اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولاخواننا المسلمين وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد فقد انتهى وانقضى ايها الاحبة موسم الحج واختار الله عز وجل في هذا العام لحج بيته الحرام من اختار من عباده وهي منحة وموهبة ربانية نستوجب الشكر ولكن ايها الاحبة اذا انقضى موسم الحج فان موسم العبادة لم ينقضي وكما سمعتم في قول الله تبارك وتعالى وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا فالليل والنهار جعلهم الله عز وجل في هذه الحال التي نشاهدها من التعاقب من اجل ان تقوم سوق العبودية لله جل جلاله وتقدست اسماؤه فالله تبارك وتعالى يعبد في الليل والنهار لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا ولهذا اقول ايها الاحبة ان افضال الله عز وجل علينا في ذلك كثيرة لا تحصى ولا تعد فانقضى رمضان ثم دخلت اشهر الحج من اول يوم بل من اول ليلة من شوال فخرج موسم ودخل موسم اخر واذا كانت ايام رمضان عظيمة وشريفة فان ايام العشر من ذي الحجة اعظم واشرف ودخلت الاشهر الحرم من شهر ذي القعدة وهي ثلاثة اشهر متتابعة فذو القعدة وذو الحجة والمحرم ثم بعد ذلك يكون شهر رجب فالعام يختم بهذا الموسم العظيم وهو هذه الاشهر اشهر الحج من شوال والاشهر الحرم من ذي القعدة يختم بهذه الشهور وبهذه العبادة اذ ان من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه فيختم العبد عامه بهذا العمل الجليل والنسك العظيم ومن لم يحج فعنده هذه الايام العامرة من الاشهر الحرم ومن عشر من ذي الحجة وفيها يوم عرفة فصيامه يكفر سنة ماضية وسنة اتية فالذين لم يحصل لهم الحج فان المنح الربانية لم تعدم في حقهم فيفضي المؤمن بعد عامه وفي نهايته وخاتمته الى امور تورثه مغفرة الله عز وجل وتأملوا ايها الاحبة الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة. من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه صيام عرفة يكفر سنة ماضية وسنة اتية. هذا ختام العام ثم بعد ذلك يكون افتتاح العام الجديد بشهر من الاشهر الحرم. وصيامه افضل الصيام بعد شهر الله المحرم وفيه يوم عاشوراء صومه يكفر سنة ماضية فيفتتح العام بوقت شريف ويختتم بوقت شريف والفرص فيه سانحة باوله واخره ينضاف الى ذلك ايها الاحبة ما جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم من ان الوضوء يحصل به غسل الخطايا وان الصلوات الخمس مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر وشبه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالنهر الغمر الذي يغتسل منه المسلم في اليوم والليلة خمس مرات فذلك غسيل في يومه وليلته والجمعة الى الجمعة غسيل اخر مكفرات لما بينهم ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينها ثم الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة فهناك غسيل يومي وغسيل اسبوعي وغسيل حولي فهذا كله من فضل الله عز وجل على عباده فالعام كله موسم للعبادة وسوق قائمة للاخرة ومزدرع لها جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يتذكر او اراد شكورا ونحن نذكر الحجاج نقول بان قول النبي صلى الله عليه وسلم حج المبرور ليس له جزاء الا الجنة. من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه فنرجو الطاف الله ونرجو رحمته ونحسن الظن به وان من حج قد غفرت ذنوبه فليس من شكر النعمة ان يسود العبد صحيفته من جديد وان كانت الثانية ان حجه لم يقبل فانما رد بسبب فساد عمله وقلبه ان له من الاعمال السيئة ما حال بينه وبين القبول والمغفرة فيحتاج الى توبة والى اوبة صحيحة يعود فيها الى حال افضل مما كان عليه. فالجميع بحاجة الى التوبة والا يرجع الى ذنوبه وان يستغفر الله عز وجل في احواله كلها فنسأل الله تبارك وتعالى ان يتقبل منا ومنكم اجمعين وتأملوا قوله تبارك وتعالى بعد ما ذكر الحج فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا وكما قال بعض المفسرين بانه اذا انقضى موسم الحج فان ذكر الله لا ينقضي وليس له موسم محدد وذكره يكون باللسان وبالقلب وبالجوارح والفرصة قائمة والباب مفتوح طالما ان هذه الروح لم تخرج فالبدار البدار ايها الاحبة والجد والاجتهاد في طاعة الله عز وجل نسأل الله تبارك وتعالى ان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته