لله جل وعلا في كل احواله. ولهذا كان من اللوازم على من يريد الخير بنفسه ان يتعرف وان يطلب علم ما انزل الله جل وعلا على رسوله ومن المعلوم ان الله جل وعلا بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من داعية هواهم ليخرج الناس من تحكيم ارائهم وتحكيم رغباتهم على تعاملاتهم الى ان يحكموا الله جل وعلا وحده والى ان يطيعوا الله جل وعلا ويطيعوا رسوله صلى الله عليه وسلم. ففي الصحيح صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال قال الله تعالى انما بعثتك لابتليك وابتلي بك الله جل وعلا بعث نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم ليبتليه بطاعته وبتوحيده وبتبليغ شرعه وليبتلي به الناس فالنبي صلى الله عليه وسلم مختبر به وبما جاء به عن الله جل وعلا ليبتليك وابتلي بك يعني لاختبر الناس بك هل يتبعون شرعك؟ هل يتبعون سنتك؟ هل يتبعون ما حملته؟ مما انزل الله جل وعلا عليك ام لا؟ والابتلاء حقيقته الاختبار. وابتلاء الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم في جميع احوال المكلف. ومن تلك انواع تعاملاته. فالشريعة جاءت كما يقول الشاطبي رحمه الله في كتابه الموافقات الشريعة جاءت لاخراج المكلف من داعية هواه الى ان يكون تابعا لامر الله جل وعلا. فحقيقة العبد انه مربوط مقهور لله جل وعلا ولهذا يجب عليه ان يخرج عن داعية هواه الى ان يكون عبدا محققا هذه العبودية