وكما قالوا من لم يقرأ الاحياء فليس من الاحياء لا شك ان كل انسان له اخطاء ولا شك ان كتاب الاحياء علوم الدين تؤخذ عليه بعض المآخذ ويؤخذ على الشيخ العظيم رحمه الله بعض المآخذ لا شك هو بشر وله اخطاء وعاد عن كثير من هذه الاخطاء في اخر حياته. لكن في المجمل قال رحمه الله بصحوة عظيمة في الامة الاسلامية. ولم تكن هذه الصحوة في البلد الذي يعيش فيه فقط في الشام. انما شملت بعد ذلك بلادا اخرى كثيرة. تحرك رحمه الله بدعوة هادي وبالعودة للناس الى الله عز وجل ووضع اليد على اصل الداء ان الناس احبوا الدنيا وعاشوا لها فحدثت هذه الكوارث تحرك بهذه الدعوة في بلاد كثيرة حوله. وظهر مدارس مشابهة لمدرستي هنا وهناك. وكان يذهب الى الحج رحمه الله كل سنة ويجمع علماء المسلمين من هنا وهناك ويبث فيهم القوة والحمية للعمل لله عز وجل. ويقول لهم انه لا مخرج من هذا الازمة الا بالعودة الى الله عز وجل. نعم هناك بطء في الحركة بطء في التغيير. لكن انا طالبت لابد من السير فيه. وظهرت هذه المدرسة وانتشرت هنا وهناك من مكة المكرمة انتشرت الدعوة الى العراق والى المغرب والى مصر والى اليمن والى كل بقاع العالم الاسلامي كان له اعوان على هذا الخير في كل بلاد العالم الاسلامي تقريبا. وكان اجتماعهم السنوي في مكة المكرمة في الحج. كل سنة يجري العلماء من كل مكان والله حتى كانوا يأتوا من المغرب ومن شرق البلاد الاسلامية في منطقة افغانستان وباكستان. يأتون الى هذا المكان فيتدارسون سويا بافكار معينة وطريقة معينة ثم يذهبوا بعد ذلك الى بلادهم الى العام القادم وهكذا. كان ابو حامد الغزالي رحمه الله يقوم بهذا العمل في الشام وما حولها وانتشرت منها الى بلاد العرب كما ذكرنا. وفي نفس التوقيت تقريبا كان هناك رجل اخر يقوم بنفس العمل في العراق وهو عبدالقادر الجيلاني رحمه الله وايضا حمل نفس المهمة على كتفه وتحرك نفس الحركة رحمه الله ولا شك ايضا كما ذكرنا انه بشر وان البشر يخطئون له بعض الاخطاء ذكرها العلماء لكن في المجمل كان من العظماء الذين حملوا راية التغيير وبثوا روح الحمية والعودة الى الله عز وجل في قلوب المسلمين هنا وهناك خلا كتاب الغزالي رحمه الله احيانا الدين وكذلك خلت كتابات عبدالقادر الجيلاني من كلمة الجهاد لم يذكر الجهاد حتى مع وجود الامارات الصليبية كما ترون. لكنه كان يرى ان الشعب في ذلك الوقت او الامة غير مؤهلة لتحمل تبعات الجهاد الكبيرة. وان كان البعض يأخذ عليه انه لم يذكرها ويقول ان المرحلة لا تستوجب هذا الامر للان لكن كان لابد له من ذكرها على العموم لم يذكر عبدالقادر الجيلاني او الشيخ الغزالي رحمه الله هذا الامر في كتبهم فظهر في ذلك التوقيت من ينادي بالجهاد وهو على مدرسة هؤلاء العلماء. وهذا الرجل الذي ظهر قد لا يعرفه الكثيرون. او انا انا اكلت اجزم ان معظم الحضور ومعظم السامعين لهذه المحاضرة لا يسمعوا اصلا عن اسمه مع عظم قدره في الاسلام نحتاج الى قراءة تاريخنا. من هو هذا الرجل؟ هو رحمه الله. من هو اقسنكر؟ اقسم هو الاب عماد الدين زنج رحمه الله. وكان رجلا ورعا تقيا مجاهدا في سبيل الله قائدا لجيوش لبعض جيوش المسلمين كان متحركا جدا للدين لكن كان يفتقر الى العلم الذي عند عبد القادر الجيلاني وعند الامام الغزالي رحمه الله فاتحاد القوتين قوة هذا الرجل المجاهد المحب الجهاد وهؤلاء العلماء انتج بعد ذلك عماد الدين زنكي رحمه الله. في مدارس عبدالقادر الجيلاني تربى عماد زنكي في مدارس الامام ابي حامد الغزالي تربى عماد الدين زنك رحمه الله ومن معه من جيل هذا الجيل تربى على ايدي هؤلاء العلماء وهؤلاء العلماء ماتوا قبل ان يفكر المسلمون ولو مجرد تفكير اولي في تحرير البلاد الاسلامية المحتلة في فلسطين وفي الشام وفي غيرها ايفرغون من الاجر كالبحشة. حشر لله عز وجل ان يمنعهم من الاجر العظيم. وقد ثبتوا دعائم الدولة الاسلامية وبنوا مع بعضهم البعض بهذا الفكر العظيم الجيل الذي استطاع بعد ذلك ان يقوم بالتغيير ويجي بعد كده في زمن الاعداد عماد الدين زنكي رحمه الله وابنه من بعده نور الدين محمود بدأوا في مرحلة البناء وكاينين بنات في البداية صغير جدا جدا في الموصل ثم بعد ذلك في حلب. يعني في مدينة تكاد لا ترى على خارطة المسلمين. ولما نشوف في المدينة بيقول يا سبحان الله ازاي هيحصل تغيير بعد كده في دولة الاسلام كلها او في امة الاسلام كلها؟ وكيف للتغيير الذي يتم في حلب ان يؤثر على الامارات الصليبية القوية الموجودة هناك في هذه البلاد الاسلامية المحتلة فلسطين والشام وتركيا لكن انظر الى الابداع في البناء. عماد الدين زينكي ونور الدين محمود كانوا يتميزوا اشد التميز في قضية والشمول بمعنى انه لم يهتموا بجانب في الاسلام على حساب جانب. انما اخذوا الاسلام جملة واحدة ادخلوا في السلم كافة. دخلوا في الاسلام كافة. يعني اخدوا كل شرائع الاسلام وكل قوانين الاسلام في التطبيق فاهتموا سويا ده التربية الاسلامية. طب وكزلك بالقوى الاقتصادية. تموا كزلك بالقوى العسكرية وايضا اهتموا بتوحيد المسلمين. هذه محاور فيها عماد الدين الزنكي وعمل فيها من بعدي نور الدين محمود رحمه الله جميعا الزنك والتربية الاسلامية الواعية. اولا بدأوا في نشر العلم والعلماء. احنا قلنا كان عندنا مشكلة في العلم. في اواخر القرن الخامس الهجري القرن السادس الهجري مشكلة ان في علماء موجودين لكن لا يتكلمون فبدأ نور الدين محمود او بدأ عماد الدين الزنكي من قبله يستقدمون هؤلاء العلماء من شتى بقاع المسلمين كل واحد عالم يسمعه عنه في بلد او كتر من اقطار المسلمين يجيبوه عندهم في الموصل ثم بعد ذلك في حلب. ويجزلوا له العطاء ويفتحون له المجال ليعلم الناس. وهذه بدايات صحيحة لامة تريد ان تقوم. وراجعوا كل حركات التاريخ لا تكن ام ابدا على جهل. ولعلنا من هنا نفهم لماذا بدأ الله عز وجل كتابه العظيم؟ بآيات تتحدث العلم هي الاساس الامة بغير علماء تضل وتضل غيرها. فلابد من وجود العلماء ولابد من سماع كلمتهم ولابد من تقديمه ولابد من احترامهم بهذا تقوم الامة بغيره من المستحيل ان تقوم. فبدأ نور الدين محمود او عماد الدين زكي من قبله الحق الحق الوضع كان اوضح جدا في حياة نور الدين محمود. عشان كده ان الملك دايما نذكر اسمه قبل اسم ابيه. وان كان طبعا الاب عمل الدين زنكي له الفضل الكبير في انشاء اه الامة الاسلامية من جديد فبدأ نشر علم العلماء وفتح لهم الكثير من المساجد. انشأ مساجد كثيرة والمساجد كانت جامعات حقيقية. تدرس فيها كل انواع العلوم حقيقة. وانشأ العديد من المساجد في البلد الذي كان يعيش فيها ثم في البلاد بعد ذلك التي انضمت الى مملكة رحمه الله ثم بعد ذلك بدأ في انشاء المدارس الخاصة بالاطفال الصغار. في هذه المدارس في هذه المدارس التي انشأها نور الدين محمود وعماد الدين زنكي تربى صلاح الدين الايوبي رحمه الله. وتربى الجيل الذي دخل معه موقعة حطين. هؤلاء تربوا في المدارس التي ان شئت في عهد عماد الدين زكي ونور الدين محمود. مع ان هذه المدارس في ذلك الوقت او الشعب في ذلك الوقت لم يخرج الجيش الذي يحرر البلاد. لكن الاعداد بدأ من الصغر واهتم اهتمام كبير جدا جدا. عماد الدين زنتي. ونور الدين محمود بالنشأ الصغير الذي لم يتلوث بعد بالدنيا. والذي لم يتلوث بافكار داخلة عليه من خارج الاسلام. اهتمام كبير. وكان هناك صبر عجيب على تربيتهم وصبر عجيب على اخراج المواهب من وسطهم. ومن هذه المواهب كان صلاح الدين الايوبي رحمه الله