الشريط السابع والثلاثون هزيمة المشركين وجمع الغنائم ثم حصار الطائف لما انهزم العدو هربت الى الطائف وهم الاكثرية وبعضهم ذهب الى مكان يقال له نخلة وذهبت طائفة الى مكان يقال له اوطاس. اذا تفرقوا الى ثلاث فرق. فرقة ذهبت الى الطائف فرقة ذهبت الى نخلة وفرقة ذهبت الى اوطاس. فارسل النبي صلى الله عليه وسلم الى اوطاس طائفة من المطاردين. يقودهم ابو عامر الاشعري قال ابو موسى الاشعري رضي الله عنه لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من حنين بعث ابا عامر على جيش الى اوطاس فلقي جريدة ابن الصمة فقتل جريب وهزم الله اصحابه. قال ابو موسى وبعثني مع ابي عامر اي الى الذين ذهبوا الى اوطاس يقول فرمى ابو عامر او فرمي ابو عامر في ركبته اي جاءه سهم فاصاب ركبته يقول رماه جشمي بسهم فاثبته في ركبته فانتهيت اليه فقلت يا عم من رماك فاشار الى ابي موسى يعني اشار الى الرجل يعني يخبر ابا موسى فقال ذاك قاتلي الذي رماني يعني اشار الى هذا الذي يقول فقصدت له فلحقت فلما رآني ولى اي هرب فاتبعته وجعلت اقول له الا تستحي؟ الا تثبت فكفه هذي يعني هذا مشرك وخايف وهارب يطاردها ابو موسى الاشعري فيفر طبوسة عشان يناديك يقال اتستحي؟ الا تثبت لماذا؟ ما تستحي انت فوقف الرجل هذا امر عجيب العرب على كفرهم على شركهم الا ان هذه المسائل مسائل المرجلة الرجولة كانت عندهم فلما قال الا تستحي الا تكف عن الهرب؟ الا تثبت؟ وقف الرجل يقول ابو موسى فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته ثم قلت لابي عامر قتل الله صاحبك يعني بيدي قال فانزع هذا السهم يقول فنزعتهم فنزل منه الماء فقال يا ابن اخي اقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام وقل له استغفرني يقول واستخلفني ابو عامر عن الناس يعني بعد ان مات جعلني انا القائد على الناس يقول فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته على سرير مرمل وعليه فراش قد اثر رمال السرير بظهره وجنبيه اطلس عليه يقول فاخبرته بخبرنا وخبر ابي عامر وقلت له ما قاله ابو عامر انه قال قل له استغفر لي فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال اللهم اغفر لعبيد ابي عامر وهنا قوله فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه تدل على امور منها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو لاصحابه صلوات الله خاصة اذا طلبوا ذلك منه ثم ثانيا يدل على ان السنة ان الانسان اذا اراد ان يذكر الله بدعاء او غيره السنة ان يتوضأ ولذلك توضأ النبي صلى الله عليه وسلم ويدل كذلك على ان السنة في الدعاء رفع اليدين ولذلك رفع يديه عند الدعاء ثم قال اللهم اغفر لعبيد ابي عامر يقول ورأيت بياض افطيف يعني بالغ في رفع يديه صلوات الله وسلامه ثم قال اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس هنا ابو موسى قال فقلت ولي فاستغفر كما استغفرت له استغفر لي فقال اللهم اغفر لعبد الله ابن قيس ذنبه وادخله يوم القيامة مدخلا كريما قال ابو بردة ابن ابي موسى يقول احداهما لابي عامر والاخرى لابي موسى. اي الدعاء الذي دعا به النبي صلى الله عليه وسلم هذه الطائفة الاولى طاردت كما قلنا المشركين والطائفة الثانية طاردت الذين سلكوا نخلة فادركت من ادركت وقتلتهم والاعظم الاكثر البقية الباقية ذهبوا الى الطائف كما قلنا جمع النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين وجمع الغنائم صلوات الله وسلامه عليه وكانت الغنائم شيئا عجيبا بلغت ستة الاف رأس من السبي واربعة وعشرون الفا من الابل واربعين الفا من الغنم واربعة الاف اوقية فضة فامر النبي صلى الله عليه وسلم بجمعها ثم حبس الغنائم جميعا بالجعرانة يقال جعرانة ويقال الجعرانة يعني بتشديد العين وبتسكينها ولم يقسمها حتى ذهب الى الطائف صلوات الله وسلامه عليه وكانت من ضمن يعني السبي الشيماء اخت النبي صلى الله عليه واله وسلم من الرضاعة دخل المشركون الطائف بقيادة مالك ابن عوف النصري وتحصنوا بها فذهب النبي صلى الله عليه وسلم الى الطائف وحاصرها صلوات الله وسلامه عليه واستمر الحصار اربعين يوما ونصب النبي صلى الله عليه وسلم كما هو مشهور المنجنيق على اهل الطائفة اي رماهم بالمنجنيق صلوات الله وسلامه عليه ثم نادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم ايما عبد نزل من الحصن وخرج الينا فهو حر وخرج اليه ثلاثة وعشرون اي عبدا منهم ابو بكر الثقفي اللي صار من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك وكان اهل الحصن قد استعدوا بحسنهم ذلك وكان عندهم ما يكفيهم سنة كما قيل ثم اذن النبي بالناس ان قافلون غدا ان شاء الله خلاص سنرجع ما راح نقاتل ما دام نتحصن وها سنرجع فثقل ذلك عليهم قالوا يا رسول نذهب ولا نفتح الحصن؟ كيف هذه فقال اغدوا الى القتال لا قاتلوا ما تريدون ترجعون؟ قاتلوا فغدوا الى القتال فاصابهم جراح اصيبوا محصنين فقال الرسول انا قافلون غدا فسروا بذلك واذعنوه فتبسم النبي صلى الله عليه واله وسلم وقيل يا رسول الله ادع على ثقيف فقال اللهم اهد ثقيفا وات بهم فهذا هو دعاء النبي صلى الله عليه ثقيل لانه دعا لهم صلوات الله وسلامه عليه ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف جاءه عروة ابن مسعود فاتبعه واسلم وعروة ابن مسعود هذا هو الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وتكلم معه قبيل صلح الحديبية والذي قال بعد ان رجع الى اهل مكة دخلت على ملوك فارس والروم ودخلت على النجاشي في ملكه وغيرهم يقول فما وجدت احدا يعظم احدا كما يعظم اصحاب محمد محمدا صلوات الله وسلامه عليه قال ابن اسحاق لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف اتبع اثره عروة ابن مسعود حتى ادركه قبل ان يدخل المدينة فاسلم وسأله ان يرجع الى قومه بالاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتحدث قومك انهم قاتلوك وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ان فيهم ان فيهم نخوة الامتناع الذي كان منهم. فقال عروة يا رسول الله انا احب اليهم من ابكارهم وكان فيهم كذلك محببا مطاعا وخرج يدعو قومه للاسلام رجاء لا يخالفوه وذلك لمنزلته فيه فلما اشرف لهم على علية له يعني مكان مرتفع وقد دعاهم الى الاسلام واظهر لهم دينهم رموه بالنبل من كل وجه فاصابه سهم فقتله فقيل لعروة ما ترى في دمك؟ قال كرامة اكرمني الله بها وشهادة ساقها الله لي فليس في الا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يرتحل عنكم. فادفنوني معهم فدفنوه معهم هذا عروة ابن مسعود رضي الله عنه اسلم وتابع النبي صلى الله عليه وسلم ثم وقع من قومه انهم قتلوه رحمه الله ورضي عنه رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حصار تقيس في الطائف رجع الى الجعران او الجعران كما قلنا اما باسكان العين او بكسرها وتشديد الراء يعني جعر او الجعرانة رجع النبي صلى الله عليه وسلم ومكث بالجعرانة بضع عشرة ليلة لا يقسم الغنائم. ينتظر هوازن ان تأتي تائبة فيعطيهم اموالهم صلوات الله وسلامه عليه واعطى النبي صلى الله عليه وسلم ابا سفيان ابن حرب اربعين اوقية ومئة من الابل واعطى حكيم ابن حزام مئة من الابل واعطى صفوان ابن امية مئة من الابل. ثم مئة ثم مئة واعطى الحارث ابن الحارث ابن كلدة مئة من الابل واعطى اخرين على خمسين خمسين. يعني من الابل ولم يعطهم مئات كما اعطى الاخرين صلوات الله وسلامه عليه كل هذا لتأليف قلوبهم صلوات الله وسلامه عليه. بعضهم من المسلمين الذين اسلموا بالفتح وبعضهم من الذين ما زالوا على الشرك فكان يتألفهم بهذه الاموال واعطى بعض الناس خمسين واعطى بعضهم اربعين بحسب مكانته من قومه يتألفهم بها صلوات الله وسلامه عليهم فازدحمت عليه الاعراب صلوات الله وسلامه عليه ويطالبون بالمال حتى اضطروه الى شجرة فقال ايها الناس والذي نفسي بيده لو كان عندي شجر تهامة نعما يعني من الانعام لقسمته عليكم ثم ما سموني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا صلوات الله وسلامه عليه ايها الناس والله ما لي من فيئكم ولا هذه الوبرة الا الخمس والخمس مردود عليكم وساق لنا البخاري فعل بعض الاعراض مع النبي صلى الله عليه وسلم عن ابي سعيد الخدري قال بعث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهيبة من اديم مقروض لم تحصل من ترابها يعني ما زال فيها بعض التراب يقول فقسمها بين اربعة نفر بين عيينة بن بدر واقرع بن حابس وزيد الخيل والرابع اما علقم واما عامر ابن الطفيل فقال رجل من اصحابه كنا نحن احق بهذا من هؤلاء فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال الا تأمنوني وانا امين من في السماء؟ يأتيني خبر السماء صباحا ومساء فقام اليه رجل غائر العينين يعني داخلة عيونه مشرف الوجنتين ناشز الجبهة بارزة جبهته كث اللحية محلوق الرأس مشمر الازار فقال يا رسول الله اتق الله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ويلك اولست احق اهل الارض ان يتقي الله ثم ولى الرجل فقال خالد بن الوليد يا رسول الله الا اضرب عنقه؟ قال كلمة كفرية والعياذ بالله. قال الا اضرب عنقه؟ قال لا له ان يكون يصلي فقال خالد وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لم اومر ان انقب عن قلوب الناس ولا اشق بطونهم ثم نظر اليه وهو مقفن اي للرجل فقال انه يخرج من ضئضئي هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لئن ادركتهم لاقتلنهم قتلة موت هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الرجل الذي يقول للنبي صلى الله عليه وسلم اعدل او اتق الله اهذا الكلام يقال لسيد البشر صلوات الله وسلامه عليه لا شك انه الجهل الشاهد يقول ابو موسى الاشعري كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجعرانة ومعه بلال. فاتى النبي صلى الله عليه وسلم اعرابي فقال الا تنجز لي ما وعدتني فقال له ابشر فقال الرجل قد اكثرت علي من ابشر. يعني ما اعطيتني شيء بس فقط تقول ابشر ابشر ما اعطيتني شيئا فاقبل النبي صلى الله عليه وسلم علي وعلى بلال اي على ابي موسى وبلال كهيئة الغضبان من كلام هذا الرجل فقال رد البشرى فاقبلا انتما. قالا قبلنا ثم اوتي بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه اي تفل فيه صلاته ثم قال اشربا منه وافرغا على وجوهكما ونحوركما وابشرا فاخذ القدح ففعل فنادت ام سلمة من وراء الستر ان افظلا لامكما فافضلا لها رضي الله عنهم اجمعين هكذا فعل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اما اولئك من المنافقين او الذين ما خالط الايمان قلوبهم من الغلظة و الاذى الذي اوقعوه في النبي صلى الله عليه وسلم فاولئك من الخوارج الذين خرجوا بعد ذلك على امة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبالون يضربون برهم وفاجرهم ثم فرض النبي صلى الله عليه وسلم الغنائم قسمها صلوات الله وسلامه عليه فكانت سهامهم لكل رجل اربعا من الابل واربعين ولا شك ان هذه اعظم غنيمة حازها المسلمون في زمانهم اعطى النبي صلى الله عليه وسلم الناس ما اعطاهم وترك الانصار ما اعطاهم شيئا صلوات الله وسلامه عليه الانصار وجدوا في قلوبهم. كيف النبي صلى الله عليه وسلم يعطي هؤلاء مسلمة الفتح وبعض اهل مكة وبعض الاعراب وبعض الناس ونحن لا يعطينا شيئا فوجدوا في نفوسهم اي تضايقوا حتى كثر فيهم القول حتى قال بعضهم لقي والله رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ونسينا فدخل عليه سعد ابن عبادة فقال يا رسول الله وان هذا الحي من الانصار قد وجدوا عليك في انفسهم. لما صنعت في هذا الشيء الذي اصبت قسمت في قومك واعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ولم يكن في هذا الحي من انصار منها شيء يعني في قلبك علينا شيء او ما الامر فقال النبي صلى الله عليه وسلم فاين انت من ذلك يا سعد؟ يعني انت ايش رأيك قالوا يا رسول الله ما انا الا من قوم يعني حالي حالتي فقال فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة هذا المكان وفي بعض الروايات قال ولا يدخل علينا الا رجل من الانصار فقط ما اريد غيرهم فخرج سعد فجمع الانصار فجاء رجال من المهاجرين فدخلوا وجاء اخرون فردهم فلما اجتمعوا له اتاه سعد فقال لقد اجتمع لك هذا الحي من الانصار فاتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله واثنى عليه وهذه عادته اذا اراد ان يتكلم يحمد الله ويثني عليه سبحانه ثم قال يا معشر الانصار مقالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها علي في انفسكم الم اتكم ضلالا فهداكم الله؟ وعالة فاغناكم الله واعداء فالف الله بين قلوبكم قالوا بلى الله ورسوله امن وافضل ثم قال الا تجيبوني يا معشر الانصار قالوا بماذا نجيبك يا رسول الله؟ كلام كله صحيح بماذا نجيبك يا رسول الله لله ولرسوله المن والفضل فقال صلوات الله وسلامه اما والله لو شئتم لقلتم ولصدقتم ولصدقتم لو قلتم اتيتنا مكذبا فصدقناك مخذولا فنصرناك طريدا فاويناك عائلا ان فآسيناك لو قلتم هذا لصدقتم ولصدقتم ولكنه الادب مع رسول الله ما يجرؤون ان يقولوا مثل هذا الكلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم اوجدتم يا معشر الانصار في انفسكم في نعاعة من الدنيا تالفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم الى اسلامكم الا تربون يا معشر الانصار ان يذهب الناس بالشاة والبعير وترجع برسول الله صلى الله عليه وسلم فالى رحالكم فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار لو سلك الناس شعبا وسلكت الانصار شعبا لسلكت شعب الانصار اللهم ارحم الانصار وابناء الانصار وابناء ابناء الانصار فبكى القوم حتى اخضلوا لحاهم من البكاء وقالوا رضينا برسول الله صلى الله عليه وسلم قسما وحظا ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرقوا اي رجعوا الى اماكنهم هكذا طيب النبي صلى الله عليه وسلم خاطر الانصار الذين نصروه صلوات الله وسلامه عليه في ساعة العسرة وقد ذكرنا انه ممن اسر عند النبي صلى الله عليه وسلم اخته الشيماء وهذه الشيماء بنت الحارث ابن عبد العزى وارضعتها مع النبي صلى الله عليه وسلم حليمة السعدية جاءت مع السبي فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت اني اختك من الرضاعة فقال وما علامة ذلك؟ من يشهد لك قالت عضة عضضتنيها في ظهري. يوم انا صغيرة وانت عضيتني وانا متوركتك يعني فوقف فعضضتني يعني تقول انا متوركة عليك يعني مستندة عليك فعضفتني عضة في ظهري. ما تذكرها؟ فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم العلامة. فبسط لها رداءه واجلسها عليك وخيرها قال ان احببتي الاقامة عندي فعندي محببة مكرمة وان احببت ان فترجعي الى قومك قالت بل تمتعني وتردني الى قومي ففعل صلوات الله وسلامه عليه ثم اسلمت واعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة اعبد وجارية ونعما وشاء وسماها حذافة واما الشيماء فهو لقب لها رضي الله عنها وارضاها