فاذا العبد يخشى ان يكون الظلم اذا وقع منه في حق الله جل وعلا فافسد في الارض بعد اصلاحها بالشرك وبالبدعة بعد السنة ان يكون ظالما والظالم له عقوبته ومن اثار الظلم ان الظالم ليس اذ يؤمن في الدنيا وليس بذي امن في الاخرة كما قال سبحانه الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الهم وهم مهتدون الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم هنا لم يلبسوا ايمانهم بظلم ظلم نكرة جاءت في سياق النفي بلم فتعم جميع انواع الظلم وهذا الظلم هنا عام مراد به الخصوص وهو الشرك لان العامة في في عند الاصوليين قد يبقى العام على عمومه وقد يعرض للعامي ما يخصصه وقد يتحول العام الى مخصوص. فيكون عاما مرادا به الخصوص في حالة واحدة النبي صلى الله عليه وسلم فسر الظلم هنا بالشرك قال طائفة من العلماء ومنهم شيخ الاسلام ابن تيمية ومن تبعه ان الظلم هنا النبي صلى الله عليه وسلم فسره بالشرك لانه فهم منهم من الصحابة انهم لما شق عليهم فهم منهم انهم خافوا اصلح حصول الامن لهم واصل حصول الاهتداء فقالوا اينا لم يظلم نفسه فظنوا ان وجود اصل الظلم يعني اي نوع من انواع الظلم يسلك الامن اصل الامن فينقلب امرهم الى خوف ويسلب الاهتداء اصل الاهتداء فينقلبون الى ضالين. ففسره لهم بالنهاية وهو الشرك قال ولهذا الاية فيها تناسب يعني ان بقدر وجود الظلم يوجد الامن والاهتداء. فالله سبحانه وتعالى قال الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك كلهم الهم والظلم درجات وانواع فكل من كان مبتعدا عن الظلم فله نصيب من هذه العاقبة وهي الامن والابتلاء. فمن كمل العدل ونفى الظلم عن نفسه في تعامله وفي حق الله جل وعلا وفي حقوق الخلق فقد كمل له الامن والاحتلال وهذه مرتبة الانبياء والمرسلين ثم الناس بعدهم درجات فاذا صار العبد يسلط ظلما ويخلط صلاحا وعدلا فيكون الامن عنده الامن النفسي في داخله او الامن في مجتمعه يكون ايضا بقدر انتفاء الظلم