الشريط الثاني مولد النبي صلى الله عليه وسلم وحياته في بني ساعدة وفي يوم الاثنين كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يوم الاثنين يوم ولدت فيه ولد سيد البشرية صلوات الله وسلامه عليه في شهر ربيع الاول على المشهور امتن الله تبارك وتعالى على البشرية بولادة سيد المرسلين المتقين وقائد الغر المحجلين وذلك بعد حادثة الفيل لاشهر وذلك في مكة المكرمة وكانت ولادته صلوات الله وسلامه عليه ولادة معتادة. لم يتمكن المؤرخون كما يذكر اهل علم من تحديد يوم مولده وشهره على وجه الدقة. اما يوم المولد من ايام الاسبوع فهو يوم الاثنين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولكن في اي اثنين الله اعلم. قيل في التاسع من ربيع الاول وقيل في الثاني عشر. وقيل غير ذلك. وقيل في رمضان. ولكن المشهور انه في الثاني عشر من ربيع الاول واغلب الاراء كما قلنا على انه في الثاني عشر من ربيع الاول ولكن تحديد يوم ميلاده صلوات الله وسلامه عليه لا يرتبط فيه شيء من الناحية الشرعية واما ما يقوم به كثير من الناس في كثير من بلاد المسلمين من الاحتفال بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم فانه عمل غير صالح. وذلك لامور منها اولا انه لا يعرف يوم مولده على الدقة صلوات الله وسلامه عليه. ثانيا لم يحتفل النبي صلى الله عليه وسلم بيوم مولده في حياته ابدا. مع ان عاش ثلاثا وستين سنة صلوات الله وسلامه عليه ثالثا لم يحتفل الصحابة ولا التابعون ولا الائمة المتبوعون وغيرهم من العلماء بيوم مولده ولو كان خيرا لسبقونا اليه ثم رابعا ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرنا بذلك مع انه قال ما تركت خيرا يقربكم الى الله والجنة الا وقد امرتكم به فما لم يأمرنا به صلوات الله وسلامه عليه من الامور الشرعية فليس بخير فالخير كل الخير في الاتباع والشر كل الشر في الابتداع. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم من احدث في امر هذا ما ليس منه فهو رد اي مردود على صاحبه لما ولد النبي صلى الله عليه وسلم ارضعته اول ما ارضعته ثويبة وهي مولاة عمه ابي لهب. هي اول من ارضع النبي والله عليه واله وسلم وكانت ثويبة هذه قد ارضعت قبل النبي صلى الله عليه وسلم عمه حمزة. ولذلك حمزة رضي الله عنه يكون اخا للنبي صلى الله عليه واله وسلم من الرضاعة امهما جميعا ثويبة. مولاة ابي لهب ولم يدم هذا الامر طويلا وذلك انه كان من عادة العرب انهم يلتمسون المراضع لاولادهم اي المرضعات فكان العرب يحبون ان تأتي المرضعة من خارج مكة فتأخذ الوليد فترضعه لمدة سنتين ثم تفطمه وتعيده الى امه ونترك حليمة السعدية تذكر لنا قصتها مع النبي صلى الله عليه واله وسلم تقول حليمة السعدية انها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه في نسوة من بني سعد ابن بكر فالتمسوا الرضعاء قالت وذلك في سنة شهباء لم تبقي لنا شيئا. شهباء يعني ما في زرع ولا ماء نعم قالت فخرجت على اتان لي امراء الاتان هو الحمار قمراء يعني بيضاء تقول معنا شارف لنا والشارف هي الناقة تقول والله ما تبض بقطرة يعني ما فيها حليب ابدا وما ننام ليلنا اجمع من صبينا الذي معنا من بكائه من الجوع والله ما في ثدي ما يغنيه وما في شارفنا ما يغذيه. ولكن كنا نرجو الغيث والفرج تقول فخرجت على اتاني تلك استقدمنا مكة نلتمس الرضعاء. فما منا امرأة الا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه وذلك اذا قيل لها انه يتيم وذلك انا كنا نرجو المعروف من ابي الصبي. فكنا نقول يتيم وما عسى ان تصنع امه وجده فكنا نكرهه لذلك تقول فما بقيت امرأة قدمت معي الا اخذت رضيعا غيري. فلما اجمعنا الانطلاق يعني عزمنا الرجوع قلت لصاحبي اي زوجها قلت لصاحبي والله اني لاكره ان ارجع من بين صواحبي ولم اخذ رضيع يعني والله لاذهبن الى ذلك اليتيم فلا اخذنه قال لا عليك ان تفعلي. عسى الله ان يجعل لنا فيه بركة سبحان الله هذه المسكينة حليمة السعدية لا تدري ان الخير والبركة كلها عند هذا اليتيم صلوات الله وسلامه عليه الشاهد تقول فرجعت اليه فاخذته وما حملني على اخذه الا اني لم اجد غيره. قال فلما اخذته رجعت به الى فلما وضعته في حجري اقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن. فشرب حتى روي وشرب معه اخوه اي ولدها حتى روي ثم ناما. تقول وما كنا ننام معه قبل ذلك. من بكاء الولد تقول وقام زوجي الى شارفنا تلك اي الناقة. فاذا هي حافل اي مملوءة اللبن ضرعها مملوء لبنا قل فحلب منها ما شرب وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا ابتنا بخير ليلة تقول فقال لي صاحبي اي زوجها زوجها حين اصبحنا تعلمي والله يا حليمة لقد اخذتي نسمة المباركة قالت فقلت والله اني لارجو ذلك قال ثم خرجنا وركبت انا اتاني وحملته عليها معي. حملت النبي صلى الله عليه وسلم. تقول فوالله قطعت بالركب ما لا يقدر عليه شيء من حمرهم. اي سبقتهم في المسير حتى ان صواحبي ليقلن لي يا ابنة ابي ذؤيب ويحك اربعي علينا يعني لا تسرعين انتظرينا اربعي علينا اليست هذه اتانك التي كنت خرجت عليها؟ فاقول لهن بلى والله انها لهي هي فيقلن والله ان لها شأنا قالت ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد وما اعلم ارضا من ارض الله اجدب منها. يعني قاحلة زرع ولا ماء تقول فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا بها معنا شباعا لبنا. يعني الغنم تخرج ثم ترجع فاذا هي شبعانة وفيها لبن فنحلب ونشرب وما يحلب انسان قطرة لبن. لان الارض جذباء تقول ولا يجدها في حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت ابي ذئب فتروح اغنامهم جياعا ما تبض بقطرة لبن وتروح غنمي شباعا لبنا فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته اي فطمته. اي فطمت النبي صلى الله الله عليه وسلم تقول وكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان. فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا. يعني ظاهرا قالت فقدمنا به على امه لان بينهم وبين امه وعد بعد سنتين يعيدان اليها النبي صلى الله عليه واله وسلم تقول فقدمنا به على امه ونحن احرص على مكثه فينا في البداية ما تريده. الان تريده صلوات الله وسلامه عليه تقول فقدمنا به على امه