يقول الله ورسوله اعلم الا في الامور الشرعية فاذا سأل سائل في الامور الشرعية لك ان تقول الله ورسوله اعلى انه ما من امر شرعي الا ويعلمه النبي صلى الله عليه وسلم الشريط الاربعون السير الى تبوك والمرور على ديار ثمود وفزع ذو الروم وهربهم ثم مؤامرة المنافقين على قتل النبي صلى الله عليه وسلم وقصة مسجد الضرار لما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم الى تبوك مرة بالطريق صلوات الله وسلامه على ديار ثمود وهي الحجر فقال لا تشربوا من مائها شيئا. ولا تتوضأوا منه للصلاة. وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الابل. ولا كلوا منه شيئا ولا يخرجن احد منكم الا ومعه صاحب له وذلك ان هذه الديار ديار معذبين فالنبي صلى الله عليه وسلم امر الناس ان لا يدخلوا ديار هؤلاء المعذبين الا وهم باكين او متباكين وكانوا قد طبخوا وعجنوا فامره النبي صلى الله عليه وسلم ان يلقوا ما طبخوا وان يأخذوا العجين فيعلفوه الابل وهذا فيه دليل على تحريم شرب الماء من ديار المعذبين. ولذلك يذهب كثير من الجهلة الان الى ديار ثمود وغيرهم من معذبين فيذهب هناك ويفرح ويضحك ويأخذ الصور له في تلك الاماكن وهذا مما لا يجوز وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر صلوات استحث راحلته وقال لا تدخلوا بيوت الذين ظلموا انفسهم الا وانتم باكون خوفا ان يصيبكم ما اصابهم ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يسرع في وادي محسر في مكة شرفها الله لما بلغ النبي صلى الله عليه محسر اسرع فيه لماذا؟ لان وادي محسر هو الذي اهلك الله فيه اصحاب الفيل ابرهة ومن معه. فدائما اماكن المعذبين المسلم ينبغي عليه ان يبتعد عنها. خشية ان يصيبه الله تبارك قال تعالى عذاب من عنده وفي تبوك اصبح الناس مع الرسول صلى الله عليه وسلم وليس معهم ماء. فقام صلوات الله وسلامه فاستسقى لهم فارسل الله تبارك وتعالى السحابة فامطرت حتى ارتوى الناس واحتملوا حاجتهم من الماء اي حملوا معهم من الماء وفي هذه كذلك اي الغزوة ظلت ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فقال زيد ابن الاسيط وكان منافقا اليس يزعم انه نبي؟ يعني ان بعض المنافقين خرجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الغزوة. فقال لبعض من معه اليس محمد يزعم انه نبي؟ ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري اين ناقته؟ يعني ايش هذا الكلام؟ كيف يكون النبي ولا يعلم اين ناقته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رجلا يقول اي كذا وكذا وذكر مقالته ثم قال واني والله لا اعلم الا ما علمني الله اكبر اين الذين يزعمون ان النبي يعلم الغيب اين الذين يزعمون ان النبي صلى الله عليه وسلم يعرف احوالهم وما يحدث لهم؟ ان هذا والله من الباطل. ولذلك لا يجوز ان اذا سئل اما امور الدنيا يقول لك اين فلان؟ لا يجوز لك ان تقول الله ورسوله اعلم بل قل الله وحده اعلم سبحانه وتعالى واذا قال لي والله اني لا اعلم الا ما علمني الله جل وعلا. وقد دلني الله عليها. وهي في الوادي في تعبي كذا وكذا وقد حبستها شجرة بزمامها اي حبلها تعلق بشجرة فانطلقوا حتى تأتوني بها فانطلقوا فاتوه بها صلوات الله وسلامه عليه وفي الطريق اي الى هذه الغزوة وقع كذلك ان مات احد المسلمين وهو عبد الله بن نجادين يقول عبد الله بن مسعود قمت من جوف الليل وانا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فرأيت شعلة من نار في ناحية العسكر. يعني كان نائما ثم استيقظ فرأيت نارا من بعيد في ناحية العسكر فاتبعتها انظر اليها فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعمر واذا عبد الله ذو النجادين المزني قد مات واذا هم قد حفروا له اي حفروا له حفرة ليدفنوه يقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرته وابو بكر وعمر يدليانه اليه اي ينزلانه الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الحفرة صلوات الله وهو يقول ادني الي اخاكما دل ياه اليه فلما هيأه لشقه اي وضعه الوضع الصحيح في القبر قال اللهم اني اللهم اني قد امسيت راضيا عنه فارض عنه يقول عبد الله ابن مسعود يا ليتني كنت صاحب الحفرة والله انا لجميعا نقول يا ليتنا كنا اصحاب تلك الحفرة النبي صلوات الله وسلامه عليه يقول اللهم اني امسيت راضيا عنه فارض عنه يخبر عن رضاه عنه ويسأل الله ان يرضى عنه. من منا لا يتمنى هذا كلنا نتمنى هذا فنسأل الله تبارك ان يرضى عنا وعنكم اجمعين وقال صلوات الله وسلامه عليه ان بالمدينة لاقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا كانوا معه. قالوا يا اخوان بالمدينة؟ قال نعم. حبسهم العذر اي ما استطاعوا ان يأتوا مع النبي صلوات الله وسلامه عليه وعن عبد الله بن عباس انه قيل لعمر بن الخطاب حدثنا عن شأن ساعة العسرة ايش اللي حدث يعني فقال عمر خرجنا الى تبوك في قيظ شديد يعني حر شديد فنزلنا منزلا واصابنا فيه عطش حتى ظننا ان رقابنا ستنقطع اي من العطش حتى ان الرجل لينحر بعيره فيعتصر فرسه فيشربه ثم يجعل ما بقي على كبده فقال ابو بكر الصديق يا رسول الله ان الله عودك في الدعاء خيرا. فادعوا الله لنا قال رسول الله اوتحب ذلك؟ قال نعم فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه الى السماء فلم يرجعهما فقالت السماء يعني لم يرجع يديه حتى قالت اذنت السماء فاطلت ثم سكبت فملؤوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر نقول فلم نجدها جاوزت العسكر يعني هذا الماء ما جاوز العسكر. بل كان بالعسكري نفسه ذهب النبي صلى الله عليه وسلم الى تبوك وعسكره هناك وكان مستعدا للقاء العدو صلوات الله وسلامه عليه اما الرومان وحلفاؤهم الذين كانوا قد خرجوا لقتال النبي صلى الله عليه واله وسلم لما سمعوا بزحفه صلوات اليهم اخذهم الرعب فلم يجترئوا على التقدم واللقاء ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم نصرت بالرعب مسيرة شهر هذا هو الرعب الذي نصر به صلوات الله اوقع الله في قلوبهم الرعب فما جاءوا ولا قاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل تفرقوا في البلاد ودخلوا حدودهم ولم يكن هناك قتال بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم. هذا ما وقع في تبوك. فلم يكن هناك قتال بين صلى الله عليه وسلم وبين الروم بل رجعوا خائبين مرعوبين من النبي صلى الله عليه واله وسلم رجع صلوات الله وسلامه من تبوك وكان قد بعث وهو هناك خالد بن الوليد الى اكيدر دومة او اكيدر دومة وهو اكيد ابن عبد الملك رجل من كندة كان نصرانيا وكان ملكا عليها اي على كندة او على دومة الجندل هذي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد انك ستجده يصيد البقر فخرج خالد حتى اذا كان في من حسنه بمنظر العين يعني قريبا منه وفي ليلة مقمرة صافية وهو على سطح ومعه امرأته فباتت البقر تحك بقرونها باب القصر فقالت امرأته هل رأيت مثل هذا قط؟ يعني البقر تفعل هذا الشيء؟ قال لا والله. قال فمن يترك هذه قال لا احد فنزل فامر بفرسه فاسرج له وركب معه نفر من اهل بيته فيهم اخ له يقال له حسان فركبوا وخرجوا معه بمطاردهم فلما خرجوا يعني يأتون بالبقر تلقتهم خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذته فبعث به اي خلف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ان خالدا لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم به حقن له النبي دمه وصالحه على الجزية ثم خلى سبيله فرجع كيدردوم هذا او دومة الى اهله سالما اي ما قتله النبي صلى الله عليه وسلم وانما امره بدفع الجزية وقبل الرجل فخلى النبي صلى الله عليه وسلم سبيله رجعت صلوات الله وسلامه عليه الى المدينة قلنا بدون قتال مظفرا منصورا صلوات الله وسلامه عليه كفاه الله جل وعلا القتال ولكن وقعت حادثة تحتاج الى تأمل والى وقفة الا وهي ان بعض المنافقين في الطريق حاولوا قتل النبي صلوات الله وسلامه عليه وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من تبوك الى المدينة وكان في بعض الطريق قام ناس من المنافقين فتآمروا ان يطرحوا النبي صلى الله عليه وسلم من رأس عقبة في الطريق يعني مكان مرتفع يرمون به صلوات الله وسلامه عليه فلما بلغوا العقبين مكان المرتفع هذا ارادوا ان يسلكوها معه اي مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما غشيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني اقترب منهم اخبر خبرهم يعني اخبره الله تبارك وتعالى بما يمكرون فقال صلوات الله وسلامه من شاء منكم ان يأخذ ببطن الوادي فانه اوسع لكم. يعني ابتعدوا عني واخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة واخذ الناس بطن الواجب الا هؤلاء جاؤوا خلف النبي صلى الله عليه وسلم كما قلنا يريدون ان يرموهم الى العقبة صلوات الله وسلامه عليه لما رأوا ان الناس ابتعدوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم تلثموا واستعدوا وهموا بهذا الامر العظيم والعياذ بالله وهو قتل النبي صلوات الله وسلامه عليه فامر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة ابن اليمان وعمار ابن ياسر فمشي معه وامر عمارا ان يأخذ بزمام الناقة. يعني بزمام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم بحبلها وامر حذيفة ان يسوقها ان يكون امامها فبينما هم يسيرون اذ سمعوا وكذة القوم من ورائهم قد غشوه يعني اقتربوا من النبي صلى الله عليه وسلم فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم منهم يعني قال هو امر ان يقوموا في بطن الوادي فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم وامر حذيفة ان يردهم قال قل لهم يرجعون يعني الى بطن الوادي وابصر حذيفة غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع ومعه محجن يعني هذي العصا الصغير حديدة فاستقبل وجوه رواحلهم فضربها بها فضرب الرواحل وابصر القوم وهم متلثمون ولا يشعر الا ان ذلك فعل مسافر يعني متلثمين لاجل السفر لا لعدم معرفتهم هم تلثموا حتى لا يعرفوا ما جاء في بالها جاء في بالهم تلثموا للسفر الريح والهواء وما شابه ذلك يقول فارعبهم الله سبحانه وتعالى حين ابصروا حذيفة وظنوا ان مكرهم قد ظهر عليه يعني حذيفة فاسرعوا حتى خالطوا الناس يعني دخلوا في الناس حتى لا يعرفوا. واقبل حذيفة حتى ادرك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما ادركه يعني وصل اليه قال رسول الله اضرب الراحلة يا حذيفة وامش انت يا عمار فاسرعوا حتى استووا باعلاها فخرجوا من العقبة ينتظرون الناس فقال النبي لحذيفة هل عرفت من هؤلاء الرهب او عرفت احدا منهم قال حذيفة عرفت راحلة فلان وفلان. يعني هم ما عرفتهم كانوا متلثمين لكن عرفت الرواحل قال وكان الظلم يا رسول الله وغشيتهم وهم متلثمون فقال صلوات الله وسلامه عليه هل علمتم ما كان شأن الركب وما ارادوا؟ قالوا لا والله يا رسول الله ما اردناه ما عرفناه قال فانهم مكروا ليسيروا معي حتى اذا اطلعت في العقبة طرحوني منها قالوا اولا تأمر بهم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يا رسول الله اذا سنضرب اعناقهم قال اكره ان يتحدث الناس ويقول ان محمدا قد وضع يده في اصابعه. لان الظاهر للناس ان هؤلاء من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاذا قتلهم قالوا نعم يقتل اصحابه فتركهم صلوات الله وسلامه عليه. وسماهم لحذيفة وقال اكتمهم وفي رواية ان سماهم لحذيفة وعمار وقال اكتماهم اي لا تخبروا احدا او لا تخبر احد احدا بما وقع وفي بعض طرق هذه القصة ما ذكره ابن اسحاق في ومغازيه ان النبي صلى الله عليه واله وسلم لما اصبح قال حذيفة ادع لي عبد الله ابن ابي وابا خاطر الاعرابي وعامرا وابا عامر والجلاس ابن سويد ابن الصامت وهو الذي قال لا ننتهي حتى نرمي محمدا من العقبة الليلة وان كان محمد واصحابه خيرا منا انا اذا لغنم وهو الراعي ولا عقل لنا وهو العاقل وامره كذلك ان يدعو مجمع ابن حارثة ومليحا التيمي وهو الذي سرق طيب الكعبة وارتد عن الاسلام بعد ذلك الشاهد انه امره ان يدعو هؤلاء وان يدعو حصن ابن النمير وامره كذلك ان يدعو طعيمة ابن ابيرق وعبدالله ابن عيينة. وهذا عبد الله بن عيين هو الذي قال لاصحابه اسهروا هذه الليلة تسلم الدهر كله فوالله ما لكم امر دون ان تقتلوا هذا الرجل فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ويحك ما كان ينفعك من قتلي لو اني قتلت فقال عبد الله فوالله يا رسول الله لا نزال بخير ما اعطاك الله النصر على عدوك انما نحن بالله وبك فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ادع لي مرة ابن الربيع وهو الذي قال نقتل الواحد الفرد فيكون الناس عامة بقتله مطمئنين. فدعاه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له ويحك ما حملك على ان تقول الذي قلت؟ فقال يا رسول الله ان كنت قلت شيئا من ذلك انك لعالم به وما قلت شيئا من ذلك فجمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم اثنا عشر رجلا واخبرهم بقولهم صلوات ومنطقهم وسرهم وعلانيتهم واطلع الله سبحانه وتعالى نبيه على ذلك وعلمه ما كان منهم. وهم الذين قال الله فيهم وهموا بما لم ينالوا اي هذه الغزوة من قتل النبي صلى الله عليه واله وسلم وقع امر يحتاج الى تأمل والى وقفة بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك وذلك ان بعض الناس بنوا مسجدا وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم تعال فصلي في هذا المسجد يعني ركعتين او صلاة من الصلوات ثم نتخذه بعد ذلك مسجدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذا رجعت من تبوك افعل ان شاء الله يعني افعل ذلك عند رجوع من تبوك وقصة هذه الحكاية ان مجموعة من المنافقين بنوا صورة مسجد لان المسجد الاصل انه يقام على تقوى من الله هم بنوا صورة شكل مسجدا فقط والا ليس بمسجد وذاك قريبا من مسجد قباء وارادوا ان يصلي لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يروج لهم ما ارادوه من الفساد والكفر والعناد فعصم الله رسوله صلى الله عليه وسلم من الصلاة فيه وذلك انه كان على جناح سفر الى تبوك يقول الحافظ ابن كثير فلما رجع منها اي من تبوك نزل بذي اوان في الطريق الى المدينة يعني قريب من المدينة نزل عليه الوحي في شأن هذا المسجد وهو قوله تعالى بين المؤمنين وتفريقا بين المؤمنين لمن حارب الله الله ورسوله من قبل وليحلفن ان اردنا الا الحسنى الله يشهد انهم لكاذبون. لا تقم فيه ابدا. لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه. فيه رجال يحبون ان يتطهروا. والله يحب المطهرين. افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير. خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف النهار فانهار به. فانهار به في نار جهنم. والله لا يهدي القوم الظالمين واما قول الله تبارك وتعالى بهذه الاية الكريمة والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل المسجد هذا اتخذ ضرارا اي للاضرار بالمسلمين وكفرا اي ما ارادوا به وجه الله وانما ارادوا الكفر وتفريقا بين المؤمنين اي عن طريق الجلوس في هذا المسجد وحياكة المؤامرات وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل ان يكون هذا المسجد مكانا لاجتماع من حارب الله ورسوله من قبل يقول الله تبارك وتعالى وليحلفن ان اردنا الا الحسنى بعد ان انا بنوا هذا المسجد مرارا اي مضاهاة لمسجد قباء وكفرا بالله لا للايمان به وتفريقا للجماعة عن مسجد قباء وارصادا لمن حارب الله ورسوله وهذا هو ابو عامر الراهن الذي يسمى ابو عامر الفاسق وذلك انه دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الاسلام فابى وذهب الى اهل مكة استنفرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءوا عام احد لقتال النبي صلى الله عليه وسلم. وكان القتال ثم ذهب ابو عامر هذا الى ملك الروم قيصر يستنصره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نصرانيا اي هذا ابو عامر راهب وكان يكتب الى اخوانه الذين نافقوا يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا فكانت مكاتباته ورسله تفد اليهم كل حين فبنوا هذا المسجد يقول حاضر كثير في الصورة الظاهرة انه مسجد. وباطنه دار لحرب وقتال النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك هي او هذا المسجد مقر لمن يفد من عند ابي عامر الراهب ومجمع كذلك لمن هو على طريقتهم من المنافقين. ولهذا قال تعالى وكفرا وتفريطا بين المؤمنين. وتفريقا بين المؤمنين وليحلفن ان اردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون. لا تقم فيه ابدا ندى لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا. والله يحب المطهرين افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير. خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف تنهار به. فانهار به في نار جهنم جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين. قال تعالى وارسادا لمن حارب الله ورسوله من قبل ثم قال وليحلفن اي الذين بنوه ان اردنا الا الحسنى اي انما اردنا ببنائه الخير قال الله تعالى والله يشهد انهم لكاذبون. لانه يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور سبحانه وتعالى ثم قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم لا تقم فيه ابدا فنهاه عن القيام فيه لئلا يقرر امره ثم امره سبحانه وتعالى وحثه على القيام في المسجد الذي اسس على التقوى من واليوم الا وهو مسجد قباء ثم امر النبي صلى الله عليه وسلم ما لك بن الدخشم ومعنى ابن عدي رضي الله عنهما وامرهما ان يذهبا الى ذلك المسجد الظالم اهله فيحرقه بالنار. فهذا هباء فحرقاه بالنار وهذا الحكم ليس خاصا بهذا المسجد بل كل مسجد لم يبنى على التقوى فان مصيره الى ان يهدم لان الاصل في بناء المسجد ان يبنى على تقوى من الله تبارك وتعالى. وما لم يبنى على تقوى من الله تبارك وتعالى فانه لا تجوز الصلاة فيه ولذلك يفرق بين الكنيسة والمسجد الذي يبنى للضرار. الكنيسة يمكن ان تحول الى مسجد لانها ما بنيت اصلا كمسجد كالبيت مثلا بيت يحول الى مسجد ما فيه اي مشكلة كنيسة تحول الى ملك ما في اي مشكلة لكن ان يبنى على انه مسجد وهو الاضرار لا يجوز ان يصلى فيه بل يجب ان يهدم ويجب ان يبنى من جديد على تقواه من الله تبارك وتعالى