يجب ان يكون الصدق في الافعال وذلك بان يمحض العبد النصح في تأدية عمله فاذا وكل اليه عمل صدق يصدق الله تعالى في عباداته فلا يخل بشيء منها عاب النبي صلى الله عليه وسلم على قوم توضأوا قصروا وبقيت اعقابهم تلوح. فلما رآهم قال ويل للاعقاب من النار. لانهم لا لم يصدقوا في وضوئهم ايضا يصدق في صلاته فلا ينقرها كنقر الديك ولا يلتفت فيها الكفات الثعلب ولا يحرك يديه كاذناب الى غير ذلك من الاوصاف التي شنع النبي صلى الله عليه وسلم على فاعليها لانهم لم يصدقوا فيها كما اريد كذلك ايضا يكون الصدق في المعاملات فيصدق المرء مع شريكه. ولهذا جاء في الحديث القدسي انس انا ثالث الشريكين ما لم يخن احدهما صاحبه فاذا خان احدهما صاحبه خرجت من بينهما وفي الحديث المتفق عليه ايضا البيعان بالخيار ما لم يتفرقا صدق بورك لهما في بيعهما وان كذب محقت بركة بيعهما الصدق منجاة والكذب مهلكة الصدق ايها الكرام ويا ايتها الكريمات مطلوب في جميع الامور فعلى المرء ان ان يسعى ان يكون من الصادقين نيته وفي اقواله وفي افعاله بل عليه ان يكون صادقا مع الجميع دون تمييز. حتى مع المخالفين والخصوم اللهم الا ان تكون حرب. فان الحرب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة واذا صدق العبد في اموره كلها فان الله تعالى يصدقه ويعامله بالمثل. كما ان الناس ايضا يكنون له الكرام ويمنحونه الثقة ويبذلون له ما يقابل صدقه بصدق اما اذا عرف الانسان بالتحيل والالتواء فان ذلك يحمله فان ذلك اه يجعل الاخرين يعاملون بحذر وريبة وتهمة وشك حتى لو صدق في بعض اموره