مثل قوله واتوا حقه يوم حصاده. ما معنى حقه؟ يحتاج الى دليل اخر يوضح المراد به؟ النص هو الدال على معناه صراحة بدلالة قطعية مثل قوله تلك عشرة كاملة. عشرة يحتمل انها تسعة ونصف الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد فقد تقدم معنى الكلام في الاحكام والادلة وان اتكلم اليوم باذن الله عز وجل عن القسم الثالث من علم الاصول وهو قواعد الفهم والاستنباط مما يتعلق بدلالات الالفاظ يقول آآ ابن رشد هذا الجزء هو الذي النظر فيه اخص بهذا العلم وينقسم بحسب الاشياء التي يقع بها الفهم لان لان الفهم قد يكون بسبب اللفظ فتكون قواعد لفظية او بسبب القرائن واللفظ قد يكون دلالته على معانيه دلالة منطوق بان يدل اللفظ في محل النطق على معنى او بواسطة المفهوم بان يدل اللفظ على معنى لا في محل النطق بل يفهم منه بدون ان يكون اللفظ دالا عليه وقال بان القرينة هي فعل النبي صلى الله عليه وسلم واقراره نبتدأ دلالة المنطوق يقول جرت العادة عند اهل العلم بان يقسموا الالفاظ الى مجمل ونص وظاهر ومؤول المجمل ما لا يعرف معناه او احدى عشر ما يحتمل الظاهر هو لفظ دال على معنيين لكنه في احدهما ارجح من الاخر فيحمل على المعنى الراجح اذا ترك المعنى الراجح الالفاظ الظاهرة من اجل المعنى المرجوح هذا يسمونه تأويلا مثال ذلك لفظة قال ما معناها فالاصل تدل على التكلم لكنها قد يراد بها نوم القيلولة فاذا جاءت على الاصل اريد بها الكلام قيل هذا ظاهر. واذا جاء اه يراد بها نوم القيلولة كما في حديث ما لي وللدنيا انما انا كمثل راكب قال تحت شجرة ثم تركها. فنقول هذا نأوله ونفسره باللفظ الاخر هكذا يقولون يقول الالفاظ منها ما هو مفرد وما هو مركب؟ واللفظ الواحد يقال له مفرد مثل ذهب جاء والالفاظ المفردة واما المركبة فهي التي تكون باكثر من لفظ مفرد مثل جاء محمد المفرد ينقسم الى ثلاثة اقسام اسم مثل مسجد كتاب وفعل مثل جاء وذهب فالفعل يدل على زمن بينما الاسم يدل على ذات بدون ان يدل على زمن والقسم الثالث الحرف وهو الذي لا يدل على معنى بنفسه المركب ما تركب من هذه الاقسام وكان جزءه دالا على جزء معناه. جاء زيد وقل جاء فهمنا نصف المعنى. زيد فهمنا نصف المعنى ومن هذه ما هو ما لا يستقل بنفسه في الفهم ما يحتاج الى غيره ومنها ما يكون مستقلا. المستقل منها الامر مثل اسكتوا ومنها ما يكون نهيا مثل لا تتكلموا ومنها ما يكون تضرعا وطلبا ونداء طيب الالفاظ سواء كانت آآ مفردة او مركبة اسماء او حروف منها ما يفهم عنها بصيغتها في كل معن في كل موضع معنى واحدا ابدا مثل ايش هاه ايش علم زيد مثلا ومنها ما يدل على معاني متفاوتة مثال ذلك آآ يعني عندك كلمة سيف سيف كلمة واحدة تدل على معنى واحد هذا من القسم الاول هناك وهذا بعض ما يعنون بالنص في هذه الصناعة. عشرة هذا لا يدل الا على معناه قال ولنسمه نحن النص من جهة الصيغة ومنها الفاظ يمكن ان يفهم عنها اكثر من معنى ومن امثلة ذلك المشتري قد تطلق على المقابل للبائع وعلى الكوكب المعروف. لفظة قال فاذا كانت دلالتها على جميع المعاني بالسواء حتى لا يفهم احدها الا بدليل فقد يسمونه المجمل مثل قروء ثلاثة قروء تطلق على الطهر وعلى الحيض نحتاج الى دليل يوضح المعنى هذا يسمونه مجمل. قال انا اسميه مجمل من جهة الصيغة ومن هذه الالفاظ ما ما يقال من اول الامر على شيء منا. ويكون اشهر في الدلالة على ذلك المعنى ثم يستعار لمعنى اخر لشبهه به ومن امثلة ذلك لفظة الاسد قد تطلق تطلق في الاصل على حيوان مفترس وقد تطلق على الرجل الشجاع او يبدل بعضها مكان بعض اتكالا في ذلك على قرينة تفهم المعنى المستعار مثال ذلك لفظة اه اه اه مثال ذلك مثال ذلك لفظة اه الغائط الاصل في لفظة الغائط انه المنخفظ من الارظ ثم بعد ذلك اطلقت على الخارج النجس المعروف قال هذه اذا اوردت خلوا من القرائن حملت على الوظع الاول وهي بعظ ما يعنونون في هذه الصناعة بالظاهر. قال انا اسميها الظاهر من جهة الصيغة اذا دلت القرائن على استعارتها او تبديلها فحينئذ يكون تأويلا. كما مثلنا في لفظة قال عندما حملت على قيلولة نومة آآ الظهر هذا يسمونه المؤول. ونسمي نحن مأول من جهة الصيغة. في هذا الصنف تدخل اسماء العرفية لان الحقيقة وهي الاطلاق الاول قد تكون بطريق الوضع اللغوي وقد تكون بالطريق العرفي يعني يكون هنا مثل لفظة دابة في الاصل اللغة كل ما يدب على الارظ لكننا اطلقناه على ذوات الاربع فهذا آآ اسم عرفي هي اسماء استعملت في الوظع على اشياء جميع ما يدب على الارض ثم نقلت آآ الى معنى اخر كذلك الاسماء الشرعية مثل لفظة صيام اي في الاصل امساك ثم بعد ذلك استعملت في الشرع بمعنى الامساك عن مفطرات مخصوصة. لماذا اطلقت لوجود للشباب بين المعنى الاصلي اللغوي ان المعنى الشرعي اذا هناك حقيقة شرعية لابد ان نعرفها عند تفسير الفاظ آآ الشارع. فاذا وردت هذه الالفاظ في لسان الشرع فاننا على الاسماء الشرعية لا نحملها على المعاني اللغوية. قال من هذه الالفاظ والاقاويل ما يكون دالا بمفهومه لا بصيغته وذلك لوجود حذف او نقص او زيادة. ومثلنا له بقوله فاسأل القرية ليس المراد به البنيان وانما المراد به اهل القرية وهكذا ايظا قد يكون هناك تبديل واستعارة مثل لفظة الغائط التي ذكرناها قبل قليل قال وهذه الالفاظ فيها ايظا ما يشبه النص يشبه النص ويشبه المجمل ويشبه الظاهر ويشبه المؤول فهي ليست نصا من جهة لفظها وانما هي نص من جهة القرينة من جهة السياق مثال ذلك رأيت اسدا يخطب هذا نص في اي شيء الرجل الشجاع ما يقال انه نص لكن نصيته ليست من لفظه وانما من جهة اه سياقه وقرائنه وتقدم معنا ان الصواب انه لا ينبغي ان نلتفت الى اللفظ المجرد فقط وان العرب لا تلتفت الى اللفظ المجرد فقط ولا يتكلمون بلفظ مجرد فقط وينبغي ان يكون الكلام منصبا على هذا القسم. قال فيكون اذا النص المستعمل في هذه الصناعة يعنى به صنفان احدهما النص من جهة الصيغة والثاني النص من جهة الدلالة او المفهوم وهكذا ايظا الظاهر هو المجمل والمؤول قال وينبغي ان ننظر فيها على طيب قال اللفظ انما يكون نصا اذا فهم عنه معنى واحد في كل موضع سواء في المفرد او في المركب. مثل لفظة انسان لفظة حيوان او في مركب مثل قول هو الله احد تدل على معنى واحد هذا نص لا تدل على معنى غيره. اذا ما معنى النص ما دل على معنى واحد المجمل يقابل النص. المجمل من جهة الصياغة في مقابلة هذا مثاله قلنا المشتري يمكن ان يكون المراد به مقابل البائع او الكوكب ومثله لفظة العين قد تدرك على عين الماء وعين الميزان والعين الباصرة وعين الذهب وعين الجاسوس كلها تسمى عين وقد في بعض المرات يكون اللفظ مجملا يدل على اللفظ وعلى الظد له مثل لفظة القرء اذا وقب اذا دخل وقيل خرج المجمع هذا مجمل من جهة الصيغة المجمل من جهة من جهة الصيغة في اللفظ المفرد. المجمل في المركب له امثلة كثيرة مثل من امثلة الا ان يعفونا او يعفو الذي بيده عقدة النكاح. هل المراد به الولي او المراد به الزوج ومثله قوله جل وعلا اللاتي ترغبون ان تنكحوهن هل هي في ان تنكحوهن؟ او عن ان تنكحوهن ومثله قوله جل وعلا فمن عفي له من اخيه شيء فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان. هل هو فعل الاولياء او فعل القاتل على قولين لهم هذا يقولون مجمل من جهات التركيب مجمل من جهات التركيب قال واسم البيان يقع عندهم في هذه الصناعة على ما على كل ما يمكن ان تثبت ان تثبت به الاحكام. البيان مرة يطلق على كل بيان سواء كان مبتدأ او كان تفسيرا لمجمل سابق يسمى بيان ومرة يختص اسم البيان بما كان تفسيرا لفظ مجمل سابق واتوا حقه يوم حصاد ما حق ما نعلم جاءنا في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بان ما سقت السماء ففيه العشر وما سقي بالنظح ففيه نصف العشر. هذا الحديث بيان لانه فسر مجملا قبله اذا عندنا منهجان في تعريف البيان الاول ان البيان هو توظيح اي حكم ولو كان على سبيل الابتداء. الثاني ان البيان يراد به تفسير ما كان مجملا قبل ذلك قال واسم البيان يقع عندهم في هذه الصناعة على كل ما يمكن ان تثبت به الاحكام ويقع في الافهام. من صيغة لفظ ومفهومة وما سوى ذلك مما عددناه قبل على مراتبه في افادة التصديق الى اخره اه ما هو المجمل؟ لعلنا ان شاء الله ان نتكلم عنه في اه اللقاء القادم. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم من هداة المهتدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين