قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تكون والصوم هو الامساك عن المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس هذا مدة الامساك طال النهار او قصر فان الله تعالى فرض الصوم وجعله سببا ووسيلة لتحصيل التقوى ولذلك قال لعلكم تتقون. وهنا نؤكد المعنى الذي ذكرناه قبل قليل من ان جميع الشرائع التي شرعها الله تعالى انما غايتها ومقصودها تزكية النفوس ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم فالمقصود هو تحقيق الشكر لله تعالى شكره على انعامه شكره على احسانه بالقلب واللسان والجوارح افادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبة اذا فرض الله تعالى الصوم وفرضه من رحمته على عباده في العام مرة واحدة. فلا يجب الصوم في العام اكثر من انما فرضه مرة واحدة وقد كان فرضه في السنة الثانية من الهجرة فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات وفرضه في شهر محدد وهو شهر رمضان وافق صيفا وافق شتاء وافق ربيعا وافق خريفا وهذا من رحمة الله تعالى بعباده ان حقق ابتلاءهم بالعبودية في كل احوال ليس فقط في فصل الشتاء ولا في فصل الصيف عندما يشتد الامر ولا في فصل الربيع او فصل الخريف بل في كل ايام السنة. فرضه الله تعالى وجعله سببا لحط السيئات والاوزار والفوز بالجنة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة ما من صام رمظان آآ غفر له ما ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. والصوم جنة تقي الانسان النار تقيه سيئة وزار فبين النبي صلى الله عليه وسلم فضل الصوم. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من صام يوما في سبيل الله. باعد الله بينه وبين النار سبعين خريفة. كل هذا يبين لنا فظيلة الصوم وانه سبب لحط الاوزار والسيئات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما اخبر من ابواب الجنة ان من ابوابها الريان وهو باب لا يدخله الا الصائمون سواء كانوا ممن صام الفرض او ممن زاد على الفرض النفل فالحد الادنى من اسباب دخول المؤمن الى الجنة من هذا الباب ان يصوم رمضان