هو الله جل وعلا ولما وصف نفسه بهذه الصفات قال لنا ليس كمثله شيء جل وعلا ثم قال وهو السميع البصير لماذا خص صفتي السمع والبصر؟ بعد قوله ليس كمثله شيء المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما مزيدا. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياك ممن اذا اعطي شكر واذا ابتلي صبر وممن اذا اذنب استغفر واسأله سبحانه وتعالى ان يعيذنا من مضلات الفتن وان يجعلنا من الذين اهتدوا بهداه نعوذ بك ربي ان نضل او نضل او نذل او نذل او نجهل او يجهل علينا. اللهم فاعذنا هذا وان موضوع هذه المحاضرة موضوع مهم لانه متصل بالعقيدة عقيدة الاسلام وبيان ذلك اهم واوجب ما يعلمه العبد. لان بها صحة ايمانه وصحة اسلامه والعبد بلا عقيدة كالجسد بلا روح لان العقيدة هي اساس قيام الاعمال فكل امل ليس على اساس عقدي صحيح فانه غير مقبول. لان الله جل وعلا قال لنا من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. قال من عمل ثم قال وهو مؤمن فلابد في العمل من ان يكون العبد مؤمنا. ومعنى كونه مؤمنا ان يكون ذا عقيدة صحيحة. عقيدة اسلامية واضحة التي هي عقيدة الايمان. ولهذا قال لنا علماؤنا علماء اهل السنة والجماعة انها العقيدة الاسلامية مبنية على فهم اركان الايمان. فمن امن باركان الايمان الستة وحقق ذلك فقد حقق العقيدة الاسلامية حقه واركان الايمان هي اركان العقيدة. فاذا اعتقد العبد الاعتقاد الصحيح في الله جل وعلا فامن بالله جل وعلا ربى وامن به جل وعلا الها وحده لا شريك له وامن باسماء الله جل وعلا وبصفاته وانه سبحانه لا مثيل له في اسمائه وصفاته ولاند له ولا سمي له ولا كفو له جل وعلا وامن انه سبحانه ارسل رسلا جعلهم هداة للخلق الى الله جل وعلا فمن اطاعهم استحق الجنة ومن عصاهم استحق النار ويؤمن بكل رسول ارسله الله جل وعلا وامن بالملائكة وامن بالكتب وامن باليوم الاخر وامن ما بالقدر خيره وشره من الله تعالى فانه على خير. لان هذه الاركان اركان الايمان هي اساس عقيدة الاسلام لهذا اذا قيل لك ما هي العقيدة؟ فقل العقيدة هي اركان الايمان الستة. فاركان الايمان الستة من فهمها وفهم تفصيل الكلام حولها علم العقيدة الاسلامية. ولهذا بنى علماؤنا رحمهم الله تعالى على العقيدة الاسلامية بيان عقيدة اهل السنة والجماعة على ما دلت عليه النصوص بنوها على اركان الايمان الستة وما يتصل بذلك من مباحث كما سيأتي مبينا ان شاء الله تعالى. لهذا اؤكد على اهمية دراسة هذا الموضوع وان كل واحد منكم يعتني بالعقيدة يعتني بها حفظا ويعتني بها تعلما ولا عيب على ان ان يجلس الى اهل العلم يتعلم العقيدة بجميع ما في اركان الايمان من مباحث لان هذا معه النور في القلب وكلما قويت العقيدة قوي النور في القلب لان حقيقة العقيدة هي ما تعقد عليه القلب من المعلومات من الاخبار من استسلامك لله جل وعلا. لان الايمان بالله جل وعلا وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الاخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى هذا اذا امن به العبد فقد عقد قلبه على امر صحيح لا غلط فيه. واما اذا لم يعقد قلبه في جل وعلا على معتقد صحيح اما من جهة استحقاقه جل وعلا للالوهية وحده. واما من جهة نفي بعض الاسماء صفات او تحريف ذلك وعدم الاستسلام لما دلت عليه النصوص او قدم العقل على كلام الحق جل وعلا فانه لم يحقق الايمان لا كذلك اذا لم يؤمن بما جاء جاءت به النصوص في الكلام على اليوم الاخر واجرى ذلك على ظاهره لانه امر غيبي ان قلبه لم يعقد على الايمان عقدا صحيحا. ولهذا ترى ان كثيرا من اهل العلم يعبرون عن العقيدة والايمان في مثل هذا الموضع بقولهم هذا عقد الايمان يعني هذا الذي يكون المؤمن معه عاقدا قلبه عليك واذا عقدت قلبك على علم فان ذلك معناه المحافظة عليه بشيء لا ينفك عن القلب. لهذا نعرض لبيان العقيدة الاسلامية بعامة على منهج اهل السنة والجماعة ومنهج اهل السنة والجماعة مبني على دلالات النصوص لهذا بنوا عقيدتهم في اركان الايمان بل وفي كل الاخبار الغيبية وما يعتقد بنوا ذلك على الاستسلام للنص. وهذا اصل عظيم مبدئي فارق وفيه اهل السنة والجماعة غيرهم. لان الناس في تحديد مصدر الاعتقاد. نعتقد بناء على ماذا؟ اختلفوا. واهل السنة من الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين لهم باحسان ومن تبعهم وائمة الاسلام كالامام ما لك والشافعي واحمد وسفيان الثوري وسفيان ابن عيينة والليث والاوزاعي واسحاق وابن خزيمة وجماعات وابن جريد وجماعات ائمة الاسلام قالوا العقيدة تبنى على الكتاب وعلى صحيح السنة. يعني على ما ثبت في السنة. واما غيرهم فقالوا مصدر تلقي العقيدة الاسلامية يكون بالعقل اولا ثم بالنص ثانيا. فالعقل عندهم يقدم على ما دلت عليه النصوص لشبهة قامت عندهم في ذلك. ولكن الحق انه لا احد يخبر عن الله جل وعلا وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ولا عن الملائكة ولا عن الامور الغيبية اعلم من الله جل وعلا هل ثم اعلم من الله جل وعلا هل ثم اصدق من الله جل وعلا هو سبحانه اصدق واعلم من يخبر عنه جل وعلا ومن اصدق من الله حديثا ومن اصدق من الله قيلا. فالله سبحانه وتعالى يجب ان نستسلم لخبره. فما كان منه جل وعلا من الاخبار فهو المصدق كما قال سبحانه وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدلا لكلماته صدقا في الاخبار وعدلا في الامر والنهي. فكل خبر اخبر الله جل وعلا به واخبر به رسوله صلى الله الله عليه وسلم فهو صدق وحق. لهذا اول درجات العقيدة الاسلامية الصحيحة ان تتبين من تلقي هذه العقيدة. نتلقى العقيدة ممن؟ من شيخ او نتلقى العقيدة من عقل او نتلقى العقيدة من بلد العقيدة تتلقى من مصدر العقيدة وهو كلام الرب جل وعلا وكلام المصطفى صلى الله عليه وسلم به قضية يجب ان تكون مسلمة عندنا في اي مسألة نعرض فيها للعقيدة. اذا قال لك قائل هذا هو كذا في امور الاعتقاد في الوهية الرب جل وعلا او في صفاته او في القدر او في اليوم الاخر فقل ما النص الدليل لان هذه الامور غيبية. والغيب هل يخبر عنه بشر؟ لا بد ان يخبر عنه من يعلم الغيب وهو الله جل وعلا او من اظهره الله جل وعلا على الغيب. كما قال سبحانه عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول. فاذا تحديد مصدر تلقي العقيدة الاسلامية يجب وان يكون مسلما وهو كلام الرب جل وعلا وكلام المصطفى عليه الصلاة والسلام وما ابردها اعلى القلب وما احسنها على القلب لهذا اجمع اهل السنة والجماعة وائمة الاسلام على اننا لا نتجاوز القرآن والحديث ان نمر ما جاء من الامور العقدية والامور الغيبية والا نتجاوز القرآن والحديث فاذا جاءنا احد بشيء من العقيدة بشيء من امور الغيب بشيء من التصرفات للمخلوقات او بشيء من احوال ما لا نرى فنقول له ما الدليل على ذلك؟ ماذا قال ربنا؟ ما الذي اعلمك كيف علمت هذا؟ الدليل محدد مصدر تلقي العقيدة الكتاب ومقبول السنة يعني وصحيح سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وما اتاكم الرسول فخذوه. يعني في الاخبار في العقائد وكذلك في الاحكام في الامر والنهي وما نهاكم عنه فانتهوا عليه الصلاة والسلام. اذا فمبنى كلامنا على عقيدة الاسلام هو ما دلت عليه الادلة من الكتاب والسنة فاذا هذا الاصل يمشي معنا في كل مسألة نعرض فيها لامور الاعتقاد هذا نقول اولا ان العقيدة لما قامت على اركان الايمان الستة فان اركان الايمان الستة جاءت مبينة في الكتاب وجاءت مبينة في سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام. قال الله جل وعلا ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم اخرك والملائكة والكتاب والنبيين. الاية. وقال جل وعلا امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله. وقال جل وعلا يا ايها الذين امنوا امنوا بل قال في اخر الاية ومن يكفر بالله وملائكته كتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا. فذكر ان الكفر باركان الايمان هو ابعد الضلال وذلك لان هذه الاركان هي هذه الامور هي اركان الايمان. وقال جل وعلا في موضع اخر في بيان القدر قال سبحانه وخلق كل كل شيء فقدره تقديرا. وقال جل وعلا ان كل شيء خلقناه بقدر. فاذا اركان الايمان الستة دليلها كثير في الكتاب وفي سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام. فقد ثبت في الصحيح في الصحيح صحيح مسلم من حديث عمر رضي الله عنه ان جبريل جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان. فقال له يا رسول الله اخبرني عن الاسلام فقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وان تحج البيت كالحرام. قال صدقت. قال عمر فعجبنا له يسأله ويصدقه. ثم قال اخبرني عن الايمان فقال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره هذه هي اركان الايمان الستة وقد جاءت في احاديث متنوعة. اذا هذه الاركان الستة هي التي ينبني عليها فهم العقيدة فلننظر ولنتأمل ماذا يدخل في هذه الاركان الستة من الكلام بما دلت عليه نصوص كتاب والسنة نصوص الوحيين العظيمين الايمان بالله هو اعظم الاركان والايمان بالله حتى نتكلم عليه ونفهمك اياه مرتبط بمعنى الايمان. ما هو الايمان الايمان في هذا الموضع المتعلق بالعقيدة نعني به ما تعقد القلب عليه يعني ان تصدق تصديقا جازما لا ريب فيه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الله. وهذا التصديق لا بد معه من نطق باللسان حتى يصح ولابد معه من عمل بالاركان حتى يصح ذلك التصديق وهو ثمرات العقيدة. ثمرات العقيدة بعامة هو منه العمل من مسمى الايمان كما ان القول من مسمى الايمان والايمان بالله جل وعلا وبملائكته الى اخره هذا معناه ان تصدق تصديقا جازما بما دلت عليه النصوص في الايمان في الله جل وعلا. في ذاته سبحانه وفي وفي افعاله جل وعلا وبما دلت عليه النصوص في الملائكة وبما دلت عليه النصوص في الرسل والكتب واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى الايمان بالله. لافهامك معنى بما دلت عليه النصوص. نقول الايمان بالله جاء في نصوص على ثلاثة انواع ايمان بالله في ربوبيته وايمان بالله في الوهيته. وايمان بالله في اسمائه وصفاته. والايمان بربوبية الله جل وعلا معناه ان تؤمن بان الله جل وعلا وحده سبحانه هو الرب هو الذي خلق وهو هو الذي خلق هذا وخلق السماء وخلق الارض وخلق الناس جميعا. خلق المخلوقات التي تراها وخلق ما لم ترى كما قال سبحانه الله خالق كل شيء سبحانه وتعالى. وقال ايضا جل وعلا سورة يونس قل من يرزقكم من السماء والارض امن يملك السمع والابصار؟ ومن يخرج الحي من الميت؟ ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله يعني انهم اقروا بهذه المفردات من مفردات الربوبية وان الله جل وعلا هو الذي يخلق وهو الذي يرزق وهو الذي يحيي وهو الذي يميت وهو الذي يدبر الامر وهو الذي يصرف الاشياء على ما يريده سبحانه وتعالى ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن لانه سبحانه هو الذي خلقها وامرها اليه يصرفها كيف يشاء جل وعلا. فاذا الايمان بربوبية الله جل وعلا معناه ان نؤمن بان الخالق لهذا الملكوت موجود اولا وهو الذي خلق وحده وهو الذي ينفذ امره وحده ما شاء كان وما لم يشأ لم وانه هو الذي يتصرف هو الذي يغني من يشاء ويفقر من يشاء. هو الذي يعطي من يشاء ويمنع من يشاء. اصح هذا وامرض هذا رفع هذا ووضع هذا اعطى الملك من يشاء ونزع الملك ممن يشاء رفع دولة وخفض اخرى هو الذي يتصرف في هذا الملكوت كيف يشاء. ولهذا المؤمن بربوبية الله جل وعلا يرى تصرف الرب جل وعلا في الملكوت ويعلم ان هذا لحكمة عظيمة يعلمها الرب جل وعلا. وحكمة الله سبحانه وتعالى من صفاته سبحانه وتعالى فهو جل وعلا لا يتصرف الا لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى. وحكمة الله جل وعلا معناها انه سبحانه يضع الامور التي يدبرها في مواضعها اللائقة بها الموافقة غايات المحمودة منها اذا قلت وظع الشيء في موظعه فهذا عدل. واذا وظع الواظع الشيء في موظعه ليوافق الغاية المحمودة منه فان هذا حكمة والله سبحانه وتعالى فيما يتصرف فيه في ملكوته هو الذي يتصرف وحده امره نافذ ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى اذا تبين لك ذلك وعلمت انه سبحانه هو المتصرف فانظر الى ثمرة هذا النوع من الايمان الموضوع انا نقول ايش موضوع المحاضرة؟ العقيدة الاسلامية واثرها على الفرض وعلى المجتمع. من امن لله ربا وانه سبحانه هو المتصرف وهو المعطي وهو المانع فماذا سيحدث في قلبه؟ اذا امن بربوبية الله جل وعلا على هذا النحو الكامل سيعظم في قلبه اولا محبة الرب جل وعلا. لانه يرى ربه سبحانه وتعالى هو المتصرف في هذه السماوات وفي هذه الاراضين. فيعظم محبته وتعلقه بالله لانه تعلق بالقوي الاقوى ولهذا جاء في الاثر ان المؤمن لو كادته السماوات والارض لجعل الله له من بين مخرجا واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان يضروك بشيء لم يضروك بشيء الا بشيء قد كتب الله عليك ولو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء فلن ينفعوك بشيء الا بشيء قد كتبه الله لك رفعت الاقلام وجفت الصحف. الايمان بربوبية الله جل وعلا وانه هو المتصرف في هذا الملكوت يثمر في قلبك توكل عليه جل وعلا يثمر في قلبك تفويض الامر اليه سبحانه وتعالى. فالامة بل الفرد اولا المؤمن لله جل وعلا ربا ايمانا كاملا فهو مفوض امره الى الله جل وعلا كما قال العبد الصالح وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد. وكما قال شعيب وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه اوليت. تتوكل على الله جل وعلى تفعل الاسباب التي جعلها الله جل وعلا اسبابا لحدوث المسببات تفعل العلل التي جعلها الله جل وعلا علل لمعلوماتها وتفوظ الامر الى الله تتوكل على الله لعلمك ان هذا الملكوت لا يحدث فيه شيء الا باذن الرب جل وعلا. وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو. ويعلم ما في البر والبحر ما تسقط من ورقة الا يعلمها. اذا نظرت الى ورقة تتقاذفها الرياح فالله جل وعلا يعلمها وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين سبحان الرب وتعالى وتقدس فما اعظمه وما اجله. جل وعلا عما يقول الظالمون علوا كبيرا اذا الايمان بربوبية الله جل وعلا له اثر على قلب العبد له اثر على قلبك. اذا اعطيت شكرت. واذا منعت فاعلم ان المنع من الله جل وعلا. وان الله ابتلى فلتكن اذا فيما اعطيت اياه ممن اذا اعطي شكر. وفيما منعت منه ممن اذا ومنع صبر وهذا حقيقة الايمان بالله جل وعلا ربه لان المؤمن بالله جل وعلا ربه دائما قلبه مطمئن بالله جل وعلا لهذا سئل بعض السلف من الصادق في الايمان؟ من الصادق في ايمانه؟ قال الذي لا يحركه زيادة عطاء ولا منع عطاء من الصادق في ايمانه بالله جل وعلا؟ الذي لا يحركه زيادة عطاء ولا نقص عطاء لعلمه ان الله جل وعلا هو الذي بيده كل كل شيء. فمن اذا اعطي فرح في الارض بغير الحق واذا ابتلي انط ويأس وظن الظنون وشك الشكوك فهذا ما حقق الايمان الكامل بالله جل وعلا ربه وثمرات الايمان بالربوبية يطول الحديث عنها وهي من المهمات التي ينبغي لكم ان تتأملوها في القرآن. كلها في بهذا يكثر في القرآن ذكر صفات الربوبية لم حتى تؤمن واذا امنت اطمأننت صار قلبك سليما صار قلبك متعلقا بالله جل وعلا لا ترى الخلق شيئا النوع الثاني من الايمان الايمان بتوحيد الرب جل وعلا في الهيته. الايمان بالهية الله جل وعلا وهذا النوع من الايمان هو الذي من اجله بعثت الرسل ومن اجله انزلت الكتب لان الايمان الاول بالربوبية يعني بان الله وحده هو الرب هو المتصرف هو الخالق هو الرازق هو المعطي هو مانع ادركه الجاهليون وادركه الناس لما يرون من اثار صنعة الله جل وعلا يرون السماء وعجائب ما فيها يرون الارض وعجائب ما فيها. يرى الانسان تركيب اكله تركيب جسمه لا شك انه سيستسلم يرى انه جاء بغير اختيار وسيذهب بغير اختيار منه فليس ثم الا ان يستسلم للربوبية لهذا الربوبية لم تنكرها الامم. وانما الابتلاء في هذا النوع الثاني. لهذا قال لنا ربنا جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة الرسول ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال جل وعلا ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك. ولتكونن من الخاسرين. ولقد اوحي اليك يعني يا محمد الذين من قبلك من المرسلين والانبياء لان اشركت يعني لان اشرك الانبياء او المرسلون او اشرك اتباعهم ليحبطن ان عملك وهو اعظم الخلق عليه الصلاة والسلام فما بعده اولى ولا تكونن من الخاسرين اذا اما معنى الايمان بالوهية الله جل وعلا وحده معناه ان تؤمن معتقدا جازما في اعتقادك بلا تردد ولا ريب ان المستحق للعبادة هو الله جل وعلا ان المستحق للخضوع والذل والرغب والرهب فيما عنده هو الله جل وعلا لان مقاليد الامور بيده سبحانه. فاذا الذي يعبد ويتذلل له من بيده الدنيا والاخرة سبحانه وتعالى. انت تريد مصلحتك في الدنيا ومصلحتك في الاخرة. اذا تتوجه في العبادة لاله واحد هو الذي يملك هذا الشيء وهو هو الرب الواحد الاحد الله سبحانه وتعالى. فاذا معنى توحيد الالهية معنى الايمان بالله الها وحده دون ما سوى ان توحد الله بافعالك. بصلاتك لا تصلي الا لله. بصيامك لا تصوم الا لله جل وعلا بدعائك لا تدعو الا الله وبمفردات الدعاء فلا تستغث الا بالله جل وعلا. اذا دهتك كربة طرق باب الواحد الاحد اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم. اما المخلوق فهو ضعيف هو ضعيف مثلك هو ضعيف ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفع ايشركون هذه الاشياء؟ ام لهم الهة ام اتخذوا الهة من الارض هل الاله يكون من الارض انسان خلق من الارظ مخلوقات متنوعة اصنام او ثان من الارظ تتخذ الها من الارظ تعبده وتتوجه اليه وتدعوه وتستغيثه وتذبح له وتتقرب اليه ويتعلق انكار من الرب جل وعلا. ام اتخذوا الهة من الارض قال بعدها سبحانه هم ينشرون يعني اهم ينشرون الموتى؟ اهم يحيون حتى يعبدوهم هؤلاء ضعاف مساكين. فاذا التوحيد الالهية هذا اعظم انواع الايمان. لما ان الابتلاء حصل به فالقلب قلب الموحد قلب ذي العقيدة الصحيحة يثمر ايمانه بالله الواحد وانه هو الرب المستحق للعبادة دون ما سواه يثمر بانه لا يرجو رجاء العبادة الا من الله جل وعلا لا يرجو حصول شيء خائفا راغبا راهبا الا من الله جل وعلا. لا يخاف خوف السر الا من الله جل وعلا. بعض الناس يخاف خوف السر ان يصيبه الولي بمصيبة بدون اسباب ظاهرة كما يفعل الرب جل وعلا ان يصيبه الجني بشيء بدون اسباب ظاهرة يخاف مثل هذا الخوف خوف السر وهذا من خوف المشركين كما قال جل وعلا مخبرا عن قول ابراهيم ولا اخاف ما اشركتم ثم قال وكيف اخاف ما اشركتم ولا تخافون انكم اشركتم بالله اذا من الذي احق بان يخاف؟ المشرك اما المؤمن بالله الواحد الاحد فان لا يخاف الا من الله. ايضا انواع الدعا. هل وحد الله جل وعلا في الالهية. من اذا جاءته مصيبة ذهب الى ولي ميت او الى نبي. ورغب عنده تفريج الكربات الله سبحانه هو الذي يملك السماوات والارض وهو الذي جعل لك من كل هم فرجا كيف يتوجه العبد في دعائه الى من دون الله جل وعلا؟ لهذا اوصى النبي عليه الصلاة والسلام ابن عباس وهو غلام صغير بالتوحيد فقال له عليه الصلاة والسلام اذا سألت فاسأل الله اذا سألت فيما لك به حاجة مما لا يقدر عليه المخلوق فاسأل الله وحده واذا كان المخلوق يقدر على الشيء فاسأل المخلوق لا بأس ولكن سؤالك للمخلوق على انه سبب ولهذا ترى انه في حياتك وتأمل هذا تؤتى من جهة عدم استسلامك لله جل وعلا. تأتي وتطلب من مخلوق طلبا اما واسطة واما شيء واما انه يعطيك مالا او يعطيك وظيفة او الى اخره ويبقى قلبك متعلق ويبقى قلبك متعلقا بوجاهته. وبقوته وبسمعته او انه يقدر على على هذه الاشياء وتنسى الواحد الاحد. تؤتى من هذه الجهة. الذي ينبغي اذا سألت المخلوق فيما يقدر عليه ذهبت للطبيب بيعمل لك الطبيب عملية بتاخذ دواء الى اخره هذه اسباب لكن مسبب الاسباب من؟ هو الله جل وعلا فهو الذي يلين القلوب ويفتح الموصد من الابواب لتيسير امرك. فيما جاز سببا اما الطلب من الاموات ومن الاوليا ومن المدفونين فهؤلاء منزلتهم اما الى خير واما الى غير ذلك عند الله جل وعلا. وهم لا يعطون من سألهم لانهم مشغولون بانفسهم. مشغولون بانفسهم اما ان يكونوا في نعيم فلم يجعل الله لهم ان يعطوا واما ان يكونوا في غير ذلك فهم مشغولون بانفسهم. لهذا قال لنا جل وعلا وان المساجد لله فلا اتدعوا مع الله احدا نهي واحدا يقول علماء الاصول انها نكرة في سياق النفي فتعم كل من صدق عليه انه احد كل احد لا تدعوه. اذا الذي يقول لنا ادعوا لا بأس ان تدعو الولي خالف الاية او ما خالف الله جل وعلا يقول وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا لا شك لما؟ لان دعوة غير الله هي حقيقة الشرك. اذا قيل لك ما الشرك فقل هو دعوة غير الله ايه مع بانواعها من الاستغاثة ومن الاستعاذة ومن الاستعانة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله ذلك فكل هذه من انواع العبادة. القاعدة العامة لهذا النوع من التوحيد ان تؤمن بان المستحق لكل نوع من انواع العبادة هو الله جل وعلا وحده وان الوهية الرب جل وعلا الوهية بحق وان البشر لغير الله فهو بالباطل وبالظلم وبالعدوان كما قال لنا ربنا جل وعلا ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل. وفي الاية الاخرى وان ما يدعون من دونه الباطل كانه لا باطل الا هذا. دعوة غير الله هو الباطل وكانه لا باطل الا هو. وان ما يدعون من دونه الباطل ان الله هو العلي الكبير. لهذا يجب علينا ان نحقق هذا الايمان بالله جل وعلا الها وحده دون ما سواه. وهذا هو معنى كلمة التوحيد لا اله الا الله. يعني لا معبود حق الا الله. لاحظ لا معبود حق الا الله لان الالهية معناها العبادة. لا معبود حق الا الله. هل معنى ذلك ان ثمة معبودات غير الله على نعم المشركون يعبدون يدعون غير الله ويستشفعون بمن لا يملك الشفاعة ونحو ذلك. وهذا شرك بالله جل وعلا لهذا توقن اذ كنت مؤمنا بالله جل وعلا الها واحدا احدا ان كل المعبودات التي عبدت انما عبدت بالباطل بالبغي بالظلم بالعدوان وان المعبود بحق هو الله وحده دون ما سواه. فخذ هذه معك عبد شي عبد شيء شجر حجر ولي نبي ملك جني انسي من عبد مباشرة حقيقة العقيدة الاسلامية ايمانك بان هذا المعبود الذي توجه اليه بالدعوة انه عبد بالباطل وان عبادته هي الشرك بالله جل وعلا الشرك منه شرك اكبر ومنه شرك اصغر. الشرك الاكبر بالله جل وعلا هو صرف شيء من انواع العبادة لله جل وعلا ان تذبح لغير الله تذبح للولي تأتي الى يأتي ات والى قبر ولي فيذبح له هذا شرك اكبر منه لان الذبح لمن؟ ذبح لله اراقة دم هذي عبودية عبادة عظيمة نتقرب الى الله بها في ايام عيد الاضحى فهي عبادة عظيمة صرفها لغير الله تقربا او ذكر اسم غير الله جل وعلا على الذبيحة هذا شرك. اكبر بالله جل وعلا. تارة يكون شرك استعانة وربوبية وتارة يكون شركا في الالوهية وكل منها مخرج من ملة الاسلام ومن العقيدة الاسلامية الصحيحة. النذر انواع الدعا ولهذا هذه المسألة تحتاج الى تفصيل فعليكم لبيانها ومزيد ايضاحها بكتاب التوحيد الامام المصلح والشيخ الجليل شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لانه انشغل بهذه المسألة زمانا طويلا وذهب الى علماء في مكة والمدينة البصرة ولقيا وحقق هذه المسألة وكتب للامة كتابا عظيما اسمه كتاب التوحيد. فارجع اليه في بيان هذه المسألة مع شرحه. القسم الثالث من اركان الايمان بالله الايمان باسماء الله جل وعلا وبصفاته يعني الايمان بتوحيد الاسماء والصفات ما معنى توحيد الاسماء والصفات يعني ان نؤمن بان الله جل وعلا ليس له مثيل في اسمائه وفي صفاته فله سبحانه الاسماء الحسنى وله سبحانه صفات علا جليلة عظيمة ولكن ليس كمثله اي شيء فهو سبحانه وتعالى متوحد في الجلال بكمال الجمال جل وعلا توحيد الاسمى والصفات ايمانك بان الله جل وعلا لا مثيل له في اسمائه وصفاته. لا سمي له لا ند له لا كفو له جل وعلا. وادلة هذا الاصل العظيم كثيرة في الكتاب والسنة. كما قال جل وعلا هل تعلم له سم يا وكما قال سبحانه ولله المثل الاعلى يعني له النعت المثل في هذه الاية وله المثل الاعلى في السماوات ولله المثل الاعلى يعني النعل والصفة العليا المثل هنا من الصفة والنعت وكما قال سبحانه قل هو الله احد يعني احد في ربوبيته واحد في الهيته واحد في اسمائه وصفاته لا مثيل له جل وعلا قل هو الله احد الله الصمد يعني الذي تصمد تصمد اليه الخلائق في حاجاتها لم يلد ولم يولد لكمال غناه سبحانه وتعالى ولم يكن له كفوا احد. فليس له كفؤا جل وعلا كما قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. توحيد الاسماء والصفات كثر كلام الناس فيه لكن الذي دلت عليه النصوص انه سبحانه له الاسماء الحسنى والصفات العلى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. ودلت على ان الله جل وعلا الا له اسماء مختلفة المعنى وكل اسم مشتمل على صفة غير الصفة التي في الاسم الاخر. كما قال سبحانه هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون الايات وثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ان لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة نسأل الله الكريم من فضله في القرآن اسماء كثيرة لله جل وعلا في في القرآن العظيم صفات للرب جل وعلا اسماء الله وصفاته منها صفات ذاتية ومنها صفات فعلية ما الفرق بينهما الصفات الذاتية لله جل وعلا هي التي لا تنفك عن الموصوف. يعني لا ينفك الرب جل وعلا عن الاتصاف بها مثل صفة الوجه له جل وعلا كل شيء هالك الا وجهه سبحانه وتعالى ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام سبحانه وتعالى من الصفات الذاتية صفة اليدين لله جل وعلا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وقال ايضا جل وعلا ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي ومن الصفات الذاتية لله جل وعلا الرحمة فان الله سبحانه كتب الرحمة على نفسه صفة ذاتية لا تنفك الله جل وعلا متصف بهذه الصفة لا تنفك عنه جل وعلا. يعني في كل حال هو رحيم جل وعلا من صفاته سبحانه الذاتية ان له عينين جل وعلا كل ما جاء في الكتاب والسنة نثبته من الصفات الذاتية ومن الصفات الفعلية على اساس انه ليس كمثله شيء. بعض الناس يقول هذه الصفات والاسماء اذا اثبتناها على ما في الكتاب والسنة هذا يؤدي الى التشبيه انه يصير صفة الرب جل وعلا مثل صفة المخلوق. لله وجه وللمخلوق وجه فنقول الذي وصف نفسه بهذه الصفات من هذي فيها نكتة فائدة عظيمة في توحيد الاسماء والصفات لم لان صفتي السمع والبصر مشتركة بين اكثر او كل المخلوقات الحية بالروح انت تنظر الى النملة الها سمع وبصر لها سمع وبصر. هل سمع النملة من جهة اذن لها الجواب ما تدري مثلا اللي ما يدري ما يدري او يقول لا هل بصر النملة حينما ابصرت قولنا ان للنملة بصرا ولها سمعا معناه ان النملة بقدر ذاتها وتدرك المبصرات بقدر ذاتها. لكن اذا قيل لك كيف تشبه النملة بالانسان؟ الانسان هو الذي له سمع وبصر. فهل النملة تشبه الانسان؟ حينما تقول لها سمع وبصر النملة وضيعة حقيرة بهوا تطير البعوض كذلك المخلوقات الكبيرة الحمار والفيل والى اخره. اذا فاثبات صفتي السمع والبصر المشتركة بين المخلوقات اثبات لوجودها ومعنى السمع ادراك المسموعات ومعنى البصر ادراك المبصرات لكن هل سمع النمل والبعوض مثل سمع الانسان وبصر الانسان؟ الجواب لا. هل سمع الطير وبصره مثل سمع الانسان بصره؟ لا. هل سمع الملائكة وبصر الملائكة مثل سمع الانسان وبصره؟ لا. الملائكة تسمع كلام جل وعلا اذا اراد الله ان يوحي بالامر في السماء سمع له كجر السلسلة على الصفوان ينفذهم ذلك يعني الملائكة الملائكة يغشى عليها فيفيق جبريل عليه السلام ثم تفيق الملائكة فتقول الملائكة لجبريل ماذا قال ربكم؟ فيقول قال الحق وهو العلي الكبير. حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قال الحق وهو العلي الكبير سبحانه وتعالى. اذا ان الله سبحانه يعلم السر واخفى وامنت باسماء الله وصفاته الا يورث لك ذلك المراقبة والخوف قال جل وعلا وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. الله جل قوله سبحانه وهو السميع البصير بعد قوله ليس كمثله شيء هذا اثبات ايش اثبات وجود للصفة ولكن المماثلة كما انها منقطعة ما بين مخلوق ومخلوق فهي منقطعة اعظم الانقطاع ما بين المخلوق وما بين الرب جل وعلا فاذا اثبات الصفات للرب جل وعلا اثبات وجود لا اثبات كيفية. ولهذا لا يمكن لمخلوق ان يعلم كيف اتصاف الله جل وعلا بصفاته. بل هذا الى الله جل وعلا سبحانه ولكن نؤمن بوجود هذه الصفات وبانه سبحانه متصف بالسمع والسمع معروف المعنى ومتصف بالبصر وهو معروف المعنى ومتصف سبحانه بالوجه والوجه معروف المعنى ومتصف باليدين ومتصف بالعينين سبحانه وتعالى على ما يليق بجلاله وعظمته وكذلك الصفات الفعلية ربنا وصف نفسه بالاستواء في سبع مواضع من كتابه فقال ثم استوى على العرش وقال جل وعلا الرحمن العرش استوى وقال سبحانه ثم استوى على العرش الرحمن وهكذا في ايات متعددة كلها في اثبات صفة الاستواء. الانسان يستوي كما قال الله جل وعلا في سورة المؤمنون فاذا استويت انت ومن معك على الفلك الانسان يستوي لكن هل استواء المخلوق كاستواء الله؟ لا استواء الله على عرشه اثبته الرب جل وعلا لنفسه ومعناه ان تؤمن لان الله علا على عرشه علوا خاصا. ولا سبيلا الى ادراك الكيفية الذين اولوا ونفوا وعطلوا وتحرفوا الكلمة عن مواضعه لم يقم في قلوبهم من اثبات الصفات الا التمثيل الا التشبيه فلذلك حرفوا واولوا. قالوا ما يعقل؟ هل الله جل وعلا في كتابه والنبي صلى الله عليه وسلم في سنته يوصف بما بما يشبه به خلقا لا وصف الله جل وعلا على صفته سبحانه على ما يليق بجلاله وعظمته. ولهذا قال من قال من السلف كل ما خطر ببالك فالله جل وعلا بخلافه كل ما خطر ببالك الانسان احيانا تجيه كذا تهيؤات ويتصور صورة لا الصفات معنى الايمان بتوحيد الاسماء والصفات ان تؤمن بان لله جل وعلا اسماء وان له جل وعلا صفات كما يليق بجلاله وعظمته وان هذه الصفات على معناها الظاهر منها لكن لا مماثلة بين صفات الله جل وعلا وبين خلقه. فسبحانه وتعالى متصف بالصفات على ما يليق بجلاله وعظمته. لهذا من القواعد المتكررة عند اهل العقيدة الاسلامية الصحيحة ان القول في الصفات كالقول في الذات فكما انك تؤمن بوجود الله جل وعلا ايمانا مع قطع النظر في الكيفية فكذلك الايمان بالصفات ايمان بوجودها وباتصاف الله بها مع قطع الطمع في الكيفية. لا سبيل الى الكيفية. كل ما خطر ببالك فالله جل وعلا بخلافه سبحانه وتعالى. اذا امنا بالاسماء والصفات فما ثمرة هذا على النفس ما ظنكم فيمن امن بان الله جل وعلا هو القوي العزيز ماذا سيكون في قلبه اذا امن المؤمن بان الله سبحانه وتعالى يعني حقق الايمان بان الله جل وعلا من اسمائه الجميل سبحانه وتعالى وان من صفاته الجمال لهذا ماذا يقول لك ابن القيم يقول لك ابن القيم رحمه الله في نونيته بعد ان ذكر معاني الاسماء والصفات وذكر صفة الجمال قال فجمال سائر هذه الاكوان من بعض اثار الجميل فربها اولى واجدر عند ذي العرفان. جمال سائر هذه الاكوان بعض اثار صفة الجمال لله جل وعلا كما ان قوته سبحانه ظهرت اثارها في خلقه فالقوة التي عندك اثر من اثار قوة الله جل وعلا النور الذي تراه اثر من اثار نور الله جل وعلا الرحمة التي ترى الناس يتراحمون بها اثر من اثار رحمة الله جل وعلا العزة التي في بعض المخلوقين اثر من اثار عزة الله جل وعلا يعني ان الله سبحانه وتعالى جعل لخلقه من الصفات ما يناسب ذاتهم سبحانه وتعالى وصفات العبد مخلوقة وصفات الرب جل وعلا غير مخلوقة هو سبحانه الواحد الاحد الذي لم يزل هو الاول والاخر والظاهر والباطن. وهو بكل شيء عليم جل وعلا الجمال يعني نريد ايها الاخوة ان نفتح قلوبنا لمعنى الايمان بالاسماء والصفات ترى الجمال اربطه بجمال الرب جل وعلا اذا كنت يعجبك الجمال فالله جل وعلا اهو الذي له الجمال المطلق ما ترى من جمال المخلوقات هذه ذرة من ذرة من ذرة الى اخره من جمال الرب جل وعلا اذا كان يعجبك قوة في عظيم من العظماء فاين عظمة الرب جل وعلا؟ وقوته سبحانه وتعالى اذا تذكرت قال اليس هو الشهيد سبحانه اليس هو عالم الغيب والشهادة سبحانه وتعالى؟ السميع البصير الذي يعلم كل مسموع ويبصر كل لا مو بساط يبصر ويسمع دبيب النملة السوداء على الصفاة السودا في ضمانة الليل. هذا ما يجعل العبد يخاف اذا الايمان بالاسماء والصفات عندنا عند اهل السنة والجماعة ليس ايمانا عقليا مجردا كما عند الطوائف الضالة لا ايمان معه ثمرة فاذا قصر العبد وغشيته معصية وخلط عملا صالحا واخر سيئا ضعف ايمانه بتوحيد الاسماء والصفات ضعفت اثار ايمانه فتذكر اناب سريعا وعظم في قلبه صفة الرب فلجأ الى الله جل وعلا واستغفر وانطرح بين يديه صفة النزول لله جل وعلا ينزل ربنا اخر كل ليلة الى السماء الدنيا ايقول هل من داع فاستجيب له هل من سائل فاعطيه هل من مستغفر فاغفر له فما ظنك بمن امن بهذه الصفة؟ اذا صلى اخر الليل كيف سيكون شعورك كيف سيكون ايمانه؟ كيف سيكون خشوعه؟ اذا عظم يعظم الشعور بقدر ذلك واذا ضعف يضعف بقدر ذلك. اذا ايها المؤمنون الايمان باسماء الله وصفاته له ثمراته على الافراد ولا شك في صلاح عملهم وفي علمهم بالله وفي صلاح تقواهم وفي انسهم بالله وفي رغبهم فيما عنده تجد في في قلوبهم نور يرون الاشياء لا كما يراها الجهلاء. لهذا اذا وقفت عند اية اذا مررت باية فيها ذكر الاسماء والصفات تأمل لا تعجل ليكون ايمانك بالله جل وعلا قويا في جملة من ذكر الايمان بالله اطلت فيها بانها هي اهم المهمات في هذا الباب اركان الايمان الاخرى عندنا الايمان بالملائكة ايمان بالكتب الايمان بالرسل الايمان باليوم الاخر الايمان بالقدر الايمان بالملائكة ان تؤمن معناه ان تؤمن وتعتقد ان لله جل وعلا خلقا خلقهم لعبادته وانهم بامره يأتمرون وانهم عن نهيه ينتهون وانهم مشغولون بعبادته لا يعبدون كما قال سبحانه عنهم بوصف الملائكة ايات في سورة الانبياء قال لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعمل لا يسبقونه بالقول مرسلون يرسلهم الله جل وعلا الى ما شاء. من الملائكة من هو موكل بالقطر موكل بالمطر يعني ترى المطر يأتي الى بلد ويذهب عن بلد الله جل وعلا يرسل الملائكة بالرياح يرسلها بالقطر تعطي بلدا وتمنع بلدا على حسب ما اراد الرب جل وعلا كما قال ولقد صرفنا بينهم ليذكروا وكما قال والمرسلات عرفا الملائكة منهم الموكل بالموت وملك الموت تحته جنود. من يعملون معه في قبض ارواح العالمين. كما قال سبحانه قل يتوفاكم ملك الموت في الذي وكل بكم وقال في اية الانعام حتى اذا جاء احدهم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون. اذا هو ملك وتحته رسل. سماهم الله جل وعلا رسلا ما ترى من من الاحوال في في الملكوت فالله جل وعلا يأمر به ملائكته وجنوده فيعملون له سبحانه وتعالى وينفذون امره في خلقه الله سبحانه ينفذ امره بكن لكن شاء لحكمته ان يخلق خلقا لعبادته يجعلهم يأتمرون بامره ويفعلون ما يشاء لا لحاجته اليهم جل وعلا كما يحتاج اعوان الملوك كما يحتاج الملوك لاعوانهم ولكن لاظهار عبودية الخلاء بانواعها له جل وعلا الملائكة لا يطلبون لا يتوسل بهم لا يستغاث بهم وانما هم عبادة اذا علمت ذلك نسمع الاذان نكمل ما سبق الحديث عنه وهذه الموضوعات اه انا طرقتها بصفة تناسب الحضور والا فان عرضها بصفة علمية عميقة يحتاج كما هو معلوم الى موضع غير غير هذا نقول في الايمان بالملائكة ان له ثمرة نعلم ان من الملائكة ان الملائكة يوحدون الله يسبحونه يأتمرون بامره فهذا يورث المحبة لهذا يجب علينا ان نحب ملائكة الرحمن جل وعلا فبيننا وبين الملائكة محبة وصلة الملائكة عند الرب جل وعلا يستغفرون لنا ويحبوننا يحبون اهل الايمان ونحن كذلك نحب ملائكة الرحمن. كما قال سبحانه في اول سورة غافر الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا. ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين ابو واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم وفي اية الشورى قال ويستغفرون لمن في الارض حتى اذا ما الام يعني يعني الارض حتى اذا ما الام حان ولادها وتمخضت فنفاسها متداني اوحى لها رب السماء فتشققت فاذا الجنين كاكمل الشبان. بعد ذلك ينفخ في الصور هذي اجسام اجسام بلا ارواح فتهتز اذا الملائكة بيننا وبينهم محبة لانهم عباد لله جل وعلا لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون سبحانه تعالى من الملائكة من هو موكل باشياء فنوقن بانه لم يخن احد من الملائكة الامانة. فكل ادى امانته على ما امره ربه جل وعلا اباطل معاداة اي ملك. وانما هذه صفة الكفرة. من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين. من لم يؤمن بالملائكة فهو كافر. ومن عادى ملكا واتخذه عدوا فهو كافر ايوا ايضا من الايمان من ثمرات الايمان بالملائكة المراقبة والخوف لان من الملائكة من هو موكل بكتابة بما تلفظ به ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. فيورث العلم بالملائكة الاستحياء ويورث الخوف اشبه ذلك واذا غلط العبد فانه يسرع بالانابة والاستغفار حتى يمحى ما كتبه الملك عليه حتى يثبت ما كتبه الملك له. الايمان بالرسل قسمان. ايمان اجمالي وايمان تفصيلي. الايمان الاجمالي معناه نؤمن ونصدق ونجزم غير مترددين ولا عندنا ريب ان الله جل وعلا لم يترك خلقه هملا بل ارسل اليهم رسلا من البشر فابلغوهم رسالة الله جل وعلا وان رسل الله جل وعلا هم اكرم خلق الله جل وعلا. وانه سبحانه وتعالى اختارهم. وانهم مؤيدون دون بالايات والبراهين والمعجزات فاعطاهم ما اعطاهم من الايات ما على مثله امن البشر. منهم من كانت حجته الامور تأثير في الامور الكونية منهم من كانت حجته وبرهانه التأثير في الامور البدنية ومنهم من كان برهانه وحجته ومعجزته في كتابه وهكذا ومنهم من ليس له معجزة الا التحدي العام اذا استطعتم فافعلوا شيئا والايمان الخاص بالرسل ان نؤمن بكل من سمى الله جل وعلا من المرسلين فكل رسول سماه الله جل وعلا في كتابه او جاء في السنة فنؤمن بان الله ارسله. وان الله ارسل رسلا منهم من علمنا بالكتاب والسنة ومنهم من لا نعلمه لان الله لم يقص علينا لم يقص علينا خبرهم منهم من قصصنا عليه ومنهم من لم نقصص عليك وكلم الله موسى تكليما. الايمان بالرسل انهم اتوا جميعا بدين واحد وهو دين الاسلام ان الدين عند الله الاسلام ولقد اوحيت وقال جل وعلا ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وان من امة الا خلا فيها اناذير فاذا كل رسول جاء بدين الاسلام العام الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. هذا دين الاسلام العام الذي جاء به كل رسول. عقيدة واحدة. لكن من حيث الشريعة هنا كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الانبياء اخوة لعلات. الدين واحد والشرائع شتى وقد جاء هذا ايضا في القرآن في قول الحق جل وعلا لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. فنؤمن بمحمد عليه الصلاة والسلام وانه خاتم الانبياء والمرسلين ونؤمن بنوح عليه السلام وانه اول المرسلين ونؤمن باولي العزم من الرسل الذين اخبر الله جل وعلا بهم في سورة الاحزاب وفي سورة الشورى ونؤمن بموسى وعيسى وبإبراهيم الخليل للسلام وبداوود ونؤمن بهم نحبهم ونتولاهم كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله كذلك نؤمن بكتب الله جل وعلا وان الله سبحانه وتعالى انزل كتبا جعلها حجة على خلقه ونؤمن ايمانا خاصا بالقرآن العظيم وانه كلام الله جل وعلى وان الله جعله مهيمنا على الكتب جميعا كما اخبر بذلك سبحانه وتعالى في سورة المائدة الايمان بالرسل وبالكتب وخاصة الايمان بالقرآن والايمان بمحمد عليه الصلاة والسلام هذا له اعظم الثمرات في الافراد وفي حياة المجتمعات فيجب على من امن بمحمد عليه الصلاة والسلام رسولا وعلى من امن بالقرآن كتابا الا يأخذ الامور العلمية ولا الامور العملية الا من القرآن ومن سنة محمد عليه الصلاة والسلام وان الحكم الى الله جل وعلا كما قال سبحانه وان احكم بينهم بما انزل الله. احكم بينهم ليس في القضاء فحسب وانما حتى في الامور التي يختلف الناس فيها. تجادلت انت وفلان في امور من امر العقيدة الحكم بما انزل الله لا بما عند فلان فلان فالحكم في الامور العلمية وفي المخاصمات وفي الامور العملية يجب ان يكون الى الله جل وعلا في الى كتابه والى محمد عليه الصلاة والسلام الى سنته. ثم الايمان باليوم الاخر ايظا هذا يشمل اشياء الايمان باليوم الاخر من اركان الايمان ما معنى الايمان باليوم الاخر؟ تؤمن يعني القدر المجزئ الذي من لم يؤمن به فليس بمؤمن فهو كافر تؤمن بان الله جل جلاله جعل يوما يحاسب فيه العباد فيجزي المحسن باحسانه والمسيء باساءته هذا القدر يجب على كل احد ان يؤمن به فهو ركن الايمان. ثم كل من وصله علم يتعلق باليوم الاخر في الكتاب والسنة فهذا يجب عليه ان يعلم ما بلغه مما جاء في الكتاب وفي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم لمن باليوم الاخر يبدأ من الايمان بالموت. والموت مخلوق موجود انفصال الروح عن البدن. الروح لها حياتها. والبدن يكون في التراب. بعد الموت روحوا والبدن ليس كحالتهما قبل الموت قبل الموت الحياة للبدن والروح تبع للبدن تحس ان البدن يتلذذ والروح تتلذذ تبعا لتلذذ البدن. اذا اكلت وشبعت الروح تهدأ اذا حصلت شيء فرحت فرح بدنك يعني حصلت شيئا مسرورا في عينك في في الكلام ولا كذا البدن يلتذ بما يلمس بما الروح تلتذ تبع تبعا للبدن. اما بعد الموت فالحياة للروح والبدن معا. ولكن الحياة للروح اصالة والبدن تبع فتتلذذ الروح ويصل التلذذ الى البدن وتتألم الروح والتألم والعذاب يصل الى البدن فاذا النعيم والعذاب بعد الممات الايمان به واجب والايمان بذلك ان تؤمن بان الله جل وعلا نعم المؤمنين وعذب الكافرين. نعم عن المؤمنين بتنعيم ارواحهم في الجنة وابدانهم في قبورهم كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال نسمة والمؤمن طائر يعلق في ثمار الجنة او من ثمار الجنة. والبدن ايضا القبر حفرة من حفر من حفر النار او روضة من رياض الجنة فبينهما اتصال عجيب لا يعلمه الا الرب جل وعلا الى البرزخ كله نؤمن به وانه دار نعيم او دار عذاب ونؤمن بان الله جل وعلا يبعث العباد وانه سبحانه وتعالى ينفخ في الصور او يأمر ان ينفخ في الصور نفخة ايا تصعق الخلائق؟ ثم يأمر ان ينفخ فيه اخرى تستيقظ الخلائق الى الرب جل وعلا وتسير الى موقف الحساب هاتان النفختان فيهما يحصل بينهما اشياء انبهوا بان كثيرين قد ما يعقلون ما في القرآن من ذكر ما يحصل في يوم يوم القيامة لابد من شيء من التفصيل ولو اطلت الايمان باليوم الاخر النفخة الاولى هي نفخة الصعق والنفخة الثانية هي نفخة البعث النفخة الاولى بينها وبين النفخة الثانية اربعون قال عليه الصلاة والسلام بين النفختين اربعون. قال الصحابة لابي هريرة اربعون يوما قال ابيت قالوا اربعون شهرا قال ابيت يعني ابيت ان اقول ما ليس لي به علم. النبي عليه الصلاة والسلام قال بين النفختين اربعون قال عليه الصلاة والسلام بعدها وكل شيء يبلى من ابن ادم الا عجب الذنب يعني اخر فقرة او اخر خلية من خلايا عظام الظهر. كل شيء يبلى من ابن ادم الا عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة انت اذا قبرت وتحلل بدنك اذا شاء الله جل وعلا ذلك يبقى منك بذرة في الارض هذه البذرة منها يركب الخلق يوم القيامة كما ثبت في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قال يرسل الله يوم القيامة ماء كمني الرجال منه تنبت الاجساد ما من السماء كمني الرجال هذه البذر هذه البذر تنبت تصبح كالاشجار بين النفختين قبل النبات يحصل اشياء اذا قرأت بالقرآن اذا السماء انشقت اذا الاقوى اذا السماء انشقت واذنت لربها وحقت واذا الارض مدت. اذا الارض مدت والقت ما فيها وتخلت. اذا زلزلت الارض زلزالها وخرجت الارض اثقالها اذا السماء ان فطرت واذا ويسألونك عن الجبال فقل ينسبها ربي نسفا هذه كلها تحصل بين بين النفختين الارض تتغير يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وهو التبديل الاول. الا يدفن وراء الجبال في اقصى او في السهل على رمل الامر واحد. لان الارظ ستكون شيئا واحدا ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي وما احسن قول ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته في بيان هذا الامر قال واذا اراد الله اخراج بعد الممات الى المعاد الثاني القى على الارض التي هم تحتها والله مقتدر وذو سلطان مطرا غليظا ابيضا متتابعا عشرا وعشرا بعدها عشران فتظل تنبت منه اجسام الورى مثل النبات كاجمل الريحان اجسام تعود رح كل صاحب روح الى جسده فتهتز الاجسام فينظر الناس يتلفتون كما قال سبحانه ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون قيام لانهم نبتوا ينظرون لماذا قال ينظرون؟ لان الارض تغيرت ينظرون هل هذه هي الارض التي عهدوها واشرقت الارض بنورده ثم ينساق الناس الى مكان الحساب تنصب الموازين الكتب تتطاير الصحف تتطاير يؤتى بالجنة ويؤتى بالنار ويتنزل ينزل الرحمن جل وعلا لفصل الحساب. فالايمان باليوم الاخر معناه ايمان بهذا كله ايمان بالصحف ايمان بالميزان ايمان بالنار ايمان بالجنة ايمان بالصراط كل ما اخبر الله به مما يكون بعد قيامة بل وفي البرزخ هذا كله من الايمان باليوم الاخر فمن علم ذلك تفصيلا وجب عليه ان يؤمن به اخر اركان الايمان هو الايمان بقدر الله جل جلاله خيره وشره. وهذا يطول الكلام فيه يحتاج الى بيان واسع لكن ان معنى الايمان بالقدر ان تؤمن بان الله جل وعلا علم الاشياء جميعا قبل وقوعها لكونها وكتب سبحانه وتعالى مقاديرها قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه سبحانه هو الخالق لكل شيء. الطاعات والمعاصي وكل شيء هو الذي يخلقه سبحانه انه لا يجوز ان يقال ان ثمة شيء في ارض الله وفي ملكوت الله لا يخلقه الرب جل وعلا. فنؤمن معنى الايمان بالقدر ان نؤمن بان الله قدر الاشياء يعني علم سبحانه ما ستكون عليه الامور امور المخلوقات المكلفين وغير المكلفين فعلم لانه سبحانه وتعالى علمه اول بالاشياء وكتب ذلك في اللوح المحفوظ. وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن قل لو شئت شئت شيئا لا يشاءه الله جل وعلا فلن يكون ثم نؤمن بان الله خالق كل شيء. ومن ذلك الافعال والطاعات. يعني صار الايمان بالقدر على مرتبتين. مرتبة قبل وقوع المقدر وهو العلم السابق وكتاب الله جل وعلا ومرتبة بعد وقوع المقدر او مقارنة له وهي خلق لكل شيء ومشيئته سبحانه. هنا تنبيه القضاء والقدر قل هذا امر قضاه الله وقدره. ما الفرق بين القضاء والقدر؟ اختلف العلماء في ذلك لكن اقربها الى القلوب والى الاذهان هو ان اضاء من الانتهاء والقدر من ترتيب الامور وتقديرها قبل وقوعها. فالقدر هو مقادير الاشياء قبل ان تقع والقضاء اذا وقعت وانتهت صارت قضاء. كما قال سبحانه فلما قضينا الموت فاقض ما انت قاضي يعني اجعله قضاء مبرما وانتهى. القاضي يقضي لانه ينهي الامور يجعلها على نحو ما ظهر له القضاء هو انها نؤمن بالقدر السابق وما يقدره الله علينا ونؤمن بالقضاء وهو انفاذ الله جل وعلا ما قدر سبحانه وتعالى اذا تبين لك ذلك فهذا عرظ موجز باركان الايمان باركان العقيدة الصحيحة يحتاج منك الى ان تقبل على تعلمه لان تقبل على فهمي وهذا الاعتقاد كما رأيت له ثمرات في صحة عملك له ثمرات في صحة اخباتك لربك له ثمرات في عبوديتك قال لربك وايظا له ثمرات في المجتمع بعامة في الامم في الدول فامة الاسلام لما امنت بهذا حقيقة حكمته وصارت العقيدة مؤثرة في حياتها رأيت ماذا كان عليه حال اهلها. فنحن اليوم يجب علينا افرادا ويجب علينا مجتمعات ان نحقق العقيدة الاسلامية في انفسنا. ان نعلمها اولا علما بينا بادلتها. والا نتردد ولا اركاب ثم نحققها في انفسنا تظهر ثمرات العقيدة الصحيحة علينا في انفسنا وفي بيوتنا وفي مجتمعاتنا فان في ذلك الطمأنينة والعلم والنور الذي تراه. اومن كان ميتا فاحييناه. يعني بالعقيدة. حيناه بالايمان صحيح او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها لا شك لا يستوي هذا وهذا افمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون هذا الجواب لا يستوى مؤمن لا يستوي مع غيره. فاذا احبكم في ختام هذه الكلمة على الاعتناء بالعقيدة. وعلى ان يكون للعقيدة ثمرة في حياتك وان لا تكون العقيدة مجرد امور قناعية عقلية لا لا بد من ان لها اثرا في الختام اسأل الله جل وعلا ان يثيبكم على ما سمعتم وان يثبت ما سمعتم في قلوبكم. وان يمن عليكم بحسن الاتباع. ان يمن علي وعليكم بحسن الاتباع والعمل بما علمنا اللهم نسألك ان تغفر لنا جميعا. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولاحبابنا جميعا اللهم طهرنا من الذنوب والاثام وارفع درجتنا فان صفتك يا ربي المغفرة والرحمة وصفتنا التقصير والمعصية والغفلة. اللهم فاغفر لنا جما وارحمنا رحمة واسعة. واجعلنا من من الذين رضيت عنهم فارضيتهم يا كريم. نعوذ بك ان نضل بعد الهدى. او ان ان نعوذ بك بان نضل بعد الهدى او ان نزيغ بعدما جاءنا من البينات والهدى اللهم نسألك ان تصلحنا وتصلح مجتمعاتنا اللهم وفق ولاة امورنا لما تحب وترضى اللهم اجعل ما يستقبلونه من الايام في الامن والايمان والهدى ونصرة في الدين والشريعة خيرا مما خلفوه. واجعلنا واياهم من الذين يرتفعون كل يوم في درجات الايمان يا كريم. اللهم وابرم بهذه الامة امر رشد يعز فيه اهل الطاعة ويعافى فيه اهل الغفلة والمعصية