الشريط السادس والعشرون شروط صلح الحديبية فوائد وحكم الصلح ثم بيعة الرضوان. ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة فجاءه ابو بصير رجل من قريش وهو مسلم هذا ايضا هربه بعد ما اصطلح النبي صلى الله عليه وسلم ورجع الى المدينة هرب رجل من قريش كما هرب ابو جندل هرب رجل اخر من المستضعفين يقال له ابو بكر مصير فارسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد الذي جعلت لنا يعني قريش جادة في الامر بيننا وبينك عهد. من جاءك مسلما من قومنا تعيده لنا فارسلوا رجلين وقالوا العهد الذي بيننا وبينك فدفع النبي ابا بصير للرجلين لانه لا يغدر صلوات الله وسلامه عليه فخرجا به اي بابي بصير. حتى بلغ هذا الحليفة اللي هو الميقات الان فنزلوا يأكلون من تمر لهو فقال ابو بصير لاحد الرجلين والله اني لارى سيفك هذا يا فلان جيدا فاستله الاخر اي استل السيف وقال اجل والله انه لجيد. لقد جربت به ثم جربت به ثم جربت فقال ابو بصير ارني انظر اليه. اعطني السيف هذا اشوفه فامكنه منه اي اعطاه السيف. يقول فضربه به حتى برد يعني حتى مات وفر الاخر حتى اتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال الرسول صلى الله عليه وسلم حين رآه لقد رأى هذا ذعرا. ابو بصير قتل صاحبه ويريد ان يقتله فهر فهرب الى النبي وسلم فلما انتهى الى النبي صلى الله عليه وسلم قال قتل قتل والله صاحبي واني لمقتل يعني يريد الان الامان لنفسه هو في الاصل جاء ليأخذ ابابا مصلحي ما يريد ابا بصير. ولكن يريد ان يأمنه النبي على نفسه حتى لا يقتله ابو بصير فجاءه وسيط ومعه السيف وقد قتل صاحبه فقال يا نبي الله قد والله اوفى الله ذمتك قد رددتني عليهم ثم انجاني الله منها انت ما قصر انت العهد الذي عاهدتهم عليه وفيت به وسلمتني اليهم. لكن الله نجاني. منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل امه مسعار حرب لو كان له احد يقول ويل امه هذه دعوة ولكنها كانت تستخدم في السابق عند العرب للدعاء على الرجل. ذنب تكون ذما مثل قولهم ثكلتك امك مثل قول كلمة يداك التصقت بالتراب ثم مع كثرة استعمال هذه الكلمة صارت تستخدم للشيء يستغربه الناس ثكلتك امك كيف فعلت هذا ويل امه كذا تربت يداك صارت تستخدم للشيء الذي يستغرب فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل امه مشعر حرب هذا سيشعل الحرب بيننا وبين قريش. لو كان له احد اي لو كان احد ينصره. كان النبي صلى الله عليه وسلم ينبهه يقول له ايش؟ ترى اذا جاءت قريش وطلبتك ساسلمك مرة ثانية. احذر فلما سمع ذلك من عرف انه سيرده اليهم اي اذا طلبوه. فخرج اي من المدينة حتى اتى سيف البحر اي من طريق جدة وقال ثم انفلت ابو جندل مرة ثانية ابو جندل فلت اول مرة في الحديبية مرة ثانية ايضا هرب من قريش ولكن اين يذهب؟ اذا ذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم النبي الى قريش اذا طلبته اين يذهب؟ ذهب الى ابي بسيط عند سيف البحر يقول فجعل لا يخرج من قريش الرجل قد اسلم الا لحق بابي بسيطة حتى اجتمعت منهم عصابة. عصابة تطلق على المجموعة من الناس تعصبوا لامر اي اتفقوا على امر او جمعهم امر يقال لهم طابت يقول فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش الى الشام الا اعترضوا لها. فقتلوهم واخذوا اموالهم ما بينه وبين قريش عهد بالعكس قريش عذبتهم اذتهم قتلت منهم من قتلت لذلك هؤلاء ليس بينه وبين قريش عهد فآذوا قريشا في هذه من هذه الناحية فارسلت قريش الى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم لما ارسل فمن اساء لما ارسل فمن اتاه فهو امن فارسل النبي صلى الله عليه وسلم اليهم فارسل الى النبي صلى الله عليه وسلم يناشدونه بالله والرحم نناشدك بالله نناشدك بالرحم التي بيننا وبينك. ارسل الى هؤلاء يعني الينا في مكة ارسل الينا ان هذا الشرط تنازلت انت عنه والذي يسلم يأتيك كيف ما في مشكلة لكن بيننا وبينك عهد ان لا يكون هناك قتال وان لا يكون هناك سرقة وان لا يكون هناك اخذ اموال اذان هؤلاء فارسل النبي صلى الله عليه وسلم اليهم اي تنازلنا عن هذا الشر مع ان هذا الشرط كان المسلمون يرون انه ايش؟ ضرر عليهم ثم ظهر غير ذلك فانزل الله تبارك وتعالى ترث الفتح من بعد من بعد ان اظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا ان يبلغ الا ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلمهم تطأهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزينوا لعذبنا الذي دين كفروا منهم عذابا اليما. اذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميد حمية الجاهلية فانزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين. والزمه كلمة التقوى وكانوا احق بها واهلها. وكان الله بكل شيء عليم يقول الله تبارك وتعالى وهو الذي كف ايديهم عنكم وايديكم عنهم ببطن مكة القتال بالصلح الذي كان بينهم من بعد ان اظفركم عليهم اي كان الله تبارك سيغفر النبي صلى الله عليه وسلم على اهل مكة وكان الله بما تعملون بصيرا. اظفرهم الله عليه في الخندق اظفرهم الله عليهم في بدر. قال هم الذين كفروا اهل مكة وصدوكم عن المسجد الحرام لما خرج النبي صوم معهم معتمرين والهدي معكوفا ان يبلغ محله اي منعوا الهدي ان يبلغ محله وهو ان ارى عند البيت يقول ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم ان تطأوهم اي الضعفاء المستضعفون كابي جندل وابي بصير وغيرهم من المؤمنين الذين كانوا في مكة لا يستطيعون الهجرة يقول لم تعلموهم ان تطؤوهم. اي لما تدخلوا مكة في حرب تقتلون الكفار وقد تقتلون من المؤمنين وانتم لا تعلمون. فتصيبكم منهم معرة بغير علم. اي تعيرون بعد ذلك بهذا ويقال قتلتم اصحابكم وقتلتم المؤمنين بغير علم اي بغير علم منكم ان هؤلاء من المؤمنين قال ليدخل ليدخل الله في رحمته من يشاء اي من عباده لو تزيلوا اي لو انفصل المؤمنون الذين في مكة عن الكافرين لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما. اذا السبب عدم تعذيب الله تبارك لاهل مكة ووجود الضعفاء من المؤمنين داخل مكة قال اذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجهل وذلك في قوله انه من خرج من عندنا مؤمنا اعيده لنا مرة ثانية. قال والزمه فانزل الله سكينته على وعلى المؤمنين والزمهم كلمتان التقوى وكانوا احق بها واهلها وكان الله بكل شيء علي ما بعد ذلك انتهى هذا الصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم صار مكة بعد سنتين وهو ما كان من فتح مكة كما في تفصيله ان شاء الله تبارك وتعالى الشروط التي اشترطوا عليها في الصلح مع النبي صلى الله عليه وسلم ملخصها ما يأتي اولا ان يرجع المسلمون ذلك العام ولا يصلوا الى مكة ثانيا ان النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه يعتمرون من السنة القادمة في نفس الوقت وهنا فائدة النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر اربع مرات في حياته صلى الله عليه وحج مرة واحدة اعتمر الاولى هذي عمرة الحديبية التي نحر وحلق بها ولكن لم يتمها النبي صلى الله عليه وسلم وانما حصر منع والعمرة الثانية عمرة القضاء من السنة القادمة والعمرة الثالثة بعد حنين لما خرج الى حنين رجع واعتمر من مكان يقال له الجعرانة والعمرة الرابعة مع الحج لانه كان قارنا صلوات الله وسلامه عليه. وكل عمر النبي صلى الله عليه وسلم كان في ذي القعدة كل عمر النبي صلى الله عليه وسلم التي اعتمرها في ذي القعدة في سنة السادسة من الهجرة وفي سنة السابعة من الهجرة وفي السنة الثامنة من الهجرة وفي السنة العاشرة من الهجرة. كلها في ذي القعدة في شهر ذي كل عمر النبي صلى الله عليه وسلم اذا الشرط الاول او البند الاول ان يرجع المسلمون ذلك العام ولا يصلوا الى مكة البند الثاني يقضون عمرتهم من العام المقبل ويقيمون اي خلال العمرة ثلاثة ايام في مكة فقط الشرط الثالث لا يدخل مكة بسلاح الا سلاح الراكب. السيف في القربة او سيوف في القرب الرابع من جاء النبي صلى الله عليه وسلم من قريش بغير اذن وليه يرده عليه اي مسلما ومن جاء قريشا من المسلمين لا ترده اليهم اي لا ترد قريش ذلك الرجل الى النبي صلى الله عليه وسلم الخامس من اراد ان يدخل في عقد النبي فهو من عهده دخل فيه وله مثل شرطه ومن اراد ان يدخل في عهد قريش وعهده دخل فيه وله مثل شرطها فدخلت خزاعة مع قريش ودخلت بكر مع النبي صلى الله عليه وسلم السادس ان بينهم اي بين النبي ومكة عيبة مكفوفة والسابع انه لا اخلال ولا اغلال ومعنى الشرطين السادس والسابع اي بيننا وبينهم في هذا الصلح قدرا معقودا على الوفاء بما في الكتاب نقيا من الغل والغدر والخداع ومعنى مكفوف معقولة فهذا معنى الشرطين السادس والسابع. البند الثامن او الشرط الثامن توضع الحرب بينهم عشرة سنين هذه هي الشروط التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وكفار مكة هذه الهدنة في ظاهرها ان فيها اجحاف للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه. ولكن ليس الامر كذلك. يقول ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى وتزداد يقول في الاشارة الى بعض الحكم التي تضمنتها هذه الهدنة. نقول وهي اكبر واجل من ان يحيط بها الا الله جل وعلا الذي احكم اسبابها فوقعت الغاية على الوجه الذي اقتضته حكمته وحمده سبحانه وتعالى. منها اي من هذه الحكم انها كانت مقدمة بين يدي الفتح الاعظم. الذي اعز الله به رسوله وجنده. ودخل الناس به في دين الله وجاء فكانت هذه الهدنة بابا له ومفتاحا ومؤذنا بين يديه ومنها كذلك ان هذه الهدنة كانت من اعظم الفتوح فان الناس امن بعضهم بعضا واختلط المسلمون بالكفار وبادؤوهم بالدعوة. واسمعوهم القرآن وناظروهم على الاسلام جهرة امنين وظهر ما كان مختفيا بالاسلام ودخل فيه في مدة الهدنة من شاء الله ان يدخل يعني دخل في الاسلام في هذه المدة. ومن اشهر من دخل في الاسلام في هذه المدة خالد بن الوليد عمرو بن العاص عكرمة بن وغيرهما من الصحابة ثم كذلك منها اي من فوائدها ما سببه الله سبحانه للمؤمنين من زيادة الايمان والاذعان والانقياد على ما احب هو كريه وما حصل لهم في ذلك من الرضا بقضاء الله تبارك وتعالى وتصديق موعوده ومنها كذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم تفرغ للدعوة الى دين الله تبارك وتعالى فصار صلوات الله وسلامه وعليه يرسل رسله فارسل الى هرقل وارسل الى قيصر وارسل الى النجاشي والى غيرهم كلهم او كلهم يدعوهم النبي صلى الله عليه واله وسلم الى الاسلام وهنا التنبيه على احداث وقعت بالحديبية وهي تتمثل في اربعة احداث مشهورة اولها انها نزلت فيها حادثة كعب بن عجرة. رضي الله تبارك وتعالى عنه كما حدث بذلك الامام البخاري في صحيحه ان ابن عجرة قال وقف علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية ورأسي يتهافت قملا اي يسقط منه القمل الكثير فقال النبي صلى الله عليه وسلم ايؤذيك هوامك اي وهو محرم؟ كان محرما فقال ايؤذيك هوامك اي هذه الدواب التي في رأسك قلت نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاحلق رأسك او قال احلق فقط وقال وفي نزلت هذه الاية مريضا او به اذى من رأسه ففدية. ففدية من صيام او صدقة او نسك فاذا امنتم فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر ومن الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم الى اخره فقال النبي صلى الله عليه وسلم صم ثلاثة ايام او تصدق بفرق بين ستة او انسك بما تيسر يعني اما ان تنسك نسيك اي ذبيحة واما ان تصوم واما ان تتصدق الثاني هي المسألة الثانية وهي انه في الحديب ايضا وقعت مسألة عقائدية وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كما اخرج ذلك البخاري رضي الله عنه ورحمه عن عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن سعود عن زيد بن خالد الجهني انه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على اثر سماء يعني على اسر مطر كانت من الليلة فلما انصرف اقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله اعلم قال قال الله اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب واما من قال بنوء كذا وكذا اي مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي ومؤمن بالكواكب ومعنى هذه المسألة ان الناس اي الذين كانوا على وجه الارض في ذلك الوقت الذين اصابهم المطر كانوا ينقسمون الى قسمين من اصابه المطر وقال هذا بفظل الله ورحمته هذا مؤمن بالله كافر بالكواكب ومن قال مطرنا بنوء كذا اي ان النوء هو الذي انزل المطر او ان النوء هو الذي سبب لنا هذا المطر هذا كافر بالله تبارك وتعالى لماذا؟ لانه نسبه هذا الانزال اي انزال المطر الى شيء ليس بسبب اللهو اصلا وهو الكوكب ويفرق اهل العلم بين مطرنا بنوء كذا ومطرنا في نوء كذا فاذا قال مطرنا بنوء كذا بالباء السلبية فهذا هو الشرك والعياذ بالله. واما اذا قال مطرنا في نوء كذا فهذا ليس بشرك ان كان يقصد انهم يطلن في نوي كذا اي في الظرفية اي في الوقت الذي كان فيه النجم الفلاني في المكان الفلاني نزل المطر فهذا لا بأس به المبحث الثالث في الحديبية ايضا لما نزل المطر يقول ابو المليح ابن اسامة خرجت الى المسجد في ليلة مطيرة لما رجعت استفتحت فقال ابي من هذا؟ يعني طلبت الاذن قال اي من هذا؟ قال ابو الملك. قال لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية واصابتنا سماء لم تبل اسافل نعالنا فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا في رحالكم قال فيه سنة الصلاة في الرحال اي في البيوت اذا نزل المطر وفيه ان المنادي ينادي ان الصلاة في الرحال المبحث الرابع والمسألة الرابعة انه في الحديبية نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الاهلية قال البخاري عن نافع عن ابن عمر ان نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الاهلية ويوم خيبر بعد الحديبية مباشرة وكذلك وقعت ايات من النبي صلى الله عليه وسلم فمنها ما ذكرناه من وضع السهم وكذلك ما ذكره الامام البخاري في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال عطش الناس في يوم الحديبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة والركوة هي اناء صغير من الجلد يقول فتوضأ منها ثم اقبل الناس نحوه فقال صلى الله عليه وسلم ما لكم؟ قالوا يا رسول الله ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب الا ما في ركوتك قال فوضع النبي صم يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين اصابعه صلوات الله وسلامه عليه كامثال العيون قال جابر فشربنا وتوضأنا فقلت لجابر كم كنتم يومئذ؟ قال لو كنا مئة الف لكفانا كنا خمس عشرة مئة خمس عشرة في المئة يعني الف وخمس مئة مئة تم بالحديبية امر يحتاج الى وقفة الا وهي بيعة الرضوان هذه البيعة ذكرها كثير من اهل السير والتواريخ ونذكرها من تاريخ الامام ابن كثير في البداية والنهاية قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب ليبعثه الى مكة فيبلغ عنه اشراف قريش ما جاء له وذلك ان قريشا قد بينا انهم قبيل يعني صلح الحديبية ارسلوا للنبي صلى الله عليه وسلم فروة ابن مسعود ثم ارسلوا زعيم الاحابيش ثم جاء سهيل بن عمرو وخلال هذه اللقاءات كان النبي صلى الله عليه وسلم كذلك قد ارسل اليهم رسولا وهذا الرسول هو ما يبينه لنا عمر رضي الله عنه في هذه الرواية يقول ابن كثير دعا عمر ليبعثه الى مكة فيبلغ عنه اشراف قريش ما جاء له. فقال عمر يا رسول الله اني اخاف قريشا على نفسي وليس بمكة من بني عدي احد وقد عرفت قريش عداوتي اياها وغلظتي عليها ولكني ادلك على رجل اعز بها مني عثمان ابن عفان فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان فبعثه الى ابي سفيان واشراف قريش يخبرهم انه لم يأتي لحرب وانما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته. فخرج عثمان رضي الله عنه الى مكة فلقيه ابان ابن سعيد ابن العاص حين دخل مكة او قبل ان يدخلها فحمله بين يديه ثم اجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اجاره اي قال ان عثمان جار لي. اي لا يجوز لاحد ان يتعدى عليه او يؤذيه. واي ايذاء يقع عليه فانما هو ايذاء علي وهذه كانت من العادات الطيبة عند العرب قبل الاسلام وهي من العادات التي اقرها الاسلام ثم انطلق عثمان حتى اتى ابا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ارسله به فقالوا لعثمان حين بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان شئت ان تطوف بالبيت فطف. قال ما كنت لافعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا ادب رفيع ومحبة عظيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والا فعثمان ابن عفان كغيره من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كله شوق الى الطواف ببيت الله العظيم ولكنه امتنع عن الطواف لا رغبة عنه ولكنه ادبا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فاحتبسته قريش عندها فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين ان عثمان قد قتل نعم لان هذا الامر وارد كفار وهذا رسول من عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبينهم قتال بدو واحد والخندق والرسول قد جاء بعدد كبير وهم مستعدون لقتال وهم لا يعني يتقون الله تبارك وتعالى ولا يقومون في مؤمن الا ولا ذمة فلا يستبعد حقيقة ان يقع من امثال هؤلاء الجرأة على قتل عثمان رضي الله جل وعلا عنه قال ابن اسحاق فحدثني عبد الله بن ابي بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين بلغه ان عثمان قد قتل لا نبره حتى نناجز القوم ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الى البيعة وكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة وكان الناس يقولون بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت فهذا هو المشهور من سبب بيعة الرضوان وهو ان النبي لما سمع ان عثمان قد قتل وان اهل مكة قد غدروا به بايع اصحابه على الانتقام له وهي بيعة الرضوان عند الشجرة يقول جابر رضي الله عنه لم يبايعنا رسول الله صلى على الموت ولكن بايعنا على الا نفر. بعض الصحابة ذكر ان هذه البيعة كانت بيعة للموت في سبيل الله وبعضهم ذكر انه بايعهم على الا يتوب وهما متلازمان. لان من لا يفر الموت وارد بالنسبة له يقول فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ولم يتخلف عنه احد من المسلمين حضرها الا رجل واحد وهو الجد ابن قيس اخو بني سلمة وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال انه لن يدخل النار احد بايع تحت الشجرة الا صاحب الجمل الاحمر وصاحب الجمل الاحمر هو الجد ابن قيس وبايع النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة في هذا اليوم العظيم وبايع عن عثمان بيده صلوات الله وسلامه عليه وقال وهذه لعثمان فبايع عنه فكانت يده لعثمان اكرم من يد عثمان لنفسه لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة. فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينة عليهم واثابهم فتحا قريبا