الشريط الثالث عشر وصول النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة ثم بناء المسجد وتحويل القبلة. وفي يوم الاثنين ثامن من ربيع الاول من السنة الرابعة عشرة من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وصل النبي صلى الله عليه واله وسلم الى قباء وذلك كما يقول عروة بن الزبير سمع المسلمون بالمدينة بمخرج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة يعني بلغهم النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج لكن ما يدرون متى يصل فكانوا يغدون كل غداة هي الحرة فهي المكان بين مكة والمدينة فينتظرونه حتى يردهم حتى يردهم حر الظهيرة فانقلبوا يوما بعد ما اطالوا انتظارهم فلما او الى بيوتهم اوفى رجل من يهود على اطم من اقامهم لامر ينظر الى المكان المرتفع فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه مبيضين يزول بهم السراب يعني يراهم من بعيد فلم يملك اليهودي ان قال باعلى صوته يا معاشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون. يقول فثار المسلمون الى السلاح فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمر ابن عوف. وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الاول فقام ابو بكر للناس وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتا فطفق من جاء من الانصار ممن لم يرى صلى الله عليه وسلم يجيء ابا بكر يعني يظنون انه هو النبي صلى الله عليه وسلم انه لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم ورأوا النبي ساكت يقول حتى اصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقبل ابو بكر حتى ظلل على نبي الله صلى الله عليه وسلم بردائه. فعرف الناس ان هذا هذا هو الرسول صلى الله عليه واله وسلم وبقي علي بن ابي طالب بمكة ثلاثة ايام ادى الامانات عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم هاجر ماشيا على قدميه حتى ادرك النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة اقام الرسول صلى الله عليه وسلم بقباء اربعة ايام عن المشهور الاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس. واسس مسجد قباء وصلى فيه هو اول مسجد اسس على التقوى ولما كان اليوم الخامس وهو يوم الجمعة ركب النبي صلى الله عليه وسلم بامر الله له واردف ابا بكر وارسل الى بني النجار وهل كانهم اخوال جده عبدالمطلب فجاءوا متقلدين سيوفهم فسار جهة المدينة. فادركته الجمعة في قرية لبني سالم بن عوف فجمع به في المسجد الذي في بطن الوادي وهذي اول جمعة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان صلى الجمعة انطلق الى داخل المدينة فكان لا يمر بدار من دور الانصار الا اخذوا خطى مراحلته هلم الى العدد والعدة والسلاح والسلاح والمنعة. فكان يقول لهم خلوا سبيلها فانها مأمورة فلم تزل سائرة به حتى وصلت الى موضع المسجد النبوي فبركة فلم ينزل عنها حتى نهضت وسارت قليلا ثم التفتت ورجعت فبركت في موضعها الاول فنزل عنها النبي صلى الله عليه وسلم في بني النجار اخواله وكان من توفيق الله لها فانه احب ان ينزل على اخواله وذلك ليكرمهم بذلك وهذه من صلة الرحم. فجعل ناس يكلمون الرسول صلى الله عليه وسلم في النزول اليهم. كل واحد يأتي يا رسول الله تعالى عندي اسكن عندي فقام ابو ايوب الانصاري واخذ رحل النبي صلى الله عليه وسلم ودخل به الى بيته فالتفت النبي اليه وقال المرء مع رحمه فجاء اسعد بن زار لما رأى هذا العون ابي ايوب الانصاري فاخذ بزمام راح حديث النبي صلى الله عليه وسلم وقال والراحلة عندي يعني اخدمها لك فكانت عنده وبعد ايام وصلت زوجة النبي صلى الله عليه وسلم زوجته سوداء وابنتاه فاطمة وام كلثوم وكذلك اسامة ابن زيد وام ايمن وكل اولئك خرج معهم عبدالله ابن ابي بكر ومعه ذلك اولاد ابي بكر الصديق وبقيت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم عند ابي العاص ابن الربيع لم تستطع ان تهاجر معه وذلك انه كان على دين قومه بعد ان استقر بالنبي صلى الله عليه وسلم المقام قام البناء المسجد النبوي في المكان الذي بركت فيه الناقة. وكان مكان لغلامين يتيمين. فاشتراه النبي صلى الله عليه وسلم بناه المسلمون وشارك النبي صلى الله عليه وسلم في البناء بيديه الكريمتين صلوات الله وسلامه عليه وكان يقول وهو يبني معهم اللهم لا عيش الا عيش الاخرة فاغفر للانصار والمهاجرة فكان الانصار يعملون مع النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون ان قعدنا والنبي يعمل لذاك منا العمل المضلل وكان في ذلك المكان اي الذي اراد ان يبني فيه النبي صلى الله عليه وسلم المسجد قبور للمشركين وكان فيه خرب ونخل فامر النبي صلى الله عليه وسلم بالقبور فنبشت وبالخرب فسويت وبالنخل فقطعت توفت في قبلة المسجد وكانت القبلة في ذلك الوقت الى الان الى بيت المقدس لم يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتوجه الى مكة وبنى بجانب هذا المسجد بيوتا وهي الحجر اي بيوت ازواجه صلوات الله وسلامه عليه وبعد ان تكامل البنيان انتقل صلوات الله وسلامه عليه الى تلك البيوت ثم اخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار وذلك في دار انس ابن مالك وكانوا تسعين رجلا نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الانصار اخى بينهم والنبي صلى الله عليه وسلم على المواساة وانهم يتوارثون بعد الموت دون ذوي الارحام. وذلك الى ان انزل الله تبارك وتعالى بعد بدر المحامي بعضهم اولى ببعض في كتاب الله. فرجع التوارث الى الاقارب ومعنى هذا الاخاء هو ان تذوب عصبيات الجاهلية فلا حمية الا للاسلام. وان تسقط خوارق النسب واللون والوطن فالقضية قضية تقوى واتباع روى البخاري رحمه الله تبارك وتعالى في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة اخى بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع. فقال عبد الرحمن او قال سعد لعبد الرحمن بن عوف اني اكثر الانصار مالا فاقسم مالي نصفين ولي امرأتان فانظر اعجبهما اليك فسمها ليطلقك فاذا انقضت عدتها فتزوجها فقال عبد الرحمن بن عوف بارك الله لك في اهلك ومالك. اين سوقكم فدلوه على سوق بني قينقاع فما انقلب الا ومعه فضل من اقص وسمن. ثم تابع الغدو اي من غد ثم جاء يوما وبه اثر سفرة فقال مهيم او ما حدث؟ قال تزوجت. قال كم سقت اليها؟ قال نواة من ذهب وروى ايضا البخاري عن ابي هريرة قال قالت الانصار للنبي صلى الله عليه وسلم اقسم بيننا وبين اخواننا النخيل. فقال لا فقالوا فتكفون المئن المؤنة ونشرككم في الثمرة؟ قالوا نعم سمعنا واطعنا وهذا يدلنا على امرين اثنين ايضا. اما الاول فهو سخاء الانصار كما قال الله تبارك وتعالى الذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم. يحب هنا من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا تؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة. ومن يوق شح نفسه كيف اولئك هم المفلحون ويظهر لنا كذلك موقف المهاجرين. وذلك انهم لم يستغلوا طيبة الانصار ولذلك لم يقبل عوف عرض سعد ابن الربيع ولم يقبل المهاجرون عرض الانصار ان يقاسموهم نخيلهم وبعد ذلك عقد النبي صلى الله عليه وسلم المعاهدات مع اليهود الذين كانوا يعيشون في المدينة وهم لم يدخلوا في دين محمد صلى الله عليه واله وسلم. فعقد معهم النبي صلى الله عليه وسلم معاهدة ترك لهم فيها مطلق الحرية في الدين والمال. ولم الى سياسة الابعاد اي لم يبعدهم النبي صلى الله عليه وسلم من آآ المدينة بل تركهم فيها صلوات الله وسلامه عليه في هذه الفترة ارسلت قريش الى المسلمين تقول لا يغرنكم انكم افلتم منا الى يثرب فسنأتيكم استأصلكم ونبيد خضراءكم في عقد داركم وذلك انه روى الامام مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة فقال ليس رجلا صالحا من اصحاب احرصي قالت وبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة السلاح اي صوت سلاح فقال من هذا؟ قالت سعد بن ابي وقاص فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما جاء بك؟ فقال وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت احرسه فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم ثم نام وهذا من توفيق الله تبارك وتعالى له. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص ليلا حتى انزل الله تبارك وتعالى يعصمك من الناس. فاخرجه صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة فقال يا ايها الناس انصرفوا عني فقد قد عصمني الله عز وجل هذا يبين شدة اليقين بالله جل وعلا حتى اذن الله تبارك وتعالى بعد ذلك بالقتال والدفاع بقوله جل وعلا ظلموا وان الله على نصرهم لقدير بعد هذا الاذن من الله تبارك وتعالى بالقتال بدأت السرايا. وكان من هذه السرايا سرية نخلة. وذلك السنة الثانية من الهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله ابن جحش الاسدي الى مكان يقال له نخلة في اثني عشر رجلا من المهاجرين. كل اثنين يعتقدان على بعير. للفقر وكان كتب له كتابا وامره الا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم نظر فيه فسار ثم ينظر فيه يقول فسار عبدالله بن جحش ثم قرأ الكتاب بعد يومين فاذا فيه اذا نظرت في كتاب في هذا فامضي حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف. فترصد بها عير قريش. العير هي القافلة المحملة وتعلم لنا من اخبارهم فقال عبد الله بن جحش عندما قرأ الكتاب سمعا وطاعة يحدث نفسه بذلك ثم اخبر اصحابه في ذلك وانه لا يستكرههم فمن احب الشهادة فلينهض ومن كره الموتى فليرجع واما انا فناهظ يقول لهم عبد الله بن جحش فنهضوا كلهم ولكن لما صار في اثناء الطريق اضل سعد بن ابي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا له ما كان يعتقد ان كيف تخلفا في طلبه؟ يعني وهم في الطريق الى العير فقد سامي وقاص بن غزوان بعيرهم. يعني كل اثنين على بعير قلناه فقد بعيرهم فصارا يطلبان البعير. وسار عبدالله بن جحش حتى نزل بنخلة فمرت عير لقريش تحمل زبيبا اللي هو العنب وادما اللي هو الادام وتجارة. وفيها العير عمرو بن الحضرمي وعثمان ونوفل بن عبدالله بن المغيرة الحكم ابن كيسان يقول فيتشاور المسلمون وقالوا نحن في اخر يوم من رجب الشهر الحرام فان قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام وان تركنا دخلوا الحرم يعني وقعوا في مشكلة ما هي هذه المشكلة يقولون لان الان عندنا القتال في الشهر الحرام محرم. والاشهر الحرم اربعة ثلاثة سرد وواحد فرد الثلاثة السرب هي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم. والواحد الفرد رجب. هذه اشهر محرمة منذ ان خلق الله السماوات والارض الى يومنا هذا. هذه اشهر محرمة. وهناك عندنا اماكن محرمة في السابق كانت مكة والان يعني بعد ان هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة حرم المدينة كما حرم الله تبارك وتعالى فعندما حرمان مكة والمدينة المهم انهم وقعوا في مشكلة وذلك وذلك انهم ادركوا هذه العير في رجب ورجب شهر حرام اخر يوم من رجب اذا اتوا الى العير وقتلوهم واخذوا ما عندهم من مال صاروا يعني قاتلوا في الشهر الحرام. وان تركوهم يكونون يصلون الى ايش؟ الى البلد الحرام الى مكة فوقعوا في مشكلة يعني هم بين ثلاث حالات الحالة الاولى ان يقاتلوهم في الشهر الحرام. الحالة الثانية يتركوهم ويدخلون مكة ويقاتلونهم من غد في الاشهر الحلال ولكن في المكان الحرام. والحالة الثالثة وهي ان لا يقاتلون في الشهر الحرام ولا يقاتلون في البلد الحرام ولكن تفلت العير وتدخل الى مكة وتنجو. وكانت مكة كما هو معلوم قد اخذت اموال المسلمين بل واخذت كما ذكرنا في الدرس السابق اخذت نسائهم واخذت دورهم واخذت اموالهم واخذت ابناءهم واذت من اذت وقتلت من قتلت. فكان اخذ العير نوع من رد بعض الحقوق والانسان ان يرد حقه ممن ظلمه ولو وصل الامر الى القتال لو قاتله من اخذ حقه المهم انهم وقعوا في مشكلة يقاتلون في الشهر الحرام او يؤجلون ويقاتلون في البلد الحرام او يؤجلون وتفلت العير فوقعوا في مشكلة يقول فتشاور المسلمون وقالوا نحن في اخر يوم من رجب الشهر الحرام. فان قاتلناهم انتهكنا الشهر الحرام. وان تركناهم الليلة دخلوا الحرم يقول ثم اجتمعوا على اللقاء فرمى اللقاء على القتال فرمى احدهم عمرو بن الحضرمي فقتله. واسروا عثمان والحكم لكيسان. وافلت منهم نوفل وقدموا بالعير والاسيرين الى مدينة النبي صلى الله عليه واله وسلم وقد عزلوا من ذلك الخمس فكان ذلك اول خمس. يعني يكون في الغنيمة وهذان كانا اول اسيرين وذاك كانا اول قتيل في الاسلام هذا اول خمس واول قتيل واول اسيرين فلما وصلوا الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبروه بما حدث انكر النبي صلى الله عليه وسلم ما فعلوه. وقال ما امرتكم بقتال في الشهر الحرام ثم اوقف النبي صلى الله عليه وسلم التصرف في العير والاسيرين طبعا هنا خطأ وقعوا فيه وهو انهم قاتلوا في الشهر الحرم قريش وجدت هذه فرصة كيف يعني هذا النبي الذي يدعي كما في قولهم هم انه جاء ليعظم شعائر الله ينتهك الاشهر الحرم يقولون عن انفسهم نحن لا لا نقاتل في الشهر الحرام. وهذا يدعي انه رسول من عند الله ويقاتل في الشهر الحرام. فبدأوا يتكلمون في النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه وقالوا انه احل ما حرم الله واكثروا في القيل والقال حتى انزل الله تبارك وتعالى الوحي يدافع به عن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. قال الله تبارك وتعالى عن الشهر الحرام قتال فيه. قل قتال فيه كبير عن سبيل الله وكفرا به والمسجد الحرام. والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله والفتنة اكبر من القتل. يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه القتال فيه كبير. اي من الكبائر يقول الله تبارك وتعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه؟ يعني هل لك ان تقاتل في الشهر الحرام؟ كيف تقاتل في الشهر الحرام؟ يقول قل قتال فيه كبير. يعني نعم نحن نقر ان القتال في الشهر الحرام من الكبائر. كبير اي من الكبائر قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام واخراج اهله منه عند الله والفتنة اكبر من القتل الله اكبر يقول الله تبارك وتعالى للمشركين انتم تنكرون على المسلمين ان قتلوا رجلا في الشهر الحرام ونحن نوافقكم هذا العمل لا يجوز قتال فيه كبير. من فعل ذلك فقد اخطأ. ولكن انتم يا من تعيبونهم في هذا. انظروا ماذا تفعلون. يقول الله تبارك وصد عن سبيل الله اي الذي تفعلونه. وكفر به اي الذي تفعلونه يا كفار مكة والمسجد الحرام اي وصد عن المسجد الحرام. واخراج اهله منه طرد المسلمين من مكة. واخراجهم بالتهديد واخراجهم بالتعذيب واخراج اهله منه اكبر عند الله والفتنة اي فتنة الناس عن دينهم اكبر من قتلهم. والفتنة اكبر من القتل فكانت هذه الاية مما طيب الله تبارك وتعالى بها قلوب المؤمنين فكأن الله جل وعلا يقول لهم ليس هؤلاء من لهم ان يعيبون عليكم ذلك. لان فعلهم اكبر من فعلكم بشيء كثير فهم يصدون عن سبيل الله ويخرجون اهل المسجد منه. اي المسجد الحرام مكة. ويكفرون بالله ويفتنون الناس عن دينهم. ويخرجونهم من ديارهم وهذا كله اكبر عند الله من قتل رجل كافر في شهر حرام عند ذلك اطلق النبي صلى الله عليه وسلم سراح الاسيرين اي لما قال الله تبارك وتعالى قل قتال فيه كبير وادى الدية عن المقتول الى اوليائه وفي هذه الايام اي في السنة الثانية من الهجرة في شهر شعبان بالذات امر الله تبارك وتعالى بتحويل القبلة من بيت المقدس الى المسجد الحرام وكان تحويل القبلة بامر الله تبارك وتعالى فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام حيثما كنتم تولوا وجوهكم شطرة فحولت القبلة والمشهور انه لما حولت القبلة انها كانت في صلاة الظهر او في صلاة العصر. والاكثر على انها في صلاة العصر. المهم يذكر ان اول من صلى الى القبلة اي مكة هو البراء ابن معرور والبراء بن معرور كانت صلاته الى مكة لما خرجوا الى النبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية وذلك انهم خرجوا الى مكة فلما وصلوا اليها اي الى مكة او قبل وصولهم الى مكة ادركتهم الصلاة فارادوا ان يصلوا والمدينة معلوم موقعها بين مكة وبيت المقدس فمن اراد ان يصلي الى بيت المقدس لا بد ان يعطي مكة ظهره ومن اراد ان يصلي الى مكة لابد ان يعطي بيت المقدس ظهره لان المدينة بين بيت المقدس ومكة فادركتهم الصلاة فصلوا الى بيت المقدس كما هو معلوم. فجاء البراء بن معرور رظي الله عنه فصلى الى مكة قبل تحويل القبلة هذا قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. فصلى الى مكة. فاستغرب اصحابه منه. فلما قضى قال ويحك ماذا فعلت قال والله اني كرهت ان اجعل هذه البنية في ظهري ماني متقبل ان تكون مكة في ظهري فقالوا ويحك النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الى بيت المقدس قال لا ادري فتركوه فلما وصلوا الى النبي صلى الله عليه وسلم اخبروه وقالوا يا رسول ان البراء بن معرور صلى الى مكة واعطى بيت المقدس ظهره التفت اليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال قد كنت على قبلة لو صبرت يعني كان المفروض انك تصلي الى بيت المقدس لو صبرت قليلا وكان النبي يتمنى ان تكون بيت ان تكون مكة هي القبلة. وكان النبي يصلي اليها فيصلي خلف مكة خلف الكعبة باتجاه بيت المقدس صلوات الله وسلامه عليه