام الليل انت مطلوب منك هذا المعنى بشكل اشد ولك من الله عون لان وقت الليل اكثر ارتياحا للقلوب وانشراحا للصدور واكثر ملائمة لما تسمع او تقرأ من كتاب الله سبحانه وتعالى وقد قال الله لنبيه يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا. نصفه او انقص منه قليلا او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا. اسمع الى ما وصف الله القرآن في الليل. انا سنلقي عليك قولا ثقيلا. ان ناشئة الليل هي اشد وطأ اه واقوم قيلا. قال المفسرون قاطبة لليل في جوفه من الخاصية في ارتياح القلوب جراحها واستمتاعها بكلام الله ما ليس لغيره من اوقات اليوم وهذا يفسر لك سر انشغال الصالحين بالقرآن في جوف الليل يجدون له متعة ولذة وحلاوة بل دع عنك اخبار وقف على هديه عليه الصلاة والسلام. ستجد شيئا من العجب يقرأ القراءة الطويلة الطويلة ويسرد السور الطوال عليه الصلاة والسلام. بل ربما وقف عند اية من القرآن فلا يزال يرددها حتى وعليه الصبح كما مر بكم في ليلة الجمعة الماضية ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم فهذا هدي نبوي ليس خفيا لقد وصف وحكاه الصحب. يدلوننا على انه مهما بلغ باحدنا قيام من الليل ولو دقائق معدودات. ولو بايات معدودات ولو بركعات معدودات ولو بركعتين. اجعل حظك من قيام الليل انفتاح قلبك لكلام الله اجعل حظك من الركعات التي تقف فيها بين يدي ربك ومولاك ان تذكر اياته فتحرك بها قلبك. والله ما فعل ذلك مؤمن الا وجد حلاوة القرآن وجد متعته مع القرآن وجد انسه في قراءة القرآن. نعم هو واجد ذلك في كل الاوقات لكن يبقى ليلي شأنه ويبقى لجوف الليل فضله ويبقى هذا الوقت العظيم في جوف عبادة ان يقرأ كتاب الله يجد لها المعاني التي تنفتح لها القلوب والاسرار التي يجد فيها انفتاحا وانشراحا وارتياحا وانسا واطمئنانا والتذاذا بكلام الله سبحانه وتعالى. يجاهد الواحد فينا نفسه حتى يصل الى هذا المعنى العظيم الذي عاشه السلف. وقبلهم امامنا وسيدنا ونبينا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقف مع الاية يرددها يقف مع السور الطوال فيسردها يقرأ السورة حتى تكون اطول من اطول منها. ما الذي حملهم على ذلك ان لم يكن هو حقيقة الاستمتاع بما يقرؤون من كتاب الله في قيام الليل ان لم يكن هو امتلاء القلوب بهجة وانسا سرورا وراحة وانشراحا بما يقرؤون من كتاب الله سبحانه وتعالى. ومثل هذا انما يحصل لعبد بعد ان وفقه الله لقيام الليل جعل نصب عينيه ان يقرأ كلام الله وان يرتل كتاب الله من اجل ان يعيش معاني ما يقرأ من كتاب الله والا قلبوا قراءتك للقرآن ستنقلب الى هزرمة واستعجال حتى تكون السورة اقصر من اطول منها كما يحصل لبعضنا. فاذا غلب على القارئ الرغبة في الانتهاء والفراغ من السورة. واذا كان همه اخر السورة واذا كان همه اخر الحزب همه اخر الجزء وهمه متى يختم واستمر يسرد ربما ظفر باجر القراءة والحرف بحسنة والحسنة بعشر امثالها لكنه لن يجد متعة القرآن ولا لذة القرآن. ليس لانه محروم لكنه ما فتح ابواب قلبه للقرآن. والقرآن فيه الخيرات والبركات والنفحات والهبات. انما يحتاج الى عبد يفتح ابواب قلبه ليجد الطريق النور الى قلبه مسلكا فيه فاذا هو قد اشرق عليه نور القرآن واستمتع وتلذذ بما يقرأ ويسمع من كتاب الله الكريم. فهذا هدي نبوي ينبغي ان يضاف الى ما سبق من الاحاديث في وصف قيامه عليه الصلاة والسلام فاذا اردت ان تستشعر هديه الاكمل صلى الله عليه وسلم ستذكر الوقت الذي قام فيه. والصفة التي قام بها والعدد الذي قام به ثم لا تنسى مع ذلك كله ان تجلل ذلك بصفة القراءة اذا كان يقرأ من كتاب الله سبحانه وتعالى وانه يعي تماما كل كحرف واية وسورة يقرأ بها في قيام الليل صلى الله عليه واله وسلم نعم عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى كان اكبر صلاته وهو جالس عائشة رضي الله عنها تتمة للحديثين السابقين. كان يصلي ليلا طويلا قائما. وليلا طويلا قاعدا. وتسأل عن قيامه فتقول ربما صلى جالسا هنا تقول انه عليه الصلاة والسلام لم يمت حتى كان اكثر صلاته وهو جالس. تشير الى انه في اخر عمره عليه الصلاة والسلام غلب عليه التعب فكان يصلي اكثر صلاته بالليل وهو جالس هذا وهو لم يتجاوز في عمره عليه الصلاة والسلام ثلاثا وستين سنة. اذا ليست الكهولة الشديدة وليست تقدم السن الكبير الذي يعجز صاحبه عن القيام على رجليه. ما هو اذا هو كما اخرج مسلم في صحيحه لما سئلت عائشة رضي الله عنها هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو قاعد؟ قالت نعم بعدما حطمه الناس حطمه الناس وقد استنفذوا جهده وطاقته عليه الصلاة والسلام استنفذوا راحة بدنه ونوم عينيه عليه الصلاة والسلام استنفذوا كل قدر من حياته فما وجدوه الا معطاء سخيا صلى الله عليه وسلم فما قدر في اخر عمره ان يقضي العبادة التي كان يتلذذ بها ما قدر ان يصليها قائما تقول فكان فتقول كان اكثر صلاته وهو جالس فليت شعري ما نقول ونحن لا نقوم لا قياما ولا جلوسا ونحن لسنا نجد من الاشغال والصوارف وكان يجد عليه الصلاة والسلام لكنه مهما انشغل لن ينشغل عن ربه ولا قيام ليله نعم عن ابن عمر رضي الله عنه قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته. وركعتين بعد العشاء في بيته. نعم وعنه وعلي رضي الله عنهما قال حدثتني حفصة ان الرب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين حين يطلع الفجر وينادي المنادي. قال ايوب ورآه قال واراه واراه قال خفيفتين وعنه ايضا رضي الله عنهما قال حفظت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية ركعتين ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء. قال ابن عمر حدثتني حفصة بركعتي الغداء. ولم اكن اراهما من النبي. ولم اكن اراهما من النبي صلى الله عليه وسلم عن عبدالله بن شقيق قال سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين وبعد المغرب ركعتين وبعد العشاء ركعتين وقبل الفجر هذه مجموعة احاديث فيها وصف صلاة السنن الرواتب وقد تم الحديث كما سمعتم فيما يتعلق بقيامه لليل عليه الصلاة والسلام وجعل المصنف رحمه الله كل ذلك وصفا في باب ما جاء في عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد علمت ان عبادته معنى عظيم وواسع وقد كان يضرب المثل الاكمل عليه الصلاة والسلام في عبادته لربه يفتح لنا ابواب الجنة وطرقها. ويسلك بنا سبيلها عليه الصلاة والسلام قادنا في اعظم طريق واشرفه عبادة ربنا جل في علاه. وعلمنا السبل الموصلة الى نيل عفوه ورضاه. صلى الله وعليه واله وسلم. فكم له علينا في رقابنا من منن وفضل عظيم اخرجنا الله تعالى به من الظلمات الى النور. وعلمنا المقامات وسلك بنا في افضل العبادات. هذا الانتهاء من قيام الليل والشروع في السنن الرواتب هو نحو من التدرج في وصف ليلا ونهارا صلى الله عليه واله وسلم. تم الحديث عن قيام الليل وحسبنا بعد المجالس التي قضيناها. نقلب الصفحات في هدي الاكمل والاشرف والاعظم بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام في قيام الليل اقول حسبنا ان يأخذ احدنا كل ليلة حظه من الليل ولو بركعتين والا يرغب عن هذه السنة الشريفة الفضيلة العظيمة. ثم اذا ما وفقك الله وجئت تهيئ نفسك لهذه عبادتي في كل ليلة من ليالي حياتك استحضر دوما امرين عظيمين. اولهما فضل الله العظيم. وحقه الكبير ونعمته السابغة وخيره المتتابع عليه. الذي يحملك على ان تقف بيديه. فتشعر ان من تمام الشرف والفخر ان الله لك ان تقف بين يديه. ومن تمام نعمته عليك ان اذن لك ان تقوم بين يديه. تذكر هذا في وقت تنام فيه الاف العيون وتنصرف الاف اخرى اكثر منها فان يسخرك الله ويكتبك في عداد القائمين بين يديه. فوالله نعمة عظيمة وشرف كبير هذا الشرف هو الذي جعل اهل الليل اعظم الامة منزلة بين العباد. واكثرهم رقيا وسلوكا في مدارج الشرف والفخر وهم في هذا المقام العظيم يقفون بين يدي ربهم سبحانه وتعالى. ويعرفون ان العطاء الحقيقي من الله ان يأذن لهم بالقيام بين يديه. ويشعر احدهم انه كلما قام ليلة من الليالي استشعر ان ربه قد حباه واعطاه وفظله على كثير من العباد وانه بقيام للركعتين والاربع ركعات انما هو عبد شعر بشرف العبودية لله. وانطلق يصلي ركعتين في جوف الليل او قبل الفجر او قبل ان ينام المهم ان يودع في كل ليلة من ليالي حياته شيئا من القيام لربه سبحانه وتعالى. عظيم فضل الله وعظيم منته العبد ان يأذن له بالقيام شيء عظيم يستحق ان يفخر به العبد. ومن هنا كان قيام الليل شرفا للمؤمنين. وكان ايضا نور لوجوههم وكان ضياء لبصائرهم وكان توفيقا الهيا عظيما حتى نبينا عليه الصلاة والسلام وقد خبأ الله عز وجل له المنزلة الرفيعة. الوسيلة الشفاعة العظمى. لما خبأها الله له والنبي عليه الصلاة والسلام يقول وانها لا تنبغي الا لعبد وارجو ان اكون انا هو انظر كيف لما ادخر الله وخبأ لنبيه صلى الله عليه وسلم هذا المقام العظيم قال له ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان ربك مقاما محمودا لتعلم ان كل شرف تروم الوصول اليه فليس لك طريق اليه الا من قيام الليل وان كل فخر ورفعة شأن وعلو منزلة ترجوها في دنياك واخراك صدقني يبقى مفتاحها الاكبر قيام الليل ومهما رام العبد من مناصب يتبوأها وعظيم شرف يتشرف به في حياته فليجعل له حظا من قيام الليل. واذا ما ابصرت الى اولئك الذين قيض الله عز وجل لهم ذكرا حسنا. ومنزلة رفيعة وقبولا بين العباد. فثق تماما ان لهم حظا من هذا الباب واما المحرومون فابعد الناس عن ذلك. لما سئل الحسن البصري وقد اتاه رجل قال اني اتمادى في العصيان وافرط في جنب الله وارى الله لا يحرمني ولا يزال يغدق علي. فسأله الحسن اتقوم الليل؟ قال لا. قال حسبك به حرمانا ان تظن ان عطاء الله عز وجل منحصر في مال يعطيك اياه ورزق يوسع لك ابوابه ولا تلتفت ان تتوالى عليك الليالي الا تظفر بركعتين لله تطوعا؟ ولا تلتفت ولا تظن ولا تفهم ان هذا حرمان يتتابع عليك فتلك غفلة عظيمة. الامر الثاني الذي يستحضره احدنا ايها الكرام كلما وفق لقيام الليل ولو بركعتين ان يستحضر هدي النبي عليه الصلاة والسلام فيقوده تعظيمه لله اولا ويقوده حبه وحرصه على التشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ثانيا. فاذا ما اردت ان تقوم وتكاسلت واذا ما اردت ان تستيقظ وابطأ بك النوم. واذا شعرت بالنوم يغلق عينيك وبالتعب يهد جسدك. وبالأرق اخر نومك دوما ايقظها بهذين الامرين. ان لله حقا عظيما يتوجب ان يقوم احدنا من قبره وليس من فراشه. وتذكر ثانيا ان لك نبيا عظيما تزعم تزعم ان ان قلبك ممتلئ بحبه عليه الصلاة والسلام فاجعله لك اسوة في هذا الباب وقل في نفسك لي قدوة فيك يا رسول الله. فقم وصل ركعتين لله عز وجل. فاذا خشيت الا تقوم فاجعلها قبل ان ترقد ليكون لك حظ دائم وحسبكم من قوله عليه الصلاة والسلام من قام في ليلة بعشر ايات لم يكتب من الغافلين فاقل ما تكون عشر ايات تعجز عبد الله عن عشر ايات عشر ايات الفلق خمسة والناس ست ايات هذه احدى عشرة اية تعجز قال من قام بعشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة اية كتب من القانطين ومن قام بالف اية كتب من المقنطرين اصحاب القناطير في الحسنات والاجور فاقل ما يكون عبد الله الا تبيت ليلة غافلا. الا تكون في غفلة. والله خشية ان يقبض الله روحك فلا تصبح صبيحة اليوم ولن يزين له بترك الصلاة المفروضة. سيأتيه في النوافل فيزهده فيها ويحرص على تجاوزها ويجعله يؤجلها وتارة يصلي وتارة يتركها. يجاهد معه شيطانه ويقعد به عن ولم يفكر في الوصول الى الفرائض فاربأ بنفسك ان تبيت غافلا او ان تكون في ديوان اعمالك ما تختم به حياتك وتغادر الدنيا ان يكتب اسمك في قائمة الغافلين معاذ الله فاجعل لك ولو ركعتين ولو بعشر ايات حتى تنجو من الغفلة. فاذا فتح الله لك هذا الباب ويسر لك هذا السبيل والله ابشر بخير عظيم. اذا حافظت عليها واستمر احدكم على هذا الباب سيجد توفيقا متتابعا ثم ينشط لمزيد من الحظ من العبادة في الليل والقيام حتى يفتح الله له فيلحق بركب الصالحين. الحديث الاخر في الباب في شأنه صلى الله عليه وسلم في السنن الرواتب. يقول ابن عمر رضي الله عنهما صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته فكم ركعة ذكر في الحديث عشر ركعات اذا افاد الحديث ان من السنن الرواتب التي يحافظ عليها نبينا صلى الله عليه وسلم كل يوم وليلة مع الصلوات الخمس عشر ركعات ثنتان قبل الظهر وثنتان بعدها وثنتان بعد المغرب وثنتان بعد العشاء. ولم يذكر ها هنا ذكر ركعتي الفجر وستأتي بعد قليل في الرواية الاخرى. فالمجموع هذه العشر الركعات كان يواظب عليها صلى الله عليه وسلم ولذلك سميت بالسنن الراتبة يعني المستمرة الدائمة. ولم يكن يتركها عليه الصلاة والسلام الا اذا كان مسافرا فاذا سافر ترك السنن الرواتب واقتصر على الفرائض الا سنة الفجر فانها وحدها من بين السنن التي كان نبينا صلى الله عليه وسلم يصليها سفرا وحضرا. ولا يفوتها بل هو القائل عليه الصلاة والسلام الفجر خير من الدنيا وما فيها. يقصد سنة الفجر خير في فضلها وعظيم اجرها وما ينال العبد من الخيرات والبركات خير من الدنيا وما فيها. هذا الحديث افاد ثانيا توزيع الركعات على الصلوات الخمس. وتبين ان العصر من بين الفروض الخمسة ليس لها سنة راتبة. وسيأتينا بعد قليل في حديث علي رضي الله عنه ان لها ركعات لكنها ليست من السنن الرواتب افاد الحديث ثالثا ان هذه السنن الرواتب بعضها كان النبي عليه الصلاة والسلام يصليها في بيته. ولهذا قال وركعتين بعد العشاء بيته وركعتين بعد المغرب في بيته. ما ذكر ابن عمر ها هنا سنة الفجر. تدري لم لانه قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا كان يلحظه ويتبعه ويطبق معه. ما ذكر سنة تجري لان سنة الفجر كان يصليها عليه الصلاة والسلام في البيت قبل ان يخرج. فلم يكن ابن عمر يبيت معه حتى يدرك معه سنة الفجر فيخرج جماعة. ولذلك قال في الرواية الاخرى حدثتني حفصة وحفصة اخته زوجة رسول الله عليه الصلاة والسلام. قال حدثتني حفصة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين حين يطلع الفجر. فتم له حفاظ السنة كاملا. اذا هو صلى ثمان ركعات اربعا مع الظهر وثنتين مع المغرب وثنتين مع العشاء. ثم حدثته اخته انه هناك ايضا ركعتان مع الفجر قبل لها فتم له مجموع السنة. قال حدثتني حفصة انه عليه الصلاة والسلام كان يصلي ركعتين حين يطلع الفجر وينادي المنادي. قال ايوب راوي الحديث واراه قال يعني نافع مولى ابن عمر واراه قال خفيفتين. يعني سنة الفجر السنة ان هنا القراءة فيها خفيفة ومقدار الخفة ثبت في احاديث اخر كان يقرأ في الركعة الاولى بقل يا ايها الكافرون وفي الثانية بقل هو الله احد حلو وربما قرأ في الركعة الاولى قولوا امنا بالله وما انزل الينا الى اخر الاية في البقرة. اية واحدة فقط. ويقرأ في الثانية فلما فعيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله او قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم. فان تكون هذه السنة قصيرة في سنة الفجر هذا من هديه عليه الصلاة والسلام. ويقتصر فيها على القراءة الخفيفة. في بعض الروايات عن عائشة رضي الله عنها تصف الخفة في هاتين الركعتين حتى انها لتحسب انه ما قرأ الفاتحة. من خفة قراءته فيها عليه الصلاة والسلام وعنه رضي الله عنهما قال عن ابن عمر حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثماني ركعات. الثمانية هي التي ادركها ابن عمر لانه يراها من النبي عليه الصلاة والسلام. لاحظ انها ثمانية دون الفجر. لانه لم يكن يراها. قال ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء. قال ابن عمر وحدثتني حفصة بركعتي الغداة الفجر فذكر هنا ايضا في تمام الرواية ان ركعتي الفجر انما تعلمها من حفصة اخته رضي الله عنهما. قال ولم اكن اراهما من النبي الله عليه وسلم. اذا فهمنا ان هذه السنن الرواتب هي موزعة على الصلوات كما سمعتم. كل السنن الرواتب تقع بعد فرائض الا سنة الفجر فانها قبلها وسنة الظهر ايضا ركعتين قبلها ذكر بعض اهل العلم ان النبي عليه الصلاة والسلام ثبت عنه قبل الظهر ايضا اربع ركعات فمنهم من قال انه تارة وتارة يعني كما جاء في حديث الاتي بعد قليل وهو في رواية عند مسلم. قال عبدالله ابن سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين وبعد المغرب ركعتين وبعد العشاء ركعتين وقبل الفجر ثنتين فالمجموع عشر كما تقدم. الحديث هذا اخرجه رواه الترمذي وهو ذاته الحديث نفسه من رواية عائشة في صحيح مسلم بلفظ مختلف قالت كان يصلي في بيتي قبل الظهر اربعا وليس ركعتين كان يصلي في بيته قبل الظهر اربعا ثم يخرج فيصلي بالناس ثم يدخل فيصلي ركعتين فاثبتت رضي الله عنها ما قبل الظهر اربعا فاذا زدت هاتين الركعتين قبل الظهر اصبح مجموع السنن الرواتب كم ثنتا عشرة ركعة هذا يتوافق مع حديث ام حبيبة في صحيح مسلم ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة الا بنى الله له بيتا في الجنة كم ممن فرط في هذه الركعات ففاته بناء البيوت في الجنان ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة الا بنى الله له بيتا في الجنة. فهذه الثنتة عشرة ركعة مفسرة بهذه السنن الرواتب. يبقى ان تقول في حديث عائشة انه اربع ركعات قبل الظهر. وفي حديث ابن عمر انه ركعتان قبل الظهر ما تخالف او تناقض؟ الجواب كلا لكنه فسر باكثر من تفسير. قيل كان يفعل عليه الصلاة والسلام هكذا تارة وهكذا تارة فكان احيانا يصلي قبل الظهر ركعتين وكان احيانا يصلي قبل الظهر اربعا. فنقل كل صحابي ما رأى رأت عائشة اربع ركعات فحكت اربعا ورأى ابن عمر ركعتين فحكى ركعتين وقيل في تفسير اخر بل هو محمول على تغير المكان. فان صلاها في المسجد صلاها ركعتين وان صلاها في البيت صلاها اربعا. وهذا تفسير قريب ايضا لان ابن عمر يقول صليت مع النبي عليه الصلاة والسلام اين صلى في المسجد وعائشة تقول كان يصلي في بيتي قبل الظهر اربعا. ففسر اذا انه ان صلى قبل الظهر في البيت جعلها اربعة وان صلاها في المسجد جعلها ركعتين. يبقى ان تعلم ان السنة ها هنا واسعة. فان اكتفيت بركعتين قبل الظهر وان زدتها الى رب علم فهو خير على خير. وهذا خصوصا في احوال اصحاب الاعمال. وارباب الوظائف اذا كانوا مرتبطين بعمل فلا يسع احدهم القيام الى الا مع الاذان او بعد الاذان فقد لا يسعه الوقت بين الاذان والاقامة لاكثر من ركعتين فحسبه ان يدرك هاتين الركعتين هذا اذا حديث ابن عمر وهو من روايته فيما تقدم مع حديث عائشة رضي الله عنها تبين من خلاله ان السنن الرواتب عظيمة يصليها المسلم فيحافظ بها على الفرائض. دلت احاديث نبيكم عليه الصلاة والسلام ايها الكرام. ان الحفاظ على النوافل فوق ما لها من الاجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى فان لها فضلا عظيما وسرا خفيا. ما هو؟ هو سد الخلل الحاصل في الفرائض واتمام النقص الذي يقع في صلاتنا. وكلنا عرضة لذلك. نصلي الفرائض فيقع فيها من الفوات والسراحات وقلة الخشوع وعدم ادراك الصلاة كاملة. وشيء كثير من الخلل. كيف تجبر هذا الخلل عبدالله؟ بحفاظك على النوافل فمن حافظ على النوافل مع الفرائض سد بها الخلل. وجبر بها النقص واتم بها الاجر فلا يحافظ على السنن الرواتب الا موفق فعلا حرص على فرائضه فكملها بالنوافل. واتم خللها وسد نقصها. وهذا فضل عظيم ولا شك اما الفضل الاخر الخفي فانك عبد الله ان حافظت على النوافل ادمت الاستمرار عليها حفظك الله من ضياع الفرائض. كيف لان الشيطان اذا تسلط على ابن ادم لن يأتيه الى اعلى الدرجات سيبدأ معه بايسرها واقلها. فمن كان على الفرائض محافظا على النوافل ان اتاه الشيطان لن يسود له بترك الفريضة بخلاف من فتح الابواب للشيطان وترك الاسوار خالية بلا حراسة. وترك النوافل ولم يصلي الا الفرائض. فاذا اتاه الشيطان الى اين سيتجه سيتجه الى صلاته المفروضة فيزين له بتأخيرها بتأجيلها باخراجها عن وقتها شيئا فشيئا حتى يتساهل في تركها واذا تركها اصبح يصلي بعضها ويترك بعضها. فاذا انجرف في الهاوية والعياذ بالله اصبح لا يصلي الا لماما او لا يصلي الا الجمع الا يصلي الا العيدين كما هو حال بعض المسلمين هداهم الله واصلح حالهم. المقصود ان الحفاظ على النوافل ايها الكرام حصن حصين يقي به المسلم شأنه مع الفرائض. ويحافظ على حفاظه على الفرائض الواجبات. ويكون بذلك قد حاز فظلا عظيما بفضل الله من اذى شيطانه ووسوسته. نعم جاء الاعرابي فقال يا رسول الله ماذا فرض الله علي من الصلاة؟ فقال خمس صلوات. قال هل غيرها؟ قال لا الا ان تطوع نعم ليست واجبة لكن العاقل الحصيف. والراغب في الحفاظ على نفسه ومن يخاف عليها من الردى والهلاك فعليه بالحفاظ على السنن لن نحدث اولئك المحبين لرسول الله عليه الصلاة والسلام. الذين يقودهم حبهم الى تتبع سننه وخطاه اولئك قوم ليسوا بحاجة لان تقول لهم ان النوافل لها من الفضل كيت وكيت ولها من الثواب كذا وكذا. حسبهم ان لهم هذا طريق رسول الله عليه الصلاة والسلام فينطلقون سراعا يسبق بعضهم بعضا. ايهم اكثر حرصا على سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. ايهم اكثر شبها بتمسكه وحفاظه على العبادة في هذا الباب صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو ان يظفر بالاجر ويستن بالسنة ويرفع رايتها ويسلك الى ها جعلنا الله واياكم من اهلها نعم العاصم ابن برة يقول سألنا عليا كرم الله وجهه عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من النهار وقال انكم لا تطيقون ذلك. قال فقلنا من اطاق ذلك مما صلى. فقال كان اذا كانت كان اذا كانت الشمس من ها هنا كهيئتها من ها هنا عند العصر صلى ركعتين. واذا كانت الشمس من ها هنا كهيئتها من ها هنا عند الظهر الا اربعة ويصلي قبل الظهر اربعة. وذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلينا عند الزوال فيها وبعدها ركعتين وقبل العصر اربعا يفصل بين كل ركعتين بتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين. هذا اخر احاديث الباب من رواية امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه الله ابن عم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وزوج ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها وصلى الله على ابيها. وابو حفيدي رسول الله عليه الصلاة والسلام الحسن والحسين يقول رضي الله عنه وقد سئل علي رضي الله عنه عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من النهار السائل ها هنا محب للسنة متتبع لهدي رسول الله عليه الصلاة والسلام في العبادة. وقد عرف شأنه في قيام الليل فاراد ان يعرف صلاة النهار كيف هي. اذا هو يسأل عن التطوع لا عن الفرائض. اذا هو يسأل عن صلاته عليه الصلاة والسلام نافلة بالليل كيف تكون؟ ومتى تكون؟ فلما عرف جاء يسأل عن صلاة النهار ايضا كم تكون؟ واين تكون؟ وكيف تكون هذا السؤال الذي يخبئ خلفه حرصا عظيما وحبا اعظم. هذا السؤال فعلا يخفي خلفه رغبة جامحة في ان يكون صاحبه شخص متلهف يبحث عن السنة باشد من بحث الامة الام الفاقدة لولدها عن ولدها. فاذا كشخصا متلهفا حريصا راغبا يفتش وينقب ويسأل عن السنة فاعلم ان الله اراد به خيرا. فجاء يسأل وسأل ابي المؤمنين علي رضي الله عنه عرف الرجل من يسأل لم يسأل صحابيا سابقا في الاسلام كعلي رضي الله عنه فقط ولم يسأل لانه امير المؤمنين وارابع الخلفاء الراشدين فقط. ولم يسأل لانه زوج ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط. بل لذلك كله ان عليا رضي الله عنه من اقرب الناس الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. وممن عاش معه في بيته علي علي رضي الله عنه رجل تربى على يد رسول الله عليه الصلاة والسلام فكان معه يعيش عنده في بيته قبل الهجرة. ولذلك كان اسبق الناس الى الايمان رضي الله عنه وارضاه تربى في حجر رسول الله عليه الصلاة والسلام. ثم اكرمه النبي عليه الصلاة والسلام فاعطاه قرة عينه. ابنته فاطمة زوجها وعاش معها وانجب منها السادة من ابناء رسول الله عليه الصلاة والسلام فعلي من اقرب الناس واحظاهم بصحبتي والقرب من رسول الله عليه الصلاة والسلام. فسئل علي رضي الله عنه وهو الخبير بهذا الشأن. وهو القريب وهو المطلع تعلم في داخل البيت تربى عنده وتزوج ابنته وهو من ال البيت فكان بذلك اكثر الناس دراية بالجواب عن هذا السؤال تلاحظ في الاحاديث السابقة ان الذي كان يصف عبادة البيت هم ايضا من الخواص والمقربين. يحكيه الزوجات عائشة وام سلمة وام حبيبة وحفصة رضي الله عنهن اجمعين. او يحكيه من الرجال من ترصد وتتبع يقول البراء رمقت الصلاة مع النبي او قلت لارمقن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فتوسدت فسطاطه وجعل يصف بذلك بحرص عظيم ويصلي معه ابن عباس يقول بت عند خالتي ميمونة. ويقول ابن مسعود صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم. فكانوا يصفون باقتراب. وعلي رضي الله عنه كان من اشده القربى ومن اكثرهم فعلا معرفة ودراية بشأن المصطفى عليه الصلاة والسلام. فلانه قريب ناسب ان يكون متوجها اليه هذا السؤال. فسئل عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهار وهذا قدر ايضا من الهدي النبوي نحتاج ان نقف عليه. لان قيام الليل ربما كثر طرقه والحديث عنه ومر باحدنا كثير من المواقف والاحاديث والاثار التي تتعلق بقيام الليل. اما صلاة النهار فانها باب اخر يحسن بنا الوقوف عليه وقد رواه امير المؤمنين علي رضي الله عنه والحديث اخرجه غير الترمذي الامام احمد والنسائي وابن ماجة وهو حديث حسن سئل عن صلاة رسول الله عليه الصلاة والسلام بالنهار فقال انكم لا تطيقون ذلك استفتح الجوال بهذه الجملة قال لماذا تسألون انا لو اخبرتكم ستجدون قدرا من العبادة لا تستطيعونها انكم لا تطيقون ذلك. ترى هل كان جواب امير المؤمنين رضي الله عنه رغبة في صد الناس عن تعلم السنة ابدا انما كان مزيد ترغيب وحث كانه سيقول لهم انا ساعلمكم شيئا لكن اظنكم لا تقدرون عليه هذا الاسلوب فيه استفزاز للنفوس. ليقول القائل بلى ساجتهد. وهكذا قال السائل فقلنا من اطاق ذلك منا فصلى يعني حسبك ان تخبرنا يا امير المؤمنين وسنجتهد ومن يستطيع سيفعل ويقتدي برسول الله عليه الصلاة والسلام ولك اجر وتعليمنا وارشادنا. فكان هذا الجواب الذكي من امير المؤمنين علي رضي الله عنه هو رغبة في استفزاز النفوس وتحفيزها هو رغبة في ان يجعل احدنا بينه وبين نفسه تحديا. هذه السنة هل تقوى عليها؟ هل تستطيع القيام بها هل تظن ان الله قد رقى بك في منازل الخير والصلاح الى درجة ان جعلك من اهل السنة المحافظين عليها؟ فقال انكم لا تطيقون ذلك فقال من اطاق ذلك منا صلى فطفق رضي الله عنه يشرح لهم صلاته عليه الصلاة والسلام بالنهار كيف كان فجاء البيان في الحديث كما يلي. قال رضي الله عنه كان اي النبي صلى الله عليه وسلم فقال رضي الله عنه في جواب هذا السؤال كان اذا كانت الشمس من ها هنا كهيئتها من ها هنا عند العصر صلى ركعتين يشير رضي الله عنه الى موضع فيه ارتفاع الشمس بمقدار فاشار قال اذا كانت الشمس من ها هنا واشار الى بداية طلوع الشمس كهيئتها من ها هنا عند العصر يعني يريد الفقد الذي ترتفع فيه الشمس ابتداء كوقتها بعد العصر انخفاضا. وهو بداية طلوع الشمس وهو صلاة الضحى. قال صلى ركعتين واذا كانت الشمس منها هنا واشار اشارة اخرى كهيئتها من ها هنا عند الظهر يشير الى ارتفاع الشمس قرابة الظهر وهو ايضا امتداد لوقت صلاة الضحى لكنه وقتها المفضل كما جاء في الحديث سيأتيكم في الباب القادم ان شاء الله في باب صلاة الضحى. قال صلاة الاوابين حين ترمض الفصال. وهو وقت اشتداد الظهيرة قبل اذان ظهر قال واذا كانت الشمس منها هناك هيئتها من ها هنا عند الظهر صلى اربعا وهذا كله من تطوع النهار كما ترى. ركعتان حكاهما في اول طلوع الشمس بعد ارتفاعها قليلا. كهيئتها عند انخفاض الشمس بعد عصري قبل الغروب وعند ارتفاع الشمس ارتفاعا شديدا قبل الظهيرة يصلي اربعا. قال ويصلي قبل الظهر اربعا هذه السنة الراتبة التي مرت بك في الاحاديث السابقة يصلي قبل الظهر اربعا وذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليها عند الزوال. اذا هو بعد اذان الظهر قال ويمد فيها. وبعدها ركعتين هذه ايضا من سنة الظهر الراتبة كما تقدم. قال وقبل العصر اربعا هذه سنة ليست من السنن الرواتب. بل من سننه التي كان يصليها عليه الصلاة والسلام. وقد ثبت ايضا عند احمد في حديث حسن رواية ابن عمر رحم الله امرأ صلى قبل العصر اربعة فمن اراد رحمة من الله دعوة على لسان رسول الله عليه الصلاة والسلام ادرك هذه الركعات الاربع لكنه لم يكن يواظب عليها دوما صلى الله عليه وسلم ولهذا لم تعد في السنن الرواتب المذكورة قبل. قال وذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصليها عند الزوال ويمد فيها وبعدها ركعتين وقبل العصر اربعا يفصل بين كل ركعتين بالتسليم. حتى لا شخص ان الاربعة متصلة بسلام واحد. قال يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين نبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين فسر السلام ها هنا بشيئين. اما السلام الذي هو في اخر الصلاة وهو الاقرب. السلام عليكم ورحمة الله وجعلها سلاما على والنبيين والمؤمنين وفسر بقوله في الصلاة في التشهد الاخير السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فاذا قال السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين من عباد الله الصالحون كل عبد صالح ولهذا صحح في الصحيحين من قوله عليه الصلاة والسلام فانكم اذا قلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والارض تخيلت في كل مرة تقول في التحيات السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. ترسل سلاما الى جبريل وميكال واسرافيل وملائكة السماء والصالحين في الارض كله ان تعرفهم او لا تعرفهم وهذا فضل عظيم من الله. يسلم المؤمنون على بعضهم بعضا وهذه من بركات الحفاظ على الصلاة. قال السلام على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين. هذا ختام باب ما جاء في عبادة رسول الله عليه الصلاة والسلام نشرع بعدها ان شاء الله في باب صلاة الضحى نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد الاسبوع الماضي وقفنا عند السؤال الذي يقوم بالليل يقرأ من حفظه ولو قصار السور افضل ام يقرأ من المصحف؟ الامر في هذا واسع ما غلب على العبد في صلاته حضور قلبه فعل ان كان حضور قلبه اوفر بقراءته بما يحفظ ولو ايات معدودات فهو اولى به. ومن كان من قراءته بالسور الطوال التي لا يحفظها ويستعين على قراءتها بالمصحف ويجد فيها حضور قلب وخشوع لا شتاتا ولا انصرافا ولا انشغالا فهو افظل ابحث اين يكون قلبك حاضرا فاتجه اليه وهذا اخ يقول هل يجوز ان اصلي قبل الظهر تحية المسجد ثم اصلي بعدها اربعا فيكون المجموع ستا لا السنة لمن دخل المسجد بعد الاذان ان يشرع في السنة الراتبة فتغنيه عن تحية المسجد يقول هل قيام الليل بطلب العلم؟ والله اعلم