اخر حديث مر بنا بالامس القريب حديث ابن عمر مرفوعا الى النبي صلى الله عليه واله وسلم اذا رأيتموه فصوموا واذا رأيتموه فافطروا. الى اخر الحديث هذا الحديث صريح الدلالة بان النبي صلى الله عليه واله وسلم ربط الامر بالدخول في شهر رمضان وصيامه برؤية هلاله فيقول اذا رأيتموه فصوموا ولا شك ان هذه الرؤية هي الرؤية البصرية وليست الرؤية العلمية ولا يحتاج هذا الى تدليل لا سيما وفي اخر الحديث فان هم عليكم اقدروا له وفي الرواية والاخرى كما سمعتم في الدرس درس الامس اثموا شعبان ثلاثين. كم هم يعني كان هناك في السماء تغيب او سحاب او ضباب او خسار او نحو ذلك. من الموانع الطبيعية الكونية التي تمنع الناس عادة من رؤية الرجال بابصارهم. اذا كان الامر كذلك عليهم ان يتموا صوم شعبان عليهم ان يتموا شعبان ثلاثين يوما سواء اكثره او صاموه وهنا يثار عادة بمثل هذه المناسبة المسألة التي كثر الخلاف فيها قديما وحديثا الا وهي هل يجوز اثبات هلال ورمضان اما بالرؤية البصرية مع الاستعانة للالات المكبرة او للرؤية الحسابية هذا خلاف معروف منذ قديم ولكن اشتد الخلافة العصر حاضر بسبب وجود الالات المقربة والمكبرة والتي تساعد على رؤية الهلال للعين العادية ليس بعلم الحساب مستقيم والذي نراه انه يجب على المسلمين ان يظلوا عند ظاهر هذا الحديث وهو الذي يفتدي اثبات الهلال للرؤية العادية بدون استعانة بالالات المكبلة او بدون استعانة بالعمليات الحسابية والسبب في هذا يعود الى امور اولا ظاهر هذا الحديث حيث يقول عليه السلام اذا رأيتموه يا سيمو واذا رأيتموه فاسروا وثانيا لان الرسول صلى الله عليه واله وسلم قد اكد هذا الظاهر من هذا الحديث لقوله في حديث اخر الا وهو قوله عليه السلام نحن امة امية لا نكتب ولا نحسب آآ حكم الرسول صلى الله عليه واله وسلم بهذا الحديث على الامة الاسلامية تبعا لنبيها الامي النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في الثورات والانجيل فالحق الرسول عليه الصلاة والسلام الامة الاسلامية ولو كانت في واقعها في كثير من اصولها ليست امنية ولكن الرسول عليه السلام الحصى الامة بنبيها من حيث انه وصفها بانها امة امية لا نكتب ولا نحسب لذلك فنحن يجب ان نلتزم هذا الوصف الذي تبع به رسول الله صلى الله عليه وسلم امته من هذه الحيثية وهي من حيث انه انه ينبغي الاقتصار في اثبات الهلال على الرؤية البصرية العادية والابتعاد عن العلوم الحسابية هذا هو الامر الثاني والامر الثالث الذي يجب علينا ان نتمسك باثبات الهلال للرؤية العينية البشرية العادية الامر الثالث من تلك الامور هو ان الاسلام من تابعه ايضا انه سمح سهل ميسر مظلل الناس بينما اذا تركنا هذا الامر الميسر لكل الناس اذا رأيتموه فصوموا واردنا ان نلتزم وسيلة من الوسائل التي هي خاصة لبعض الناس والناس الذين عندهم من الوسائل العلمية التي قد لا تتيسر لكل طائفة او لكل شعب او لكل امة اذا نحن اعرضنا عن التمسك بهذه الوسيلة الميسرة صار الاسلام فانه ليس دينا عاما آآ ميسرا لكل الشعوب مهما كانت ثقافتها ومدنياتها مختلفة بعضها عن بعض فلا شك اما هذا الخطاب اذا رأيتموه فصوموا يتوجه الى كل شعب من الشعوب المسلمة على ما بين الشعوب من تفاوت في الحضارة والمدنية والثقافة. بينما اذا التزمنا اثبات الهلال بالرؤية المجهرية مثلا للالة المكبرة انحصرت لاثبات للدولة التي تتملك هذه الوسيلة الحديثة كذلك الى اردنا ان نثبت الدخول في الصيام للعمليات الحسابية انحسر ايضا تاريخ هذا الاثبات لمن يعلمون علم الحساب الدقيق وهذا ينافي الاسلام ويسره لجميع الشعوب وفي جميع الازمان والاماكن ولا يسأل هنا بان الرؤية المجهرية والعمليات الحسابية دقيقة جدا بحيث انه لا يبقى هناك اه مجال للتردد او للتشقق فاننا نقول ان الاسلام من يسره انه قال اذا رأيتموه هذه الرؤية الطبيعية التي لا تحتاج الى تكلف عصومه وسيأتي قريبا ان شاء الله. لان هذه الرؤية اثبت بشهادة رجل مسلم عدل وليس بحاجة الى استحضار شهود كثيرين. هذا من تمام التيسير في اثبات الهلال ومع ذلك فهو يقول في اخره فان غم عليكم واتم الشهر ثلاثين يوما انتهت المشكلة فما تحتاج القضية الى كثير من الجدل والمناقشة ما دام ان الاسلام اقام اثبات هلال رمضان ككل اهل الشؤون الباقية على هزه الرؤية الميسرة لكل انسان عادي طبيعي وبمجرد ان يشهد شاهد مسلم على انه رأى الهلال كما سيأتي كما ذكرنا ثبت الهلال. فان كان هناك في السماء سائل قد حال بين الرؤية والتالي بينه وبين الصيام اتم الشهر السابق الذي هو شهر شعبان ثلاثين يوما فيصبحون في اليوم الذي بعده صائمين قطعا. فالفرق يبقى بين ان يكون شهر شعبان تسعة وعشرين لا يكون ثلاثين حتى ولو خرجنا لو فرضنا الواقعة الاسية. كان هناك في السحاب غمام وغمام شفاف بحيث انه يحول بين الرأي بالعين المجردة وبين رؤية هذا الهلال لكن اذا سلط الالة المكبرة المجهر ازال ذلك السحاب الشفاف فرأى الهلال من ورائه اه حينما اعتمدنا على العين المجردة ماذا اصابنا من الناحية الشرعية؟ لا شيء قال فانهن عليكم ثلاثين ما بكون خسرنا شيء من الناحية الشرعية. لان الشرع لا يحاسب ولا يدقق مع المسلمين بحيث انه ثبت فيما بعد بطريقة ما فلنتابع الهلال كان ظاهر لكن ما ما رؤيا بسبب ذلك السحاب ماذا يدور هنا؟ قد قال فان هم عليكم تأتي من شهر ثلاثين. اذا ما اصبحنا في هذا اليوم صائمين. وقد رؤي مثلا هلال بالان نكبره لكنه لم يرى بالعين المجردة فلم يضرنا شيء بذلك شيئا اطلاقا لاننا ادين ان نراه باعيننا العادية سنصوم او لا نراه اهلا وسهلا في الشهر ثلاثين يوما وقد فعلنا احد الامرين حينما حاولنا ان نراه بالعين المجردة لم نره اذا قد غم علينا فاتممنا شهر شعبان ثلاثين يوما لذلك فانا في اعتقادي لا ضرورة ملحة لحمل المسلمين للعالم الاسلامي اليوم ان يستعيدوا عن النظرة العادية بالنظرة العينية سواء كانت بالالة المكبرة او كانت بالعملية الحسابية ونحن نعتقد ان الاسلام لا يزال ينتشر في الارض انتشارا بالغا وفي الوقت نفسه نعتقد ان الاماكن التي ينتشر فيها الاسلام لا يوجد فيها شيء من هذه الالات ومن هذه الوسائل العلمية وسيظل هذا الحكم ثائرا اذا رأيتموه زائرا الى الابد ما وجد الاسلام على وجه الارض. وحينئذ الاولى بالمسلمين ان يحددوا الوسيلة التي بها يثبتون هلال اه شعبان او ليالي رمضان ولا يختلفوا في هذه الوسائل ما دام ان الشارع وحد الوسيلة لمثل هذا الحديث اذا رأيتموه اصوموا واذا رأيتموه فافطروا هذا ما كان بقي علي من الكلام حول هذا الحديث والان حديثنا هو الحديث الخامس وفيه بيان كيف يثبت هلال رمضان؟ هل يحتاج الامر الى عديد من الشهود ان يكتفى في ذلك بشاهد واحد عدل يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال فرأى الناس الهلال فاخبرت النبي صلى الله عليه واله وسلم اني رأيته فصام وامر الناس بصيامه رواه ابو داود وصححه الحاكم وابن حبان وهذا الحديث في الواقع من الاحاديث الصحيحة وقد صححه من ذكر المصنف من الحاكم وابن حبان ولكن لعل الاولى كان من الناحية الحديثية والاصطلاحية تقديم ابن حبان في الذكر على الحاكم لانه قال له ابو داوود وسعه الحاكم وابن حبان فلو عكس وقال رواه ابو داوود وصححه ابن حبان والحاكم كان اقرب الى الاصطلاح الحديثي من ناحيتين اثنتين النهي الاولى ان ابني ان ابن حبان اعلى صدقة اي اقدم من الحاكم من حيث العصر والناحية الاخرى اما تصحيح بن حبان على ما فيه من تساهل ذكرناه في الدرس السابق ومع ذلك فلا يزال تصحيحه انظف من تصحيح الحاكم لان الحاكم يقال في تصحيحه ما قلناه امشي في تصحيح ابن حبان وزيادة في اخر وهو ان الحاكم ليس فقط يصحح الاحاديث الذي فيها باساليبها من لا يعرف بل انه يتعدى ذلك الى انه يصحح بعض الاحاديث وفي اساليبها من هو متهما بالكذب والوضع في الحديث على النبي صلى الله عليه واله وسلم. وهذا مما لا يقع فيه ابن حبان ولذلك من المقصود به عند ال الحلم العلم بالحديث اما الحاكم اشد تساهلا في التصحيح من ابن حبان واما صحيح بن حبان انظف من صحيح من سدرة الحاكم فلما ذكرنا من علو ابن حبان في الطبقة اولا ولان تساهله في التصحيح اقل من تساؤل قاسم كان الاولى ان يقدم ابن حبان في الذكر عن الحاكم في رواه ابو داوود وصححه ابن حبان والحاكم وهذا الحديث وفي الواقع اسناده صحيح وفيه كما هو به ان النبي صلى الله عليه واله وسلم اثبت هلال رمضان برؤية رجل واحد الا وهو عبد الله ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما. السلام عليكم. فكان في هذا الحديث دلالة الى المذهب الذي يقتصر في اثبات هلال رمضان انا شاهد واحد والمسألة خلافية بين الفقهاء فمنهم من يقول بما دل عليه هذا الحديث ومنهم من يوجد ان يشهد اثنان فصاعدا ومنهم من لا يغتسل بالشاهدين الاثنين وانما يوجد جماعة تحصل القناعة بصدقهم في رؤيتهم للهلال ونحن نقول ان هذا الحديث يعتبر اصلا بالاكتفاء. هم. بالشاهد الواحد لاثبات هلال رمضان. ولكن الماس يختلفون من حيس التساهل الاخبار بما رأوا والتثبت فيما رأوا وحتى في الصدق فهذا يختلف باختلاف الزمان واختلاف المكان الامر حينذاك يعود الى القاضي الشرعي الذي انيط به اثبات هلال رمضان فاذا جاءه شاهد ويعرفه جيدا وانه قادر وانه كيس فتن وليس من الناس المغفلين الذين قد يكون احدهم انه رأى الهلال والواقع انه رأى شعر من حاجبه بينه وبين الافق تتوهمها هلالا. فاذا جعل القاضي رجل مسلم يعرف صدقه ويعرف نباهته ووقارته فيجوز له شرعا ان يثبت الى رمضان لمجرد شهادة هذا المسلم الواحد اما اذا لم يطمئن بخبره آآ تثبت واراد شاهدا ثانيا او ثالثا على حسب بقى الاشخاص الذين يأتون ويشهدون عنده فلا مانع من ذلك قد قال يستبق الامر ويثبت هلال رمضان والواقع انه لم يثبت لانه لم يأتي عنده شاهد يثق بشهادة سادته ونحن نعلم اليوم ان هناك عند القضاة كما كان الامر منذ قديم جماعة اه يؤلفون بالمزكين. يزكون الناس بتعرف فلان ايه ولا بعرفه. وشو معرفته به معرفة سفهية جدا فلا شك ان القاضي الحريص على اسبات شهر الصيام بطريقة رضية مطمئنة لا يقنع بمجرد الوقوف فلان والله هذا بعرفه رجل ثابت اما ان يتمكن هو من معرفته بطريقته الخاصة التي بها ثلاثة سائل ان هذا الحديث يدل على ان الاصل في اثبات هلال رمضان يكفي فيه الشاهد الواحد ولكن ينبغي ان يكون هذا الشاهد معروفا عند الوالي المسؤول الذي يعلن اثبات رمضان اعتمادا منه على هذا الشاهد الواحد وقد سمعتم ان الذي رأى الهلال في هذا الحديث هو عبدالله بن عمر الخطاب هذا صحابي ابن صحابي. وهو معروف عند النبي صلى الله عليه واله وسلم امام المعرفة. فلا يرى ما انه عليه الصلاة والسلام يعتمد على خبره لرؤيته لهلال رمضان واثبت بناء عليه شهر الصيام لكن ليس كذلك هؤلاء الشهود الذين يشهدون في هذه الايام لا سيما اذا اردنا ان نثبط آآ شروط المسلمين العجول المنصوص عليها في كتب الفقه وبعدها بلا شك صواب لا ريب فيه فاننا لا نستطيع اليوم ان نثبت هلال رمضان الا بواسطة افراد قليلين جدا ولنذكر على ذلك مثلا آآ نضربه ونحن كما يقال نرمي بذلك السوريين بحجر واحد لقد جاء في كتب الاحناف التنصيص بان الذي يحلف لحيته لا تقبل شهادته خزائن الرحمن تأخذ بيدك الى الجنة